رواية وصمة عار خديجة السيد - الفصل الثاني عشر
رواية وصمة عار
بقلم الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثاني عشر
رواية
وصمة عار
بعد مرور ساعات...
نهضت اليزابيث بـ.ـجـ.ـسدها الهزيل الذي أصبح يهتز بسبب البكاء ثم تقدمت لتفتح النافذة التي بالغرفه بقت تنظر الى الخارج بتفحص لتجد رجال من الحراسه موجودين بالاسفل امام الباب.. أخفضت رأسها لتبكي أكثر بإحباط... وظلت هكذا فترة حتي شعرت بأحد خلفها.
التفتت بعينها الدامعة لتجد هانا تنظر لها بحزن عليها فهي تذكرها بنفسها عندما كانت بريئة مثلها وهم من لوثوها .. تقدمت هانا تجلس بجانبها على الاريكة و مدت يدها لتمسح على وجنتيها التي احمرت من البكاء و ضرب الجميع لها ،ابتعدت اليزابيث للخلف بضيق و ابتسمت بمرارة وهي تنظر لها بتحدي رغم ضعفها
= لم انتظر شفقه او عطف منك او من غيرك.. شكراً
هزت راسها هانا مبتسمه بطيبة ولم تجيب عليها، لتهز اليزابيث رأسها بعدم تصديق لتلك الحياة البائسة التي أصبحت فيها لتردف بصوت منخفض
= ليس هناك اي طريقة حتى اهرب من هنا؟ ارجوكٍ ساعديني لا اريد ان اجرب هذا الشعور مره ثانيه و أتعرض للاغتصاب! لاني لم استسلم لتلك المرأة ابدا
بلعت هانا الغصة التي ظهرت فجأة بقلبها وحاولت الا تبكي و تضعف مثل سابق .. وقالت بصوت مرتجف
= إذا كانت هناك طريقة للهروب من هنا .. ما كنت أمامك حتى الآن هنا؟
❈-❈-❈
في اليوم التالي صدي صوت انذار عالي بالمكان.. انتفضت اليزابيث فوق الفراش لتشهق بفزع من ذلك الصوت باستغراب و قلق لتنهض بسرعة للخارج بينما قابلت هانا بوجهها لتنظر لها مبتسمه بهدوء واتسعت حدقتاها الأخري بخوف وهي تهمس متسائلة بقلق
= ما هذا الصوت ما الذي يحدث هنا؟
تلعثمت هانا وهي تجيب بتوتر و بابتسامه هادئه
= لا تقلقي هذا صوت الانذار حتى يستيقظ الجميع ونبدا العمل مبكراً كعادتنا
عقدت حاجبيها بدهشة صرخت مستنكرة
= ولم يجدوا طريقه غير ذلك حتى نفيق لما يعملون كذلك مثل الحيوانات لديهم
وقبل أن تتحدث هانا اقترب منهم ليام بخطوات بسيطة ينظر إليهم ولم يهتز له جفن وهو يخبرهم مرددًا بصوت أجش
= لما تتوقفون هنا؟ هيا تحركوا ليس وقت الحديث الآن
هزت هانا راسها بسرعة وتحركت خطوتين بخوف منة، بينما ظلت اليزابيث مكانها ولم تتحرك.. تأوه فجاه بعـ.ـنف وهو يجذبهـا له من رأسها بعـ.ـنف يقربها منه هاتفا وهو يزمجر بجنون أفقده ثباته تمامًا
= هل أتحدث مع نفسي تحركي انتٍ أيضًا ، لديك عمل معهم اليوم .. اذهبي إلى الطابق السفلي أولاً ، وقمي بإعداد الإفطار معهم ، ثم استعدي للعمل
و لكن اليزابيث نفضت يداه عنها باشمئزاز وانفجرت الاخري صارخة فيه بجنون
= ابتعد عني ولا تلـ.ـمسني مرة أخرى .. ليس لدي عمل معك .. ولا تجذبني مرة أخرى كذلك. أنا لست حيوانك الأليف حتى تأمرني وأنا أفعل ذلك دون مناقشة .. قلت اتركني أيها الوغد.
لتتجمد عينـاه ليام بقسوة جادة وهو يصفعها علي وجهها دون مقدمات لتصرخ اليزابيث بألم ثم هتف ببرود كعادته قائلا بصوت محذراً مرددا بصلابة
= لا تحاولي تقفي امامي مره ثانيه وعندما امرك بشيء تفعلي دون نقاش هيا تحركوا، خلال دقائق اجدكم بالاسفل مع باقي الفتيات و إلا انتٍ تعلمي جيد ماذا سافعل معك
ثم رحل بوجه غاضب، لتقترب هانا بتوجس منها فهي كانت تراقب ما يحدث عن بعد بخوف، وبصوت متوتر قالت
= اهدئي إليزابيث ، لماذا كل هذا العناد في كل مرة ، لم يخرج شيء معك صدقني وراء ذلك! الاستسلام هو الحل حتى تصفي أمورك معهم، بهذه الطريقة؟ سوف يقتلوكٍ المره القادمة.. إنهم لا يحبون الجدال
نظرت إليها اليزابيث بأرهاق زاد علي وروحها فعليا هاتفه بين دموعها وهي تصرخ بصوت شبه هيستيري
= حسنًا ، وهذا ما أريده أن أموت حتى أرتاح من هذا العذاب ، بدلاً من أن أكون وحيدًا منكم
رفعت عيناها لها بنظرة حزينه وهي تهمس بحسرة
= لكنهم سيفعلون معك كل شيء ما عدا الموت.! سوف يقتلوكٍ ، لكن الروح ستظل تتلوى بداخلك من الألم. سوف تمـ.ـوتي وأنتٍ على قيد الحياة اليزابيث
❈-❈-❈
تجمعن الفتيات جميعاً على طاولة الطعام فلمحت اليزابيث بعض العيون التي تنظر لها بشفقه لكنها لم تهتم وتجاهلتهم ولم تنتبه لهم وكل ما كان يشغلها أن تفكر في طريقه للهرب من هنا، لكنها افاقت من شردها عندما وضعت هانا الطعام في طبقها امامها لتتناول، عقدت اليزابيث حاجبيها بدهشة وهي تقول باستغراب
= لما انتٍ تعاملك مع الجميع لطيف هكذا؟
نظرت إليها هانا مبتسمه بلطف وقالت بهدوء
= لماذا اكون سيئه جميعنا في مركب واحده.. كلنا في نفس المستنقع فلما نؤذي بعضنا البعض ؟! لذلك يجب ان نساعد بعضنا لنخفف الالام
كانت رغم انها تعرف الاجابه لكن لا تريد تصديق الواقع المريرة.. عضت اليزابيث على شفـ.ـتها السفلية فحاولت اخراج صوتها الذي خرج متوترًا مبحوحًا
= الشيء الوحيد حتي نخفف المنا ..هو أن نكون في مكان اخر ولا يستطيع احد ان يلمسني
وقبل ان يجيب عليها أحد، سمعت صوت صرخات عالية شهقت هي بذعر لتنهض بسرعة من المقعد المكسوره و تقف في تلك الزاوية بعيد وهي تحبس أنفاسها و تراقب ما يحدث متسائلة بخوف وقلق
= ما هذا الصوت؟
ابتسمت جومانه بسخرية هاتفه بجمود
= لدينا ضيفة جديده هنا
كانت تصرخ بصوت مقهور عالي صائحه ببكاء مريره
= اتركوني انا لست عـ.ـاهره .. ابتعدوا عني
شهقت اليزابيث بخوف وهي تري فتاه صغيره في عمر الخامسه عشر يجذبوها بقوة بالارض و ليام يضربها بقوة لانها رفضت الخضوع والاستسلام مثلها.. بينما شويكار كانت جالسة أمامها على الكرسي تدخن بشراهة وهي تنظر إلي الفتاه ببرود ،كم اصبحت اليزابيث تكره هذه السيده بشده وتتمنى اذا جاءتها فرصه لقتل شخص ما؟ في هذه الحياه ستكون هي بالتأكد حتى تتخلص من جبارتها وقسوتها !
نهضت شويكار و اقتربت إلي الفتاه الصغيره و امتدت لتشد شعرها من الخلف بقوة صرخت الفتاة بوجع
= اااااااااه .. ارجوكٍ اتركيني انتٍ تؤلمني .. يا الهي احد يساعدني
ولم يتجرا احد ويتحرك لينقذها كعادتهم يقفون يشاهدون ما يحدث بصمت مريب والخوف يسيطر عليهم.. صفعتها شويكار بيدها الاخرى على وجهها بقوة و قالت وهي تصيح بحده
= العاهـ.ـرات هكذا يعاملن.. لم يتجرا احد هنا يرفض لي طلب سمعتي يا فتاه، تحركي من امامي واجهزي للعمل والا سافعل معك شيء ستندمي بعدها طول حياتك على انك لم تستمعي الي
هزت راسها الفتاه بيأس وقله حيله بينما تحركت شويكار لترحل وهي تنفث دخان سيجارتها وكان خلفها ليام.. بقيت اليزابيث تنظر لهم وهي تشعر بالحزن عليها وعلي حالها.. جميعا يتعاملون بذل واهانه وإذا حاول احد التمرد يتلقى درس لم ينسى.
يقولون دائما ان غدا اجمل ..ويوم يتلو يوم و كل شئ يصبح اسوأ من قبل والي متي ستظل هنا؟ ظلت الفتاه بالأرض تبكي بحرقه حتي اقتربت اليزابيث منها قائلة بصوت منخفض
= هل تتألمين لأنه ضربك ؟.
التفتت لها وهمست بشـ.ـفتين زرقاوتين متشققتين ودمعه يتيمه خرجت من عينيها التي تحترق وهمست ببطئ ميت
= لا بأس ،اصبحت معتاده على لذلك دائما
في حياتي فقد ارسلني والدي الى هنا بعد أن قبض ثمني ..انا لا اريد ان اظل هنا لا يريد ان يلـ.ـمسني احد رغما عني
نظرت اليزابيث لها بذهول لا تصدق هذا الظلم التي بقت معتاده تشاهده حولها من جبروت الناس هل هذا أبي حقيقي حتى يرسل ابنته الى مكان مثل ذلك ويبيعها مقابل نقود.. أقتربت منها جومانه لتقول بخبث هاتفه
= ولم انتٍ خائفة من ان يلـ.ـمسك احد ..غبية لايوجد احد ليحاسبك .. افعلي ما يحلو لكٍ فليس لديك عائله تحاسبك ويقتلوك إذا فعلتي اشياء كهذه، حتى والدك بنفسه هو من ارسل لك الى هنا.. امرحى بهذه الحياة يا فتاه افضل لكٍ
هتفت هانا بغضب تجز على أسنانها وهي تهتف ناهرا
= اجل لم يكن لدينا احد يحاسبنا ولكن رغم حياتنا المذلة التي نعيشها الا اننا نقرف من ان نكون لحما رخيصا يتناوله اي شخص يريده ...ومع الأسف ليس قادرين على فعل شيء؟ غير أنني ننتظر معجزه تحدث ونتخلص من هذا العذاب
لويت جومانه شفتها بملل وتحركت لتسير و نهضت خلفها هانا بضيق وغضب.. لتتقدم اليزابيث تساعد الفتاه لتنهض وتجلس على الاريكة بجانب النافذة وكانت الفتاه الصغيره ما زالت تبكي ..وابتسمت هي بمرارة فأشفقت عليها لتقول بنبرة غير مصدقه
= في يوم ما ستترك اوجعانا صدرونا ليسكنها الفرح .
همست الفتاه الصغيره بحروف مشتتة كحالتها المثيرة للشفقة
= يجب ان اهرب ! لا اريد ان افقد شرفي وأصبح مثل تلك الفتيات هنا
هَمستُ اليزابيث بصوت خافت لا يكاد يسمع
ـ وانا معك !
رفعت نظراتها لها بلهفة وهي ترد عليها بخفوت متسائلة ببراءة
= هل سيتركنا الوجع حقا !. هل سنرحل من هنا لا اريد ان اصبح عاهـ.ـرة واتلوث برغـ.ـبة الرجال
قبضت اليزابيث على يدها المرتعشة بقوه وفي داخلها تصميم وإرادة على ان تخرج من هذا المستنقع ، وعزمت بأنها سوف تنقذ تلك الفتاه معها، لتهمس بصوت فيه القوة والعزم
= اجل سوف اساعدك لنهرب سوا .. أنا لم أجد احد يساعدني عندما كنت بحاجه شديده الي المساعده لذلك سوف اساعدك حتى لا يحدث معك مثل ما حدث معي.. لكن هذا سر بيننا لا تخبري احد ..
❈-❈-❈
في مكان يبعد بآلاف الأميال، بداخل مركز الشرطة كان أركون يجلس فوق المقعد متهالك وجـ.ـسدة متراخي للخلف المقعد بوهن، بينما يجلسون على الجانب الاخر زوجته لينا و ابنته سافانا ينظرون بتوتر وقلق إلي أركون! لطالما كان هو الجبل الصامد الراسخ رغم كل ما يحتويه بداخله من براكين مشتعلة تحرق حشاه ! لكن الوضع الان اصبح مختلف عليه، ليسمع صوت الضابط يهتف بخشونة
= اطمئن سيد اركون سنفعل كل ما بواسعنا حتي نعرف مكان ابنه اخيك اليزابيث..
خرج صوته بما يشبه الهذيان بصوت يفيض ألم فرفع نظراته قائلا
= اطمئن ، هل أنت متأكد؟ لقد سمعت هذا الحديث منك أكثر من مرة ، والوضع كما هو ليس بجديد .. وابنتي متغيبة عن المنزل منذ أكثر من أربعة أيام ، ولا أعلم عنها شيئًا .. لم أعد أعرف هل يجب أن أكون سعيدا .. أن اسمها ليس على قائمة المستشفيات .. أم أحزن لأنها لا تزال مخفية ولم أعرف عنها شيئا حتى الآن.
اكمل مبتلعا غصته التي ترفض الخروج وحرقه بنيران الخوف على مصير ابن اخي! الوصيه التي لم يستطيع حمايتها و فشل في تلك المهمة بجداره.. تنهد وهو يغمض عينيه كاتم دموع قهر رجال تريد أن تفيض فيبتلعها لتنسكب داخل روحه كشلالات من نار سائلة لم يعد له القدرة على التحمل لكنه مجبور
= هل أفرح أن خبر موتها لم يتأكد لنا بعد .. أم أحزن أني لن أرتاح أبدا، ما مصيرها؟ اين هي الآن أخبرني أرجوك
زفر الضابط وهو يربت على كتفه بمواساة رجولية وقال
= اهداء سيد أركون أنت رجل صبور .. صدقني نحن نبحث عنها طوال الوقت والشيء الصعب علينا أنها لم يكن لديها أصدقاء وكانت تعيش في مدينة أخرى في البداية .. ولكن ، لا تقلق ، سنجدها بالتأكيد قريبًا
نظرت لينا إلي أركون بقله حيله لا تعرف أين ذهبت تلك الفتاه و اختفت فجاه دون مقدمات هكذا، فهما منذ ذلك اليوم التي تأخرت فيه خارج المنزل ولم تعود اعتقدت في البدايه انها تاخرت مثل المره السابقه كعادتها وسوف تعود حتما فهي ليس لها مكان اخر... لكن تفاجئ الجميع بانها حتى الان لم تعود الى المنزل ولا يعرفون الى اين ذهبت... وها هما لا يزال منتظرين أن تظهر يوماً و تخبرهم أين كانت كل هذه الفترة..
بينما لم يختلف الحال عن سافانا وهي تنظر إلي والدها نظرات مرهقة حتى هاجمها الضياع وتتشت نظراتها لا تعرف إلي إين هي الآن ولماذا حتي اليوم لم تظهر.. لكنها تشعر بالتاكيد أنه حدث شيء سيء لها؟ فمرت ايام طويله والبحث مستمر وحتى الان لم يجدوها.. لتتذكر عملها فمن الممكن قد حصل لها شئ بسبب العمل.. فوالدها حتي الان لم يعرف ذلك الموضوع وربما تساعد تلك المعلومه الشرطه في رحلة البحث عنها..! لكن هي لم تسالها عن مكان عملها؟ لذلك فضلت الصمت في البدايه لأجل حزن والدها! لكن الان يجب ان تتحدث و تخبر الجميع بذلك السر!.
نهضت سافانا بخطوات مرتعشة لتقف أمام والدها وضابط الشرطه و قالت بصوت مخنوق
= ابي اريد ان أخبرك بشئ هام بخصوص اليزابيث!.
❈-❈-❈
في جزيره كريستيانيا الحرة.. بداخل قلعه النساء الخاصة بـ شويكار.
في الاعلي نظرت اليزابيث على جميع الموجودين بالاسفل كانوا مشغولين جميعهم في ترتيب الاعمال منهم من يحمل الاطباق الى المطبخ ومن يغسل الاواني وبعض الفتيات في الغرفه تجهز حالها قبل وصول الرجال! و ليام و شويكار لم يكونوا موجودين! وباقي الحرس كانوا يقومون بترتيب المكان بالخارج.. اخذت اليزابيث نفس عميق بتوتر لتفكر ان هذه فرصتها في الهروب الآن؟
أغلقت الباب وهي تدلف إلي الفتاه الصغيره التي كانت تقف بخوف شديد ظاهر على وجهها.. هتفت اليزابيث بوضوح وهي تتمتم بصوت متوترة
= سنهرب الان الجميع مشغولين بالخارج هيا بسرعه؟
اومأت موافقة بسرعة و ما إن فتحت اليزابيث الباب خرجت خلفها ببطء شديد وهي تمسك بيدها ترتعش بخوف وقلق ولم يختلف الأمر عن الأخري بالتأكد! وقد ساعدهم الحظ ولم يكن موجودا احد بالفعل ليراهم وهم يخرجون من المنزل...!
غادروا المنزل معًا ليركضون بسرعه بلهفه شديدة و الاثنين لا يصدقون انهم بالفعل سيهربون من ذلك الجحيم للأبد! لكن وعلى بُعد مسافة كان شخصان يراقبانهم من بعيد... فأخرج احدهم الهاتف ليتصل بشخص ما فأتاه صوت شويكار بهدوء بعد قليل ليقول بخشونة
= هناك فتياتين يحاولن الهروب؟
فهم لم يكونون يعلمون ان هناك اشخاص يراقبون المنزل أيضا من الخارج عن بعد..! و فجأة ظهرت سيارة ما تقترب منهن... أصابهم الاثنين الفزع عندما استمعوا إلي صوت السياره خلفهم..و بدأوا يركضون بسرعة حتى سقطت اليزابيث فجاه بالأرض وتعثرت قدمها وهي تلهث ،و كادت أن تتوقف الفتاه عن الركض لتساعدها لكنها صاحت تنطق بأنفاس منقطعة
= اهربي انتٍ لا تنتظريني.. اهربي بسرعه قبل ان يلحقوا بكٍ
هزت راسها لها بسرعة و استمرت بالركض بخطوات مذعورة بينما لحقت السيارة بها بسرعة و أكملت سير... من الفتاه الصغيره بسرعة رهيبة ليصرخ كلاً من اليزابيث الملقاة بالارض و الفتاه برعب ولكن تلك السيارة لم تتوقف ولن تكن تستوعب تلك الصرخة المذبوحة فاصطدمت به الفتاه دون مقدمات دون انتباه من السائق....!!!!!!!!!
كان منظر تلك الفتاه وهي ملقاة بالأرض غارقة بدمائها أشعل جانب مؤذي للقلب.... مؤذي بدرجة كبيرة حتى أن اليزابيث شعرت أن تلك الاصطدام أشتعل بقلبها هي...!!! دقائق عديدة وكانت وهي تنظر إلي الجثمان بعدم استيعاب !!... صحيح هي كانت لا تعرف الفتاه الا قبل فترة بسيطه لكنها لم تنسى وعدها لها عندما أخبرتها بأنها ستنقذها و ستخرج من هنا بسلام! لكن لم تكن تعرف انها ارسلتها الى المـ.ـوت بيدها؟!.
خلال لحظات كانت اليزابيث تهز رأسها وسط صراخها و انهيارهـا الهيستيري... وهي تبكي بعنف صارخة عليها وحينها اقتربت شويكار لتسحبها من ذراعها بقوة قائله بصوت حاد بعض الشيء
= لا افهم ماذا يطلع معك وراء ما تفعلي غير الاذي.. رايتي بنفسك الفتاه راحت ضحيتك
كلمات ذلك اللعينة كانت كالتعويذة التي قلبت حياتها رأسًا على عقب، فنظرت إليها اليزابيث بكرة شديد و صاحت بعصبية شديدة بين دموعها
= اذا اقـ.ـتليني انا الاخرى.. هيا اؤمري رجالك لا يتركوني حية.. أنا لا أريد العيش معكٍ ولا اريد تلك الحياة.. الم اهرب انا ايضا ولا استحق العيش..هيا اقـ.ـتليني ماذا تنتظري
وما إن قالت ذلك كانت تقترب منها مرة اخرى ولكن بخطوات تملأها الشراسة التي أشعرتها أنها على وشك الانقضاض عليها وفجأة إرتعشت اليزابيث حرفيًا عندما شعرت بها تخفض راسها بجانب أذنها و بوجهها تنفخ أنفاسها الخشنة و بدأت تتحدث بعـ.ـنف شيءً فشيء من ذلك القرب المُهلك
= استطيع ان اجعلك تسكنين الجنة نفسها يا فتاه ولكنك يجب ان تطيعي اوامري ،الخيار يعود لكٍ ،حورية في الجنة ام حشرة في قفص؟ وفي النهايه انتٍ تعلمي جيد أنني سافعل ما أريد.
عضت اليزابيث على شـ.ـفتاها بضعف واضح.. ومرت دقيقة تقريبًا وهي متجمدة مكانها.. جبل من جليد يعيق سير دقاتها الممسوسة باهتزاز روحها من الأساس و الدموع متحجرة في عيناها وهي تطلع إلي تلك الجثة بحزن شديد، ما فعلت هذه الطفله حتى تستحق ذلك .. فأصبح ما يحدث لها يُهلك حواسهـا ويجبرها على الخـ.ـضوع وهذا اخر شيء تريده مطلقاً! لكن بعد كل ما حدث، هل ستظل علي هذا العناد ام الخـ.ـضوع....؟؟.
يتبع.