رواية زو جة ولد الابالسة هدى زايد - اقتباس الفصل التاسع
رواية زو جة ولد الابالسة
بفلم الكاتبة هدى زايد
اقتباس
الفصل التاسع
رواية
زو جة ولد الابالسة
تكورت حُسنة حول نفسها مستندة برأسها على طرف الفراش، و دموعها منسابة على خديها، تبتلع مرارة حلقها بصعوبة بالغة، جلس زين جوارها و هو يمد يده له بكوبًا من العصير الطازج، نظرت له و الدموع تشوش على الرؤية لديها، نظرة التعاطف التي رمقها لها زادت من إنـ كـ سـارها، دفعت كأس العصير بعيدًا عنها و هي تقول بصراخ
- معاوزش منك حاچة معاوزش منكم كلكم حاچة منكم لله ربنا ينتقم منكم بحج حر جة جلبي و اللي حُصُل فيّ
حاول أن يقترب منها لكنها فلتت من هذا الإقتراب كالمجذوبة دفعت كل شئ بيدها ليتهشم بالجدران
كان يسير بخطواتٍ هادئة تجاهها وقف أمامها و قال بهدوء كسابق عهده
- خلاص خلصتي تكـ سير
- ايوة و ناري لستاها مبر دتش
- و لا ها تبرد صدقيني
خطى خطوة كنوع من الاختبار لردة فعلها ما أن وجدها هادئة قرر الإقتراب أكثر، مد يده و جفف دموعها قائلًا:
- و الله ما حد غلطان في الموضوع دا كله غيري أنا عشان كنت فاكر إني سايبك في بيتي و بيتي يعني الأمان كله و اللي عملته أمي كـ سر كل حاجة حلوة بيني و بينها أنا ها نفذ لك رغبة يا حُسنة و ها نعيش في مكان تاني
ردت حُسنة قائلة بوعيد
- و اني مش هامشي من اهني جبل ما اخد حجي
اقترب زين خطواتين ليقف أمامها مباشرةً، رفع ذقنها بأنامله و قال بهدوء
- و الله لاخد لك حقك من كل واحد اتسبب في إن تنزل دمعة واحدة من دموعك الغالية دي سيبي لي أنا الموضوع و بكرا تقولي زين قال
نظرت له بأعين مليئة بالدموع و القـ ـهر، حركت رأسها علامة النفي و قالت بمرارة
- جلبي محر وج جوي جوي يا زين كـ ـسروني جوي و ذلوني ولاد الأبالسه دول
و ضع رأسها على يسار صدره لتستمع دقات قلبه و هو يخبرها بنبرة هادئة تتناقض مع تلك الـ نـ يران المتأججة داخل صدره و قال:
- حقك عليا أنا آسف، صدقيني لو كنت اعرف من الاول مكنتش خلتهم يعملوا كدا فيكِ
❈-❈-❈
جلست وجيدة تنسج عقلها عدة مشاهد و هي بجهازها الجديد، غمرتها السعادة و الخوف معًا
تواصلها مع الدكتور خليل كان شبه يومي، بدأت تشعر أنه يستغل هذا الأمر و يتحدث معها حتى خالد بدأ يشعر بهذا الأمر على الرغم أنه يعلم جيدًا أخلاقها إلا إنه بداخله غيرة حاول إخفائها لكنها استشعرتها من بين طيات حديثها تارة و تصرفاته تارة أخرى، اليوم هو عطلة خالد كان يشاهد التلفاز و هو يتناول شطيرة الجبن، جلست حذائه و قالت بتردد في بادئ الأمر و هي تقول:
- أني عندي معاد الساعة خمسة مع الداكتور خليل
نظر لها ثم نظر حوله و هو يشير بسبابته على صدره و قال:
- بتحددتي معاي أني !!
- اومال الحيطان !! ايوة أنت مش أنت چوزي برضك !
- طب الحمد لله إنك خابرة اني چوزك ديه من كتر الكسفة اللي باخدها منيكِ كل لحظة و التانية رحت اتوكد من الجسيمة بتاعت الچواز بصيت
- بصيت فين ؟!
- خانة الزوچ بتوكد اني چوزك
- ليه ؟
- ديه أني خد كمية و أنت دخلك إيه مخدهاش بواب عمارتنا
صدحت ضحكاتها المكان و هي تنظر لذاك المسكين الذي بدأ يتناول من جديد وجبته مدت يدها لتتناول الذرة المقرمشة، ضربها على ظهر يدها و قال
- بعدي يدك عن حاچاتي الحاچة ديه أني تعبت لما عملتها و تاچي أنتِ كِده بالساهل و تأكليها ؟!
- طب خلاص ها بجى اعمل لك وياي بعد كِده
- وعد و لا فض مچالس عشان تأكلي الفشار ؟!
- جلت لك وعد خلاص
- حيث كِده ابجي اعملي أنتِ الغدا بكرا أني طلعت الفروچة تفك
للمرة الثانية رنت ضحكاتها المكان، نظرت له ثم قالت بنبرتها الساخرة
- و قمان عرفت إن الفروچة بتخرچ جبلها بيوم !! و الله و اتعلمت الطبخ يا خالد
- البركة فيكِ ياختي علمتني اللي امي فشلت في طول عمرها
- عشان تعرف بس
تنحنحت و هي تعتدل في جلستها ثم قالت:
- المهم خلينا في المهم دلوجه
- و إيه هو المهم؟
- معادي عند الداكتور خليل بكرا و أني ها روح
السـ
رد خالد مقاطعًا
- لا افيهاش مروح أني ها حدد وياه معاد و بعد كِده نروحوا سوى
ردت وجيدة بنبرة مغتاظة
- كيف ديه يعني ؟ الراچل مسافر السبوع الچاي و ديه آخر معاد ليه في العيادة اهني في الصعيد و بعدها ها يدلى مصر
-ملكيش صالح أنتِ أني هعرف كيف ااخد منيه معاد جوي بجى اعملي فشار
- مش عاملة
رد خالد بنبرة مغتاظة و هو يدفعها تجاه المطبخ قائلًا
- و الله يا باردة لـ تجومي تعملي الفشار الفيلم بدأ و أنتِ كلتي وحدك
❈-❈-❈
يا ترى راح فين لحد د لوقت
أردفت " خديجة " سؤالها و هي تجوب غرفة المكتب ذهابًا إيابًا نظرت في ساعة معصمها وجدتها الساعة الخامسة عصرًا، ثررت أن أن تصعد غرفتها تُحضر حالها قبل أن يأتي، انتفضت ما إن وجدته جالسًا في الغرفة، عبر البوابة الحديدية
ثم البوابة الداخلية للمنزل دون أن يشعر به أحد وضعت يدها على صدرها متمتمة بكلمات معاتبة قائلة
- خضتني يا بشار
رد بشار دون أن يرفع بصره قائلا
- شفتِ عفريت إياك !!
اغتاظت خديجة من هدوئه حد الإستفزاز وقالت
- بقلك إيه بقى أنت تقعد و تفهمني كدا باللتي هي احسن
- افهمك إيه ؟!!
- أنت بتتحول كدا ازاي ؟ بتتدخل و تخرج و محدش بيشوفك ؟! تبقى قاعد و تعرف مين بيخبط على الباب أنت فعلا زي ما قالوا ؟!
- هما مين و جالوا إيه ؟!
- إنك ملبوس و عليك بسم الله الرحمن الرحيم اللهم احفظنا يعني عليك شديد ؟!
ولا أنت خفيت من الجن بسم الله الرحمن الرحيم
رد بشار بجدية مصطنعة محاولا كبح ضحكاته و قال
- أني مكنتش راضي اتحددت و ياكِ في الموضوع ديه، بس طالما عرفتي يبجى حجك تعرفي أني مخاوي و...
ردت خديجة بفزع قائلة
- مـ إيه ؟!
تابع باقي حروفها قائلا
- مخاوي مخاوي و اللي عليا شديدة شديدة جوي جوي و من ساعة ما اتچوزتك و هي جالبة عليّ و بتجولي لو مخلتش مرتك تجلك كيف ماكنت بجلك هتكون نهايتها على يدي.
- يعني إيه ؟
- يعني تجولي يا سيدي و تاچ راسي الفطور چاهز يا خديچة
ردت خديچة و قالت
- إيه ؟
رد ببطء قائلا
- چاهز
سألته خديچة قائلة بإبتسامة مزيفة قائلة
- هو أنت محدش قالك إن دمك خفيف لدرجة مزعجة ؟
أجابها بذات الإبتسامة و قال
- كاتير يچي مية واحد
ردت بنبرة باسمة قائلة
- خليهم مية و واحدة اللي هي أنا
تابعت بنبرة تحذيرية
- متحاولش تستفزني عشان أنا زعلي وحش
سألها بفضول
- او حش من نعمات ؟
ردت سؤاله بسؤالا آخر قائلة بنبرة متعجبة
- مين نعمات ؟
- مرتي الجديمة أنتِ بتنسي و لإيه ؟!
- تحب العزا يكون في الشارع و لا المندارة عند جدك ؟
لا خليه في الاستراحة اصل ديه المكان المفضل عند نعمات ديه بجالها ايام بتحضر لليوم ديه
- يوم إيه ؟
- يوم موتك بقهـ ر تك عشان خدتني منيكِ يا حبيبتي
يتبع