-->

قراءة رواية جديدة تمرد عاشق لسيلا وليد - الفصل 6

 ‏قراءة تمرد عاشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية تمرد عاشق رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات 
الكاتبة سيلا وليد


رواية تمرد عاشق

الفصل السادس

❈-❈-❈


في أعماقنا رعد وبرق وعواصف وأمطار، لا تُشير اليها الأرصاد الجوية ....أبداً.. 

كلمات مروة عصمت 

في صباح يوم جديد نثرت الشمس أشعتها الذهبية لتفرش الأرض بنورها متوسطة السماء لتعلن بداية حياة جديدة وفرص جديدة .. 

كانت الجميلة نائمة بهدوء بعد ليلة أرهقتها ف تفكير لاينتهي جعلها لاتنعم بنوم هانئ 

تسلل شعاع الشمس مداعبا وجه الجميلة فقامت بوضع يدها على عينيها لإبعاد شعاع الشمس عنها لتكمل نومها ولكن صوت العصافير أزعجها فاستسلمت للنهار وقامت تهمهم بكلمات هامسة 

"قومي بدل مايجي جاسر ويشدك من شعرك زي كل يوم" 

وقفت واتجهت إلى المرحاض.. وبعد دقائق انتهت من أداء فرضها 

استمعت لطرقات خفيفة علي باب الغرفة فأذنت للطارق بالدخول .. فدخل جاسر يحدثها دون النظر إليها 

- جهزي نفسك عشان هنرجع كلنا النهاردة.. 

‏نظرت للأرض بخجل و أسرعت تمسك يد أخيها محاولة الإعتذار منه عما بدر منها أمام جواد وأنها وضعته في وضع حرج معه 

-أنا آسفة ياجاسر مكنش قصدي أحرجك مع جواد بس كنت عايزة. عاااايزة 

استدار لها جاسر وتنهد زافرا ثم رفع ذقنها ومسد على شعرها بحنان 

-ولا يهمك حبيبتي.. المهم إنتِ عاملة ايه  

-‏ايه رأيك نسافر بكرة نهرب أنا وانتي من ورا الكل 

-وضعت رأسها في حضنه وتنهدت بحزن : متخافش علي أختك كويسة وجامدة، وإن شاءلله هقوي نفسي 

ثم رفعت رأسها وأكملت حديثها 

-عارفة إنك بتقول كدا عشان محضرش خطوبته مش كدا 

-‏ثم أولته ظهرها 

أيوة ياجاسر إنت عندك حق أنا حبيته بس غصب عني.. والله غصب عني، بس هعمل زي ماقولتلي هحاول ماعرفوش وهعمل زي ماقولتله امبارح هو هيضايق شوية، بس أحسن ماجرحه.. 

ضمها جاسر بين ذراعيه مربتا علي كتفها قائلا : 

بكرة هتروحي الجامعة وتشوفي أحسن منه مليون مرة.. هو إنت قليلة يابت يازوزو ولا إيه 

ضحكت باستخفاف : 

هنشوف الموضوع دا بعدين

‏ هو إحنا هنسافر امتى وندى هنا ولا مشيت 

مط شفتيه للأمام 

-لسة البوص مقلش هنمشي إمتى.. ندى هنا وخرجت مع جواد من نص ساعة كدا 

-غزل انسي ياقلبي وخليكي دايما فاكرة إن جواد بالنسبالك زيي.. يعني مستحيل يفكر فيكي، وكمان حتى لو فكر هيكون صعب 

الفرق بينكم كبير 

كتمت غزل وجعها داخل صدرها ونظرت لأخيها بابتسامة 

-أنا وعدت نفسي امبارح  إني أتخطاه.. وبوعدك كمان وهعمل زي ماقولت يمكن ربنا شايلي الأحسن 

ترددت غزل في سؤالها عنه ولكن قلبها لم يطاوعها 

-جرحه عامل ايه ياجاسر قلقانة عليه قوي

- كويس ياحبيبتي.، متخافيش عليه 

قبل جبهتها :

- ربنا يرزقك راحة البال ياحبيبتي 

❈-❈-❈


في فيلا ناجي 

تجلس بثينة تحتسي قهوتها وتنظر في ساعة يدها تنتظر أحدهم 

وبعد دقائق دخل شاب في أوائل العشرينات مع الحارس الشخصي لها 

-دا هيثم ياهانم واحد من شيلة سيف الألفي وبيكروه قد عنيه... ودا أضمنهولك بعمري 

أشارت له بيدها للإنصراف ، ثم نظرت لهيثم بتقييم وتحدثت قائلة:  

تعرف ايه عن سيف الألفي ، عايزة كل معلومة عنه الصغيرة قبل الكبيرة!! 

-شوفي أنا وهو مش قريبين من بعض قوي ، بس صاحبي أنتيمه وقريبين من بعض جداً ممكن أعرفلك بسهولة تفاصيل حياته كلها 

-شاطر ياهيثم ، ثم نظرت في ملف بيديها إنت في كلية هندسة.. واو يعني سيف هندسة برضو 

-أيوة في سنة رابعة والأول على دفعته دايما ، بس واد بارد وحاطط مناخيره في السما وله أخ ظابط بيقول يا أرض اتهدي ماعليكي قدي 

- اممممم إنت شوفت الضابط دا 

نظر لها هيثم وأردف بخبث : 

- أومال إيه كل يومين عندنا في الجامعة... ولو عاوزة أعرفك مواعيده معنديش مشكلة 

شملته بنظرة متهكمة : 

- لا ياحبيبي ملكش دعوة إنت بالموضوع دا ، أنا عايزة منك تقرب من سيف على قد ماتقدر ... تعمله حتى عجين الفلاحة عشان يحبك 

حك ذقنه ثم ضيق عيناه وأردف متسائلاً :  

والمقابل ايه؟ 

-تعجبني ياهيثم ، أنا مش هلف وأدور معاك ، أنا عايزة منك خدمة وقت ماتخلصها هديلك ربع أرنب ايه رأيك 

-أعرف نوع الخدمة الأول وبعد كدا نتكلم في السعر 

-إنت مصدق نفسك إنك في كلية هندسة 

ضحك هيثم قائلاً :

-   بيقولوا كدا 

ماشي ياهيثم هقولك بس مش دلوقتي لازم تقربلي منه وبعد كدا تاخد الأوردر مني ، ودلوقتي اتفضل

❈-❈-❈

في محافظة الفيوم 

يجلس في شرفته  في الصباح الباكر بعد تأديته لصلاة الفجر  ينفث دخان سيجاره بغضب كلما تذكر حديثها.. تغلي دمائه حتي أوشكت رأسه علي الإنفجار 

نظر إلى شرفتها وجدها مغلقة ومازالت مظلمة... كاد يختنق ولا يعلم سبب اختناقه 

أخذ شهيقا عميقا ثم زفره ببطئ.. وبدأ يحدث حاله 

-أنا ينضحك عليا من عيلة ماشي ياغزل، والله لأطلع دلعي عليك كله سواد علي دماغك .. عشان تعرفي تخبي عليا كويس.. تذكر 

** فلاش باك 

كان ينتظر أمام مدرستها وهي في الصف الثالث الإبتدائي 

خرجت غزل تنظر للمشرفة المسؤولة عن حافلة التوصيل الخاص بمدرستها وهي تنتظرها أمام الحافلة

-غزل حبيبتي أخوكي مستنيكي جاي ياخدك النهاردة...

-‏

-‏نظرت حولها وجدته متجها إليها عندما رأها خرجت 

فتح ذراعيه إليها.. فأسرعت إليه ترتمي بأحضانه :  

أبيه جود إنت جيت امتى؟ 

قبلها على خدها بقوة محتضا إياها وأردف مبتسما 

-وحشتيني يازوزو  ... عاملة ايه 

بدأت تلعب في شعره... وإنت كمان وحشتني قوي ينفع كدا غبت كتير عن غزل 

حملها وأخذها على سيارته 

- آسف حبيبة جود كان عندي شغل كتير.. تعالي نستنى مليكة لما تخرج أنا كلمتها قالت عندها لسون كمان وهتنزل.. إيه رأيك نخرج أنا وإنتي ومليكة ونروح الملاهي النهاردة 

-لا أنا وإنت بس مليكة خليها تروح مع صهيب وجاسر هي بتخرج معهم على طول بس أنا أروح معاك لوحدى 

ابتسم جواد علي تملك تلك الصغيرة : 

حبيبتي هي كدا هتزعل عشان أنا أخوها برضو ولازم نخرج احنا التلاتة مع بعض... احكيلي عملتي ايه في المدرسة الفترة اللي فاتت 

- مطت شفتيها للأمام : 

- ‏بس متزعلش مني 

ضيق عيناه مستفهما 

- عملتي ايه يازوزو؟ 

وضعت يديها على وجهها : 

ضربت ولد في الكلاس عشان بيقولي إنتِ حلوة ياغزل ، وكان عايز يبوسني.. مش إنت قولت اللي يضايقك اضربيه 

جحظت عيناه وحاول أن يهدأ من روعه نظر لها بهدوئه المعتاد المتزن : 

-وبعدين الميس عملت ايه 

-زعقلتي وقالتلي يعني هو بيشتمك عشان تضربيه 

تنهد بضيق الميس دي اسمها ايه؟ 

- ميس سوسن بتاعة الماث 

الواد دا  عملك حاجة تانية؟ 

هزت رأسها بلا وهي مازالت تضع يديها على وجهها 

-نزلي ايدك.. لم تسمع كلامه

قولت نزلي إيدك 

أردف بها بصوت مرتفع وأكمل مسترسلاً حديثه 

- إنتِ  معملتيش حاجة غلط، وأي حاجة تحصل معاكي بعد كدا تيجي تحكهالي، وإياكي ياغزل تخبي عليا حاجة 

-حاضر مش هخبي عليك حاجة تاني 

حاول أن  يتنفس بهدوء ولا يظهر عصبيته وتحدث قائلاً 

-اوعديني يازوزو وإنتي عارفة اللي بيوعد حد لازم يكون قد وعده 

-وعد ياجود عمري ما أخبي عليك حاجة 

عودة للحاضر



حاول تنظيم انفاسه المضطربة من فرط عصبيته منها "واهو خليتي بوعدك ياغزل" 

اعمل فيكي ايه بس... ازاي مااخدتش بالي انها في سن خطر،كان المفروض اقرب منها 

زفر بضيق ثم وضع يديه على شعره وارجعه لاخلف كاد ان يقتلعه من شدة غضبه 

سمع طرقات على باب غرفته توجه الى الباب وفتح 

-"ندى" انتِ صحيتي 

-انا منمتش اصلا فقولت اشوفك نخرج نتمشى شوية ايه رأيك، ثم نظرت اليه بتفحص 

انت منمتش ياجواد ولا ايه؟ وكنت فين رجعت متأخر ودخلت اوضتك على طول نادلتك وماردتش 

-كنت في مشوار اسف " ندى" كان عندي مشوار ضروى مع جاسر ورجعت متاخر فمحبتش اقلقك 

وضعت يديها على ذراعه 

ولا يهمك حبيبي،  انت لسة تعبان ولا ايه 

هز راسه- بلا انا كويس 

تذكر دموعها عندما وجدت دماء على جرحه.. وجريها خلفه حتى تطمئن عليه 

نظر لندى بتخبط ولا يعلم ماذا يحدث له 

جواد روحت فين  بقولك 

ياله نتمشى شكل البلد هنا هادي وحلو 

أماء برأسه بنعم.. انزلي وهغير هدومي واحصلك

-انا لاحظت انك بهدومك من انبارح معرفش مالك فيه حاجة مخبيها عليا 

-مفيش ياندى، انزلي بس وانا هنزل وراكي على طول 

بعد ساعتين 

في فيلا الحسيني 

خرج جاسر من غرفة اخته حزينا مهموما لا يعلم ماذا يفعل، يشعر لاول مرة بعحزه... يعرف إنها تعاني ولكن  ليس بيده شيئا 

توجه لحبيته كي تخفف عنه آلامه وعجزه 

وجدها تجلس مع سيف في حديقة الفيلا 

-صباح الورد ياقلبي 

نظرت بخجل للأ سفل وتوردت خدودها 

-صباح الخير، فين غزل لسة نايمة

ازاح سيف من جانبها وجلس بجوارها وتحدث 

غزل بتكوي هدومها قال ايه معندهاش لبس مكوي 

-أنا هقوم اروحلها... البت دي بقت بتوحشني هروحلها قبل ماجواد يجي  هذا مااردف به سيف عندما توجه اليها... 

بعد ذهاب  سيف زفر جاسر بضيق وتنهد بحزن.. نظرت مليكة إليه 

-مالك ياجاسر بقالك يومين مش عاجبني 

-"غزل"! ضيقت عيناها مستفهمة عن حديثه 

- غزل بتحب جواد يامليكة 

- عادي ياحبيبي ماهي لازم تحبه، ايه الغريب في كدا... انت ناسي هو اللي مربيها 

استدار للجهة الأخرى وحاول أن يستشق الهواء عندما شعر بضيق تنفسه وخاصة بعد كلام مليكة 

أدارت مليكة وجه اليها ونظرت بعمق داخل حدقتيه 

-انت مخبي عليا ايه ياجاسر، وكمان صهيب شكله مش عجبني وكل مايتكلم يقولي حاولي ماتسبيش غزل لوحدها... مالكم في ايه؟ 

عصر عيناه وشعر بألم الكون حوله 

غزل بتحب جواد كحبيب يامليكة مش أخ وبتتألم لوحدها وانا  عاجز ومش قادر أعمل حاجة 

وضعت يديها  على فمها من هول الصدمة 

-انت أكيد بتهزر، دا جواد بيقولها بنتي، وهي بتقوله آبيه وكانت بتناديله بابا وهي صغيرة ازاي وصلت لكدا... وازاي مااخدناش بالنا من كدا 

-أرجع شعره للخلف بضيق كاد ان يقتلعه 

انا السبب، انا اللي كان المفروض احط قيود بينهم، هو مش في باله وهي حياتها وحلمها فيه 

-انت متأكد من كدا ياجاسر يمكن عادي وانت مكبر الموضوع 

-حبيبتي انت مشفتيش حالتها من ساعة ماعرفت خطوبته ولا لما شافت ندى، اديكي شوفتي انهيارها ازاي، مش عشان تعرضها للرصاص زي ماقلتلك ولا عشان مامتها عشان حست انه خلاص معدش ملكها 

مايمكن غيرة ابوية ياجاسر... اهدى  وماتتعبش قلبي عليها ياحبيبي لو سمحت 

دمعة غادرة شقت جفنيه وتساقطت 

اديكي قولتي قلبك بيوجعك عليها، انا هموت عليها وخاصة لما تعرف ان جواد هيتجوز بعد شهر ثم اكمل حديثه 

انا لازم اخدها ونمشي بعيد يامليكة لحد ماكل حاجة تتم 

-انت بتقول ايه ياجاسر مستحيل، دا جواد يقلب الدنيا... ثم نظرت اليه وأكملت 

استنى ممكن نلاقي حل، وممكن يكون غزل مش في دماغها وانت فاهم غلط 


❈-❈-❈

وقف بغضب وتحدث 

انتِ بتقولي ايه هو انا أهبل ولا عبيط عشان مفهمش مشاعر أختى وبعدين هي اعترفتلي يامليكة،، روحي شوفي مذكراتها وانتِ تتأكدي

قاطع حديثهما دخول جواد، ندى وشريف 

صباح الخير هذا مااردف به شريف 

وقف جاسر وحياه... صباح النور حمد الله على السلامة.، كل سنه وأنت طيب 

- وانت طيب ياجاسر ثم اتجه بنظره لمليكة، كل سنه وانتي طيبه استاذة مليكة 

وانت طيب يابشمهندس 

اتجه جواد لجاسر  - لازم تتحرك دلوقتي ياجاسر عشان  تلحق  توصل في ميعادك

هتحرك بس اعرّف غزل عشان أخدها معايا 

-هتاخدها على فين أنت رايح الادارة، وباباك رايح الساحل.. سبها وهاجبها معايا 

قاطع حديثهما  اصوات ضجة بحديقة منزل ماجد 

نظر جواد، وجد   سيف  يجري  خلفها حتى يأخذ هاتفه.. وقفت فوق المنضدة ورفعت يديها بالهاتف وهي تضحك فكانت جذابة لكل من يراها، ترتدي ملابس

منزلية(ترنج)  باللون الفيروزي يبرز مفاتنها باستفاضة وشعرها الناعم الطويل يسقط  على ظهرها ليكمل صورتها الملائكية الرائعة ... مما جعل شريف ينظر لها بانبهار 

- مين الغزال دا ياجماعة.. لو جنب البحر كنت قولت دي حورية البحر ولا ايه!! 

صوب جواد نظرات نارية له، ثم اتجه لها 

"غزل " صاح بها جواد بصوتا مرتفع.. مما أدى الى إرتباكها وسقطت من فوق المنضدة الموضوعة في حديقة المنزل 

أسرع جاسر  وجواد الذي شعر بالصدمة 

-حبيبتي حصلك حاجة.. أمسكت ساقها وتألمت 

-رجلي بتوجعني اوي ياجاسر.. شكلها اتكسرت اردفت بها ببكاء 

جلس سيف بجوارها-أنا آسف ياغزل مكنش قصدي والله 

نظرت إليه وعبراتها تتساقط رغما عنها 

إنت مالكش ذنب الذنب ذنبي أنا.. لم تتوجه إليه بالنظر ووضعت رأسها في حضن أخوها  

جلست بجوارها نجاة  التي اتت على صوتها عندما صرخت ومسدت على شعرها 

-ينفع كدا ياغزل، انتِ لسة صغيرة ياحبيبتي لكدا.. انتِ كبرتي خلاص، ثم امسكت رجليها لكي ترى أين موضع  الالم 

-كان يقف بصمت وينظر إلى شريف الذي لم يبعد نظره عنها  ، اتجه بنظره اليها غاضبا من تصرفاتها الطفوليه  ورغم أن الرعب تسلل لقلبه ولكنه لم يبدي على وجه ملامح التأثر 

لم يستطع تمالك نفسه أكثر من ذلك فصوب نظره لجاسر وتحدث بغضب 

- أنا مش قولتلك ممنوعة تخرج من باب اوضتها!! 

صدم الجميع من حديثه... وقفت نجاة وتحدثت بهدوء عندما نظرت لندى التي تقف بجواره ولكنها متحفزة 

-اهدى ياجواد هي عملت ايه عشان تحبسها ياحبيبي، وبعدين اي حد معرض انه يوقع 

نظر لوالدته بحنق:-  ممكن ياماما ماتدخليش بيني وبينها، وجه نظره لجاسر 

شيلها ياأستاذ وطلعها اوضتها لما نشوف آخرة دلع الانسة هي مفكرة نفسها طفلة لسة بتنطط مش عايزة تكبر ابدا 


كانت نظراته تتناقض كليا مع كلماته، ودّ لو يضمها ويطمئن نفسه عليها، ولكن كلاماتها بالأمس مازالت تنخر في عظامه، لا يعلم لماذا يشعر بألما في صدره... كلما تذكر كلمات شريف ودا لو يكسر دماغها لخروجها بهذا اللبس 

❈-❈-❈ 

استشاط داخلها من كلاماته.. ثم نظرت إليه-انا مش طفلة ياآبيه بس تقول ايه فيه ناس هنا جبارة، صوتها بيكون زي البركان لما يتفجر.. 

أسبلت اهدابها متحاشية النظر اليه كي لا تتقابل بنظراته معه بعد كلاماتها له.. ثم 

حاولت الوقوف ولكن ساقيها تؤلمها الى حد كبير... تألمت مما أدى الى توجه شريف ووقوفه بجانب جاسر هي دي اختك ياجاسر ولا ايه...نظر له جاسر وأماء برأسه

- شيل اختك ياحضرة الضابط ودخلها جوا 

هذا مااردف به بقوة جعلتها تنظر له بحزن 

وضعت رأسها في حضن أخيها عندما شعرت ان دمائها تغلي من شدة الغضب اتجاه، لا تعلم لماذا يعاملها بهذه المعاملة 


ابتلع غضبه منها ورسم ابتسامة سمجة امامهم... والله البت دي  هبلة.. رغم انه اردف بها مازحا الا ان قلبه يكتـ. ـوي ولا يعلم مالذي حدث له عندما وجد نظرات شريف تلاحقه 

اتجهت ندى اليه-  عادي ياجواد دي عيلة

اتجه بنظره لندى.. روحي انتِ وشريف  مع ماما ياندى لما نشوف الدكتور هيقول ايه على الهبلة دي... دا ايه الخطوبة اللي شكلها منقوق عليها دي 

ضيقت عيناها مستفهمة 

ومال الخطوبة ياحبيبي 

نظر اليها ثم نظر لنفسه... يعني هنعمل الخطوبة وأنا بدراع واحد كدا.. طيب  مين هيلبسك الدبلة.. عايزة الناس تقول ايه العريس ابو إيد واحدة دا 

ضحكت نجاة على مداعبة ولدها 

لا طبعا ياحبيبي دا انت زينة الشباب كلها 

قبل راسها... 

- تسلميلي ياست الكل.. وبعدين ربنا يستر ورجل غزل متكونش اتأزت انا هروح اشوفها واشوف الدكتور جه ولا لا 

أتى صهيب في هذه الاثناء ووجه لايُبشر بالخير.. نظر اليه جواد بتحفز ثم رفع ذقنه 

نظر لوالدته ثم لندى وشريف -

حمدالله على السلامة ياشريف، منورة الفيوم ياندى.. معرفتش ارحب بيكي انبارح 

-ميرسي ياصهيب منورة بيكم أكيد 

-ماما خدي ندى وادخلي جهزي نفسكوا عشان نرجع القاهرة النهاردة ان شاء الله 

بس نطمن على غزل الاول 

-مالها غزل... هذا مااردف بها صهيب 

-وقعت من الترابيزة ورجلها شكلها فيها كسر 

اتجه صهيب سريعا إليها 

-لازم اروح أطمن عليها... 

نظرت ندى لجواد واردفت: 

- هو صهيب بيحب غزل جملة تسائلت بها بجبين مقطب 

صدم من حديث ندى... ارتفع جانب وجهه وابتسامة متهكمة واجابها 

دا بتقوله ياآبيه ياندى.. شكلك عايزة تنامي بقول روحي ريحي احسن 

-فعلا انا منمتش خالص... ايه رأيك ياشريف نمشي دلوقتي ولا نستنى نمشي معهم 

- اتجه شريف بنظره لجواد وأردف متسائلا 

- هي غزل دي اللي بتقول عليها ندى.. انك مربيها انا كنت مفكرها صغيرة 

- صمت لثواني يحاول تمالك اعصابه.. ضغط على يديه بقوة وهو يسب غزل في سره... نظر إليه 

- بتسال ليه ياشريف؟ 

- ابدا ياجواد انا بس استغربت انها كبيرة دي آنسة هي في الجامعة 

رد عليه بزفرة خافته... لا دي لسة رايحة الجامعة ثم نظر داخل مقلتيه 

دي طب ان شاء الله اردف بها بمغزى 

لوهلة  صدمت ندى من رووده الغاضبة والمستفزة.. ورغم ذلك تحدثت بهدوء 

هنفضل نتكلم على غزل ولا ايه.. اتجه حسين لهما 

عاملين ايه ياولاد.. ثم نظر لجواد 

- انت عرفت مين اللي عمل معاك كدا 

- لا.. اردف بها بغموض 

يارب ماتكون مخبي عليا حاجة ياجواد.. يادوب نتحرك عندي ميعاد مهم الساعة خمسة ووالدتك هتعدي على حالم 

- هاخد مامتك وغزل ومليكة 

ضيق عيناه متسائلا 

عمو ماجد مشي ولا ايه هيمشي بعد شوية، بيقولي عنده مشوار قبل مايسافر الساحل، بس قالي جاسر وغزل هيسافروا معانا

نظر لوالده واردف: 

- جاسر عنده شغل هيرجع بعد يومين، 

زفر بضيق من أعمال ماجد الغير مسؤلة 

ربت على كتف ولده: 

ماجد عارف انك هتاخد بالك منهم كويس

- كبرت يابابا ولازم يقرب من بنته، مش معقول دايما راميها كدا 

تنهد حسين يعلم ان ابنه محقا... خلاص ياجواد انا هاخدها عندنا لحد ماجاسر يرجع دي مش أول مرة 

جواد عنده حق ياعمو.. دلوقتي غزل كبرت ولازم يخلي مسؤليته منها.. مش كدا ياجود 

توجه بنظرات غاضبة لندى، لاحظ شريف فقاطعهم 

-  احنا لازم نتحرك يانودي عندك حلقة بعد كام ساعة حبيبتي 

نظرت لجواد 

- هتيجي معانا ولا ايه ياجواد 

- لا  انا هستنى شوية هسافر بعد تلات ساعات كدا، حازم كلمني وجاي في الطريق.. لازم استناه، روحي انتِ مع شريف ولما اوصل هكلمك 

ارجعت شعرها للخلف اوكيه.. اتجهت بانظارها لحسين.. متشكرة جدا ياعمو 

- على ايه يابنتي... انتي هتكوني مرات جواد..  ضيق جواد عيناه متسائلا 

- فيه ايه!! 

- باباك هو اللي بعتلي عربية جابتني من القاهرة لما كلمته واصريت اني اجيلك

- بابا طول عمره بيعمل اللي يفرحنا 

ثم نظر له يتشكره بنظراته 

ملس حسين على ظهره- 

- اي حاجة تسعدكوا  اكيد مش هتأخر 

- طيب ياجود انا همشي حاولت اجل بس منفعش 

- انا قولت ايه ياندى بلاش جود دي 

تنهدت بضيق ثم نظرت له 

- تمام ياجواد 

تحرك معها الى سيارة اخيها مودعا 

وقفت امامه بعد ترك شريف لهم مساحة خاصة 

- عايزة اقولك حاجه بس متزعلش مني 

- ضيق عيناه مستفهما 

- حاول تحط مسافة بينك وبين غزل، البنت كبيرة ياجواد وانت مش اخوها 

واللي يشوفكوا مايقولش غير حبيبين... وانا مستحيل اوافق حد ينظر لك النظرة دي 

زفر بضيق ثم اتجه بنظره لندى 

ندى مايهمنيش اللي يتكلم، انا اهم حاجه عندي راحة غزل.. وانا قولتلك دي انا واخدها وهي عندها شهر، لحد ماشفتيها عروسة كدا، مرتبطين ببعض جدا، ميغركيش شوية القسوة اللي بعملهم عليها، ثم اقترب منها... لو هوقف حياتي كلها عشان اسعدها مش هتأخر، غزل بنتي ياندى وعلى مااعتقد حكتلك دا كله في بداية علاقتنا، وعرفتك مكانتها عندي 

فبلاش كلام لا هيقدم ولا ياخر.. هتفضل عندي كدا حتى بعد ماتتجوز اخوها اللي تقدر تستند عليه 

- جواد ابوها واخوها موجودين ليه دا كله


- لان ابوها لسة بس من  تلات سنين واخدها عنده يعني مايعرفش عنها حاجة 

تنهدت باستسلام وظهر اليأس على ملامحها لعلمها عدم القدرة على اقتناعه


تابع قراءة الفصل