-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 24

 قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي



الفصل الرابع والعشرون

❈-❈-❈


مر اليوم في ببت أسماء وأبنتها متقوقع على نفسها داخل غرفتها، لا تخرج منها لأي سبب رغم محاولة رحيم ومرح وأدم ومحاولته ان يمازح معها او يفعلوا أي شيء يغير نظرات الوجع في عيني امها، التي أدركت حجم الهوة ومع ذلك لم يتغير شيئا مما تشعر به.. 

وما زاد الطين وحلا رجوعه الى البيت ليجده خويا وكانها تعلن العصيان، تعلن الخروج من تحت جناحه  بما تملكه، وكل ما تملكه في بيته هما أدم ورحيم فقط لا غير، وكانه لا يوجد له مكان في حسبتها، ولا يوجد له مكان في قلبها!! 


الوجع الذي رسم على وجهه وفي قلبه كان واضح، ولكن الخواء حوله  لم يشعره بالشوق او بالهدوء، بل زاد غضبه وعناده رغم ما استمع له من كلام علي لسانها وهي غافلة عن الاتصال بينه وبين امها، ولكن ان تبقي وتاثر البعد عن بيته عن حض*نه ومخدعه مما جعله مصمم ان يتركها حتى ترجع بارادتها ترجع الى البيت، الذي خرجت منه دون ان يطلب منها احد الخروج هي من أختارت..


 هي من وقفت في منتصف الطريق، وقررت وكان قررها ان تتركه، هذا ما كان يقوله لنفسه..

 نظر الي صورتها التي تحتل جدار كامل،  وهي تبتسم وقال: 


احمد: ماشي.زودي الحساب بس ما ترجعيش تقولي أي 


 ولكنه لم يظل جالسا في ذلك الجناح الذي يحمل الكثير والكثير من الذكريات، التي تهاجم عقله وروحه وتتدغدغ زجدانه وقلبه..


  تحرك إلى تلك الصالة الخاصة بالتدريب،  ليخرج فيها غضبه وثورته، وكانه يصب غضبه صبا فوق الرسن وما ان وصل الي الأرهاق حتي اخذ، يتنفس بصوت مرتفع، وفي لحظة غضب كال قبضة قوية للحائط ورغم قوته لم يهتم بذلك الشرخ الذي شق طريقه في كفه!!


  في الصباح التالي حدث ولا خرج معاملته حادة مع الجميع، حتى كانوا يتسابقون للبعد لانهاء أي مهمة قد تكون متاخرة حتي لا يقفوا في طريقه، وهو في هذه الحالة..


أما هناك في اليوم التالي كان رحيم يقف بباب غرفة والدته وهو يقول:


_ وبعدين؟!


سهام:  مش فاهمة..


 رحيم: لا فهماني كويس يا ماما، انا عارف كويس اني السبب في المشكلة ورغم أن تدخلك مش هيحلها، بالعكس ده عقد الامور اكثر، بس مش هينفع نفضل نتكلم في االي حصل ولا أني أقولك كان المفروض تستني وتسألي هو ما كانش هيعمل حاجة لاني عارف انك اتصرفتي بفطرتك كأم وده طبيعي بس.. 


رفعت حاجب  واحد وكانها تقول استمر، وكانها في هذه اللحظة ادركت كل شيء، وكان افكارها جمعت الخيوط ببعضها، تلك الحادث التي قامت بها منذ بضعه ايام،  كان السبب فيها!!


لقد تذكرت انه هو السبب الرئيسي في تلك الحالة التي عانتها، وهنا لم تنتظر كثيرا وهي تسال: 


_انت سيبت المواقع بتاعك ورحت فين؟!


 رحيم: انت عارفة؟!


 سهام: لا انا كل اللي اعرفه، اني عملت حادث لما جاء لي اشعار من الباركود بتاعك انك بعيد عن المكان، وبعدها نسيت كل حاجة لما الراجل كان معرض للموت، ده له علاقة بالمشكلة اللي حصلت  مع باباك؟! 


 نظر لها بخجل يواري خلفه الكثير وهو يقول: 


_ تقريبا 


سهام:  ايه اللي حصل يا رحيم؟ عملت ايه خلاه يوصل للحاله دي؟ ويوصلنا كلنا للحاله دي! ايه اللي حصل يا رحيم يخليني انا اوصلنا  كلنا لهنا.. 


رحيم: غلطة


 الصدمة على وجهها كانت واضحة تعني الكثير والكثير ولكنها لم تنتظر منه اكثر من تلك الكلمة، لتفهم ان الغلطة الذي يتكلم عنه أبنها، أكبر بكثير من أن تدركه او تستوعبه، ولكن هل تنسي من هو؟! انها ابنها!  سواء كان علي خطأ ام صواب، لذا اشارت الى الباب وطلبته بان يخرج!! 


فأي أستفسار قد تسمعه قد يزيد الطين وحلا، ولكن إلى متى ستظل هنا؟!  تاركة عملها سواء كان في القطاع او الشركة متقوقعة على نفسها في ذلك الفراش الذي لم تنام فيه منذ ما يقارب 26 عاما!! 


نظرت لها امها وكانها هي الاخرى سوف تحاول وقفت على الباب كانت تعني شيء واحد، هل ستظل على هذه الحالة فترة أطول؟ ولكنها لم تتلقى رد من ابنتها؛ تحركت اسماء الى المطبخ تعد بعض الطعام، والذي اصرت اصرارا تاما أن تاكله أقتربت من الغرفة، وضعته امامها وهي تقول:


_ انا جعانة أوي ما اأكلتش من امبارح وعندي علاج وانت عارفة..


سهام:  طيب ليه كده يا ماما؟!


 أسماء: هو أنا لوحدي ااولاد.كلو بطلوع الروح،  ومش هاكل ألا اذا اكلنا سوا 


سهام: يا ماما صدقني مش قادرة! 


 اسماء: مصدقاك؛ وعارف انك عمرك  ما هتقدري وانت عاملة تاكلي في نفسك زي النار، أي أن كان سبب المشكله أو اللي حصل بينك وبين جوزك لازم تعرفي حاجه واحدة ان ما شالتكيش الارض اشيلك جوه نن عيني،  ولازم يفهم كويس لانه مهما كانت سبب اللي زعلك انت وهو، ان هو اللي هيطبطب وهو اللي هيراضي! 


 سهام:  حتى لو انا اللي غلطانة


 اسماء: من اللي سمعته انتم الاثنين غلطانين، انت تسرعت وهو اكيد كان هيعمل غلطه يندم عليها العمر كله، بس الموضوع مش هيتحل بقلة الأكل، كلي واهدي عشان تعرفي تفكري..


سهام  وانا بقى في عقل يفكر 


أسماء ربنا خلق الدنيا في ست ايام انت هتحلي مشكلتك في ساعه اهدئي كده، وصلي على النبي وطول ما انا عايشة ما تشيليش هم ولا حمل، بيت ابوك مفتوح ليكي ولاولادك وليه هو كمان.. 


ابتسمت ابنته بوجع وهي تربت على كف امها، التي تربت على قدميها، وبعد الحاح من امها تناولت بضع لقيمات لا تكفي طفلا صغير، ولكنها لم تعد تتقبل قطعة أخرى، لاذات أمها بالصمت.. 


❈-❈-❈


بينما رحيم يجلس مع آدم الذي يحاول أن يصل إلى أستفسار واضح وأجابة واضحة، ليدرك ماذا حدث هناك وما سبب هذه المشكلة، وهذه المهزله التي هم  فيها!!


 رحيم: هتفضل باصص لي كثير؟


 ادم: لا انا بس عايز اعرف ايه المشكلة اللي خليتنا نيجي عند تيتا، وماما تعبانه من إيه وزعلانه من إيه وبعدين بابا ما اتصلش انت فاهم يعني ايه بابا ما يتصلش؟! انت عارف انا من اول مواعيت على الدنيا ماما عمرها ما طلعت من البيت!!


 رحيم:  وانت الصادق ماما من يوم ما اتجوزت بابا عمرها ما طلعت من البيت، المشكله انها تدخلك بطريقة هتخليه يفهم حاجة ثانية خالص.. عتقد أن دلوقتي لازم نكون جنبها ونحاول ندعمها وعشان تحس أن أحنا معاها، وان احنا مش بنلوم عليها ما تسالش أسئلة ممكن تضايقها أو تخليها تنفعل..


 أدم: هي لسه هتنفعل ده شكلها منهار زي ما يكون مش قادرة تاخذ نفسها، زي ما تكون مخنوقة والمكان ضيق رغم أن احنا.. 


رحيم: أيوة أحنا في مكان واسع، ومع ذلك مخنوقة،  يمكن لأن البراح بيبقى مع اللي بتحبه، مش وانت بعيد عنه! حتى لو انت في بيتك اللي عشت فيه طول عمرك  فاهم..


 ادم: والله انا بدأت أفهم! شكل كده الموضوع يخصك انت!


 رحيم: شكلك بتفهم! ما رحتش مدرستك النهاردة ليه؟!


 آدم:  اجازة بقى وعند تيتا، وفرصة ما فيش رابط ولا ضابط ولا..


 رفع رحيم حاجبه مما جعل أخوه الصغير يبتلع باقي كلام..


 بعد بره من الصمت، نظر له بجدة وهو يقول: 


_بصراحة ما كنتش هاقدر أسيب ماما وهي في الحالة دي، انا حاسس انها محتاجة تتحوط بينا وتحس انها قوة وهي في حضننا او بمعنى أصح واحنا اللي في حضنها..


 ابتسم  رحيم وهو يقول:


_ طلعت بتفهم يا شبر ونصف!


 آدم:  هو مين ده اللي شبر ونصف؟ يا عم اسكت انت ده انا هاتجوز قبل منك! ده انا عندى 13 سنه وأنت شكلك كده ما انتاش شايف مين معجب بيك؟  ومين بيفكر فيك؟! يلا خليك في ملكوتك وعاش كراكتر اللي انت راسمه، وناسى ان في ناس كثير بتموت عليك، وانت حتى ما تعرفش هم مين!! 


نظرة الصدمة في وجه رحيم، كانت تعني أن آدم أصاب هدفا في مرماه، بينما ابتسم آدم وهو يقول:


_ أعتقد انه سر بلاش تستنى  مني اني اقوله لك، والمثل بيقول "اللي ليه عين وراس يعرف اللي بيحصل لناس"


 ألقى عليه رحيم تلك الوسادة وهو يقول:


_ أبعد عن وش 


 ادم: ماشي يا عم بس ما تزقش!!


 ضحكه اسماء على مزاحهم معنا، وهي تدرك انا احفادها يعدون رجالا حتى اصغرهم، ادركونا جيدا انا امهم بحاجة لتفهمكم وليس لشيء آخر، وما انا حملت جدتهم الصينية الى المطبخ حتى اقترب من باب غرفة امه وهو يقول:


آدم:  سو هانم هنقضيها نوم ولا ايه؟!  


سهام: معلش يا آدم سيبني ارتاح شوية.


 ادم: على أساس أنك ما ارتحتش طول الليل، قومي يا ماما وفوقي كده،  هتلاقي ليها مليون حل واحنا معاكي في أي قرار انت عايزاه، وبعدين هو الوحش من امتى بيقدر يبعد عنك هو تلاقيه النهاردة جاي على اخر النهار، ولو مجاش النهاردة يبقى بكرة بالكثير.. 


سهام ابتسامه على وجهها تواري وجعا بداخلها ولكنها قالت اي شيء خطر على بالها:


_ ولو مجاش بكرة


 ادم: نروح ليه بعده.. 


أبتسمت له وهي تشير إليه ليقترب ضمته بين ذراعيها وهي تحرك كفها على شعره وتهمس: ربنا يخليكم لي


 آدم:  ويخليك لينا يا ست الكل، فوقي بقى عشان ناناه مش معقولة هي اللي تعمل كل حاجة لوحدها، انا بحب اكله تيتا بس ما يمنعش انك تقومي تساعديها قومي يا مامي..


 ابتسمت له وتحركت بالفعل خرجت من الغرفة بعد الحاح ابنها وامها،  وها هي تحاول أن تستعيد تلك الروح الثائرة بداخلها.. 


التي لن تقبل من قبل  أن تنزوي على نفسها، فلن تفعلها الان مهما حدث..


 مر اليوم والتالي هناك من يشعر بالغضب يعتمل بداخله وثورة تتولد كل يوم عن ما قبله، ولكنه يدعي الجمود والبرود يدعي اللا مبالاة، كأنه لا يشعر بها من الأساس بينما هو لا يريد الا ان ينفجر فيها، وليس فيها فقط بل في قلبه الذي ارتجف عشقا من أجلها.. 


وها هي لم تبالي له ولا لعشقه، وتركت كل شيء خلفها لترحل، انها حتى لم تفكر في تلك الشركة التي تعد هي المسؤولة الأولى والاساسية عنها، لم تفكر في ذلك العمل المتراكم فوق رؤوس من حولها، لم تفكر في اي شيء سوا أن تنجو هي وابنها من ذلك الوحش، الذي كانت تعيش معه  ولم تكتفي بل اخذت الاخر.. 


كان يتحرك بسيارته إلى حيث وفي أحد إشارات المرور وقفت السيارة ليستمع إلى صوت أتي من سيارة مجاورة وكأن من يقودها لا يبالي بالدنيا، ولا يبالي بما حدث خارج سيارته، وهو  يردد كلمات سيده الغناء العربي ام كلثوم المنسابة من الكاسيت وهي تقول : 


"عايزنا نرجع زي زمان، قول للزمان ارجع يا زمان"


 وهنا وكأنه عزف على وتر خاص به، لقد تغير الزمن وتغير هو ام هو مجرد ادعاء منه، أنه لم يعد يبالي من الأساس!!


❈-❈-❈

 بينما هناك في بيت "عادل عبد الله"  كان يستعد لنقل اسرته الا تلك الكنيسة البعيدة نسبيا، لكنها تخص "الكاثوليك" ابتسمت امه وهي تقول:


_ أتعبك معي يا عادل..


 رفع كفها الى فمه وهو يقول: 

_ اين هو التعب أتعبني براحتك، لا يوجد أحلى من هذا التعب وبعدين لا يوجد ما يشغلني..


أوديل بالعربية: لديك الكثير لتفعله اخي، لديك عمل لا ينتهي في شركة ومعمل وادارة واشياء كثيرة، ولكن تفضل ان تبقى بجوار امي..


 اربت على كتف اخته هو يقول: أجل فلقد أضعت من عمري الكثير وانا بعيد عنها، ومع ذلك انا على اتم استعداد أن أترك كل شيء لابقى بجوارها..


 جو: ولكني اريد ان اسالك شيئا الا يوجد لديك بأس ان تاتي معنا الى الكنيسة؟!


 عادل: وما المشكلة؟ انا اوصلكم واظل بسيارتي اعمل بعض الوقت على اللاب توب الي ان  تنتهوا، ان اردتم سيارة خاصة لا بأس، ولكني هذه المرة سوف اظل مع امي هذه الدقائق، حتى تصلوا الى الكنيسة بعدها قد أذهب الى عملي، وأعود ما أن ينتهي القداس..


 جو: انا لا اتكلم عن ذلك! انا اتكلم عن… 


وصمت لم يكمل الكلام فماذا يقول له؟!  انك متدين! انك ملتزم دينيا بطريقة ما. 


إلا أن عادل أدرك ما معنى كلامه، فابتسم له وهو يقول:


_ لا عليك جو انا اختلف ليس انني سيء، وانتم تختلفوا عني ليس لانك سيئين، كلنا نعبد الله بطريقتنا وانا لن اغير حياتكم ينتمون الي، وانا بالفعل انتمي لكم..


 ابتسم وهو يقول:


جو: شكرا لك عادل.. 


بعد وقت كان ينزلون من السيارة، بينما امه تبتسم له هو تربت على كتفه وهي تقول:


_ سوف اشعل لك شمعة أمام ايقونة العذراء سأصلي من اجلك يا صغيري..


 ابتسم لها وهو يقول: 


_ حسنا امي اشكرك على ذلك، ولكن  هل ستظل تقولين علي صغيري الي متي، ان احمد يفكر في الارتباط! سوف  اصبح جدا قريبا..


 جوليا:  حتي لو سوف تظل صغيري إلي الأبد، ولكن الآن عليك أن تذهب إلى عملك، حتى لا تتأخر وسائق سوف يعيدنا إلى البيت..


 عادل: كما تريدين امي!


 قبل أخذها وانصرف وهو يشعر بالاكتفاء والإشباع في كل شيء حياته الايام الماضية كانت عبارة عن نهر من العسل يتدفق في شرايينه، إلينا تغدق عليه من الحب والشوق وكأن لياليه شهر عسل مرة أخرى، اما في الصباح فهو يقضي يومه كأنه في اجازة يقضيها بين امه واخته وأسرته، وكأنه يعوض تلك السنين التي طحن نفسه فيها في العمل..


 بينما هو في الطريق اتاه اتصال..


 عادل: السلام عليكم


_ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، دكتور عادل عبد الله


 عادل: ايوه يا فندم، مين معي؟! 


_ مكتب رئاسة الوزراء، كنا عايزين نتواصل مع حضرتك بخصوص ترشيحك لي .. 


لم يترك له عادل مجال ليكمل وهو يقول:


_ آه يا فندم سمعت الموضوع ده سمعت الاشعه اللي بتقول ان انا مرشح أن أبقى وزير الصحة..


_ أشاعة بس دي مش اشاعة..


_ لا طبعا اكيد اشاعة، رغم  أن انا شايف اني مش مناسب..


 اتاه الرد: ليه بتقول كده؟ حضرتك رئيس الوزراء شايف انك مناسب بما فيك كفاية.


 عادل: يمكن لانه ما يعرفش الخلفية انا مزدوج الجنسية معي جنسية فرنسي ومصري 


_سيادته عنده علم بالمعلومة دي، بس ممكن يكون لها حل يعني ممكن تتنازل عن جنسيتك الفرنسية…


_ اعتقد أن ما فيش غبار على انتمائي لمصر وأني مواطن مصري، وعايش فعلا في مصر أكثر من 30 سنة، وأن شغلي وحياتي وفلوسي نقلتها هنا، بس انا اقدر اخدم بلدي بطريقة ثانية غير منصب الوزارة، وكوني اتنازل عن جنسيتي الفرنسية او لا ده مش هيأثر معايا لاني في النهايه انا نفس الشخص، بس سيادتك ما تعرفش باقي المعطيات


_ لا يا فندم أكيد نعرف 


_  وحملة التشهير اللي حصلت لي أي أن كان اللي بيحاربني من تحت لتحت، مجرد ظهور حد معايا يمكن وقتها لما أبقي في الوزارة أكون هدف واضح للعيان، او للميديا بأحداث قديمة وحاجات كثيرة ممكن تكون حصلت في حياتي وانا ما أنكرته، انا كنت شاب وعايش حياتي بالطول والعرض..


_ لكل أنسان ماضي 


_ اه فعلا،  والحمد لله اني اتغيرت وربنا بعت ليا اللي ساعدني لما انا عليه الآن وكانت حجته وقتها "انك لا تهدي من تحب والله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين" بس انا زي ما عندي جنسية مزدوجة عندي عائلة مزدوجة الجنسية، أم فرنسية وعلامة استفهام كبيرة في الميديا فانا بعتذر ارجو ان تبلغ اعتذاري لرئيس الوزراء، واكيد انا هاحاول أقابله عشان نتكلم بصراحة وبشكل افضل بس اتمنى ان المقعد يروح للي يستحقه، لاني بصراحه مش عندي الوقت الكافي.. 


_ حضرتك شايف كده، تمام انا هبلغ سيادته مع ذلك انا هحدد لك ميعاد تتقابل مع سيادته وتتكلم معه في كل النقط دي، ممكن نلاقي حل كل الثغرات دي..


 عادل:  ان شاء الله، بس ياريت تبلغ معالي رئيس الوزراء باعتذاري عن المنصب، انا ما اعرفش المعلومات اللي حصلت دي وصلت للميديا 


_ واحنا هنحاول نعرف مين السبب، وعلى العموم لقائك معه رئيس الوزراء ممكن يكون لموضوع ثاني، حتى لو سيادتك رافض المنصب، او ما عندكش الوقت، ينساب حضرتك بكره الساعه 4:00 العصر.. 


عادل:  اه ينساني، هاكون في الميعاد بأمر الله..


 أنهي الإتصال وأكمل طريقه إلى شركته..


❈-❈-❈


 بينما هناك كانت تطرق الباب بمرح كعادتها وهي تقول:


_ ناناه وحشتيني يا قمر، افتحي بقى يا سمكة كل ده يا حبيبتي عشان تفتحي.. 


ولكنها ابتلعت باقي الكلام وهي تنظر لرحيم بابتسامة وما ان هزت راسها كأنها تتأكد أنه هو من امامها وهمست بصوت يحمل الكثير من المشاعر..

 داليدا: رحيم؟!  الحمد لله على السلامة، وحشتني..


 ما أن ما انتبهت إلى ما خرج من فمها، حتى ارتبكت واخذت تقول:

_ اقصد وحشتنا كلنا، وصلت امتى؟!


 نظر له ادم وهو يغمز بطريقة فيها إيحاء وكانه يقول:


_ هي من كنت اتكلم عنها منذ قليل!!


 الصدمة التي شعر بها رحيم لم تظهر على وجهه، فهذه طبيعة عمله، ابتسم لها وهو يترك لها مساحة لتمر من جواره،وعقله يسأل  هل حقا  داليدا تكن له شيئا، وكيف لم يعرف.او يرى تلك اللهفة في عينها ولم الان.. 


ولكن حتى لو كانت تحبه؟! هل هو في وضع يسمح له بان يخوض ذلك الغمار مرة أخرى؟

 هو الآتي من معركة صارعها ولم يدري ان كان منتصر فيها ام مهزوم..


 خرجت الجدة من المطبخ قابلتها بابتسامة وهي تقول:


_ قلب ناناه تعال

 اخذتها في حضن طويل وهي تقول:


_ ايه الغيبة الطويلة دي


 داليدا:  امتحانات بقى 


اسماء: ربنا ينجحك ومايضيع تعبك يا قلبي ناناه..


 داليدا:  ايه ده طنط سهام هنا، وحشتيني ف


سهام تعالي يا حبيبتي ضمتها وربتت على كتفي  واخذت تسألها عن امتحاناتها وحياتها واشياء كثيرة وكأنها بكلامها مع الاخرين قد تهدأ بعض الشيء، او تنسى ما هي فيه.. 


بينما هناك كان ينهي عمله في الشركة يوافق على بعض القرارات الهامة التي قد تحتاج دراسة وتروي في اتخاذها، الا انه وافق خاصة بعد ان تكلم مع امجد.. وموافقته المبدئية كانت خطأ كبير خاصة وهو في هذه الحالة التي لم تسمح له بالتركيز في أشياء كثيرة أو الاستفسار عن اشياء أكثر خطورة ولكن رغم أنه في هذه المعمعة، الى الان يطمئن من فضل عن تلك الحالة التي أصابتها زوجته..


 وما أن ورد الى ذكره وفكره زوجته، التي لم ينساها حتى اكفهر وجهه وهو يتحرك يخرج من الشركة بأكملها، الى القطاع في الوقت الذي كان فيه يشعر بذلك الالم في كف يده،  خاصه بعد ان ضرب بها الحائط ما ان رجع الى بيتها ووجده خاليا، كانت النتيجة شرحا خفيف،  ولكنه يشعر بالألم او يهتم له كأن هذا الألم يلهي عن الم اكبر، ينبع في قلبه وهو ممزق بين الكبرياء والعناد والشوق والمغفرة وهو يدرك أنه الأقوى وأنه عليه ان يغفر لكنه وهو في هذه الحالة لا يستطيع!! 


كان يدخل الى القطاع ليخبره أمير ان هناك اجتماع هام 


امير: كنت لسه هتصل بك. 


أحمد: خير؟! 


امير: انت نسيت الاجتماع ولا ايه؟! 


_ لا يا سيدي ما نسيتش انت واقف على الباب ليه تعال داخل معه إلى مكتبه وهو يقول:


احمد:  عايز تقول ايه؟! 


امير: انت عارف.. 


احمد:  مش وقته، يا ريت تكلمهم يجهزوا عشان عايز امشي


 أمير: يدك لسه وجعك؟! 


 أحمد:  شويه.. 


 امير: خدت مسكن؛ دهنت كريم حطيتها في الرباط ضاغط عملت اي حاجه المفروض تتعمل؟! 


احمد: لا ما عملتش ممكن تشوف الاجتماع هيبدا امتى، وخليهم يطلبوا لي قهوة


امير: من عيني يا وحش حاضر 


بعد وقت كانوا يجلسون في قاعة الاجتماعات على طاولة بيضاوية كل في مكانه بينما أمير بجواره مقعد فارغ التقت عينه بعين أحمد الذي قبض كفه، مما جعله يشعر بالالم الظاهر على وجهه..


 وقتها اشار امير الى احدهم ان تبدل الاماكن لترى ما به نظره عين أحمد كانت تعني اياك ان تتدخل، ولكنه  لم يهتم وهو يؤكد على تلك الطبيبة؛ أن ترى ما فيه كف يده وبالفعل ما ان نظرت الى ذلك اللون على بشرته حتى قالت: 


_ ده شرخ ولازم يتجبر


 نظرة الحدة على وجه الوحش جعلتها تلتزم الصمت، وهي تخرج من حقيبتها ذلك الكريم الذي يعد مخدر موضعي قد يخفف بعض الألم، ويساعد يهدأ رغم أنه لم يشتكي بينما هي تقوم بتدليكه كف يده.. 


 فتح الباب ودخلت دون ان تطرق كالعادة  التقت عينها به وكأنها صراع في حلبة كبيرة لا يوجد بها غيرهما، وكأن الدنيا خلت من الجميع الا هو وهي..


 ولكنه قال اغرب شيء قد تتوقعه منه.. 


احمد: بتعملي ايه هنا؟! 


سهام: انا!! 


احمد: لا خيالك!! 


 نقلت نظرة من عينه التي تحمل الحمم والغضب والثورة بين جفنيها إلى أمير الذي يشعر بالخوف من تلك المواجهة التي قد تكون صادمة ولكنها قالت… 



يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة