-->

رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 8 - 2

 قراءة رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود 


الفصل الثامن 

الجزء الثاني

❈-❈-❈


استيقظ على اهتزاز هاتفه بجانبه مما نظر له وجده اسر الذي يتصل مرار وتكرار اقفل الهاتف وهو ينظر إلى نور الذي كل مره مفتون في ملامحها البريئه والعاشقة التي يعشقها حد اللعنة مازال يعانقها بقوة حتى يبث لها الامان. 


والحقيقه هنا هو الذي يبث لنفسه الأمان. 


فهو وصل الى مرحلة اكثر من العشق قبـ لها قـ بل متفرقة نحو وجهها بحنان وعشق. 


نظر الي شـ فتيها بجوع وعطش فهو يريد أن يتناول هذه الشـ فاه التي كل مرة يحلم بها في أحلامه الوردية فهي بالنسبة له حلم بعيد واقترب منه وبقي في احـ ضانه الآن يريد أن تظل في احـ ضانه هكذا طول العمر. 



قام بصعوبة من احـ ضانها وهو ياخذ حمام دافئ حتي يستعد الي الذهاب الي عمله.



وبعد عشر دقائق. 



خرج من المرحاض بزي رسمي نظر إلى الفراش وجدها مازالت نائمه هتف ملامحه بحيرة وهو ينظر الى ساعته التي أشارت إلى الثانية عشر من الظهر. 



فهي بالأمس استيقظت مبكرا قبله لما كل هذا النوم؟ 


اقترب منها بلهفة وقلق وهو يقيس حرارتها وجدها جيدا اصابت الحيرة وجهه مرة اخرى وهو لا يعرف لما هذا النوم أيقظها بحنان وهو يرفع خصلتها خلف اذنـ يها : 


ـ حبيبي، قوم يلا كفايه كده. 


رفعت الغطاء فوق وجهه وهي تمتم بصوت منخفض غير مفهوم مما ظهرت ابتسامة على وجهه وهو يتركها حتى تأخذ قسطا من النوم براحة.


خرج من الغرفة وهو يتجه الى الأسفل وجد كاميليا مازالت تأكل فواكه بلذة : 


ـ كامي انتِ مروحتيش النادي ولا ايه 


تركت طبق الفواكه وهي تتجه اليه بلهفة :  


ـ نوح، مساء الفل 


أبتسم لها فهي بالاخير إبنة عمه وفي مقام شقيقته : 


ـ مساء النور يا ستِ، ايه مروحتيش النادي ليه. 


ابتسمت له بمحبة وسماجة : 


ـ عادي قلت اقعد في البيت النهارده مش كنت بتقولي ربنا يهديكِ يا كامي بحاول والله اكون هادية ولطيفة، ومن بكره الصبح مش هتلاقي لبس وحش خالص وهاخد وعد بالليل وهنجيب لبس وهيبقي من اختيار وعد ايه رائيك يا سيدي. 


ابتسم على هذه التغير في أغلب مشاجرتهم هي وهو نحو ثيابها التي تلفت الأنظار هي كانت تري انه يغير عليها وتحكم ولكن هو ليس يغير بلا يخاف عليها مثل شقيقته الذي لا يريد أن تتعرض للأذى ابدا. 


ـ طيب كويس فرحتيني ربنا يهديكِ علطول بقى، انا هروح بقى عشان اتأخرت علي شغلي. 


قالها نوح علي عجلة من أمره ولكن امسكت يده كاميليا وهي تنظر خلفه لزوجة عمها ' نيفين' التي تتابع الموقف من اول حديثهم بخبث نظرت الى نوح بحزن بارع ممتلئ بالخبث بداخلها : 


ـ مش هتصالح مامتك يا نوح وتراضيها بكلمتين حلوين. 


اجابها علي بسرعة ولهفة : 


ـ هراضيها اكيد يا كامي، بس لما اراجع عشان متأخر جامد. 


كاد أن يغادر ولكن امسكت يده للمرة الثانية وهي تهتف بأصرار : 


ـ لا دلوقتِ وهتصالحها دلوقتِ. 


هتف بحنان هذه المرة وهو يهتف بنبرة سريعة : 


ـ هصالحه اكيد، وعد مني، بس بالله عليكي خلي نور تفطر لأن نور مش بتحب تفطر لوحدها سيبها ولما تصحي ابقي خدي ليها الفطار وحاولي تاكلي اي لقمه جنبها يلا سلام، متنسيش بس. 


ختم جملته وغادر على الفور أما هي اشتـ علت أنه اذكر اسم ' نور ' أمامها ولكن ابتسمت بخبث وهي تري عصبية زوجة عمها وهي تتجه الى غرفتها. 



دخلت الي غرفتها وهي تفكر بتصرفات ابنها، فهو لا يذكر والدته بأي شئ وعند نور اذكرها لا وبلا تذكر افطارها وعند والدته لا. 


تذكرت محايله كاميليا أن يصالح والدته، وعند نور لم تقول له اي شئ. 


فهي أخطأت بأنها وافقت علي تلك الزيجة. 


في ' نور ' سوف تفعل أي شئ حتي تبعد إبنها عنها ولكن لن تسمح لها ابدا. 




❈-❈-❈


خرجت من مكتب ايان وهي حزينة على حال الذي وصلت له يمن فهي كانت متأكده انه لا يحبها بلا يحب المال لا اكثر، فهي لا تعرف كيف تقول لها أن يحب المال أكثر منها.


لا تعرف كيف تخبرها وهي لم تسمع بها ؟


اللعنة علي ايان واللعنة على تلك الحب الاعمى الذي يجبرها أن لا تري أيان علي حقيقته.


خرجت هاتفها من حقيبته وهي تتصل بـ راندة وثواني أتاها الرد وبدون أي شئ قصت لها عن ما حدث منذ قليل وعن محادثتها القليلة معه حتي صاحت راندة بعصبيه :



ـ ااه يا واطي يا حقـ ير وطالب خمسة مليون مرة واحده قلبه تقل الحيـ وان ده ، بس العيب مش عليه العيب علي الهانم اللي حبت واحد زي ده ، وحياه نوح وحياتك عندي لاربيه واشربه من نفس الكاس ، وعد مني لاربيه علي ايدي ، يا أنا وهو .



هتفت بهدوء وهي تتدخل مكتبها ولا تلاحظ وجود كمال الذي ينظر له كعيون الصقر الذي يراقب فريسته ليس إلا :


ـ هتعملي ايه يعني ، كفايه أنه مشي بعيد عن يمَن ، هو طالب مبلغ كبير عشان يبعد عنها بس خساره اي حاجه وكل حاجه اهم حاجه عندي يمَن تبقي كويسه ، انا هدفعله الفلوس علي بالليل قبل ما اخرج من الشركة ، ويغور هو والفلوس احنا ما صدقنا نخلص من الحيـ وان ده .



هدأت هي الأخري ولكن لم تهدأ نـ أرها الذي اشتـ علت بسبب ذلك الخبـ يث هتفت بنبرة هادئة عكس بما داخلها :


ـ ماشي يا وعد ، اعملي اللي تعمليه اهم حاجه فعلا أنه بعد عنها بس وحياه نوح عند رانده لو الـ واطي ده عمل حاجه تاني يا ويله مني ومن وش راندة التاني .



بينما هتفت بنبرة سريعه ولهفه حين وصلت إلي شركتها فرع من الفروع النويري :


ـ انا هقفل دلوقتِ عشان وصلت يلا سلام .



ختمت جملتها وقفلت هاتفها دون أن تسمع ردها فهي حد الأن تريد أن تقتـ لع عيون وقلب هذا الخبيث ، قلب هل هو لديه قلب من الأساس حتي يفعل ذلك ؟


لا ليس لديه قلب ابدا .


تعترف أن يمَن ليس قريبة منها مثل نوح وعد ولكنه تظل في مقام شقيقته الصغرى الذى مهما فعلت تظل شقيقته .


فهي تشعر بالخنقة يقبض على قلبها بقوة كأنه أحدهم يعتصره بقوة .


فهي تشعر بالخوف علي يمَن إذا علمت الحقيقة.


اتمني أن يبرد الله قلبها وأن تتغلب علي هذه الأزمة على خير دون أن تصيب لها الأذى.



عند وعد 


تأففت بقوة علي تصرفات ' راندة ' التي غير مقبولة بالمرة فهي ' رانده ' لا تتحكم بأعصابها ابدا إذا تعلق الأمر علي عائلتها الوحيدة كونها طبيبة نفسية ولكنها لا تتغلب على عصبيتها منذ أن كانت صغيرة تفعل هذا الشئ .



فهي أيضا تشعر بـ يمَن وماذا أن تشعر .


في قلب يمَن سوف يتحكم بالكامل .


فهي كانت تدعو إلى الله أن أيان يصبح شخص جيدا وأن يحارب من أجل الحصول يمَن ليس المال.


وضعت يدها نحو فمها تكتم شهقاتها بألم ، فهي فعلت بها الكثير وتحدثت معها بطريقة سيئة ولكنها صغيرة ، الى متى تتحمل الالم الذي ينبض بقلبها علي تلك يد المحتال التي دمر حياتها.


اغمضت عينيها تحاول أن تزيل تلك الغيوم التي كانت ممتلئة بالدموع في لؤلؤ عينيه ، أهم شئ أن يمَن بخير وسوف تصبح بخير فهي سوف تظل معها إلى آخر أنفاسها وسوف تتغلب علي هذه المحنة على أي حال.



اخرجت تنهيدة قوية تحمل الكثير والكثير من الالالم الذي تشعر به تجاه يمَن.


شعرت بيد حديدية تصعد على ظهرها الي الاعلي و الي الاسفل نظرت نحو تلك اليد وجدت كمال يطيب بخاطرها بحنان ويهتف بحنان بالغ لأول مرة أن ترى منه هو :


ـ كل حاجه هتتحل متقلقيش ، متعيطتيش أنتِ بس .


نظرت له بصدمة وملامحها يهتفون بحيرة :


ـ كمال ، أنت هنا من أمتي؟.


وضع يده داخل جيوبه وهو يهتف ببرود كأنه لم يكُن أن يتحدث بحنان :


ـ من شويه من قبل ما تدخلي علي المكتب.


نظرت له بصدمة وما زالت ملامحها يهتفون بحيرة واستنكار :


ـ يعني أنت هنا من ساعتها ، وسمعت المكالمة ؟.


هز رأسه دون اضافة اي كلمة أغمضت عينيها بأحراج واضح على ملامحها فهي لا تريد أن تعرف اي شئ بهذه الحقيقة وسرعان ما إدراكها.


اذا قال لـ نوح بهذه الحقيقة أو لأي حد بالشركة ماذا عساي أن تفعل ؟.


قطع من دوامة افكارها صوته الحنون الذي كان ممتلئ بالجدية ليس أكثر :


ـ متخفيش اوي كده ، مش هقول لـ نوح ولا هقول لاى حد .


نظرت له بصدمة أكبر في كيف أدرك أنه كانت تفكر بهذا الحديث أو ممن كانت تخاف ؟


أفاقت علي صوته للمرة الثانية والذي كان يهتف هذه المرة بجدية واضحه ورسمية :


ـ صفقه ام جي بعتلنا ايميل عن المواعيد اللي هنتقابل فيه ، ولازم نروح شرم لأن هنشرف علي المشروع انا وأنتِ من خلالها ونعرف نتوصل بعدها ونعرف ايه الأخطاء وهناقشها مع بعض .



وبعض مرور الوقت تخلت عن إحراجها وبدأت تعمل معه بحماس واضح علي ملامحه وهذا الشئ اسعد كمال كثيرا.



❈-❈-❈


ـ تيته ولله أنتِ فاهمه غلط.


اخرجتها يمَن التي تحاول قدر الأمكان أن تبتعد عن جدتها التي مازالت تمسك العصاه في يديها وتقترب منها بشر وهي تهتف بشر :


ـ اه يا بنت الكلـ ب واللي محدش عرف يربيكي انا هربيكي من اول وجديد ، يا انا يا أنتِ النهاردة أنتِ فاهمه .


بينما أكملت بحده من أمرها وصوتها يعلو أكثر مما يسبب الرعب لـ يمَن :


ـ أنا كنت عارفه عمايلك وادتك اكتر من فرصة ، بس الظاهر ديل الكلب عمره أبدا ما يتعدل.


ختمت جملتها و أخذت تضربها بالعصا بعصبيه علي يدها وظهرها وقدميها وهي تبكي من الألم أكثر وتصرخ علي الاقل ينجدها أحد ولكن تعرف جيدا أن هذه الغرفة التي توجد فيها عازلة للصوت فلا أحد ينقذها ابدا.



❈-❈-❈


استيقظت على أشعة الشمس التي تزعج عينيها ، فتحت عينها ببطئ وتكاسل بسبب أشعة الشمس التي تزعجها نظرت إلي أشعة الشمس بحيرة أمسكت هاتفها التي كان بجانب الطاولة تنظر لها وجدت الساعة تشير إلى الواحد الظهرة هل هذه مزحه ؟.


هي لأول مرة تنام هكذا؟.


لأول مرة منذ موت رحيم تنام كل هذه المدة بلا لا تحلم أحلام اليوم؟.


لا تحلم أحلام تزعجها ؟


لا بلا لم تستيقظ ابدا من إرهاق اليوم .


فهي اليوم تشعر براحة نفسية بلا ونشاط كبير في جسدها أيضا غير أي وقت مضى. 


ابتسمت بسعادة فهي لم تستيقظ اليوم على أحلام تخفيها أيضا ولا تزعجها صرخت بسعادة ونشاط قامت بسرعة أخذ حمام يريح جسـ دها أكثر وهي لا تصدق ابدا انها تخلصت من أحلامها اليوم تدعو من الله أن يديم هذه الراحة و إلي الأبد.



وبعد قليل..


خرجت بسعادة اتجهت الى غرفة الثياب وجدت أنواع الثياب المختلفة التي أوصى إليها نوح في أنواع الثياب التي أوصى إليها نوح الكثير من المحتشم والكثير من القصير والكثير من ….


قطع دوامة أفكارها لون وجهها الاحمر الذي تغير وهي تبعد وجهها بعيد عن هذه الثياب اخترت فستان لونه ' اخضر ' بعد الركبه ويبرز جمال ذراعيها التي يصنع منها جمال بياض بشرتها.


صففت شعرها وتركته بحرية مما سقط بعض الخصلات المتمردة على عينيها التي تشبه ارض الخضراء.


اتجهت الى الأسفل ولكن لم تجد أحد أمسكت هاتفها وهي تجد العديد من الرسائل المعجبين لها ولكن لم تكن منتباه لهم في تصيب كامل انتباه الي رسالة معين جعلت قلبها يدق كالطبول .

وهي رسالة من ' نوح ' دخلت إلي الرسالة حتى تقرأها بأكملها وجدت الرسالة كانت ممتلئة بالحب الذي بداخله مما جعلت ابتسامتها تتسع رغم عنها 


' صباح الجمال والحلاوة علي حبيب قلبِ وأيامي ، حاولت اصحيكِ من النوم بس طبعا كُنتِ غارقنة في النوم ، فـ مرضتتش اصحيكِ وسبتك على راحتك اهم حاجه الجميل بتاعي يفطر ، وانا عارف انك مش بتحبِ تفطري لوحدك ، فـ هتلاقي كاميليا تفطر معاكِ وانا هحاول اخلص بسرعة وهاجي عشان اتغدا معاكِ ، خلي بالك من نفسك ، واه مفيش خروج النهارده ، خليها بكره ، نجيب ياسين يعيش معانا في البيت وانا خليت أم أحلام تجهز ليه الاوضه اللي جنب الجناح بتعنا بحيث أن يكون جنبنا ، سلام يا احلى حاجه حصلت في حياتِ.'  


ظلت تقرأ مرات عديدة الرسالة دون كلل أو ملل وكل مرة تقرأها تشعر أنها فراشة تحلق في السماء من شدة فرحتها وسعادتتها التي تتراقص في قلبها.


وكل مره تقرأها تشعر وكأنها اول مرة تقرأها وتبتسم في كل مرة ولا تعرف لما الشعور ولكنها يجعلها سعيدة ، سعيدة حقا.


اتجهت الي الاسفل بأبتسامتها المشرقة ، التي تذيب كل شخص ، ماذا إذا انظر إليها عاشق ولهان يتمني نظرة منها .


مازالت تمسك هاتف وكادت أن تقع ولكن شخص وأمسك يدها جعلها أن تتوازن جيدا وما هو إلا ' نيفين ' والده نوح .


ـ خلي بالك.


قالتها ' نيفين ' بسرعة ولهفه وهي مازالت تمسك يد ' نور '


ابتسمت نور لها بعد أن استعادت توازنها جيدا وهي تهتف بمحبة لها صادقة :


ـ شكرا ليكِ يا ماما نيفين .


اجابتها بأقتضاب وهي تتذكر معاملت ابنها بسببه هي .


ـ متشكرنيش وابقي خلي بالك .


هتفت ملامحها بحيرة بسبب تغيرها المفاجئ وهي تسأله بتساؤل حنان وهي تتضع يدها الصغيرة نحو أكتافها بحنان : 

ـ مالك يا ماما أنتِ كويسة ، في حاجه مدايقكي ؟ .


اجابتها بأقتضاب وهي تمسك يدها بعيد عن أكتافها كأنه تحمل مكروة لا تريد أن تتضرر مما استولي الضيق نحو صـ در ' نور ' :

ـ بخير يا ختي هو اللي يشوفك ميبقاش كويس ازاي ده انتِ مرات الغالي.


هتفت ملامحها بحيرة اكبر وهي تسألها للمرة الثانية بحنان :


ـ طيب في حاجه مدايقكي مني ، عملتلك حاجه تتدايق من غير ما اقصد ، بصي يا ماما انا يعلم ربنا اني شوفت فيكِ الام الحنينة اللي ربنا عوضني بها عن امي الله يرحمها ، ولو غلط قوليلي ونتنقاش انا وأنتِ وقتها ، لكن تزعلي مني أو تتدايقي مني ولله ما هقدر علي زعلك وهاتي راسك ابوسهالك اهئ .


ختمت جملتها وقبلتها فوق فروة رأسها بحنان وحب يخرج من قلبها البرئ الذي أحب تلك السيدة الحنون ، مما رق قلب نيفين علي تلك الفتاة التي لأول مرة رائتها شعرت أنها طيبة وحنونة واحبته أيضا ، ولكن هي تحب ابنها أكثر من أي شئ ولا تريد خسرته ابدا .


ـ مش زعلانة يا بنتي منك ، انا بس زعلانه علي تغير نوح معايا مش اكتر ولا اقل .


اجابتها برقه وحنان وهي تنظر لها بهدوء : 


ـ نوح اتغير معاكي ازاي بس .


اجابتها باندفاع ولهفة وهي قد تناست سبب حزنها منها :


ـ يعني لما اتجوزك ، مقصدش يعني بس هو عارف وكويس اوي أني مش بأكل من غيره وهو عارف كده ، بتحايل عليه امبارح مرضيش يأكل وقالي أنه نور مش بتحب تأكل لوحدها ، انا مش علي حاجه ولله انا عليه هو يأكله حته لقمه تلم عضمه ، مرضيش يحط حاجه في بوقه ومتكلمتش معأنه اتعصب عليه امبارح واول مرة نوح يعملها ، سكت وقولت يمكن أعصابه تعبانة عشان شافك تعبانة كده ، متكلمتش وقتها ، لكن الصبح منزلش فطر معانا ولا حتي افتكرني وهو عارف أنه امه مش بتأكل من غيره قوليلي بقي ليا الحق ازعل ولا مزعلش ؟ .


ابتسمت لها عن حبها الشديد وتعلقها بأبنها وغيرتها الشديد التي واضحه دعت من كل قلبها ' أن يديم هذة المحبة والي الابد ' وضعت يدها نحو أكتافها وهي تهتف بمرح وحنان حتي تخفف عنها ولو قليلا :


ـ لا المفروض تزعلي ، وهو لما يصالحك قوليلها انك زعلانة من كذا كذا ، وطلعي كل اللي في قلبك متخزنيش ولا تتراكمي يا أمي لأن التراكمات وحشه اوي ، ويا ستي نوح بيحبك ولله ، ومهما كان بيعزني ومهما كنت مراته ، أنتِ ليكي معزه خاصه لوحدك متقارنش بأي حد ولا تقارن بيا انا حتي ، لانك يا امي أنت الدنيا عند نوح ، ولو مصالحكيش النهارده مفيش نوم في الجناح نهائي ايه رائيك .


قهقهت ضاحكة على حديث تلك الفتاة التي كل مرة تأخذ قلبها بحديثها الذي كان ممتلئ بالرقة والحنان ، هتفت بحب وهي تعانقها بحب واضح وقد تغيرت ملامحها مئة وتمانين درجة من حب كبير إلى تلك الفتاة .



عانقتها هي الأخري وشعرت ببكاء شديد وهي تتذكر والدتها فهي ولو مرة شعرت بطعم حنان الام ، وها هي الآن شعرته أمام يد تلك المرأة الحنونة.


أما هي فقد ندمت بشدة أنها تكلمت معها بهذا الشكل فهي ليس لها أي ذنب ، فـ كيف لفتاة رقيقة وحنونة وتقف بصفها كيف تبعد ابنها عنها؟


فهي اخذت وعد على نفسها من اليوم أن لا تحزنها مرة ثانية.


خرجت ' نور ' من أحضان ' نيفين ' بصعوبة فهي لا تريد أن تبكي أمامها .


خرجت نبرتها بمرح واضح وتمسك يدها وتتجه الى الأسفل : 


ـ وتعالِ بقي لان هموت من الجوع ، وانا مبحبش اكل لوحدي في هتكلي مع بنتك عشان خاطرها .


ابتسمت نيفين لها وهي تهتف بمحبة ومرح :


ـ طبعا أكل مع بنتي لو مكلتش مع بنتي هأكل مع مين.


وبعد قليل كانوا يأكلون ويمزحون وضحكتهم كانت تملأ القصر بأكمله وكل هذا تحت عيون كاميليا التي تشتـ عل أكثر وهي تتجه نحو غرفة جدتها حتى تفكر بحل تنهي هذه المشكلة التي وقفت كعقبة لطريقها لـ نوح.



❈-❈-❈


دخلت إلي الغرفة لأنها كانت من البداية معها نسخة من المفاتيح الغرفة وجدت الغرفة في حالة لا يرثي لها وجدت يمَن واقعة في الأرض ورأسها تنزف بشدة وذراعيها لا يتحركون بسبب شدة الألم الذي تشعر بها ، تجاهلتها بدون شفقة واتجهت بعصبية نحو جدتها التي كانت تجلس على الفراش بهدوء تراقب يمَن بتشفي ، اقتربت منها وصوتها يعلو من عصبيتها :


ـ بقولك أية ، اللي بتخطيطي ليا كله فشل ، مرات عمي ونور بيضحكوا تحت و لمينا القصر كله بسبب ضحكاتهم اللي هتطلع بره للحرس ، شوفيلي حل انا خلاص مبقتش مستحملة تصرفاتهم .


نظرت لها بهدوء وببرود كأنها لم تتحدث من الأساس :


ـ راقبي بره شوفي حد جاي ولا لا عشان هوصل يمَن قلب تيته أوضتها ، صح يا يمَن؟


نظرت لها نظرة نـ ارية جعلتها تبكي وتتذكر ضربها ومعاملتها القاسية منذ قليل فهي لا تشعر بكامل جـ سدها تشعر بالألم الذي يفتك بها الالم فقط ليس إلا.


كادت سوف تتحدث مرة ثانية وهي تنظر لجدتها التي لم تستمع لها ولكن الجدة نظرت لـ كاميليا نظرة نـ ارية جعلتها أن تخرس وتنفذ حديثها علي مضض في نفذت حديثها دون إضافة أي كلمة وراقبت الطريق بهدوء أمسكت يد يمَن التي أطلقت تأؤه خافض ممتلئ بالألم كادت أن تصرخ ولكن قطعتها الجدة التي هتفت بشر واضح :


ـ اوعي تنسي اللي قولت عليه ولا والله لـ هضربك من اول وجديد بس المرة دي اقوى من الاول ، وساعتها هتكسري وعضمك هيتكسر في أيدي قولتِ أية ؟


بكُت بكُاء الخافتة التي تتطلب فقط الأمان والراحة بعيد عن قسوة الحياة .


أخذت الجدة تمسكها بهدوء وتستندها تحت تأوهات ' يمَن ' التي مازالت تتألم.


ظلت كاميليا تراقب الطريق وهي تتجاهل يمَن وتأوهاتها ، وبعد قليل وصلت الجدة يمَن ودفعتها إلى الفراش بقسوة وهي تهتف بقسوة لاذعة جعلتها ترتعش :


ـ أنتِ عارفة طبعا يا روح تيتة ، أنتِ هتقوليلهم ايه ، ولو حرف زايدة طالع من بوقك الحلو ده هتتخرشمي من غير ما حد يسمعلك صوت واديكي جربتي الطريقة.


ختمت جملتها وأمسكت هاتف يمَن واي جهاز سوف تتواصل بها مع المدعو ' أيان ' وخرجت على الفور تركتها تبكي من الالم الذي تشعر بها بكامل جـ سدها .



خرجت وجدت كاميليا في طريقها وهي تهتف بنبرة هادئة :


ـ عملتي اللي قولتلك عليه ، وقولتيلي هتاخدي وعد تنافي معاكِ اللبس ولا ايه ؟ .


هتفت بنفاذ صبر وهي تنظر حوليها تتأكد أن لا يوجد أحد وتهمس بنبرة هامسة :


ـ ايوة عملت ، وفرح وقالي ربنا يهديكِ وكل ده كان قدام امه.


هتفت بنبرة هادئة مليئة بالخبث :


ـ يبقى تخليكِ ماشيه علي حسب الخطة ، وانا هفضل ورا نيفين .


ختمت جملتها وتركتها تغلي من اشتعـ الها فهي تريد خطة سريعة تتخلص من نور بسرعة فهي تريد نوح بأي ثمن حتى لو هذا الثمن كلفها حياتها.



❈-❈-❈



دخلت إلى القصر هي ونوح معا في نوح انتظرها وغادروا من الشركة وقفت أمام القصر حين نوح جاء لها اتصال مهم يتعلق بالمشروع الخاص اتجهت إلي داخل القصر وهي تبحث عينيه عن يمَن ، تريد أن تراها وقلبها يعرف أنها بخير لا تعرف لما قلبها قلق عليها إلي هذا الحد ! . 


اخرجت تنهيدة قوية تحمل بما داخلها ، فهي قد أعطت المال بأكمله لـ أيان حتي يبتعد عن يمَن و إلى الأبد ، وقد تكلمت معه بتهديد أن يقترب من ظل يمَن مرة أخرى في سوف تقلب كل الموازين عليها ولا أحد يمنعها من قتله هذه المرة .


لا أحد أبدا يمنعها .


دخلت القصر وجدت زوجة عمها نيفين جالسه مع ' نور ' يشاهدون التلفاز على فيلم مسلي.


اتجهت إليهم وهي تبتسم لهم بمحبة ولكن قطعها اهتزاز هاتفها مما نظروا لها بحيرة استأذنت منهم وهي ترد علي ' كمال ' الذي اتصاله هذا حيرها بعض الشئ .


ردت على الهاتف بعيد عن ما كانوا يجلسون :


ـ ايه كمال .


ـ ايه يا وعد ، هو أنتِ هتلبسي ايه بعد بكرة ؟


ـ البس ايه ؟

نطقتها وعد بحيرة من أمره ، ماذا دخله بعلاقة ثيابها ، ولما تحديد بعد غدا ؟


قالها بإحراج هذه المرة وهي علي وشك الغلق الهاتف :


ـ خلاص يا وعد ، انا كنت بس عايزه اعرف هتلبسي ايه في الخطوبة بعد بكرة عشان اللي حصل النهارده ميحصلش تانى ، يعنى علاقه اللبس انا وأنتِ النهارده ، كنت هقولك تلبسي وانا البس عكسك عشان اللي حصل النهارده ميتكررش تاني ، على العموم انا هقفل خلاص.


هتفت ملامحها بحيرة من أمره فهي كانت تلبس ثياب اليوم ابيض وهو أيضا كان يلبس بدلة كلاسيكيه لونه ابيض مما الشركة نظرت لهم بحيرة وغرابة وظنوا أنهم في علاقة معا لهذا يتصل بها ، حتى لا يتكرر الخطأ مرة أخرى .


وعن أي خطبه يتحدث التي سوف تحدث بعد غدا ؟


هتفت بنبرة سريعة ولهفة وهي لا تفهم أي شيء عن هذه الخطبة :


ـ كمال ، استني ، خطوبه ايه اللي بعد بكرة ؟


هتف ملامحه بحيرة بأنه لم تعرف ابدا :


ـ أيان ، خطوبة ايان علي ليلة ، هو أنتِ معرفتيش ازاي ، ده ايان عزم نوح بنفسه ، هو مقالكيش لما دخلتي مكتب ايان تاني ولا نبهه عليكِ ؟


حبست أنفاسها وعينيها تبحث عن يمَن في كل مكان فهي اكيد تعرف بالخبر ، لذلك لم تظهر أبدا في أرجاء المكان لعنت أيان تحت أنفاسه من تلك الألعاب الخبيثة التي تصيبها يوما ما .


هتفت بنبرة سريعه ولهفه وهي على وشك غلق الخط مرة أخرى :


ـ كمال ، انا هقفل دلوقتِ وهكلمك بعدان ، يلا باي 


ختمت جملتها وقفلت الخط ، وهي تتصل إلي ايان بعصبية وهي لا تفهم ما سر الخطبة التي سوف تحدث بعد غدا ؟



وثواني حتى أتاه الرد ، هتفت بعصبية وصوت منخفض تتغلب عليها بصعوبة حتى لا أحد يشك بالأمر :


ـ ااه يا زباله يا حقير ، احنا متفقناش على كده ، متفقناش انك تعمل خطوبة وتكسرها اكتر انت اتجننت.


هتف بنبرة باردة مليئة بالخبث الذي بداخله :


ـ بقولك ايه ، احنا متفقناش علي حاجه ، احنا اتفقنا أني ابعد عن يمَن وانا عملت اللي عليا ، انا لسه شايف يمَن ، وقايلها روحي الحقها بقي لاحسن تعمل حاجة في نفسها وتلبسوني مصيبة .


ختم جملته وهو يقفل الخط دون سماع ردها .


 ماذا يقصد أن تعمل في نفسها الشئ .


ماذا قال لها هذا الحقير ، ومتى رأها ؟


اندفعت ركض الى غرفة يمَن مما قلقوا والده نوح ونور التي لم يعرفوا لم تركض بهذه السرعة 


دخلت إلي غرفة يمَن وجدتها جالسة على الفراش ساكنه تنظر إلى الفراغ بشرود اقتربت منها وهي تنظر إلي ذلك الجرح الذي يزين رأسها من الأعلى ، اقتربت منها وهي تقول لها بحنان :


ـ يمَن ، مالك يا حبيبتي ، فيكِ أيه؟


نظرت لها وبكَت كأنه لم تبكي من قبل وهي تهتف بنبرة حزينة تقطع القلب :


ـ سبني يا وعد ، رايح يخطب يا وعد ، اتهمني أني خاينة ، واتهمني اني مش بحبه و اني بحب نوح ، هو ميعرفش أن نوح ده اخويا ، ميعرفش يا وعد ميعرفش .


بكت من كل قلبها وصرخت صرخه هدت اسوار القصر بأكمله مما سمعه نوح من الاسفل الذي بدا قلقا من ذلك الصراخ الذي قطع قلبه إلي أشلاء دخلت نور الي الغرفة وهي تري يمَن تصرخ وتبكي مثل الاطفال كادت أن تهديها بحديثها ولكن يمَن استسلمت لسحابة السوداء باستسلام مما صرخت وعد بأسمها هز جدران البيت بأكمله .

يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية أرهقته حر با، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة