رواية شد عصب سعاد محمد سلامة - الفصل الثالث والثلاثون
رواية شد عصب
بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الثالث والثلاثون
« وتتناثر الد ماء بالغرفه»
رواية
شدعصب
أسفل تلك المياه المُنهمره التى تنساب على وجهه وجسده، كانت مياه بارده عكس قلبه المتوهج مازال يُسيطر عليه الغضب، رفع يديه يُزيل تلك المياه العالقه بين رِمشيه ثم جذب شعره للخلف بغضب وهو يتذكر ما حدث قبل دقائق على الشاطئ
[فلاشــــــــــ/باك]
أبتعد جاويد عن سلوان خطوه واحده للخلف، رفع يده بالسلاح وقام بإغلاف صِمام الآمان وهو ينظر ناحية إيهاب الذى مازال يجثو أرضًا، ثم نظر لـ سلوان بقسوه فتكت بقلبها وهى تراه يبتعد عنها دون حديث، وهى تهمس بإسمه باكيه، بنفس اللحظه إقترب هاشم ورأى السلاح بيد جاويد،لم يُفكر ورفع ذالك المسدس الذى بحوزته وأطلق رصاصه تحذيريه فى الهواء أعقبها قوله بنبرة نهي:
جاويد.
رفع جاويد رأسه ناحية هاشم نظر له بتهكم وسُخريه دون حديث غادر المكان بقلب مُتحجر حتى أنه لم ينظر مره أخري لـ سلوان، تعمد عدم النظر لها ربما يشفق قلبه عليها، لكن لا تستحق.
[عـــوده]
رغم أن المياه كانت بارده لكن لم تستطيع تهدئة ثورة جاويد، أغلق صنبور المياه، وجذب منشفه وضعها حول خصره وخرج من الحمام الى غرفة النوم،إتكئ بجسده على الفراش يُغمض عيناه للحظه سُرعان ما فتحها بعد أن صدح رنين هاتفه،نظر نحوه وجذبه وقام بالرد عليه بهدوء،أنهي الحديث قائلًا:
تمام...أنا راجع ألاقصر بعد تلات ساعات.
ألقى جاويد الهاتف على الفراش وزفر نفسه بضيق ثم نهض قائلًا بتوعد:
إنتِ اللى بدأتي بالهجر يا سلوان.
❈-❈-❈
على الجهه الأخري
تتبع هاشم مُغادرة جاويد بعين حذره ثاقبه الى أن أصبح أمام سلوان شعر بالآسى على حالها وهى تجثو على الأرض تتكئ بإحدى يديها على ساقها واليد الأخرى تضعها على بطنها تبكي، شعربآلم ليس فقط بجسده، بل نفسي أكثر حين إنحنى وضم سلوان لحضنه قائلًا:
قومي معايا يا سلوان.
رفعت سلوان وجهها تنظر لـ هاشم بعذاب مصحوب بآلم ليس قويًا تشعر به فى بطنها لكن شعرت بخوف قائله بإستنجاد :
بابا جاويد سابني ومشي... بابا بطني بتوجعني أوي.
شعر هاشم بالخوف قائلًا:
إنسي جاويد يا سلوان دلوقتى وحاولى تسندي عليا وخلينا نروح لأي مستشفى قريبه.
إمتثلت سلوان لقول هاشم تشعر بخوف من ذالك الآلم الذى يضرب بطنها...حتى وقفت على قدميها وسارت تستند على هاشم الذى نظر لـ إيهاب لم بستطيع إخفاء بسمة الشماته،وقال بإستهزاء:
أما تفوق إبقى روح لـ دولت تحطلك شوية تلج على وشك عشان الورم يخف شويه... وحسابنا بعدين.
بعد قليل بأحد المشافى الخاصه بالبحر الأحمر.
أزاحت الطبيبه تلك الستاره وخرجت تنظر لـ هاشم مُبتسمه تقول:
لاء المدام صحتها كويس وكمان البيبي.
رجف قلب هاشم للحظه سألًا بغفله:
قصدك أيه بالبيبي.
تبسمت الطبيبه بتفسير قائله:
إنت متعرفش إن المدام حامل فى حاولي شهر ونص تقريبًا.
إنشرح قلب هاشم بتفهم وتبسم لـ سلوان التى خرجت من خلف الستاره،
تبسمت له سلوان هى الأخري وشعر قلبها بغصه كانت تود أن يكون جاويد معها بهذه اللحظه،وترى رد فعلهُ، لكن نظرت للطبيبه سأله:
أنا كنت حسيت بمغض قوي فى بطني،ودلوقتي راح الوجع.
تبسمت الطبيبه بعمليه قائله:
عادي،ممكن يكون عرض جانبي،إنك إتعصبتي أو زعلتي أو حركه زايده حاولى تهدي نفسك،وهكتبلك شوية ڤيتامينات وكمان لازم تغذيه كويسه عشان صحة البيبي.
نظر هاشم للطبيه قائلًا بمزح:
أيوا يا ريت يا دكتوره تكتبي ليها حقن مقويات،عشان تقويها، عشان دى مش بتاكل ومقضيه طول الوقت نوم.
نظرت سلوان لـ هاشم بزجر
تبسم هاشم كذالك
تبسمت الطبيبه قائله:
لاء بلاش تطاوعي نفسك على قلة الأكل عشان صحتك إنتِ والبيبي،والنوم مش هيطير .
أومات سلوان براسها بقبول،بينما تبسم هاشم رغم تلك الغصه بقلبه على حال سلوان لكن شعر أن ذالك الجنين قد يكون هو حلقة الوصل بين جاويد وسلوان،كذالك حفيد أو حفيده يشعر بعودة الروح والسعاده المفقوده معهم مستقبلًا.
❈-❈-❈
بـ شبرا الخيمه
من تلك الغرفه
خرجت إيلاف جوار أختها كل منهن تجُر خلفها حقيبة ملابس، تبسم لهن لـ بليغ الذى اغلق الهاتف ونظر لهن قائلًا:
جواد إتصل وقال أنه هينتظرنا فى المطار.
شعرت إيلاف بالغبطه بداخلها لكن أومأت رأسها بصمت، تبسم بليع قائلًا:
أنا إحترمت قرارك لما طلبتِ وقت قبل ما تدي قرارك فى طلب جواد أنه يتجوزك، رغم إني مش مقتنع بس متأكد إن سعادتك مع جواد أنا واثق من مشاعره ناحيتك، وإنتِ كمان عندك مشاعر له، يمكن متلخبطه شويه.
أومأت إيلاف بتوافق قائله:
حضرتك عارف اللى حصل فى المستشفى بصراحه أنا سكتت قولت امر إننا مخطوبين قدام زمايلى هناك مش هيضرني،لانى كنت عامله حسابي إن بعد مدة التكليف مش فى هفضل فى الأقصر،وهينتهي الأمر على كلام وبعد وقت إنتهي،بس بعد قرار حضرتك،واللى ماما وأختي وافقوا عليه إننا نجي نعيش ونستقر معاك هناك فى الأقصر،ممكن الامر يختلف،وجواد تفهم الموضوع،ومتخافش حضرتك أنا مش هاخد وقت وأقول قراري سواء بقبول الإرتباط بـ جواد أو...
قاطعها بليغ بتصميم:
متأكد هيكون بالقبول با إيلي،جواد هو الشخص الوحيد اللى أتمني يكون من نصيبك لأني واثق إنه بيكمل شخصيتك.
تبسمت أخت إيلاف وضمتها من كتفها قائله:
بصراحه انا مشوفتش جواد غير مره واحده بس،بس حسيت كده إن وقار وهيبة وعِرق الراجل الصعيدي المُتميز فيه،هو جواد ده مالوش أخ نفس القطعيه كده.
تبسم بليغ قائلًا:
للآسف أخوه التاني متجوز.
تبسمت إيلاف قائله:
متجوز من بنت قمر والله أنا مشفتهاش غير يوم الفرح، كان جملها مغطي عالكل، ربنا مديها هاله ربانيه.
تبسم بليغ قائلًا:
عندك نفس الهاله الربانيه يا إيلاف، الهاله دي ربنا بيبقى زارعها فى القلوب وبتظهر عالوشوش تديها بريق خاص.
تبسمت أخت إيلاف وغمزت بعينيها قائله:
يا خساره،بس مش مهم أكيد هناك فى الأقصر هلاقى من نوعية جواد،وبعدين أول مره أشوف سلفه بتشكُر فى جمال سلفتها،ولا عشان لسه عالبر.
تبسمت إيلاف قائله:
أولًا انا قولت الحقيقه الواضحه جدًا،ثانيًا أمر إنها سلفتي ده لسه أمر فى طي التفكير،ثالثًا بطلي غمز،وأتمني تقابلي راجل صعيدي على ذوقك،مش خلاص
عم...
توقفت إيلاف قبل أن تُكمل الكلمه بعد زجر بليغ لها ببسمه،تبسمت هى الأخري،تشعر بغرابة تلك الكلمه التى قالتها:
بابا أخد موافقه على أمر إنتسابك هناك للجامعه وتجي هنا فترة الإمتحانات بس،والسنه الجايه هيحول لك بالجامعة هناك،يعنى مؤكد هتقابلى وتتعاملى مع مجتمع مش مختلف عن هنا غير إختلافات بسيطه.
❈-❈-❈
بمنزل القدوسي
مساءً
دخل محمود الى غرفة مؤنس، تبسم له مؤنس قائلًا:
رايحين دلوك دار الأشرف عشان تقروغ فاتحة حفصه وأمجد مره تانيه كمان تتفقوا على كتب الكتاب .
تبسم محمود قائلًا:
تصدق يا أبوي اللى مره اللى فاتت لما روحنا عشان نقرأ فاتحتهم ،مكنتش سعيد زى دلوك،كنت حاسس إن أمجد بينفذ غرض صفيه وهو مش جواه مش مقتنع ،بس دلوك هو إتوكد من حقيقة مشاعره،وكنت خايف يتجوز منيها ويعيش من غير شخصيه أو إرادة ويتحمل بس عشان غرض فى دماغ صفيه،النسب العالي،غير كمان ممكن يكون تمهيد وجاويد يطلب يد مِسك اللى عمره ما شافها،أنا أتحدت مع مِسك وجولت لها بلاش تتأمل ان جاويد ممكن أوافق عليه حتى لو طلق سلوان،وهى جالت لى إنها مش بتفكر فى الجواز دلوك،وقررت إنها تكمل الدرسات العليا وتكمل كمان ماجيستير ودكتوراه.
تنهد مؤنس بآسف قائلًا:
أحيانٕا ربنا بيظهر الخير فى الشر
الجلوب يا ولدي معلهاش سُلطان، وأنت أكتر واحد عارف إكده، وبعترف إني ظلمتك زمان،بس صدقني يا ولدي مكنش فى حل تاني وكل شئ قدر ومكتوب.
إنحني محمود على يد مؤنس وقبلها قائلًا:
لاه يا أبوي،ربنا كان رايد كيف ما جولت كل شئ قدر ومكتوب،يمكن صحيح ما عشتش السعاده مع صفيه بس،ربنا رزقني بأولاد،يمكن ربنا مش بيدي قد ما بياخد،بس عالأقل عوضني بجزء أقدر أتحمل بيه وأكمل الطريق.
وضع مؤنس يدهُ على كتف محمود قائلًا بموده:
ربنا يرزجك الرضا يا ولدي.
تبسم محمود وآمن على دعاء مؤنس قائلًا:
برضك يا أبوي مش هتيجي معانا لـ دار الأشرف... إنت سبق من فتره قليله دخلتها.
تنهد مؤنس بآسف قائلًا:
مش قادر يا ولدي أتحمل أدخلها،لما دخلتها من فتره قريبه،كنت رايح أشوف سلوان،سلوان لما كانت إهنه كنت حاسس إن روح مِسك چاري.
تنهد محمود قائلًا:
سلوان،مش بس أخدت ملامح مِسك أختى كمان تفكيرها،وقت ما بتقرر مبتفكرش فى عواقب القرار اللى أخدته،أو انها ممكن تضُر غيرها بتسُرعها.
أومأ مؤنس رأسه يتنهد بآسي:
لساك يا ولدي شايل فى قلبك من أختك...مهما حاولت تخبي،أنا شايف اللى فى قلبك.
قاطعه محمود قائلًا:
لاه يا أبوي أنا نسيت،بس هو حديت جر معاه قسوة الماضي....
قبل أن يسترسل محمود الخديث أكثر مع مؤنس سمع الإثنين طرق على باب الغرفه،أذنا له بالدخول.
تبسم أمجد قائلًا:
بابا
ماما ومِسك خلصوا لبس وسبقونا عالعربيه.
نهض محمود مُبتسمًا،بينما أمجد أقترب من مكان جلوس مؤنس وإنحني على يده قائلًا بأمنيه:
كنت أتمني تكون موجود معانا يا جدي وأستبارك بيك.
ربت مؤنس على كتف أمجد بأُلفه قائلًا:
البركه فى بوك يا ولدي،ربنا يرزجك بالخير دايمًا.
تبسم أمجد بصفاء قائلًا:
إنت الخير وبركتنا يا جدي.
❈-❈-❈
بعد قليل بـ دار صلاح
بغرفة حفصه
دخلت مِسك مُبتسمه تقول:
ألف مبروك يا حفصه شوفتي أنا قولتلك نصيبك هيبقى مع أخوي،متعرفيش أنا فرحانه قد أيه إن عقلك رجعلك،معرفش كان أيه اللى حصل وخلاكِ تفسخي خطوبتك من أمجد،ولا أقولك انا عاؤفه السبب أكيد نذير الشوم وش الغراب سلوان على رأي ماما،أهي لما غارت من إهنه إتصلح الحال بينك وبين أمجد من تاني.
أومأت حفصه بتوافق قائله:
يمكن ده كان سبب مش كل الاسباب عالعموم هى مشيت ومعتقدش إنها هترجع تاني،الا لو كان عندها جباحه.
ردت مِسك:
لاء إطمني من ناحية الجباحه فهي عندها متوفره بزياده.
تهكمت حفصه قائله:
حتى لو جِبحه تشوف مين هيسمح لها جاويد أهو بقاله أكتر من شهر ونص مش معبرها.
إنشرح قلب مِسك سأله:
وأيه عرفك مش يمكن راح لها الايام اللى فاتت.
ردت حفصه بنفي:
لاء معتقدش أنا سمعته وهو بيقول لـ ماما انه كان فى جوله سياحيه مع عميل من روسيا،بيجامله .
تسألت مِسك:
وكان معاه فى جوله فين؟
إنشغلت حفصه فى هندمة حجابها قائله:
معرفش بصراحه،بس ممكن يكون أسوان هى الأقرب لينا،وكفايه أسئله بقى،ساعديني قبل ما نلاقى توحيده طالعه لينا هنا.
تهكمت مِسك بنزك قائله:
توحيده دي مبننزليش من زور،حاشره نفسها فى أى حاجه،زي خالتك محاسن بالظبط.
نظرت حفصه لإنعكاس مِسك فى المرآة بلوم قائله:
بلاش تقولى كده على خالتي محاسن دى قلبها أبيض وأنا بحبها زي ماما بالظبط،وتوحيده كمان تعتبر هى اللى مربياني وبتتعامل بفطرتها،وكفايه كلام لحد إكده أنا خلاص خلصت لبس خلينا ننزل للمندره.
قبل قليل بغرفة المندره
كان يجلس الجميع
صلاح،جاويد،جواد،زاهر،دخل عليهم صالح قائلًا:
واه ده رِجالة عيلة الأشرف متجمعين إهنه.
نظر له زاهر بتهكم،بينما نظر له صلاح قائلًا:
نورت يا صالح.
تهكم صالح وهو ينظر ناحية جاويد يشعر بشماته،لم يستطيع إخفائها حين قال بتوريه:
يا خساره قلب ولاد الأشرف دايمًا بيتعلق بأحبال الهوا الدايبه،سلوان عملت كيف أمها زمان و فرت من إهنه.
نظر له جاويد بحقد وغضب قائلًا بثقه:
تأكد يا عمي سلوان راجعه لإهنه تاني وقريب چدًا.
إغتاظ صالح من ثقة جاويد وكاد يتهكم،لكن بنفس اللحظه،دخل الى المندره محمود وخلفه أمجد،نهض الجميع وأستقبلهم بحفاوه عدا صالح الذى جلس بكِبر يضع ساق فوق أخري يرمق جاويد من حين لآخر نظرات مُحتده يشعر بكراهيه من ثقته بنفسه.
بعد قليل
دخلن
صفيه ومِسك ويُسريه وخلفهن محاسن التى تُمسك يد حفصه مُبتسمه،وقالت بمرح:
ليه مكسوفه يا عروسه،كل اللى إهنه أهلك،بالك أنا يوم قراية فتحتي إسألى يُسريه جولت لهم لازمن أشوف عريسِ.
تبسم الجميع على مرح محاسن،التى جلست وحوارها حفصه الخجوله،بينما مِسك كانت تختلس النظر نحو جاويد،تتمني لحظه مثل هذه وتكون هى العروس وجاويد هو العريس،رمقها زاهر بتهكم حين تقابلت عيناهم للحظه،تهربت مِسك من تلك النظره سريعًا،تشعر بأمل ربما إقترب بعدم وجود تلك المُتسلقه سلوان.
بعد قليل،رفع الجميع أيديهم وبدأوا بقراءة الفاتحه تيمُنًا بالخير،الى أن أنتهوا،تبسم صلاح قائلًا:
إن شاء الله كتب كتاب حفصه وأمجد بعد أسبوع يوم حِنة زاهر أهو تبقي الفرحه إتنين.
تبسم الجميع بمباركه،بينما غص قلب زاهر لا يدري لما يشعر بتخبُط...لو سلم لعقله لأنهى ذالك الزواج المقيت قبل أن تبدأ مراسم العُرس.
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع
صباحً
بالبحر الأحمر
تحير عقل هاشم،يشعر بالآسى على حال سلوان التى تتحمل قسوة جاويد،فكر بفعل شئ قد يصل بينهم،لما لا يُخبر صلاح بأمر حمل سلوان وهو بدورهُ يُخبر جاويد ويرق قلبه على سلوان ويصفح عن خطأها الذى بنظره ليس جسيم لرد فعل جاويد القاسي،إتخذ القرار...
فتح هاتفه وآتى برقم صلاح،وكاد يتصل عليه لكن يبدوا أن هنالك توارد خواطر بينه وبين صلاح الذى يهاتفهُ،رد هاشم بهدوء:
صباح الخير يا صلاح.
تبسم صلاح قائلًا:
صباح الخير يا هاشم،أنا عارف أكيد إنت مستغرب إنى بتصل عليك بدري كده،بس بصراحه إنت عارف مَعَزتك عيندي حتى من قبل النسب بينا،ومكنش ينفع يبقى كتب كتاب بِتِ الليله وإنت متعرفش.
تبسم هاشم قائلًا بمباركه:
ألف مبروك،ربنا يتمم بخير.
تبسم صلاح قائلًا:
غير كمان حِنة زاهر واد أخوي صالح.
سأم وجه هاشم من ذكر إسم صالح، لكن بنفس اللحظه سمع صوت آخر عبر الهاتف
أثناء حديث صلاح مع هاشم دخل جاويد الى الغرفه قائلًا:
صباح الخير يا بابا، كنت عاوز أتحدت وياك فى أمر هام.
نظر صلاح الى الهاتف، ثم الى جاويد قائلًا:
وأيه الأمر الهام ده.
رد جاويد ببرود:
أنا قررت أتجوز.
ذُهل صلاح وأخفض يدهُ بالهاتف دون إنتباه أن هاشم مازال على الخط، تسأل صلاح:
إنت بتقول أيه، إنت مش متجوز.
رد جاويد:
أيوا، وفيها أيه الشرع محللى أربعه.
تعجب صلاح قائلًا:
قصدك إنك هتطلق سلوان.
رد جاويد:
لاء مستحيل أطلق سلوان،أنا قولت الشرع محللى أربعه
تهكم صلاح بتعجب قائلًا:
يعنى هتتجوز على سلوان،
ومين اللى رضيت تتجوزك وإنت على ذمتك ست تانيه.
رد جاويد:
ده الأمر اللى جاي لحضرتك عشانه أنا بقول انا أولى مِسك بنت عمتي صفيه،ومعتقدش إنها هتمانع...وترفض.
ذُهل...لا بل صُعق صلاح قائلًا:
إنت أكيد بتهزر.
رد جاويد بتأكيد:
لاء مش بهزر يا بابا،وكمان بفكر أكتب كتابي أنا ومِسك الليله مع حفصه وأمجد.
مازال الذهول يُسيطر على ملامح وعقل صلاح بينما قال جاويد:
أنا عندي كم شُغلانه لازمن أخلصها قبل المسا،حضرتك تقدر تكلم عمي محمود وتتوسط عنده يوافق على كتب كتابي أنا ومِسك المسا... ، عن أذنك، همشى أنا دلوك وهنتظر تتصل عليا تقولى رد عم محمود.
بملامح مذهوله تعقب صلاح خروج جاويد من الغرفه مُسرعًا،كمن نزع فتيل قنبله وهرب قبل إنفجارها.
إنتبه صلاح حين سمع صوت رنين هاتفه.
بينما هاشم سمع حديث جاويد مع صلاح،وإنصدم هو الآخر إن كانت صدمته هو أكبر وأكثر ألمً،حاول الحديث مع صلاح لكن لم يرد،أغلق الإتصال وقام بمهاتفته مره أخري.
نظر صلاح للهاتف وتذكر أن هاشم كان معه على الخط لابد أنه سمع حديث جاويد معه،حاول رسم الهدوء وقام بالرد سُرعان ما سمع قول هاشم الحاد:
قولى إن الكلام اللى سمعته من جاويد كان بيهزر معاك.
صمت صلاح
بينما إحتد هاشم قائلًا:
رد عليا يا صلاح،اللى سمعته من جاويد ده صحيح،جاويد ناوي يتجوز تاني.
صمت صلاح لثواني ثم قال:
أنا مش عارف أساسًا جاويد كان بيتكلم جد ولا هزار.
تنهد هاشم بضجر وضيق قائلًا:
هو الموضوع ده فيه هزار،أنا سمعته بوضوح،أنا مش هسمح إن جاويد يتجوز على سلوان ولو وصلت هطلاقها منه بالعافيه.
حاول صلاح تهدئة هاشم قائلًا:
إهدي يا هاشم،جاويد قال مش هيطلق سلوان.
تهكم هاشم قائلًا:
لاء كتر خيرهُ مش هيطلقها لكن هيتحوز عليها ويجيب ليها ضُره، صلاح أنا لغاية دلوقتي ساكت وبقول يمكن جاويد يهدا، لكن بعد القسوه اللى شوفتها فى عينه عالشط، واللى سمعته دلوقتي ، بيأكدلى إنى كنت غلطان لما ساعدته يخدع سلوان،
جاويد لو عمل الجنان اللى قالك عليه وإتجوز على سلواا....
قطع هاشم تكملة وعيدهُ،حين دخلت سلوان عليه،نظرت له بذهول تشعر بصاعقه ضربت قلبها وقالت بتقطُع وصدمه:
بابا... قصدك مين اللى هيتجوز!.
أغلق هاشم الإتصال ونظر لـ سلوان ببؤس صامتًا.
تعصبت سلوان سأله بحِده غير مستوعبه:
بابا جاوب عليا، أنا سمعت إسم جاويد، إنت كنت بتكلم مين عالموبايل، جاويد هو اللى كان بيكلمك، لاء جاويد عنده كِبر مستحيل يكلمك أكيد عمو صلاح، أنا سمعت آخر كلامك، قولى إنى سمعت غلط.
صمت هاشم دليل صعق قلب سلوان التى جلست تضع يدها على صدرها، سالت دموعها قائله بتقطُع:
ومين العروسه اللى رضيت تتجوز واحد على ذمته غيرها، أكيد مِسك بنت خالى محمود.
جلس هاشم جوارها يشعر بتقطُع نياط قلبه، شعرت سلوان بوجع فى بطنها، إتكئت بيدها على فخذها تحاول التغلب عليه، للحظات قبل أن تتجاهل ذالك الوجع الضعيف بالنسبه لوجع قلبها، ونظرت لـ هاشم دموعها تسيل
قائله برجاء:
بابا أرجوك خلينا نسافر الأقصر قبل ما جاويد يجوز مِسك، أنا متأكده هو بيعمل كده بينتقم مني عشان سيبت بيته، بابا أرجوك.
ضم هاشم سلوان قائلًا:
إهدي شويه يا حبيبتي
إنت ناسيه إنك حامل يا سلوان.
نظرت له سلوان برجاء مره أخري:
أرجوك يا بابا ساعدني، أو أقولك أنا هسافر الاقصر لوحدي.
قالت سلوان هذا وتغاضت عن الآلم التى تشعر به ببطنها،ونهضت واقفه.
نهض هاشم وأمسك يدها بآسي قائلًا:
سلوان حاولي تهدي،ناسيه إنك حامل والسفر والعصبيه دي ضرر عليكِ.
ردت سلوان ببكاء:
جاويد لو إتجوز عليا أنا هموت بحسرتي يا بابا.
تدمعت عين هاشم وضم سلوان لحضنه قائلًا:
بعيد الشر عنك،إهدي وانا هحاول أتصرف.
ردت سلوان بآلم:
هتصرف تعمل أيه وإحنا بعيد عن الاقصر إحنا لازم نسافر دلوقتي الأقصر.
رد هاشم:
مفيش قدمنا غير نسافر بالطياره،بس إنتِ حامل و...
قاطعته سلوان قائله:
أرجوك يا بابا مفيش وقت،ومش هيحصلى أسوء من جواز جاويد عليا.
مُجبرًا وافق هاشم،وقام بالإتصال على أحدي شركات الطيران...ثم نظر لـ سلوان بشفقه قائلًا:
دبرت تذكرتين سفر ميعاد الطياره الساعه تلاته المسا.
تنهدت سلوان بأمل قائله:
المهم نلحق نوصل الاقصر قبل المسا.
❈-❈-❈
بالاقصر
دخلت يسريه الى تلك الغرفه الموجود بها صلاح إستغربت من ملامح وجهه سأله:
مالك يا صلاح قاعد كده ليه، اللى يشوفك يقول زعلان إن حفصه هينكتب كتابها الليله، لسه بدري على ما تتجوز.
تنهد صلاح قائلًا:
لاء أنا مش زعلان أنا مذهول وعقلي هيشت من طلب جاويد.
إستغربت يُسريه ساله بإستفسار:
وأيه اللى طلبه جاويد وخلاك قاعد بالشكل ده.
نظر صلاح لها قائلًا:
جاويد شكل عقله إتجنن خلاص، ده طلب مني اكلم محمود إنه يوافق يكتب كتابه على مِسك مع كتب كتاب حفصه وأمجد.
ذُهلت يُسريه وفتحت فاها بتعجب قائله بعدم تصديق:
إنت بتقول أيه؟.
سرد صلاح لها ما قاله له جاويد قبل قليل، كذالك أخبرها عن تهجم هاشم بعدما سمع حديث جاويد معه بالصدفه.
ظلت يُسريه للحظات صامته، حتى كاد يتحدث صلاح، نظرت له قائله:
متكلمش محمود.
نظر لها صلاح بتعجب قائلًا:
يُسريه... إنت سمعتي اللى قولته، هو إكده ردك ببساطه،مكلمش محمود.
تبسمت يُسريه قائله:
إنت بتقول جاويد قالك الحديت الماسخ ده وهرب من قدامك،أنا دلوك فهمت دماغ جاويد،
جاويد رايد سلوان ترجع لإهنه بنفسها،هو قبل ما يجيلك سألني عليك،وأنا قولت له إنك فى المكتب،ويمكن سمع حديتك مع هاشم
لا مش يمكن سمع لأ هو سمع وقصد يتحدت إكده ويسمع هاشم،عشان بالتوكيد مش هيخبي على سلوان.
نظر صلاح لـ يُسريه وعقل قولها وتبسم قائلًا بتمني:
ياريت يكون ده قصد جاويد،لأن لو صدق وكان عاوز يتجوز من مِسك تبقى مصيبه.
تبسمت يُسريه قائله:
لاء أنا متوكده،جاويد لو رايد مِسك كان إتحدت مع محمود أو الحج مؤنس مباشرةً،كيف ما عمل مع سلوان.
❈-❈-❈
مساءً
هبطت تلك الطائره بـ مطار الأقصر
بنفس الوقت
بمنزل صلاح
إستقبل صلاح مأذون البلده بالمندره ومعه بعض الضيوف، يُرحب بهم، الى أن دخل جاويد، تعمد عدم النظر له، بينما جاويد نظر الى ساعة يده بترقُب.
بعد قليل
دخلت سلوان الى دار الأشرف بتسرُع، قابلتها توحيده ترحب بها بحفاوه قائله:
ست سلوان إنتِ رجعتي تانى الدار نورت.
تلهفت سلوان قائله:
مش وقت ترحيب دلوقتي يا توحيده قولى لى فين جاويد.
قبل أن ترد توحيده آتت عليهن يُسريه تنظر لـ سلوان بغضب، سُرعان ما صفعتها على وجهها قائله:
جاويد فى المندره ويا الرِجاله والمأذون.
لم تُبالى سلوان بصفعة يُسريه، التى نظرت لها ببسمه وإنشراح وهى تهرول ناحية المندره.
بينما بداخل المندره كان جاويد يجلس جوار أمجد وجواره المأذون، لكن بنفس اللحظه صدح رنين هاتفه، نظر لشاشته، ثم نهض للرد، بينما فتح المأذون دفتره مُبتسمً يقول بسم الله على ما العريس يرد على موبايله أبدأ بكتابة البيانات
فى تلك اللحظه أصبح مكان أمجد خالى وجاويد هو من جوار المأذون
فى خلال ثواني
فتحت سلوان باب الغرفه بإستهجان قائله بآمر:
وقف... كتب الكتاب ده مستحيل يتم.
توقف المأذون عن التدوين ونظر نحوها قائلاً:
ليه يا بتى، هتحرمى حلال ربنا.
نظرت نحو جاويد الذى يجلس على يسار المأذون قائله بثبات:
أنا مرات جاويد الأشرف ومش موافقه إنه يتجوز عليا وأعتقد ده من حقي.
رغم إنشراح قلب جاويد حين وقع بصره عليها، لكن وقف ينظر لها بجمود وقسوه أجادها مخالفةً لتلك النابض الذى بداخله والذى يشعر أنه يضُخ بداخله الدماء مثل الشلال، لكن لن يستسلم لذاك اللعين الذى خذلهُ أمامها سابقًا، نهض بعنفوان حين جذبت دفتر المأذون وقامت بشق تلك الورقه ومزعتها الى قطع صغيره وألقتها أرضًا تلمع عينيها بظفر، مما عصب جاويد للغايه هى إزدادت فى وقاحتها عن الحد بل بالغت ولابد من وقفه حاسمه، توجه الى مكان وقوفها بخطوات سريعه وهو ينظر الى ملامح وجهها الذى تُظهر أنها فخوره بما فعلته من حماقه، لكن لابد لها من تأديب خاص، بينما هى مع كل خطوه من جاويد كان داخلها يرتجف من ملامح وجهه المُتهجمه لكن اظهرت الامبالاه فماذا سيفعل أمام الجالسين، أكثر شئ سيصفعها، ليفعلها وقتها لن تترد فى إتمام طلاقها منها قبل أن يتزوج بأخرى... لكن خيب ظنها حين أصبح امامها أمسك معصم يدها يُطبق عليه باصابعه بقوه شبه ساحقه، جذبها للسير خلفه، حاولت التملُص أكثر من مره لكن بالنهايه إستسلمت للسير خلفه الى أن دخل الى أحد الغرف وقام بدفعها بقوه وصفع باب الغرفه الذى إرتج صوته رجفه بقلبها، إبتلعت ريقها وهى تُشمر عن معصم يدها ترى أثر اصابع يد جاويد الحمراء بارزة الوضوح فوق مِعصمها... ثم رفعت بصرها نحو جاويد الذى ينظر لها بقسوه بالغه ثم قال بحِده:
أنتِ سبج وهربتي من إهنه بكيفك إيه اللى رچعك إهنه تاني دلوكيت.
قال جاويد هذا وأدار لها ظهره ينظر خلف شباك الغرفه يرى ذالك الظلام القريب... بينما إقتربت هى بخطوات مُتردده تخشي رد فعله لكن جازفت ورفعت يديها وضعتهم فوق عضدي يديه ثم مالت برأسها على ظهره حاولت التحدث أكثر من مره لكن كان يخونها صوتها الى أن خرج خافتًا:
جاويد أنا آسفه صدقني...
لم تكمل بقية حديثها حين إنتفض بجسده بعيد لخطوتين عنها وإستدار ينظر لوجهها،يحاول تهدئة تلك النار الذى يشعر بها بخلايا جسده بأكمله وإزدادت خلاياه إستعارًا حين وضعت رأسها على ظهره.
تحولت نظرة عينيه لقاتمه إرتجفت كل أوصالها ولكن سلوان إستجمعت الباقى من شجاعتها مُتنازله عن كبريائها وإقتربت منه وإنحنت قليلاً تمسك يده بين يديها قائله:
جاويد بلاش...
قاطع حديثها بحِده وإستهجان وهو ينفُض يدهُ من بين يديها قائلاً:
بلاش أيه، وأيه االلي رچعك تاني؟
رفعت وجهها تنظر لعيناه التى لأول مره تراها قاتمه ومُخيفه بالنسبه لها، بينما هو الآخر نظر لتلك الدمعه المتلألاه بين أهدابها أحاد النظر عنها حتى لا يضعف أمامها لكن وقع بصره على ضعف آخر له، وهو شفاها، شفاها التى كانت أول شئ وقع بصره عليها بأول لقاء بينهم وقتها سارت أمنية حياته أن يتذوق تلك الشفاه لكن كانت مُحرمه عليه، لكن رغم أنه تذوق شفاها مرات سابقًا لكن مازالت تلك الرغبه جامحه لم تنضب، بلا تفكير جذبها عليه من عضديها وقبلها يعتقد أنها فقط إشتهاء لكن إستجابتها لقُبلته رغم عُنفه فى البدايه جعله يلين.. يود أن ينال الإرتواء علهُ وقتها يستطيع السيطره على نُقطة ضعفه،لكن ترك شفاها مُغصبًا ليتنفسا، وضع جبهته فوق جبهتها يتنفسان بتسارع لكن همست بخفوت ورجاء:
جاويد بلاش تتجوز "مِسك"..عشـ...
فاق من تلك الحاله وإبتعد عنها بتعسُف.
شعرت بهزه فى كيانها وأرادت اللعب بالتهديد قائله: خلاص قبل ما تتجوز عليا طلقني.
ضحك بسخريه قائلاً:
سبج وجولت لك ليلة چوازنا'مثنى وثلاث ورباع'
طلاج مبطلجش، بس
متخافيش هبجى زوچ عادل إنتِ تلات ليالى ومِسك تلات ليالى والليله السابعه هتتجسم بيناتكم كل سبوع ليله بالتتابع.
إغتاظت سلوان من حديثه قائله بوعيد كاذب:
هقتلك قبل ما تتجوز عليا يا جاويد.
ضحك جاويد بسخريه يشعر بلوعه فى قلبه، وأخرج من جيب ثيابه سلاح وقام برفع صِمام الامان ومد يده به يُعطيه لها قائلاً بثقه:
سلاحي أهو خدي إجتليني بيه، موتى هو الحاچه الوحيده اللى هتمنع كتب كتابي على مِسك الليله،إنت اللى أخترتي الهرب بعيد عني،بس فى سؤال واحد بس هو اللى كان محيرنى وإچابته عيندك...ليه هربتى بعد ما أعترفت ليكِ إنى بحبك بعدها عشنا ليلة غرام سوا، ليه سلمتينى نفسك عشيه كنتِ فى حضني وأكيد كنتِ حاسمه قرارك إنك هتهربي من قبلها يا
سلوان.
ترك جاويد السلاح بيد سلوان على يقين أنها لن تستطيع حتى الإمساك به، لكن إقتربت سلوان من جاويد وترجته أن يتراجع لكن مازال جاويد مُستمر بالضغط ببروده على سلوان
مما جعلها تبكي وتقول له بإنهزام:
خلاص طالما مُصر تتجوز عليا يبقى هموت نفسي، وبما إني حامل يبقى هتكسب وزر موت روحين فى رقابتك.
ذُهل جاويد وسلوان ترفع السلاح نحو قلبها، ومثل البرود وهو يمد يده يأخذ منها السلاح، لكن نظرت له سلوان بيآس ودموع وتأكدت قائله:
إنت كنت عارف إني حامل...
صمتت سلوان وأخفضت السلاح قليلًا للحظه، كاد جاويد أن يأخذه منها لكن رفعته سلوان وبضغطه خطأ منها إنطلقت رصاصه وأخري..
" وتناثرت الد ماء بالغرفه".
يتبع