خيوط العنكبوت رواية جديدة لفاطمة الألفي 3
قراءة رواية خيوط العنكبوت كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خيوط العنكبوت رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الألفي
رواية خيوط العنكبوت
الفصل الثالث
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي..
غادر سليم المنزل مبكرا قبل أن يستيقظ أحد ،ثم توجه إلى شركته وإجراء
عدة اتصالات ثم أغلق الهاتف وتوجه إلى مكتب سراج ينتظره ريثما يأتي.
مر عليه الوقت كالدهر هو ينتظر صديقه
عندما دلف سراج مكتبه تفاجئ بوجود سليم؛هتف مندهشا:
- سليم أنت من بدري هنا ولا ايه ؟
- ايوه اقعد يا سراج
نظر له بقلق :
- خير في حاجه حصلت ؟
تنهد بضيق ثم قال:
- مافيش بس هيحصل
هتف بعدم فهم:
- هو ايه بالظبط اللي هيحصل مش فاهم؟
- اقعد كده وصحصحلي كويس
جلس أمامه ينتظر حديثه باهتمام ، هتف سليم قائلا:
- شاكر البدرواي عاوزه يخسر اسهمه في البورصة، والصفقة إللي كان هياخدها ، ترسي على اي حد تاني غيره
- ليه القلبه دي؟ أسر يزعل كده ده ابو نسب
هتف بغضب تملكه:
- أنا عاوز اكسره يا سراج ، أنا أخويا بيتلعب بيه من مراته ، وأنا مستحمل وجودها بالعافيه عشان خاطر أسر ، لكن مش عارف هفضل ماسك أعصابي لحد امته
- طيب أهدى تمام وأنا هنفذ كل حاجة
-عاوز شاكر البدرواي يعرف أن ورا إللي حصله ، ولم يجي الشركة يقابلني
عاوزك تقابله أنت وتقوله ماتعرفش ده حصل إزاي وليه؟ عاوز اسويه الاول
على نار هادية قبل ما اقابله، عشان يظبط حفيدته ويعرفها هي متجوزه
مين ويقدر يعمل ايه
- اعتبره حصل يا بوص، بس قولي أسر هيسافر ولا السفرية التغت
- مش عارف لسه، بس حاول تخلص المطلوب منك بسرعة عشان ممكن تسافر أنت مع أسر
هتف بدهشة:
- أنا ومراته طيب
- لو مراته ماسفرتش أنت لازم تكون موجود معاه؛ وهناك يتعرض
على دكتور هناك ويحدد له العلاج وهترجعو أن شاء الله ، يعني بقولك تعمل
حسابك وأنا هعرف بالليل أسر ناوي على ايه تمام
- تمام
- اه عملت ايه في الانترفيو؟ في شباب يستحق الفرصة
أرسل إليه غمزة ماكره وقال :
- إلا فيه طبعا
أبتسم بخفة:
- اوع تكون ناوي تعين البنات بس أنا عارفك
- لا عيب عليك ، بس في بنوته كيوته كده ، بسكوتايه مقرمشه
لوي ثغره بضجر:
- اه طبعا عارف زؤقك المنحدر
- لا بجد والله البنت دي غير؛ جد كده وغير استايلي خالص بس بجد
تستحق الشغل هنا ، بس في مشكله متخرجه من حاسبات ومعلومات ولم
دردشت معاها عرفت انها نفسها تشتغل في مجالها لأنها بتعشق الكمبيوتر
- بجد وهي عندها خبره بقا
- لا حديثه التخرج يا باشا بس تقديرها امتياز طول سنين الدراسه شكلها مجتهد كده في نفسها
- يبق هتكون معانا ، عشان انا محتاج حد في التخصص ده ضروري وجت في وقتها
- تمام هدي مها خبر تتواصل معاها وتيجي تستلم شغلها ، بس تحب تستلم امته؟
- من بكره مش بتقول مجتهده وجاده ، انا عايز حد كده
- لا يا عم بكره ايه ، انا بقول بعد اسبوع عشان نكون عينه اللي اتوافق عليها في وقت واحد
- مافيش مشكله ، هسيبك بقا تشوف شغلك وانا ورايا معاد بره الشركه هخلصه وراجعلك سلام
- سلام
غادر سليم مكتب سراج ثم غادر الشركه بأكملها واستقل سيارته ، أملي
السائق العنوان الذي سيتوجه إليه .
❈-❈-❈
هتف سراج مناديا لسكرتيرته مها وعندما دلفت لداخل مكتبه، أخبرها بموافقة سليم علي تعين حياة بالشركة
- مها خرجي السي في بتاع حياة على جنب؛ عشان دي أول واحدة اتوافق على تعينها وهتكون معانا في الشركة
ابتسمت مها وقالت:
- بجد يا افندم! الحقيقه هي فعلا تستحق والله الفرصة دي ، أنا هتصل بيها حالا وافرحها
-لا نستنى لم الاسبوع يخلص وتبلغي الكل
هتفت معتذرة :
- معلش يا مستر سراج، بس حياة من المنصورة واكيد لازم تعرف بدري
على الاقل عشان تظبط أمورها وكده ، ممكن اتصل ابلغها أنها مقبوله بس
هتستلم الشغل بعد اسبوع
- اعملي اللي يريحك ، بس شايفك متحمسة ليها
- فعلا أصلها عفويه وعسوله خالص
ضحك بخفه ثم هتف بجديه:
- طيب يا عسوله على مكتبك عشان ورانا شغل؛ نشوف شغلنا ولا ايه
- حاضر يا افندم بعد أذنك
بعدما غادرت مكتبه أسرعت تجلس بمقعدها خلف مكتبها ثم اخرجت هاتفها
لتبشر حياة بأنها حصلت على العمل بالشركة ويجب حضورها إلى مقر
الشركة لاستلام عملها بعد اسبوع من الآن..
لم تصدق حياة بأنها حصلت على عمل أخيراً، كانت تشعر بسعادة غامرة؛ وجلست مع شقيقتها فريدة تزف لها الخبر السعيد .
- باركيلي يا فرفورة، مها سكرتيرته مستر سراج لسه قافلة معايا وبلغتني احسن خبر ، أنا خلاص اتعينت في الشركة
ابتسمت لها بسعادة:
-الف مبروك يا قلبي، ها هنعمل ايه بقا الخطوة الجايه ايه ؟
- إقناع بابا طبعا وماما
- اشطري أنتي بس واقنعي بابا وماما هتوافق
هتفت بتردد :
- اصل اللي أنا بفكر فيه مش شغل وبس
- امال ايه كمان غير الشغل
- ماهو مش هينفع اسافر كل يوم ، بفكر في حل اخر
- ايه هو الحل ده
- اشوف مكان في مصر اسكن فيه وابقا انزل هنا إجازات
جحظت عيناه بصدمه وقالت:
- معقول يا حياه عاوزه تسبينا وتروحي تعيشي لوحدك وكمان عاوزه بابا وماما يوافقو علي قراراتك دي ، صعب جدا ، وأنا كمان مش موافقة تبعدي عننا
- ماهو يا فريدة يا حبيبتي تعب اسافر كل يوم وكمان هخلص راتبي
مواصلات ولا ايه، وانتي عارفه دي فرصتي ،وكمان انتي تخلصي
امتحانتك وتجي تقعدي معايا بقا وكمان أمل في الاجازة تكون معانا ، ها قولتي ايه ؟
- اعتبريني وافقت على اي حاجه تقوليها المهم بابا وماما دلوقتي
-فكري معايا ادخل لبابا منين
- انتي اكتر واحده فينا قريبه من بابا وعارفه أنه لا بيحب اللف والدوران ولا التحوير والكدب ، خليكي صريحه ودوغري
-خلاص بعد الغدا هقعد معاه وربنا يستر
❈-❈-❈
وقع الخبر كالصاعقة على شاكر البدرواي؛ فقد علم بخسارته أسهم البورصة كما أنه خسر الصفقه وعلم بأن وراء كل هذا سليم السعدني.
حاول أن يتصل به، اجابه سراح وأخبره بأن سليم منشغل كثيرا وليس لديه وقت للاجابه على هاتفه أو هاتف الشركة.
اشتاظ غضبه وقرر أن يذهب إلى الشركة لمقابلته فالأمر لن يستدعي اي تأخير .
وبالفعل كم خطط سليم لذلك فهو يعلم بأنه سوف يقابله وهذا سيساعده بالضغط عليه وكل ذلك بسبب حفيدته.
انتظر سليم قدوم شاكر ببرود تام ، إلى ان أتت إليه سكرتيرته هند تخبره
بأن شاكر البدرواي يريد مقابلته بامر هام
زفر انفاسه بهدوء ثم هتف قائلا:
- سبيه عندك خمس دقايق وبلغيه معايا فون مهم وبعد كده يدخل
- اصل يا فندم شكله ثاير كده ومايطمنش
- نفذي يا هند اللي بلغتك بيه
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت وهي تغادر مكتبه :
- حاضر يا افندم
انتظر علي احر من الجمر تلك المقابله وعندما اذن له بالدخول ، سار بخطوات واسعه ودلف لداخل المكتب.
هتف سليم مرحبا به:
- اهلا وسهلا حضرتك نورت الشركة
اجابه بضيق:
- لا أهلا ولا سهلا يا سليم ، ممكن اعرف اللي حصل ده حصل ليه وازاي
أشار له بالجلوس:
- اتفضل حضرتك استريح الاول ، تحب تشرب ايه؟
- انا مش جاي هنا عشان اشرب واتعامل المعامله دي ، انت نسيت اللي بنا ولا ايه؟
- لا مانستش بس واضح أن حفيدة سعادتك اللي ناسيه هي متجوزه مين
هتف بغضب:
- مالها نور ومال شغلنا
- اولا أسر السعدني مش شويا في البلد وحضرتك عارف مناسب مين؟ ونور
كانت على علم بتعب أسر قبل الجواز هو ماخدعهاش وهي وافقت وقبلت
بيه وحصل بينا اتفاقاتك كتير على تعاقدات وصفقات وإسم شركات
السعدني بس دخلك مكسب ماتحلمش بيه ، لكن نور تيجي دلوقتي تقضي
على اخويا هنسفها من على وش الأرض
- ماتتعدل في كلامك يا سليم، نور دي حفيدتي إزاي يعني تنسفها وعاوز افهم الموضوع ايه بالظبط؟
-تمام هعرفك الموضوع ايه؛ نور هانم نسيت أن اللي رجع أسم البداروي في
السوق هو أنا، ويظهر أن حضرتك كمان نسيت ، وانا بفكرك دلوقتي يا شاكر
باشا ، لو نور ما اتعدلتش مع أسر وقبلت تسافر معاه ويتعالج ، اوعدك أن
اسهمك خلال ساعتين هتتضاعف لكن لو رفضت يبقي للاسف هتعلن
افلاسك الساعات القادمة
ابتلع ريقه بتوتر ثم نهض عن مقعده وقال:
- انا رايح الفيلا دلوقتي اتكلم مع نور وافهم منها ايه الحكايه
- وتقنعها تكمل في جوازها مع أسر ده لمصلحتها ومصلحة حضرتك
طول ما أسر متمسك بيها ومحتاجلها أسم البدراوي هيسمع لعشر سنين قدام
، لكن يوم ماتتعوج عليه وترفضه مش حابب اقولك هيحصل ايه، لان انا
رجل أفعال وليس أقوال.
غادر شاكر الشركة بغضب ثم استقل سيارته وأخبر السائق الخاص به أن يقله إلى ڤيلا السعدني.
جلس بحديقة الڤيلا يتطلع لحفيدته بنفاذ صبر.
صرخ بها منفعلا:
-بقالي ساعه قاعد معاكي ومش فاهم منك اي حاجه، قوليلي يا نور يا
حبيبتي حصل ايه بينك وبين أسر
زفرت بضيق وقالت:
- يا جدو أنا حاسه إن متجوزة سليم مش أسر ، سليم متحكم في كل حاجه
حتي النفس اللي بنتنفسه سليم مسؤول عنه ، مقرر عننا نسافر نيويورك
قال ايه هديه عيد جوازنا وفي الحقيقه عاوز أسر يتابع مع دكتور هناك
تنهد شاكر بضيق ثم قال:
- يا قلب جدو ، سليم هو أساس امبراطورية السعدني، حتى وهو قعيد على
كرسي متحرك بيحرك كل اللي حواليه زي العرايس وخيوط اللعبه في ايده
هو ، وسليم روح قلبه أسر ، ويهمه سعادة اخوه؛ بعدين أسر بيحبك ، فيها ايه لما تسافرو تتفسحو ويعرض نفسه علي دكتور هناك ايه مشكلتك أن
جوزك يتعالج ، وياريت بقا لو حصل وجبتي اول حفيد للسعدني ، هتكوني
انتي ملكة القصر هنا ، ماحدش هيقدر يستغني عنك ولا عن ابنك صدقيني ،
خديجه هانم نفسها العيله تكبر ومش هتكبر غير بعيالك من أسر .
- انا حياتي معاه كانت غلط من الاول ، إزاي حضرتك بتطلب مني أكمل على
الوضع ده وكمان احمل واخلف اطفال من أسر وهو عنده صرع واكيد
هيورثه للاطفال؛ أنا لا يمكن أقبل بالمهزله دي .
- اسمعي يا نور انتي عارفه غلاوتك عندي ، بس مش هقبل أنك تبوظي كل
اللي خططت ليه مفهوم ، ومش هوافقك على الطلاق، مافيش في قانون
عيلتنا حاجه اسمها طلاق وهتسافري مع جوزك ، وياريت تفوقي لعقلك بقا
وتبطلي طيش وتهور
نهض عن مقعده وغادر الفيلا بغضب بعد أن استمع لحديث حفيدته ، فمصير
عائلته مترتب علي قرار تلك الطائشه واذا حدث ذلك سليم لم يرحمه
❈-❈-❈
أما عن حياة فبعد تناول طعام الغداء مع عائلتها ، قررت أن تتحدث مع والدها.
توجهت إلة المطبخ لكي تعد كوبان من الشاي، فوالدها يحتسي الشاي بعد
الطعام ، وبعد ذلك وضعت الصينيه على المنضدة الصغيرة الموجودة في
الشرفه الملحقه بغرفة الصالون؛ ثم بحثت عن والدها وجدته يرتدي نظارته
الطبيه ويقرا كتاب ما، أقتربت منه قائلا:
- روقه حبيبي عملت كوبيتان شاي ومنتظرين حضرتك في الڤراندة الجو دلوقتي جميل ومحتاجه اتكلم معاك في موضوع مهم
نزع نظارته واغلق الكتاب ووضعها اعلاه ثم نهض معها وهي تتبطء ذراعه.
بعد ذلك جلسوا سويا بالشرفة
هتفت حياه بتوتر:
- سيادة المدير عامل ايه في المدرسه
ابتسم والدها ثم ارتشف من كوب الشاي ونظر لابنته قائلا:
- اكيد حبيبه ابوها مش مقعداني القعدة دي عشان تسألني عامل ايه في المدرسه ، ها ادخلي في الموضوع المهم اللي انتي قولتي عليه ، خير
زفرت أنفاسها بهدوء ثم قالت بتشجيع:
- طبعا روقه حبيبي عارف بنته كويس
- وحافظها اكتر من نفسها
- حيث كده بقا ، اكيد حضرتك هتفهمني
- اسمع الاول اللي عندك
- أنا حلم حياتي بعد التخرج اشتغل وأثبت نفسي في حاجه أنا بحبها
ومتمسكه بيها، ودورت هنا كتير على فرصة شغل تساعدني على بداية
تحقيق حلمي لكن مافيش؛ بصراحة فكرت في اشوف مكان تاني غير هنا
وماكنش قدامي غير القاهره ، وفعلا القاهرة مليانه فرص وفي شركه كبيرة
اسمها السعدني جروب ، نزلت إعلان وطالبه خارجين الجامعات وفي كافه
المجالات والشركة دي كل سنه بتدي فرصة للشباب اللي زي حالاتي كده
وبتساعد في القضاء على البطالة، لاقيتها فرصة وعملت فعلا الانترفيو
امبارح وانهاردة اتقبلت إزاي مااعرفش؛ كأنها إشارة من عند ربنا أن ماشيه
صح، بس هستلم الشغل الاسبوع الجاي وأنا محتاجه اعرف رأي حضرتك
في كل اللي سمعته
نظر لها بصدمة وشعر بالحزن :
- يعني أنتي فكرتي وخططتي وقررتي كمان وعملتي مقابلة شغل في
القاهرة من غير علمي ودلوقتي عاوزة تسمعي مني ايه يا حياة؟
- بابا حبيبي أنا مااقدرش على زعلك، أنا بجد قولت أعمل المقابلة ولو ليه
نصيب اتعين وقتها هبلغ حضرتك وأكيد أنا مش هعمل حاجة من غير
موافقتك؛ بابا أنا أسفه أن خبيت عليك بس حضرتك بتثق فيه وفي قرارتي
ولا لأ، أرجوك يا بابا دي أول خطوة في تحقيق حلمي، والفرصة دي صعب
تتعوض تاني ، خليك واقف جنبي يا روقه وادعمني بقا
تنهد بضيق ثم قال:
-رغم زعلي منك أنك اتصرفتي من ورايا ، بس ده خوف عليكي مش قلة ثقه
ولا حاجه ، لكن سعيد أنك اتقبلتي في شركة مهمه زي دي ، ومبسوط أكتر
عشان شايفك متحمسه ومبسوطه للخطوة اللي انتي اقدمتي عليها ، بس
أنتي ناويه على أيه، هتقدري على السفر يوميا ٦ ساعات مواصلات ٣ ساعات
وأنتي رايحه وزيهم وانتي راجعه ، وهتقضي باقي اليوم في الشغل وحسب
مواعيد عملك يعني هيكون في سفر بالليل وده مرفوض مش عشان حاجه
غير انك بنتي وأنا بخاف عليكي، فكرتي لحل في المشكله دي يا بشمهندسة؟
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت :
- نفكر مع بعض بصوت عالٍ
زفر بضيق ثم قال بتفكير :
- بصي سبيني ادرس الموضوع كويس وهرد عليكي وهنوضع كذا حل وأن شاء الله خير وربنا ييسرلك الخير يا رب
نهضت ترتمي باحضانه ليطبع هو قـبله حانيه أعلى راسها
- ربنا يخليكم ليا واقدر اسعدكم واوصلكم لبر الأمان يارب
- ربنا يخليك لينا يا روقه ولا يحرمنا منك يا أعظم أب في تاريخ البشرية
دلفت دلال الشرفة وعندما وجدتهم بذلك الوضع هتفت بمشاكسه:
- هو اعظم أب وأنا ايه هوا
ابتعدت عن أحضان والدها ثم اقتربت من والدتها ، عانقتها بقوه ثم طبعت قُـبلة أعلى وجنتها وقالت:
- أعظم واحن وأجمل أم في الدنيا
ثم ارسلت لوالدها غمزة بعينيها اليسرى:
- أطير أنا بقا وحضرتك تنقل الخبر لست الحبايب بهدوء
ركضت إلى حيث غرفتها وظلت تدعو الله أن يتاخذ والدها القرار الصائب
أما عن دلال جلست أمام فاروق وهي تتسأل بقلق:
- خير يا فاروق؟ حياة مالها بتتكلم بالالغاز كده
- والله يا ام حياة مش عارف إذا كان خير لبنتك ولا شر
قص عليها كل ما قالته حياة، لم تتوقع والدتها حدوث كل هذا، شلت الصدمه حواسها .
- ايه رأيك يا ام حياة ؟
فاقت من صدمتها على كلمات زوجها ، هتفت بغضب:
- يعني ايه تتصرف كده من ورانا هي دي أخرة ثقتنا فيها يا فاروق ، أنت
كمان موافقها على الجنان ده يعني ايه عاوزه تشتغل في مصر ، أنا قولتلها
البنت مسيرها للجواز بلا شغل بلا كلام فارغ
- اولا عايزك تهدي أعصابك عشان نعرف نتناقش بهدوء؛ ثانيا بقا بنتي مش
صغيرة وهي عارفه تقرر هتعمل ايه في حياتها ، وثالثا أنا مخلف بنات اه
بس عندي كل بنت بميت راجل وليهم حرية التصرف واتخاذ القرار اللي
يخص حياتهم ومستقبلهم وثقتي في بناتي عمرها ما قلت أما بقا رابعا وده
الاهم ، أنا مش بعلمهم عشان اخرهم يتحبسو في البيت لا الشغل عيب ولا
حرام للبنت بالعكس ده بيعمل للبنت شخصيه قويه مش تكون ضعيفه
ومستسلمه وخلاص البنت ليها رأي ورأي مهم كمان ، مش ربيت بناتي
علي الضعف وعشان كده انا مع حياه هشجعها لم تحقق هدفها اللي هي بتحارب عشانه
هتفت بحزن:
- هتقدر بنتك الكبيرة تبعد عنك؟ هتتحمل تكون أنت في بلد وهي في بلد
ماهو أكيد مش هتقضي حياتها رايح جاي على الشغل ، اكيد هتحتاح تسكن
هناك جنب شغلها وماتنساش انها بنت يا فاروق وماينفعش تعيش هناك لوحدها
أجابها بهدوء:
- ومين قالك بس أن هقبل بنتي تبعد عني وكمان تعيش لوحدها ، أنا بحاول
افكر في كل الابعاد وعشان كده يهمني مصلحة بناتي ، مش هتسرع في
اتخاذ القرار دلوقتي محتاج افكر بهدوء ايه ممكن نعمله ومايعرضش
مصلحه حياة
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي من رواية خيوط العنكبوت، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية