رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 8 - 1
قراءة رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم
رواية جديدة قيد النشر
الفصل الثامن
الجزء الأول
ثُمَّ بَكَت بُكاءَ الخَائفِة الذي لَم ترَي في حياتهِا أيَّ طمأنينة .
دخلت إلى الغرفة بغضب واضح على ملامحها وهي لا تصدق أنه يخونها بثالث يوم زواجهم …
فهو يكذب مثله ،مثل غيره يقول لها حديث معسول حتى يرق قلبها عليه ولو قليلا وبالأخير يخدعها مثل الآخرون الذي خدعوها بدم بارد لا يشفقوا على حالتها…
جلست على الأريكة وهي تضحك بسخرية فهي ماذا توقعت بالنهاية أن هذه الزيجة سوف تصبح ناجحة يوم ما اللعنة على سذاجتها وطيبه قلبها الذي صدقته بقوة…
فهي تلقت صفعة في الماضي ، وتلقت صفعة للتو ويستحيل أن تتلقى الصفعات طول حياتها ، يكفي حد الأن فهو لا تصدقه مرة أخرى…
وضعت يـ دها نحو قلبها وهي تتألم ولا تعرف لم تتألم بالأصل ، فهو لا يهمه لما غاضبه كل هذا الحد لما يتألم قلبها ، يفعل ما يشاء ، ويتصرف ما يشاء ، فهي ليس لها دخل ابدا ، هذه الزيجة مؤقتة ، مؤقتة فقط ، وسوف تحصل على حريتها وراحتها بعيد عن هذه الزيجة وامورها
فهي الأن أدركت أن كل شئ سوف ينتهي بينهم ، ينتهي!
ضحكت بسخرية للمرة الثانية علي تفكيرها ، في ليس أي شئ بينهم ، ولا سوف يحدث بينهما شيء ، هي فقط تريد أن تتخلص من هذه الزيجة بأسرع وقت ممكن ، وخلال هذه الفترة لن تنخدع بحديثه المعسول ولا يرق قلبها له مرة أخرى
وقفت ودخلت الي المرحاض حتي تنعم بحمام دافئ يريح جسدها وعقلها الذي يصرخ من التفكير والتساؤلات …
أما هو دخل الى الغرفة لم يجدها جلس على الأريكة سمع أصوات الماء تتساقط أدرك أنها في المرحاض أخرج تنهيدة قوية وحديث ' راندة ' يرن أذنيه ولا يخرج من عقله
فهو اتصل بها حتى يطمئن عليها و حتى يعرف حالة ' نور ' وعن أحوال تصرفاتها خلال الأيام الماضية فهو اتصل به مرات عديدة و أيقظها من النوم حتي يطمئن على حبيبة قلبه وأيامه فهو مازال قلق عليها ولا يعرف التصرف بالأمر في ' رانده ' قالت إنها تشك أنه تعاني من مرض نفسي حاد من الظروف التي تسببت لها أغمض عينيه بألم وهو يتذكر حديثها الذي جعلت قلبه يتألم
Flash back
ـ انا بس قلقان من تصرفاتها انا كنت هوديها بكره لدكتور اطمن عليها بس قولت اشوفك الاول يمكن بنعاني من ضغط ولا حاجه.
ختم جملته وهو يسكت على الأقل يفهم سبب تصرفات ' نور ' ولما فعلت هذا الشئ في الصباح كأنها كأنها ، لا لا فهي بخير هي فعلت هذا الشئ من ضغط ليس أكثر ولا أقل من ذلك..
استولى القلق على قلبه رويدآ رويدآ وهو لا يعرف لما سكتت كل هذه المدة ولم تجيبه علي حديثه ولا علقت علي الأحداث الذي كانت في الصباح…
ابلع بما جوفه بقلق وخوف على حبيبة قلبه وفؤاده ، أخرج نبرته بصعوبة من كمية الصراع بين العقل والقلب..
ـ راندة أنتِ…..
قطعته هي بهدوء مريب ونبرتها امتلأت حزن جعلت اوتار قلبه تضرب بشده نحو جسده وقلبه الذي يصرع للمرة مائه وعقله الذي يصرخ بأنها ، بأنها مريضة …
ـ نوح أنا مش عارفه اقولك ايه ، بس انا شاكه من تصرفات نور انها بتعاني من مرض نفسي حاد
ـ مرض نفسي حاد.!
قالها باستنكار وصدمة كأنه لا يصدق الأمر أبدا ما الذي تقوله ، أما تتكلم عن من!
تتكلم عن ' نور ' أما شخص آخر
أما هذه مزحه تمزحها حتي تري قلقه وخوفه عليها
لا يصدق ابدا انها تتكلم عن ' نور ' ولا سوف يصدق بالأمر أبدا
في حبيبه فؤاده لا يصيبها مكروه وأنها بخير ولا يصيبها شئ ابدا
لحظت صمته الدائم لعنت نفسها للمرة الألف لأنها أخبرته بهذه السرعة تحدثت بسرعة ولهفه حتى على الاقل تخفف صدمته فهي مازالت غير متأكده بالأمر :
-نوح ، نوح اسمعني انا لسه متاكدش انا لسه مشوفتهاش ولا حتى اتكلمت ولا حتى شخصتها كويس انا لحد دلوقتي لسه مشوفتهاش اهدا كده وبراحه ممكن تكون مفيهاش حاجه وأنها بس عندها الضغط ومش عارفه تتحكم في عصبيتها و…
قطعة هو بنبرة صدمة ومازال لا يصدق أنها تتحدث عن زوجته هو :
ـ بس هي متعصبتش ، هي صرخت بطريقه مرعبه كأنها بتعاني .
ختم حديثه بتألم ولؤلؤ عينيه تجتمع بالغيوب الممتلئه بالدموع فهو لا يصدق أنها تعاني من مرض نفسي حاد وأنها تعاني وتتألم كل هذا الحد
ـ نوح ممكن يكون ضغط يا حبيبِ اهدأ كده أنا لسه مشخصتهاش دى توقعات مش اكتر ولا اقل.
بينما أكملت وهي تغمض عينيه بألم وهي تشعر بألم شقيقه الذي يعاني معها في الهاتف :
ـ نوح انا هنزل قريب انا وماما واشوف نور ، نور كويسه صدقني وهتبقي كويسه .
اغمض عينيه وهو يحاول أن يتحكم في دموعه التي علي وشك السقوط :
ـ انتِ مش بتكلمي عيل صغير يا رانده.
بينما أكمل وهو على وشك إنهاء المكالمة التي تصيب قلبه للمرة مئه :
ـ علي العموم انا هاخد نور وهوديها بكره أكبر مستشفى بحيث اني اطمن عليها اكتر.
بينما أكمل بنبرة سريعه و علي وشك إنهاء المكالمة :
ـ انا هقفل ، تصبحي علي خير ، سلام .
اقفل الهاتف بدون أن يسمع ردها على حديثه وهو يغمض عينيه بألم واضح ….
End flash back
وقف نحو الشرافه وهو ينظر بشرود والهواء يتسلل نحو وجـ ـهه ببرود وخصلات شعره يتحركون في الهواء بسبب النسمة التي كانت ممتلئة بالهواء البارد ، في دخول فصل الشتاء قد اقترب موعده كثيرا وهذا اليوم شديد البرودة ولكنه قلبه وجـ سده يحترقون للمرة الف علي حبيبة أيامه ، فهو يدرك جيدا أنها تعرضت للاذى أكثر من مرة في الايام الماضية ولكن لا يعرف كيفية أن يداويها بقلبه الذي متيم له حد العشق.
يجب أن يكون معها الآن وأن يبث لها الطمأنينة والأمان التي افتقدته منذ الأيام الماضية.
هو أخذ وعد على نفسه أن يعوضها عن ايام مرت كالثقل على قلبها ، أن يعوضها على دموعها التي سقطت من عينيـ ها من حزن وألم وكسره لا يعلم به إلا هي .
هو مرهق حد اللعنة على تألمها ، ويجب أن يتصرف بأسرع وقت حتي لا يري تتألم هكذا .
خرجت من المرحاض وهي مازالت مشـ تعلة من نـ ار قلبها ولا تفهم لما ؟
لما كل هذا الغضب والنـ ار الذي تحـ رق قلبها إلى أشلاء صغيرة لا ترحم ؟
لما تشعر كالثقل في قلبها والتي يخنقها حتمآ ؟
لما كل هذا بأكمله؟
اغمضت عينـ يه وهي تحاول الصمود ومحاربة دموعها فهي حد الأن لا تعرف لما هذا الشئ يخنقها فهي تعرف أن هذه الزيجة سوف تنتهي على أي حال .
لما هذا الشعور الذي يجعلها أن تموت من نـ ار قلبها التي تصيبها .
شعرت بالبرودة تصيب جـ سدها نظرت إلي الشرافة وجدته واقف شارد ملامح وجـ هـه مملتئه بالحزن .
نظرت بحيرة إليها من ملامح حزنه وهي لا تفهم يبدو حزين هكذا.
فهو منذ قليل كان يضحك مع فتاه ويمرح معه.
لما الآن يبدو حزين كأنه الحزن بأكمله علي قلبه؟.
كادت أن تقـ ترب منه وأن تتحدث معه حتى تفهم ما هو الشئ الذي يحزنه هكذا ولكن توقفت حين تذكرت ضحكاته مع فتاة مجهولة لا تعرفها .
فهي يجب أن تضع حدود لها ولقلبها فهي لا تريد اللاذي للمرة الثانية يكفي ما حدث .
شعرت بالبرد الشديد مرة أخرى يصيب جـ سدها صكت على أسنانها وخصلات شعرها يتساقط منها الماء.
افاق من دوامة شروده على صوت صكت أسنان خلفه نظر خلفه وجدها تحاول أن تبث الدفء إلى جـ سدها اقفل الشرافة بسرعة ولهفة وهو يتجه نحوها ويمسك منشفة ويعمل شعرها من سقوط الماء كادت أن تبتعد عنه ولكن امسكها جيدا من خـ صرها يثبتها بمكانها وهو مازال ينشف شعرها من البرد صاحت بحده وهي تحاول أن تبتعد عنه :
ـ نوح ابعد عني ، انت بتعمل ايه سبني .
ـ اسكتي بقي أنتِ ليه مقولتليش انك طلعتي من الحمام كنت قفلت البلكونه من البرد .
قالها بحده أثرت قشعرة نحو جـ سدها جعلت تهدئ من حركاتها وهي تضحك بسخرية وهي تهتف باستفزاز :
ـ علي أساس أني اهمك اوي ، ابعد عني يا نوح وانا هعمل شعري .
تجاهلها وهو مازال ينشف شعرها من تساقط الماء لحظت أنه يتجاهلها مما صاحت بشراسة وهي تبعد يـ ده بعيد عن خـ صرها بقوة.
ـ نوح بقولك سبني، انا هنشف شعري.
ـ اسكتي بقي ، خليني اعرف انشف شعرك عامله زي الطفله الصغيره هتغرقى هدومك يا مجنونة.
استكانت تماما مكانها فهي عادتها منذ أن كانت صغيرة بعد أن تأخذ حمام دافئ يريح جـ سدها تتطلق جذور شعرها بحرية وهو ممتلئ بالماء دون أن تنشفه جيدا وثيابها تغرق بسبب الماء الذي يسقط من شعرها لا احد يعرف المعلومة هذه ولا حتي والداها.
ابتسمت بسخرية بعد أن تذكرت حبها لرحيم ، حتي رحيم لم يلاحظ هذه المعلومة فهو ربها منذ أن كانت صغيرة فهو لا يعرف اشياء عنها كثيرا ، بعد موت كارما شقيقته او بمعني اخر خطتها بعد عنها تماما كأنه لم تكن في حياته.
وهو الذي لحظ هذه الحركة التي تفعلها دائما هو؟
اجتمعت لؤلؤ عينـ يه بالغيوم الذي كانت ممتلئه بالدموع.
تريد أن تبكي على حالها لا تعرف لما كل شئ يصير ضدها هي ، حزنت وانكسرت مائة مرة ولا احد يشعر بها تتمنى امنية حياتها أن تعيش بسلام وراحه نفسيه ليس إلا.
وجدها صامته وتستجيب لأفعاله بإستسلام واضح رفع شعرها بعد أن سرحه لها بحنان وراحه رفع شعرها وعمل لها كحكة عشوائية مما تركت بعض الخصلات على جبينها مما اعطي مظهر خلاب اكثر تسلسلت رائحتها التي كانت بالفانليا نحو أنفه دون أن تطرق باب.
أخذ يشـ تم رائحتها بهوس وإدمان كأنه هيروين أو النفس الذي يساعده على الحياة أكثر.
يريد أن يحبس رائحتها داخل صـ دره ولا يعرف لما ، لكنه شعور جميل وراحه لا يمكن وصفها ابدا.
أفاقت من شرودها على انـ فاسه الساخـ نه التي تلفح عنـ قها حاولت أن تبتعد عنه ولكن مازال يقبـ ض علي خـ صرها بتملك جاهدت أن تخرج صوتها بحده ولكن خانها صوتها هذه المرة وهمست بصوت منخفض :
ـ نوح أبعد من فضلك.
اغمض عينـ يه وهو يحاول أن يصمد رغبـ ته الجامحة ابتعد عنها بصعوبة حتى لا يجعلها تخاف أكثر.
رفعت يـ دها نحو شعرها ولكن احتلت الصدمة على وجهها وهي تري أن شعرها قد تم تسريحه نظرت نحو المرأة بصدمة وهي تجد أن نوح قد فعل لها تسريحته الخاصة ابتسمت لا اراديا منها وهي ترى نفسها بإعجاب صارخ.
ابتسم على ابتسامتها وفرحته التي تتدق قلبه والتي تجعله سعيد رغم عنه.
ـ يلا يا حبيبي علي النوم ، الوقت اتأخر.
قالها نوح وهو يتجه الى الفراش وهو ينظر لها بمعنى ' تعالِ' لكنها اقتـ ربت منه وهي تهتف بخجل مفرط واضح علي ملامحها البريئه التي تخطف انفاس أي راجل ليس هو فقط.
ـ انا مش عايزه انام علي السرير، انا هنام على الكنبه.
نظر له ببرود هذه المرة وهو يحاول أن قلبه لا يرق أبدا لملامحها :
ـ مفيش الكلام ده ، يلا على النوم و على السرير.
صك اسنانه وشدد على كلمة ' الفراش ' حتى تفهم جيدا مقصده.
ابتعدت وهي تهتف بخجل واضح علي ملامحها :
ـ ما بلاش يا نوح ، انا هبقي مرتاحه كده.
مازال ينظر لها ببرود وهو يهتف بنبره غضب وتهديد ليس إلا :
ـ كلمة ثانية وهتنامي في حضني ، ولو اتكلمتِ تاني هعتبر أن دي اشارة.
اغمضت عينـ يه بضيق واضح وهي تمتم بـ اشياء غير مفهومة اتجهت بجانبه إلى الفراش ، وهي تريد أن تهرب بجانبه في كيف لها أن تشرح له أن تحلم احلام تخافها وتصرخ في هي بالأمس نامت في سبات عميق ولكنها بعد مدة تستيقظ وتنام وتستيقظ وتنام في نومها مرهق وهو كان متعب ولا يلاحظ ارهاقها تخاف أن يشعر بها أو يخاف منها ومن صراخيها.
خرجت تنهيدة قوية تحمل كل أوجاعها وآلامها وبعدها واستسلمت لنوم الذي أخذها سبات عميق وهي تتمنى أن لا تحلم هذه الاحلام بجانب نوح.
أما هو ظل يراقبها حتى لاحظ أنها في سبات عميق بأنفاسها المنتظمة اقترب منها وأخذها بأحضانه التي كانت ممتلئة بالدفئ والأمان ليس إلا، كأنه يريد أن يثبت لها أنه بجانبه حتى اخر انفاسه.
❈-❈-❈
في صباح اليوم.
كانوا الجميع يفطرون واجبتهم بصمت ماعدا نوح ونور الذي لم يستيقظوا بعد حتى صاحت الجده 'حميده' بشراسة وهي تنظر الي ' نيفين' التي تبدو حزينة :
ـ ابنك منزلش لحد دلوقتِ ليه يا نيفين؟
نظرت وعد إلى زوجة عمها ' نيفين' بحنان وهي تنظر الي جدتها بهدوء :
ـ هو لسه لحد دلوقتِ مصحيش يا تيته.
نظرت حميدة الي وعد نظرة نارية جعلت أن تخرس ونظرت الي نيفين مرة ثانية :
ـ اخرسي انتِ وبطلي تتدفعي ، نوح مهووس بشغله وبيكِ يا نيفين وهو عارف انه امه مش هتاكل حاجه طول ماهو قاعد، امبارح مكلش معانا وكل مع الهانم اللي فوق، والنهارده هيتكرر نفس اللي حصل امبارح متعرفيش بكره هيحصل ايه تاني.
نظرت نحو الاكل وهي تحاول أن تأكل ولو قليلا حتى تجعلها أن تقول هذا الحديث الذي يخنقها فكرة أن ابنها يبتعد عنها تصيب قلبها بقوة.
وقفت ولكن قبل أن تقف همست بصوت منخفض وقلت حددتها :
ـ انا مش عايزة اي حاجه غير أن ابنك، يبقى في وسطينا وسط اخواته البنات، لكن بشكل ده نوح هيسيبك وهيسيب اخواته وهيمشي وساعتها محدش هيوقفه لا انتِ ولا أنا.
غادرت سريعا وتركتها مشتته بأفكارها الذي لم تنتهي فهي لا يبقى لها بهذه الحياه البائسه غير ابنها وفلذة اكبادها.
كادت سوف تتحدث مع زوجة عمها حتى تخفف عنها ولكن غادرت سريعا دون أن تهتف بأي كلمة.
نظرت نحو كاميليا التي يعجبها الوضع كثيرا وخصيصا ان نور لم تناسب تلك العائلة ابدا ولا سوف تناسب في المستقبل.
نظرت إلى يمَن التي وجدتها تمسك الهاتف وتضحك بقوة كأنه لا تبالي ابدا بالذي حدث.
تركتهم دون إضافة أي كلمة واتجهت نحو سيارتها حتي تصل الي الشركة وبسرعه حتى تنفذ خطتها التي قالت عليها ' رانده ' بالأمس.
❈-❈-❈
وقفت يمَن سريعا حتي وجدت أن ' ايان' يتصل بها وقفت على عجلة من أمرها والابتسامة لا تفارق وجهها والتي كل هذا تحت انظار كاميليا التي ابتسمت بخبث واضح علي ملامحها والتي وقفت نحو غرفة جدتها سريعا حتى تقول له عن الذي رأته.
وقفت في غرفة المجاورة وهي تتحدث بهمس :
ـ الو
ـ وحشتيني
ـ و أنت كمان وحشتني اوي.
ـ طيب طالما وحشتك اوي كده، ليه متصلتش بيه و بتكلميني شات من غير ما تتصلي
ـ أصلا عندنا الجو متوتر شوية، بسبب أن نوح منزلش علي الفطار
ـ وهو هينزل ليه هو مش عريس
ـ طبعا عريس بس عشان خاطر تيته مش راضيه علي نور في عشان كده بتلكك.
ـ لا واحدة واحدة كده وفهميني براحة ليه تيته مش راضيه علي نور
قصت له عن كل شئ وعن اختيار جدتها لكاميليا وأن ترفض نور لانها ملقبة بـ لعنة تلعن الجميع قالت له سبب كره جدتها لنور وأنها مازالت مصره على اختيار' كاميليا ' لنوح.
ابتسم بخبث وهو يفكر بمكيدة تصيب عائلة النويري واولهم ' نوح'
❈-❈-❈
ـ انتِ متأكده أنها بتكلمة دلوقتِ؟
قالتها حميدة باستنكار واضح وصدمة على ملامحها من تلك الفتاة الجريئة.
نظرت كاميليا نحو جدتها ببرود واضح لكن نبرتها كانت ممتلئه بالخبث ليس إلا :
ـ بقولك ايوا، اول ما اتصل قامت علطول تكلمه، مش مصدقني قومي شوفيها.
وبالفعل قامت الجده اتجهت بسرعة هي وعصيتها تبحث عنها بكل مكان حتى وجدته بالغرفة المجاورة لترحيب بالضيوف وهي تعطي لها ظهرها اقتربت منها بهدوء واضح دون أن تصدر أي صوت حتى تسمعها ولكن سمعتها وهي تتجمد بمكانها وهي تقول :
ـ وأنا كمان بحبك اوي يا ايان، سلام يا حبيبي.
قفلت هاتفها وهي تعانق هاتفها بقوة وسعاده تغمرها نظرت خلفها حتى الصدمة شلت حركتها وهي تهتف بصدمة :
ـ تيته، ولله….ا. ل
قطعتها صفعة تلطم علي وجها بقوة مما وقعت بسبب قوة الصفعة امسكتها بقسوة من جذور شعرها مما شعرت أن جذور شعرها سوف تقتلع بأي لحظه والتي تنظر إلى المشهد بتسلية هي كاميليا التي تأكل قطع من الفواكهه داخل فمها بتلذذ كأنها تشهد مشهد من فيلمها المفضل .
صرخت يمَن بألم ولكن حميدة ضربت ضربة قاسية بالعصاه نحو قدميها ويديها :
ـ اكتمي خالص، اكتمي بقولك.
وكل هذا وهي تصرخ حتى اقتربت منها الجدة وكتمت فمها بقوة وهي تهتف بقسوة لاذعة :
ـ اكتمي يا زبـ الة يا حقـ يرة ، انا هربيكي من اول وجديد.
امسكت جذور شعرها واتجهت بها إلى غرفته وكل هذا وهي تضع يدها على فمها، حتى دخلت به إلى غرفته التي اعترضت به أكثر من مرة فهي تعرف أن إذا دخلت غرفة جدتها في سوف تري الجحيم بعـ ينه فهي تعرف أن هذه الغرفه عازلة للصوت كادت سوف تصرخ علي الاقل ينجدها ولكن دفعتها بقسوة مما وقعت بداخل الغرفة بألم واضح وهي تتمني معجزة من داخل قلبها أن ينجدها أحد ما..
❈-❈-❈
كان يأكل ابنته ويلعبها بمحبة كبيرة وبجانبه عمه عادل الذي يبتسم بمحبة لهم وينظر الي ' ديما ' بذات معنى.
نظر الى اسر بهدوء الذي يلعب ابنته :
ـ ألا قولي يا آسر، هتمشي امتي.
نظرت ديما بهدوء وانصات لهم وهي تتابع حديثهم باهتمام :
ـ مش عارف ولله يا بابا بس لسه هشوف نوح، وعمي عدلي واتفق معهم علي أني امتي همشي.
قالتها ديما باستنكار وصدمة على ملامحها :
ـ تمشي، تمشي تروح فين؟
تجاهلها ولا يرد علي حديثها كعادته اجلس ابنته نحو عجلتها الصغيرة بمحبة قابلها بحنان واضح هو وعمه عادل وغادر علي الفور وتركها مثل كل مره يتركها او بالأصح يتجاهله كعادته
هتف عادل بخبث على ملامحه :
ـ مش ناوية تقولي امين علي اتفاقنا، وهخلي آسر قريب منك بدل ما انتِ قاعده كده تعيطي.
نظرت ديما بدموعها التي تحرق وجنتيها وهي تهتف بحزن :
ـ لو آسر عرف اكيد مش هيسامحني يا عمي مش هيسامحني.
اجابها بحدة وقسوة لاذعة لأول مرة :
ـ مفيش حد هيعرف باللي هيحصل انا ناوي اجيب حق ابني من بنت الكلـ ب دي
اجابته بحزن ممتلئة بنبرتها :
ـ بس نور ملهوش دعوة، حادثة رحيم حصلت قضاء وقدر
وقف بحده وهو يهتف بغضب :
ـ قطع لسانك، رحيم ابني الله يرحمه اللي قتلته نور وانا ناوي اجيب حقي بأيدي انتِ فاهمه بيكِ او من غيرك.
وقف وتركها مشتته وتبكي ولا تعرف التصرف فهي سوف تحاول أن تعود إلى زوجها ولو الأمر هذا كلفها حياتها بأكملها.
❈-❈-❈
ـ انت عبيط ازاي، العربيه مخبطتتهاش.
قالها خالد بغضب واضح على ملامحها في إحدى الزيارات التي توجد في السجن.
ارتبك ممدوح من لهجته وهو يهتف بنبرة ضيق من امره :
ـ بقولك معرفش واحد انقاذها بأخر لحظه ودلوقت بقى جوزها.
نظر بصدمة وهو لا يصدق حديثه ابدا :
ـ جوزها؟
بينما أكملت بحيرة :
ـ نور اتجوزت؟
نظر له ممدوح بسخرية :
ـ طبعا اتجوزت وعامل ليها اكبر فرح والناس كلها بتحكي عليه.
نظر له خالد بحيرة :
ـ اصلا غريبه تتجوز، دي كانت روحها في رحيم الله يرحمه.
هز راسه بضيق هو الأخر أنه لم يكمل مهمته :
ـ مش عارف بقى، جوزها مشدد عليها وتقريبا مش بيخرجها انا كنت ناوي اخطفها يوم فرحها بس لاسف بنت الـ ايه، كان حاطط رجالته في كل حته وممنوع حد غريب يدخل الفرح، الفرح اصلا كان عائلي.
قالها بصدمة هو الآخر من كمية الحقائق التي يسمع عنها :
ـ كمان؟
بينما أكمل بضيق هو الآخر :
ـ بقولك ايه، انا عامله اعمل طرد في الحكم عشان اخلع منها، وكويس ان الاعدام مجاليش بسببها وسببها في زهرة و نورمان الله يرحمهم يعني انا لازم اخلع انا بسببها دخلت مستشفي المجانين هي وابوها ورحمة أبويا ما هسيبها لا هي ولا ابوها.
نظر له ممدوح بحيرة وهتف بنفس نظراته :
ـ يعني انت ناوي تعمل ايه؟
ضحك بسخريه وهتف بشر واضح :
ناوي ادخلها مستشفى المجانين واخليها تعاني زي، بس اخرج من هنا.
بينما أكمل بشر من عينيه قبل نبرته :
ـ أنا بس عايزك تبعت سلامي ليها.
ضحك بشر هو الآخر :
ـ ابعت سلامي بس كده انت كده جتلي في سكتي.
ضحك هو الآخر وهو يهتف بوعيد ليس إلا :
ـ المهم انك تتوصل مع شغاله في القصر، عشان تقولنا علي اخبار ونقدر نوصلها أقولك تعمل ايه بص انت هتعمل………………..
قص له عن ما يفعله بشر حتى ضحك هو الآخر بخبث وهو يهتف :
ـ مكنتش اعرف انك شرير اوي كده يا بوص
نظر له بخبث هو الأخر :
ـ ده ولسه يا ممدوح ولسه.
❈-❈-❈
دخلت الى مقر الشركه بأناقتها التي تخطف الأنفاس كعادتها سألت موظف في طريقها :
ـ هو إيان جاه ولا مجاش.
قال لها الموظف بتأكيد :
ـ جاه يا فندم وفي مكتبه.
اتجهت نحو مكتبه وهي تبتسم بخبث دخلت إلى مكتبه دون أن تتطرق الباب نظر ايان بصدمة من تصرفاته التي كانت غير مقبولة :
ـ وعد؟
جلست وعد وهي تبتسم بخبث :
ـ مفاجأه مش كده؟
وقف ايان واتجه وجلس نحوها في الكرسي المقابل لها :
ـ مفاجأه بس جميلة، هو انا اطول وعد النويري تكون عندي وفي مكتبي.
اختفت ابتسامتها واحتلت الشراسة نحو وجهها :
ـ بقولك ايه يله شغل الاستعباط ده مش عليا، انا لحد دلوقتِ مكلمتش ولا قولت حاجه لنوح مش عشان خوف منك لا، عشان اديك فرصة، ويا ظاهر كده انت راجل مبتحبش الفرص، في أنا قلت اديك فرصة أخيرة ويتحاول تستغلها يتحاول لا انت وبشوقك.
أجابها بسخرية وخبث :
ـ ايه ده كله، وعد النو….
قطعته هي بحديثها الذي كان مليء بالسخرية :
ـ وعد النويري لحد دلوقتِ معاك وفي صفك، عشان كده جيلك واقولك طلباتك ايه وتبعد عن يمَن؟
قالها استنكار وسخرية :
ـ ايه ده، ايه اللي انتِ بتقوليه ده، هو انتِ فاكريني أني بلعب بـ يمَن ولا ايه؟
ضحكت بسخرية وهي تهتف بسخرية نفس نبرتها :
ـ الشغل اللي انت بتعمله ده مش هياخد عليا، عشان انا عارفه واثقه انك مش بتحب يمَن لاسف وهي مش شايفه ده، في شغل اللي بتصدقه يمَن مش هياخد عليا، لآخر مرة هسألك طالبتك ايه؟
أجابها بسخرية هو الآخر وهو يهتف بحزن بارع :
ـ كان نفسي تصدقيني، بس لاسف.
ضحكت بسخرية وهي تهتف بهدوء :
ـ كان ليها حق فعلا أن يمَن تصدقك.
بينما أكملت وهي على وشك الخروج :
ـ طيب شكلك كده مش بتحب تستغل الفرص زي ما بيقولوا، في انا همشي بقي.
اوقفها حديثه الذي يهتف بلهفه :
ـ حيلك حيلك، علي مهلك الكلام واخد وعطا برضوا مش بيقولوا كده برضوا.
نظرت لها بنفاذ صبر :
ـ لخص واقول بسرعة ايه طلباتك؟
أجابها بنبرة فحيح أفعى وخبث :
ـ خمس مليون جنيه، واسيب يمَن.
نظرت له بسخرية وصدمة :
ـ خمس مليون مره واحده هو انت فاكرني يله هديك الفلوس وتتضحك عليا زي ما ضحكت علي غيري وتبقي لسه قاعد مع يمَن.
اجابها بهدوء مميت ونبرة ممتلئه بالاستفزاز :
ـ ولله انا واحد بحب الفلوس ومقرب من يمَن عشان خاطر الفلوس وانتِ وبشوقك.
أجابته بهدوء هي الاخرى :
ـ تمام هديك الفلوس علي بالليل، بس وحياه نوح عندي اللي عمري ما حلفت بيه كدب، لو مبعدتش عن يمَن بعد ما تاخد الفلوس هوريك وش عمرك ما هتشوفه.
ختمت جملتها وخرجت على الفور تركته يضحك بشر مملوء بالخبث الذي بداخله لا تعرف وعد ابدا انه افتحت باب من أبواب الجحيم الذي تري علي يد مريض نفسي..
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية أرهقته حر با، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية