-->

رواية للذئاب وجوه أخرى - نورا محمد علي - الفصل العشرون

رواية للذئاب وجوه أخرى 
للكاتبة نورا محمد علي



رواية للذئاب وجوه أخرى الجزء الخامس

الحلقة العشرون


الحيرة التي غاص فيها ياسين طوال اليوم، كادت أن تنتهي حينما وجد الباب يفتح؛ وكأن من يفتحه يعرف جيدا ما يفعله، تلاقت عينه بعين رحيم الذي يقف على بعد أمتار، لكنه كان ينظر داخل روحه في نظرة طويلة لخصت الحكاية، وهو الآن متأكد من شيء واحد، أن رحيم وقع في المحظور! أو علي أفضل الإحتمالات، ربما استطاع أن يخرج وإلا لما هو هنا الآن؟


 أقترب منه رحيم وهو يحاول أن يواري ألمه، ويدعي ثبات أنفعالي ليس بالسهل، أن يظهره أمام من علمه الثبات سنوات، ولكنه أخذ يتكلم في أنه استطاع أن يفر الى احد الاماكن! واستطاع ان يصل الى بر الأمان، ومضى وقت طويل وهو يحاول أن يتاكد من أنه في أمان وانه غير متبع من أحد أو مراقب ، ولن يعرف مكانه ولذا رجع متأخر 


ورغم ان كلامه لم يقنع ياسين إلا انه هز رأسه وهو يقول:

_  مش مشكلة يا ماجيك المهم انك جيت،  بس مش شايف انك اتأخرت اوى علي ما تطمن في الوقت اللي انا فيه كنت بفكر ان أتصل بسيادته 


نظر له رحيم وهو يبرر:  علي اساس اني طفل ولا ايه سيادتك


ياسين ما انا لو بتعامل علي أني سيادته ماكنتش عبرتك انا خوفت يحصل ليك حاجة وقتها جودي ممكن تخلعني 

ضحك رحيم بصوته كله ولكنها كانت ضحكة تواري ألم بداخله ولكنه خدع بها الجميع ولكن هل خدع ياسين؟  


بعد وقت. كانوا يجتمعون  أمام طاولة وهم يناقشون كل  ما حدث لهم  الا ان رحيم شعر بشئ غريب وهو يراجع أحداث اليوم فلقد لاحظ أن هناك من يتابعه، والسؤال الذي يطرح نفسه من هو؟  وهل كان هناك من يتبعه ام يراقبه ام هو مجرد خداع من عقله  الذي يشعر بالذنب جراء فعلته!  


أخرجه من تفكيره صوت ماريا التي كانت تسأل عن شئ وعن كيفية تغطيتها العمل،  و الاهم متى سوف يرجعوا الي، موطنهم أو إلى حيث يقيمون 


ماريا: يعني المهمة خلصت ولا لسه فيه توابع وكمان هنستمر هنا ولا هرجع مكان ما أن عايشة 


ياسين: شكلك مستعجلة بس قبرص من أثينا مش بعيد وبعدين عندك حاجة مهمة هناك عشان كده عاوزة تمشي؟ 


❈-❈-❈


رغم أنه لم يكن يفكر في الوقوف مرة اخرى امام عدسات  التصوير، لكن تلك الفلاشات التي اخذت تسترق لقطات له ولأمه او بمعنى أصح له ولعائلته الجديدة، وكأنهم يتسابقون الى سبق صحفي! 


فهو قالها من قبل امام مؤتمر صحفي، أعلن بأنها عائلته وهم يصورون لحظة نزولهم إلى أرض مصر، فكان رده ابتسامة خفيفة وهزة من راسه، وهو يرفض الكلام معهم.


يكتفي بأن يحاوط  أمه يدعمها لتصل الى أحد السيارات الفارهة التي تنتظره، او بمعنى أصح لذلك الموكب من السيارات!


ما ان استقرت أمه في مقعدها حتى التفت لها وهو يقول:


_ هل انت بخير يا امي؟


جوليا بفرنسيا: أجل يا بني اطمئن لم تكن الرحلة متعبة لقد كنت تحاوطني طول الطريق وايضا طائرتك تعد غاية في الفخامة.


عادل أربت على كفها وهو يرفعه يقبله وهو يقول:  المهم انكي لم تتعبي من الرحلة.


  نظر إلي جوناثان وهو يقول: وانت ايضا جون هل  هناك ما يزعجك.


جوناثان:   لا عادل لا يوجد شئ.


عادل اذا لنتحرك


 أشار إلى السائق لينطلق بالسيارة الليموزين خاصته والتي لا يفضلها في العادة؛ لكنها تناسب  عددهم وتجعلهم كمن يجلسون في  صالون.  


  وبعد وقت كان يصلون الى الكمبوند، قابلتهم الينا بترحاب مدت يدها لتسلم على جوليا وهي تنظر لها وكانها تنظر الى زوجها بعد سنوات، رغم أنها لم تكن أول مرة ترى فيها جوليا وجها لوجه،  إلا أن إحساسها كان مختلف، اقتربت لتضمها وهي تنظر الى عادل وابتسامه ترسم على وجهها، أخذ تربت بوهن وضعف على كتفها،  حتى لا تؤذيها بينما جوليا كانت تبدو اقوى بكثير مما كانت تظن، من يراها لا يعطيها سن السبعين على الاطلاق!


إلينا:  سعيدة بوجودك أمي انا انتظر قدومك منذ سافر عادل لكم 


اوديل تنتظري امي ام عادل 


ضحكت ألينا وهي تخبط كتف أوديل وهي تكلمها بالعربية أنت لن تتغيري اودي 


ابتسم جوناثان رغم أنه لا يفهم ما تقوله البنا إلا أنه أدرك انها تمزح مع أوديل، التي ردت علي الينا وقالت:


_ وهل اكذب لقد اشتفتي لهذا الوسبم ومن يلومك؟


 أم جوليا كانت ابتسامتها تملأ وجهها وهي تنقل نظرها بين الاثنين، ثم اتسعت ابتسامتها وهي تلتفت لتنظر الي أولاد ابنها،  ترى مقدار التقارب بينهم. وما أن نظرت إلى أبناء عادل او بمعني أصح.احفادها،  الذين اقتربوا لي يضموها كل واحد تلو الاخر.


 اقترب أحمد وهو يقول بفرنسية سليمة وكأنها لغته الأولى  :  


اهلا بكي جدتي سعيد بوجودك بيننا اتمني ان  تستقري معا وسوف نحاول ان نجعل إقامتك في مصر سعيدة 


جوليا: حبيبي.تبدوا مثل عادل بصورة كبيرة أنا ايضا سعيدة بوجودي معكم 


واقتربت لتضمه تشعر بأنها تحضن ابنها الذي حرمت من أن تراه في  مرحلة الشباب.. 


ابتسم أثر الابن الأصغر وهو يقول:  أترك لي شئ  أنا أيضا حفيدك الوسيم،  احد الاجمل بين الثلاثة و الأكثر مرح 


جوليا وهي تقترب منه قالت: لاحظت يا صغيري 


أثر: للأسف هناك أصغر مني؛ ولكني لازلت مدلل رغم ان أبنك يجبرنا على العمل في الشركة والمصنع والمعمل من أجل أن ندرك قيمة كل شى يخشي علينا من ان تغرنا الدنيا، إلا أن تلك الجميلة تساعدني 


ابتسمت له وهي تستمع إلى كلامه. فهو لأول مرة يرى جدته وكان سبب لتخفيف توتر


وها هي ترفع نظرها  لتنظر الي تلك الجميلة التي تذكرها بطفولتها وشبابها هي كانت في نفس الشكل وقت الذي تزوجت فيها من عبد الله، ورغم ان نظرتها الي  اروى أعادت لها الذكريات، الا ان اروي كانت مختلفة عنها فهي تبدوا واثقة، عكس ذلك الخوف الذي خلفه عبد الله السيد في شخصيتها. 


ام اروي كانت تنظر الي جدتها، التي وهي تقترب لتقبلها وتضمها وتقبل كفها كانت لحظات اللقاء تحمل مشاعر جياشه وقويه بين العائلة التي تتعرف بشكل فعليا وجذري، وما ان انتهوا من السلام على جوليا، كانوا يتحركون بيضم عمتهم بابتسامة وهم يرحبون بها وبوالدها


تكلم احمد بهدوء ورزانة وهو يسلم علي حوناثان وهو يقول:  


سعدت بلقائك عمي ام بماذا تحب ان اناديك 


جوناثان:  كما يحلو لك. 


تدخل اثر بمرح وهو يقول جدي مثلا؟  


جوناثان:. كما تحب اثر 


ابتسمت جوليا وعادل.وهي تنظر لجوناثان الذي لازال يشعر بالغرابة، من كل ما حوله رغم بساطت عادل واسرته، عد وقت كانوا يجتمعون على مائده الطعام في جو من الهدوء والسكينة، يتناقشون يتكلمون بلغه شتى ما بين فرنسيه وعربيه وايطالية، وبعد وقت كان يتحركون الى ذلك الملحق الذي سوف تسكن فيه العائلة!


 رغم الحاح ألينا على بقاءهم معهم، إلا ان عادل نظر لها بمعنى ان تدعهم علي راحتهم.


  الينا: كنت أفضل ان تبقوا معنا في هذا البيت 


 جوليا رد بلغة عربية بسيطة بعض كلمات فقط ولكنها جعلت عادل يبتسم وهو ينظر لها بمحبة، وهي تقول:


_ لم نبتعد كثيرا، أيلي، سوف نكون معكم في كل الوقت، ولكن حتى تكون على حريتكم.


أقترب عادل ليضمها بمحبة وهو يقول:


_ انا أريد أن تكوني على حريتك امي.


 اربتت على كتفه وهي تضمه إليها، كانها لم تكتفي بوجوده معها تلك الأيام الماضية، وهي تتحقق امنيتها ببقائها معه، هنا في بيت واحد، بعد وقت تركهم ليرتاحوا، دخلت وديل الى جناحها 


بينما نظرت جوليا الى جناثان الذي ينظر الى محتويات البيت، الذي يعد فارها أكثر مما كان يتخيل، لقد ظنه مجرد بيت ضيافة! ولكنه يحمل الكثير والكثير من الرفاهيه!


 جوليا: فيما تفكر جون؟


 نظر لها وهو يقول: لست ادري؛ ماذا علي ان اقول لك؟ ولكن يبدو ان هناك فرق كبير بين حياتنا هناك وبين كل هذا. 


جوليا:  اجل جون يبدو أن كلامك صحيح، ولكني لا أستطيع ان اتركه، لا تنسى انني عشت عمرا اظنه غير موجود، وفي نفس الوقت لا اريد ان أتركك، ولكن أن لم تستطع ان ترتاح هنا.. 


سكتت لم تستطيع ان تكمل كلامها، بينما نظر لها بابتسامه وهو يقول: 


ما الذي تقولينه جوليا؟ ومن الذي تفكرين فيه؟ هل تظنين انني اطالبك بالعودة؟ بعد أن أتيت إلى هنا! حتى لو كنت أشعر بالغرابة،  لن استطيع ان اطلب منك ذلك،  الان على الاقل، ربما  فترة ولكن، ان شعرت أني غير المرحب بي او.. 


سكت برهة وهي أعطته الوقت ليخرج ما يشعر به الهي أن قال:


_وقتها لن أستطيع أنا أبقى هنا. 


هزت راسها له بموافقة وهي تقول:


_ وانا لا استطيع أن اجبرك على البقاء في مكان غير مرحب بك فيه، لقد تكلمت مع عادل واخبرني انه يريدنا جميعا، وانا لن أقبل  بأي شيء قد يؤذي شعورك، لن اتركك جون وابقى هنا سوف اذهب معك، الى حيث تكون؛ انا لست ناكرة لفضلك وجميلك الذي فعلته معي، طيلة تلك السنوات،  فلست  مجرد رجل مر في حياتي جون، انت زوجي وسوف ابقى معك الى النهاية..


 بعض كلمات فقط جعلت الفرحة تتسرب الى قلب  جوناثان رافعة ذراعه ليضمها إليه.


 وكانه يتكئ عليها وتتكئ عليه، ليكملها رحله السنين التي تجاوزت السبعين، وابتسامه على وجهه وكأن كل ما يشعر به من خوف، تبددت بكلام زوجته..



❈-❈-❈



 اما هناك في فيلا الوحش بعد ان أنتهى ذلك اليوم الطويل، وانتهت معه كل المشاكل التي حدثت فيه، واطمان على ذلك الرجل الذي خرج من العمليات، وطمئنه الطبيب أن وضعه مستقر في العناية المشددة وقد أستعاد واعيه، رغم أنه لازال في العناية الا ان استطاعان يتنفس فلقد ترك كل شئ من اجل ان تشعر حبيبته بالاطئنان والراحة.. 


بينما كان مسؤول الحراسات يوفر لتلك الاسرة كل ما قد تحتاج إليه، وكل ما لم يخطر لها على بال بينما سهام تشعر بالسلام الداخليه وبالهدوء، إلا أنها لم تدرك في هذه المعمعه نست امر عظيم، ربما الخوف من ذنب عظيم جعلها تنسي ان ابنها سبب في هذه الحادث، لقد  تحرك من مكانه، وانه قد يكون في خطر، و قد يكون مصابا،  وهو نفسه لم يفكر في شيء، ربما لاول مرة او ربما القدر كان  رحيم بها ر وألهمها النسيان!


 كان يخرج من الحمام  يلف علي خصره  بمنشفه قصير تتساقط قطرات الماء من شعره  المبلول علي وجهه وجسده العاري بينما هي تنتهي من تمشيط شعرها وتطلي شفتيها بلون قاني وما أن تلاقت عينها بعينه في المراة، حتي تركت كل شئ اقتربت منه تضع يديها على كتفيه العاريتين؛  تنظر في عينه وهي تحاول ان تحمل قلبها فيهما. 


كانها تبحث عن كلمات تكفي لتعتذر بها او لتقترب بها،  ربما يكون القرب هو الاعتذار، ولكنها حينما عجزت عن ان تجد كلمه مناسبة تبرر بها ما حدث، لذي اقتربت منها تضمه اليها، او تضم نفسها لها،  ورغم ما يشعر به من ارهاقا فكريا قبل ان يكون جسدي، إلا أنه لم يبعدها  رفع ذراعيه لتحاوطها وضمها إليه، وهو يربت على كتفها، يحرك يده على طول ظهرها، هذا اقصى ما كانت تريده.


 ولكنه في لحظة نسي كل شئ وهو يقترب بشفتيه ليقبل خدها فقط، ولكن شفتيه كان لها رأي أخر وهو. يقترب من شفتيها يقبلها بشغف ولهفة، وكأنه نسي كل شئ نسى كلامها وخطأها وهو الذي لا ينسي في العادة،  وكأنه تغافل عن ذلة لسانها وهو الذي لا يعرف المغفرة. 


كان يتحرك بها ومعها وهو يقربها منه أكثر إلى فراشهم  يأخذها في موجة عاتية، تحمل بين جنباتها العشق، وهو بعتليها بشغف! وكأنه  لم يقترب منها منذ زمن أم هي كانت تنظر في عمق عينيه وهي تأن باسمه، مما جعلة يزمجر بشوق وهو يحركها بين يديه بمزيج من الحب والرغبة، يرتجف قلبه بشغف، نظرت له بأرهاق ولكن كان له راي اهر وهو يقول بالفعل قبل القول:


ايه انا لسه قولت حاجة 


سهام:  أيه؟ 


احمد: اللي يشوف دهشتك يقول انك هتتعرفي عليا النهاردة، انا لسه بقول يا هادي.


سهام:  أحمد 


اقترب لياكل شفتيها مع كلامها وما ان تركها حتي قال: 


_  قلب احمد 


ولم يمكن كلامه ترك جسده يتكلم بلغة اخري لا يعرفها غيرهم وهو يحركها بشغف. يعتليها بجنون.. 


  وبعد وقت كانت تتوسد صدره وهي  تنام بأرهاق لليوم التالي. 


ورغم أنه كان يفكر في العمل لبعض الوقت،  إلا أنه خلل اصابعه في شعرها وهو ينظر إلى وجهها، الذي بدا عليه الارهاق، وشفتيها المنتفخة واثر جنونه على ما يظهر من جسدها العاري، مما جعل ابتسامة رزينة  ترتسم على شفتيه، فرفض الانصياع إلى اقتراح عقله بالنهوض واتبع قلبه يعتصرها في حضنه كأن شغفه  لم ينتهي بعد وهو يقول بصوت ثقيل: 


_ بتعملي في أيه يا سو


همست من بين طيات النوم المسيطر على عقلها وارهاق جسدها الذي انهكه الوحش وهو ياخذ ما هو له في تملك همست 


_ بحبك 


احمد مش قدي


❈-❈-❈


بينما هناك في جناح عادل عانت نظرة عينه مختلفة. ربما حصيل أحداث كثيرة مرت شعوره  بالرضا والسعادة لوجود عائلته اخيرا شئ مختلف فهو يعد وحيد طول عمره  حتي ووالده على قيد الحياة،  


ولكنه الآن رغم كل ذلك يدرك أن جون غير مستقر وعليه ان يعالج الهوة الكبيرة التي يشعر بها قبل أن تبتلع ذاك الإحساس بالسعادة الذي يتملكه،  


ورغم أنه كان  يجلس في أحد المقاعد و ابتسامة تداعب شفتيه، إلا انه رجع من افكاره على تلك الخطوات التي تقترب منه لقد كانت ألينا تتغنج فيخطواتها  بذلك الثوب الذي لا يخفي شئ خلفه يظهر مفاتنها بسخاء،  وكأنها ترقص على أوتار قلبه 


وهنا تغيرت نظرته،  وابتسامته السمحة الي ابتسامة ذئب وكأنه عاد إلى الأيام الخوالي  ما أن اقتربت منه حتى جذبها من يدها لتسقط في خضنه وعينه تسبح علي ملامحها وهو يوازن ما يشعر به من عشق وشوق وهو يهم بتقبيلها بتلك القبلة التي تمناها ما ان وقعت عينه عليها منذ عودته


كان يضمها بنوبة من الجنون والمجون وهو ينهض بها يعتصرها في حضنه ويده تفعل بها وبجسدها الأفاعيل،  ومن يراه لا يظن أنه تجاوز الخمسين. بتلك القوة والرغبة التي لا تليق الا بشاب في منتصف العشرينات 


كانت تنظر له بدهشة وهي تائه فيما يفعله وما تشعر به،  ربما ليست المرة الأولى التي يكون معها بهذا الوضع إلا أنها لم تعد تقوى على أن تجاريه،  فرغم أنها تدرك استقامته!  الا. انه حصيلة تجارب متعددة،  جعلته متطلب لابعد حد! 


إلينا: بعشقك يا عادل  ؛ وحشتني اوي اوي 


عادل وهو يرفع وجهه لينظر له ورغم عنه ترك ما كان يفعله ليهمس لها:  مش لوحدك.  بي انت شايفة ان ده وقت كلام يا قلبي ده انا بعيد عنك شهر،  وفي حاجات كتير لسه هنعملها. 


الينا وانا قولت لا على مودك يا دودي 


عادل دودي تاني. انت عاوزة تفصليني  ولا ايه؟  وبعدين بدل الموضوع  على مودي.يبقي لسه الليل طويل.. 


ضحكت بصوت مرتفع مما جعله يرفع حاجبه وهو يقترب من شفتيها  يأكلها بشغف وكأنه لم يكتفي بعد.ولن يكتفي حاي اليوم التالي.. 



وها هي ساعات الليل تنقضي. بحب وشوق ولهف علي الجميع. وكأنها سيمفونية  تعزف علي أوتار القلب والروح.. 


❈-❈-❈


بينما. هناك كان ياسين يقف بباب. غرفة  رحيم وعينه تحمل سؤال ينتظر أجابته انه لن يمشي قبل يعرف  أين  كان. 


رحيم.: مالك. يا ياسو. واقف كدن. ليه؟ 


ياسين.: انت عارف.! 


رحيم وهو ينهي إعداد حقيبته  قال.: لو عارف هسألك ليه! 


ياسين: متأكد؟! 


رحيم ترك ما في يده ووقف ينظر له وقال انت شايف ايه وبعدين عاوز تقول ايه 


ياسين:  كنت فين يا رحيم؟! 


رحيم: ما انا  قولت ليك يا ياسو؛. ولا  المفروض اقول سيادتك؟! 


  ياسين.:  بلاش الاسلوب. ده يا رحيم. انا مش هتعرف عليك النهاردة  ولا انت لسه هتعرفني،  وعاوز. اعرف انت كنت فين. اكتر من  اتناشر ساعة؟!  


رحيم.: انت ليه. مش مصدقني؟  


ياسين:   عشان انت بتكدب  وعينك فيه لمعة غريبة. وعشان مش بكدب عيني،  شوفتك وانت بتصفي أفراد المنظمة من غير ما عينك ترف،   يبقي ايه الخلقة الناقصة يا رحيم 


ازدرد لعابه وهو ينظر. الى  قائده. وأستاذه. وزوج عمته وصديقه   في نفس الوقت بارتباك 


ياسين.: اللي بيتعب من القتل. مش بيعمل زيك. كأنك جزار عارف بيعمل ايه بكل هدوء وروية،  وكمان بدقة، زي فهد صياد عارف هو بيعمل ايه،  كان ممكن تعمل شغلك وتمشي مش تقتل كل دول انت عارف انت صفيت كام واحد قبل ما  تختفي، قدامك حل من الاتنين تقولي انت رحت فين  يا ام ها اعرف  بنفسي 


نظرة. عين  رحيم كانت تعني. انه لن يقول شئ! 


مما جعل ياسين يقول. براحتك بس انا كنت فاكر اننا اصحاب


يتبع...