-->

رواية جديدة عشقه القا سي بقلم رضوى أشرف الفصل 3

 

 رواية جديدة

عشقه القا سي تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية

من قصص وروايات رضوى أشرف


رواية جديدة

عشقه القا سي

 الفصل الثالث


صباح يوم جديد في فناء الجامعه التقت ملك مع مليكه وقد كانوا وصلت كل منها للتو ضمتها ملك بحب لتدمع عيناها بخجل وحزن لعدم حديث آدم معها منذ الأمس فهو عندما وصل للمنزل كانت تجلس مع الجميع بالصالون استعداداً لتناول وجبة العشاء ولكنه امتنع متعللاً بأن ليس لديه شهيه للطعام ولكنها تعلم أنه ما زال غاضب منها وعندما حاولت التحدث إليه رمقها بنظره ناريه غاضبه وتركها دون التفوه بكلمه واحده ربتت ملك على كتفها بحنان :


- خلاص بقى يا موكا متزعليش نفسك والله كلها كام يوم وهيهدى وتلاقيه جاي يصالحك 


اردفت مليكه ببكاء مرير فهي تكاد تنفطر حزنا على اهانتها لشقيقها ووالدها كما اعتبرته منذ الصغر :


- لا مش هيحصل يا ملك أني غلطت في أخوي الكبير وقولت عليه كلام عفش زعله مني قووي 


ربتت ملك على كتفها بحنان تهدئها بينما بداخلها تعلم بأن الأمر جلل لا يحله ولا ينهيه بضع كلمات تتفوه بهم :


- يابنتي خلاص والله العياط مش حل حاول تراضيه وتتكلمي معاه 


نظرت إليها مليكه بحزن وهي تزيح بقايا دموعها العالقه بجفونها قائله بألم نادمه لما تفوهت به وتعلم مدى صعوبة مراضاة شقيقها وطباعه الصارمه مهما بلغت حنيته عليها :


- والله حاولت ده أنا وجفته ويادوب فتحت خاشمي افتح كلام معاه كان هيبلعني بعينه خوفت ومقدرتش انطق تاني 


ضمتها ملك بحب تقبل رأسها بحنان تحاول تهدئتها :


- خلاص أهدي وسيبيها لله وربنا يصلح بينكم ويرضى عليكي 


اردفت مليكه بدعاء : يااااارب


ألتفتت حولها قائله بتساؤل : هي ورد لسه مجتش ولا إيه 


ابتسمت ملك بمرح وهي تشير نحو بوابة الجامعة :


- لا يا ستي لسه في شيفت الإشراف بتوصل الهانم الصغيره شويه وتيجي 


ضحكوا بصخب ولم ينتبهوا لمن يقف خلفهم واستمع لكل كلمه دارت بينهم وعندما صدحت أصوات ضحكاتهم زجرهم بعنف : 


- الله الله ده إحنا في جامعة الدول بقى ما تخفي صوتك منك ليها 


التفتوا بتفاجئ لتشهق مليكه مردفه بحرج : أبيه كريم 


تقدم منهم كريم قائلا بغيظ وهو يحدج مليكه بحده :


- ايوه أبيه زفت مالك كده انتي وهي شوفتوا عفريت 


أجابته ملك بلهفه وتقدير : لا أبداً إحنا بس اتفاجئنا بحضرتك 


أضافت مليكه بتأكيد : ايوه صوح إكده اتفاجئنا بس حضرتك هنا بتعمل إيه 


ضحك كريم بسخريه مردفا بسأم وهي يتقدم ليقف أمامها مباشرة :


- الهانم ناسيه اني معيد ولا إيه 


حكت مليكه رأسها بحرج تجيبه بجزع :


- مش جصدي يا أبيه بس أنا أجصد أنك في جامعة(....) وجلجت عليك لأنه المفروض تكون هناك يعني دلوجتي


أبتسم كريم بهدوء وهو يجيبها : لا ما أنا اتنقلت هنا والنهارده أول يوم ليا معاكو (ثم أضاف بغرور) ولحسن حظكم طبعاً أنا اللي هدرسلكم مادة(....) 


هللت مليكه وهللت معها ملك تقفزان بمرح وسعاده :


- الله الله عليك يا أبيه يا جامد يعني انت هتكون معانا هنا خلاص 


ضحك كريم وهو يقرص وجنتها بمرح : ايوه يا لمضه هكون معاكو دايماً يعني قاعد على قلبك 


نظرت اه بلهفه وسعاده وكادت ان تجيبه ولكن بتر حديثها صوت أنثوي قوي غاضب : 


- مليييييكه... 


لتلتفت بلهفه هي وملك ليلتفت معهم كريم ليرى صاحبة الصوت العاصف الذي يشعر بأنه يعرفه فهذه النبره يعرفها وقد مرت على اذنيه من قبل بذات النبره الرعديه انفرجت أساريره ينظر إليها بسعاده عندما رآها تتقدم منهم بسرعه وهي تنظر له بغضب ثم ترمق مليكه بخذلان وخيبة أمل لا يعلم سببهما لتصل إليهم وتقف أمامه قائله بعنف : 


- فيه إيه يا بنات إيه اللي موقفكم كده 


لتلتفت لكريم مرمقه إياه بحده تسأله : فيه حاجه يا استاذ 


انشرح قلبه فرحا ليهمهم بإسمه ببلاهه : كريم 


رفعت حاجبها تجيبه بحده وسخريه : نعم 


أردف كريم بهدوء وهو يمد يده إليها بالسلام : استاذ كريم 


نظرت إلى يده الممدوده بنزق وبحنق : مسألتش عن اسم حضرتك 


لتتجاهله ملتفته نحو مليكه بسخريه وخيبة أمل :


- والله عال يا ست مليكه انتي والهانم من أمته بنقف مع رجاله وازاي تسمحيله يقرب منك ويلمسك كده اتهبلتي صح 


نظرت إليها مليكه بتعجب قائله بمحايله : يابتي اصبري انتي مفهماش حاجه


اجابتها بغضب : افهم إيه واحد واقف بيحسس عليكي وانتي سكتاله إيه مبررك للقرف ده 


كادت ان تجيبها ملك لكن قاطعها كريم قائلاً بحده : ممكن لإني أخوها الكبير مثلا ده مبرر كفايه حضرتك 


صدمه ألجمت لسانها فهي عندما رأته يقترب منها تعرفت عليه فوراً هو نفس الرجل التي تشاجرت معه عند المصعد وكانت غاضبه للغايه ورغم أسلوبه المتعجرف عندما هدأت نهرت نفسها على تسرعها ووقاحتها معه وكانت تريد الاعتذار منه إذا رأته مره أخرى وعدم تحمل ذنب خطأها بحقه، حتى ولو كان هو من اخطأ أولاً ولكن الآن ما فعلت لقد زادت الأمر سوءاً تنحنت بخجل قائله بإرتباك وحرج :


- انا آسفه حضرتك مكنتش أعرف 


أردف كريم بحده : وأديكي عرفتي ابقي حاسبي على لسانك بعد كده 


نظر إليهم بجديه قائلاً وهو يشير نحو مبنى الجامعة :


- دقيقتين وتكونوا في السيكشن، الدخول بعدي ممنوع 


تركهم وذهب لتهرول خلفه مليكه تتبعها ملك وورد التي تساءلت بحنق :


- مين ده 


مالت عليها ملك تخبرها بهمس مرح : ده قدرك المستعجل دكتور أصعب ماده علينا وشكلك هتشيلها يا بيبي 


دفعتها بحده بعيداً عنها تزجرها بإقتضاب : بومه أعوذ بالله العلي العظيم أمشي يا ملك الله لا يسيئك نلحقه لأحسن يمنعني ادخل المحاضره بجد 


اخذت تهرول حتى وصلت ودلفت لتجلس مكانها ليبدأ هو بالتعريف عن نفسه بجديه ثم استرسل بالشرح بسلاسه ومهاره اشادت بها ورد ولأول مره ترى ان هذه الماده ليست بالمعضله كما ظنت كلما حاولت مراجعة ما درسته بها 


(هي السناره هتغمز ولا ايه الله يهديكي )


❈-❈-❈


في مبنى المخابرات وبالتحديد في مكتب القائد العام نبيل الصاوي يجلس أمامه وعلى وجهه أمارات الغضب ليقول بحده وغضب وأعين دامعة :


- مش هتجوز أنا حر وبعدين هو كل شويه كلام في الموضوع ده شويه أمي وشويه أنت سيبوني براحتي بقى أنا مش عيل صغير ولا ست وخايفين عليا أبور 


نهض نبيل يتقدم منه بحده يخبره بإستنكار لأفعاله الصبيانيه كما يعتقد فهو يبدو كالطفل الصغير الذي ضاعت لعبته ليعاند ويصر على الحزن عليها وعدم اللعب بغيرها :


- ما عشان مش عيل صغير بنقولك لازم تتجوز وتكمل حياتك إحنا بنحبك وخايفين عليك مش عشان عيل ولا ست هتبور لا، عشان انت تعرف تعيش يبقى لحياتك معنى ويبقى ليك أسره وبيت وأطفال تشيل أسمك ويملوا حياتك ليه مش قادر تفهمنا والدتك نفسها ومنى عينها تشيل إبنك كتير عليها تحقق لها حلمها وتفرحها بيك 


صرخ عماد بألم وحزن وقلبه يدق بعنف مدافعاً عن حب عمره التي أخذها منه الموت وحرمه منها قبل زفافهم بإسبوعين ليردف بدموع ونبرة صوت متشحرجه : 


- طيب وأنتوا ليه مش مقدرين إحساسي ليه مش حاسين بوجعي عليها أنا مش عارف اعيش من غيرها إزاي جاي ليكم قلب تطلبوا مني أعيش مع غيرها، ده أنا لحد دلوقتي دبلتها في أيدي ومش قادر أقلعها إزاي عايزيني أنساها وأكمل مع غيرها محدش حاسس بيا فراقها دمرني وكسر قلبي 


تنهد نبيل بحزن عميق وكرفت دمعه حزينه من عينيه قبل أن يجيبه بوهن وألم يوازي ألمه لفراق فلذة كبده وحياة قلبه معا :


- محدش هيحس بيك قدي يابني ويمكن أنا وجعي أكبر منك اللي كسرت قلبك هي نفسها اللي كسرت ضهري لما راحت في عز شبابها وفارقتني أنت راحت منك واحده أنا راحوا مني اتنين وربنا بيحبني عشان حفظ ليا واحده كان ممكن وقتها تروح هي كمان لكن من رحمة ربنا بيا حفظهالي عشان تكون هي سندي وسبب عايش ليه لو أنت موجوع عليها فأنا موجوع أكتر بنتي ومراتي في نفس اللحظه مكنتش عارف أزعل على مين فيهم ومن كتر حيرتي ووجعي لقيت نفسي بفرح عشان ملك لسه بخير ولسه عايشه وزي ما أنا قدرت أتغلب على وجعي وأعيش أنت كمان هتتغلب على وجعك وتعيش فاهم يا عماد لازم تحارب وجعك وتفوق لحياتك 


عماد بألم لهذه الذكره وما مر به في وقتها كان يمر أمام عيناه كأنه حاضر وليس ماضي تنهد بتعب ورأسه يكاد ينفجر من فرط ما يمر به من عواقب وضغوط نفسيه هائله، رفع رأسه بإبتسامه باهته لهذا الأب الحنون كيف يلومه ويتهمه بعدم شعوره بألمه فهو نعم من يشعر به إذا كان هو خسر خطيبته وحبيبة عمره، فهو أب خسر أبنته وزوج خسر زوجته وكاد أن يفقد أبنته الاخيره ولكن رحمة الله واسعه لتحيا لكي تنير حياته دعى الله أن يلهمه الصواب ويعطيه سببا ليتمسك بالحياه ويحيى لأجله مثلما فعل مع قائده


❈-❈-❈


في الشركه كان يجلس بوقار امام مجموعه من اكفأ المهندسين العاملين في شركته الخاصه يناقش معهم مشروع القريه السياحيه كان يقرأ الملاحظات المدونه أمامه ضاق ذرعه من كم الاخطاء الموجوده بها رمى بها على الطاوله بغضب :


- إيه ده يا ثروت بيه؟، إحنا لو مشغلين شوية عيال في ابتدائي على المشروع ده كان هيطلع ملاحظات أفيد من موظفك ده إيه إحنا بنلعب إهنه ولا إيه


ارتبك ثروت المدير التنفيذي واجفل من حدة صوت مديره ليلتقط الملف من أمامه متسائلاً وهو يفحصه بدقه فهو لم يراجع الأوراق قبل عرضها عليه ليدرك أنه ارتكب خطأ فادح عندما فعل ذلك :


- أزاي يا فندم بس ده من اكفأ الناس اللي شغالين معانا بكل جهدهم و..... 


ضرب بقبضة يشده على المكتب أمامه مقاطعا تبريره بحده وهو ينهض ليتقدم منه مردفا بتهكم حاد :


- واضح المجهود لدرجة أن لحد دلوجيت مش جادرين تطلعوا تصميم يرضي ربنا، أنا لو وكلت طالب من المتدربين الجداد هيعمله وهو مغمض واضح إني غيابي عن الشركه هيأثر على شغل الموظفين وبدأ يظهر التساهل 


أتجه نحو مقعده من جديد يجلس عليه ليطالع شاشة حاسوبه قليلاً ثم أغلقها بغضب واضاف بنبره رعدية اجفلت الموظف أمامه :


- الكل بكره يكون موجود في اجتماع طارئ شكلي اتساهلت معاكوا جوي ونسيتوا مين هو آدم الشهاوي راح عن بالكم إني مش هسمح بالتهريج ده اتفضلوا يلا برا


ذهب الموظفين مهرولين من أمامه ينفذون امره دون تردد منهم أما هو أراح رأسه للخلف ودون وعي منه أتت على باله وهي تقف امامه تتحداه وتواجهه بخطأه بحق أخته وأنه تمادى في عقابها زفر بغضب ينهر نفسه وتفكيره المعلق بها فهمس بحده :


- اطلعي من دماغي عاد يارب إيه البلوه ديه من كلمتين بس عششت في نفوخي بس لااه مش إبن الشهاوي اللي يجع بسهوله إكده بالذات لو كانت حرمه كيف القمر 


تعجب من ذلة لسانه فهو حتى في تعنيفه لنفسه وحثها على النسيان يقر بأنها جميله وسرقت عقله بطلتها المحتشمه البسيطة والتي قلة ما يراها أخرج هاتفه من جيب سترته ليجري مكالمه وبعد قليل من العبث به وجد ضالته ليجيبه فور اتصاله صوت مهموم حزين بغير عادته عند حديثهم :


- ايوه يا آدم عامل إيه 


رفع إحدى حاجبيه بتعجب وهو يجيبه بجدية : 


- الحمد الله زين، كيفك يا عماد 


سمع زفرته العميقة والمهمومه قبل أن يأتيه صواه الميت مجيبا بحزن :


- الحمد لله عايش 


اعتدل آدم في جلسته يسأله بجديه ولم يعجبه الحزن الذي يملأ صوته واقلقه عليه :


- مالك يا خوي صوتك حزنان، نفس الموضوع ولا فيك حاجه 


أجابه عماد بصوت مختنق بينما خارت قواه وتصدعت قشرة تحمله لتهبط دموعه بألم :


- هفرح أزاي وهما مستكترين عليا أعيش على ذكراها مستكترين عليا أخلص لحبها وأعيش معاها حتي بموتها 


تنهد آدم بحزن وهو يجيله بحنان يقوي من عزيمته على العيش والتأقلم مع الحياة بدون نصفه الآخر وحبيبة عمره التي يعلم مدى عشقه لها وكم ساءت حالته فور سماعه الخبر وكيف انهارت أعصابه أمام المشرحة وهو يطالب بإخراج حبيبته من هناك وكم كان مصر على أنها بخير ولم يحدث لها شيء وكان بجانبه ورأى كل ما مر به وسانده حتى عاد إلى حياته وعمله ولكنه لم يستطع إجباره على النسيان والتقدم في حياته العاطفيه :


- بس دارين خلاص ماتت معادتش موجوده يا خوي راحت ودي حاجه مش بأيدين الخلج أمانه وربنا استردها وأنت عايش ولازم تكمل طريجك زي ما ربنا جال وتعيش حياتك كيف الخلج مع اللي تستاهل حبك وربنا هينور دنيتك بيها وكله جدر ومكتوب هتكفر يعني 


تحدث عماد بدموع وألم يشعر وكأن العالم أجمع إجتمع عليه لينسى نبض الحياه بالنسبة له وقد ضاق ذرعاً مردفا بسأم :


- لا إله إلا الله، يا خلق الله همووت من وجعي عليها ما صدقت خطبتها ملحقتش افرح معاها واتخطفت من بين أيديا 


نهره آدم بحده يرجع له تعقله بالقسوه إن اضطره الأمر لذلك فهو لن يفهم حتى يشعر بقسوة احبائه عليه لإصلاحه :


- واااه وبعدهالك يا عماد أرجل أومال مكنتش ليك جولتلك، هي ملك للخلاق من يوم ما اتولدت أومال لو مكنتش ظابط وبتواجهه الموت كل يوم وبيعلموكم من أول يوم ليكم في الجامعه أنه كل كائن عايش على وش الأرض له وقت مش هيعيش دجيجه واحده زياده عليه أنت موحد بالله مش كده 


رد بهدوء وهو يريح دموعه بحزن : لا إله إلا الله محمد رسول الله 


أبتسم آدم يومأ برأسه بجديه وكأنه يراه متشدقا بهدوء :


- ايوه أكده ربنا يريح قلبك يا خوي 


أمن عماد على دعائه بهدوء قائلاً : آمين ياااااارب.


ليغلق آدم المكالمه معه على وعد باللقاء في الغد نظر لشاشة هاتفه فوجد عدة مكالمات من رقم خاص وبعض الرسائل الخاصه أيضاً ليفتح إحداها يقرأ ما بها بخفوت متعجرف وكان محتواحها كالآتي : 


- طيب حتى أسأل ولا عبر الكلبه اللي حابسها في بيتك بقالها شهرين مشفتش النور 


التوى جانب فمه بإبتسامه ساخره قبل أن يهمس بتهكم : 


- لاه صادجه يا روح أمـ ـك فكراني مختوم على جفايه لكن وماله طول ما الموضوع على هوايا وبإرادتي افرحيلك شوي بس دهه بردو ميمنعش أننا نعملك زياره ونتسلى حبتين 


 ❈-❈-❈

وبعد مرور أكثر من ساعه كان قد وصل إلى حي راقي ذو تصميم فاخر قاطنيه من الطبقه المخملية ليدلف بسيارته إلى مرآب إحدى العقارات شاهقة الإرتفاع وخيالة التصميم بلازا تدل على شدة ثراء ساكنيها دلف إلى المصعد يضغط على الزر محددا وجهته إلى الطابق رقم 21 حيث تقع شقته السكنيه الفخمه حيث يقضي بها بعض من أوقاته الماجنه والممتعه من وجهة نظره حيث اتخذها مقرا للممارسة أفعاله المشينة وعلاقاته النسائيه الكثيره عابث هو رغم شدته وصرامته وصل المصعد إلى الطابق المنشود ليخرج منه متجهاً نحو شقته مخرجا مفتاحه ليفتح الباب ليطالعه وجهها الجميل بملامحها الزاهله قبل أن تصرخ بسعادة وهي تنهض من مكانها وتركض إليه لتتعلق بعنقه بدلال مثير هامسه له بإشتياق : 


- واحشتني يا بيبي، واحشتني موووت 


ورغم غضبه وغليان الدم بعروقه لفعلتها وهو من حذرها بعدم الإقتراب منه إطلاقاً إلا إذا سمح لها بذلك وطلبه بنفسه إلا أنه سايرها ورفع ذراعه يضم خصرها المنحوت بدقه إليه وهو يتقدم بها مغلقاً الباب بقدمه هامساً بصوت أجش رخيم يلعب على أوتار قلبها الخائر في عشقه : 


- وأنتي كمان واحشتني جوي 


أبتعدت عنه تداعب أزرار قميصه بدلال تعاتبه بشوق وكأنها لا تعلم أنه سيقيم قيامتها إن تحدثت بذلك الأمر من جديد : 


- يسلام، أنا لو وحشتك بجد كنت هتيجي أو على الأقل تسيبني أخرج واقضي وقتي شويه بدل الزهق اللي أنا فيه 


قبض على ذراعيها يضمهم إلى جسدها بحده يزمجر أمام وجهها بغضب مكتوم وهو يرمقها بإزدراء ودونيه يحذرها : 


- سيلين، استهدي بالله وعدي يومك مش كل ما اجي هنعيد نفس الحديت، أنا حذرتك قبل سابق متتحدديش في الموضوع ده تاني خروج من اهنه مفيش وأظن كفايه عليكي حفلات وش الصبح اللي بتعمليها كل يوم والتاني وصحابك كل يوم معاكي لو كنتي فاكره إني عشان مش باجي إني معرفش إيه بيحصل في بيتي تبجي غلطانه ومتعرفيش مين هو آدم الشهاوي زين 


تأوهت بألم وترقرت عيناها بالدموع وهي تجيبه بتهكم : 


- يسلام، ولما أنت عارف كل ده ليه متخلنيش اخرج معاهم بدل ما أنا محبوسه هنا، الشله كلها بتتريق عليا عشان اللي بتعمله فيا أنت حتى مش عايزني أقولهم الحقيقه وسايبني أسمع منهم كلام زي السم عارف بيقولوا إيه عني هااا عارف ولا تحب أقولك أنا 


- اووووف منك، يابت الناس أنتي من أول يوم بينا وافقتي ورضيتي قولتلك بعدي أنا مش بتاع حب صممتي رأيك وكنتي هتموتي نفسك، قولتلك شروطي من الأول ووافقتي وقولتي حاضر، جايه دلوقتي وبتشتكي ليه 


صاح بها بغضب شديد وهو مازال غير قادر على استيعاب فكرة أنه ظل مع نفس المرأة لمدة قاربت على العام الكامل وهو ما لم يحدث من قبل ولكنه لا ينكر راحته معها لا يحبها ولكنها تعجبه ويستمتع بقربها كثيراً حتى أنها تغنيه عن باقي النساء بجمالها ودلالها الذي بات يثيره ويعجبه بشده، دفعها بخفه عندما بدأت دموعها في الظهور والهبوط على وجنتيها زفر بحنق فهو أكثر ما يكرهه في حواء هو دموعها نظر إليها عندما تحدثت بخفوت وحسره : 


- كنت فاكره إني هقدر اخليك تحبني زي ما بحبك كنت محتاجه منك أنك تحس بمشاعري، وافقت إني أكون زوجه في الظل عشان بس أكون جمبك، رضيت بشروطك عشان بحبك 


نظر إليها بصمت وضيق فهذا هو الأمر الوحيد الذي يشفع له أفعاله الماجنة الزواج فكلما اعجبته فتاه تزوجها سرا لمده قصيره ثم ينفصل عنها بعد ملله منها ولم يذكر أحدا منهن الأمر لأنه اتفاق مزدوج بينهم وكانت علاقاته جميعها داخل أسوار الطبقه الرفيعه التي لا يهم ما يحدث بها فالنساء منهم أصبحن يقبلون إقامة العلاقات حتى بدون علاقة شرعية او زواج يكفي فقط الاعجاب بالرجل أمامهن، ولكن سيلين هي المرأة الأولى التي توافق على زواجها منه عن حب واقتناع به كرجل حقيقي ليس علاقة في السرير وشرف بأنها كانت ضمن حريم آدم الشهاوي، ويبدو أن هذا ما جعلها تصمد إلى الآن وتترأس القائمه بل وتمحي كل من تحاول تدوين إسمها معها لتكون هي زوجته الوحيده من ما يقرب العام الكامل حتى وإن كانت زو جة في الظل



يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة رضوى أشرف لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة