رواية جديدة قلوب بريئة تنبض بالحب موني عادل - الفصل 8
رواية قلوب بريئة تنبض بالحب
بقلم الكاتبة موني عادل
الفصل الثامن
رواية
قلوب بريئة تنبض بالحب
من قصص وروايات
موني عادل
وقف وليد أمام أبيه فنظر له ثم أجلي صوته وهو يتحدث بعجرفيه
((شكرا لك ، لقد أتيت لاتعرف علي والدي خالد المصري . ))
نظر له خالد ولم يستوعب ما نطق به فنظر للشخص الواقف أمامه ليستشف منه جديه الأمر فوجده ينظر إليه بنظرات ثابتة
فأدار وجهه ينظر لإبنته الواقفة خلفه فرأي إرتجاف شفتيها أخذت تنظر له بقسوه بوجه شاحب شحوب الموت فوقوع خبرا كهذا علي مسامعها ليس بالهين ، عينيها تحدقان بذهول تنتظر أن ينفي ما سمعته ولكنه لم يتحدث بل أكتفي بالصمت والنظر إليها وإلي ما يدعي بأنه أخيها ، ماذا! هل قالت أخيها ، نعم هي قد تمنت أخا ولكنها لم تريده بهذه الطريقه فوالدتها ستموت لن تتحمل سماع خبرا كهذا ..
قالت أروي وهي تنظر له
((ماذا فعلت يا أبي لتستحق منك أمي هذه المعامله ، ليسامحك الله عما فعله بوالدتي ..))
تجاهل خالد حديثها فتحدث وهو يوجه حديثه لوليد
((بل أنت مخطئ فأنا ليس لدي أبناء غير إبنه واحده ، ربما أخطأت وخلطت بيني وبين شخصا أخر .))
نظر له وليد وأخذ يضغط علي أسنانه وينظم أنفاسه وهو يري رفض والده له يهدئ نفسه ويقنعها بأنه لا يعرفه ولا يعرف ما اخفته والدته ، فهو تفاجئ بشخص يقف أمامه ويقول له أنه إبنه وهو أبيه
فأخذ نفسا طويلا وتحدث قائلا
((أنا أدعي وليد ،وأنت والدي ووالدتي هي من أعطتني أسمك ))
فقال خالد وقد بدأ صبره ينفذ
(( أنا لا أعرفك ولا أعرف والدتك ولما أعطتك أسمي لترميني بهذه التهمه ، فقد قلت أنني ليس لدي أبناء غير واحده وهي من تقف بجواري وتستمع لما تهزء به ، فهيا من فضلك أذهب من هنا ))
نظرت أروي لوالدها وهي تستشف منه صدق كلامه ، وتحمد ربها بأنه لم يتزوج علي والدتها وأنها ليس لديها أخوه ..
قال وليد وقد طفح الكيل
((إذا كنت لا تعرفني فأنت بالطبع تعرف والدتي .))
((من تكون والدتك هذه))قالها خالد بعصبيه وصوت مرتفع
فعلي صوت الأخر أمامه ونظر له نظرة كلها تحدي وهو يقول
((والدتي تكون ليلي أحمد البحيري ))
سكت وليد وهو يري معالم الصدمه واضحه علي وجه خالد مما أكد له بأنه هو المعني بالأمر ، وجده يضع يده علي صدره وقد أختنق فلا يستطيع التنفس براحه فقد كان يجاهد لأخذ أنفاسه ، بينما نظرت له أروي وقد رأت حالة والدها وما يحدث معه منذ أن نطق بإسم هذه المرأه
أخذت تبكي وهي تحاول أن تسند والدها قبل أن يقع ويفترش الأرض ولكنها لم تستطع فقد وقع علي أرضية المنزل ، بينما وقف هو لا يعرف ماذا يفعل وقد صدم مما رأه ، هل قتله لم يتحمل ما قاله فمات ، أعترف بأنها لصدمة لأي شخص أن يعرف بعد عشرون عاما أن لديه ابن لا يعرف بوجوده ،نقل نظره لتلك الفتاة التي تميل علي والدها تبكي وتصرخ
أخذ يحدثها بخشونه قائلا (( إبتعدي عنه حتي أستطيع مساعدته ونقله إلي المشفي .))
❈-❈-❈
كان مؤمن يجلس في مكتبه فدخل عليه أمين شرطه وألقي التحيه ووجهه إليه حديثه قائلا
((سيدي لقد وجدت الفتاة التي كلفتني بالبحث عنها ))
مد يده بورقة فيها كافه المعلومات عن الفتاة التي يريد العثور عليها من أجل أخيه ، فأخذ منه الورقه وهو يشكره ، فنصرف من أمامه وأخذ مؤمن يفكر أعليه أن يذهب ويعطي لأخيه ما توصل إليه بالبحث أم ينتظر ويذهب هو ويتعرف علي الفتاه أولا ويعرف إذا ما كانت هي أم مجرد تشابه ، قرر أخيرا بأنه سيعطي لسيف ما توصل إليه ويري ما سيحدث بعد ذلك ، فوقف عن مقعده وأخذ يجمع أشياءه مفاتيح سيارته وهاتفه ليذهب ويلتقي بسيف .
خرج مؤمن من قسم الشرطه فأستقل سيارته وأمسك بهاتفه ليحدث سيف ويري أين هو ، هل مازال بالشركه ، أم ذهب إلي البيت ..
كان سيف في شركة والده يعمل بجد ويكب تركيزه علي عمله فقط فبعد قليل لديه إجتماع هام لمناقصه هامه يريد الفوز بها ، فوجد هاتفه يرن أمسك بالهاتف ونظر له فإذا المتصل مؤمن تنفس الصعداء وفتح ليرد عليه ويري ما توصل له بالبحث، فأجاب وهو يلقي السلام علي أخيه ، فرد عليه مؤمن وسأله عن مكانه ..
تحدث مؤمن قائلا ((أين أنت الأن ))
فجاوبه سيف ((أنا في الشركه ، فلما تسأل))
فقال له مؤمن ((حسنا لا تذهب إلي أي مكان فأنا في طريقي إليك ))
فتمت سيف قائلا
((ما الذي حدث هل توصلت لشئ))
أجابه مؤمن ((عندما أتي سأخبرك بما لدي ..))
كان سيف جالسا علي أحر من الجمر ينتظر بفارغ الصبر وصول مؤمن حتي يخبره بما لديه وإذا كان قد أستطاع الوصل إليها أم لا ..
بعد قليل وصل مؤمن لشركة والده وذهب بإتجاه مكتب سيف فوجد السكرتيره الخاصه به منكبه علي أعمالها فوقفت وهي ترحب به وتنظر له بنظرات إعجاب فذهب من أمامها حتي لا يفقد أعصابه بسببها إذا ما تحدثت بكلمه لا يتقبلها فها هي تذوب فيه عشقا فقد أعترفت له من قبل بأكثر من طريقه بأنها تتمني أن يبادلها الشعور بالحب فهل قلبه بيده يأمره أن يحب فلان فيحبه وأن يكره فلان فيكرهه كم هي ساذجه ومقرفه بطريقه لبسها هذه فطريقة لبسها مفضحة جدا ، أبعد نظره عنها وطرق علي باب مكتب أخيه فقبل أن يطرق علي الباب ليستأذن للدخول ، فتح الباب ووجد سيف يقف وممسك بمقبض الباب فأشار له بالدخول
دخل مؤمن وبقي واقفا منتظر أخيه أن يأتي فعندما تأخر ولم يأت نظر خلفه فراه أغلق الباب ولكنه مازال واقفا كما هو يعطي له ظهره ، تحرك يذهب بإتجاه مكتبه ولكنه لم يجلس عليه بل وقف ينظر من زجاج المكتب إلي الخارج وهو يحدثه قائلا
(ما الذي توصلت إليه يا مؤمن )
تعجب مؤمن من حالة أخيه والهدوء الذي يخيم عليه فقال
((لقد توصلت لها و لعنوانها ))
انهي كلامه يضع ورقه علي طرف المكتب فيها كل ما يخص الفتاة الذي أراد ان يأتي بمعلومات عنها ، فيها كل ما كلفه به فمن يراه منذ يومين وهو يطلب أن يعثر عليها من أجله لا يراه اليوم وهو هادئ وكأن الأمر لا يعنيه .
كلمة واحده هي ما أخرجت مؤمن من شروده ((هل هي بخير ))
قالها سيف وهو ينظر لأخيه فقال مؤمن ((نعم هي بخير ))
فأوماء برأسه ولم يسأل عن أي شئ أخر ..
قال مؤمن (( هذه الورقه بها كل ما تريد سأذهب وأتركك الأن فأنا لدي عمل ، إذا أردت شيئا فلتحدثني في أي وقت))
ذهب مؤمن وهو يري حالة أخيه وهدوءه غريب بالنسبه له في موقف كهذا ولكنه لا يعرف ما به فسيف خائف أن يذهب إليها ويواجهها فتختفي من حياته مرة اخري يكفي أن الامل قد عاد إليه ليتمسك به ويعيش من أجله ، ولكنه قلق بل خائف أن يذهب إليها فيجدها متزوجه كما قالت له..
❈-❈-❈
فجأة وقف أمامها وكم خافت منه ولم تستطع ان تنظر إليه أخذت دموعها تتساقط فأستدارات لتركض من أمامه إلا أنها شهقت عاليا عندما مسكها من معصمها ليديرها بقسوة ويدفعها إلي الجدار المقابل ضاغطا علي ذقنها يرفعه لأعلي وينظر إلي عينيها المتسعتين بخوف ، فشعرت أنها تختنق بينما هو يهمس بصوت لا يكاد يسمع لكنه أرسل الرجفه في أوصالها فلم تعد قدماها قادرة علي حملها وقد عرفت بأنها حقا نهايتها فإما أن تقع بين يديه أو أن ترتطم بالأرض
(لا تفكري كثيرا لقد تركتك في ذلك اليوم لأنني اشفقت عليك كم كان منظرك مخزي كنت كأرنبا صغيرا يرتجف وكم كنت رقيقا معك وترفأت بك وتركتك ، فأنا تركتك فقط لتستعدي للمرة القادمه )
أنهي حديثه بغمزة من عينيه وظظل يطالع ارتجافها وخوفها
((ما الذي يحدث هنا ))
كان هذا صوت أدهم وهو ينظر لهما وينتظر أن يفسر له شريف ما يحدث وماذا فعل لنهي لتبدو خائفه وتبكي بغزاره ..
أستدار ببط ليجد أدهم واقفا خلفه ، ينظر إلي ما يحدث وينتظر منه إجابه بينما تجاوزتهم نهي جريا لتخرج وتترك الجامعه للابد ..
قال شريف ((لم يحدث شئ ، كنت أمزح معها فقط ولكنها خافت وكنت أصالحها ولكنك أفسدت محاولتي لمصالحتها ..))
ضحك أدهم وهو يقول (( كنت تصالحها بهذا الشكل أم تبكيها ))
نظر له شريف وهو يقول(( لا عليك أتركك منها .))
فذهب شريف وأدهم ليذهبوا إلي الكافتيريا ويجتمعوا بأصدقائهم أصدقاء السوء..
خرجت من الجامعة تجري وتهرول لا تعرف كيف أحبت شخصا مثله وأمانة له فرفعت يدها لتمحي دمع عيناها فينزل بغزاره مما شوش الرؤيه أمامها ، تذكرت أخر لقاء بينهما وكم كانت رخيصه في نظره فهو لم يحبها يوما ، بل يتبجح بما فعله ويسخر منها فها هي ما زالت تستيقظ بالليل منذ تلك الليله علي الكوابيس التي تزورها في احلامها فتلك الليله المشئومه غيرت كل شئ في حياتها ، لقد خدعها تحت مسمي الحب وهي كالمجنونه صدقته وأرتمت في أحضانه وكانت ستوافق أن تتزوجه عرفي حتي لا يبتعد عنها ويتركها أو ينظر لغيرها ولكنه ظهر علي حقيقته في أخر لحظه ، فهي قد نست من هو ونست له كل ما فعله من قبل ليس معها ولكن مع فتيات ليس لهما ذنبا غير أنهم قد أحبوه وأمانوا له ، فحقا من به داء لا يتغير وهو لن ولم يتغير ما دام حيا ..
❈-❈-❈
بينما في داخل المشفي لا تستطيع أن تنتظر أكثر من ذلك يجب عليهم أن يطمئنوها ، فمنذ أكثر من ساعة لم يخرج أحدا من الغرفه ولم يخبروها ماهي حالته فأخذت تبكي وتنظر بإتجاه أخيها فلم تشعر بنفسها وهي تتجه وتقف أمامه ..
وقفت أمامه وأخذت تتحدث بشراسه وهي تضغط علي أسنانها
((صدقني لن أمررها لك إذا حدث له شئ ، فلن أتغاطي عن قتلك ، إذا حدث شيئا لأبي فسأقتلك))
بينما فاطمه جالسه علي مقعد في طرقه المشفي وتتابع ما يحدث في هدوء فهي قد سمعت كل شئ لقد كانت ذاهبه لتعد الشاي فسمعت هذا الشاب يقول بانه إبنه وأن خالد يكون والده وقفت ولم تستطع التحرك لتعرف مايحدث ، بقيت واقفة مستندة علي الجدار خلفها وكأنه هو ما يمدها بالقوة لتبقي واقفه وتستمع لكل شئ حتي سمعت صراخ أبنتها فلم تستطع الوقوف أكثر وشجعت نفسهم وبدأت بترك مكانها بالتحرك إلي الباب لتري لما أبنتها تبكي وتصرخ ، فوجدت خالد واقع بالأرض فاقدا للوعي وهذا الشاب يحاول مساعدته ، خرجت من شرودها وهي تنظر للشاب الواقف أمامها ، وكم تمنت لو أن لدي خالد ولد يقف بجانبه يساعده في وقت شدته ويتحامل عليه في تعبه ولكن ليكون ولدها هي ليس من إمراة أخري ، بل منها ومن خالد ، أمسكت أروي بقميصه وهي تهز فيه قائله
((سأقتلك هل سمعتني ستكون ميتا إذا ما أصابه مكروه))
كانت تبكي بشده تجاهد تتكلم ولكن بضعف وكم تعاطف معها وتقطع قلبه علي أنهيارها رأها تجاهد لتستطع الوقوف أكثر من ذلك علي قدمها فقد خانتها وأوشكت علي السقوط لولا يديه التي لحقتها قبل أن ترتطم بأرض المشفي...