خيوط العنكبوت رواية جديدة لفاطمة الألفي 5
قراءة رواية خيوط العنكبوت كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خيوط العنكبوت رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الألفي
رواية خيوط العنكبوت
الفصل الخامس
❈-❈-❈
الساعة الرابعة عصر اليوم التالي.
داخل المطار كان يودع شقيقه وصديقه بالعناق الحار ، وعندما أعلنت الخطوط الجوية عن اقلاع الطائرة المواجهة
إلى مدينة نيويورك ؛ سحب سراج الحقائب وسار أسر بجانبه ثم لوح بكفه
مودعا شقيقه.
بعد أن أطمئن لاقلاع الطائرة غادر أرض المطار يستقل سيارته، ثم أمر
السائق بالتوجه إلى مكان ما.
❈-❈-❈
أما عن حياة فبعد صلاة الجمعة جلس فاروق برفقة بناته وهو يتسامر بعض
أطراف الحديث؛ ثم غادرت أمل المنزل لكي تذهب إلى درسها ودلفت فريدة
غرفتها لتذاكر دروسها فامتحانتها بعد يومين، أما حياة فظلت جالسة بجانب والدها.
قالت بصوت مرح:
- مابقاش فاضل غيري يا روقه
- ربنا ما يحرمني منكم يا رب
ثم صمت قليلًا وهتف بصوته حاني:
- في حاجه حصلت امبارح وانا عند عمك شريف ولازم أخد رأيك فيها
هتفت بقلق بالغ تخشى أن يخبرها برفض عملها:
-خير يا بابا؟
أبتسم لها بحب وقال:
-أن شاء الله كل خير، الحكاية ومافيها أن لسه واخد بالي بنوتي البكرية كبرت وبقت عروسة
ضيقت جبينها بغرابة وهمست قائلة:
-عروسة..!
استرسل والدها حديثه قائلا:
- وأحلى العرايس كمان؛ طارق إبن عمك طالب إيدك للجواز
جحظت عيناها بصدمة وقالت وهي تشير إلى نفسها:
- طارق طالب أيدي أنا
ضحك فاروق بمرح وقال:
-امال أيدي أنا هههه، مالك يا بنتي مصدومة كده ليه ؟
- أصل طارق يا بابا بعتبره أخويا الكبير ومستغربة طلبه ده بصراحة
- بصي يا حبيبة ابوكي؛ أنا بقول ماتتسرعيش في قرارك، فكري كويس أوي قبل ما تاخدي أي قرار، طارق شاب ناجح وكمان مستعد ينقل شغله القاهرة وتأسسُ حياتكم هناك وتبدءُ مع بعض خطوة خطوة
- بس أنا فعلا مش قادرة أشوف طارق غير أخويا يا بابا؛ صعب جداً طلبه ده
- طيب تقعدي معاه تسمعيه يمكن تغيري رأيك، كمان ده إرتباط وجواز يعني لازم تاخدي وقتك وكمان تستخيري ربنا مش ترفضي وخلاص
تنهدت بهدوء ثم قالت:
- حاضر يا بابا هقعد معاه وهاخد وقتي في التفكير بس خلينا في موضوع شغلي الأول، حضرتك وصلت لقرار؟
- في دماغي كام حاجة كده
قاطعته بحماس:
- طيب ما تعرفني يا روقه نفكر مع بعض
ربت على كتفها ونظر لها بحنان ثم قال:
- عاوزك تطمني طول ما أنا على وش الدنيا هعمل إللي في مصلحتك واللي
يسعدك أنتي وأخواتك؛ لو حصلت هسيب شغلي وحياتي هنا وننقل القاهرة
عشان مستقبلك ومستقبل أخواتك ولازم تعرفي أن لا يمكن هفرض عليكي رأي ولا اغصبك على حاجة أنتي مش عايزاها
ض.متهُ بقوة وقالت:
- ربنا يخليك لينا يا أعظم وأحن وأجمل أب في الدنيا؛ بس لازم كمان
حضرتك تعرف أنا لا يمكن أفضل مصلحتي وسعادتي على حساب حضرتك
أو على حساب حد من أخواتي، ثم إبتعدت عنه ونظرت له برجاء:
- ايه رأي حضرتك أروح أنا الأول القاهرة وأشوف الدنيا عاملة إزاي هناك
وهكمل فيها ولا لأ؟
ثم أردفت قائلة:
- يعني بلاش نجازف بكل حاجة هنا تخصنا هنا بردو
أهلنا وناسنا وشغل حضرتك ودراسة أخواتي وبيتنا الجميل وكل ذكرى حلوة
لينا هنا بلاش نضحي بكل ده فجأة
تنهد بحيرة وقال:
- أن شاء الله مش هنعمل خطوة واحدة بدون اقتناع؛ بس أنا خايف اسيبك تعيشي لوحدك هناك، صعب عليَّ تبعدي عننا وكمان قلبي هيكون مش مطمن عليكي وقلقان طول الوقت
أتت والدتها وهتفت قائلة:
- طيب أيه رأيك يا فاروق حياة تجرب هناك الأول وتقعد عند عمتي" سناء"
لو كملت في الشغل وارتاحت هناك؛ أحنا نظبط حياتنا الأول وبعدين نحصلها.
نهضت تقبل والدتها وهي تهتف بفرحة:
- الله على أفكارك الجامدة يا دودو
ضمة ابنتها لص.درها بقوة وقالت:
- رغم أن غيابك وبعدك عني هيقطع بيه، بس أنا مع ابوكي كل اللي يهمنا سعادتك أنتي وأخواتك
هتف فاروق قائلا:
- بس ده مايمنعش أنك تفكري في الإرتباط من طارق
لوت والدتها ثغرها وقالت بضيق:
- طارق شاب كويس بس عيبه الوحيد أن إبن "فردوس"
- وبعدين يا أم حياة عيب الكلام ده، طارق ابن شريف الألفي
- معلش مش قصدي يا ابو حياة، أنا قصدي أن فردوس مُتحكمة أوي في
ولادها ودول كمان رجاله مش بنات؛ ولا ناسي إللي عملته في
خطيبة محمد وأهلها، دي فكرشت الجوازة بسبب العفش إللي قالت عليه
رخيص ومش من مقامهم، لا أنا أتمنى أجوز بنتي لراجل بجد الكلمة تكون كلمته مش كلمة حد من أهله؛ أنا والله بعز طارق وكأنه إبني بس والدته صعبة أوي وأنا يهمني فرحة بنتي وسعادتها، ومدام مستقبلها في الشغل
والاعتماد على نفسها؛ فأنا لا يمكن أقف ضد مصلحتها.
هتفت حياة لتنهي ذلك النقاش ونظرت إلى والدها لكي تنفذ أوامره:
- هقعد مع طارق زي ما بابا اقترح، عشان مش اظلمه برفضي هسمع منه
الأول وبعدين أقرر
هتف والدها بأرتياح:
- عين العقل يا بنتي
❈-❈-❈
دلف سليم في ذلك الوقت إلى المشفى الذي أراد أستراد الأجهزة الطبية
الخاصة به، فهو شريك بذلك المشفى وله حق الادارة لأنه يمتلك أسهم ضعف شريكه الآخر.
دلف لمكتب المدير، وقف الأخير مرحبا به:
- أهلا يا باشا، حضرتك شرفتنا
نظر له بحدة ثم قال:
- ممكن أفهم ليه الشحنة متأخرة
ابتلع ريقه بتوتر وقال:
- حضرتك عارف إن العين علينا كتير وأنا فكرت أنها تتأجل شويا
صرخ منفعلا:
- فكرت.. أنت ما تفكرش خالص يا فؤاد؛ أنا إللي أقول الشغل يمشي إزاي
وأمته يتأجل، أول وآخر مرة تتصرف من دماغك بدون ما ترجعلي، ده مجرد تحذير يا فؤاد، لكن المره الجايه هتكون بره المستشفى مفهوم
هز رأسه بتوتر وقال بلجلجة:
- مفهوم طبعا يا باشا وأوعد حضرتك مش هتتكرر تاني.
ظل سليم قرابة الساعتين ثم غادرها بهدوء، أستقل سيارته
وقادها السائق متوجها إلى فيلته..
❈-❈-❈
داخل فيلا "شاكر البدراوي"
كانت تجلس بالحديقة بجانب حوض الأزهار التي تفضلها، اقطتف وردة
حمراء وقربتها من أنفها تشتم رائحتها العطرة، ثم أغمضت عيناها تتذكر
أول شخص أهداها وردة بيضاء ووضعها بين خصلاتها البنية؛ شردت بخيالها
لذلك الموقف التي تتمنى حدوثه الآن
كانت بمدينة روما الساحرة وقابلة ذلك القبطان ثانياً وهو يتفتل بحديقة ما
كان يتحدث بالهاتف بأنفعال، إنتابها الفضول لتطلع لذلك الصوت الرخيم الذي يتحدث باللهجة المصرية، شهقت بصدمة عندما علمت بأنه نفسه القبطان الذي التقت به على متن المركب.
تطلع هو الآخر لها عندما رأها تختلس النظر إليه، أبتسمت له برقة فبادلها
الإبتسامة وأغلق الهاتف ثم تقدم إليها بخطوات واثقة واقطتف وردة بيضاء
من بين الورود ثم أهداها إياها وقال:
- ايه الصدف الجميلة دي؟ معقول نتقابل مرتين في نفس اليوم
هزت كتفها بدهشة وقالت :
- رُب صدفةُ خير من ألف ميعاد
- اتفضلي الوردة دي عشانك
قالت بفرحة:
- ميرسي لذؤقك، ثم اردفت قائلة :
- ممكن اعزمك على استربسو
هز رأسه نافيا فتقلصت ملامح وجهها للعبوث
أكمل هو حديثه قائلا:
- ممكن أنا اللي اعزمك على العشاء الأول، أنا أعرف مكان هادي قريب من هنا وبحب اروحه دايما ها ايه رأيك ؟
أبتسمت برقة وقالت: موافقة
ومنذ ذلك اليوم بَدت بينهم مقابلات عدة ونشبت بينهما صداقة ثم أعجاب وهي أول من صرحت بإعجابها
كانت تتذكر اللحظات التي قضتها برفقته وهي مبتسمة فتلك الذكريات الجميلة لا تغادر خيالها لحظة.
الحب الأول لن يُنسى، هو أول من اخترق جدارن قلبها وغمرتها السعادة بقربه، بعدما كانت انطوائية ولم تختلط بالفتيات التي
بعمرهابسبب دراستها بالخارج لم تكن لديها تجارب سابقة، لذلك أُعجبت
بسليم ولم تتردد في الإفصاح عن مشاعرها بعدما شعرت باهتمامه بها، ولكن
اختفى فجأة من حياتها كما دخلها فجأة ، ولكن ترك خلفه جرح غائر بقلبها ،
عادت كما كانت وحيدة ، أكملت دراستها باداره الأعمال من أجل أن تساعد
جدها بشركته، فبعد وفاة والدها جدها هو الذي تولى أمرها ولكن أنشغل
عنها بسبب شركته التي كانت على وشك الإفلاس إلى أن ظهر أسر بحياتها ،
رأت به حبيبها الذي فقدته فقد كان شديد الملامح بذلك القبطان التي
التقت به صدفة وقلب حياتها رأسا على عقب، ولم تكن تعلم بأنه شقيقه،
وعندما صارحها بأنه يُحبها ويريد الزواج منها، قبلت على الفور دون تردد
كما أقنعها جدها بأنه شاب لا يعوض وسوف ينقل شركتها لمكان آخر بعد
هذا النسب ، بنيت حياتهم على زواج المصلحه فقط، وانهارت حصونها
بعدما دلفت لداخل عائلته وتعرفت على أفرادها، صُعقت بعدما علمت
بأن سليم الذي أحبته شقيق لأسر الذي قبلت الزواج منه.
فاقت من شرودها علي صوت جدها الذي يهتف مناديا إليها
وقف شاكر خلفها ينادي بأعلى طبقات صوته، جعلها تنتفض من مكانها
تسمرت مكانها عندما وجدته يقترب منها وملامحه غاضبة، انزوت على نفسها تخشى بطشه
- انتي هنا بتعملي ايه؟ مكانك دلوقتي مع جوزك
ارتجفت أوصالها وخرج صوتها مبحوح :
- أسر إللي طلب مني أكون هنا وهو سافر مع سراج
أمسكها من كتفيها بعنف وقال بصوته الغليظ:
- تهورك ده هيضعنا كلنا
انسابت دموعها وقالت :
- حضرتك ليه عاوز ترخصني بالشكل ده ، أنا مش سلعة عاوز تبعها للي يدفع
أكتر وينقذ شركة حضرتك من الإفلاس ، أنا فين من حسابات حضرتك؟
من يوم ما دخل أسر حياتي وحضرتك بقيت قاسي عليا أوي ، مابقتش أشوف الحنيه ولا الحضن الدافئ إللي برمي نفسي فيه واشكيلو اللي أنا حاسه بيه
وواجع قلبي ، حضرتك نسيت إني حفيدتك الوحيدة وماليش غيرك ، بقيت
تقسى عليا عشان خاطر الفلوس، أنا تعبت من كتر الضغط اللي بمر بيه،
ليه ماحدش حاسس بيه؟ ليه كل واحد شايف حياته براحته إلا أنا
ماما بعد بابا اتجوزت وسافرت وعايشه حياتها وحضرتك عايش حياتك على
حساب سعادتي أنا
اسكتها بصفعة قوية هوت على وجنتها جعلتها ترتد للخلف ليس من أثر
الصفعة فقط ولكن من صدمتها التي لم تتوقعها؛ جدها الحاني يتعامل معها بكل قسوة وتجبر لم تعتاده من قبل
نظر ليده بإنكسار فتلك المرة الأولى التي يرفع يده عليها ويصفعها ، هذة
اليد كانت تحاوطها بحنانه وتضمها لص.دره لا بضربها
هم بالاقتراب منها يريد الاعتذار ولكن سبقته هي وغادرت الحديقة ركضا إلى غرفتها .
زفر شاكر بضيق وهوى ج..سده بالمقعد وضرب يده أعلى الطاولة بقوة وهو يهتف قائلا بغيظ:
- ملعون ابو الفلوس إللي هتخسرني حفيدتي.
نهض من مكانه وسار بخطوات واسعة يلحق بها يريد أن يعتذر عن ما بدر
منه وسيترك لها حرية القرار ، هي لم تعد طفلة فسيتركها تفعل ما يحلو لها
ولن يتدخل بحياتها الخاصة ولن يرغمها على إكمال زيجتها من أسر خوفا
من خسارته لشركته، هو وحدة المسئول عن نجاح أو فشل شركته
ولن تدفع حفيدته ثمن إفلاس شركته..
❈-❈-❈
أما عن الوضع بالمنصورة
هاتف فاروق طارق أبن شقيقه وأخبره بما قالته حياة، فطلب من عمه التحدث معها وأخبره الاخيرة بموافقتها، وقرر أن يلتقي بها في منزلهم مساء غد ، ثم أغلق الهاتف ونظر الي إبنته التي كانت تقف جواره وهو يتحدث.
- بجد كنت محرج منه
ضحكت حياة على رقة قلب والدها وقالت:
- جمد قلبك يا روقه ، يعني اتجوزه عشان خاطر حضرتك محرج تقوله لا الجواز قسمة ونصيب مثلا او تقوله حياة شيفاك اخوها الكبير
قرص أذنها وقال:
- لا يا لمضه أنا محرج منه عشان شايفه بيحبك ومهما أقول متمسك بيكي
وكمان ابن أخويا يعني غلاوته زي غلاوتكم عندي، وماحبش اجرح قلبه ولا أقبل أن قلبه يتجرح بسبب بنتي ، كمان الرفض ده ممكن يعمل مشاكل مع اخويا، بس أنا يهمني في الأول والأخير سعادتك والجواز مش بالغصب
لازم يكون بالتراضي.
نظرت له بفخر وقالت بمرح:
- صرف النظر عن وداني اللي وجعتني ههه بس أنا فخورة جدا إني عندي أب زي حضرتك قادر يفهمني وكل إللي بيفكر فيه وشغال باله سعادتي أنا واخواتي
- أنا ما املكش من الدنيا غير بناتي وارمي نفسي في النار عشانهم
احتض_..نته بقوة وقالت:
- بعد الشر عنك يا أحن أب في الدنيا ،كلنا فداك يا روقه.
تنهدت دلال وقالت :
- لسه قافلة مع عمتي
نظر لها كل من فاروق وحياة باهتمام ثم هتفت حياة قائلة بحماس:
- ها وبعدين يا دودو؟
- طبعا عرفتها أن حياة جيالها فرصة شغل هناك وكده وفي آخر الكلام عرفت منها أن إبن بنتها إللي كان في دبي مع أهله، رجع من خمس سنين وعايش معاها وبيهتم بيها
تسأل فاروق قائلا:
- يعني بنتها نزلت وعايشين معاها
- لا ابنها بس ، بنتها لسه هناك مع جوزها وبتنزل إجازات كل فين وفين زي
ما بتقول ، وأنا بقا قبل ما اطلب منها حاجو تراجعت لأن مايفنعش حياة
تسكن هناك وخصوصا في شاب وعاذب كمان هيكون معاها في نفس البيت
زفرت بضيق وقالت بحزن:
-ده ايه الحظ ده بس يا ربي
ربتت على كتف ابنتها وقالت:
- أن شاء الله هنلاقي حل؛ ثم أردفت قائلة وهي تنظر لزوجها :
- عمتي ألحت عليه نزورها وأحنا بنوصل حياة وقالت لازم أشوفها وانها
هتخلي بالها من حياة ، وأنا بصراحة وعدتها أصلها واحشاني جدًا وبتفكرني ب بابا الله يرحمه
- الله يرحمه، مافيش مشكلة أحنا أصلا كنا هنعدي عليها عشان تتواصل مع
حياة ولو حصل حاجة لقدر الله هتكون هي أقرب ليها، على ما أشوف
هنعمل ايه؟ أنا بس مستني إخواتها تخلص امتحانات السنه وبعد كده ربنا
هيحلها من عنده باذن الله.
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي من رواية خيوط العنكبوت، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية