رواية جديدة عشقه القا سي بقلم رضوى أشرف الفصل 1
رواية جديدة
عشقه القا سي تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية
من قصص وروايات رضوى أشرف
رواية جديدة
عشقه القا سي
الفصل الأول
في أحد أحياء القاهرة الراقيه حيث يعيش فيه نخبة المجتمع وسط عدة منازل فخمه عصريه يوجد هذا القصر الشامخ ذات التصميم الكلاسيكي الأنيق يدل على أن القاطنين به رغم عيشتهم بالقاهره إلا أن هذا القصر ومن يقطنه صعيدي الأصل، تقاليد وعادات صعيديه تلزم كل من يعيش به على إتباعها قوانين لا يمكن التمرد عليها ومن يخالف هذه القوانين يعاقب بقسوه أنه قصر عائلة الشهاوي الصعيديه بالكامل رغم تواجدهم بالقاهره منذ 25 عاماً إلا أنها لم تتغير وظلت عائلة الشهاوي ملتزمه بلهجة وطباع الصعيد
في إحدى غرف هذا القصر الملكي غرفه شاسعه المساحه تدل على فخامة ذوق قاطنها ومالكها حيث تم تصميمها حسب رغبته وتحت إشرافه تحتوي على غرفة نوم وغرفة معيشه عصريه ثم غرفة الملابس وأيضاً المرحاض تحتوي أيضاً بوفيه وبار مصمم على الطراز الأمريكي جناح كامل متكامل يمتاز بالطابع العصري الممزوج بالكلاسيكي يتميز بالذوق الراقي في ألوانه حيث كان باللونين الأسود والرمادي من يراه يجزم أنه جناح إحدى ملوك العصور الوسطى
في غرفة النوم وعلى هذا الفراش الملكي ذو الأغطية المخملية كان يستلقي هذا الوسيم الغاضب والقاسي كما يلقب من الفتيات قاسي القلب وحاد الطباع جاف المشاعر لا يمزح ءو ملامح محتده طوال الوقت بالرغم من هذه الشخصية الملكيه الجاده إلا أنه ملك عصره دنجوان الليالي الصاخبه لكثرة علاقاته النسائية أقصاها لا تتعدى الليلة الواحدة فهو حلم كل فتاه ولو حتى لليله واحده لا يمانعوا ولكنه يمانع وأطول مده يكون بعلاقه مع احداهن لا تتجاوز الشهران، تقلب بضجر حينما صدح صوت هاتفه يكسر صمت هذه الغرفة البارده التي تشبه وبشكل كبير مالكها استقام ببطء وكسل يسب المتصل بإنزعاج والذي لم يكن إلا إبن عمه وصديقه المقرب اعتدل قليلاً يلتقط الهاتف ليرى هويته زفر بحنق ليرد بصوت أجش يغلب عليه النوم :
- أيوه يا خالد
صاح خالد بغضب ولكنة قاهريه وهو ما لا يفضله آدم استمع إلى نبرة صوته الهادئه والتي تخبره بأنه لا يزال نائماً هانئا تاركاً إياه يعمل وحده على غير العادة :
- انت لسه نايم يا آدم من أمته بتنام وتسيب شغلك عليا
أرتفع حاجبه بغضب ليطلق زفرة قويه قبل أن يحدثه بهدوء محذراً إياه بشخونه :
- صوتك ميعلاش وإتحدد كيف الخلق
ارتعدت أوصاله تأثراً بخشونة صوته ف بالرغم من أنه صديقه واقرب أفراد العائلة إليه إلا أنه لا يزال بداخله رهبة لهذا الرجل تحدث بمرح يخفف من حدته :
- يا راجل كفياك غلبه عاد بجالنا فوق ال 25 سنه عايشين في مصر ولسه لهجتنا صعيديه اللي زينا من أول سنه بيتغير من كله وأحنا بجالنا عمر كامل يا واد عمي
استقام آدم يجيبه بجدية متناهية : جدتك كانت دوم تجول اللي يخرج من داره يتجل مجداره وأحنا صعايده اصلنا ودمنا صعيدي هنيجي لحد اللهجه ونبقى مصاروه يا واد عمي
أجاب خالد بفخر وعينان تلتمعان بحب واعتزاز بهذا الأخ والصديق الءي يعتز بأصله ولم يتغير طوال سنوات عمره الإحدى والثلاثون لم يتخلى عن لهجته وقيمه وعادات وتقاليد شب عليها وكبر :
- لاااه إحنا صعايده والصعيدي صعيدي فين ما يكون
أبتسم بهدوء ينهض من على فراشه يتجه نحو المرحاض استعداداً لذهابه إلى شركته :
- عفارم عليك يا أخوي ربع ساعه واكون عندك أقفل
❈-❈-❈
في مكان معاكس تماماً لما تم وصفه منذ قليل في إحدى المناطق الشعبية المتوسطه ذات الضجه والأصوات الصاخبه وفي إحدى حواريها نجد بنايه قديمه متهالكه والتي يقبع بها عائلة مهران وهي عائله متوسطه المعيشه داخل الشقه الخاصه بهم بغرفة هذه الجميله حيث اثاثها البسيط تنام براحه مبتسمه كعادتها بنومها لكن امتغض وجهها بنفور وحنق لإستماعها صوت زوجة أبيها وتدعى "فريال" تصرخ بتهكم وهي تفتح باب غرفتها المشتركه مع ابنتها دخلت وهي تهز جسد ابنتها بغيظ وهمجيه قائله :
- قومي انتي وهي، قامت قيامتكم وانتي يا سنيوره نايمه ولا على بالك والشغاله اللي جابها ابوكي تعملك الفطار وتقومي تطفحي ع الجاهز
نهضت ورد بضيق شديد ككل صباح لها بهذا البيت فزوجة أبيها لا تترك فرصه إلا وهي تتهكم وتضايقها بأفعالها تشعرها وكأنها تمن عليها بجلوسها معهم بنفس البيت بالرغم من أنها المالكه الوحيده لهذه البنايه بأكملها، كانت ملك لوالدتها ولكن منذ وفاتها وهي ملك لها وملك لأخيها سابقاً، لكنه عندما رحل للخارج لإستكمال دراسته تنازل لها عن حقه بها وسجلها بإسمها وكانت آخر شيء جيد قام به شقيقها لأجلها فهو منذ سفره مما يقارب العشرة أعوام لم يأتي لرؤيتها أو السؤال عنها سوى بعض المكالمات الهاتفيه التي لا تتعدى الدقيقتين من حين لآخر، إن كان أحد يملك الحق بهذا البيت والعيش به فهي وحدها يحق لها ومع ذلك كل ما تحصله من سكاني هذه البنايه من أموال لإيجار تأخذه زوجة والدها، فمنذ وفاة والدها منذ عامين وهي لا تنفك وتضايقها وهي باتت لا تتحمل ضغط الجامعه والعمل وأيضاً هذه المرأة طفح كيلها وكادت أن تصرخ بوجهها بضيق ولكن قاطعها صوت شقيقتها "زينه" الناعس تهتف بتأفف وهي تنهض وضيق :
- اوووه فيه إيه يا ماما ع الصبح مينفعش تعدي يوم من غير البوقين دول..لتتابع بتهكم..يا شيخه ده إحنا لو بناخد حبوب سد شهيه مش هيبقى بمفعول كلامك
اهتز جسد ورد ضاحكه بخفوت مما أغضب فريال لتضرب ابنتها على كتفها بغيظ قائله بحنق غاضب :
- كده يا زينه بتتريقي على أمك وتضحكي عليا بنت ناهد
نهضت ورد بغضب تتجه نحوها تقف بمواجهتها تنهرها بغضب وقد قررت منذ وفاة والدها ألا تصمت عن اهانتها وأن تقتص لنفسها إذا ازعجها أحد أو أذاها بأي فعل اشهرت سبابتها بوجهها تحذرها بقوه تلازمها وقت الغضب لتكون مثال للكبرياء والشموخ النادر توافرهم في أنثى رقيقه ضعيفة الجسد كحالتها :
- متجبيش سيرة أمي على لسانك وأنا لو كنت ساكته ف ده مش خوف منك ده إحترام، أمي علمتني مردش على حد كبير، بس عندي إستعداد أقلب رباية شوارع لو حد فكر يجيب سيرتها ويغلط فيها فاهماني يا مرات أبويا
تراجعت فريال بتوتر تتلعثم في حديثها رغماً عنها قالت بهدوء لتفادي غضب ورد الذي لا تريد مواجهته محاولة منها قلب الموقف لصالحها :
- وأنا قولت إيه يعني هو قوالة إسمها بقى غلط ولا إيه وبعدين ما أنتوا نايمين وسايبيني مدعوكه في شغل البيت وحدي
وقفت زينه تهتف بهدوء لتصفية الأجواء ولو قليلاً تعلم بعواقب لسان والدتها السليط وإنفعال شقيقتها السريع الجديد والذي ينم على نفاذ صبرها وتحملها لوالدتها وأفعالها :
- هنعمل إيه يا مامتي بس لنص الليل بنذاكر ويادوب نلحق نفطر وننزل، وأنتي عارفه ورد بتخلص جامعه وتطلع على الشركه وبترجع تذاكر وتخلص باقي شغلها يعني يا دوب بتعرف تنملها ساعتين تلاته فين الوقت اللي هنشتغل معاكي فيه في البيت
نظرت بطرف عينيها تنظر إلى ورد بتهكم مردفه بسخط :
- ما هي بتنزل الشركه وتتدرب وبتاخد فلوس ولا حتى بشوف منها جنيه ومعرفش بتودي مرتبها فين
كادت تجيبها زينه بلهفه كعادتها لفض الشجار اليومي بينهما واليوم احتد أكثر من كل يوم وهذا ليس من المستحب لديها فهي لا تريد لوالدتها مشاجرة شقيقتها ورغم أنها من أم أخرى ولكنها تعشقها ولن تسمح لوالدتها بإزعاجها على الدوام يكفي ما تعانيه خارج هذا المنزل ومواجهة العالم الخارجي بمفردها بلا سند، قاطعتها ورد عن الإسترسال في ما تود قوله قائله بهدوء وقد شعرت بقلق شقيقتها وحزنها لما يحدث نصب عينيها فقررت وأد الشجار لأجل سعادة تلك الصغيره التي تراها وتعشقها كإبنتها وليست شقيقتها الصغرى وحسب :
- أظن الملاليم اللي باخدها من التدريب ده مالكيش فيه تاخدي منه حتى الجنيه اللي بتقولي عليه، ده يا دوب يكفي موصلاتي ومصاريف الجامعه اللي أنتي شايله إيدك منها وأنا عمري ما اتكلمت أو طلبت منك مصروف او أي حاجه خاصه بجامعتي زي ما المفروض يحصل
إنفعلت فريال ترمقها بغيظ تشيح أمام وجهها بيدها علامة على إستنكارها لما قالت وعدم موافقتها عليه بل وتريد أكثر ويبدو أنها متعطشة لشجار حامي بينهما وهو ما ترفضه زينه بشده وتلاحظه ورد بنظراتها إليها :
- ومصاريف البيت اللي بتطفحي فيه مش واجب عليكي تساهمي فيها ولا فالحة بس تقولي المفروض واللي مش مفروض قبل ما تدوري على اللي ليكي ادفعي اللي عليكي
أرتفع حاجبيها بتعجب واستنكار لما تقوله تلك المرأه ألا يكفي ما تأخذه منها وهو حق مكتسب لها وحدها ولا تملك له هي اي فلس واحد ردت بجدية تنهي النقاش بينهم وهي أعلم بما يحجم لسان تلك السليطه ويرعبها حتى فكرة أن تنفذ ما تقترحه عليها فهددتها قائله ببطء تشدد على حروف كلماتها كدليل على جدية ما تقول :
- ليه مش كفايه الإيجار عليكي، أفتكر أنه إيراد البيت يكفي وزياده ولا أقولك أخد الإيراد أنا وأبقى أساهم معاكي في المصاريف، ما أنا بردو واجب عليا أساهم ولا رأيك إيه
امتقع وجهه فريال ترمقها بتوجس لتنفي برأسها رافضه عرضها فإيراد البنايه هو ما يساعدها على إقتناء ما تحلم به اي سيده فقيره مثلها من ملابس وزينة وتصميد الأموال لتتفاخر بين جيرانها بما تملك ولا يملكون مثله اجابتها بتوتر جلل ظهر على ملتمحها بوضوح :
- لا وعلى إيه اشبعي بمرتبك أنا هصرف نفسي وربنا يعيني على العيشه دي
ذهبت بغيظ من أمامهم تصفع الباب خلفها بغضب وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة علمت ورد أنها بالتأكيد تسبها مما جعل الفتاتان تنظر إلى بعضهما بتعحب سرعان ما كانت ضحكاتهم تدوي بالغرفه حتى أدمعت عيناهم لتحاول ورد ضبط نفسها والتحكم في نوبة الضحك التي تملكت منها واستعادة جديتها لتقترب من شقيقتها تربت على كتفها بحنان قائله:
- يلا اتوضي والبسي بسرعه خلينا نصلي الصبح عشان ألحق أوصلك في طريقي
نظرت إليها زينه بحب تربت على يدها بتقدير :
- يا حبيبتي بتتعبي نفسك ليه ما أنا عارفه الطريق كويس وأقدر أروح وأجي وحدي
اجابتها ورد بلهفه تنهيها عن التفكير في الذهاب والعودة بمفردها تعلم أنها كبرت وأصبحت في عامها الأخير بالثانوية العامة ولكنها تخاف عليها من ذئاب بشرية تملئ الشوارع تنتظر فريستها لتنقض عليها حينما تشعر بضعفها وقلة خبرتها وهي أكثر من يعلم ما تواجهه الفتاه وحدها بين مجتمع ذكوري لا ينصر المرأة حتى إن اغتصب حقها وجسدها تبقى هي من اغرته ودفعته للقيام بتلك الجريمه :
- لالا أنا مش هطمن عليكي غير لما أوصلك وأرجعك بنفسي أنتي عارفه بخاف عليكي إزاي أنتي متعرفيش المواصلات والشارع دول الدنيا بره دي مليانه شر لازم تبقي قويه عشان تقدري تواجهي وتقدري تحمي نفسك وأنتي مش قد الكلام ده ولازم اكون جمبك في كل خطوه لحد ما اسلمك لعريسك بأيديا دول
ضمتها زينه بحب قائله : ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي مفيش حاجه ولا اي حد يقدر يقربلي طول ما انتي جمبي أنتي اختي وضعري وسندي
لتضيف بمرح : وبعدين مين اللي قالك إني هسيبك واتجوز مش قبل ما أفرح بيكي يا أحلى ورد في جناين مصر
ضحكت ورد ملئ فاهها لتشبيها بالورود وكأن لا نصيب لها من إسمها سوى الشوك الذبول لتتصبح ورده ذابلة بلا شكل أو رائحة تنهدت بعمق قائله بجدية :
- ويخليكي ليا يا حته من قلبي، أنا كفايه عليا اجوزك وأشوفك أحلى عروسه
أرتفع زينه بمشاكسه قائله : الله حته بس وباقي القلب بتاع مين بقى
ردت ورد بمرح : لا ده متشال لإبن الموكوسه اللي مش عايز ييجي
انفجرت الفتاتان بالضحك ثم توضأت كل منهما وقاموا بصلاة الصبح وخرجوا لتناول الفطار بعدها خرجوا حتى أوصلت زينه لمدرستها وذهبت هي لجامعتها
❈-❈-❈
في القصر مجدداً بغرفة الطعام كانت تجلس جميع العائله كانت الحاجه وداد تتوسط رأس الطاوله تبتسم بهدوء وسط مرح وضحك أحفادها أما بالأعلى كان آدم انتهى من ارتداء ملابسه لملم أغراضه وأخذ هاتفه هبط للأسفل واتجه لتناول إفطاره على طاولة الطعام بينما صرخت مليكه بحنق وهي ترى مالك يأكل بنهم ولا يترك فرصه لغيره بإلتقاط بعض اللقيمات :
- ما ترحم يا مالك كلت كل الأكل وحدك سيبلي حاجه بلاش الفجعه دي
نظر إليها مالك وهو يلاعب حاجبه بمشاغبه وهتف بمرح :
- ما تكلي وانا كنت قفلت خاشمك إياك انتي اللي عامله فيها فافي وبتاكلي واحده واحده وبتجلعي
اردفت مليكه بغيظ : لازم اكل بهدوء أنا بت وبرستيجي ميسمحش أكل زي الحمار اللي بيلهط
أستمع آدم لحديثها فرفع حاجبه بغضب قبل أن يهتف بحده وهو يدخل الغرفه :
- مليكه حاسبي على كلامك ويا خوكي وبزياداكي جلع ماسخ
ارتجفت مليكه بتوتر وهتفست بهمس : يا أبيه ما هو اللي بدأ
هتف آدم بحده وهو يجلس مكانه بمقعده المخصص على رأس المائده من الجانب الآخر والمواجه لمقعد جدته :
- انتوا كبرتوا على حديت العيال ده كملوا فطور ويلا على جامعتكم هتتأخروا
أردف الإثنين بجزع مليكه / مالك : حاضر يا أبيه
أثناء تناولهم الفطور بسلام هبطت تتمايل بجسدها وشعرها الأشقر الذي أطلقت له العنان لينساب على ظهرها بنعومه مدلله مثلها مما يخالف قواعد هذا القصر والتي لا تعترف بها لمكوثها عدة أعوام للدراسه بالخارج دخلت يسبقها صوت كعب حذائها ورائحتها تهادت بخطواتها حتى وصلت لمقعدها بجوار آدم وهو يعد خطيبها قائله بدلال وهي تميل عليه تقبل إحدى وجنتيه بوقاحه ودون خجل وبلكنه غربيه تتقنها منذ عيشها في بلاد الخارج للدراسه :
- good morning beby
مما أغضب آدم ليقبض على يده بقوه حتى لا يفتك بها لتلاحظه الحاجه وداد لتصرخ بها :-اتحشمي يابت
سلمى بفزع :- فيه إيه يا تيتا خضتيني
وداد بغضب :- مش عارفه فيه إيه كيف تطلعي برا مقعدك بالمسخره دي طالعه تقعدي وسطينا بقميص نوم لا ومن غير حجاب
أنطلقت الضحكات الساخره من فم مالك ومليكه ليزجرهم آدم قائلاً :- مااالك مليكه ع جامعتكم
نهض كل منهم بفزع ليركضوا خلف بعضهما ذاهبين لجامعتهم وسط نظرات سلمى الحانقه وآدم الغاضبه نهض الجميع ليتركوا لهم مجالاً خاصاً للحديث
تنهد آدم بغضب مكتوم :- لحد أمته هتفضلي كده
سلمى بحنق :- كده ازاي مش فاهمه
آدم بحده :- المرقعه وقلة الأدب إللي إنتي فيها دي
سلمى بدهشه وهي تنهض صارخه :- مرقعه وقلة أدب أنت شايفني كده يا آدم
آدم بتحذير وغاضب وهو يقبض على يدها بقوه :- متقوميش من مكانك طول ما أنا بتحدد وياكي ولو فكرتي بس مره تعلي صوتك علي هكسر خشمك وقتها هتنسي النطق من الأساس
سلمى بتألم :- ااه أيدي يا آدم هتكسرها
آدم بغضب :- وأكثر عضمك لو كررتيها تاني اوعي عقلك يوزك في يوم وتقربي مني وتعملي المسخره دي وإياكي إياكي يا سلمى تطلعي برا مقعدك بالمسخره واللبس الشين اللي لابساه ده
سلمى ببكاء :- ده عشان في البيت وبعدين ما انا بلبس الحجاب ولبس كويس وأنا خارجه زي ما انت طلبت مني ومقولتش لا
آدم بحده :- برا البيت وفي البيت تلزمي حدودك وخليكي زينه أنسي عيشة برا لأني مش هسمحلك تعملي القرف اللي كنتي فيه هناك
انصدمت سلمى إذن يعلم مسبقاً بما كانت تفعله هناك من سهر وملابس عاريه ابتلعت رمقها بريبه وقالت بهدوء ودلال مصطنع حتى تمتص غضبه فعقلها الغبي قد صور لها أنه يغار عليها إذا هو يحبها
سلمى بدلال :- خلاص يا حبيبي متزعلش مني انا والله مقصدش وحاضر هعمل كل اللي قولت عليه بس انت متزعلش مني وبلاش الغيره دي بقى
نظر لها آدم بسخرية فهو يعلم ما يدور ببالها :- هاها وأنا هغير عليكي بتاع إيه
سلمى بحنق :- مش خطيبتك
آدم بجدية :- لا مش خطيبتي وعمرك ما هتكوني غير لما أنا أقرر ده مش عشان الحاجه قالت كلمه ماصدقتي انتي وأمك وماشين في كل حته تقولوا انك خطيبتي
سلمى بغيظ :- بس تيتا قالت من عادات العيله البنت بتتجوز إبن عمها وقالت كمان لما اتقدملي واحد غريب أني مخطوبه ليك من صغرنا ورفضته
آدم بسخرية :- ما أنتي مش معترفه بالعادات دي اشمعنا جيتي دلوك وبقيتي تقولي دي عادات العيله ولا عشان جت ع مزاجك
ليتابع وهو ينهض بهدوء :- بس متقلقيش مفيش حاجه هتحصل غير بمزاجي واليوم اللي البسك فيه دبلتي وقتها تقولي انك خطيبي لكن طول ما مفيش دبله في ايدك أنسي الكلمه دي ..السلام عليكم
وتركها ورحل وهي تغلي وتفرك يدها بعصبيه لتمسك بكوب المياه تتجرعه مره واحده وتلقيه بغضب وهي تهمس بمكر غاضب :-
سلمى بحنق :- ماشي يا آدم يا أنا يا أنت ما أنا مش هقعد اتفرج عليك كل يوم في حضن واحده ولما اقرب منك تصدني صدقني دبلتك هتكون في أيدي وقريب اوي وقتها وريني هتبعد إزاي
نفضت شعرها بقوه وهي تذهب لغرفتها تستعد للخروج كحالها كل يوم
❈-❈-❈
بعد مرور بعض الوقت أمام بوابة الجامعة كانت ورد تنتظر مليكه وملك حتى يأتون فقد عادوا إلى المدرج لأن ملك نست هاتفها هناك زفرت بحنق وهي تراهم قادمون إليها لتصرخ بهم فور وصولهم
ورد بصياح :- إيه ساعه عشان تجيبي الفون
مليكه بفزع :- وااه وليه بس الزعيق محصلش حاجه يعني كل ده عشان استنيتي شويه
ملك وهي تغمز لها بعبث :- ما أنتي عارفه يا موكا ويزو مش بتحب تقف وحدها المعجبين كتير بقى
مليكه بمرح :- صح يا لوكا فاتتني دي معلش يا ويزو
ورد بغيظ :- ويزو في بطنك انتي وهي أنا اسمي ورد
مليكه بحزم :- لاه بقى طيب أنا ودلعي موكا وملك لوكا أنتي بقى نقولك إيه دوده حاجه مقرفه يعني وبعدين ويزو لاقيه عليكي قوي وحلو
ورد بغيظ :- يا ستي مطلبتش منكم تدلعوني مبحبش الدلع حلو كده ووحياة ابوكي بطلي تكلميني صعيدي ساعات مش بفهمك
مليكه بفزع :- يالهوووي ده كان أبيه آدم يقطع لساني عشان متحددش واصل
ضحكت ملك بشده لتقول ورد بحنق :- أنا مش عارفه إيه الرعب اللي انتوا فيه ده هو بياكل بني ادمين يعني ليه بتخافوا منه اوي كده وبتنفذوا أوامره من غير نقاش على حد علمي هو شاب 31 سنه وما شاء الله ماسك الشركات بس جبروت مشوفتش زيه
مليكه بحنان :- أبيه ده أحلى واحن راجل ممكن تشوفيه في حياتك بس هو لازم يبقى شديد عشان يحافظ ع مالنا واملاكنا ولو مكنش كده كان من زمان كل حاجه ضاعت هو يبان من بره قاسي بس والله مفيش في حنية قلبه
ورد بحنق بداخلها :- أنا مستغربه حبها ليه طبعاً ما هو دنجوان مش عارفه ازاي فيه ناس كده عامل فيها ملاك قدام أهله وهو برا سافل وكل يوم مع واحده شكل الحمد لله إني رغم تدريبي مضطرتش أتعامل معاه لأني وقتها مش هتحمل أتعامل مع واحد زيه
ملك وهي تشيح بيدها أمام عينيها :- هاااي سرحتي في إيه مش يلا اتأخرنا اوي
ورد بجدية :- آسفه .. معاكي حق يلا عشان نلحق نروح زينه ونروح الشركه
مليكه يزهق :- طيب وليه اللفه دي كل يوم ما هي بتعرف تروح وحدها
ورد بهدوء :- معلش يا حبايبي أنا كده هكون مطمنه
وأثناء حديثهم رن هاتف ورد لترى أنها زينه لترد بلهفه :- ايوه يا حبيبتي كلها نص ساعه واكون عندكد
:- ..........
ورد بقلق :- كده يا زينه مش اتفقنا اوصلك واروحك
:-...........
ورد بحنان :- يا حبيبتي مش تعب أنا بخاف عليكي
:-............
ورد بحب :- طيب يا روحي طمنيني لما توصلي
أغلقت الهاتف وانطلقت مع صديقاتها للشركه التي تتدرب بها وهي شركة الشهاوي جروب بعد مرور ساعه تقريباً وصلوا إلى الشركه صعدوا لمكتبهم المشترك ليجلسوا كل واحده ع مكتبها بتعب دخل مالك وهو ينظر لهم بتشفي لتقول مليكه :-
مليكه بتعب :- اااه يا مرارك يا مليكه بقى أنا بت الحسب والنسب عندي بدل العربيه عشره اتمرمط في الميكروباصات
ردت ملك بوهن :- منك لله يا ورد يا بنت ناهد يا ظالمه يا مفتريه
ورد بغيظ :- وأنا مالي كنت ضربتك ع إيدك انتي وهي انتوا اللي لازقين فيا ولما قولت مش هركب مع مالك جيتوا معايا بمزاجكم أنا مغصبتش حد
قال مالك الذي يتابع من البداية بشماته :- والله تستاهلوا عشان تبقوا تمشوا ورا كلام ويزو وتقولوا مينفعش نركب معاك وانت مش محرم لينا ..ليتابع بغيظ وهو ينظر لمليكه ... وأنتي بقى إيه مش اختى ولا كمان حرام اختي تركب معايا
ورد بغيظ :- هو الباب ده اتعمل ليه ..مالك لو سمحت بلاش تدخل كده مره تانيه خبط الاول وبلاش تقولي زفت دي
مالك بصياح :- إيه ياما ما تهدي عليا وبعدين ما بقالي ساعه بخبط ومحدش عبرني
ورد بغيظ :- تقوم تفتح الباب وتدخل من نفسك
مالك بغيظ :- هو أنا دخلت عليكي الحمام ده مكتب
ورد بحرج :- مالك عيب الكلام ده
مالك بغيظ :- بالله عليكي يا ورد بطلي حرام وعيب اللي متعرفيش تقولي غيرهم دول ده انا لما بقعد معاكي بحس إني كافر من كلامك
ورد بحزن :- كده يا مالك عشان بعتبرك أخويا وبنصحك وبعلمك أمور دينك تقولي كده ع العموم أنا آسفه ليك
التمعت عيناها بالدموع وذهبت دون الإستماع لهم ولم تلتفت لهتافهم بإسمها بكت بحزن تعلم أن مالك يمزح فقط ولكنها وجدتها فرصه اقتنصتها حتى تذهب لتبكي قليلاً مما يجعلها تستريح من ضغط الدنيا عليا موت والدتها ثم والدها ثم ترك أخيها لها وعدم سؤاله عنها منذ ما يقارب الخمس سنوات وأخيراً زوجة أبيها ولسانها السليط لم تكن يوماً ضعيفه حتى لا تستطيع إيقافها ولكنها ام أختها الصغرى حبيبتها لا تريد جرح مشاعرها إذا أخطأت في حقها بالتأكيد سوف تحزن مهما كانت هي والدتها ركبت المصعد لتضغط زر الدور الاول أرادت التمشيه واستنشاق بعد الهواء الطلق لعل وعسى يلطف جراحها نزلت دموعها بمراره فما عادت قدماها تحملها جلست على أرضية المصعد وهي تهشج في بكاء تقطع له نياط القلب غرقت في نوبة بكاءها المرير ولم تنتبه لتوقف المصعد وبابه الذي انفرج ليظهر هو أمام الباب يقف بزهو لا يليق إلا به ليطل عليها بطلته الوسيمه يضع قدمه أمام باب المصعد ليعيق انغلاقه مره اخرى زفر بضيق شديد مما جعلها تفيق من نوبتها وتدرك وصول المصعد لوجهته لتقف مندفعه بسرعه وهي تزيح دموعها بيدها كالأطفال ولم تنتبه لوقوفه بمنتصف الباب مما جعلها تصتدم بصدره بقوه مما جعل توازنه يختل وانزاح للخلف عدة خطوات وهي ملتصقه به مما جعل ابتسامه تطرف شفتيه لاعتقاده أنها تتعمد الإقتراب منه أما ورد انتفضت فور شعورها أنها ملتصقه به لتقول بتلعثم وحرج بينما تخفض عيناها والتي لم ترفعها منذ البدايه :-
ورد بأسف وسرعه :- أنا.. أنا آسفه مخدتش بالي من حضرتك آسفه بجد عن إذنك
اعتذرت لتستدير ذاهبه بحرج من هذا الموقف المخذي من وجهة نظرها اخذت بعض خطوات فقط لتتوقف فجأه أثر صوته القوي حينما صاح بها :-
:- استني عندك
ابتلعت رمقها بريبه وهي تلتفت لترفع عيناها البندقيه اللامعة بدموعها لتنظر له لأول مره لتتعجب من كتلة الوسامه التي تتفجر منه ولكن سرعان ما نهرت نفسها لتخفض عيناها أرضاً مره اخري تنتظر حتى تعلم ما يريده أما هو تنفس بحنق وهو يتقدم منها قائلاً بخشونه :-
:- انتي بتعملي إيه في الاسانسير ده
استغربت سؤاله لترد بتعجب :- كنت نازله أكيد مكنتش بلعب فيه
ظن أنها تسخر منه ليقول بغضب :- ومتعرفيش أنه الأسانسير ده خاص بالمدراء ورجال الأعمال بس ومينفعش حد من العمال ينزل أو يطلع فيه ولا انتي بقى عاميه ومش بتشوفي
نظرت ورد خلفه بغيظ فهي لم تنتبه أنها ركبت المصعد الخاص لأصحاب الشركه والنخبه من رجال الأعمال لتسب مالك بسرها فهو السبب ولكن لم يكن ذنبه غباءها هو المذنب نظرت للواجم أمامها بحنق فمن هو حتى يصيح بوجهها ويصرخ ويسخر منها هكذا
ورد بجدية :- ولما هو خاص للمدراء ورجال الأعمال إيه كان موقفك قدامه تنكر أنك كنت طالع فيه وبعدين انت مين سمحلك تتكلم معايا كده أساساً
رد بغضب :- أنا أتكلم زي ما أنا عايز شكلك متعرفيش بتتكلمي مع مين أنا ابقى............
قاطعته ورد بحده :- ولا يفرق معايا أنت مين أصلاً واحسنلك متحتكش بيا مره تانيه لو صدفه شوفتني ولا تقلل مني كده عشان وقتها مش هحترم وجودي في الشركه وهقل منك
قالت ما قالته بغضب وذهبت ف اكثر ما يغضبها أن يشعرها أحد أنها غير مناسبه لعملها بهذا المكان وأنها لا تستحق أن تحيا كباقي الناس لأنها فقط فقيره
أما هو صدم من هذه الفتاه من تجرأت وتحدثت معه بهذه النبره التي لم يعهدها من أحد من قبل ليردد كلمتها الاخيره بغضب متوعد :-
ردد بتوعد :- هقل منك .. تمام يا حلوه
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رضوى أشرف لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية