رواية فاتنة والهوى - مكتملة - أميرة أحمد - الفصل الخامس
رواية فاتنة والهوى
بقلم الكاتبة أميرة أحمد
رواية فاتنة والهوى
الفصل الخامس
فتحت باب غرفتها بهدوء شديد و هى تدخل إلى الداخل و تغلق الباب خلفها، جلست على سريرها الصغير و هنا أنهمرت دموعها بكثرة
و حديث والدها يدور كالحلقه داخل رأسها،
يريدها أن تتزوج من بدر أبن عمها كيف و متى ؟ متى أصبح يفكر فى ذلك؟ ماذا حدث حتى يقول ذلك
كى يبقى أخيها على قيد الحياة يريدون أن يقدموها كتضحيه؟ كفداء لأخيها ؟ و هى ماذا عنها هى ؟ ليس هناك مجرد تفكير صغير بها و مشاعرها؟
الجميع يعلم أنها تكرة بدر و تخافه بشدة و اليوم يوافق والدها على الزواج منها دون حتى الرجوع لها ؟
أين حديثه و أنها مدللته؟ إين حديثه الطويل أنه لن يتركها وحدها أبدا و سيفعل كل شئ تطلبه ؟ و هو اليوم قد خذلها و أبتعد عنها ببرود شديد
شعرت ببرودة شديدة تسير داخل جسدها فضمت نفسها و هى تبكى بخفوت و تتذكر حديث والدها معها قبل قليل
أقترب منها بملامح مرهقه من كثرة التفكير ثم جلس أمامها وهو يمسك يديها و
قال برجاء" أسمعينى يا حبيبتى و أفهمينى كويس أنا ..."
أبتلع ريقه بصعوبه شديدة وهو ينظر داخل عيونها التى يملأها الخوف و قال
" عارف أنك مبتحبيش بدر.. و أنك بتخافيه بس داا عشان أنتٍ طول الوقت فاكرة أنه هيأذيكى مع أن داا مستحيل، بدر أبن عمك وهو أكتر شخص هيحافظ عليكى و أولى بيكى"
فتون برجفه و هى تهز رأسها " لا يا بابا متعملش فيا كدة، بدر أنا مبحبوش و أيوة بخاف منه عشان هو كدة بدر صعب و قاسى و أنا مستحيل أستحمله، ف ليه أرمى نفسى فى النار و أنا ممكن أدخل الجنه؟ "
و أمسكت يديه و قالت برجاء " عشان خاطرى يا بابا شوف حل تانى و أنت أكيد هتلاقى بس متضحيش بياا كدة "
هز والدها رأسه بنفى و قلبه يؤلمه على حزنها الذى يرأة داخل عيونها، يعلم كرهها و بغضها لبدر لكن ماذا بيديه أن يفعل ؟؟ يريد أنقاذ حياة أخيها و أن تعود ألامور كما كانت بالماضى
و هذا لن يؤثر عليها فهى بالنهايه ستكون بجانبهم و بخير!!
و ألان تخبرة أن يجد حل أخر؟ إلا تعلم أنه بحث كثيرا و لكنه لم يجد و بعد أقناع الشيخ له قد وافق حتى ينهى سلسال الدم هذا ؟ إلا تعلم أنه خائف عليها إيضا لكن لا يوجد أى حل للأسف
هز رأسه بنفى وهو يقول " مفيش حل يا فتون غير داا "
و بقسوة وهو يقف " و عشان ننقذ حياة أخوكى الوحيد هنفذة"
خرجت من شرودها و هى تحتضن نفسها و تبكى بشدة
ليس هذا ألامان الذى دوما كانت تفتخر والدها به، ليس هذا ما تمنت سيزوجها من شخص لا تريدة، سيدخلوها حياة لا تتمناها
عيشه لا تريدها ببساطه لأنهم يريدون هذا
ببساطه لأنقاذ حياة أخيها ليست مهم هى ..
أنفتح باب غرفتها سريعا و دخلت والدتها التى كانت تبحث عنها فى أرجاء الغرفه بلهفه
ثم أغلقت الباب خلفها سريعا و تقدمت لفتون تجذبها لحضنها سريعا و هى تقول
بصوت متوتر" فتون "
أحتضنتها فتون بشدة و هى تقول ببكاء " شوفتى بابا قال اى ؟ عايز يقدمنى ك قربان عشان أبنه؟ عايز يبعنى بسهوله ؟"
ضمتها والدتها بشدة لحضنها
كانت تعلم حالتها تلك و ما سيصيبها عندما يخبرها متعب بكل ذلك، كانت تعلم حالتها و تفكيرها فى تلك اللحظه
ليت متعب لم يخبرها ليته يفعل اى شئ لكن لا يضحى بها هى
ضمتها لحضنها و قالت بخفوت" داا أخوكى يا فتون"
كانت تضم والدتها لحضنها كى تعطيها بعض ألامان التى أفقدته بعد حديث والدها، لكن تلك الجمله جعلت البرودة تسير داخلها و تنسى هذا ألامان
أبتعدت عن والدتها و هى تقول بعدم تصديق
" أخويا ؟ بالسهوله دى ؟ طب مانا بنتكم .. أنا أخته ليه مش حاطين داا فى ألاعتبار؟ "
و ببكاء و هى تقف " أنا بنتكم .. أنا زيي زيه عايزين تحموة تضحوا بياا؟"
" فين كلامك و وعدك لياا أنك هتحمينى و تعملى إللى ديما بتمناة؟ فين ألامان إللى كان ديما فى كلامك مع أول مطب بعتونى؟ عشان أبنك يعيش و أولع أنا ؟"
هزت والدتها رأسها بنفى و هى تقول " فتون أسمعينى بس "
جنت فتون و هى تصرخ بعلو صوتها " برة أطلعى برة برررة"
عند متعب
كان هناك حيرة شديدة تملأ قلبه تجعله لا يعلم هل يفرح أم يحزن
سيتزوج أخيرا من الشخص الذى يتمناة قلبه، ستكتب على أسمه أخيرا و تريح قلبه من اى عذاب كان يشغل قلبه وقتها
لكن ماذا عن فتون أخته؟ لا يعلم هل ستوافق على زواجها هى ألاخرى أم ستكون مجرد تضحيه صغيرة من أجله هو ؟
لابد من أن يحادث فتون حتى يعلم رأيها بهذا الزواج
لكن حتى لو أخته ليست موافقه ماذا سيحدث ؟ سيموت هو لأنه رفض مطلبهم و سيخسر حبيبته جوهرة حتى لو بقى حيا لن تكون من نصيبه
فمن يقبل أن تتزوج من قاتل أخيها ؟!
حتى العادات لا تسمح و والدتها ماذا عنها هى ألاخرى ؟
و عن ذكرها رجع بذاكرته عندما خرج الجميع من القصر و لم يتبقى سواها و هو
كان فى طريقه للخروج توقف على حديثها
فلاش باك
مصعب أستنى عاوزاك
ألتفت إليها بهدوء و هو مستغرب جملتها تلك فمن وقت الحادثه لم تحادثه و لو بشئ صغير لكن نظراتها تخبرة ما بقلبها و يعجز لسانها عن التعبير عنه..
أقتربت منه و هى تقول بجديه رغم حزنها " أنا عارفه و متأكدة أن فى سبب أن حسن يتخانق معاك و يبقى عايز يقتلك، و الحاجه دى تجمع بينك و بين جوهرة "
توقف قلب مصعب لثوان بعد حديثها هذا و قد شعر أنها تعلم كل شئ لذلك تقول هذا بتلك الثقه..
نظرت له و أبتسمت بسخريه و قالت " لا أنا معرفش حاجه يا مصعب، بس مش هبله عشان أصدق أن أبنى أتجنن و كان عايز يقتلك من الباب للطق كدة، زيي مانا متأكدة أن فى سبب بينكم "
و ببسمه حزنيه" الله يرحمه كان شقى و متعصب اة بس كان حنيه البلد كلها فيه فهمت ليه مش مصدقاك؟"
مصعب بتعب" بس أنا مقولتش أن هو عمل كدة ليه ولا أتكلمت"
أبتسمت بسخريه و قالت " و مش عايزاك تقول يا مصعب انا مبقاش عندى قوة و صبر أنى أستحمل و أشوف فى أبن تانى ليه بخسرة قدامى بسببك أنت أو بسبب غيرك ، و عشان كدة هقفل بوقى و هوافق على جوازك من جوهرة على أساس أنك تحميها و تحافظ عليها "
و مدت يديها له و قالت برجاء " مش طالبه غير أنك توعدنى أنك تحافظ عليها و تصونها يا مصعب "
وضع يديه بيديها سريعا و قالت " وعد هحافظ عليها و أشيلها فى عينى و أكتر "
و فى نفسه " دى حبيبه القلب و العين دى "
نهايه الفلاش باك
خرج من ذاكرته وهو يزفر بعمق لو يريحه أحد أن كل هذا سيمر و ستعود كما كانت سينتهى هذا ألالم و العذاب الذى يملأ قلبه و عقله
زفر بعمق و قال " يارب حلها من عندك يارب"
❈-❈-❈
عند بدر
كان يجلس فى نافذة غرفته
و هو شارد فى كل ما حدث وفاة أخيه، الثأر الذى أقسم أن يأخذة بنفسه من قاتله، أتهامه أخته بأنها مشاركه فى الفعل مثل مصعب، تعب و صراخ والدته
مرت تلك الفترة سريعا بكل ما حدث بها لكنها قد مرت و أنتهت، و ألان ذلك القرار الذى نزل كالصاعقه على الجميع و هو زواجهم
زواجه من فتون حلم طفولته و شبابه، حلم كل فترة فى حياته كانت فتون على رأسها
يعلم جيدا أن زواجهم أو حتى قربهم من بعضهم لدرجه بسيطه مستحيل فهى التى تخافه منذ الصغر و كبر معها هذا الخوف و أصبح لا يفارقها
بل أصبحت تتجنبه إيضا و لم يحدث بينهم اى لقاء سوى أن يزيد من هذا التباعد الذى بينهم حتى يأس هو من فكرة زواجهم أو على أقل تقدير أن تعجب به فتون و لو بقليل..
لكنه رغم كل هذا لم يكل أو يمل من أن يقترب منها و ينتهى هذا إيضا بفجوة زائدة فى علاقتهم و تتباعد المسافات أكثر..
تنهد وهو يضع يديه على موضع قلبه الذى يدق بجنون و لهفه بعشق فتون و للاسف فيما يقول لكن رغم كل ما حدث هو سعيد .. سعيد جدا
فبسبب كل ما حدث سيتقرب من فتون أخيرا ، و ستصبح زوجه له
الشئ الذى تمناة منذ صغرة سيحصل عليه أخيرا بغض النظر عن ألاسباب
أبتسم بشدة وهو يتطلع لصورة فتون التى بيديه
ف أخيرا قد أنتهت المسافات و ستصبح له، سيتحدث لفتون و يخبرها كما يعشقه و لم يكل حتى تعشقه هى ألاخرى
سيحدثها هى بذاتها و ليست مجرد صورة ببرواز
أبتسم وهو يعانق الصورة حتى غفى و يحلم حلمه التى طالما تمناة لكن تلك المرة يعلم جيدا أنه سيتحقق...
عند متعب والد فتون
مازال يجلس كما هو على مكتبه بعدما غادرت فتون لم يتحرك
شارد بكل شئ و حديث فتون يمر أمام عينيه، سيخسر أبنته من أجل أخيها؟ سيضحى بشخص من أجل ألاخر
و لكن ما العمل ؟ سؤال يتردد داخل ذهنه منذ ترك فتون له
ما العمل إذا تمسك بقرار فتون و أنها لن تتزوج بدر ماذا سيحل بأبنه ؟ سيخسرة بالتأكيد سيخسرة لأنه و بكل بساطه رفض قرارهم
وضع يديه داخل رأسه و لا يدرى ماذا يفعل! هو فى حيرة فمن جهه فتون و من جهه أخرى أبنه الوحيد
دقائق و فتح باب غرفته سريعا و دخل مصعب الذى قال سريعا
" بابا هى فتون موافقه على جوازها من بدر ؟"
رفع متعب رأسه له و أبتسم بسخريه فظه هل ألان تذكر أخته ؟
من ساعات كانت الفرحه تطير من داخل عينيه عندما علم بزواجه من جوهرة هل ألان تذكر أخته ؟
وقف متعب وهو ينظر إليه بسخريه فظه و قال
" أممم دلوقتى مصعب بيه جاى و بكل سهوله بيسأل فتون موافقه على الجوازة ولا لا صح ؟"
ثم ضحك بعلو صوته وهو ينظر لمصعب الذى يعقد حاجبه بعدم فهم لسبب ضحك والدة
حتى جذبه والدة بشدة من ياقه قميصه و قال بقسوة
" دلوقتى فاكر أختك؟ طب أسمع يا حيله أمك فتون مش موافقه على الجوازة.. بتكرة بدر بتكرة بكل معنى الكلمه هاا هتعمل اى يا بطل ؟ رد علياا هتعمل اى ؟ "
نظر مصعب لوالدة بعدم تصديق فتون لا ترغب هذا الزواج ؟ تخاف و بشدة من بدر إذا عليه التصرف حتى لو ضحى بكل شئ من أجلها
و كأن متعب قد فهم عليه من نظراته فجذبه نحوة بشدة و قال
بصراخ " بتفكر فى اى هااا؟ هتروح ترفض الطلب و يقتلوك عشان ببساطه عايز تعمل فيها الولد الشهم و تنقذ أختك ؟ و تظهر للكل إنك قد اى الولد البطل إللى ضحى بحياته عشان أخته ؟"
و بقسوة " أسمعنى يا مصعب و أفهم كلمى، أنا زعلت بنت الوحيدة و رضيت بقرار زيي الزفت عشان خاطرك أنت بس لو أنت كسرته مش هستنى لمى بدر يقتلك هسبقه أنا و أقتلك بأيدى و مش هتهز"
و رفع رأسه و نظر داخل عيونه
و قال بأمر" تطلع على أوضتك زيي الشاطر و تتخمد و تحاول على قد ما تظهر متبانش قدامى لحد يوم فرحكم، عشان ممكن أغير رأيي و أخلص عليك فورى بررة"
و لم يعيدها و خرج مصعب إلى الخارج بدون حديث حرف و كأن حديث والدة قد أرضى ضميرة على ألاخر..
بينما تبقى متعب واقف مكانه ينظر لمصعب و مازالت السخريه تملأ وجهه
❈-❈-❈
مساءا
نزلت فتون من غرفتها بملامح باهته من كثرة البكاء و أتجهت سريعا إلى غرفه والدها
فتحت الباب و نظرت لوالدها و قالت بصوت بارد " أنا موافقه أتجوز بدر "
يتبع...