-->

رواية شد عصب - بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة - الفصل الثامن والعشرون


رواية شد عصب 

بقلم الكاتبة سعاد محمد سلامة 





الفصل الثامن والعشرون

«لمسات حمي ميه» 

رواية

شدعصب


  

إرتبكت سلوان برجفه قائله: 

جاويد... ده إيهاب يبقى أخو طنط دولت مرات بابا. 


نظر جاويد له بجمود، بينما فطن إيهاب من يكون جاويد بسبب تلك النظرة المُغرمه الواضحه  التى بعيني سلوان له كذالك إرتباكها الواضح، نظر له بنفور، هو خطف سلوان منه، لكن خاب توقعه به، هو يبدوا ذو هيبه وشخصيه قوية، كان يظن أنه عكس ذالك، وأن سلوان مع الوقت ستمِل منه بسرعه كعادتها، لكن يبدوا أن سلوان مُغرمه بذالك الصعيدي... والدليل واضح جدًا سواء إرتباكها أو نظرات عينيها.. 

بنفس اللحظه آتت دولت ورأت ذالك الموقف ونظرات جاويد الحاده لـ سلوان، تبسمت برياء مُرحبه: 

أهلًا يا سيد/جاويد.. 


ثم إقتربت من إيهاب وحضنته بأخوه قائله: 

مفاجأه حلوه، مش كنت تقول إنك نازل أجازة. 


سلط إيهاب عيناه على سلوان وهو يرُد: 

حبيت أعملهالك مفاجأه، بس أنا اللى إتفاجئت بـ سلوان هنا. 


تعمدت دولت التحدث أمام جاويد: 

أكيد طبعًا مفاجأه حلوه، وكمان وجود سلوان أحلى عشان نسهر زى زمان فاكر. 


تبسم  إيهاب بخباثه قائلًا: 

طبعًا فاكر هى الأيام والليالى دي تتنسي، بس مش عارف حاسس إن سلوان متغيره كده. 


توترت سلوان من نظرات جاويد،وشعرت بغضب قائله بتبرير: 

أيام وليالي أيه اللى بتتكلم عنها أساسًا من أمتي سهرت معاكم أنا كنت ضيفه فى شقة عمتي، وهى اللى كانت بتسهر معاكم، وأنا أساسًا مش بحب السهر. 

إتقدت عين جاويد وكاد يتحدث بغضب لولا أن آتى هاشم مُرحبًا: 

واقفين كده ليه عالباب، أدخل يا جاويد. 


بينما رحب بـ إيهاب بفتور قائلًا: 

أهلًا يا إيهاب أمتى وصلت، إدخلوا من البرد،ملهاش لازمه وقفتكم عالباب دي.


دخل جاويدينظر الى سلوان بغضب وتوعد،بينما هى تشعر برجفه وظلت صامته لكن شعرت أكثر بحزن حين  

ألقى جاويد باقة الزهور التى كانت بيده على تلك الطاوله.


أخفت دولت بسمتها،وهى ترى ملامح سلوان كانت خِطه جيده منها،بينما جلس إيهاب وهاشم وجاويد الى أن آتت إليهم دولت قائله: 

أنا وسلوان حضرنا السفره. 


نهض الثلاث وتوجهوا الى غرفة السفره، حاول إيهاب كثيرًا جذب سلوان للحديث، لكن كانت ترُد بإقتضاب، وأحيانًا تصمت تشعر برجفه من نظرات جاويد وترقُبه لردها على إيهاب. 


إنتهى العشاء، نهضت سلوان سريعًا تفض المائده مع دولت تهرُبًا من نظرات جاويد، 

بعد قليل 

عادت سلوان الى غرفو المعيشه قامت بوضع صنيه صغيره،وأخذت أحد الأكواب ووجهتها نحو هاشم،ثم نفس الشئ نحو جاويد،وكادت تجلس،لكن إيهاب تخابث قائلًا:

وأنا يا سلوان مش هتناوليني كوباية الشاي بتاعي.


نظرت له سلوان بغضب قائله بإستقلال:

الصنيه قدامك خد كوبايتك.


شعر إيهاب بالخزي  لكن أخفاه بصمته، 

جلست سلوان جوار هاشم الذى شعر بأن سلوان مُرتبكه،وضع يده على كتفها مُبتسمًا بحنان،ردت له البسمه تنظر لـ جاويد الذى حايد النظر لها وبدأ يحتسي الشاي،بنفس اللحظه آتت دولت بخباثه قائله:

والله قاعدتنا دى مش ناقصها غير شاديه...إنت كنت فى السعوديه وقتها يا هاشم وسلوان كانت هنا فى الجامعه،كنا لازم كل يوم خميس  شاديه تجمعنا نسهر للصبح.


إشمئزت سلوان من حديث دولت الكاذب وقالت:

بس أنا مكنتش بسهر معاكم يا طنط.


تخابث دولت قائله:.

لاء كنتِ أوقات بتسهري معانا وكنتِ إنتِ وإيهاب تفضلوا تناقروا سوا،وشاديه كانت تحب نقاركم أوي،وتقول القُط مبيحبش غير خناقهُ،والإتنين دول....


قاطعت سلوان دولت بغضب تعلم ماذا كانت ستقول:

عمتى كانت بتهزر وأهو إنتِ قولتي قليل لما كنت بسهر...


تعمد إيهاب الحديث قائلًا بمرح:

أنا فاكر فعلًا أنا  وسلوان  كنا بنتخانق على الأفلام،هى بتحب أفلام الرومانسيه،وبتكره أفلام الرعب.


ضحكت دولت قائله:

فعلًا أنا فاكره مره صممت وشغلت فيلم رعب وهى كانت قاعده جنبك وكل ما يجي مشهد رعب كنت تمسك إيدها وتضحك.


شعرت سلوان بغضب،وكادت تنفى ذالك وتقول أنها نهرته وقتها وتركتهم ولم تُكمل السهره،لكن فلت لِجام غضب جاويد ونهض واقفًا يقول:

آسف هقطع عليكم الذكريات،قومي يا سلوان عشان نروح الڤيلا.


نهض هاشم يشعر بضيق هو الآخر وحاول التلطيف قائلًا:.

باتوا هنا يا جاويد،زى ليلة إمبارح.


نظر جاويد لـ سلوان بغضب قائلًا:

متآسف يا عمي،يلا يا سلوان.


نهضت سلوان برجفه وهى تود البقاء هنا بسبب نظرات جاويد،لكن إمتثلت له قائله بتهرُب:

هجيب شنطتي وأرجع بسرعه.


بالفعل ما هى الا لحظات وعادت سلوان،نهض إيهاب ومد يده كى يُصافح سلوان قائلًا:

إنبسطت إنى شوفتك الليله يا سلوان،كنت أتمني...


لم يُكمل إيهاب حديثه حين جذب جاويد سلوان من يدها وغادر بغضب...

بينما نظر هاشم لـ دولت وإيهاب بإشمئزاز وتركهم وذهب نحو غرفة النوم بغضب،بينما تبسمت دولت لـ إيهاب قائله:

براڤوا عليك،أكيد جوز سلوان هيطين ليلتها،وكويس إنه أخدها ومشى من هنا.


شعر إيهاب بالزهو قائلًا:

بصراحه  مكنتش متوقع إن سلوان تتجوز من شخصيه زى اللى إسمه جاويد ده بس أعتقد  آخرها تتسلى شويه وبعد كده هتزهق منه.


تنهدت دولت بضيق قائله:

معتقدش حتى لو هى زهقت منه هو عنده شخصيه قويه وممكن وقتها يسود حياتها،عالعموم بكره تتأكد من كلامي،سلوان لو مَلت من جاويد مش هتعرف تتخلص منه بسهوله،زى ما عملت معاك قبل كده.


❈-❈-❈


بعد قليل

فتح جاويد باب تلك الڤيلا وتنحى جانبًا وأشار بيده لـ سلوان بالدخول،

دخلت سلوان لكن سُرعان ما إرتجفت من الخضه بعد سماعها لـصفع باب الڤيلا القوي،نظر لها جاويد ببسمه ساخره وقال بتهكم:.

سلامتك من الخضه،معليشى الهوا قفل الباب بقوه.


صمتت سلوان تشعر بغضب جاويد...

تهكم جاويد من صمت سلوان وتسأل بإستخبار:

مين إيهاب ده.


إزدرت سلوان ريقها قائله:

قولتلك قبل كده،يبقى أخو....


قاطعها جاويد وجذبها من عضدي يديها بعُنف قائلًا بغضب:

أخو مرات باباكِ،ما شاء وعمال يحكي ذكرياته معاكِ،وكمان مش إيهاب ده سبق وإتجدملك وكان عاوز يتجوزك.


تألمت سلوان  من قبضة يدي جاويد على عضديها وقالت بآلم: 

أنا رفضته، وقولت لـ بابا مستحيل أتجوزه لو آخر راجل فى الدنيا. 


تهكم جاويد بغضب قائلًا: 

هو واضح أساسًا إن معندوش رجوله، بس طبعًا الهانم لازم تنبسط من نظرات الإعجاب والهيام اللى كانت ظاهره فى عينيه وهو بيفكرها بذكرياتهم الجديمه. 


سئم وجه سلوان بضيق قائله: 

أظن شوفت بنفسك ردي عليه، وكنت مضايقه منه، بدليل إنى متعرضتش لما قولتلى قومي، قومت. 


تهكم جاويد قائلًا: 

وإنتِ كنتِ عاوزه تجضى باجي السهره هناك إياك، طبعًا أناكان لازمن أجعد وأتسمع على باجي ذكريات إيهاب وياكِ. 


تآلمت سلوان من قبضة يدي جاويد وآنت بآلم قائله: 

جاويد من فضلك بلاش طريقة كلامك دي ولو.... 


قاطعها جاويد وضغط على عضديها، تآلمت سلوان  أكثر وكادت تبكي وهى تقول بإستفزاز وترقُب لرد جاويد: 

إيه اللى معصبك أوي كده يا جاويد، سيب إيديا إنت بتوجعني.


لوهله كاد جاويد يعترف أنه يعشقها ويغار عليها لكن بنفس اللحظه صدح رنين هاتفه،ورأي تلك الدمعه بعيني سلوان،رجف قلبه،لكن قام بدفع جسدها،إرتجت للخلف لخطوات تضع يديها تُمسد عضديها،وهى تنظر بآلم لـ جاويد الذى لم يُبالى بتلك الدمعه وقام بالرد على هاتفه،حتى قال بنهاية حديثه:

تمام، بكره قبل الضهر هكون فى الأقصر. 


أغلق جاويد الهاتف ثم قام بإتصال آخر وهو يحايد النظر لـ سلوان... تحدث بطلب: 

تمام إحجزلى تذكرتين سفر للـ الاقصر. 


أغلق جاويد الهاتف ونظر لها بحِده قائلًا:

إعملى حسابك مسافرين الأقصر بكره الصبح.


قال جاويد هذا ولم ينتظر  وتحرك بالسير من أمام سلوان لكن توقف للحظه وهو مازال يُعطيها ظهره قائلًا بإستهجان: 

إيه مش هتنامي، ولا عاوزه ترجعي شقة باباكِ تكملي بقية الذكريات. 


شعرت سلوان بالضيق ولم ترد على جاويد وصعدت خلفه فى صمت تحاول كبت غضبها حتى لا تثور عليه، وينتهي الآمر بسوء.


بعد دقائق بغرفة النوم...خرج جاويد من الحمام بـ معطف حمام  نظر لـ سلوان الجالسه التى إصطبغت  ملامحها 

    باللون الأحمر الداكن كذالك عينيها،رجف قلبه للحظه ود الإعتذار منها،لكن تحكم الكِبر به، خلع المعطف عنه وتمدد على الفراش، بينما إنتظرت سلوان أن يهدأ جاويد ويعتذر لكن بنومه فوق الفراش خاب  توقعها نهضت بيأس نحو الحمام وصفقت خلفها الباب بقوه، للحظه إبتسم جاويد دون إرادته، يعلم أن سبب غضبه هو شعوره بالغِيرة من حديث ذالك الوقح مع سلوان بهذه الطريقه القريبه،زفر نفسه بقوه يحاول الهدوء،لكن سمع صوت فتح باب الحمام،إدعى النوم،لكن كان يختلس النظر لـ سلوان وهى ترتدي ذالك المعطف القُطني النسائى القصير،أخفى بسمته وإعجابه وتذكر ان سلوان لم تأتى بحقيبة ملابسها،أطفئت سلوان الضوء وتمددت على الفراش تشعر بغضب لكن لم تكبته كثيرًا وتحدثت بإستخبار:

جاويد إنت نمت؟.


رد جاويد يُمثل النُعاس:

لاه لسه؟


تسألت سلوان:

إنت مش كنت بتقول هنفضل هنا فى القاهره كم يوم. 


رد جاويد بحِده: 

غيرت  رأيي، كمان عيندي شغل مهم فى الاقصر ولازم أرجع.


كادت سلوان أن تتحدث لكن قاطعها جاويد بحسم قائلًا:

أنا مُرهق ومش بحب  السهر ولا عيندي ذكريات أحكيها، ومحتاج أنام،تصبحِ على خير.


شعرت سلوان بالحُزن وقالت بخفوت:

وإنت من أهله.


رجف قلب جاويد لكن تغاضى عن ذالك،بينما سلوان وضعت يديها فوق عضديها تُمسدهم مازالت تشعر بالآلم بداخل قلبها آلم أقوي من رد فعل جاويد المُبالغ  فيه.


❈-❈-❈


بعد مرور أكثر من أسبوع 

بين الظُهر والعصر 

بالأقصر 

بالبازار الخاص بـ زاهر 

صدح رنين هاتفه،نظر للشاشه سُرعان ما قام بالرد قائلًا:

مساء الخير يا مرات عمي.


ردت يُسريه بعتاب:

مساء النور،إنت ناسي ولا أيه؟.


حاول زاهر التذكُر لكن فشل قائلًا:

ناسي أيه يا مرات عمي؟.


تنهدت يُسريه بلوم قائله:

ناسي ميعادنا عيند الصايغ،لازمن نشتري شبكة العروسه،كفايه إكده،الناس بتشتري الشبكه الأول قبل كتب الكتاب... وأنا مبيته عليك من عشيه، وجولت لك، مسافة ضلام الليل نسيت. 


تنهد زاهر بضجر وهمس لنفسه قائلًا: والله نفسي أنسي الآفاقه اللى من ضمن بختِ الأسود. 


بينما رد على يُسريه: 

تمام يا مرات عمي،معليشي كنت مشغول ونسيت ساعه بالكتير وأكون عيندك بالدار.


ردت يُسريه:

لاه أنا مش بالدار،أنا فى السكه رايحه عيند حسني تعالالى على إهناك ناخد العروسه ونروح للصايغ بس متتأخرش.


تنهد زاهر بضيق قائلًا:.

تمام يا مرات عمي،مسافة السكه.  


أغلق زاهر الهاتف وقام بإلقاؤه على المكتب أمامه يشعر بغضب وتهكم قائلًا:

مش عارف مرات عمي إزاي داخل عليها دور البراءه اللى بتمثله الرغايه الآفاقه،لاه ومحسساني إن الجوازه دي هتم،وكمان عاوزه تجيب ليها شبكه،دى دى تستحق كلبشات تتلف حوالين رجابتها هى ومرت أبوها اللى إتوالست إمعاه.


نهض زاهر يزفر أنفاسه بغضب مُرغمًا للذهاب 


بعد قليل 

بـ محل الصاغه 

جلست كل من ثريا وحسني ويُسريه التى وضعت يدها على كتف حسني قائله بود:

إختاري على كيفك وميهمكيش.


تبسمت حسني تشعر بخزي،بينما لمعت عين ثريا بطمع قائله:

أنا جولت لها إكده يا حجه يُسريه،دي شبكة العمر كله،والدهب زينه وخزينه،وكمان زاهر الحمد لله ميسور،ربنا يزيده.


تبسمت يسريه بتحفظ فهى تفهم تلك النوعيه الجشعه جيدًا لكن من الجيد أن حسني ليست مثلها بل تمتلك الرضا.


نظر لهن زاهر يشعر بضيق لكن جلس على أحد المقاعد ينتظر أن ينتهي الوقت سريعًا قبل أن ينفجر غضبه وينهض ويخنق تلك الثرثاره المُدعيه بسلسال من حديد.


لكن بعد لحظات نهضت حسني مُتحججه بإلقاء نظره على ما موضوع بالڤاترينات ربما يستحوز على إعجبها،بينما هى تتهرب من ذالك المأزق ونظرات زاهر الواضحه لها أنه يبغضها،خرجت من باب المحل سبحت نفس قوي،وكادت تُزفرهُ،لكن وقع بصرها على فتاه بالجهه المقابله لمحل الصائغ،كانت بعمر السابعه تقريبًا تسير وهى  تحمل دُميه من القُماش تعبث بخُصلات شعرها غير مُنتبه للطريق، شعرت بوخزه قويه فى قلبها تلك الفتاه ذكرتها بنفسها يومًا ما،لكن أسرعت بالسير وقطعت تلك المسافه وقامت بسحب تلك الطفله بعيدًا عن تلك السياره التى كادت تدهسها،لكن الفتاه إختل توازنهت وسقطت أرضًا فوق دُميتها،ساعدتها حسني على النهوض،شعرت بغصه حين بكت الطفله قائله:

ماما هتضربني عشان لوثت هدومي،كمان عروستي باظت.


تبسمت حسني تشعر بآسى بقلبها وقامت بنفض الغُبار عن فستان تلك الصغيره قاىله بحنان: 

أها نفضت التراب من على فستانك ومبجاش له آثر والعروسه ومتخافيش العروسه أها كمان لساه سليمه بس التراب عليها بزياده،لما تروحي إبجي إغسليها بالميه وهترجع كيف ما كانت المهم إنك بخير وبعد إكده تخلى بالك من الطريق وإنتِ ماشيه.


تبسمت لها الطفله،لكن توجه نظرهن الإثنين الى تلك السياره الخشبيه وصوت زُماره بائغ غزل البنات...

إشتهين الإثنين تلك الحلوي،لكن الطفله أخفضت وجهها تشعر بيأس أن تنال تلك الحلوي التى تشتهيها،فهى ليس معاها المال،وربما لو ذهبت الى والداتها وجلبت المال يكون رحل البائع من المكان ،شعرت حسني بنفس شعور تلك الطفله،وتذكرت نفس الموقف مرت به قبل سنوات عجاف عاشتها  بكنف زوجة أب طامعه لولا أن تكفل جدها لأمها بمصاريفها ربما كانت عانت أكثر من الحِرمان،لكن جدها كان وحيدًا ولا يستطيع الإعتناء بها، يقوم بجلي النحاس ويكسب منه الضئيل لولا إيجار المنزل هو ما كان يعتمد عليه ويُرسله لوالد حسني كي يستطيع الإنفاق عليها،كذالك كان مصدر الحنان الوحيد لها،ولم يدوم كثيرًا رحل وهى بالكاد أتمت الحصول على الدبلوم،لكن كانت أصبحت تستطيع الإعتماد على نفسها،جذبها صوت بائع الغزل الذى إقترب منهن نظرت للفتاه ببسمه وسحبتها من يدها وتوقفن أمام بائع الغزل وطلبت منه واحده، أعطي لها  نظرت للفتاه الصغيره ومدت يدها تُعطها لها،إستحت الصغيره أخذها وتحججت رغم إشتهائها قائله:

لاء ماما قايلالى مخدش حاجه من حد معرفوش.


تهكمت حسني بآسي كانت نفس حجتها يومًا ما  تستغني عن ما تشتهي الحصول عليه بنفس الحجه لكن لم تكن تقول أن والداتها هى ما حذرتها بل كانت تقول جدها،حايلت حسني الفتاه حتى أخذت منها الحلوي،وتبسمت للبائع قائله:.

انا عاوزه الغزل بتاعي أحمر.


تبسم لها البائع وأعطي لها ما طلبته قائلًا بمرح:

إتفضلى يا زينة الصبايا غزل أحمر شبه شفايفك.


تبسمت له حسني قائله:

بتعاكسني يا راجل يا طيب.


تبسم لها البائع قائلًا:

إنت فى عمر بِتِ،ربنا يسترك ويبعد عنك الشر.


تبسمت له حسني وأعطت له المال،ونظرت للطفله التى تلتهم الغزل بتلذُذ وهى تنظر لها بـ عِرفان.... بدأت هى الأخري بالأستمتاع بطعم غزل البنات، لكن لم تستمتع كثيرًا بسبب ذالك الصوت الغليظ الذى نادي عليها بغضب رغم أنه لاحظ معظم ما حدث أمامه، لكن الغضب يُعمي الأعيُن الحقيقه أحيانًا، إرتبكت حسني وإلتهمت الباقى بسرعه وحذرت الفتاه قائله: 

بلاش تمشى من نص الشارع وخلى بالك من العربيات وإنتِ ماشيه. 


تبسمت لها الفتاه وأومات برأسها قائله بإمتنان: 

حاضر وشكرًا ليكِ، إبقى تعالى هنا تاني وقتها  هيبقى معايا فلوس وهعطيكِ تمن غزل البنات. 


تبسمت حسنى وإنحنت تُقبل وجنتها قائله: 

ان شاء الله نتقابل تاني. 


تركت حسني الفتاه وتوجهت نحو مكان وقوف زاهر أمام محل الصائع، لكن لاحظ زاهر لون شفاه حسني اللتان إصطبغطا  باللون الأحمر، كذالك لعقها لشفاها بلسانها، شعر برغبه فى سحق تلك الشفاه، عاودت حسني لعق شفاها حين أصبحت أمامه، إسمئز منها بغضب قائلًا: 

جولتي هتفرج على الفاترين، ونسيتِ اللى جاعدين جوه المحل ورايحه تاكلى غزل البنات كانك طفله صغيره. 


لعقت حسني شفاها مره ثالثه قائله بتلقائيه:

أنا بحب غزل البنات جوي مش بقدر أقاومه.


نظر لها زاهر بإستخفاف قائلًا بغضب:

ياريت تدخلي تختاري أي شبكه عاوز أنفض مش هنفضل إهنه طول اليوم.


شعرت حسني بحُزن ودخلت الى محل الصائغ،وجدت زوجة أبيها أختارت بعض الأطقُم الباهظة الثمن حتى تختار حسني من بينها،لكن ذوقها لم يتناسب مع ذوق حسني التى إختارت طقم بسيط بذوق رقيق وليس غالِ الثمن،إستغرب زاهر ذالك لكن ظن أن حسني تُجيد التمثيل حتى تستحوز على إعجاب زوجة عمه،تحدث الصائغ ببسمه قائلًا:

كده مش فاضل غير دبلة العريس،تعالى يا عروسه إختاري معاه واحده.


بخجل منها إختارت حسني خاتم له،كاد يعترض لكن الصائغ قال:

واضح إن عينك ميزان أعتقد الدبله دى هتناسب صباع العريس خدي لبسيها له ونشوف.


بضيق مد زاهر يده لـ حسني التى تود أن تبتلعها الارض الآن،بتردُد وبيد مُرتعشه حاولت حسني وضع الخاتم ببنصر زاهر الذى شعر برعشة يدها وتهكم ساخرًا.


تبسم الصائغ قائلًا:

زى ما توقعت مبروك عليكم.


أوما زاهر رأسه،بينما صمتت حسني اليوم أمامه 

كانت فتاه أخري غير تلك الثرثاره لكن بنظره مازالت تلك الآفاقه المُدعيه.


❈-❈-❈


مساءً 

بـ حديقة منزل صلاح

تبسمت سلوان وهى تضع الطعام كعادتها لذالك القط

جلست أمامه،لكن هبت نسمة هواء قويه 

أزاحت جزء من وشاح رأسها الذى كان ينسدل منه جزءًا على صدرها أزاحه الهواء على وجهها،رفعت يدها كي تقوم بإزاحته من على وجهها،لكن بنفس اللحظه لمع ذالك السلسال بعين القط الذى غضب بشده وقام بهبشه حتى إنقطع وهرول سريعًا من أمامها كآنه بلحظه إختفى،لكن سلوان تضايقت بشده وغضب مصحوب بحزه هى تري السلسال ينسدل من على صدرها وكاد يقع أرضًا،لولا أن إلتقفته بيدها،ونهضت تسيل دموع عينيها دون إراده منها لم تهتم لإختفاء القط،تشعر بإنقباض فى قلبها.


دخلت الى الجناح الخاص بها وجلست على الفراش تضم ذالك السلسال بين يديها تبكي بحُرقه 


بعد قليل دخل جاويد الى الغرفه وكاد يسأل سلوان لما لم تنزل لتناول العشاء، وقالت لـ توحيده أنها ليست جائعه، لكن توقف لوهله حين رفعت سلوان وجهها ويديها حاولت إخفاء دموعها،لكن ملامح وجهها تفضح ذالك بوضوح،إقترب جاويد منها بلهفه وجثي على ساقيه أمامها سألًا :

سلوان بتعيطي ليه.


تحشرج صوت سلوان وردت بحزن وعِناد:

أنا مش بعيط.


وضع جاويد أنامله أسفل عين سلوان وجفف تلك الدمعه ونظر لها قائلًا:

أمال أيه الدموع دي؟.


صمتت سلوان،لاحظ جاويد يدي سلوان اللتان تقبضهما ببعض،بفضول منه فتح يديها ونظر لذالك السلسال ومد يده وأخذه...

لم تستطيع سلوان إخفاء دموعها وقالت:

دي سلسله كانت آخر هديه ماما جابتها ليا،بس إتقطعت.


شعر جاويد بغصه قويه فى قلبه قائلًا:

وأيه اللى قطعها.


ردت سلوان بدموع:

القط هبشها وإتقطعت.


زفر جاويد نفسه بغضب قائلًا:

مش عارف إيه حكاية القط ده معاكِ...وإنت بتعيطي عشان كده،وأيه يعني السلسله إتقطعت أجيبلك غيرها.


نظرت له سلوان قائله:

بس أنا مش عاوزه غيرها،بقولك دى كانت آخر هديه من ماما،متشكره.


شعر جاويد بغصه وهو ينظر لـ سلوان ووجهها الذى إزداد إحمرارًا وشفتيها اللتان أصبحتان ناريتان،وقال ببساطه:

عادي ممكن تتصلح،صحيح القطع فى سلسله من السلاسل بس مش صعب تصليحها.


نظرت سلوان بدهشه قائله:

يعني ممكن السلسه تتصلح وترجع زي ما كانت.


تبسم جاويد قائلًا:

لاء طبعًا مش هترجع زي ما كانت بس ممكن تتصلح.


نظرت سلوان للسلسال بآسى قائله بأمل:

مش مهم ترجع زى ما كانت،المهم إنها تتصلح.


تبسم جاويد قائلًا:

تمام أنا هاخد السلسله للصايغ يصلحها بس بلاش تبكي تاني.


نظرت سلوان للسلسال وبلا إراده نزلت دموعها،نهض جاويد وجلس جوار سلوان على الفراش وضمها بيده قائلًا:

لو فضلتي تعيطي كتير،أنا مش هصلح السلسله.


جففت سلوان دموعها بيديها قائله:

لاء خلاص مش هبكي،بس صلحها عشان خاطري يا جاويد.


تبسم جاويد وهو يحتضن سلوان قائلًا:

خاطرك غالي يا سلوان،بس إبتسمي،وياريت بعد كده تبعدي عن القط ده واضح إنه قُط شراني.


ردت سلوان بإتفاق: 

أنا بعد قطعه لسلسلة ماما خلاص مش هصاحبه تاني،حتى لو شوفته مش هعبره ولا كآني شيفاه.


تبسم جاويد قائلًا:

أتمني ده يحصل ومترجعيش تعطفي عليه تاني،قبل كده خربشك كذا مره،غير خربشته لـ حفصه وأخرتها قطعلك السلسله.


ردت سلوان بحسم:

لاء خلاص مش هعطف عليه تاني.


تبسم جاويد وهو يحتضن سلوان التى زال عنها الغم التى كانت تشعر به،يبدوا أنها كانت تبكي تود الشعور بأهميتها لدي جاويد،أو بالأصح تشعر بالأمان معه الذى إفتقدته بالأيام السابقه.


❈-❈-❈


بعد مرور يومين 

بالظهيره 

بالمشفى

كان وقت الذروه بالمشفى 

دخلت إيلاف خلف جواد الى مكتبه،جلس جواد يقول بإرهاق،أنا مطبق من إمبارح هنا بالمستشفى ومنمتش.


تبسمت له إيلاف بمزح قائله:

دى مسؤلياتك يا دكتور،وإنت اللى إختارتها بإرادتك،عشان تعرف منصب مدير المستشفى مُتعب مش سهل.


تبسم جواد قائلًا بمرح: 

فعلًا،دى نهاية الطمع،محتاج أشرب لتر قهوه عشان أفوق.


تبسمت إيلاف قائله:

وانا كمان معنديش مانع أشرب معاك قهوه من اللى مامتك بتطحنها على إيديها.


تنهد جواد بآسف قائلًا:

للآسف البُن خلص وبما إنى كنت بايت هنا فى المستشفى من إمبارح مجبتش تاني،بس زمان عم علوان فى البوفيه هتصل عليه يجيب لينا إتنين قهوه.


نظرت إيلاف لـ جواد،نظره فهم مغزاها قائلًا:

متخافيش عم علوان ثقه.


ردت إيلاف قائله:

والله الحذر برضوا لازم يكون موجود.


نظر لها جواد بتأكيد قائلًا: 

لاء إطمني، عم علوان ثقه. 


سمحت إيلاف له، قام جواد بالإتصال على علوان وطلب منه أن يآتى له بكوبان من القهوه. 


وضع جواد الهاتف على المكتب ثم نظر لـ إيلاف قائلًا: 

مقولتليش ناصف كان عاوزك فى أيه؟. 


ردت إيلاف بتفسير: 

قعد يلف ويدور ويقولى رأيك أيه فى المستشفى الخيري، وأنه إنبسط إنى حضرت الإفتتاح، وفى الآخر قالى إن لسه عرضه إنه أشتغل فى المستشفى دى قائم، بس أنا أعتذرت منه وقولت له نفس التفسير اللى قولته له قبل كده إن أنا هنا مجرد سنه وبعدها هرجع لـ حلوان تاني قالى فكري... بس القرار محسوم بالنسبه ليا. 


تبسم جواد قائلًا: 

كنت متأكد إن ناصف هيرجع يطلب منك نفس الطلب تاني مش عارف ليه، يمكن كان إحساس. 


تبسمت إيلاف 

بنفس اللحظه سمعا طرقًا على باب المكتب الموارب، ثم دخلت تلك العامله التى تركت الصنيه التى كانت بيديها تقع عمدًا وصرخت، ثم خرجت من الغرفه ومازالت بنفس اللحظه تجمع البعض من الموجودين بالمشفى وبعض العاملين، وسألوا تلك العامله التى مثلت الوهن كأنها مخضوضه وترتعش، سألها أحد الماره، وردت عليه بتقطع: 

الدكتور جواد، الدكتوره إيلاف كانوا فى المكتب بتاعه وشوفتهم بمنظر.... أستغفر الله العظيم.


خرج جواد من الغرفه،كذالك خلفه إيلاف التى شعرت كآن تلك العيون تخترق جسدها مثل سِهام،لم تفهم لماذا الا حين سبتها إحدي الممرضات قائله:

عامله نفسها الريسه علينا وهي طبعًا مطمنه إن مدير المستشفى مش هيعصى ليها أمر،طبعًا ما هي....


وصمتها الممرضه بلفظ بزئ.


تعصب جواد قائلًا بحِده:

إخرسي،الدكتوره إيلاف أشرف منك ومن اللى يقول عليها كلمه واحده غلط.


تهكمت الممرضه قائله:

طبعًا لازمن تدافع عنها،والصور اللى ليها معاك،وإنت حاضنها فى الشارع الضلمه كلنا شوفناها عالموبيلات وساكتين كل واحد خايف طبعًا على لقمة عيشه،لكن أنا بقول كلمة حق.


نهرها جواد قائلًا:

كلمة حق،بس ياريت يكون عندك دليل على كدبك ده تقدميه فى محضر تحويلك للتحقيق.


إرتبكت تلك الممرضه وتعلثمت قائله:

ما اهو اللى يقول كلمة الحق كده لازمن يدفع تمنها، 

أنا بقول الحق والصور أهى على موبايلى وكتير مننا شافها،غير كمان كل العاملين بالمستشفى ملاحظين دخول الدكتوره عندك للمكتب كتير،والباب بيبقى مقفول عليكم،الله أعلم....


شعرت إيلاف بصدمه ولم تستطيع الوقوف وتسمع أكثر لآكاذيب،وحاولت السير،لكن كانت الأصوات تخترق أذنها،تسير بترنُح تحاول الإستناد على حوائط الممر،لكن لم تعد تستطيع التحمل حين سمعت صوت بليغ الذى آتى أو كآن القدر أرسله لها الآن يتلقفها قبل أن تسقُط أرضًا،بلهفه قائلًا:

"إيلي".


سمعت إيلاف تلك الكلمه وهمست شفاها:

" بابا" .


ثم غابت عن الوعي.


نظر جواد الى هذا التجمع الكاذب والمُفبرك وهو يشعر بغضب قائلًا بوعيد:

اللى قولتيه دلوقتي يعتبر سب وقصف لدكتوره بالمستشفى،وهى بريئه منه عارفه ليه:

لآن الدكتوره إيلاف تبقى خطيبتي،وكنا مدارين لحد ما نكتب الكتاب الأسبوع الجاي.


ذُهل الجميع من رد جواد،وتخاذلت الممرضه والعامله وشعرن بالرجفه والرعب،لكن أنقذهن مجئ بليغ يحمل إيلاف بين يديه قائلًا برجفه ولهفه:

جواد... إيلاف!.


إرتجف جواد ومد يديه كى يأخد إيلاف منه قائلًا بتعجب:

أيه اللى جرالها.


رد بليغ بتلقائيه وبلا إنتباه: 

إيلاف كده من صغرها لم يزيد عليها الضغط بتفقد الوعي. 


إستغرب جواد قول بليغ بذهول . 


❈-❈-❈


مساءً

بمنزل صلاح 

غرفة جاويد

مازالت سلوان تشعر بالغضب بسبب الجدال الذى إحتد بينهم بليلة أمس وتحاول تجنب جاويد،حتى أنها رأته يدخل الى الغرفه وإدعت الإنشغال بضب بعض الملابس بالخزانه،لكن جاويد إقترب منها،بينما  

حادت بجسدها بعيدًا عن جاويد لكن إقترب جاويد منها بقصد وأمسك إحدى يديها ووضع بها تلك العلبه المخمليه. 


نظرت بإستهزاء لتلك العلبه  التى بيدها قائله: 

جايبلى هديه بمناسبة أيه عيد ميلادى لسه عليه بدري كمان مفيش أى مناسبات قريبه. 


إبتسم جاويد ووضع يده حول خصرها قائلًا: 

بس دى مش هديه، إفتحي العلبه وشوفى فيها أيه. 


زفرت نفسها بتهكم، ثم فتحت  العلبه على إعتقاد منها أنها ربما فارغه، لكن شعرت بفرحه عارمه وحزن  فى نفس الوقت لكن تفوقت الفرحه وتدمعت عينيها  لا تعلم السبب أحزن أم فرح، لكن نظرت لوجه  جاويد وهى ترفع ذالك السلسال من العلبه تنظر له بشجن  كأنه كنز غالي إفتقدته وعاد إليها  قائله:. 

دى سلسلة ماما وسليمه، إنت صلحتها!. 


شعر جاويد  بغصه من تلك الدموع المتلآلآه بعيني سلوان، لكن زالت تلك الغصه حين شعر بيدي سلوان تعانقه بتلقائيه بلا إنتباه منها، عاد برأسه للخلف رأى خجل سلوان التى  سُرعان ما أنتبهت وسحبت يديها من حول عُنقه تُخفض وجها بحياء تنظر للسلسال الذى بيدها ودموع سالت فوق وجنتيها، رفع جاويد يدهُ ومسح تلك الدموع وقبل وجنتيها ثم حضنها هامسًا جوار أذنها: 

دموعك عندي غاليه يا سلوان...صعب أتحملهم.


عانقته سلوان بحياء،شعر بنشوه خاصه لكن سرعان ما كادت تسأم ملامحه حين سمع سلوان التى كادت تقول: 

جلا... 


توقفت سلوان وضمت جاويد قائله: 

شكرًا يا جاويد. 


إنفرجت ملامح جاويد، لكن شعر بخواء حين شعرت سلوان بحياء وأزالت يدها عنه وحاولت الإبتعاد عنه تنظر للسلسال تحاول إخفاء خجلها، لكن جاويد جذبها وبتلقائيه منه قبلها قُبله ناعمه، لم تُمانع سلوان بل شعرت بشوق لـ قُبلات أكثر، بالفعل حضنها جاويد ثم نظر لوجهها الذى إصطبغ بإحمرار 

وشفاها التى تعض عليها بخجل، شعر بشوق وعاود يُقبلها مره أخري بتوق، كذالك سلوان غاب عقلها وأنتشي قلبها بتلك القُبلات، حتى أنها لم تشعر بذالك السلسال الذى سقط من يدها التى عانقت جسد جاويد بلمسات حم يميه. 


يتبع