رواية تمرد عاشق سيلا وليد - الفصل الثاني
رواية تمرد عاشق
بقلم الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثاني
رواية
تمرد عاشق
عندما كنت أخطو خطواتي الأولي في الحياة كانت يدك تقيني العثراث
وعندما كنت أشق طريقي في الحياة كان حنانك يغمرني من برد الشتاء
وعندما اشتد عودي وتبدلت ملامحي كانت رجولتك تملأ وجداني
أليس لي الحق بك يامن دق له القلب دقته الأولي ... ونبض له الفؤاد نبضة العشق الأبدي ؟؟؟
كلمات بقلم مروة عصمت
كانت تجلس بمكانها المعتاد الذي كلما تأتي الى هنا.. ما تجد أجمل من شرفتها تستنشق رائحة الزهور ونظرة الخضرة التي تحاصرها من جميع الأتجاهات لتنعش روحها... ورغم مظاهر الحياة الطبيعية تحيط بها إلا أنها جلست بوجه يكسوه الحزن والوجع تبدو كأنها تريد الصراخ في وجه احدهما والبوح عما يعتريه صدرها ولكنها خائفة من ردة الفعل التي لا يتحملها قلبها... أمسكت مذكراتها وبدأت تخط بقلمها كعادتها وتدون ماتمر به من أحداث مؤلمة.... هل اليوم ستضيف ألم جارح لروحها أم سيقف القدر معها
على الجانب الآخر
صعد إلى غرفته بمنزلهم الذي يوازي منزل ماجد الحسيني.. أمسك هاتفه وقام بالإتصال مع بعض الضباط الذي يعملون معه على قضية من أهم قضاياه وهي التجارة في السموم بدأ يقوم بجمع المعلومات وزرع بعض المخبرين وسط المجرمين للوصول الى معلومات تفيدهم بمساعدتهم في القضية
❈-❈-❈
بعد فترة خرج إلى الشرفة وهو يشعل سيجارته.. وقف واستند على سور الشرفة ينظر للخارج فالظلام يعم المكان إلا من بعض مصابيح الفيلتين... اتجه بانظاره إلى التي تجلس بشعرها وتواليه ظهرها..
وجدها تجلس بهدوء وكأنها تكتب شيئا ما... اعتقد أنها ترسم... ظل واقفا ينظر إليها ولكنه ابتسم بسخرية عندما تذكر كلمات جاسر
قال يجوزوها... دول هبل ولا إيه، دي عيلة
نظر إليها بشرود وتذكر عندما كان في سن الثالثة عشر
فلاش باك
وضعها امجد بين يديه واردف حزينا- "خدها ياچواد عند والدتك تهتم بيها لما أشوفلها مربية.."
أمسكها بين يديه ونظر إليها بعمق فكانت كالملاك عيونا واسعة بلونها الرمادي
نظر إلى امجد وسأله-دي عندها كام ياعمو شكلها صغنون أوي!!
سكت لبرهة وهو ينظر إليها ثم قام بمسح عبرة غادرة احترقت جدار جفنيه
دي لسة عندها شهر... كانت في الحضانة بعد وفاة طنط حنان ياحبيبي
أخفض رأسه ثم قبلها فوق جبينها- "نورتينا ياجميلة بس ماقولتلش ياعمو أنت سمتها إيه."..
-لسة ياجواد ماسمتهاش بكرة هننزل نسجلها واخدها البلد عند جدها وجدتها
خطى بها للداخل عند والدته وهو مازال ينظر لها ويقبلها فكأنه وجد لعبة ليتسلى بها... قابلته والدته واردفت متسائلة عندما وجدته يهمس لها ويقبلها بحنان ويشتم رائحتها بطفوليه
أغمض عينيه منتشيا رائحتها التي خطفته
- مين دي اللي بتغاذل فيها يا چواد
رفع حاجبه وأجاب والدته بغازل حلو دي يانوجة ثم وقف برهة وحملق عينيه فجأة ثم أعطاها لوالدته وخرج سريعا
- عمو امجد استنى عايز أقولك حاجة وأسرع إليه... وقف امجد عندما وجده بهذه الحالة... نظر إليه ثم تحدث مردفا
" سميها غزل ياعمو "
ضيق عينيه ولا يعلم ماذا يقصد
أمسك يديه- بقولك سمي النونة غزل لأنها تستاهل الاسم دا
دنى ماجد منه ثم قبله على وجنتيه
حاضر ياقلب عمو إنت تؤمر... بس هتحميها بعد كدا وتكون درع أمان لها
ابتسم في وجه وتحدث قائلا- ومش هخلي الهوى حتى يأذيها ودا وعد من جواد الالفي لعمو ماجد الحسيني
نظر إليه بفخر وقبله أعلى جبينه - "ربنا يحميك يابني"... ومن ذلك الوقت وهو اعتبرها جزءا من حياته
دخل لوالدته "ماما عايز اشيلها لو سمحتي"
نظرت نجاة مبتسمة له.. لسة صغيرة اوي حبيبي إنك تشيلها
-هاتي بس يانوجه وعرفيني بتتشال إزاي
وضعتها بين يديه وفمهته كيف يحملها
خليك معها هروح اعملها رضعتها.. ولكنها تذكرت شيئا:-هو أمجد راح فين روح عنده ولا مشي
كان ينظر للطفله ويتحدث
عمو امجد مشي وقالي هيشوفلها مربية... ثم رفع نظره لوالدته.. ماتاخديها إنتِ ياماما أهي تتربى مع الولا سيف القرد دا
تنهدت بحزن عليها وعلى جاسر الذي مازال لم يتم العاشرة
- هاخدها حبيبي مش هخلي مربية تربيها وهبعت اجيب جاسر كمان لسة صغير حبيبي
- هي طنط حنان ماتت إزاي ياماما وبعدين ليه لسة عمو جايبها دلوقتى وايه الحضانة دي
- طنط حنان كانت تعبانة وهي حامل فيها وماتت بعد ولادتها على طول.. اما ليه في الحضانة عشان كانت لسة عايزة تكون في حضن مامتها كمان شوية فهمت كدا ياغلباوي ولا لسة عندك اسئلة
استيقظت الطفلة وصارت تبكي
نظرت نجاة إليها واخرجت متعلقاتها التي احضرها ماجد قبل الحضور بها فصديقه هو الذي اقترح عليه جلبها لزوجته
حملها جواد وبدأ يهمهم لها بعض الكلمات ولكنها مازالت تبكي
اتت نجاة برضعتها- هاتها حبيبي عشان أكلها
بسط يديه إليها - لا أنا اللي هاكلها حبيبتي قومي شوفي مليكة وسيف بيعملوا ايه شكلهم عاملين مصيبة
علمته كيف يقدم لها رضعتها.- خلي بالك منها حبيبي وبراحة عليها اوعى تشرق منك
ضيق عيناه-"تشرق"!
ودي هتشرق إزاي!! ضحكت عليه والدته
رفعت رأسها واردفت بتنبيه _جواد اوعى تنزل براسها عشان ممكن لا قدر الله تموت منك
هو انتِ بتكلمي عيل ماخلاص ياماما عرفت.. هتفضلي تغنيها
تركته ومازالت تبتسم على كلماته.. لا ياحبيبي انت راجل وسيدي الرجالة
توجهت بنظرها اليه عندما وجدته صامتا
راته يبتسم لطفلة ويتحدث كأنها تفهمه
❈-❈-❈
عودة للحاضر
خرج من ماضيه ونظر إليها وهو مازال يدّخن سيجاره وجدها ترفع بأصابعها لترجع خصلات شعرها الهاربة على وجهها وتضعها خلف أذنها... كانت كصورة لملاك في أبدع صورة.. تذكّر حديث جاسر منذ قليل:
عمي عايز يجوّز غزل لعاصم بالقوة
ضيق عينيه مستفهما- مش فاهم يعني إيه؟
زفر جاسر بضيق أهو دا اللي حصل بس ورحمة أمي اللي يجي جنبها لأكله بسناني
قال عاصم كنت ناقص مش كفاية الست شهنياز وعمايلها... نظر إلى جواد وجده ينظر بشرود في نقطة ما... ايه ياچواد رحت فين...
اتجه بانظاره إليه- "تفتكر عمو ماجد ممكن يعمل إيه قدام عمك... وشهيناز ممكن يكون ردها إيه بعد طلبه دا .. جاسر لازم تاخد بالك ان مش مرتاح لشهيناز دي خالص وكمان أخوها الفاشل سامح دا
دايما عينك عليها... اما عمك دا حسابه تقل معايا أنا حذرته قبل كدا بس هو رمى تحذيري في الأرض
نظر إليه وتحدث مستفهما - يعني مش فاهم كلامك حذرت عمي إزاي؟ ومن ايه؟
أخذ شهيقا عميقا ثم زفره ببطئ
- يوم خطوبتك كان جاي هو وخالك وعمّال يقول كلام مش كويس استفزني وخرجني عن شعوري شدينا مع بعض... لقيته بيقولي بتحدي يبقى خلاص غزل هتكون مرات ابني... قولتله يبقى قربلها وشوف هعمل إيه... بس إنه يجي النهاردة وعارف إني هنا يبقى دا بيتحداني انا ودا مش كويس له
ضحك جاسر عليه - هو اللي جابه لنفسه خليه يقرب للأسد لما يكون جعان... ضربه جواد بخفة على مؤخرة رأسه بس يالا
أنا لازم أروح أعيّد عليه بكرة أول واحد ومش بس كدا ولازم أديله عيديه كمان
ظل يضحكا كلاهما فترة ويتذكروا تحالفهم مع أعدائهم حتى النيّل منهما
أخرجه من شروده رنين هاتفه
اجاب المتصل وهو مازال ينظر إليها
زومي حبيبي وحشتني يالا مش ناوي ترجع بقى
- خلاص بانتظارك حبيبي تيجي بالسلامة
-وانت طيب.. كلنا كويسين... ممكن يكون مسمعهوش بس غزل قدامي أهو في البلكون
سمعت غزل صوت هاتفه اتجهت بأنظارها إلى شرفته وجدته ينظر إليها وهو يقوم بالرد
هنا أخفضت نظرها في مذكرتها وأحست بوخزة مؤلمة في شقها الأيسر اشعرتها أنها ستؤدي إلى انتهاء حياتها.. انزلقت دمعه من أهدابها الكثيفة ثم رفعت عيناها إلى السماء تنظر إلى النجوم التي تظهر بأنتشاء
ثم دعت ربها وتضرعت إليه - "خفف عني ياالله وجع قلبي ربي أكاد أموت فروّحي تكاد تتمزق ربي انك الرحيم بنا المجيب لدعواتنا.. ربي إني عبدك الضعيف فقوني بك ياأرحم الراحمين"
بدأت تكتب ألم من آلامها التي تعد أكثر من سعادتها فعن أي سعادة تكتبها بعد والدتها التي حرمت منها... هي لم تحرم منها بعد، هي لم تعلم معنى كلمة ماما.. هي لم تنطقها حتى بشفتيها فكيف تعرف معنها!!
اليوم هو يوم حزني الأعظم لا أعلم كم كتبت عن آلامي التي لا تنتهي.. ولكن هذا ألالم أعظم آلامي. قلبي العاجز المسكين
اليوم فقط نزف قلبي عندما وجدت حبيبى ومالك روحي يمتلك قلبه آخرى.. ماذا أفعل آلان لحتى أخرج من وجع روحي!!
ماذا أفعل آلان لكي آنساه وهو لا يُنسى!!
ماذا أفعل حتى تستكين روحي واتخطى وجع قلبي... تُرى أيهما أصعب حبيب تراه أمامك كل يوم ولا يشعر بآلامك ويعاملك كأخ!!
أم حبيب لم تراه إلا عاشقا لغيرك!!
وقفت عن الكتابة عندما وجدته يقوم بمنادتها بعدما شعر أنها لم تعريه أهتمام.. فهي عندما تجده في شرفته تظل تتحدث معه ويشاكس روحها المرحة
نظر جواد إلى هدوئها الغير الطبيعي وتذكر حديثها القاسي له ورغم ذلك لم يستطع عن مقاطعتها
_غزل بتعملي إيه لدلوقتي كدا وازاي قاعدة كدا... حازم بيتصل محدش بيرد عليه
لم تعتريه إهتماما وظلت كما هي جالسة وتدون بعض الأشياء بل تدون آلامها
-انتِ يابت مش بكلمك وإيه الكلام الأهبل اللي قولتيه تحت دا.. وقفت أخيرا بمقابلته
ونظرت بمقت إليه ثم تحدثت قائلة:
نعم ياآبيه عايز إيه حاضر هدخل أنام واشرب اللبن كمان واستغطى كويس في أي أوامر تانية حضرة الضابط
وحازم كلمني الصبح ونسيت اعرف جاسر
ثم تركته ودلفت إلى غرفتها واسدلت ستارتها حتى لا ترى حتى ظله
تنهدت بقوة وتجمعت عبراتها بعيونها ولكنها مسحتهاوبدأت تحدث حالها
- غزل انتِ مش ضعيفة حاولي تأقلمي حالك على كدا قبل ماحد ياخد باله كفاية اللي صهيب قاله
على الجانب الآخر عند جواد
"البت دي مالها اتكونش عرفت بموضوع عمها"... لا ازاي هي كانت فوق!!.. ممكن يكون صهيب قالها حاجة تزعلها، اه هو مفيش غيره، لا هو بيحبها وعمره ما يزعلها..
- ياترى فيكي ايه ياغزل... وايه سبب حزن عيونك دي... زفر بضيق هو لايتحمل حزن عينيها حتى لو سبب تافه
امسك هاتفه وحاول الاتصال بها ولكنها لم تجيب..
زفر بضيق ياترى ياغزل فيكي ايه لدرجة انك تتعصبي عليا كدا.. طيب اطمن عليكي إزاي اروحلها دي ولا أعمل إيه...هنام إزاي والهبلة دي بتعمل فيّا حركات جنونية
ممكن يكون مقلب من مقالبها اللي مبتخلصش
- خليها للصبح أشوف أخرتك ايه ياغزالتي... ثم ابتسم وأردف بنتي كبرت وبيجلها عرسان لا ومش بس كدا بقت بتغضب عليا وماله ياغزول أغضبي وأصالحك عادي... كنت عايز أقولها على موضوع ندى بس هي اللي رفضت تديني فرصة بكرة تعملي محكمة لما تعرف... تمدد على الفراش ووضع يديه تحت رأسه وظل ينظر لسقف الغرفة إلى ان غاب في النوم
❈-❈-❈
في غرفة أمجد وشهيناز
تجلس أمام المرآة وتضع الكريمات وتنظر إلى أمجد الذي يتفحصها بمنامتها العارية.. فهي فتاة تعرف تستخدم أسلاحتها الانثوية لأمجد عندما تريد شيئا.. انتهت من روتينها وتوجهت إليها تتدلى بخطواتها وتثيره أكثر بدلالها...
ثم جلست جواره وبدات تحدثه بغنج
- مجودي يحيى كان عايز إيه
نظر إليها بعدما حركت غرائزه اتجهاها
-هقولك حالا بس هيكون سر ثم جذبها بقوة إليه.. بعد فترة جلس على الفراش يزفر بقوة ويقص عليها ماصار
وقفت كالملدوغة - إنت بتقول إيه لا طبعا ينسى إنت عارف سامح معجب بغزل ومكلمني من زمان وانت اللي رافض وتقولي صغيرة... كدا أقوله ايه وهو مستني لما يرجع يخطبها وممكن يتجوزها كمان في الإجازة دي يا ماجد
جذبها ماجد بقوة فارتمت في أحضانه
- متخافيش غزل هتكون لسامح.. بس أصبري شوية عليها البت لسة يادوب مكملة سبعتاشر سنة يعني حتى مايجوزش جوازها... وكمان جاسر لازم أمهدله الموضوع دا... ونسيت أهم شخص جواد دا ممكن يهد الدنيا علينا لو عرف.. انتِ ناسية غزل دي عنده إيه دا بيقول محدش له حق عليها غيري وهو عنده حق ياشاهي دا كان اجازته كلها معها ويعتبر هو اللي مربيها
نظرت بمقت وغضب - "اولا جواد دا مالوش حكم عليها انت وأخوها بس وكمان أخوها كمان مايقدرش يقاطع كلامك انت ابوها يعني لو عملت إيه محدش يقدر يقولك حاجة... وبعدين دول فرحهم بعد شهر يعني هيكونوا ملهين مع عرسانهم الوقت دا هيكون حلو نعرف نكتب كتابها لو عرفي لحد ماتم السن القانوني
نظر إلى شفتيها المصبوغه وغره منظرهما وهي تتحدث أمامه بدلالها وغنجها الانثوي
جذبها وتحدث- بعدين نشوف الموضوع دا
اطلقت ضحكة رنانة- اي ياماجد انت مابتشبعش ثم نظرت إليه ووضعت يديها بدلال وانا كمان مابشبعش قالتها حتى تنفذ مخططها الدنئ
جذبها بقوة إليه واكتمل ليلته معها
بعد فترة من الوقت جلست على الفراش تزفر بضيق وهي تنظر له بضيق ثم وقفت وارتدت ردائها الشفاف فوق قميصها الذي يكشف أكثر مايستر.. نظرت نظرة أخيرة إليه وهي تخرج من الغرفة ثم تحدثت
قائلة - انفذ بس اللي اجوزتك عشانه ثم خرجت واتجهت إلى الصالون أثناء دخول جاسر من الخارج... وقفت أمامه وتحدثت بغضب- انت لسة راجع من برة دا كله قاعد مع ست الحسن والجمال
نظر إلى الأرض عندما وجدها بهذا اللبس الفاضح وأردف غاضبا
- امشي من قدامي اصل ورحمة أمي أعملك قضية واحبسك جتك القرف في شكلك ست مش محترمة
رفعت حاجبها بضيق وأردفت بغيظ من معاملته الجافة لها:
-انا ست مش محترمة ياجاسر.. دا ليه عشان بحبك وبحاول أقرب منك وأنت اللي دايما بتصدني
بأقوى مالديه من قوة صفعها من قوتها صفعته تركت اصابعه آثار على وجهها، ونزفت جانب شفتيها ثم أمسكها بقوة من شعرها واردف غاضبا:
- أنا صبري بدأ ينفد منك.. أوعي تنسي انتِ شايلة شرف مين يابت دي حاجة... والحاجة التانية أختي خط أحمر هتقربي منها هنسفك اوعي عقلك الصغير دا يخيلك اني معرفش انتِ بتخططي لإيه..ثالثا مليكة دي حياتي إياكي تقربي من ضفرها بس .. ابعدي عني عشان ملعبش في عداد عمرك... ثم دفعها بقوة وبصق عليها...
اتجه إلى غرفته وكأن شياطين الأرض تحاصره وبدأ يركل كل مايقابله ويتحدث بغضب- قولتله بلاش الجوازة دي مسمعش مني يجي يشوف ويسمع الحقيرة بتمرمط شرفه بجذمتها
ذهبت شهيناز لغرفتها وهي تكاد كالمجنونة، حاولت بكل الطرق فهي لا تكل ولا تتعب من محاولاتها الرخيصة فهي تعشقه بجنون.. ماذا تفعل لكي تجذبه إليها فعلت معه المستحيل ولكنه كالعادة دائما لها بالمرصاد.... تزوجت من والده لكي تكون بجواره .. فمنذ أن رأته بالشركة حاولت أن تجذبه إليها ولكن باتت محاولاتها بالفشل.. علمت حينها أنه من الشخصيات التي تقف بصلابة... ظلت جالسة تغلي إلى أن اوشك الفجر بالبزوغ
❈-❈-❈
في صباح يوم العيد
تستيقظ مليكة بنشاط.. فاليوم لديها العديد من جولاتها مع مالك القلب والعقل
ادتت فريضتها.. وجلست تنظر إلى الشروق وهي تستمتع بتكبيرات العيد التي ترفع في جميع المساجد حولها
قامت الاتصال بغزل ولكن الهاتف مغلق
زفرت بضيق فماذا ستفعل، فاليوم تريد ان تذهب لصلاة العيد ككل عام مع صديقتها الصغيرة كما اطلقت عليها.. حاولت عدة مرات ولكن لا يوجد رد
استمعت لصوت جواد وصهيب بالخارج.. خرجت بهدوء إليهما حتى تعرف أن تصل لغزل
- صباح الورد على فرسان عيلة الألفي.. أنا لازم ابخّركم وأرقيكم
ضمها جواد من أكتافها:
صباح الورد على أجمل وردة عيلة الألفي
رفعت حاجبها ونظرت إليه بسخرية:
بكرة تقولها لندى وتنسى ملوكة ثم اردفت
يعني بتردلي الجملة ياجواد ماشي
ضحك عليها "ابدا والله انتي ملكة العيلة ياملوكة قلبي الغالية"
بسطت يديها اليهما -
فين عيدية ملوكة قلبك انت وهو
صهيب- جواد اتأخرنا على الصلاة ياله يابني
-تصدق عندك حق انا بقول نجري عشان نلحق
- والله ماشي طيب خليكم فاكرين بس
نظر جواد إليها وتسائل:-هو سيف صحي ولا لسة!!
نظرت لصهيب بمعنى رد
وجد جواد تبادل النظرات بينهما واردف مستفهما:
فيه ايه؟ مالكم!
سيف عامل ايه المرادي ومخبين
- لسة واصل من شوية ويادوب دخل ينام
هذا مااردف به صهيب
احتقن وجهه بغضب ثم تحرك متجها إليه - يعني ايه انا محذرتوش قبل كدا وبرضو ضرب كلامي في عرض الحيطة.. والله لازم يتعاقب
أمسكته مليكة من ردائه- بلاش النهاردة ياجواد، حبيبي كل سنه وانت طيب النهاردة عيد مش عايزين زعل
زفر بضيق ثم توجه بنظره إليها
-عشان خاطرك بس هسامحه المرة دي
-طيب أنا مش عارفة أوصل لغزل معرفش كنا متفقين نروح نصلي مع بعض بس تليفونها مقفول..
ارتفع جانب وجه بشبه ابتسامة متهكمة قائلا باستهزاء- مين غزل هتصحى دلوقتي عشان تصلي.. دا بيشلوها ياقلبي عشان تاكل.. سيبك منها.. هذا مااردف بها صهيب
نظر جواد بهدوء لمليكة- اتصلي على جاسر خليه يصحيها عشر دقايق وتكون تحت.. عشان بعد كدا تنام بدري ماتفضلش سهرانة طول الليل
نظر صهيب إليه واردف بإستياء
-غزل مااعدتش البت الصغيرة ياجواد دي دخلت في التمنتاشر سنة حبيبي بلاش تخنقها بتحكماتك
- أنا عارف بعمل ايه مالكش دعوه
سحب صهيب نفسا عميق واتجه بإنظاره نحو مليكة وتحدث قائلا _حبيبتي اجهزي وبلاش تضغطي عليها وهاخدك أنا معايا
هبط جواد درجات الدرج وكأنه لم يستمع لحديث صهيب.. وقام بالاتصال على جاسر
الذي أجابه سريعا:
-خمس دقايق ونازل أهو إيه جهزتم.. قاطعه جواد - صحي غزل خليها تجهز أصلي اطلعلها ولا اديلها التليفون أكلمها
لايعلم لماذا يشعر ان أصابها شيئا... يريد الاطمئنان عليها.. وقف جاسر وأردف ثابتا
غزل مش هتنزل قالتلي امبارح هي عايزة تنام معرفش مالها
- صحيها ياجاسر إحنا كل سنة بنخرج للصلاة مع بعض واحنا هنستناها
اتجه جاسر إلى غرفتها وبدأ يطرق عليها الباب ولكنه تفاجأ بفتحها الباب وكانت جاهزة للهبوط
نظر إليها بحنان -صباح الفل على ملاكي ثم ضمها لحضنه... تمسكت باحضانه كأنها تعاني من شيئا ما
أخرجها بهدوء ونظر لداخل عيونها
-مالك ياغزالتي عيونك دبلانة ليه كدا إنتِ منمتيش كويس ولا إيه
وضعت رأسها في حضنه وتحدثت مهمومة -مجاليش نوم فقولت اصلي وأخد من حبيبي العيدية وأنام وانا مرتاحة
اممم همهم بها جاسر العيدية! قولتيلي، بخاف من عيديتك دي ياغزول وياترى إيه طلبات أميرتي!!
وضعت سبابتها على ذقنها توهمه أنها تفكر
وفجأة تحدثت ببغطة:
عايزة إسبوع لشرم الشيخ وماتخافش هاخد البت ملوكة معايا
احنا التلاتة بس إيه رأيك
جذبها من يديها وهبط بها:
-حاضر إنت تؤمر ياجميل بس أعمل أجازة وأشوف صهيب وجواد برضو... وقفت في منتصف الدرج ونظرت إليه بنظرات حزينة واردفت متمنية _عايزة الإجازة دي تبقى خاصة بينا لوحدنا بس ياجاسر مينفعش
ضيق عيناه واردف متسائلا- ودول ماهم معنا على طول نعتبر عيلة واحدة إيه اللي غيرك فجأة كدا وبعدين انتِ عارفة جواد مش هيوافق يبعت اخته معنا وكمان إنت هيرفض سفرك بدونه
زفرت بضيق من تحكماته وسارت متجه للخارج واردفت حزينة:
- أنا معنتش عايزاه يتحكم فيا ياجاسر، انت أخويا مش هو
سحبها جاسر من يديها وأدار وجهها إليه:
إحنا لازم نتكلم لما نرجع من الصلاة، حالك مش عجبني من إمبارح
تنهد بضيق عندما تركته واتجهت للخارج وصلت للبوابة وجدته يقف بطوله المهيب ويواليها ظهره ويتحدث بالهاتف ويضحك ويصور نفسه ويرسل شيئا.. كأنه يرسل صورته لأحد ما
كان يرتدي لبسه المعتاد للأعياد وهو عبارة عن جلباب ناصع البياض مما اضفي عليه مزيجا من جمال عربي ورجولي زاده بهاءا و تعطر بعطره الذي يغرق الثنايا بشذاه الفواح جاذبية وهيبة.. ظلت تنظر إليه، وصل جاسر إليها ونظر إلى ماتنظر إليه.. أغمض عينيه بقهر من وجع أخته التي سيرافقها أيامها القادمة.. هو ألان تأكد من حبها له، فحالها منذ أمس عندما علمت بخطوبته يؤلم روحه... يتمنى أن يكذب إحساسه
ضمها من أكتافها واتجه بها حيث وقوف جواد... انهى مكالماته واتجه بإنظاره إلى قدومهما... نظر إليها بتمعن وترقب.. هو يعلم أن هناك شيئا صار لها ولكن لا يعلم ماهو.. وصل جاسر لعنده واردف مبتسما
- صباح الخير ياحضرة الضابط وعيد سعيد
- صباح الخير وعليك ياحبيبي
نظر إليه حيث كان يحتضن غزل.. مالها غزل.. جملة تسائل بها وهو ينظر إليهما
أجابته بابتسامة باهتة خالية من مظاهر فرحتها بالعيد ككل عام ناظرة داخل عيونه
- كويسة ياآبيه بس مرهقة شوية... هي مليكة فين.. تسائلت بها حتى تهرب من حصاره ونظراته المصوبة نحوها.. ورائحته التي جعلتها كورقة خريف في مهب الريح
سارت بجواره كي تدخل لمليكة.. أمسك يديها ورفع ذقنها وتحدث بنبرة هادية
- مالك ياغزل وماتقوليش عشان منمتيش
عيونك الحلوين دول حزينة ليه
كانت تنظر له بقلب مفطور وعيناها تحكي الكثير..كيف لك حبيبي أن لا تشعر بي؟
-كيف لك ان تذبحنـ. ــــي بسكين بارد وتاتي تسالني ماذا بكِ!!... ولكن كيف له أن يفهم حديث العيون غير العشاق... قطع نظراتهم وصول صهيب ومليكة.. وعندما وجد نظرات غزل لاخيه عرف أنها لم تعد تسيطر على مشاعرها.. جذبها من يديها واردف مشتت الانتباه:
غزول حبيبة قلبي عاملة ايه يابت وحشاني.. ينفع تديني عديتي
قاطعه جواد.. ايه اللي بتقوله دا ياحيوان ايه وحشتك دي لو حد سمعك يقول ايه
اتجهت غزل إليه واردفت مستاءة من جواد:
صهيبي يقول اللي هو عايزه مش كدا ياصهيبي!
استشاط غضبا منهما وأرسل إليهما نظرات نارية ثم أردف موبخا كليهما
- "صهيبك في عينك يااختي ايه اجبلكم اتنين ليمون اتلمي ياغزل عشان مقلبش عليكي صبري بدا ينفد، ثم توجه بنظره لصهيب وانت ياامور العيلة خف ياحبيبي لاخليهم يزروك في المستشفى النهاردة"
امشو قدامي الناس تقول علينا ايه
على الجانب الاخر عندما وصلت مليكة لجاسر أخذها على جنب وبدأ يتحدث إليها
- "صباح الورد حبيبي".. كل سنة وانتِ طيبة
توردت خدودها بحمرة الخجل ونظرت للاسفل.." وانت طيب "
نظر إلى جمالها الهادي الذي يخطفه-
حبيبي النهاردة هنخرج بالليل ان شاء الله
غزل مش عجباني ورافضة تخرج فبقول نروح الشلالات ايه رايك
ضيقت عيناها واردفت متسائلة مالها غزل
اشار لها بالسير بعدما وجد صهيب وغزل تركوا المكان متجهين للمسجد وجواد اشار لهم بالتحرك
❈-❈-❈
بعد فترة
انتهوا من صلاة العيد.. خرجت غزل اولا وانتظرت مليكة أمام المسجد وهي تتفحص هاتفها ولكن قاطع وقفتها شخص
أقل مايقال عليه مهوس الغزل
نظر إليها بإنبهار من جمالها الطفولي البرئ فقد كبرت عاما آخر بعدما رأها آخر مرة
وقف أمامها وبسط يديه ثم تحدث قائلا
- إزيك ياغزل عاملة ايه كل سنة وانتِ طيبة
ردت عليه السلام واتت لتسلم عليه.. وضع جواد يديه في يدي عاصم وتوهجت عيونه بالغضب
- اهلا ياعاصم عامل إيه كل سنة وانت طيب ماشاء الله شايفك كبرت وبقيت راجل وبتوقف تسلم كمان تحدث بها ونظر داخل عيونه بلهيب يكاد يحرقه
استشاط عاصم من داخله من طريقته وتدخله في مالا يعنيه كما خُيل له واردف باستياء
- أنا بسلم على بنت عمي ممكن اعرف حضرة الضابط داخله إيه
-هقولك بعدين ياعاصم بس حاليا مش فاضي اه وقول لوالدك أنا هعدي عليه النهاردة ماهو لازم أعيد عليه برضو.. ثم جذب غزل من يديها بغضب واتجه للسير
جذبت يديها بقوة من يديه- ممكن أعرف ايه اللي عملته دا.. وبعدين دا مش بعيد عليا ومش غريب دا ابن عمي ثم خطت خطوة اليه حتى اقتربت منه بشدة ونظرت داخل عيونه واردفت حديثها الذي صفعه بشدة وآلام روحه
- عاصم اللي انت استصغرته دا وجرحته بيكون أقربلي منك.. بدأ يخفف من ضرواة جذبه لها ونظر لها بصدمة.. ثم أغمض عيناه وسحب نفس عميق حتى لا يغضب عليها حاول أن يهدأ من ثورانه الداخلي
قطع ثورته وصول جاسر وصهيب إليهما... نظر جاسر إلى أخته وجدها في حالة ترثى لها.. امسك يديها وجذبها إلى أحضانه عندما وجد نظراتهما المصوبة لبعضهما
حاول أن يخفف من حدة غضبهما فصديقه ليس له ذنب في مشاعر إخته.. وأخته ليس لها ذنب في تحريك مشاعرها اتجاه
رفع ذقنها وابتسم بوجهها- كل سنة وانت طيبة ياجميل.. وضعت رأسها على كتفه واردفت بابتسامة باهتة "وانت طيب ياحبيبي"
وصلت مليكة إليهما بعدما كانت تقف مع صديقة لها ابتسمت لهم جميعا
-كل سنة وانتم طيبين
جذبها صهيب من يديها وضمها إلى أحضانه- وانتِ طيبة ياحبيبتي، توجهت بأنظارها إلى جواد الذي يقف وينظر في شرود، أمسكت يديه وتحدثت مبتسمة
- وانت ياجود مش هتعيد عليا.. وعايزة بلونة من اللي في ايدك دي مش كل سنة الابلة غزل تاخدهم كلهم
إستدار إليها ثم قبل جبهتها واردف بابتسامة باهتة- كل سنة وانتِ طيبة ياملاكي، واعطاهم البلونات التي بيديه ثم نظر لصهيب - خد مليكة معاك ورايا مشوار ثم تركهم وغادر سريعا
أسرع جاسر إليه عندما علم أن شجارهما وصاح به: "جواد" استنى إنت رايح فين ومالك وإيه اللي حصل قلبك كدا..اتجه بانظاره إلى غزل التي تراقبهم من بعيد _مفيش حد عزيز عليا هزوره وراجع
ضيق جاسر عيناه واردف متسائلا _مين دا اللي انا معرفوش؟
ربت جواد على كتفه بهدوء- بعدين خلي بالك من غزل معرفش مالها من أمبارح وحاسس فيه حاجة مضيقاها حاول تعرف ثم تركه وغادر.. أما عند غزل بدأت تؤنب حالها من كلماتها الجارحة له.. ازاي قولتي اللي قولتيه دا ياغزل.. اتي جاسر إليها
ونظر إلى صهيب ومليكة _ايه هتمشوا ولا إيه.. جذبت مليكة أيدي غزل من جاسر واردفت مشاكسه:
-وسعي ياختي خطيبي لسة ماعيدش عليا... ضحك جاسر عليها
لا ياحبيبي عديتك مش قدامهم
ماتحترمني يااخويا إنت وهي..
أما الذي تسير بجوارهم لم تفكر إلا في شيئا واحد
تُرى أين ذهب باكرا!!
رأت البلونات بيدي مليكة زفرت بضيق وعلمت انه إستاء من كلاماتها... قطع شرودها حديث صهيب.. وانتِ ياغزالة مش عايزة عديتك...
لا!! أردفت بها سريعا
- أنا هاخد عديتي من جاسر بس أما إنت وجواد مش عايزة منكم حاجة ثم توجهت بنظرها لمليكة ومش عايزة البلونة اللي كل سنة بيضحك عليا بيها،قوليله غزل كبرت معدتش الطفلة الصغيرة،ثم اتجهت سريعا الى منزلها
ضرب صهيب كف فوق الاخر ثم اردف ساخر _ والله البت دي مجنونة مين يصدق إنها غزل
أما جاسر الذي زفر بضيق من عمايل إخته الطائشة تحدث قائلا:
-هتخرجوا النهاردة ولا إيه.. إحنا بكرة هنسافر القاهرة عشان معندناش غير النهاردة بس إجازة وجواد خطوبته بعد يومين يعني لازم يستعد
أماء له صهيب بشرود بعد حديث غزل علم ان الايام القادم ستكون أشد ثقلا عليهما... ثم اتجهوا جميعا للمنزل
❈-❈-❈
على صعيد آخر في منزل يحيى الحسيني
دخل المنزل وهو يستشاط غيظا من ذاك الجواد.. توهجت عينيه بالغضب وبدأ يثور ويتحدث كلمات لم يستطع السيطرة على نفسه.. دخل والده إليه وجد حالته هذه
صوب ابصاره عليه واردف متسائلا:
مالك فيه إيه عمال تاكل في طوب الارض كدا ليه
قبض على يديه بقوة حتى ابيضت.. واردف قائلا-اقسم بالله ماهرحمه هو مفكر نفسه مين.. قال ايه سلملي على ابوك
بدأ يزفر بلهيب
صاح به يحيى
- انت يابني آدم هتفضل تاكل في نفسك كدا مش ناوي تقولي مالك ومين دا
- جواد الزفت قابلني وحرق دمي
- انت قصدك على جواد الالفي، انت شوفته فين.. انت روحت بيت عمك
زفر عاصم بضيق- لا مروحتش بس كنت ناوي اروح عشان أشوفها بس الكلب بن الالفي واقف قدامها زي الاسد... انا معرفش هو مصدق نفسه ولا ايه.. وحياة ربي لو مبعدش عنها لاكون محيه من وش الارض
تنهد يحيى باستياء- هو قالك ايه!
- روحت اسلم عليها منعني شوف عمل ايه
لا وبيقولي هزوركم النهاردة عرف ابوك
-كدا انا عرفت هو عمل كدا ليه
ضيق عاصم عينيه متسائلا:
اللي هو ايه يابابا انت عملت حاجه من ورايا..
- روحت امبارح وهددت عمك وجاسر انك هتتجوز غزل حتى لو غصب عنهم
استاء من والده واردف غاضبا:
ليه تعمل كدا انا كنت بحاول أقرب منهم بس شوف إنت عملت إيه... وطبعا اللي عامل حامي الحمى أستغل الموقف ومش هيسكت ايوة فعلا إنت مشفتوش بيص لي ازاي كان عايز ياكلني
توجه بالنظر الى ابنه... انا كنت عارف إنه مش هيسكت بس لو جه واتكلم لازم اكلمه بالكلام اللي يهد حيله
ممكن يابابا تفهمني إنت ناوي على إيه وعايز تقوله إيه
: بعدين هتعرف ياعاصم مش مهم دلوقتي
❈-❈-❈
في القاهرة
تجلس فتاه تشاهد حركات الناس وذهابهم الى المساجد لقضاء صلاة العيد
دخلت والدتها إليها- نهى حبيبتي انتِ صحيتي
توجهت نهى إليها وابتسمت لها- كل سنة وانت طيبة ياست الكل
ملست والدتها بحب.. وانت طيبة يانور عيني إيه مش ناويه تنزلي تصلي العيد ولا إيه... رفعت ذقنها لوالدتها
-ماليش نفس والله ياماما تعبانة وحاسة عايزة أنام
ابتسمت والدتها اليها - خلاص استني لما بابا يجي وناكل الكحك وبعدين روحي نامي
ضحكت على والداته - قولتيلي ناكل الكحك ماشي ياست ماما هناكل الكحك ونديلك العيدية كدا حلو
ضربتها بخفة على ذراعها- على طول فهماني يابت
انا هستنى شوية كمان عشان اكلم غزل وأعيد عليها.. اصلي رنيت عليها من شوية بس محدش رد خايفة
حزنت منيرة عندما تذكرت هذه الفتاة المرحة الجميلة- هي هنا ولا سافروا زي كل سنة
: لا ياماما سافروا انبارح بس.. وحشتني اوي، واه نسيت اقولك قالت هتكلم قريبها يشغلني عندهم في الشركة
دعت والدتها لها - ربنا يوفقك ياحبيبتي وتلاقي اللي انتِ عايزاه
نهى: انا مش عايزة اي شغل وخلاص ياماما عايزة حاجة انا بحبها ومرتحالها
وبعدين فيه شركات كتير بيكون محتاجين مترجمات... نسيت اقولك غزل كمان عايزة تدخل ألسن بس جواد مش موافق
شردت والدتها وتذكرت عندما اتت غزل لنهى في إحدي المرات
فلاش باك
تجلس غزل مع نهى في الحديقة الخلفية للمنزل.. فهم يسكنون بالقرب من منطقتهم بعض الشي
طُرق باب منزلهم خرجت منيرة لترى من الطارق.. وجدت شاب جذاب يرتدي نظارته الشمسية ويضعها على شعره نظر بابتسامة بسيطة واردف قائلا:
السلام عليكم مش دا منزل نهى المحمدي.. على الرغم انه متيقن إنه منزلها إلا انه سألها
ابتسمت منيرة بمجاملة له- ايوة يابني هو انت بتسال على نهى ليه
حمحم بأسف-
انا جاي لغزل هي عندها في زيارة من ساعة كدا
ايوا اه أنت اخوها مش كدا
نظر للأرض وأردف بخفوت- ايوة يافندم ممكن تناديها
حمحمت متأسفة معلش نسيت اعزم عليك اتفضل يابني هي في الجنينة برة اقعد لما أناديها
توجه بنظره للخارج يبحث عنها- بس هي مش باينة هنا...
: لا هي بالجنينة اللي ورا هنادي عليها بس ادخل لما تيجي
- متشكر لحضرتك يافندم ثم نظر لساعاته
هي عندها درس بعد ساعتين لازم تروُح
خلاص لحظة هناديلها
بعد فترة اتت غزل تسرع إليه- ابيه جاسر ولكنها توقفت للحظات ونظرت بجمود إليه
وقفت منيرة أمامها:
-ايه ياغزل مش دا جاسر أخوكي ولا ايه
بسط يديه إليها وابتسم ابتسامته التي تعشقها-ياله حبيبي عندك درس اتاخرتي
توجهت بأنظارها إلى منيرة وهمست لها
- لا دا نابليون بونابرت بس العشق كله ياطنط منيرة
ضيقت عيناها وسألتها:
يعني ايه يابت دا اخوكي ولا لا.. قاطعتهم نهى متوجه اليهم ثم نظرت إلى جواد الذي وقف بالخارج يتحدث مع أحد ما في هاتفه
نظرت نهى إليها وضحكت- لا محدش قدك ياعم دا الجود كله جايلك يراضيكي
قبلتها غزل على خديها- أنا ماشية ياقلبي قبل ماعمو يجي ياكلني
رفعت نهى حاجبها اليها - عمو برضو يابت طيب نشوفله عروسة ولا نشوفله ليه ماأنا موجودة... لكزتها غزل في ذراعها
إتلمي يابت ثم أقتربت منها واردفت بابتسامة: جود خاص بالغزال بس ياماما
قاطعهم جواد- ايه ياغزل هتفضلي عندك اسيبك وامشي ولا ايه اردف بها غاضبا
طول عمرك كدا متسرع همهمت بها ثم
اسرعت إليه وأمسكت يديه... نظر إليها بحب واردف مبتسما بعدما كان يحدثها بغضب- عاملة ايه ثم مسح على شعرها
سحبته من يديه تعالى هحكيلك كل حاجه
قاطعت شرودها نهى- ماما مالك ياحبيبتي
روحتي فين... توجهت بنظرها لبنتها
هو انتِ قولتي جواد هيخطب بعد يومين مش كدا
استغربت نهى حديث والدتها- ايوة حبيبتي بتسألي ليه...؟
جلست والدتها ووضعت يديها تحت خديها
-صعبان عليا جدع زي دا يروح من غزل، معرفش ليه حستهم انهم بيحبو بعض نظراتهم بتقول كدا
ارتبكت نهى قليلا أمامها وبدأت تفرك بيديها:
-والله ياماما انتِ مكبرة الموضوع جواد بالنسبة لغزل أخ مش اكتر
تعمقت منيرة بالنظر لنهى-بتعرفي تكذبي على أمك يانهى
مدت نهى شفتيها كالاطفال واردفت
- عارفاكي ياماما لماحة بس للأسف جواد بيعتبرها أخته لا أقل ولا اكتر وغير كدا بيخاف عليها بجنون بس المريب أن غزل بتموت فيه ودا اللي لسة عرفاه من شوية
شخصت أبصارها اتجاه أبنتها واردفت متيقنة - وهو بيحبها اكتر منها
ضحكت نهى بخفة عليها
: هو انا قولتلك بيكرهها بقولك مربيها وبيحبها بس حب أخوي
- اسمعي مني وبكرة تقولي ماما قالت
حب جواد لغزل مش أقل منها بس عشان هو كبير وعارف يداري بس هي لسة صغيرة وطايشة فباين عليها
ضيقت عيناها وسألتها انتِ بتقولي كدا إزاي.. ثم استرسلت مكملة- بقولك مربيها
ابوها كان مسافر وامها ماتت وهي بتولدها
واخوها صغير مكنش ينفع يتولى فاخدتها أم جواد وربتها مع ولادها وطبعا جواد هو اللي تولى امرها... قطع حديثهما دخول والد نهى
اتجه السيد عادل والد نهى- "كل سنة وانتِ طيبة ياام نهى"
ابتسمت له منيرة وانت حسك في الدنيا ياابو نهى
اتجهت نهى إليه وقبلته ثم تحدثت- وبعدين ياسي بابا نسيت نهنهو ولا ايه
قبل اعلى جبهتها - ازاي كل سنة وانتي طيبة ياحبيبة أبوكي
❈-❈-❈
نذهب الى الفيوم
يسير جاسر مهموما بجانب مليكة لا مست مليكة يديه واردفت متسائلة-
مالك ياجاسر شكلك مضايق ليه!!
نظر خلفه وجد صهيب وغزل يسيران خلفهما... صهيب يحاكيها ولكنها شاردة بحزن ولم تستمع لحديثه
زفر بضيق ثم تنهد وتوجه لمليكة وشبك اصابعهما: عايز منك خدمة يامليكة لا مش خدمة... دا طلب مهم ورجاء
وقفت امامه ونظرت داخل عيونه:
-مالك حبيبي قلقتني... جذب يديها وتحرك-
امشي ماتوقفيش عشان غزل ماتاخدش بالها... استغربت حديثه ورغم ذلك تحركت بجواره
توجه بالنظر إليها وتحدث قائلا:
قربي من غزل الأيام اللي جاية دي على اد ماتقدري حاولي تجريها بالكلام... انا عارف انكم قريبين من بعض ثم أسترسل حديثه متسائلا:
-هي غزل بتحكي لك أكيد عن حياتها الخاصة... يعني فيه اعجاب بحد وكدا
ضيقت مليكة عيناه وتسائلت
-مش فاهمة قصدك ياجاسر... يعني عايزني اعرف إن غزل معجبة بحد ولا لا... هي مكلمتنيش في حاجة زي دي... معظم كلامنا عن الدراسة ثم ابتسمت فجاة وضحكت بصوت عالي
نظر إليها جاسر بغضب - صوتك يامليكة احنا ماشين في الشارع نسيتي نفسك ولا إيه... وضعت يديها على فمها واعتذرت
- آسفة حبيبي غصب عني
ابتسم بخفة طيب قولي القردة دي عملت إيه يخليكي تنسي نفسك كدا
- لا مستحيل دي خيانة مينفعش احكيهالك
ضغط على يديها وتحدث بصوت مبحوح ملئ بالمشاعر-ولا حتى لحبيبك
تنهدت بعمق واردفت-"جاسر "
اجابها بحب- عيون وروح جاسر... قولي بقى
بتحكيلي على مقلباتها مع جواد
ضيق عينيه ونظر اليها مستفهما: إزاي؟
"هي اللي اخدت المسدس بتاعه واخدت الرصاص وحطته في الحمام"
-وهي اللي دلقت كلور على بدلته بتاعة الشغل... وهي اللي خلته نايم وقصت له شعره بعد ماحطتله منوم
يابنت الل... يخربيتك ياغزل لو عرف هيطيرها..
لسة مكملتش ياحبيبي
رفع حاجبة مستفز منها
- انتِ بتنقطيني يامليكة ماتقولي يا وفيّة
وضعت يديها في خصرها ووقفت وتحدثت مستائة منه-والله دلوقتي بتتريق
جذبها بشدة واردف غاضبا منها _شكلك اتجننتي نسيتي إننا في الشارع حسابي معاكي بعدين
نظرت للجهة الاخرى بحزن
-براحتك ياجاسر اللي تشوفه اعمله وخطت خطوتين أمامه... جذبها من معصمها ودخل بها لحديقة منزلهم ووقف خلف شجرة بالحديقة... رفع ذقنها وجد عيونها محجرة بالدموع... حزن من نفسه كثيرا هو يعشقها لحد الجنون
- متزعليش مني حبيبي زعلتك في يوم زي دا.. واقترب وهمس امام شفتيها وتحدث بصوت مفعم بحبها بل وعشقها
آسف ياروح جاسر.. آسف يااغلى من حياتي ثم قبل باطن يديها
ربتت على يديه ونظرت إليه بحب
-انا اللي آسفة غلط لما وقفت بالطريقة دي وعليت صوتي سامحني... مسح دموعها بحنان _ربنا يخليكي ليا
روحي ريّحي دلوقتي عشان هنخرج بعد العصر... أمأت براسها وخرجت
❈-❈-❈
على جانب آخر
تجلس بثينة مع ناجي وتدخن بشراسة نظرت إليه واردفت بحقد
-عرفت هتعمل إيه يارب تنجح في العملية دي صدقني هديلك اللي إنت عايزه
شوف بس هتنفذ إزاي وانا عنيا ليك
جذبها إليه واجلسها على ساقيه وتحدث
يومين بس لما يرجعوا اصل الولا محروس بيقولي سافروا يعيّدوا في البلد... سيبك انتِ من جواد وبنته وتعالي فوق عشان تاخدي عديتك
ضحكت ضحكة خليعة مثلها وذهبت معه ليفعلوا ماحرم الله.. كيف تفعل يابن آدم الحرام ألم تتيقن ان الله مطّلع وشاهد
يتبع