رواية جديدة همسات معذبة لفاطمة الزهراء - الفصل 3
رواية جديدة وحصرية على مدونة رواية وحكاية
رواية همسات معذبة
بقلم الكاتبة فاطمة الزهراء
رواية جديدة وحصرية
همسات معذبة
الفصل الثالث
إنها واحدة من أشد المراحل تعبًا،
المرحلة التي تكتشف فيها بأنك وحيد أكثر من أي وقت مضى،
وأنك بكل حزنك لاتعني للعالم شيئًا
❈-❈-❈
أثناء حدوث الحريق كانت خائفة تريد الخروج ولكن النار اشتعلت بالخارج نظرت لشقيقتها بيأس فيبدو أنها النهاية بدأ الأكسجين ينخفض من الغرفة وشعرت بالاختناق ليغمى عليها.. بعد عدة محاولات استطاعوا انقاذهم ولكن تم نقل إيلاف للمستشفى رفضت كيان تركها.. بحثت نهله عنهم فى البداية ثم علمت ما حدث وصلت الشرطة وأخبرتهم أنه سيتم نقل الجميع لملجأ أخر ولكن رفضت وبقوة
الضابط:
ــــ للأسف حضرتك معانا أمر ولازم ننفذه
نهله بتوسل :
ــــ البنات خايفين وبعدين الملجأ هنا خاص للبنات بس إزاى هيقعدوا مع أولاد فى ملجأ مشترك .. أسبوعين بس والمكان هيرجع زى الأول وأفضل ولو عليهم هاخدهم بيتى وهيكونوا تحت مسؤوليتي
تابع طارق حديثهم بهدوء يعلم مدى تعلق زوجته بهم جميعا ليجرى اتصال بوالدها فهو مدير أمن لينهي هذه الأزمه .. قام والداها بالاتصال بها لتصر على أن يظلوا معها رغم كل محاولاته لأنه يعلم ابنته جيدا ليوافق ولكن لن يظلوا معها مده طويلة .. بعد محاولات عديدة وصل للضابط أوامر بأخذ البنات لمنزلها لينقلهم لهناك بعد أن إطمأنت عليهم ذهبت للمستشفى ..
فى المستشفى أجروا لها جلسات استنشاق ليعود التنفس لها من جديد فى الخارج جلست كيان برفقة أحد العاملات فى الملجأ وتدعى مروه .. وجدوا نهله قادمة إليهم لتركض كيان بتعب إليها ضمتها بحب ومسحت دموعها تركتها مع مروه واتجهت للطبيبة لتطمئن عليها دقت الباب ودخلت
نهله :
ــــ صباح الخير أنا كنت عاوزة أطمن من حضرتك على إيلاف اللى جاية من ساعتين
الطبيبة بغضب :
ــــ المفروض الملاجئ تعامل الاطفال برحمة مش بقسوة إزاى سمحتى لهم يعاملوها كده البنت جسمها كله محروق .. كويس محر..قتوش وجهها بالمره للأسف أنا مضطرة أبلغ البوليس عن محاولة الاعتداء على طفلة وتشويهها
نهله برفض :
ــــ ياريت قبل م توجهى أى اتهام تسالى عن ملجأ ــــــــــــــ البنات كانوا وصلين حالتهم أسوأ من كده للأسف حاولت أعرف معلومات عن أهلهم لكن رفضوا يقولوا .. والا كنت بنفسى قدمت بلاغ للنيابة أنا مسؤولة عن الملجأ من حوالى ١٢ سنه تقدرى تسألى عنه
الطبيبة بصدمه :
ــــ عاوزة تفهمينى إن أهلهم هما السبب فى الحاله دى ازاى فيه أهل كده
نهله بحزن :
ــــ أيوة فى الأول قولت إنهم من ولاد الشوارع لكن لبسهم وطريقة كلامهم اكتشفت إنهم عندهم عيلة بس هربوا منهم لانهم كانوا بيعذبوهم ويمنعوا عنهم الأكل .. حاولت أعرف مين هما لكن فشلت من أول يوم وأنا مهتمه بهم لدرجة إنى أهملت بيتى وولادى بسببهم
الطبيبة بأسف :
ــــ بعتذر لحضرتك بس لانى شوفت حالات تعذيب كتير لهم .. عامة البنت حالاتها أفضل الوقتي بس أتمنى تهتموا بها لان بسبب الحريق عندها مشاكل فى التنفس وممكن تتعرض لحالات إغماء
نهله :
ــــ هى هتخرج أمتى لو سمحتى
الطبيبة :
ــــ هطمن عليها وهكتب لها خروج
بعد أن فحصتها الطبيبة أخبرتهم أنها أفضل ويجب أن تلتزم بأدويتها ليغادروا لمنزل نهله .. وصلوا للمنزل لتجده هادئ علمت أن الأطفال نائمون نظرت لهم
نهله :
ــــ تعالى معايا ابعدى عن ازعاجهم وكمان الدكتورة قالت إنك لازم ترتاحى
وجدتها تنظر لشقيقتها لتهتف :
ــــ متخافيش هتكون معاكى
نظرت ل مروه :
ــــ يلا انتى كمان روحى ارتاحى كانت ليلة طويلة
صعدت بهم لاحدى الغرف وظلت معهم حتى إطمأنت أنهم ناموا واتجهت لغرفتها لتجد زوجها أبدل ثيابه ومتجه للخارج
نهله بارهاق :
ــــ إنت رايح فين ارتاح شوية وبعدين اخرج
طارق بهدوء عكس ما بداخله :
ــــ عندى اجتماع مهم هخلص وأرجع بسرعة محتاج أتكلم معاكى
علمت من حديثه ونظرته أنه غاضب من إصرارها على وجود الأطفال معها ونامت سريعا وصل للشركة ليحضر الاجتماع بعد إنتهاء مهامه فى الشركة عاد للمنزل ليجد والدته تجلس مع أبنائه وتحاول اقناعهم بوجود الاطفال معهم ليقترب منهم وجلس جوار والدته
ماجدة بهمس :
ــــ الولاد زعلانين بسبب وجود البنات هنا مش عارفه اتعامل معاهم
طارق :
ــــ ممكن نتكلم سوا !! إحنا إضطرينا نجيبهم هنا أسبوعين بس الملجأ هيتجهز لهم ويرجعوا تانى
وليد بغضب :
ــــ مش كفاية طول النهار معاهم لا يجيوا يعيشوا هنا أفضل علشان أهلهم مش عاوزينهم يقت.حموا حياتنا .. وبعدين كنتم اعرفوا رأينا الأول مش بالاجبار نلاقيهم هنا
كاد والده أن يصفعه لتهتف ماجدة بحزن :
ــــ وليد مش معنى إنهم عايشين فى الملجأ إن أهلهم مش عاوزينهم ليه منقولش إن مثلا أهلهم ماتوا ومفيش لهم حد من أمتى وانت بتتكلم بالطريقة دى
وليد بغضب طفولي :
ــــ طبعا دافعوا عنهم واحنا مالناش أى أهميه عندكم
غادر سريعا ولحقت به شقيقته ليسمعوا صوت مرتفع بالأعلى وجدوا وليد يجذب أحدهم ويصرخ عليه
وليد :
ــــ إنتى إزاى دخلتى الفيلا من غير إذن اتكلمى قولى سرقتى أيه
نظرت له بحزن :
ــــ أنا مش سرقت حاجه أنا جايه هنا مع ماما
وليد :
ــــ كمان بتكذبى أنا ـــــــــ
صعد طارق بعد سماعه لصوت وليد المرتفع :
ــــ سيب أيدها إنت بتعمل أيه وانتى خرجتى ليه من أوضتك
كيان بخوف :
ــــ أنا أسفه يا عمو بس كنت عاوزة أغير هدومى ومش لاقيه حد يساعدنى وأختى نايمه تعبانه
وضع يده على وجهه بغضب :
ــــ ادخلى الأوضه ومفيش خروج منها تانى هطلب مروه تيجى تتعامل معاكم يلا
وقفت تبكى لتتذكر رحاب وما كانت تفعله معهم اقتربت منها ماجدة لتضمها ونظرت له بحزن
ماجدة :
ــــ متخافيش يا حبيبتي بس عمو راجع تعبان من الشركة ادخلى وأنا هاجى أساعدك
لتكمل ماجدة بعد مغادرة كيان :
ــــ مش معنى انك معاك فلوس وغنى توجع الضعيف تخيل للحظة ان واحده منهم بنت أختك اللى مش عارفين نوصل لمكانهم ولا أى معلومات عنهم
كاد أن يتحدث لكنها غادرت واتجهت لغرفتهم نظر لأولاده نعم فوالدته محقه على الأقل هو مع أولادة ويستطيع مواساتهم لكن هؤلاء فقدوا والديهم
وجد أبنائه ينظرون له ليتجه لغرفته وجد زوجته مستيقظه
نهله بهدوء :
ــــ طارق عارفه إنك زعلان منى بس غصب عني أنا مش ضامنه ايه ممكن يتعمل معاهم فى الملاجئ التانيه أوعدك فى أقرب فرصة هيرجعوا مكانهم اللى هيعيشوا فيه وهصلح غلطتى
طارق بيأس :
ــــ نهله الولاد غاروا لمجرد إنك قضيتى أسبوع فى الملجأ طول اليوم .. لكن لما فجأة يلاقوهم عايشين معاهم هيكون أيه رد فعلهم .. إحنا هنسافر أخر الأسبوع عندى صفقة مهمه ومحتاجك معايا الولاد هيكونوا مع ماما كلمت شركة هندسية علشان يرجعوا كل شئ زى الأول
نظرت له بحب وامتنان ليضمها ويقبل رأسها ليكمل بحب :
ــــ متزعليش اتعصبت بسبب ضغط الشغل أنا هرتاح شوية
❈-❈-❈
فى مكان أخر كانت سمر تجلس مع أحد الأشخاص فى أحد المطاعم
سمر :
ــــ المدام موجودة الفترة دى هيكون صعب أى حركة كمان فيه بنات جديدة عندنا إستنى شوية
تجلس مع زوجها وتحاول إقناعه بتبني فتاة أو طفل صغير
نظرت لزوجها بحزن ليهتف :
ــــ كفاية بقى إحنا عايشين كويسين ليه مصممه تنكدى علينا
رحمة :
ــــ نفسى يكون عندى بنت علشان خاطرى ممكن نتبنى بنت وبعدين انت هتسافر وهتكون مشغول طول الوقت رائد أرجوك
نظر لها ثم هتف :
ــــ خلاص اهدى هكلم سمير يشوف الموضوع ده بس بلاش أشوف دموعك
ابتسمت له بحب لتهتف بحماس :
ــــ المفروض نجهز لها جواز سفر وأشترى كمان هدوم لها أنا بحبك أوى' قبلته على وجهه وغادرت مسرعة من أمامه'
يعلم جيدا مدى شوقها لوجود طفل فى حياتها فهى ليس لها غيره منذ طفولتها وهو المسؤول عنها أجرى اتصال ليسأل عن أسماء بعض الملاجئ ليخبرها أنهم غدا سيذهبوا فى موعد هام
كانت تبتسم بسعادة وهى ترى معاملة ماجدة لها تمنت للحظة أن تظل معهم لكنها تعلم أنها ستعود للملجأ مره أخرى رأت نهله التى هتفت بمرح
نهله :
ــــ بقى كده أنتم هنا وانا بدور عليكم
كيان :
ــــ خفت أسيب إيلاف لوحدها كمان فيه واحد اتخانق معايا لما خرجت خفت يحبسنى زى زمان
نظرت ماجدة ل نهله بعدم فهم :
ــــ مفيش حد ممكن يقرب منك أبداً وانتى معايا اطمنى يلا انزلى تحت وهعطى إيلاف علاجها وهلحقك
أعطت إيلاف الدواء لتقص بعد ذلك حكايتهم ل ماجده لتشعر بالحزن والشفقه عليهم ليهبطوا لأسفل بعد ذلك لرؤية باقي الفتيات
أتى اليوم الأصعب فى حياة الجميع تجلس برفقة الجميع ومازال أبنائها رافضين وجودهم هناك ويريدوا أن يذهبوا من المنزل سريعا أخبرت الخادمة منار أن هناك أشخاص يريدون رؤيتها لتذهب للمكتب وجدتهم يجلسوا مع زوجها ابتسمت لهم وجلست
رائد :
ــــ أنا سمعت كتير عن الملجأ الخاص بحضرتك وسألت برضه بصراحه شديدة أنا ومراتى عاوزين نتبنى بنت
نهله بهدوء :
ــــ بس أنا مش بقبل أبداً بموضوع التبنى غير ما أسأل واتاكد يعنى انا لازم أتأكد إن أى بنت تكون هتعيش حياة كويسه لانهم بناتى
رحمة :
ــــ إحنا مسافرين كمان أسبوعين لان جوزى عنده شركة فى باريس وهنعيش هناك فترة واطمنى البنت هتعيش حياة كويسة ممكن تسألى عننا
لاحظ طارق حيرتها وقلقها :
ــــ طيب أظن تشوفوا البنات واحنا هنجهز الأوراق المطلوبه
نظرت له بحزن وكأنها ترفض ما يحدث لاول مره تشعر بالخوف ليس من مسألة التبنى لكن الخوف أن يفترقوا لا تعلم هى خائفه فقط .. اتجهوا معا للحديقة وكانها تريد أن تمنعهم من السير أكثر خشية من شئ لا تعرفه
كانت رحمة تنظر لهم بحماس وفجأة هتفت بصراخ :
ــــ هى دى البنت خلاص هتكون بنتى
نظرت نهله لطارق بصدمة وهو أيضا لم يكن يعلم أنهم سيكونوا سبب فى فراق الأشقاء
يتبع