-->

رواية شد عصب سعاد محمد سلامة - الفصل الواحد والثلاثون

 

رواية شد عصب

 بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة 





الفصل الحادي والثلاثون

 «لم يكُن يُريدها جسـ ـدًا بل عشقًا» 

رواية

شدعصب


بعد مرور حوالي شهر ونصف، بدأ الشتاء يُعلن الرحيل  يُبشر بنسمات ربيعيه شبه دافئه مُعطره بأريچ الزهور الممزوج بدفئ تلك النسمات، أيضًا مازال هنالك قليل من الغيوم. 


صباحً بالبحر الأحمر 

دخل هاشم الى غرفة نوم سلوان نظر نحو الفراش مازالت نائمه كعادتها فى الأيام  الأخيره تلجأ كثيرًا للنوم شعر بآسى لم يكُن يتوقع أن تُصبح سلوان بهذه الحاله الشبه منطويه بسبب تجاهُل جاويد المُتعمد منه لها وعدم سؤاله عنها طوال الفتره الماضيه التى إقتربت من شهر ونصف، صلاح هو من تحدث عبر الهاتف معه أكثر من مره،وأخبره أن سلوان فعلت خطأ فادح بحق جاويد،وأن بُعرفه خرجت عن طوعه بلا سبب هجرته،  وسفك دمها أقل شئ،تعصب هاشم من هذا وتحدي صلاح أنه لن يدع سوء يمس سلوان،لكن هنالك سوء غير قادر عن إزالته عنها،ذالك العشق الذى نمى وتوغل بقلبها  

لـ جاويد القاسى القلب الذى لم يُبالي بها.. 

إقترب هاشم من فراش سلوان سمع همسها بإسم جاويد إزدادت الغصه فى قلبه جلس على الفراش ومد يدهُ يُزيل تلك الخصلات الشارده على وجه سلوان،رسم بسمه وهو يُقظها بحنان:

سلوان حبيبتي أصحي.


تنهدت سلوان وهى مازالت نائمه،تبسم هاشم وجذب يد سلوان لتنهض  قائلًا:

يلا يا سلوان أصحي وبلاش كسل إنتِ مش بتشبعي نوم،يلا أصحي قومي خدي لك شاور كده يفوقك،الجو النهارده دفا والشمس طالعه أنا قولت لـ دولت تحضر لينا الفطور فى الجنينه.


فتحت سلوان عينيها تتثائب قائله:

سيبني يا بابا من فضلك أكمل نوم وأفطر انت وطنط دولت أنا مش جعانه،أنا عاوزه أنام.


جذبها هاشم بحنان قائلًا:

لاء كفايه نوم كده،إنت بتنامى أكتر من نص اليوم،فكرتيني بـ مِسك فى بداية حملها فيكِ كانت بتنام كتير،حتى الفتره الاخيره قبل ما تولدك كانت مقضياها نوم والله قولت لها وقتها أنا خايف تولدي وإنتِ نايمه وفعلًا ده اللى حصل وقتها.


أنهي هاشم حديثه يتنهد بشوق وتوق.


صحوت سلوان ونظرت لـ هاشم سأله:

بابا إنت لسه بتحب ماما لحد دلوقتي؟.


تنهد هاشم بشوق مُضني:

عمري ما نسيت حُبها لحظه،حاسس إنها ساكنه كل لحظه بعيشها فى حياتي.


تدمعت عين سلوان وتسألت ربما بنبرة عتاب:

وطالما لسه بتحبها ليه إتجوزت من طنط دولت.


تنهد هاشم يشعر بندم وقال بتبرير:

عشان الونس،أنا كبرت يا سلوان ومبقتش قادر عالوحده، وأنا مش آناني وهفضل طول عمري متمسك بيكِ جانبي،لازم هيبقى ليكِ حياه خاصه مع جوزك وولادك،خوفت أعيش وحيد ودولت كانت أفضل المناسبين ليا،بس مكنتش أعرف إنكِ مش بتستلطفيها.


أخفضت سلوان وجهها للحظات ثم نظرت تتلألأ دمعه بعينيها لـ هاشم وقالت بآسى:

فين جوزي يا بابا،ده زى ما يكون ما صدق إنى سيبت البيت بقالى شهر ونص أهو وهو حتى مسألش عني.


تنهد هاشم يشعر بآسى قائلًا:

جاويد مش زيي يا سلوان،لما سافرتي من ورايا للـ الاقصر،جاويد مشاعره مشاعر زوج مش مشاعر أب

سهل يغفر،وكمان صعيدي وإنكِ تسيبِ بيته بدون إذنه فى عُرفهم شئ فادح،  كان أيه اللى حصل خلاكِ سيبتِ داره بالشكل ده.


بكت سلوان بآلم قائله:

قولى محصلش أيه يا بابا من أول خداعه ليا بإسم شخص تاني حتي بعدها رغم انى قابلته لو كان قالي هو جاويد  يمكن كنت إتقبلت بسهوله،كمان معاملة حفصه أخته ليا طول الوقت كآنى دخيله غير مرغوب فيها،حتى الحجه يُسريه كانت جامده معايا وبتعاملني بآمر عكس ما بشوفها متفهمه مع غيري،مكنش غير أونكل صلاح هو اللى بيحاول يبقى لطيف معايا،وطبعًا مِسك بنت خالي اللى خساره فيها إسم ماما هى ومامتها ونظراتهم ليا كآني سحرت لـ جاويد  وخطفته منها،حتى أوقات كنت بحس إنى مخنوقه ومتقيد حركتي فى البيت.


جذب هاشم سلوان لحضنه يضمها بحنان يُمسد على ظهرها قائلًا:

فى نظر جاويد كل الأسباب دي مش مُبرر كافِ،بس أعتقد أنه مع الوقت هيلين،ويمكن لو بدأتي إنتِ وكلمتيه قلبه يحن.


تنهدت سلوان ببؤس قائله برجاء:

إتصلت عليه يا بابا كذا مره أوقات بيقفل من أول رنه،أو مش بيرد خالص،بابا أيه رأيك نسافر الأقصر وتقول لـ أونكل صلاح وهو أكيد هيقول لـ جاويد يمكن أما يشوفني قلبه يرِق لى. 


تنهد هاشم بإستهزاء لكن قال لـ سلوان بمهاوده:

هفكر...بس يلا قومي خديلك شاور دافى وخلينا نفطر مع بعض فى الجنينه.


تبسمت سلوان بأمل لـ هاشم الذى نهض واقفًا يقول:

يلا وبلاش ترجعي لنوم الحوامل ده تاني.


تبسمت سلوان وهى تُنحي غطاء الفراش عنها قائله:

    حاضر يا بابا ربع ساعه بالكتير وهكون فى الجنينه.


خرج هاشم من الغرفه وترك سلوان،التى جذبت هاتفها وقامت بفتحه نظرت لـ صورة جاويد تشعر بشوق وحنين كذالك ندم.


بعد قليل إنتهت سلوان من أخذ حمامً دافئا خرجت من الحمام وقفت أمام مرآة الزينه وجذبت المشط كي تُصفف شعرها لكن لاحظت تلك الهالات السوده أسفل عينيها،وضعت المشط ولمست بآناملها موضع تلك الهالات قائله:

أنا بنام كتير، 

أكيد سبب الهالات السوده دى إنى بعيط كتير، بس مش عارفه أيه سبب نومي الكتيـ...ر


توقفت سلوان للحظه وعاود طنين كلمة والداها لها

"نوم الحوامل"

كيف نسيت هذا لديها تآخير بـ عادتها الشهريه لآكثر من شهرين تقريبًا،لكن هى إلتحمت  مع قبل شهر ونصف،وضعت يدها على بطنها ونظرت لها بالمرآه،شعرت بإضطراب قائله:

معقول أكون حامل،بس أنا وجاويد مندمجناش مع بعض غير مرتين بس،تذكرت حديث عمتها ذات مره أنها أنجبت بعد تسع أشهر فقط من ليلة زواجها،  

للحظه تشوقت أن تكون حامل بالفعل لكن سُرعان ما شعرت بغصه قويه وهى تتذكر رد فعل جاويد القاسي معها.


❈-❈-❈


بالأقصر 

منزل صلاح 

بغرفة جاويد 

فتح عينيه ينفض عنه النوم  يتمطئ بذراعيه،شعر خواء الفراش جواره،شعر بشوق لـ سلوان لكن سُرعان ما تحول الشوق لـ غضب عارم،كيف مازال قلبه يرِق لها ويتشوق لها بعد ما فعلته وفِرارها بعد تلك الليله التى ظن أنها أذابت كل الموانع بينهم،وشعوره وقتها أنها مثلهُ عاشقه،لكن هى كانت كاذبه تنوي هجرهُ تلاعبت بمشاعره بعد أن باح لها بغرامهُ بها،لكن هى مُخطئه ظنت أن بذالك قد يرضخ ويذهب خلفها مُستعطفًا، نفض دثار الفراش بغضب ونهض يزفر نفسه بحُنق يلوم ضعفه الذى مازال يتحكم فيه من ناحيتها كلما ود أن يأخذ قرار حاسم يقتص منها يتراجع. 


ذهب نحو الحمام فتح صنبور المياه البارده وقف أسفلها يحاول تهدئة مشاعره الثائره...

خرج بعد قليل،بنفس الوقت صدح صوت هاتفه برساله،تهكم قائلًا:

أكيد سلوان،زهقت من الإتصال زى كل يوم وبعتت رساله فاضيه.


توجه جاويد نحو الهاتف ونظر للشاشه،إستغرب ليست رساله من سلوان،فتح الرساله 

شعر بنار تسري بجسده،حين رأى تلك الصور المُرسله إليه،توضح جلوس سلوان بين إيهاب  وهاشم ومعهم زوجته،ونظرات إيهاب لـ سلوان وميله الواضح برأسه نحوها،للحظه فكر فى تهشيم الهاتف،لكن حاول ضبط ثورته وقام بإتصال سُرعان ما رد عليه الآخر،سأله سريعًا:

الصور دى صورتها إمتي.


رد الآخر:

لسه دلوقتي حالًا،هما قاعدين فى جنينة الڤيلا بيفطروا.


تعصب جاويد قائلًا بغضب:

تمام خليك قريب منهم وعاوزك تنقلى كل حركه.


أغلق جاويد الهاتف بغضب ألقاه على الفراش،ثم جلس على الفراش محنيًا خَلَلَ يديه بين خصلات شعره يجذبها للخلف بقوه،زفر نفسه قائلًا:

واضح إن مرات هاشم مسيطره كويس والحقير إيهاب هناك يوميًا،واضح إنى إتساهلت مع سلوان ولازم يتحط حد مناسب لها.


جذب هاتفه من على الفراش وقام بإتصال وتحدث بإختصار:

عاوز تذكرة سفر للـ البحر الأحمر دلوقتي لو أمكن.


أنهي الإتصال قائلًا:

تمام طيارة المسا مناسبه ليا.


ألقى الهاتف مره أخري على الفراش ونهض واقفًا يتوجه نحو دولاب الملابس بغضب فتح الضلفه،لكن توقف للحظات بعد أن أخطأت يدهُ وفتحت تلك الضلفه الخاصه بملابس سلوان المُعلقه،للحظات أغمض عينيه يشعر برائحة عطر سلوان تنبعث من تلك الثياب،تُنعش روحه لكن سُرعان ما فاق وفتح عينيه وأغلق الضلفه بغضب...وتوجه لضلفة ثيابه وجذب له زي خروج وإرتداه سريعًا وخرج من الغرفه،تقابل مع يُسريه،التى تبسمت له قائله:

صباح الخير،الفطور جاهز.


رد جاويد:

صباح النور يا ماما،معليشي مش هقدر أفطر معاكم مستعجل عندي شغل مهم فى المصنع.


بنفس اللحظة آتت حفصه وتهكمت قائله:

هو كل يوم عندك شغل مهم من يوم سلوان هانم ما سابت الدار وأنت بقيت زي الضيف فى الدار حتى...


قاطعتها يُسريه بحزم قائله:

حفصه جولت ليكِ متدخليش فى شئ ملكيش صالح بيه،وإنزلى إفطري إنت.


كادت حفصه أن تتحدث لكن أمرتها يُسريه:

جولت إنزلي إنتِ.


صمتت حفصه وتركتهم بغضب،بينما نظرت يُسريه لـ جاويد وقبل أن تتحدث تحدث هو:

أنا همشي وعندي شغل مهم المسا إحتمال أسافر له.


إستغربت يُسريه وتسألت:

هتسافر فين.


رد جاويد:

لسه معرفش،ده لقاء مع عميل مهم وهو اللى هيحدد المكان،سلام.


غادر جاويد دون إنتظار،كى يتهرب من يُسريه،التى تنهدت تشعر بآسي،كذالك خوف لديها يقين أن جاويد ذاهب الى تلك الحمقاء سلوان،تعلم أنه غير قادر على أذيتها،لكن تخشي المواجهه بينهم،جاويد مازال الغضب يُسيطر عليه.


❈-❈-❈


بمنتصف النهار باحد الكافيهات الخاصه 

إستنشقت ليالي نسمة الهواء الربيعيه، وتحدثت لـ زاهيه بإنتعاش: 

شامه ريحة الورد الطايره فى الهوا، ريحة تنعش القلب والروح. 


تبسمت زاهيه لها قائله: 

أنا بقول كفايه كده يا ست ليالى إحنا هنا من بعد الضهر، وكمان الجو فيه غَبره وممكن تضر صدرك، وجتها مش هسلم من محمود بيه. 


تبسمت ليالي قائله: 

لاء متخافيش من محمود، بقولك أوصفيلى المكان كده، عاوزه أعرف نفس الشكل الأخضر البديعي والزهور المفتحه والنيل اللى بيلمع من آشعة الشمس، حتى وشوش الناس مُبتسمه. 


تنهدت زاهيه مُبتسمه تقول: 

كل اللى جولتي عليه مظبوط ما عدا وشوش الناس، كل واحد ملهي بهمه، الملامح مبجتش تظهر مشاعر صاحبها. 


تبسمت ليالي قائله: 

تعرفي يا زاهيه زمان لما كنت بشوف كنت بحس إن ملامح الناس بتحكي عكس قلبها، دلوقتي بحس من نبرة صوتهم إنهم بيخافوا يضحكوا، خلينا نقوم نتمشي شويه على الكورنيش وكمان نروح معبد الأقصر. 


ردت زاهيه: 

معبد أيه يا ست ليالى، لاه مستحيل أطاوعك الجو فى غَبره، وصدرك هيتعب منيها كفايه إكده النهارده ونرجع للشجه ده محمود بيه هيلوم عليا... ده بيخاف عليكِ من النسمه الطايره. 


تبسمت ليالي تشعر بعشق ذائب لـ محمود ذالك الذى أعاد قلبها ينبُض بالحياة بعد ذالك الحادث الذى كاد يودى بحياتها عادت للحياه ليست فاقدة فقط للبصر بل لأمومتها وقت الحادث كانت حامل وبسبب النزيف الزائد وإختيار محمود فقدت رِحمها بمن كانت تسكُن به،لكن عشق محمود أزال جزء كبير من ذالك الآلم.

نهضتا زاهيه وليالي تسيران،لكن دون إنتباه زاهيه إصتطدم كتف ليالى مع جسد صلب،كادت تتآسف لكن سبقها الآخر بذوق قائلًا:

آسف مخدتش بالي.


تبسمت ليالي شعرت من نبرة صوت الآخر أنها تقابلت معه سابقًا،صدق حدسها حين إعتذر منها مره أخري قائلًا:

تاني مره بشوفك هنا فى نفس المكان بصطدم بيكِ...مُتآسف.


تبسمت له بود قائله:

أنا اللى المفروض اتآسف لو شخص غيرك ممكن كان يفكرني بتعمد أصطدم بيه.


تبسم لها بمجامله قائلًا:

والله ياريت جميله زيك تتصادم بيا كل يوم.


تبسمت له قائله:

واضح إنك شخص مهذب،أكيد جاي هنا تقابل حبيبتك،أكيد هى محظوظه بيك.


تبسم لها يشعر بغصه قائلًا:

أو يمكن أنا المحظوظ إنى قابلتك النهارده،وأتفائلت بوشك الجميل حاسس أنه هيبقى حلو عليا.


تبسمت له قائله:

ربنا ينولك السعادة.


جذبت زاهيه يد ليالي وتبسمت له قائله:

ربنا يُجبر بخاطركم،يلا يا ست ليالي كفايه كده بقى.


تبسم أمجد ونظر خلفه لـ ليالي وتبسم بمسكنه قائلًا:

أحلى عيون شوفتها،بس الحلو ميكملش سبحان الله.


بنفس اللحظة جاءت حفصه ونظرت نحو ما ينظر له أمجد لم ترى شئ إستغربت سأله:

بتبص على أيه؟.


إنتبه أمجد لها قائلًا:

أبدًا مفيش.


تنهدت حفصه قائله:

تمام خلينا نقعد على أى طرابيزه.


أشار أمجد لها بيده لتتقدم بالسير،جلست ثم جلس خلفها...

تبسم أمجد مُتحدثًا:

 فكرتك هتتأخري.


ردت حفصه ببساطه،لاء إحنا لسه فى بداية التيرم التاني،و مكنش عندي غير محاضره واحده... قولي سبب إتصالك عليا وطلبك إننا نتقابل. 


رد أمجد بهدوء: 

حفصه إنتِ عارفه بشآن البعثه اللى هطلعها تبع الجامعه، وهفضل سنه كامله بـ ماليزيا. 


قاطعته حفصه قائله: 

عارفه بشأنها بس أيه دخل البعثه بأنك طلبت نتقابل النهارده، كان ممكن تقولى الكلام ده عالموبايل. 


رد أمجد: 

بلاش تقاطعيني، حفصه بصراحه إنتِ عارفه إنى كانت مشاعري فى فتره متلخبطه،واقفت ماما لما إختارت إننا نرتبط ببعض وكان الآمر عادي بالنسبه ليا،زوجه مناسبه،بس عرفت حقيقة مشاعري بعد ما إنتِ فسختي الخطوبه قبل يومين من كتب الكتاب،عرفت إنك مكنتيش بالنسبه ليا بس زوجه مناسبه،كمان عرفت إن مشاعري ليكِ كانت متلخبطه وفوقت الحمد لله قبل فوات الآوان،بعترف إني بحبك.


إحمرت وجنتي حفصه بخجل ولم ترد،بينما تبسم أمجد وأكمل حديثه:

حفصه إنتِ إني خلاص سفري بعد أسبوعين، وبصراحه عاوز أسافر وأنا مطمن لو تقبلي وتوافقي أنا هكلم بابا يكلم خالي إننا نكتب كتابنا قبل ما أسافر،ولما أرجع من السفر هتكوني خلصتِ الدراسه.


خجلت حفصه شعرت بتردُد فى الرد،تهربت بتبرير قائله:

أنت فاجئتني يا أمجد وكمان إنت عارف الدار عندنا بعد اللى حصل... 


قاطعها أمجد سألًا: 

أيه اللى حصل، حكاية سلوان مع جاويد ده أمر خاص بينهم هما الإتنين...


قاطعته حفصه بإستهجان قائله:

لاء سلوان الغبيه متستاهلش جاويد وبعملتها تستحق يطلقها فورًا.


رد أمجد بوضوح:

حفصه بلاش تحكمي على مشاعر جاويد هو حُر هو سلوان مراته،بلاش ميلك ناخية مِسك يعمي عينك عن حقيقة مشاعر جاويد جاويد عمره ما هيحب مِسك لانه مش شايفها غير إنها بنت عمته وبس،أنا مش جاي أتكلم فى موضوع ميخصنيش، حفصه أنا عاوز منك رد حاسم، مش عاوز أبقى فى الغُربه وقلقان إنك ممكن مع الوقت تبقى لشخص تاني غيري، وعاوز ردك مباشر مش حَجج مش مُقتنع بيها،حتى لو رافضه هحترم قرارك وهتمني ليكِ الخير.


تعلثمت حفصه بالرد:

مش حكاية رافضه يا أمجد،ممكن تسيبنى يومين بس أفكر وهقولك ردي مباشر. 


❈-❈-❈


بـ الأقصر بـ أحد محلات بيع الأثاث المنزلي. 

كانت عين ثريا جاحظه على تلك الاذواق العاليه أمامها، لم يقع قرارها على إحدي غُرف النوم من كثرة إعجابها بأذواق مختلفه،تود شراء الأغلى ثمنًا،بينما حسني لم تكُن تُبالي،بالنسبه لها غرفه عاديه رثه مع شخص يبادلها الحب أغلي ثمنًا،لكن هذا لن يحدث مع ذالك المُتكبر الذى كان من المفروض يُشاركها الإختيار يقف معهم يُزفر أنفاسه بضجر، طوال الوقت يومئ لـ ثريا بالموافقه على أى شئ كأنه يود فقط أن يتنهي ذالك ويدفع الثمن وبعدها لن يهتم...غص قلبها والندم أصبح يعزو عقلها تخشي أن يكون فات الآوان وإنجرفت قدميها نحو زواج بائس.    

   

❈-❈-❈


بالمشفى 

لاحظ جواد إيلاف تسير برواق المشفى كان قريب منها، شعر بغصه حين إدعت عدم رؤيتها له واكملت سير،زفر نفسه بسأم من تلك الطريقه التى أصبحت عليها معه،بعد ذالك اليوم،حتى أنها لم تؤكد او تُنفي قول جواد بأنهما مخطوبين تركت الآمر مُبهم لدى الآخرين،ربما من الأفضل لها ذالك تجنبًا لكثرة الاقاويل عنها،فأمر خطبتها من جواد لن يضرها بالنهايه مجرد عام وسينتهي وبعدها تعود ويظل هنا مجرد فترة عمل لها، رغم ذالك جواد لم ييآس،نادي عليها:

إيلاف...دكتوره إيلاف.


فى البدايه تجاهلت إيلاف نداء جواد،لكن كرر النداء جعلها تتوقف مُرغمه حين تبسم لها بليغ الذى أقبل عليها قائلًا:

الدكتور جواد بينادي عليكِ.


توترت إيلاف وتوقفت مع بليغ حتى إقترب منهم جواد الذى نظر لـ إيلاف يُرحب بـ بليغ.


تبسم بليغ من نظرات جواد المفضوحه وتلك العنيده البلهاء التى تقاوم كبريائها.


تحدث:

أنا كنت قريب من المستشفى وبصراحه كنت جعان وفى مطعم سمك نيلي قريب من هنا،دخلت إشتريت منه كم نوع بـ لوازمهم،و إفتكرتكم معايا وجولت لازمن نتغدي سوا، أها السمك سُخن،شوفولنا مكان فى المستشفى نجُعد فيه نتعدا قبل السمك ما يبرد،أجولكم الحو ربيع خلونا نُجعد فى الچنينه تحت أي شجره.


تسرعت إيلاف بالنهي قائله:

الجنينه لاء،قصدي يعنى الجو مغيم وممكن تمطر .


تبسم جواد قائلًا: 

تمام، يبقى مفيش غير مكتبِ. 


تسرعت إيلاف مره أخري قائله بتبرير: 

لاء ده يعتبر إستغلال لوقت العمل.


تبسم جواد قائلًا:

المفروض إن لينا ساعه راحه،وإحنا وقت الغدا معتقدش هنقعد ناكل أكتر من كده.


تبسم بليغ وهو يمد يده بذالك الكيس يُعطيه لـ جواد قائلًا:

تمام،خلينا نروح المكتب.


قبل أن تعترض إيلاف سحبها بليغ من يدها وسارت معه بتردُد الى أن دخلا الى مكتب جواد 

جذب منضده صغيره قائلًا:

يلا كل واحد يشد له كرسي يقعد عليه.


جذبت إيلاف مقعد لها،كذالك فعل بليغ وجذب مقعدين واحد له والآخر لـ جواد الذى تبسم له بإمتنان.


جلس الثلاث يتناولون الطعام بصمت قليلًا قبل أن يسأل بليغ جواد:

نسيت أسألك يا جواد،الممرضه إياها دي أيه اللى حصل إمعاها.


رد جواد:

صدر أمر بوقفها عن العمل،بتهمة السب والقصف الكاذب،رغم إن المفروض كانوا يرفدوها،بس مش فارقه كتير نفس الشئ هى إتوقفت من مزاولة مهنة التمريض.


تسأل بليغ:

أهى كسبت أيه من كدبها وإفتراها،غير آذت نفسها.


رد جواد:

معتقدش إنها أذت نفسها عالاقل فى هدف ممكن تكون وصلت له،إنها نفذت غرض لشخص تانى أغراها بشئ ،وعارف هو مين عندي شبه يقين إنه ناصف،ومتأكد هيظهر حقيقة الشكِ ده بسرعه... ناصف غدار. 


نظر بليغ لـ إيلاف التى تأكل بإستحياء وصمت قائلًا:

إيلاف إنتِ أيه رأيك فى شك جواد.


إنتبهت إيلاف بحرج سأله:

شك أيه.


تبسم بليغ قائلًا:

إنت مش معانا خالص،أيه اللى شاغل عقلك.


ردت إيلاف:

مفيش بس فى حاجه غريبه لاحظتها فى الفتره الأخيره:

أنا كنت بتابع حالة مريضه جات لينا فضلت فى المستشفى يومين وجوزها خرجها قبل ما حالتها تتحسن،قال إنه هيعالجها فى مستشفى خاصه الكلام ده من حوالى أسبوع أو أكتر ،بس أول إمبارح الست دي رجعت هنا بحاله متأخره كنت أنا نبطشيه ليل وكشفت عليها،الست عندها مشاكل كبيره فى التنفس حتى وهى على جهاز التنفس نفسها إنتظم بصعوبه،وإتفاجئت النهارده إنها توفت إمبارح المسا.


رد جواد:

فعلًا أنا اللى كتبت تقرير الوفاه بتاع الست دي،هى فعلًا جالها هبوط وفشل التنفس الصناعي معاها،بس أيه الغريب فى كده،واضح إنها مريضة صدر.


ردت إيلاف:

الغريب خروجها ودخولها تاني للمستشفى،أول مره كانت كرشة نفس وإتعاملت معاها ونفسها إنتظم معايا بسهوله بس المره التانيه إكتشفت إن عندها مشكله فى الطُحال جسمها كان معبي ميه وده تأثير جانبي أعتقد من علاج معين أخدته،ممكن يكون بالغلط.


إستغرب بليغ سألًا:

قصدك أيه، يعني المستشفى الخاصه كانوا بيعالوجها بعلاج غلط. 


ردت إيلاف: 

معرفش، بس شئ غريب ليه جوزها خرجها وقال هيعالجها فى مستشفى خاصه ورجع جابها هنا تاني بحاله مدهوره أكتر. 


إستغرب جواد وشعر بشك عليه التأكد منه... بينما غير بليغ دفة الحديث قائلًا: 

إيلاف إنتِ بقالك فتره مأخدتيش أجازه. 


تبسمت إيلاف قائله: 

فعلًا حتى ماما إمبارح قالتلى كده وزعلانه مني، بس أنا قولت لها آخر الشهر هاخد أجازه وأروح أطمن عليها هى وأختى. 


نظر بليغ لـ جواد نظره فهم مغراه وأومأ براسه له مُبتسمًا لم تلاحظ ذالك إيلاف. 


❈-❈-❈


مساءً بالبحر الأحمر

خرج جاويد من المطار وصعد الى تلك السياره التى كانت بإنتظاره، رحب به الآخر، أومأ له برأسه سألًا: 

قولت لى إن اللى إسمه إيهاب ده مش بيبات فى ڤيلا هاشم. 


رد الآخر: 

أيوا هو بيجي بأي وقت لكن مش بيبات فى الڤيلا.


تهكم جاويد لنفسه قائلًا:.

لاء هاشم مسيطر،بينما نظر جاويد للآخر قائلًا:

وسلوان بتخرج معاه.


رد الآخر:

لاء،مدام سلوان تقريبًا نادر لما بتخرج من الڤيلا،ويادوب بتتمشى عالبحر شويه وترجع،بس هى خرجت النهارده شويه ورجعت تاني للڤيلا بسرعه.


تسأل جاويد بإستفسار: 

وراحت فين؟. 


رد عليه: 

راحت للـ الصيدليه، ورجعت تاني عالڤيلا بسرعه. 


للحظه رجف قلب جاويد لكن نفض ذالك، ربما كانت تشتري غرض خاص لها.

بينما تحدث الآخر له قائلًا: 

زي حضرتك ما طلبت مني عالموبايل، جهزت لك فى الڤيلا اللى أنا كنت براقب مدام سلوان منها والمفاتيح أهى إتفضل.


أخذ جاويد المفاتيح منه قائلًا:

تمام،أنا حولت حسابك على رصيدك فى البنك.


أومأ له الإخر وترجل من السياره،بينما جاويد توقف السياره أمام الڤيلا الخاصه بوالد سلوان،يُفكر. 

❈-❈-❈ 

قبل قليل دخلت سلوان الى غرفتها، أخرجت ذالك الإختبار من علبته وقرأت كيفية إستعماله،شعرت بإرتباك وتوتر لكن حسمت أمرها لابد من قطع الشك باليقين أيًا كان النتيجه.


بالفعل عادت للغرفه بعد دقيقه تحمل الترموميتر بيدها تنتظر ظهور نتيجة الإختبار...الوقت ضئيل لكن بالنسبه لها طويل فى الإنتظار والترقُب.


نظرت نحو الترموميتر بتمعن أكثر من مره بعد ظهور النتيجه، عاودت قراءة ورقة الإرشادات الخاصه بالإختبار كي تتأكد أكثر، ذُهلت قائله: 

نتيجة الإختبار بتأكد إني حامل. 


شعور لا تعرف له وصف، إن كان فرحً أو حزنً

لم تفهم طبيعة الشعور الذي يُسيطر عليها، نهضت واقفه وتوجهت نحو مرآة الزينه تنظر لإنعكاسها، وضعت يدها على بطنها قائله بآسى: 

جاويد مش بيرد على إتصالاتي عليه، وخايفه لو بعت له رساله وقولت له إنى حامل، يا ترى أيه هيبقى رد فعله وقتها، هيفرح وينسي ولا....؟. 


توقفت سلوان للحظه ثم عادت تسأل نفسها: 

ولا أيه يا سلوان خايفه جاويد يشُك فيكِ، زي ما بابا سبق وقالي، بس جاويد أكتر واحد عارف ومتأكد من أخلاقي. 


دمعة حُزن سالت من عينيها مصحوبه بغصه مريره فى قلبها، لو لم تتسرع ذالك اليوم وتترك جاويد كانت الآن ستشعر بفرحه عارمه وهى تُخبره أن هنالك نطفه منه تنمو بأحشائها توصل بينهم بطريق لن ينقطع، تبسمت بتهكم وحسره على حالها، اليوم وحالها قبل أن تترك الاقصر بيوم واحد مساءً

[فلاشـــــــــــ/باك]

دخلت سلوان الى غرفة المندره،تبسمت لـ يُسريه قائله:

حضرتك بعت لى توحيده.


ردت يُسريه بهدوء:

أيوه تعالى إجعدي عاوزه أتحدت وياكِ.


جلست سلوان بترقُب...تحدثت يُسريه بسؤال:

سلوان إنتِ بتصلي؟.


تفاجئت سلوان من سؤال يُسريه وجاوبت بتأكيد:

أيوه الحمد لله بصلي من وأنا عمري خمس سنين ماما علمتني الصلاة وقالتلى إنها فرض من ضمن فروض ربنا فرضها عالمسلمين.


تبسمت يُسريه سأله:

يعني إنت عارفه إن فى فروض ربنا فرضها عليها طب ليه بتقصري فى الفروض دي.


ضيقت سلوان عينيها بإستغراب قائله:

أيه بحاول أدي الفروض اللى عليا، لـ ربنا معتقدش قصرت فيها غير بعُذر شرعي.


ردت يُسريه بتأكيد:

لاء فى فرض عليكِ وقصرتي فيه،وعند ربنا عقابه كبير.


إستغربت سلوان بعدم فهم سأله:

أيه هو الفرض ده؟.


ردت يُسريه بتفسير:

حق جاويد عليكِ،أعتقد إنتِ فاهمه قصدي أيه؟.


إزدردت سلوان ريقها وتسألت بخجل:

لاء مش فاهمه قصد حضرتك بحق جاويد عليا.


تضايقت يُسريه قليلًا وقالت بتوضيح:

لاء فاهمه قصدي،بس مفيش مانع أوضحلك،أنا متأكده إنك لغاية دلوقتي لسه بنت بنوت،ومفيش راجل يرضي على نفسه إن يبقى متجوز بقاله حوالي شهر ونص ومراته لسه مبقتش مراته،ده واجب عليكِ... وكفايه دلع لحد إكده... ده حقُه عليكِ، إنتِ كده بتكسبِ حُرمانيه. 


شعرت سلوان بغضب ونهضت واقفه تقول:

أكيد جاويد هو اللى طلب منك تقوليلي الكلام الفارغ ده. 


تعصبت يُسريه من رد سلوان وقالت بحِده: 

لاه مش جاويد اللى جالي عالحديت، ده، واضح، وأنا بقول كفايه جلع (دلع) لحد إكده، وبلاه الدلال الزايد ده، جاويد كتر خيره، إنه متحمل لحد دلوك ومغصبش ولا فرض نفسه عليكِ، يبقى بلاش تسوقى دلال، ده حقه الشرعي. 


تعصبت سلوان قائله: 

أعتقد ده حاجه خاصه بيني وبين جاويد ومحدش له إن يدخل فيها.


تضايقت يُسريه من رد سلوان ونهضت واقفه بغضب قائله:

هو المفروض مكنش حد يدخل بينكم،بس إنت بتهدري حق جاويد وبتستغلي مشاعره،أنتِ المفروض تهتمي بحقوق جوزك وأولها حقه الشرعي،يمكن هو مش هيفرض نفسه عليكِ،لكن أكيد هيزهق وهيمِل.


تسألت سلوان:

ولما يزهق ويمِل من دلالِ هيدور على غيري تعوص الناقص،وطبعًا مِسك هى اللى هتكمل الناقص.


تعصبت يُسريه أكثر قائله:

إنتِ ليه مش عاوزه تفهمي،جاويد له حق عندك ولازم ياخده وكفايه دلال لحد كده.


ردت سلوان بتلقائيه:

أنا مش بدلل على جاويد وإنتِ أو غيرك ملكيش دخل باللى بينا.


تعصبت يُسريه ولم تدري وهى ترفع يدها تصفع سلوان على وجهها...شعرت بندم بنفس لحظة وصول يدها على وجه سلوان ...               

 

كذالك بنفس لحظة صفع يُسريه، 

لـ سلوان على وجهها دخل جاويد الى المندره تسرع بنهي قائلًا: 

ماما!.


لكن كانت تلقت سلوان الصفعه على إحدي وجنتيها. 


وضعت سلوان يدها على وجنتها ودمعه فرت من عينيها لكن تركت الغرفه سريعًا دون النظر أو الحديث لأحدهم، بينما يُسريه بنفس اللحظه شعرت بندم كذالك رعشه فى جسدها بالكامل ولم تتحمل الوقوف على ساقيها، جلست على أحد المقاعد تضع يدها فوق جبهتها  كآنها تُخفي وجهها. 


تحدث جاويد  بلوم: 

ليه كده يا ماما.


رفعت يُسريه وجهها قليلًا ونظرت لـ جاويد قائله بندم ملحوظ:

سلوان مغلطتش أنا اللى إتسرعت ومعرفش عملت كده إزاي،سيبني لوحدي دلوك، وإطلع راضيها.  


إستسلم جاويد لرغبة يُسريه وتركها ذاهبًا الى سلوان 

توقف  أمام باب الغرفه يزفر نفسه لا يعلم رد فعل سلوان الآن، أو ربما يتوقع أن تحاول إخفاء مشاعرها خلف قناع الامبالاه التى أصبحت تتبعه مؤخرًا. 


حسم قراره وفتح باب الغرفه ودخل مباشرةً  ينظر بكل إتجاه بالغرفه لم يري سلوان، زفر نفسه يشعر بضيق، ونظر  نحو باب الحمام المُغلق، ذهب نحوه ووقف ينتظر خروج سلوان، لكن طال وقت إنتظاره لعدة دقائق، قبل أن يتنهد ويحسم أمره ويطرق على باب الحمام، لم يأتيه رد من سلوان، تنهد قائلًا برجاء: 

إفتحي باب الحمام وأخرجي  يا سلوان. 


لم يآتيه رد أيضًا، رفع نبرة صوته قائلًا: 

سلوان عارف إنك بتعيطي كفايه وإخرجي من الحمام. 


لم يآتيه رد أيضًا تنهد حاول يُهدئ تلك الثوره التى بقلبه وفكر بمكر قائلًا: 

سلوان كفايه عياط فى الحمام متعرفيش إن الحلوه اللى بتعيط فى الحمام جتتها بتتلبس، وبتشوف عفاريت وهى نايمه،وإنتِ مش ناقصه كوابيس. 


بداخل الحمام، سمعت سلوان حديث  جاويد فى البدايه تجاهلته وهى تبكي فعلًا، لكن حين مزح بالحديث تهكمت بحسره، فماذا فعل،أو غفر لها جمالها مع الإنس ، حتى يسخر منها ويقول ذالك الهُراء، تهكمت ساخره، وأبدلت ثوبها بمنامه منزليه وغسلت وجهها وفتحت باب الحمام، وقبل أن تخرج منه تفاجئت بـ جاويد أمام الباب مباشرةً  حاولت التجنُب والمرور من جواره، بصمت. 


شعر جاويد بغصه قويه حين رأى ملامح وجهها الأحمر الداكن كذالك عينيها الحمراء والمنفوخه، تعامل معها بخبثه حين كادت تمر من جواره مد يده وإحتوى خصرها وجذبها يضمها إليه... 

تضايقت سلوان وحاولت نفض يده عن خصرها وتحرير جسدها بعيد عنه قائله بإستهجان: 

أنا مكونتش بعيط فى الحمام على فكره أنا كنت بغير هدومي، ومتخافش مش هشتكي لك ولا أقولك عن سبب القلم اللى مامتك صفعته ليا من شويه، عادي إتعودت على صفعات أقوى من القلم ده مش هتفرق معايا  صفعه جديده على وشي،ومش بعيد إنت كمان فى يوم تصفعني زيها.  


دمعه ترغرغت بعيني سلوان تشعر بأن قلبها أصبح يآن بآلم فتاك،ولا تعلم سبب أو دواء لذالك الآلم، كل شئ حولها يجعلها تشعر بالآسى وهى غير قادره الأستوعاب تشعر أنها عاجزه  على إتخاذ قرار البقاء أو الرحيل.


شعر جاويد بالآسى من تلك الدمعه التى فرت هاربه من عيني سلوان وهى تتدعي الامبالاه أمامه، رفع يده وجفف تلك الدمعه وظل ينظر لها صامتًا عيناه تتمعن بملامح وجه سلوان الذى شعر لوهله كأن يكاد جمالها ينطفئ خلف أثار تلك الدموع التى تغص بقلبه... إقترب بشفاه من وجنتها مُقبلًا ثم ضم جسدها بين يديه وإقترب بشفاه يُقبل عُنقها،بنفس اللحظه شعر بآنامل سلوان تتخلل من بين ثنايا ثيابه وتلمس صدرهُ، شعر بوخز فى قلبه،كذالك شعر برعشة يد سلوان ،عاد برأسه للخلف ونظر ليديها التى إزدادت جرآه رغم رعشة يديها الملحوظه وبدأت تفتح أزرار قميصه.


بينما هى أخفضت وجهها  كآنها لا تود أن يري تلك الدموع بعينيها،ولا مدى شعورها بالإنهزام أمامه.


لكن أمسك جاويد يديها ونظر لوجهها الذى تُخفضه،ووضع معصمي يديها بيد واحده وباليد الآخري رفع وجهها يغص قلبه ولكن سألها:.

بتعملي أيه يا سلوان.


حادت سلوان بعينيها عنه وإبتلعت ريقها وإستجمعت تلك الجرآه الزائفه،قائله بمراره وإنهزام وإمتثال لواقع أصبح يُفرض عليها تقبُله:

بعمل زي أي زوجه ما بتعمل لازم تدور على راحة جوزها،وأول حاجه لازم راحه جسمهُ،مش ده اللى إنت عاوزه مني،أبقى زوجه مُطيعه.


أمسك جاويد يدي سلوان بيديه ونظر لها قائلًا بتأكيد: 

سلوان أنا لو هدفي جسمك كنت خدته من أول ليلة لجوازنا وكان هيبقى برضاكِ، واضح إن أعصابك تعبانه ومحتاجه تهدي شويه. 


ترك جاويد سلوان وخرج يُغلق خلفه باب الغرفه... 

وقف على جانب باب الغرفه يُزفر نفسه يشعر بشوق يتملك منه لـ سلوان لاحظ إقتراب حفصه، تجاهلها وترك المكان... 

بينما سلوان 

جلست على الفراش تشعر بضياع وتشتُت بين قلبها وعقلها، لاول مره تشعر بأنها أمام إختيارين وكلاهما صعب جدًا، البقاء والإمتثال لـ جاويد أو الرحيل ومعرفة حقيقة مشاعره نحوها، حسمت قرارها لو ظلت هنا أكثر لن تعرف حقيقة مشاعر جاويد. 

[عــــــــوده] 

عادت سلوان من ذكري تلك الليله حين سقط ذالك الإختبار من يدها أرضًا... إنحنت وإلتقطته ونظرت له، مازال السؤال برأسها لم تجد له جواب 

هل كانت رغبه لدي جاويد وإنطفأت بحصوله عليها، والجواب واضح، بـ عدم ردهُ على مهاتفتها له أو سؤاله عليها طوال الفتره الماضيه، لكن بداخل قلبها مازالت تتمني أن يذهب لها ويُخبرها ويُبرهن لها أنه

 "لم يكُن يُريدها جسـ ـدًا بل عشقًا". 


يُتبع