-->

رواية جديدة لفاطمة الزهراء همسات معذبة- الفصل 5

 

رواية جديدة وحصرية على مدونة رواية وحكاية 

رواية همسات معذبة 

بقلم الكاتبة فاطمة الزهراء 





رواية جديدة وحصرية

 همسات معذبة 

الفصل الخامس 


أكثر ما يذيب القلب عند حزنك أن تكون مضطراً لأداء مهماتك في العيش وكأنه لم يحدث شيء ،

 في حين أنك تود التوقف عن الحياة تماماً.

                    

❈-❈-❈


كانت كيان تصرخ وهى معهم فى السيارة وتبكى تريد العودة لشقيقتها رغم صعوبة الموقف ولكن تماسكت رحمه وحاولت تهدئتها ولكن فشلت وصلوا للمنزل وشعرت بالحزن والخوف ندمت لإنها فتحت الباب حين سقطت إيلاف على الأرض 

كيان ببكاء :

ــــ أنا عاوزة أروح لأختى 

رحمه وهى تضمها لكى تهدأ وتمتنع عن البكاء :

ــــ إنتى هتعيشى معانا انسى بقى أختك والملجأ خلاص هنسافر بكرة وكل اللى تطلبيه هيكون عندك 

كيان برفض واعتراض : 

ــــ عاوزة إيلاف مش عاوزة حاجة تانية أنا بكرهكم كلكم 

جلست على الأرض تبكى ورفضت أن يقترب أحد منها حاولوا معها كثيرا ولكن كانت ترفض أى شئ يحضروه لها .. وحين أتوا لها بالطعام رغم جوعها الشديد حملت الملعقة بتردد ولكن ألقتها على الأرض حين تذكرت أختها وما كانت تفعله معها .. كانت تعطيها طعامها كله وتنتظر حتى تأكل ما تريد وتأخذ المتبقى منها ظلت مكانها حتى نامت حملها رائد فى غرفتها وأغلق الباب ثم عاد لزوجته وجدها حزينه

                  

رائد : 

ــــ ممكن تهدى مع الوقت هتنسى ولما نسافر وتشوف الحياة اللى منتظراها حزنها هيقل 

رحمه بحزن :

ــــ أنا أنانيه أوى إزاى عملت كده عارف إنى مش قادره أنام منظر أختها مش بيروح من تفكيري .. لازم نسافر فى أسرع وقت وجودنا هنا مش فى مصلحتنا كلنا 

رائد : طيب كلها ساعات ونكون بره مصر يلا ارتاحى شوية 

رحمه : 

ــــ خايفه أسيبها تخرج من هنا خلينى معاها 

رائد : 

ــــ متقلقيش البواب قفل البوابه حبيبتي كفاية بقى تفكير يلا بينا 

                  

❈-❈-❈

عند إيلاف حضرت الطبيبة لتراها وتطمئن عليها كان جوارها ماجدة وقفت نهله بعيدا وهى تبكى بصمت أنهت فحصها ونظرت لهم بتعجب شديد 

الطبيبة : 

ــــ ممكن أفهم أيه الحكاية طفلة فى سنها المفروض تعيش حياة طبيعية مش كفاية أهلها اتخلوا عنها تدمروها أنتم كمان 

ماجدة بتوتر : 

ــــ طمنينا الأول عليها هى كويسة صح

الطبيبة : للأسف اتعرضت لصدمة عصبية وفقدت النطق أرجوكم لو مش هتقدروا تعوضوهم لو بجزء صغير يبقى سيبوهم لحد تانى يهتم بهم 

نهله وهى تنظر لهم بحزن وخيبه : 

ــــ لأول مرة اعترف بغلطى وفشلى أرجوكى إعملى أى حاجة علشان تتكلم من تانى 

الطبيبة : 

ــــ هو ممكن اتبناها !! 

نظروا لبعضهم بتعجب من طلبها لتهتف ماجدة : 

ــــ حضرتك إحنا مش هنقدر نظلمها تانى كفاية أختها ضاعت منها 

الطبيبة بهدوء : 

ــــ وافقوا وأوعدكم هعوضها عن أى حزن عاشته 

نهله برفض :

ــــ أنا مش هقدر أبعد عنها لا مش موافقة 

الطبيية بتوسل :

ــــ اوعدك إنى هحافظ عليها وكمان هخليها تتواصل معاكم أنا محتجاها بجد

ماجدة بهدوء : 

ــــ ممكن تعطينا فرصة نفكر وهنرد عليكى فى أقرب وقت 

                     

كتبت لها عدة أدوية وغادرت لمنزلها لتجلس نهله جوارها بدأت تملس على شعرها لتتزكر اللقاء الأول الذى جمعها بهم ولكن تذكرت أيضاً رحيل كيان أخذت ماجدة الورقة لتطلب من أحد المشرفين إحضار الدواء 

نهله بدموع وهى تضمها: 

ــــ عاوزين ياخدوكى منى إنتى كمان 

دخلت ملك الغرفة لتراها رفعت نهله يدها لتركض إليها 

ملك : 

ــــ مش تعيطى هتبقى كويسة أنا عاوزة أكون صاحبتها

ابتسمت بدموع لابنتها : 

ــــ بجد عاوزة تصاحبيها

ملك بتردد : 

ــــ أه أنا حبيتها هى وأختها خليها تعيش معانا هنا ومش هزعلها وهقول ل بابا يوافق وهخاصم وليد لو زعلها مش هتكلم معاه تاني 

ضمتها بحب وقبلت رأسها : 

ــــ عاوزاكم تكونوا أصحاب ومتتفرقوش أبداً فاهمه

حركت رأسها بابتسامة وجلست معها يتحدثوا لا تنكر أن وجود ملك فى هذا الوقت ساعدها قليلاً لتتخطي هذا الألم الذى تشعر به 

                   

❈-❈-❈


وصلت لمنزلها وجدت زوجها يجلس ويفكر فى مستقبلهم اقتربت منه وجلست على قدمة لتاخذ منه الملفات وتضعهم على الطاولة باهمال 

غادة باعتراض : 

ــــ مش قلنا بلاش تفكير ومفيش شغل فى البيت ولا ده عقاب بقى 

يونس :

ــــ انا بعاقب نفسي لانى ظالمك معايا غادة اسمعينى حقك تعيشى حياة حلوة ويكون عندك أولاد مش عاوز أكون أنانى معاكى أنا 

وضعت يدها على فمه لتمنعه من إكمال حديثه وهتفت : 

ــــ طيب أنا لاقيت الحل واعتقد مش هتعترض عليه 

يونس بتعجب : 

ــــ حل !! مش فاهم وضحى كلامك 

غادة بتوتر :

ــــ نتبنى بنت وتعيش معانا أظن ده أنسب حل ' وضعت يدها على وجهه لتكمل ' يونس كفاية بقى تأنيب انا مش هكمل حياتى مع غيرك اتفقنا فكر فى الموضوع البنت محتاجة لأهل حقيقين واثقه إنك لما تشوفها هتحبها جدا قلت أيه !! 

يونس بتفكير : 

ــــ مش هقدر أقولك لأ بس إعطينى شوية وقت علشان افكر كويس 

غادة بطفولة : 

ــــ معاك لبكرة وهتيجى معايا تشوفها يلا نتعشى وننام اليوم كان طويل 

                    

❈-❈-❈


ظلت نهله جوار إيلاف طوال الليل خائفة عليها وتفكر فى حديث الطبيبة ولا تعلم بما تخبرها ؟؟ هل توافق على تبنيها أيضاً؟ 

استمعت لدق خفيف على الباب قامت لترى من وكان زوجها نظرت له بحزن وعتاب بكت بقوة ليضمها ويحاول التخفيف عنها 

طارق بندم :

ــــ سامحينى بس دى كانت الطريقة الوحيدة علشان البنت تعيش حياة عادية فكرى معايا .. البنت لما بتوصل سن معين بتسيب الملجأ هما بقى كانوا هيروحوا فين حبيبتي الحياة مش بتمشى زى ما إحنا عاوزين بالعكس بتمشينا هى محدش يقدر يتدخل فى القدر

نهله بقهر : 

ــــ أنا حاسه بوجع بجد مش قادره اتخطى الحكاية أنا اتعلقت بهم بجد كانهم حته منى فاهمنى 

طارق : 

ــــ فاهمك كويس أوى بس فكرى بطريقة تانية إن الحياة أحيان بعد معاناة شخص تخبى له شئ يفرحه 

نهله بهدوء :

ــــ الدكتورة طلبت تتبنى إيلاف 

طارق بجدية :

ــــ المره دى مش هتدخل ده قرارك لوحدك فكرى بهدوء 

فى الصباح استيقظت وبحثت بعينها عن شقيقتها لتجد الغرفة فارغة دخلت ماجدة وهى تحمل صنية الطعام ووضعتها أمامها .. وضعت يدها على رأسها لتبعدها ونظرت للفراغ لتسمح لدموعها بالنزول 

ماجدة بحزن : 

ــــ عارفة إنك زعلانه بس متأكدة إنكم هتتقابلوا فى يوم وتعوضوا سنين الغياب خليكى قوية 

لم ترد عليها لتغادر فى حزن طلبت نهله من أحد المشرفات أن تظل معها اليوم لانها وعدت ابنها ان تكون معه وأيضاً لا تستطيع مواجهاتها بعد ما حدث .. هى حائرة بينهم ولكن حسمت فى النهاية القرار وذهبت معه لكى لا يغضب أكثر من السابق 

                  

❈-❈-❈


لا تعلم كيف خرجت وغادرت هذا المنزل كانت خائفة فهى وحدها الآن كانت تسير بخوف لتجد أحد البيوت القديمة نامت فيها وفى الصباح وجدت أحدهم يفرغ عليها المياة وقفت مفزوعة 

__ 

انتى مين وبتعملى أيه هنا !!

كيان بدموع :

ــــ أنا كيان عاوزة أروح لأختى بس مش عارفه ممكن توصلنى لها 

__

 إنتى عارفة أختك فين !!

كيان :

ــــ أه عارفه البيت ساعدنى يا عمو 

اخذها وساروا فى الشارع كانت تبكى تعب الرجل ليجلسوا أمام أحد العمارات 

__ 

أنا تعبت أقولك تعالى معايا البيت على الملجأ ما يفتح تانى

نظرت له بهدوء ذهب بها لبيته لتصرخ زوجته :

ــــ مين دى هاه كنت حاسه انك متجوز عليا دى بنتك صح انا هقتلكم أنتم الاتنين 

__

 بلاش جنان تعالى الأوضة وهحكيلك كل حاجه

اخبرها بكل شئ وأنه سيضعها فى الملجأ بعد عودته لن يستطيع تركها فى الشارع لكى لا يتعرض لها أحد 

زوجته :

ــــ أسبوع واحد بس مش هقبل بأكتر من كده 

اخبرت رحمه الشرطه باختفاء ابنتها ووعدوها أنهم سيبحثوا عنها خافت ان تخبر نهله وتتهمها بعدم تحمل المسؤليه .. 

                   

❈-❈-❈

أنهت غادة عملها وقامت بالاتصال بزوجها ليقابلها فى منزل نهله لرؤية إيلاف والتعرف عليها 

يونس بهروب :

ــــ انا مشغول النهاردة خليها يوم تانى أكون فاضى

غادة برفض :

ــــ إنت بتهرب على فكرة يونس هستناك فى المستشفى نروح سوا أرجوك 

يونس : 

ــــ طيب يا عنيده بس مش هقول قرارى النهاردة  

غادة بسعادة : 

ــــ المهم تشوفها هتحبها أوى 

يونس بحب : 

ــــ لازم احبها طبعا علشانك هخلص وتلاقينى عندك 

أحد الممرضات فى الخارج : 

ــــ انا بحبها أوى دايما بتساعد الكل بس للأسف مش عندها ولاد 

ممرضه أخرى :

ــــ أنا سمعت إن جوزها هو اللى عنده مشكلة بس طلعت بنت ناس وقفت معاه رغم محاولات أهلها إنهم ينفصلوا بجد تشوفيهم سوا كانهم اتخلقوا لبعض 

الممرضة : 

ــــ طيب اسكتى جوزها جاى اهو يلا نمشى 

ابتسمت حين رأته امامها : 

ــــ كنت متاكدة إنك هتيجى 

يونس وهو يقبل رأسها بحب : 

ــــ مينفعش تطلبى منى طلب وارفضه خاصة لو كان هيسعدك 

غادة بحب : 

ــــ حبيبي إنت يلا بقى الناس منتظرينا 

                   

❈-❈-❈


وصلوا للمنزل وابتسمت حين راتها تجلس مع البنات فى الخارج وجدته ينظر بحزن لهم .. هو يريد ان يصبح أب وفى الاتجاة الأخر ينجب الأباء أبنائهم ليلقوهم فى الشوارع لمصير مجهول 

ماجدة :

ــــ نورتى يا دكتورة رافضه تكلم حد فينا ونزلت تقعد مع البنات وكمان رافضه الدوا 

انتبه يونس لحديثهم ونظر فى الاتجاه الذين ينظرون إليه ليجد نفسه يسير دون وعى ويقترب منها نظرت له بحزن وجائت لتغادر ليمنعها 

يونس بحزن : 

ــــ تعرفى إنك جميلة أوى إسمك أيه 

إيلاف : 

 ـــــــــــــــــــ

يونس بحب : 

ــــ متخافيش أيه رأيك نكون أصحاب إسمى يونس هاه وانتى بقى 

إيلاف بتردد : 

ــــ إيلاف 

نظرت غادة له واقتربت منهم : 

ــــ يعنى يونس اللى خلاكى تتكلمي لأ كده أخاف منه بقى 

يونس :

ــــ انا موافق اتبناها 

غادة بسعادة : 

ــــ بجد موافق صح

                  

حرك رأسه بقبول لتضمه ابتعدت عنه بخجل وصلت نهله رغم حزنها على فراقها لكن هذا هو الحل الوحيد .. بدأوا بالاجراءات ولكن طلبت نهله منهم أن تظل معها الليلة أخبرتهم غادة انها ستسافر لاكمال دراستها فى الخارج وعمل زوجها أيضا ولكن وعدتهم أن سيكونوا على تواصل دائم معا .. 

عند كيان كانت تبكى بسبب صراخ الأطفال بسبب سقوط المنزل الذى يسكنوا فيه خاصة بعد موت أبويهم ليأخذوهم لاحد الملاجئ الخاصة بينما كيان وجدت نفسها تعود لجحيم جديد فى هذا المكان رغم محاولات هروبها مره بعد مره ولكن فشلت لتعيش حياة صعبة ومؤلمة 

                    

صرخت بقوة لتقترب منها صديقتها وهى نائمة ضمتها بحزن : 

ــــ برضه نفس الكابوس صدقينى لو بايدي كنت ساعدتك 

إيلاف بحزن : 

ــــ خلاص أنا هرجع مصر وأدور عليها كفاية ١٥ سنه بعيدة عنها 

                  

نظرت للمشرفة بحزن :

ــــ يعنى أيه حضرتك عارفه إنى معنديش مكان تانى أروح فيه أرجوكى 

المشرفة : 

ــــ فيه واحده صاحبتى محتاجة ممرضة لوالدة جوزها أيه رأيك هتاخدى مرتب كويس وهتقعدى معاهم فى البيت 

كيان بتفكير : 

 


يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الزهراء همسات معذبة، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية و حكاية