رواية جديدة همسات معذبة لفاطمة الزهراء - الفصل 4
رواية جديدة وحصرية على مدونة رواية وحكاية
رواية همسات معذبة
بقلم الكاتبة فاطمة الزهراء
رواية جديدة وحصرية
همسات معذبة
الفصل الرابع
إنها واحدة من أشد المراحل تعبًا،
المرحلة التي تكتشف فيها بأنك وحيد أكثر من أي وقت مضى،
وأنك بكل حزنك لاتعني للعالم شيئًا
❈-❈-❈
انتبهت إيلاف لوجودهم وأيضا توتر نهله شعرت أن شيئاً سيحدث .. اقتربت منهم رحمه والجميع يراقب بقلق ما يحدث
نهله بحزن وصدمه :
ــــ مش هقدر أفرقهم عن بعض اللى بتطلبوه صعب اختاروا أى بنت تانيه
طارق بهدوء :
ــــ اهدى بعدين كده أفضل على الأقل مش الاتنين يعيشوا فى الملجأ
نهله بقلق :
ــــ إنت بتتكلم إزاى أنا مش موافقه أبداً
رائد :
ــــ أسف لتدخلى !! هما أخوات وازاى أهلهم مش بيدوروا عليهم
نهله بتوتر :
ــــ مفيش أى معلومات عن أهلهم أنا بجد أنا يعنى بلاش أرجوكم
يعلم طارق جيدا أنها تشعر بالألم بسبب فقدانها لشقيقها ولا تريد أن يعانى أحد مثلها وهو مثلها أيضاً لقد فقد شقيقته ويبحث عن بناتها ليعوضهم عن فقدانهم لها
طارق لزوجته :
ــــ نهله !! ممكن تتكلمى مع إيلاف وهى أكيد مش عاوزه أختها تتعب فى حياتها اسمعينى
نهله برفض :
ــــ أسمع أيه !! أنتم بتتكلموا إزاى بالمنطق ده ياترى قدرت تنسى أختك لما ماتت .. وهى عايشه كنت دايما بتفكر فيها وقلقان عليها إزاى متوقعين إنه سهل تفرقوا بينهم أيه الجبروت ده
تركتهم وسارت تجاه إيلاف و كيان بينما جلست تتابعهم بهدوء
رحمة بابتسامة :
ــــ إنتم أصحاب !!
كيان :
ــــ لأ أخوات أنا إسمى كيان وهى إسمها إيلاف إنتى مين
هتفت نهله سريعا لكى لا ينتبهوا لما يحدث حولهم :
ــــ دى صاحبتى يلا أطلعوا الأوضه علشان ميعاد الدواء
❈-❈-❈
غادروا من أمامهم سريعا نهله :
ــــ إتفضلى اختارى البنات موجودين
رحمه :
ــــ أنا خلاص اختارت كيان هتبناها
نهله بهدوء :
ــــ للأسف كيان مسؤوله منى اختارى أى بنت غيرها
رائد محاولا إقناعها :
ــــ أوعدك البنت هتعيش حياة أى واحده مكانها تتمناها إحنا مش طالبين شئ صعب
نهله :
ــــ افهمنى لو سمحت أنا مش هقدر افصل الأخوات عن بعض اى بنت تانية مش هعترض بس حرام افرق الاخوات عن بعض
رائد :
ــــ طيب ممكن أقعد مع أختها واتكلم معاها
لترفض نهله بقوه كيف يمكنهم فعل هذا .. هذه جريمة ستعاقب عليها لن تستطيع تفرقة الأخوات عن بعضهم مهما حدث
❈-❈-❈
فى غرفتهم بعد أن صعدوا جلست إيلاف وجعلتها تجلس على قدمها
كيان :
ــــ إنتى لسه تعبانه خلينى أقعد جنبك أحسن
لم ترد عليها وجدوا ماجدة أمامهم :
ــــ يلا خدى الدوا ميعاده فات علشان متتعبيش
لتهتف ببراءة وحزن :
ــــ أنا عاوزة أروح عند بابا وماما هما ليه مشيوا وسابونا لوحدنا
ماجدة بحزن لتذكرها أحفادها :
ــــ حبيبتي هما الوقتى فى مكان أفضل من هنا وأكيد حاسين بكى لازم تكونى قوية علشان أختك
طلب طارق أن يتحدث مع زوجته قليلا عله يستطيع إقناعها فى الموافقة ليتجهوا لغرفة المكتب
طارق :
ــــ ممكن تهدى علشان نعرف نتكلم ونوصل لحل حبيبتى البنت هتعيش حياة كويسة مع ناس هيحبوها .. نهله بلاش نضحك على نفسنا عارف إنك بتحبى البنات ومتعلقه بهم بس مهما حاولنا نسعدهم هنفضل مقصرين معاهم أقل شئ إنهم بالليل بيناموا مفتقدين أهلهم .. ماشى حالتهم مختلفه عن غيرهم بس قوليلى لما يكبروا ويعشوا وسط الناس تعتقدى هيتقبلوا وجودهم .. هتلاقى شخص مناسب يقدر يسعدهم لما يوصلوا مرحلة الجواز أى شخص وقت ما يعرف إنهم عاشوا فى ملجأ هتلاقى اللى متعاطف معاهم واللى يتريق عليهم وياذيهم بكلامه طيب حاليا لاقينا أهل لكيان ممكن كمان شوية نلاقى حد يتبنى إيلاف
نهله برفض :
ــــ مش هنضحك على بعض يا طارق أى واحد بيقرر يتبنى مش هيقبل بنت فى سن إيلاف خاصة مع تعبها .. أنا إزاى هقدر أتعامل معاها بعد كده وفى نظرها هكون مجرمة لانى فرقتهم عن بعض .. طيب لما يكبروا فكرت مصيرهم هيكون أيه ازاى هيقدروا يتعرفوا على بعض واحده عايشه حياة مرفهه والتانية
طارق محاولا إقناعها :
ــــ قوليلي لما الاتنين يكبروا ويلاقوا نفسهم عايشين الحياة دى هيكونوا راضيين .. كفاية عناد بقى سيبهم يتكلموا مع إيلاف فى كل الحالات لو كانوا راحوا ملجأ تانى كانوا برضه انفصلوا عن بعض
❈-❈-❈
خرجوا معا وكانت صامته ليهتف طارق :
ــــ تحبوا نبدأ أمتى بالإجراءات
نظرت له بوجع لتهتف رحمة :
ــــ الأول عاوزة أتكلم مع أختها لو وافقتوا
يعلم أنه يجب أن يكون حازم فى هذا القرار والا سيحدث صدام بين زوجته وبينهم :
ــــ أظن مفيش داعى إحنا مش هناخد رأي أطفال
رحمه باصرار :
ــــ أنا مصممه أتكلم مع أختها برضه
طلب من الخادمه استدعاء إيلاف لغرفة المكتب وطلبت رحمة أن يتحدثوا على انفراد لكى لا يحدث أى توتر
❈-❈-❈
صعدت نهله لغرفتها لتبكى بصوت مرتفع استمعت ماجده لبكائها ودخلت عليها ضمتها بحب
ماجدة:
ــــ أيه سبب الدموع دى لو طارق زعلك قولى وانا هجيبلك حقك متخافيش
نهله بدموع :
ــــ عاوزين ياخدوا كيان منى ومش لاقيه حل عارفه يا ماما أنا مش عاوزة أعيش الوجع ده تانى .. أخويا مات قدامى ومقدرتش أعمله حاجه على الأقل هو عارفه مكانه وبروح له واتكلم معاه أه مش سامعنى لكن حاسس بيا برجع حاسه براحه .. ازاى هفرق بينهم ويبعدوا عن بعض طيب لو كبروا بلاش كل ده نظرة إيلاف ليا هتكون إزاى أنى بعدت أختها عنها أنا تعبانة اوي
ماجدة بحزن :
ــــ اهدى أنا فهماكى أقولك سر مش عارفه ليه أول ما شوفتهم اتخيلتهم ولاد بنتى ممكن لانهم فى نفس السن تقريبا .. تعرفى إنى بلوم نفسى لانى سبتها لوحدها تعيش وكأن أهلها مش موجودين نهله مش أول مره تحصل حالة تنبنى بس أول مرة يحصل الموقف ده وصدقينى مش هيكون صعب عليكى لوحدك .. أنا قعدت معاهم حبيتهم وحاسه انهم حته منى خليكى قوية علشان تخففى عنهم اللحظة دى إيلاف هتكون محتاجاكى تدعميها ممكن نخسر شخص علشان خاطر شخص تانى أنا عارفه شعورك الوقتى حاولى تكونى قوية
جلست رحمة مع إيلاف للحظة تمنت أن تكون ابنتها هدؤها وحيائها جعلوه تشعر بقلق وتوتر
إيلاف :
ــــ عمو قال إن حضرتك عاوزة تتكلمى معايا إتفضلى
رحمه :
ــــ إنتٍ بتحبى أختك صح !!
إيلاف : طبعا بحبها
رحمه :
ــــ طيب لو قولتلك إنى هتبناها وتكون بنتى هتوافقى
إيلاف :
ــــ مش فاهمه هتكون بنتك إزاى
رحمه:
ــــ هاخدها تعيش معايا فى بيتى وهتكون زي بنتى
إيلاف بعدم فهم :
ــــ إزاى هتعيش معاكى يعنى و إزاى عاوزانى أسيبها أنا مش فاهمه كلامك .. مش هسمح لحد ياخدها منى أنا ماليش غيرها لو سابتنى هى كمان هعيش لمين
❈-❈-❈
ركضت لغرفتها سريعا وأغلقت الباب بالمفتاح لكى لا يأخذها أحد منها .. نظرت لها كيان بقلق وجدتها تبكى بقوة
إيلاف بدموع :
ــــ إحنا هنمشى من هنا بالليل سمعتى مش هسمح لهم يبعدونا عن بعض أنا مهربتش من عند عمك الإ علشانك
كيان وهى تمسح دموعها ببراءة :
ــــ انا مش هسيبك لوحدك مش تعيطى ومش هكلمهم تانى
سمعوا أحدهم يدق على الباب لتضمها بخوف رفضت نهله الخروج ورؤية هذا المشهد لكى لا تكون مشتركة فى هذه الجريمة .. دخل طارق ليجد والدته تجلس معها حاول أن يخفف عنها الوضع ولكن يعلم أنه لن يستطيع تحمل رؤيتها تبكى ليتماسك بقوة
طارق :
ــــ نهله كل شئ بقى جاهز ونفذت رغبتك إن إسمها ميتغيرش
نهله بحزن:
ــــ أيه المطلوب منى الوقتي مش نفذت اللى عاوزه سيبنى بقى .. ومتطلبش منى أتدخل أكتر من كده أنا هتحاسب بسببهم
وقف أمامها وهتف :
ــــ إنتى ليه شايفه إنى قاسى أنا فكرت فى مصلحة البنت صدقينى لو ينفع كنت قولتلهم ياخدوهم الاتنين لكن هما
نهله بحزن :
ــــ أيه المطلوب منى عاوز أيه هاه ياترى لو هما يهموك أو هفترض إنهم ولاد أختك هتقبل حد يفرقهم .. لو هما ولادك هتقبل يبعدوا عن بعض إنت ليه مش حاسس بيا إنت عارف الوجع اللى هما هيعشيوه بسبب بعدهم عن بعض أقوى من أى وجع ممكن تعيشه لو أخوك ميت على الأقل عارف هو فين .. لكن هما واحده هتعيش فى فيلا وطلبات مجابه والتانيه فى ملجأ
طارق بحده : لأول مره هرفض طلبك أقولك ليه من يوم م دخلوا حياتك وإنتي نسيتى إن عندك بيت وولاد ياريت بهدوء تيجى علشان تجيبي البنت فى هدوء
❈-❈-❈
سارت معه بحزن بينما رفضت ماجدة مشاهدة هذا المشهد يكفيها حزنها على ابنتها وللأسف أحفادها التى ستتركهم يفترقوا دون علمها هويتهم الحقيقية
وقفت نهله أمام الغرفة ونظر طارق لها لكى لا تتراجع :
ــــ إيلاف افتحى الباب خلينا نتكلم سوا واللى عاوزاه هعمله لكى
إيلاف ببكاء :
ــــ إنتي كدبتى عليا ومش هحبك تانى علشان خاطري ارفضى طلبهم واللى عاوزاه هعمله بس بلاش تاخدوها منى .. هقعد فى الأوضه ومش هخرج منها تانى إنتى وعدتينى
ظلت تقذف الأشياء على الأرض وتدب بقدمها فى الأرض لتسقط على الأرض فاقدة للوعي .. نظرت كيان لها بخوف فهى طلبت منها عدم الخروج من الغرفة لأى سبب ولكنها طفلة
كيان بخوف وهى تفتح الباب :
ــــ ماما إيلاف وقعت على الأرض ومش بتتكلم
دخلت ونظرت لها بتوتر حملتها وحاولت إيفاقتها لتفشل لتتصل بالطبيبه وأخبرتها أنها ستذهب إليها انتبهت لعدم وجود كيان بحثت بعينها فى كل الغرفة خرجت لتبحث عنها وجدتهم صامتون لتسمع صوت صراخ عادت لغرفة إيلاف نظرت لها بدموع لتركض للخارج لرؤية شقيقتها قبل مغادراتها لمحت السيارة تغادر الفيلا ركضت خلفها وهى تصرخ وتنادى عليها لتسقط على الأرض حاولت نهله الاقتراب منها ولكن رفعت يدها لتمنعها
يتبع