-->

رواية تمرد عاشق سيلا وليد - الفصل الرابع


رواية تمرد عاشق

 بقلم الكاتبة سيلا وليد 




الفصل الرابع 

رواية 

تمرد عاشق 



 " بين البوح والصمت تظل الكلمات أسيره بين حنايا القلب، في أبعد زوايا النفس والعقل تعترف تئن تثور وتشتكي ثم تتوارى خلف عفة الصمت " 


كلمات مروة عصمت 


  ❈-❈-❈ 


في مكان بعيد لأول مرة نذهب إليه (تركيا) 


شابة جميلة تجلس أمام سيدة أربعينية وتتحدث بمرح وتصفق بيديها : 


-خلاص ياخالتو يعني هنسافر القاهرة يااااه أخيرا من زمان وأنا نفسي أزورها 


نظرت ليلى إليها بحب وملست بحنان على شعرها :

إنتِ فاكرة حاجة من مصر لسة ياميرنا ؟؟ 


ابتسمت ميرنا مسترجعة ذكرياتها : 

يعني مش قوي بس ممكن أكون فاكرة آبيه جواد وصهيب ومليكة يعني ممكن أشكالهم 


: ايه دا ونسيتي غزل بنت خالتك وجاسر 


تنهدت ميرنا بحزن: 

- لا طبعا جاسر أنساه ازاي دا الحب كله ياخالتو... 


نظرت إليها ليلى باستياء 

-ميرنا اوعي تقولي كدا قدام حد ، جاسر دلوقتي مرتبط وهيتجوز قريب 


أسبلت ميرنا عيونها للأسفل قائلة: 


-حاولت أنساه ياخالتو مكنتش أعرف  إن حبه هيفضل معلم في قلبي كدا.. كنت لسه طفلة إتناشر سنه بس متوقعتش  إني أفضل أحبه ويفضل حبه جوايا ملازمني الوقت دا كله .... 


أخذت نفسا عميقا ثم أكملت : 

-كنت بشوف اهتمامه بمليكة يصعب عليا نفسي تعرفي كان بيقولي ايه... مليكة دي حبيبتي ياميرنا أما إنت أختي الصغيرة .... 

كنت بتضايق وأضربه وأقوله أنا بس اللي حبيبتك 

-طلع عنده حق ف الأخر هي حبيبته وأنا ولا حاجة 


حزنت ليلى على بنات أختيها وعرفت أنهما ستحصلان على وجع الحب وليس حلاوته ....

حتى حازم الذي أحب مليكة وأخفى حبه كي لا يحزن جاسر... 


دخل حازم في تلك الأثناء : 


-مساء الخير على الحلوين ، أخبارك ايه يامرمر ؟ 


نظرت بحب إلى أخيها :

كويسة يازومي ... ايه ياعم بقي مش هنخرج دا حتى بيقولوا النهارده عيد 


ابتسم حازم مردفا : 

هتفضلي طفلة ياميرنا هنستنى ماما ترجع من المستشفى وهنخرج كلنا.. 


ثم توجه بنظره إلى خالته : 

- مالك يالولا ايه مش فرحانة عشان هننزل أخيرا مصر 

‏نظرت إليه لا تعلم بما تخبره 

-الحقيقة ياحازم أنا مش هعرف أنزل مصر دلوقتى محمود عنده مؤتمر وهيسافر باريس ومعرفش هينزل إمتى... ومامتك كمان عندها عمليات محجوز مواعيدها في المستشفى لشهر قدام إنت فاهم وضع مامتك مش هيقدروا يستغنوا عنها 


وقف حازم وتحدث بغضب : 

-وبعدهالكم يعني كل سنة نفس الموال عشر سنين وكل سنة كدا.. أنا مش هأجل سفري ولا دقيقة بعد كدا وبعد يومين هسافر.. كفاية إتحرمت إني أدخل كلية الشرطة 


 ❈-❈-❈


في مدينة القاهرة

تجلس ندى مع والدتها تضع قدم فوق الأخرى وتتحدث عن تفاصيل خطبتها فهي الابنة المدللة لوالدها رجل الأعمال المشهور والذي يمتلك العديد من المشروعات الهامة 


- أنا طلبت من جواد نعمل الخطوبة في فندق (  ) ياماما وهو معندوش مانع وافق وقالي هيجي بكرة ونتفق.. 


ردت والدتها بعنجهية : 

-معرفش يانودي إيه اللي عاجبك في جواد دا إنتي متعرفيش حياة الظباط دي عاملة ازاي كلها تحكمات وغير كدا كمان أنا عيلته دي مش عجباني تحسيهم كدا فلاحين 


ردت عليها ندي باستياء : 

-مامي أنا بحب جواد وعجباني شخصيته دا غير طبعا مكانته الإجتماعية ووضع عيلته ف الفيوم وبعدين بابا موافق ومرحب ويتمنى إننا نتمم جوازنا 


تنفست الأم بضيق 

- براحتك يانودي بس مترجعيش تشتكي منه لما يتحكم فيكي 


- خلاص يامامي بقى أنا هقوم أكلمه وأشوفه هيوصل امتى 


❈-❈-❈ 


في محافظة الفيوم 

يجلس في شرفة غرفته يتذكر حديثها يعلم أن هناك أمرا ما غير طبيعي تمر به .. يشرد بذكريات الماضي فيبتسم عندما تلوح بذكراه تعلقها به 


   فلاش باك 

يجلس بالحديقة يستذكر دروسه وجدها مقبلة عليه تسرع الخطي ويظهر علي محياها علامات الغضب 


نظر لها بحب وتحدث : 


-اجري براحة يازوزو عشان متقعيش.. مالك بتنفخي ليه كدا ؟؟ 

جلست على العشب  أمامه غاضبة ناقمة تهتف بصوت عال 

-أنا حايزة (عايزة) سيف يلعب معايا هو مس راضي قوله  بابا جود 


مسد على شعرها بحنان وتحدث قائلاً :  

-سيف بيكتب واجبه هيخلصه ويجي يلعب معاكي 


أزاحت وجهها للجهة الأخري غاضبة فابتسم لها مردفا : 

طب إيه رأيك ألعب معاكي أنا ؟؟ 


صفقت بيديها الصغيرتين : 

هاااااااي أحلى جود أنا بحبك قد البحر  


ضحك عليها وأحضر مكعباتها وبدأ بتركيبها وسط ضحكاتها وتلهفها وصخبها .. وظل يلعب فترة حتى قاطعهم صوت هاتفه 


ماجد : ازيك ياجواد عامل إيه ، وغزل عاملة ايه 


تنهد جواد بضيق وأجابه 

-لسة فاكر ياعمو تتصل.. إنت تقريبا نسيت غزل مبتسألش عليها ولا بتفتكرها لحد ماهي نفسها نسيتك 


اعتري ماجد الشعور بالخزي من كلمات جواد فأردف قائلا :

- عارف ياحبيبي إني قصرت معاها هي وجاسر عشان كدا  بحاول أنزل ولو حتي يومين ، لأنهم وحشوني جدا ... أنا عارف إنك مش مقصر ياجواد ومعوضها عن غيابي 


زفر جواد بضيق : 

ياعمو أنا مش بقولك كدا عشان أحسسك بالذنب بس لازم وجودك ... أنا خايف عليها وخاصة إنها معدتش بتسأل عليك ، أنا ناوي أخدها عند تيتا سهير بس أخلص امتحانات لإني عارف إنها مش هتقدر تراعها 


- حبيبي أنا عارف إني تقلت عليك ورميتها عندكوا وسبتها سنين 


- متقولش كده ياعمو بالعكس أنا بقيت مرتبط جدا بيها وتعتبر مسؤولة مني في كل حاجة وهي كمان متعلقة بيا ومبتسبنيش خالص واكمل مسترسلا 


-يعني هيكون ليا الحق فيها أكتر منكم.. خليك فاكر الكلمتين دول 

عشان مش هتنازل عن حقي فيها 


ضحك ماجد عليه : 

-يعني هنتناسب يابن حسين.. 


ضحك جواد بقوة حتى أدمعت عيناه 

-ياريت أنا أطول بس بنتك وقتها هتقول رايح تجوزني واحد قد عمري مرتين تلاتة يابابا 

دا بتقولي بابا جود... تخيل يعني هتجوز بنتي دي أخرتها 


- إنت ليه بتحسسني إنك أكبر منها بعشرين سنه ياولا دا اللي بينكم عشر سنين 


: لا ياعمو حساباتك غلط اتناشر سنة و9شهور هتاكل تلت سنين 


ضحك ماجد :

ينفع برضو  اسمع مني البنت هتكون تربيتك وهتعرف تمشيها زي ما إنت عايز 


- اممممم يعني إنت عايزني أربيها وأستناها تكبر عشان اتجوزها ... ضاع عمرك ياجواد يابن حسين 


ضحكا الاثنان بينما أكد جواد علي حديثه السابق

- غزالتي هتفضل بنتي اللي ربتها وأنا بقولك ماحدش له حكم عليها غيري وبس... لازم تحاول تنزل عشان كمان تيتا سهير أخر مرة شوفتها صحتها مكنتش عجباني من بعد وفاة جدو السكر بدأ يعلى عليها جامد ، أنا روحت أجيب جاسر وأقدم له هنا زي ماما ما قالت بس جاسر رفض وقال هيفضل معها... سفرك المرادي طول ياعمو وأنا شايف الشركات هنا أسهمها بتزيد وكمان بقى وضعنا في السوق كويس... مالوش لازمة قعدتك هناك.. ممكن تصفي شركاتك في تركيا وتيجي هنا ونكبر الشركات وتكون مجموعات 


فكر ماجد قليلا   

- كبرت ياجواد وبقيت متابع أخبار الشغل 

‏حاضر ياجواد ، أشوف بس باباك هيعمل ايه وبعد كدا نكمل السنادي وننقل مصر... هو رجع من الشغل ولا لسة 


- لا هو كلمني عنده اجتماع للساعة خمسة 


- تمام بوسلي غزل لحد ما أجيلها.. بس بوسة أبوية ياض 


ضحك بصوت صاخب : 

-ماوعدكش إنها تكون أبوية أصل بنتك تتاكل الصراحة ..... استنى أصورهالك أقولك هتصل فيديو أحسن 


وجه جواد كاميرا الهاتف علي غزل  وهي تقود دراجتها الصغيرة 

- غزولة شوفي مين عايز يكلمك... 

اقترب منها وهي تحاول أن تسير بالدراجة ولكنها لاتستطيع التحكم بها 


- مين ياجود حايز يكلم غزل 


نظر ماجد إليها لقد كبرت عاما آخر وهو بعيدا عنها، مر عام ونصف ولم يراها إلا من خلال الشاشات... ترقرقت عيناه رغما عنه ، فقد كبرت وتغير شكلها وأصبحت ملامحها قريبة الشبه لوالدتها ... وضع أصابعه على صورتها بالشاشة يتلمسها بحنان 


- عاملة ايه يازوزو وحشتي بابا كتير 


نظرت إليه وهي تحاول أن تتحدث معه  

-بابا ماجد غزل زحلانة منك ومخصماك عسان قولت هتيجي عيد ميلادها ومجتش دلوقتى غزل عندها أربع سنين 


انخفض جواد لمستواها وجلس على عقبيه ممسكا أذنها

- خمس سنين وخمس شهور أنا تعبت منك كل يوم أحفظك حاجة وتنسيها ... لحد ماهتنسيني اسمي 

اسمك إيه يابت سمعيني كدا 


نظرت له غزل بحزن ... رفع ذقنها 

- غزالتي زعلانة ليه ومش بترد عليا ... مش أنا قولت الزعل والحزن للضعاف بس ، غزل مش ضعيفة غزل ايه 


ردت بخفوت : غزل قوية 

- ماسمعتش علي صوتك كدا 


- أوف جود قولت غزل قوية 


ابتسم ماجد بحب لاعتناء جواد بها ... نظر جواد لها مرددا : 

عايز أسمع إنت اسمك ايه ؟ 


نظرت للهاتف موجهة الحديث لوالدها 

- بابا جود وحش ، وبيكتب لغزل في الكلاسة 


ضيق عيناه واردف مشاكسا 

-بتعرفي تهربي 

مردتيش يازوزو سمعي بابا إنتِ اسمك ايه 


- اسمي" غزل " 


ضيق عيناه وأردف متسائلا : 

يعني لو الحرامي مسكك وحبيتي تتصلي بالشرطة هتقوليلهم غزل بس؟  


- لا هقولهم غزل ماجد الحسيني

قبلها على خدها... شطورة حبيبة جود 


قهقه ماجد علي أسلوب تعامل جواد مع ابنته 

- إنت عشان دخلت الشرطة هتعرف بنتي على الحرامية ياجواد 


- لسة ياعمو ماتنقش فيها بالله عليك خلي الموضوع يضبط... أصلي لو مقبلتش هزعل قوي  ثم نظر لغزل : 

-قولي لبابا أخدتي ايه في الدرس عند جود 

بدأت تعد على يديها أمام والدها 


ابتسم ماجد ابتسامة حانية وهو يشعر بأن الله قد عوض ابنته بأخ أكبر يستطيع أن يحتويها بدلا من جاسر الذي يصغره بسنوات ولا يستطيع الصبر وتحمل مسؤليتها ... كذلك فهو لم يكن في استطاعته بعد وفاة زوجته رعاية غزل نظرا لحالته النفسية إثر وفاة زوجته ولذلك تركها أمانة لدي صديقه حسين وزوجته الطيبة السيدة نجاة  


عودة للحاضر

خرج من شروده على اتصال حازم به


❈-❈-❈ 


في فيلا يحيى الحسيني 


يجلس عاصم مع أخته نجلاء 

نظر إليها فوجدها منشغلة بهاتفها ... تنحنح مصدرا صوتا للفت انتباهها لكنها لم تعره أي إنتباه

- بقولك يانوجة ياعسل كنت عايز منك خدمة كدا 


مطت شفتيها للأمام 

- امممم عاصم الحسيني بنفسه عايز خدمة مني أنا  هي الدنيا حصل فيها ايه ياولاد ، من امتي ياخويا بقيت نوجة 


نظر لها بغضب : 

-مالك يابت مش عاجبك بدلعك جتك القرف ف شكلك .. خلاص ياختي مش عايز من أشكالك حاجة 


وضعت يديها في خصرها وأردفت مستخفة به 

: أقولك إنت عايز ايه!! 

، عايز توصل للسنيورة بتاعتك ومين هيوصلك ليها ياحبيبي غير  نجلا...  بس نسيت حاجة ياعصومي

"اكتر واحدة بكرهها في  الدنيا دي ست غزل بتاعتك يعني ابعد عني" 


- تصدقي إنك واحدة واطية يابت.. 

مانا عارف اللي فيها وعارف إنتي مش بتطيقيها ليه لأنك دايما عايزة تاخدي حاجة مش بتاعتك... اوعي تفكريني أهبل ومعرفش إنك بتحبي حضرة الظابط ياحرام .. بس ياعيني هو مش معبرك ولا مديلك ريق 


قاطع حديثهما دخول الحارس الشخصي لعاصم 

- عاصم بيه جاسر ابن عم حضرتك ومعاه جواد وصهيب الألفي برة داخلين الفيلا" 


نظر له بغضب وعيون تكاد تطلق شرارة الغضب..ثم تحدث قائلا: 

- بابا فين هنا ولا خرج ؟؟

- لا يافندم والد حضرتك مخرجش من الصبح 


نظر إلي أخته وجدها تنظر جهة الباب : 

بتبصي على إيه... فاكرة إنه ممكن يبصلك 

ثم أكمل حديثه : 

-دا ابن الألفي راسم على تقيل ياحبيبتي وبيحب واحدة مذيعة ومشهورة وهيتجوز قريب 


❈-❈-❈ 


- وياترى عرفت منين ياعاصم باشا إنت بتراقبني هذا ما أردف به جواد أثناء دلوفه وسماعه حديث عاصم  


التفت عاصم متهكما  

-جواد الألفي بذات نفسه عندنا وأنا بقول الدنيا بمبي ليه.. ثم ابتسم بسخرية بس مش بمبي قوي 


مد جواد شفتيه رافعا حاجبه ونظر له باستهزاء : 

-الدنيا بمبي وسعاد حسني بتغني بره ومستنياك عشان ترقص معها 


ضحك صهيب ونظر لعاصم 

- أوبااا عاصم باشا هيكون مشهور ياولاد الحلال.. هتغني مع سعاد حسني بذات نفسيها هنيالك ياعم 


صوب نظرات نارية تجاههما ثم تحدث غاضبا 

- انتوا جايين تتريقوا عليا ياولاد الالفي 


وصل يحيى ونظر بسخط لجواد 

- أهلا ياجواد نورت قصر الحسيني 


تقدم جواد منه وحيّاه : 

-البيت منور بأصحابه كل سنة وحضرتك طيب يا يحيى باشا

‏ ثم اتجه للمقعد وجلس واضعا قدمه فوق الأخري 


نظر يحيى لجاسر 

: أهلا ياجاسر عامل ايه ؟ 


اتجه إليه جاسر 

- الحمدلله ياعمي .... كل سنة وحضرتك طيب 

وبالنيابة عن بابا جاي أقول لحضرتك غزل مش هتتجوز دلوقتي... ممكن بعد الجامعة لو هي عايزة