-->

رواية مقيد بعشقها سحر خالد - الفصل الخامس

 

رواية مقيد بعشقها 

بقلم الكاتبة سحر خالد 






الفصل الخامس

رواية

مقيد بعشقها


داخل قصر عائله الهواري كانت صراخ في كل مكان و داغر الذي كان يصرخ على حازم ان ياتي بالسياره.


ركض حازم وهو في حاله صدمه واتي بالسياره بالفعل وجاء ليحمل سلسبيل التي كانت فاقده للوعي ولكن نظرات داغر له جعلته يتراجع في مكانه بصمت ليحملها داغر ويخرج بسرعه من المنزل وخلفه كان حازم وعامر وزوجته.


غير ادم الذي كان يقف مكانه يشعر بدقات قلبه على وشك التوقف بصدمه كبيره واستغراب هذا الشعور كيف يشعره تجاه فتاه هكذا وهي غريبه عنه..


ولكن عند هذا الحد شعر انه بالتاكيد هنالك احتمال كبير ان تكون ابنته فهو لن يشعر هكذا من فراغ ...



وغيره .. الذين كانوا يقفون بشماته وفرح .



❈-❈-❈


كان يقف داغر امام الغرفه التي دخلت اليها سلسبيل اقتربت اليه احلام والدته ....اهدا يا ابني ان شاء الله هتكون بخير .


الحاجه امنه التي كانت تجلس على احد المقاعد غير مهتم بالتي في داخل الغرفه كل مايهمها الصفقه الذي بينها وبين شركه والد سلسبيل كما قال لها داغر لتنظر اليها وهو تقول.... اهدى يا داغر ان شاء الله هتكون بخير والصفقه مش هتروح منك..


نظر اليها داغر بغضب كم شعر بالاختناق والغضب من تفكيرها ...كل تفكيرها بالصفقات والمال لا تشعر بهذه الفتاه المسكينه التي في الداخل لا يعلم مصيرها احد..


ابتعد عنهم ليجلس على احد المقاعد ويضع راسه بين يديه بحزن شديد..


❈-❈-❈


في الجهه الاخرى كانت تجلس ندى امام الطبيب والذي كان يرميها بنظرات لم تكون تراها ندى اصلا كل تفكيرها بشعورها التي تشعر به منذ الصباح بالقلق والالم في صدرها  .


الطبيب ....هي بخير ماتقلقش يا استاذ عاصم احنا عملنا اشاعات والتحاليل اكثر من مره وبتاكد انها بخير تماما..


عاصم بارتياح ...طيب كويس جدا بس ايه التعب اللي بيجي لها ده ..


الطبيب ...ماتقلقش ممكن يكون اجهاد بس مافيش اي حاجه صدقني اطمئن..


تنهد عاصم لينهض وهو يقول... تمام يا دكتور متشكر قوي ..


ثم نظر لندى وهو يقول ...يلا يا ندى نروح..


نهضت ندى وخرجت من غرفه الطبيب ومعها عاصم لتنظر اليه وهي تقول.... عاصم عايزه اشوف سلسبيل انا مش مطمنه قلبي بيقول ان في حاجه حصلت من الصبح ..


  عاصم ....حاضر انا هاتكلمها بعد شويه عشان كلمتها قبل ما نيجي وما كانتش بترد ..


زاد قلق ندي وقالت .... طيب كلم امير اتصل باي حد يا عاصم انا مش مرتاح حاسه ان هي فيها حاجه..


❈-❈-❈


في نفس الوقت كان امير قد قرر ان يخبر والده بكل شيء خرج من الفندق الذي يجلس به ليذهب الى قصر الهواري للمره الاخيره سوف يحذر سلسبيل لعلها تتراجع عما تريد تفعله..


وبالفعل خلال دقائق كان وصل امام البوابه وهنا قد قرر وانتهى الامر دخل الى المنزل  ورن الجرس .. لتفتح له احد الخادمات ... حضرتك مين..


امير.... عايز اشوف سلسبيل..


الخادمه باستغرب ...وحضرتك تقرب لها ايه..


امير.... قولي لها بس امير عايز اشوفك..


قال كلامه لتنظر الخادمه وهي تقول..... بس انسه سلسبيل مش هنا هي في المستشفى ..


توسعت عيون امير بصدمه وخوف ورعب وكل المشاعر التي تكونت بداخله ليقول بلهفه .....ايه اللي حصل حصل لها ايه عملتوا فيها ايه ..


الخادمه بخوف.... مافيش حاجه وقعت من على السلم وداغر بيه اخذها من شويه علي المستشفى..


امير بغضب.... مستشفى ايه خلصي قولي..


قال كلامه لتقول له الخادمه اسم المستشفى والتي عرفتها من الحاجه امنه عندما اتصلت بداغر لتعرف العنوان وتذهب لهم..


ليتركها امير ويركض خارج المنزل ويصعد الى السياره بسرعه وانطلق بها بخوف و رعب عليها يكاد ياموت من راعب عليها حذرها بالامس والان حدث


ماكان يتوقعه بالم كبير وشعور بالندم يتسلل الى قلبه لو حدث لها شيء... لن يسامح نفسه مهما حدث ماذا يقول لعمته الان ..


ايقول لها انه تركها وسط هؤلاء الوحوش تركها لتكون بينهم مثلها في الماضي لتنجرح وتنكسر وتعود حطام مثل امها...


امتلات عيونه بالدموع وهو يشعر باختناق عند فكره ان يكون حدث لها شيء...


❈-❈-❈


في الاتجاه الاخر خرج الطبيب من غرفه العمليات بعد مرور بعض الساعات مرت ببطء ..


داغر بلهفه.... ايه اللي حصل لها هي بخير صح فقت ولا لسه.


الطبيب بعمليه .....اهدا شويه لسه بدري عشان اقول الكلام ده احنا لسه مخلصين بصراحه الجرح كان عميق وهي نزفت كثير عقبال ما جاءت  هنا كويس انكم لحقتوها .... لحد دلوقت الحاله مستقره بس مش هنقدر نحدد اكثر من كده الا لما تفوق..


داغر ....طب هي هتفوق ..و ممكن يحصل لها ايه 


طبيب.. والله مش هنقدار نقول حاجه دلوقتي هي المفروض تفوق خلال ساعات ايه اللي هيحصل دي مش هاقدر احدد غير لما تفوق ونشوف بنفسنا...


هز داغر راسه للطبيب الذي راحل لتنظر اليه الحاجه امنه وهي تقول...... اهو يا ابني هي بخير ريح نفسك بقى وارتاح..


نظر اليها داغر ثم التفت الى الجهه الاخرى اما عامر فاقترب منها وهو يقول..... تعال يا حاجه اوصلك البيت ترتاحي مش هينفع تقعدي هنا اكتر من كده ويبقى نقول لك كل حاجه على التلفون ...


هزت الحاجه راسها وهي تنهض لترحل ..


❈-❈-❈


من الجهه الاخرى كان وصل امير الى المستشفى ليتفاجا بادم الذي يجلس على احد المقاعد في الخارج حالته غريبه.....


في حاله صمت .. ينظر الى لا شيء وهذا لم يجعل امير  يشعر الا بقلق ورعب على سلسبيل أكثر وأكثر...


يركض داخل المستشفى ليصل الى الاستقبال امير بلهفه ...في بنت جاءت من شويه وكانت واقعه من على السلم حصل لها ايه...


البنت .....مش عارفه والله يا استاذ طب هي اسمها ايه..


امير بلهفه... سلسبيل سلسبيل عاصم...


قال كلامه لينتظر برعب شديد كلام هذه الفتاه ..... هي كانت في العمليات بس خرجت من شويه ودلوقتي في اوضه رقم ...


هز امير راسه...... و صعد الى الاعلى بسرعه ليصل الى الغرفه التي فيها سلسبيل وكان يجلس امام الغرفه  داغر وحيد في انتظار اي اخبار جديده ..


اقترب امير بسرعه وكاد ان يدخل الى الغرفه ولكن..


❈-❈-❈


كان عاصم يجلس في المنزل بجانب ندي التي كانت تبكي باستمرار و ساره التي تحاول ان تجعلها تهدا ندى ببكاء..... طبب هم مابيردوش ليه اكيد في حاجه يا عاصم انا قلبي مش مطمئن..


ساره .....يا ندى يا حبيبتي اهدي انتي تعبانه وان شاء الله خير..


نهض عاصم وهو يقول..... طيب انا هاروح للجامعه بتاعتهم اشوف مين المشرفين اللي راحوا معهم او اي احد من صحابهم اجيب ارقامهم واتصل بيهم ماتقلقيش يا ندى ان شاء الله خير...


نهضت ندى وهي تقول ......لا انا هاجي معك انا مش هاطمئن الا لما اشوفهم واطمئن عليهم ....


عاصم....يا ندى اقعدي هنا وانا مش هاخر ...


ندى ....مش هاقعد لازم اعرف في ايه و حصل ايه لسلسبيل  ..


قالت كلامها ولكنها فقدت الوعي ووقعت ليصرخ عاصم على ساره ان تتصل بالطبيب وحملها وصعد بها الى الاعلى..


❈-❈-❈


نهض داغر وهو يقول..... هو انت مين و داخل هنا ليه ..


امير بغضب......  ابعد عن طريق دلوقت احسن لك 


داغر بغضب اكبر...... هو ايه اللي ابعد عن طريقي اقسم بالله لو ما مشيت من هنا مش هيحصل لك طيب انا في اللي مكفيني مش ناقصه بلاوي...


امسك به امير من ملابسه وهو يصرخ .....ابعد عني بسببكم هي دلوقتي بين الحياه والموت اقسم بالله لو حصل لها حاجه ماهرحم اي حد منكم.


داغر بغضب وغيره..... وانت تقرب لها ايه ولا تعرفها منين....


توتر امير فهو لا يريد ان يكشف حقيقه سلسبيل فهم  فعلوا بها ذلك وهم لا يعرفون من هي فماذا سيفعلون اذا عرفوا انها ابنه ادم وندى لينظر الى داغر وهو يقول .....


انا اخوها وهي كلمتني واما رحت اخذها من بيتكم النهارده عرفت كل حاجه..


نفض داغر يد امير عنه وهو يقول...... احنا ماعملناش حاجة هي وقعت والدكتور طمني ان شاء الله هتكون كويسه ....


رماه امير بنظرات غاضبه حارقه ثم دخل الى الغرفه واغلق الباب خلفه وهذا لم يزيد داغر الا غيره وغضب شديد على هذا الامير الذي لا يعلم من اين خرج له....


❈-❈-❈


في غرفه سلسبيل كان يجلس امير بجانبها وهو ينظر اليها بخوف و رعب ان يحدث لها شيء فهي تعني له الكثير منذ الطفوله وهي معه ...


مثل توام روحه نظر اليها بحزن شديد ليمسك يدها وهو يقول...... مش عارف كان عقلي فين لما سبتك تعملي اللي في دماغي سامحيني عشان خاطري و ماتسبنيش ولا تبعد عني.... طب قولي لي هاقول ايه لعمتي دلوقتي ولا هاعمل ايه من غيرك...


 مسح دموعه التي كانت تنزل وهو يكمل......من  واحنا صغيرين وانتي كل حاجه بالنسبه لي زي توامي بالضبط ازاي هتفرقيني دلوقتي..


 قال كلام ودمعه قد نزلت على يدها الذي كان يمسكها بالم..


لتفتح سلسبيل عيونها وهي تهمس باسم امير الذي نظر لها بلهفه..... سلسبيل حبيبتي انتي بخير..


سلسبيل بالم... انت بتعمل ايه هنا وازاي دخلت..


امير بغضب.... دخلت زي ما دخلت انسي موضوع الانتقام ده خالص اول ما تبقي كويسه هنرجع نسافر مره تانيه ومش عايز نقاش في الموضوع ده...


تجاهلت سلسبيل كلامه وهي تقول بالم.... مين اللي شافك وانت داخل يا امير قول عشان خاطري...



 امير بغضب... شافني داغر بس برده يا سلسبيل الموضوع انتهى وهنمشي يعني هنمشي اول ما تبقي كويسه ..


سلسبيل .....مش هينفع..


 امير بغضب وحده ....بس اسكتي اسكتي عشان انا جبت اخري من الموضوع ده ومافيش نقاش تاني مش هترجعى البيت ده ومش هترجعي تشوفيهم تاني الموضوع انتهى اول ما تبقى كويسه هاخذك ونسافر كفايه الرعب اللي عشته اول ما عرفت اللي حصل....


 ثم اكمل.... مين اللي عمل فيك كده اكيد هم


سلسبيل بنفي.... ماحدش عمل يا امير انا وقعت..


 امير بغضب وجنون ..... قبلها بدقائق كنت بتقولي لي انها مرت ابوك شاكه فيك وبعد كده وقعت ازاي يبقى ماحدش وراء الموضوع...


 قال كلامه لتنظر اليه سلسبيل بالم وتقول..... خلينا نكمل عشان خاطري ...



تجاهلها امير وهو ينهض ليخرج ... ليخبر داغر انه سوف ياخذ سلسبيل وهو يرحل ويشكره على انه اعتنى بها بهذه الايام فيكفي ماحدث لن يجعل احد يتعرف على حقيقه سلسبيل ..


 لينتهي الموضوع الى هذا الحد ..


لحظه شعر سلسبيل بالخوف والرعب من ان يتعرف احد عليها فهي لا زالت لم تفعل شيء في خطتها لم تاخذ بثار امها لم تنتقم منهم لم تراهم يحزنون و يتالمون....


 مثل ماشعرت هي و وامها  خلال 20 عام شعرت بالوحده ..بالالم... بكت وبكت كلما رات فتاه مع والدها تالمت ...


الم كبير ولم يشعر بها احد بحياتها لن تنسى هذه الايام وانتقامها لن تنساه ابدا حاولت النهوض من على السرير بالم رغم الم جسدها ولكنها لن تترك لامير فرصه بان يخبر احد شيء او ياخذها ويرحل ولكن سرعان ماوقعت من على السرير لتصرخ بالم..


سامع داغر وامير صوتها هي تصرخ ليركضوا اليها امير و داغر الذي فتح الباب ودخل بسرعه وبلهفه وهو يجدها واقع ارضا وتبكي بالم ..


❈-❈-❈


في الاتجاه الاخر دخلت الحاجه امنه بعد ان دفعت الباب بغضب الى داخل غرفه ادم ونورهان وهي تصرخ في نورهان التي كانت تجلس على السرير......


 بقى كده يا مرات ابني عايزه تضيعي من الشركه بتاعتي صفقه كبيره عشان افكارك اللي ملهاش لازمه ..


قالت كلامها لتنهض نورهان بخوف وهي تقول......... انا عملت ايه يا عمتي ما انا قاعده اهو ماعملتش حاجه..



نظره اليها الحاجه امنه بغضب وهي تصرخ .......قبر يلمك عملت ايه كنتي هتموتي سلسبيل والشركه تخسر صفقه كبيره وده كله ليه مش فاهمه...



ثم اكملت وهي تجد نورهان على وشك ان تتكلم مره اخرى ......اوعى تقولي ماعملتش حاجه والا اقسم بالله ارميك بره البيت زي ماجبتك يا نورهان انتي فاكراني هنا ماليش لازمه ولا معرفش ايه اللي بيحصل لا ده انا باعرف دبه النمله و عارفه و متاكده ان انتي سبب كل حاجه....



تصنعت نورهان البكاء وهي تقول .....مش ذنبي يا عمتي انتي ماشفتيش هي بتعمل ايه ماشفتيش طريقه كلامها ...و ماسمعتيش ادم وهو بيتكلم عنها ده بيقول انه شاكك انها بنته معقول تكون بنته يا عمتي وتكون ندى لسه عايشه هي..



توترت الحاجه امنه وهي تشعر بالقلق من هذا الموضوع ولكنها قالت ..... كلام مالوش عازه اللي انتي بتقوليه ده مستحيل يحصل ندي ماتت وشبعت موت هي وبنتها ومستحيل ترجع وحتى لو رجعت في يوم مين قال لك اني هسيب لها فرصه ترجع ولا هيكون لها مكان في البيت ده....



ثم كادت ان تخرج ولكنها التفتت لنورهان مره اخرى وهي تقول ......حط عقلك في راسك يا بنت اختي وعقلي ..سلسبيل مش بنت ندى اياك اشوفك ناحيتها مره تانيه انت بنت اختي اه و بحبك بس لو هتذيني في شغلي ساعتها ما اعرفكيش...


 قالت كلامها وخرجت من الغرفه واغلقت البيت خلفها بحده لتشعر نورهان بالخوف من عمتها فهي لاول مره تشعر انها ليست معها او انها سوف تستغني عنها في اي لحظه..



لهذا قررت ان تخطوا خطوه في طريقها الذي تركته منذ سنوات فهي لن تظل هكذا دون ان تحصل على شيء...... تشعر انها على وشك الخروج من هذه العائله قريبا ولكنها تقسم انها لن تخرج الا عندما تحصل على كل شيء وتؤمن مستقبلها هي وابنتها فهي لم تفعل كل شيء في الماضي لتخسره في المستقبل...



يتبع .....