رواية جديدة خيوط العنكبوت لفاطمة الألفي - الفصل 13
قراءة رواية خيوط العنكبوت كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خيوط العنكبوت
رواية جديدة قيد النشر
الفصل الثالث عشر
ألقى سليم حاسوب حياة بغضب ليسقط أرضا ويتهشم بعدما علم بأنها أخترقت نظام الحماية الخاص بحاسوبه الشخصي.
زفر بضيق وحدث نفسه بعينان حادتين:
-قدرت تخترق نظام مُعقد، لازم تدفع تمن غلطتها، لازم أعرف هي ناوية تعمل أية بعد المعلومات اللي عرفتها
بعد لحظات غادر مكتبها دون أن يشعر به أحد وغادر مبنى الشركة وعلامات القلق مرسومة على صفيحة وجهه؛ وعندما علم بوفاة شاكر قرر أن يذهب بنفسه ليقوم بواجب العزاء، الذي سيقام ليلًا ثم هاتف سراج وأخبره بما حدث وأخبره أيضا بأنه يريد حضوره لكي يباشر عمله بالشركة، فبعد ما فعلته حياة جعله مشتت الذهن.
❈-❈-❈
عودة إلى نيويورك وبالتحديد داخل الفندق الذي يمكث به.
جلس سراج جانبه يحاول أن يدعمه في قراره؛
هتف له بود:
-أسر أنا مقدر إللي بتمر بيه؛ بس نور لسه على ذمتك وأنت راجل وشهم وعارف أنك لا يمكن تسبها في ظرف زي ده
نظر له بحزن ثم هتف بصوت مبحوح:
-نور عملت كسر جوايا لا يمكن يتصلح، أنا بحاول ارمم جرحي بدخول ميلانا حياتي، أنا مبسوط بيها وحاسس بمشاعري اتحركت نحيتها، انا متاكد أن ربنا بعتهالي في الوقت ده بالذات عشان تطيب جروحي، أنا مهشم من الداخل يا سراج وماحدش حاسس بيه
وضع كفه يربت على أرجله وقال:
-ميلانا دي مجرد حالة أنت عايشها ومبسوط بيها، مش عشان بتحبها ولا مشاعرك راحت ليها؛ لا عشان أنت حابب تكون مسؤول عنها، هي في اي موقف تتعرض ليه بتستنجد بيك، يعني أنت منفذها وأنت مبسوط بدورك ده، لكن حرام تظلمها وتظلم نفسك بمشاعر مزيفة، أنت اتعرضت لظلم وبطريقتك دي عاوز تظلم ميلانا وكمان نفسك، أسر انت محتاج وقت تلمم فيه جروحك بنفسك مش بدخول حد حياتك
زفر بضيق وقال:
-أنا لا يمكن أظلم بنت تاني معايا يا سراج، بس مااقدرش أسافر واسيب ميلانا هنا لوحدها ، عاوز ترجع مصر عشان تكون مع سليم في الشركة مافيش مشكلة، انا منتظر رد ميلانا ومحتاجها تنزل معايا، اما بقى نور مش هوقف حياتي عشانها، لم يجي موعد نزولي وقتها هقابلها وهعزيها بنفسي ونخلص كل اللي بينا.
هتف سراج بسأم:
-براحتك يا أسر ، أنا قولت اللي يخلص ضميري أنت عارف أنك أخويا ويهمني مصلحتك، أنا هاكد حجز طيارتي بعد ساعتين،يعني لازم اتحرك على المطار دلوقتي، خلى بالك على نفسك
ودعه بالعناق ورفض سراج أن يقله أسر للمطار، ذهب هو بنفسه بسيارة خاصة من الفندق، أما عن أسر فزفر أنفاسه بهدوء وقرر أن يغمض عيناه ويرتاح قليلا من الأفكار العالقة بذهنه التي ستقضي عليه، لعله ينام وينسى كل شيء يورقه..
❈-❈-❈
عادت حياة المنزل ورفضت تناول الطعام وتوجهت إلي غرفتها، أوصدتها على نفسها بالمفتاح وكأنها خائفة من شبح يطاردها.
ثم جلست على الفراش ووضعت كفيها تحتضن به وج.هها وتنظر للفراغ لكي تجد مفرًا لكي تخرج من تلك الورطة التي ورطت بها نفسها.
جال بتفكيرها أن تهاتف والدها ولكن تراجعت عن ذلك فماذا ستخبره؟
ولم تجد أحد يشاركها ما عرفته عن رب عملها، فجأة تذكرت "طارق" التي كانت تشاركه دائماً قراراتها وكانت تشعر بأنه شقيقها الأكبر يقف دائما جانبها، ولم تتردد لحظة بالاتصال به.
كان مازال حبيس لغرفته لم يفكر إلا بمحبوبته وفجأة صدح رنين هاتفه، نظر له بدهشة ليتفاجئ باسم محبوبتة ينير شاشة هاتفه
أجابها بلهفة:
-ألو.. حياة
هتف حياة برزانة:
-أزيك يا طارق، عامل ايه ؟
-أنا بخير يا حياة مدام سمعت صوتك، طمنيني عنك أنتي وعن الشغل الجديد
قالت بتردد:
-طارق أنا متصلة بيك عشان محتجالك أوي، في مصيبة واقعة فيها في الشغل
هتف بحزن:
-أنتي متصلة بيه عشان عندك مشاكل في الشغل؟ هو ده بس اللي فكرك بيه يا حياة؟
ثم استرسل حديثه قائلا:
-وأنا اللي كنت فاكر راجعتي نفسك ووافقتي على جوازك مني وعشان كدة متصلة تفرحيني أنك موافقة على الجواز
-طارق أنت أبن عمي مهما حصل ومش عاوزة ازعلك بحكاية الارتباط ممكن تنسى يا طارق
همس بحزن:
-انسى يا حياة ... أنسى حبي ليكي؛ أنسى أن عشت عمري كله اتمناكي ومستني اللحظة اللي تجمعني بيكي في بيت واحد، دلوقتي محتاجة ليه عشان واقعة في مصيبة بخصوص الشغل، لا يا حياة شوفيلك حد تاني يقف جنبك وانسى انتي خالص أن ليكي ابن عم واسمه طارق
هتفت بحزن بسبب كلماته الصادمة:
- خلاص يا طارق أنا اسفة أن لجأت ليك وفكرتك أخ كبير هيقف جنبي، أوعدك يا ابن عمي لو بموت مش هألجا ليك وبكرر أسفي مرة تانية
أغلقت الهاتف بحزن وظلت تبكي بمرارة لم تشعر بها من قبل ، فاقرب الناس إليها خذلها وجرحها وكل ذلك من أجل إصراره على الزواج منها..
❈-❈-❈
أسدل الليل ستائره على الجميع
الحزن مخيم على محياها وهي واقفة بشموخ وسط حشدًا من الرجال يتقدمون إليها يصافحونها بود ويواسوها حزنها في فقدان جدها، يمطرونها بوابل من مشاعرهم اتجاه مصابها.
ات سليم بتلك اللحظة رمقتة بنظرة تحدي ودنت منه تهمس بجانب أذنه:
-تقتل القتيل وتمشي في جنازته؛ أنت اللي قتل جدو يا سليم وأنا لا يمكن أسامحك ولا أغفرلك
ابتعد عنها ولم يهتم بحديثها ودلف لداخل قاعة الرجال يجلس معهم ويستمع للشيخ المقرئ وهو يقرأ ما تيسر من القرآن الكريم
ولكن باله مشغول بشئ آخر.
بعد مرور ساعتين انتهت مراسم العزاء وغادروا الجميع إلى منازلهم، ولم يبقى سوا سليم فقط.
حرك مقعدة المتحرك ليتجه إلى نور، زفر أنفاسه بضيق ثم قال بجدية:
-تقدري تفضلي في ڤيلة جدك، أنا ما قبلتش يتحجز عليها ضمن ديوانه، وأن كان على ديون جدك أنا سددتها بس مش عشانك، عشان أسر طلب مني كده
جحظت عيناها بصدمة وقالت:
-أسر على علم أن جدو مات ومانزلش يقف جنبي
ابتسم بسخرية وقال:
-والله أنتي بتجني نتيجة أفعالك، واعتقد إللي بنكم انتهى ولم ينزل بالسلامة هيتم الطلاق رسمي
ثم تركها دون أن يتطلع لها وتوجه الي سيارته ، ساعده السائق على الجلوس بالمقعد الخلفي وطوي المقعد المتحرك ووضعه بحقيبة السيارة ثم استقل مجدي خلف مقعد المقود
هتف سليم قائلا:
-مجدي أطلع بينا على الڤيلا القديمة
-أوامرك يا باشا
في غضون دقائق كان يدلف من باب الفيلا بمقعدة المتحرك وطلب من مجدي انتظاره بالسيارة ريثما ينتهى من عمله داخل الڤيلا، لب له مجدي أوامره وهو يتسأل داخله بقلق، ماذا يفعل هنا في ذلك الوقت المتأخر من الليل ولماذا يتردد على تلك الڤيلا من حين لآخر ؟
أغلق سليم الباب الحديدي خلفه بجهاز التحكم، ثم أقترب بثبات يدلف لداخل الڤيلا، أخرج المفتاح من جيب سترته ثم دسة بالفتحة المخصصه له وفتح الباب ودلف بهدوء.
كان المكان مظلمًا، ضغط زر الإضاءة ليشعل إلاضاءة بالمكان ثم نهض عن مقعده واستقام واقفًا وسار بخطوات واثقة يدلف بها داخل غرفة بأخر الممر المؤدي إلى غرفة مغلقة بإحكام، فتح الاقفال ودلف داخلها ثم أغلقها خلفه، ثم تقدم من حائط خشبي ضخم ، أزاح الحائط جانبًا ليظهر من وراءه باب صغير موصد بالاقفال، قام بفتحه ثم انحنى بجذعه لكي يدلف لداخل وهبط دراجتين الدرج ثم استقام ظهره وتطلع للغرفة التي تحتوي على مئات الصناديق الخشبية العتيقة، سار اتجاه الحائط المعلق عليه مجموعة من الأسلحة والذخائر، سحب منهما مسدسًا صغير ثم فتح خزانته ووضع داخلها الطلاقات النارية من العيار الخاص به ثم دسه بجيب بنطاله من الخلف
هتف بفحيح وهو يتوعد لحياة قائلا:
-ما حدش يقدر يهدد أمني وأمن أخويا، كده هي إللي قضت على حياتها.
ثم عاد يهندم من هيئته لكي يغادر الغرفة والڤيلا بأكملها وكأن شيء لم يكن..
❈-❈-❈
لم يذق طعم النوم ولا الراحة وظل يتقلب على فراشه وكأنه ينم على الجمر المشتعل أسفله، نهض من الفراش ودلف المرحاض لينعش ج.سده بالماء ويحاول نفض الأفكار السامة الخاصة بزوجته، ظل ضميره ينأبه طوال الليل أنه تركها وحدها ولكن داخله صراع مع افكاره بأنها ترفضه وهو لن يتحمل على كرامته المسيارة والمراوغة.
بعد أن انتهى من حمامه، ارتدي تيشرته الأسود نصف كم وبنطال بني وانتعل كوتشي رياضي ابيض، وسحب سترته الجلدية بنفس لون البنطال ثم وضعها على كتفه دون أن يرتديها والتقط متعلقاته ثم غادر الفندق واستقل السيارة يود أن يذهب إلى "ميلانا" ليلتقي بها
أما عن ميلانا فقد كانت تستعد للذهاب إلى جامعتها ولكن صدح رنين جرس منزلها، شعرت بالاستغراب فلم يأتي إليها أحدًا منذ وفاة عائلتها .
تركت الحذاء قبل أن ترتديه وذهبت حافية القدمين تفتح باب شقتها لتعلم من الزائر.
عندما فتحت الباب شهقت بصدمة واغلق الباب ثانياً ولكن ذلك الشاب منعها من أغلاقه وظل يدفع بالباب وهي تحاول غلقه وهو يهتف بلكنته الانجليزيه
-لن اترككِ يا حلوتي بعدما علمت بمكانك
ظلت تقاومه لتغلق الباب وبالفعل نجحت في ذلك ثم أسرعت تلتقط هاتفها
ولحسن حظاها كان أسر يهاتفها في ذلك الوقت إجابته بصراخ:
-أسر أرجوك تعالى إلى منزلي، هذا المجنون ذاك يطاردني وهو إمام باب منزلي الآن
هتف أسر مطمئنها :
-ماتقلفيش أنا في الطريق وأنتي ماتفتحيش الباب مهما حصل
أغلق الباب وقرر أن يهاتف الشرطة وأخبرهم بوجود شاب يحاول أن يقتحم منزل ميلانا وأعطاهم العنوان المنشود.
وعندما وصلا أسر إلى هناك وجد الشاب يصرخ منفعلا لكي تفتح له ويطرق الباب بجنون يبدو بأنه في حالة ثملة
قبض أسر على كفه يمنعه من طرق الباب ، وبدأت بينهما مشاجرة
لكمه أسر ودفعه بعيداً عن باب الشقة ونهض الشاب يحاول تسديد لها اللكمه ولكن فقد توازنه أثر الكحول
قبض أسر على ذراعيه ووضعهم خلفه يشل حركته إلى أن تأتي الشرطة وخلال دقائق كانت قوة من الشرطة تقتحم البناية، هتف لهم أسر واخبرهم بما حدث ثانيا ، تم القبض على الشاب وطلبوا من أسر إحضار الفتاة والالحقاء بهم لقسم الشرطة.
طرق أسر الباب على ميلانا :
-ميلو أفتحي أنا أسر
فتحت الباب واوصلها ترتجف وهي تبكي بانهيار
احتض.نها برفق وظل يم.سد على ظهرها برفق
-ماتخفيش البوليس قبض عليه، ممكن تهدي عشان نقدر نوصل قسم الشرطة نفتح محضر ضده وتحكي عن اللي حصل قبل كدة ودلوقتي ومانخفيش انا معاكي.
بعد أن هدأت من نوبة البكاء سارت بجانب أسر وتوجهوا سويا إلى مخبر الشرطة.
أخبرت الشرطة بأنه حاول مضياقتها بالعمل قبل ذلك وتحرش بها واليوم جاء عند منزلها يريد اقتحامه والتعدي عليها، وظلت تشرد كل شيء وهي تبكي، وأسر جانبها يحاول أن يبس لها الطمأنينة وكان عيناه تعانق عينيها ، وانتهت الضابط من أقواله وتم وضع الشاب داخل محبسه، وقعت ميلانا على أقوالها وغادرت مركز الشرطة برفقة أسر.
حاول أسر أن يجعلها تنسى ما مرت به اليوم ولكن رفضت أن تذهب لاي مكان، طلبت منه أن يقلها إلى منزلها فقط.
❈-❈-❈
بالقاهرة..
غفلت حياة مكانها من شدة التفكير والارهاق ولم تشعر بمن حولها.
وكعادة كل ليلة لم تتركها الكوابيس.
في ذلك الوقت عاد سراج من سفرته، وفتح الباب بهدوء ثم سار بخطوات متبطئة لكي لا يُقظ جدته في ذلك الوقت، نظر لساعة ي.ده وعلم بأن الفجر أقترب على أذانه فقرر أن يتركها تستيقظ وحدها ثم يفاجئها بوجوده، دلف أولا لغرفته؛ وضع الحقيبة أرضا ثم نزع سترته والقاها اعلى المنضدة ، وبدء في فك ازرار قميصه ثم أضاء أنارة الغرفة والقي بالقميص ثم ارتمى بفراشه الوثير لكي يرتاح من عناء الساعات التي قضاها بالطائرة
أنتفضت بذعر عندما شعرت بج.سد ضجم أرتطم بج.سدها، دارت وجهها لتصرخ باعلى طبقات صوتها
تفاجئ سراج هو الآخر بوجود فتاة بغرفتها ونهض مسرعاً مبتعدا عن الفراش وعيناه تحدق بها بصدمة
وحياة لم تكف عن الصراخ
هتف سراج بدهشة:
-يخربيتك أنتي هنا بتعملي أيه؟!
أتت سناء تركض وثريا خلفها تحمل بكوب الماء لكي تعطيه لحياة كعادة كل ليلة ، فهم كل ليلة يعانون نفس المعاناة التي تمر بها حياة
وعندما دلفت سناء الغرفة لم تصدق عيناها عندما رأت حفيدها قد عاد من سفره
أقترب منه تعانقه بحنان:
-سراج أنت جيت أمته يا حبيبي حمدالله على سلامتك
ضم جدته بقوه وطبع ق.بلة على رأسها بحنان وقال بصوت حاني:
-واحشتيني يا سنسن
كفت حياة عن الصراخ بعدما أستوعبت وجود سراج وشعرت بالخجل فهي الدخيلة على غرفته، فبعد كوابيسها التى تصارعها يوميا، أقترحت سناء عليها بالمكوث بغرفة سراج ريثما يعود لعل تلك الكوابيس تختفي، وبعد إلحاح من سناء وثريا، وافقتهما الرأي لأنها كانت بحاجة لنوم هادئ دون كوابيس مزعجة ومعاناة تهاجهمها أثناء نومها.
جذبت حفيدها ليغادر الغرفة لكي تترك ثريا برفقة حياة تهدئها
-تعالى يا سراج في أوضتي وأنا هفهمك كل حاجة
سار منساق خلف جدته وقبل أن يترك الغرفة ألقى نظرة أخيرة على حياة التى كانت ترتجف داخل أحض.ان ثريا
دلف لغرفة جدته وهي تتبطئ ذراعه ثم أغلقت الباب وجلست على الفراش تسترد أنفاسها بهدوء وأشارت إليه لكي يجلس جانبها:
-أقعد يا حبيبي
جلس بجانب جدته وبدء في غلق ازرار قميصه وقال بتسأل:
-مين دي يا تيته ؟ وإيه جبها هنا؟
رفعت أناملها لكي تقرص أذنه وقالت بتوبيخ:
- ما هو يا عين تيته لو كنت بتتصل تطمن عليه وأنت مسافر كنت عرفت دي تبقى مين وإيه جابها هنا؟
حك أذنه التي تؤلمه وقال:
-غصب عني والله، كنت دائما مع أسر في المستشفى ده غير فرق التوقيت يا تيته عشان كده ما كنتش بعرف اتصل بيكي والله
قالت بتسأل عن صحة أسر:
-طيب وأسر عامل ايه دلوقتي
-سيبك من أسر دلوقتي وفهميني حياة هنا ليه؟
نظرت له بابتسامة ثم قالت:
-يعني تعرف إسمها
-ايوة طبعا قابلتها في شركة سليم وأنا اللي عملت معاها الانترفيو والمفروض أنها تكون استلمت الشغل في الشركة، بس بردو أنا ما فهمتش هي هنا بصفتها أيه ؟
-دي تبق بنت خالتك دلال
رفع حاجبيه بدهشة وقال:
-هو أنا ليه خالة اسمها دلال؟ ده من أمته ؟ فجأة كدة بقى عندي خالة يا سبحان الله
- يا بني سبني أكمل كلامي بتقاطعني ليه، أصبر على رزقك
قصت عليه القرابه التي تجمع بينها وبين والدة حياة وأنها ابنة شقيقها الراحل، إذا حياة مثابة حفيدتها كما أن والدتها ووالدته مثابة الاشقاء
فهم سراج صلة القرابة وقصت عليه سناء ما تعاني به حياة منذ أن خطت بقدميها ذلك المنزل، وهي الآن تحت رعايتها ريثما تأتي عائلتها وتمكث بالقاهرة من أجل عمل حياة.
لم ينكر بأنه أشفق على حالتها، فكل ما تعاني به يوميا مرهق حقا لاعصابها
هتف سراج بجدية مقترحًا على جدته:
-البنت دي شكلها أعصابها تعبانه وعشان كدة بتحلم بكوابيس كل يوم، أية رأيك يا سنسن تعرضي عليها نوديها لدكتور نفسي تتابع معاه ونفهم منه حالتها ايه بالظبط
تنهدت بعمق وقالت:
-والله يا سراج أنا ما عارفة أعمل ليها ايه يا بني، حتى دلال مش هاين عليا أعرفها اللي بيحصل لبنتها
-مافيش داعي تعرف مدام قربوا ينزلوا القاهرة مافيش داعي يقلقوا بكرة يشوفوا بنفسهم، ويمكن حياة حالتها النفسية تتظبط في وسط أهلها
ثم أردف قائلا:
-أنا دلوقتي وضعي ايه في البيت ده؟ أنا محتاج أنام وارتاح مش قادر
م.سدت على ظهرة برفق وقالت:
-معلش يا حبيبي ريح جسمك هنا على سريري وأنا هقوم اشوف حياة واطمن عليها وهسيبك تنام وتصحى براحتك
تركت له الغرفة وذهبت إلى غرفة سراج لكي تطمئن على حياة.
❈-❈-❈
كان شاردًا داخل غرفته وفجأة لمعة فكرة برأسه أراد تنفيذها
لذلك هاتف شخصًا متخصص بتلك الأعمال
لم يكترث للوقت ووضع الهاتف على أذنه ليهاتف ذلك الشخص
الذي اجابه على الفور
قال سليم بكلمات مقتضبة:
-تقابلني بعد ساعة محتاجك في مهمة خاصة
ثم أغلق الهاتف ومدد بج.سده أعلى الفراش وهو يحدق في سقف الغرفة بجمود ..
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي من رواية خيوط العنكبوت، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية