-->

رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 6

 قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية عشق الرعد

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 




الكاتبة سماء أحمد

الفصل السادس 

❈-❈-❈


قبل زفـ ـاف ياسين بيومين 

لقاء حاسم بجميع أصدقاء رعد، لا مُحال كانت سوف تلتقي بالجميع مهما أجلت هذا، وصلت لقصر المهدي الذي يفوق منزل رعد حجماً لكن برغم هذا تشعر ببرودة تسير في جسـ ـدك حين تسير داخله عكس منزل رعد الذي تشعر داخله بطمأنينة ودفء غريب، ربما لأن من تتحدث هي عشق وليس شخص آخر 


مسكت يـ ـده وهي تتجه للداخل تلتقي بالجميع بمعنى كلمة الجميع، على رأسهم سيدة مهلاً ليست نسخة من عشق بل نسخة من نور والدتها، عقدت حاجبيها بانزعاج وهي تنفي برأسها بضعف 


نورهان بإبتسامة بشوشة : أهلا بملكة الملك رعد الشافعي، تعالي في حضني 


ترك رعد يـ ـدها يشير لها بخفة، ضـ ـمتها نورهان لتردف : على فكرة بقى أنا واثقة أنه اتجـ ـوزك عشان أنتِ شبهي مش أكتر 


عشق بمرح : بس هو مشافنيش غير يوم الفرح


نورهان بضحك : أساساً اتحداكي هو مش حافظ ملامحي، شايفه وشه فين ؟ 


نظرت عشق لرعد الذي يتحاشى النظر للسيـ ـدات بين الجميع، ابتسمت بخفة وهي تفكر كيف لهذا أن يكون نفسه رعد الذي مع عشق


رعد : ياسين فين ؟ 


مالك : لسه مقموص منك، هتلاقيه في المكتب 


رعد وهو ينظر لعشق : هو أنا ربنا مش هيتوب عليا بقى من القماصين 


نظرت عشق له وانفجرت ضاحكة فابتسم بخفة يشير لها بالصمت، كبتت ضحكتها وهي تنظر له لتردف نورهان بمرح : شكل رعد عايش في مغامرة جديدة


عشق : وأي مغامرة أنا جايه حياته أساساً تكفير ذنب أكيد عمله 


يارا بهمس لابنة عمها : شايفة البرود يا بت، هي ضاقت برعد ملقاش غير دي


لارا : واقفالي في زوري وبجد نفسي أجيبها من شعرها واطردها 


يارا : مرتحتش ليها نهائي، شوفتي عرو سة ياسين قمر أزاي، هادية ومريحة للعين ومحترمة كدة إنما دي الجواب باين من عنوانه 


لارا بتوعد : أنا هعرفها 


تجمعت الفتيات مع نورهان التي تمسك يـ ـد عشق وتتحدث معها، من عيناها أظهرت مدى سعادتها بزواج رعد كذلك معاملتها مع عشق 


بينما في المكتب دخل رعد وجلس مقابل ياسين ينظر لبعض الملفات، زفر ياسين بضيق وكاد يقف ليخرج من المكتب 


رعد : استنى يا ياسين، بص ظروف فر حي مكنتش تمام بس الوقتي فر حك حقيقي بكل للكلمة من معنى ومحبش الأيام دي تروح هدر، بلاش نقضيها في زعل وخصام


ياسين بعتاب : أنا يا رعد مرتين تعمل معايا كده عشان واحدة لا راحت ولا جات


قبض رعد على أنامـ ـله ثم قال : يا ياسين عشق مر اتي واللي ميصونش مر اته في غيبتها ميبقاش راجل كذلك اللي ميغرش على رجو لته ميبقاش راجل، أنا مبحبش الغلط ومش حكاية عشق أنت عارف من زمان رعد على ايه بس شكلك نسيت لما فكرت عشق غيرتني، هي تغيرني تخليني أضحك معاها اتفاعل حتى توصل إني انفتح شويه بس إني أسكت على الغلط لا يا ياسين 


ياسين بزفير : بص يا رعد أنا مش طايقها ولارا كمان مش طايقاها 


رعد بهدوء : مش وظيفتكم تعجبكم المهم هي وضعها معايا ايه يا ياسين 


ياسين بحدة : هي خلتك أناني يا رعد 


هدر رعد به بغضب : أناني في ايه يا ياسين ؟ في مر اتي المفروض كمان أنقيها على مزاجكم طب منا قولت بلاش موضوع چمان عملت ايه ؟ رميت كلامي في البحر وبتعمل اللي في دماغك، المفروض بقى أروح اطلقها عشان معجبتش الأستاذ ياسين والأنسة لارا صح يا ياسين ؟ تعرف والله الكلام معاكم خسارة 


بينما في الخارج تبتسم عشق لنورهان براحة إتجاهها فهذه السيدة لبقة حنونة بشوشة تعاملها كأنها نجمة من السماء، وهمس ابنتها سعيدة بها كثيراً كل قليل تتحدث معها بجملة فضولية 


همس بمرح : قوليلي لسه أبيه رعد بيتعامل معاكي بالمسطرة 


يارا : يا هموسة أحيانا الخبث بيسلك الوضع 


عشق باستغراب : خبث ايه ؟ تقصدي إني خبيثه 


يارا ببرود : اللي على راسه بطحه بقى، خدتي الكلام ليكي 


نورهان بحدة : يارا 


عشق : مش هرد عليكي عشان معدوم القيمة لما بيترد بيتعمله قيمة 


يارا وهي تقف : أنتِ بتهنيني في بيتي وأنتِ أساساً مش مُرحب بيكي 


رعد بهدوء : مش مُرحب بمين يا يارا، بمـ ـراتي ؟ 


يارا بتوتر : أسفه يا أبيه 


رعد : يلا يا عشق 


نورهان وهي تتجه له : استنى يا رعد 


كادت تمسك ذر اعه فتراجع خطوة للخلف بإحراج، أشار لعشق التي اتجهت له فوقفت لارا واتجهت لها سريعاً لتردف : رعد صاحب ياسين من المدرسة، وأنتِ جيتي مرة واحدة خربتي بينه وبين البيت كله 


عشق : تعالي بيتي وسط أهلي وخليني أقولك الكلام اللي قالته بعدين هقول اللي أنتِ قولتيه، فرضاً أنا فعلاً غلطانة يا لارا بس أنا في بيتك 


لارا بحدة : ما أنتِ كلمتيني بطريقة مش كويسه في بيتك


عشق : لما ادخلتي في خصوصياتي يا لارا، على فكرة اللي كانت بترن بنت خالتي فعلاً وفي فر حي رنت وقالت باباها تعبان ومش هتعرف تيجي هي وعيلتها كاملة وهتعوضني، هتعوضني عن فر حي يا لارا كمان محدش من صحابي جيه وبقى جنبي في حين فلوسي مصروفه عليهم والخروجات كلها من جيبي، والوقتي فرح بنت خالتي فبترن عشان أكيد تقولي تعالي جنبي أنتِ أختي في الرضـ ـاعة وأنا مليش غيرك، نفس كلام كل مرة اتخذل وارد جيتي أنتِ بقى وحطيتي التوابل 


لتكمل وهو تربط على ذرا عها : لو كان رعد سامح ليكم تدخلوا في حياته فأنا مش هسمح بكده 


اتجهت عشق له ومسكت يـ ـده بينما يتحدث مع نورهان وعينه بالأرض او يزيحها جنباً، هي فقط المسموح لها بلمس رعد وهذا جعلها تود نسيان الموقف والصرخ باستفزاز بهم 


❈-❈-❈


في المنصورة 

جلس أحمد في مكتبه يمرر يـ ـده على الأوراق سريعاً يراجع ما يقوم به، نظر باتجاه يوسف الذي يقطع التذاكر وينثرها فوقه لتتطاير أجزائها فوقه 


أحمد : أنت بالشكل ده خراب علينا يا ابني، التذاكر دي مش بفلوس 


يوسف : طول عمري اسمع الناس اللي على قلبها فلوس قد كده بخيلة، أول مرة الحكمة دي تتحقق قدامي 


أحمد وهو يلتقط دفتر ويلقيه به : امشي يا كـ ـلب من قدامي 


يوسف : أهدى بس وقولي فعلاً ناوي تنقل القاهرة، أنت بتتكلم جد 


أحمد : عشان عشق وأنا ليا مين غير عشق 


يوسف بملامح عابسة : تصدق بالله أنت عم قادر مبيطمرش فيك دا أنا بحبك أكتر من أبويا يا جدع


وقف أحمد واتجه له قائلاً : مبيطمرش في مين يا كلب يا ابن ... 


يوسف وهو يجري : طب عيب بقى أبويا كان يخلفك كمان فرق بيني وبينك مش كتير


ليكمل بغمزة : أبوك خلص شقاوة متأخر 


التقط أحمد عصاه حديدية من يـ ـد تمثال وانطلق خلف يوسف الذي جرى وهو يستفز أحمد بحاجبيه، اصطدم يوسف بفتـ ـاة فجأة فكادت تقع ليحاوطها 


الفتاة بغيظ : أنت غبي ياض 


تاه بملامحها لتكمل قاصدة استفزازه : لا وكمان أعمى يا سبحان الله 


يوسف : بقى الحلاوة دي عندنا وسايبين وسامتي للأهل


سيلا باستفزاز أكثر : اعتقد بنت عمك عندها رأي تاني يا يوسف بيه 


يوسف بتوهان : يوسف بيه غرق في حلاوة ملامحك والله ولا عينيكي 


فاق على ضربة قوية من أحمد ثم قال : روحي شوفي شغلك يا سيلا 


يوسف : وكمان سيلا كده كتير على قلب قرمط والله


انفجرت ضاحكة وهي تضع يـ ـدها على عيناها وانطلقت جرياً مبتعدة بينما قلبها يود الصراخ بأنه لاحظها، ابتسم يوسف وهو ينظر لأحمد ثم غمز قائلاً : أي نظامها ؟


أحمد بهدوء : يوسف أنت متجوز متنساش


يوسف بتوتر : أنا بهزر يا بابا أنا بجد بحب زينه


أحمد وهو يربط على كتـ ـفه : محدش جبرك على حاجة يا يوسف أنت اختارت وأعرف زينة بتحبك


يوسف بتنهيد : بتحبني وطيبة يا بابا عارف ومتستاهلش مني غير كل خير 


أحمد بإبتسامة : عِشت يا يوسف، يلا هروح أكلم حد يشوفلي بيت قريب من عشق 


يوسف : يا بخت عشق بيك 


أحمد : يا بخت الدنيا بعشق 


❈-❈-❈


مررت عشق يـ ـدها على عضـ ـلات بطنه وهي تفكر بصمت كما يفعل هو، نظرت له فوجدته في عالم آخر لترتفع قليلاً وتُقـ ـبل وجنته برقة، مرر يـ ـده على شعرها


رعد بمرح : متفقناش إن دي بو سة المتجوزين 


عشق وهي تحرك يـ ـدها : مشي نفسك بدي لفترة كدة 


تابع حركاتها ثم ابتسم مقـ ـبلاً جبينها لتكمل : رعد بقولك


رعد : قولي 


عشق : أنت مش بتخلي طنط نورهان تقرب منك مع إنها أكبر منك كمان مش بتكلم البنات قد كده وكمان مش بتبص ليهم طيب أزاي واخدني في حضـ ـنك ذي الوقتي وبتبو سني وبتـ ـنام وأنا في حضـ ـنك


رعد : ببساطة عشان أنتِ مر اتي حلالي كل حاجة معاكي مش حرام عكس الكل 


عشق بمرح : بتخاف من ربنا اوي


رعد بهدوء : الخوف أكيد والمفروض يكون جوه كل عبد من نحية ربه بس أنا كرعد بحب ربنا ومش بحب أعصيه نهائي، طمعان في الجنة مليش حق


عشق بتساؤل : طيب أنا ليا مكان في الجنة 


رعد وهو يُقـ ـبل باطن كفها : هعملك مكان في الجنة يا عشق 


ارتفعت تضـ ـمه مرتميه بجسدها عليه، قـ ـبل جبيـ ـنها وربط على ظهرها قائلاً : أنتِ طيبة اوي يا عشق 


عشق باستغراب : أنا ؟ دا أنا حربايه 


ابتسم بخفة وهو يحرك رأسه باستغراب ثم جذ بها لتجلس في حضـ ـنه ثم اردف : في حرباية بالحلاوة دي كمان نست اللي يارا عملته واتصرفت كأن اليوم مكنش 


عشق وهو تمسك ذقنه : يا رعد أنا لحد كام يوم كنت مزعلش غير من بابا دلوقتي مزعلش غير منك ومن بابا وبس الباقي ملوش لازمة عندي هزعل منها ليه ! 


تأمل عيناها ثم قـ ـبل وجنتها وضـ ـمها لأحضـ ـانه قائلاً : عشق ما تقوليلي كدة حافظة حاجة في القرآن 


عشق : أممم كنت بس حاليا بالعافية السور الصغيرة


رعد : قوليلي نفسك في ايه ؟ حاجات بتتمنيها من قلبك


عشق بتفكير : أممم نفسي في مرجيحه هنا وعايزة كمان ابطل تعليم ونفسي في أطفال كتيرة حواليا نلعب سوا


صمتت قليلاً ثم قالت : نفسي بابا يتجوز بقى وكمان بتمنى الناس تحبني وتبطل تاخد فكرة وتكرهني


رعد بمرح : منفسكيش في بوسة مني الوقتي 


عشق بتوتر وخجل : رعد 


وعادت تضحك وهي تضع يـ ـدها على عيناها، سحب يـ ـدها ثم تحدث بجدية : ما تيجي أحفظك قرآن


عشق بلامبالة : مش أما التزم بالصلاة الأول 


رعد : هتلتزمي معايا ومن غيري وهنحفظ قرآن وهنلبس الحجاب، كله هيجي واحده واحده عشان خاطر عشق مش عشان رعد


نظرت له عدة لحظات ثم قالت : أنا بكسل ومش عايزه بلاش 


أعاد خصـ ـلاتها خلف أذنها وهو يُقـ ـبل وجنتيها ثم قال : هنتعود على كل حاجة ومش هنكسل في أي حاجة


عشق بضحك : بدأت استكترك عليا 


وحركت عيناها بعشوائية، ثبت رأسها أسفل عنقه يضمها ثم قال لنفسه : وأنا مش شايف الدنيا غير بيكي يا عشق


❈-❈-❈


دخلت لارا غرفة أدهم الذي مندمج في العمل ثم اتجهت إلى السر ير تتمدد عليه ناظرة لأعلى بشرود، تذكرت حديث عشق مرة آخرى كذلك تصرف والدتها في كتب كتابها، وكيف أنها أخبرتها بوجود مؤتمر مهم معتذرة وتعللت بأنها سوف تحضر الزفـ ـاف بالتأكيد، أغلق أدهم الملف واتجه يجلس بجانبها، قصت له ما قالته عشق بهدوء 


أدهم : أكيد رعد جاي الفرح، كلميها وصلحي الموقف واتعلمي منه 


تمدد بجانبها يفتح يـ ـديه فاتجهت لحضـ ـنه تدفن وجـ ـهها بعنقه ثم قالت : فكرتني بماما في كتب كتابي


أدهم : ليه بس السيرة اللي تزعل لولتي دي ! ما تيجي أنسيكي مامتك وعشق والدنيا 


لارا بضحك : لا 


أدهم : قولتي نعم ودا المطلوب 


لارا بضحكة رنانة : لا يا أدهم 


أدهم بهمس في أذنها : ملكيش حجة مر اتي ومكتوب كتابنا وجيالي أوضتي برجلك


لارا وهي تضربه بخفة : اتلم عشان مقومش امشي


أدهم بمرح : وعلى ايه الطيب أحسن 


اغمضت عيناها مستندة بيـ ـدها على صد ره، دقائق وغفت بينما ظل هو مستيقط لوقت طويل يتأمل ملامحها وهي نائمة براحة بين أحضـ ـانه، داخله يومًا عن يوم يزيد حبها، هذه لارا حبيـ ـبته وطفلته التي كبرت أمام عيناه وكبر حبها بداخله، شخصية سوية رائعة مميزة في كل شيء وحنونة بكثرة تجعل الجميع يغرق فيها وعند هذا الحد شعر بالغيرة والتملك ناحيتها فهي له وحده زوجته


" طلقني " هذه الكلمة التي أخرجته من شروده وجعلته يضحك تلقائي، قبـ ـلت وجنته وهي تقول : بتفكر في ايه ؟ الشغل واخدك مني


أدهم : تؤ فيكي مش في الشغل، بفكر قد ايه أنا بحبك 


لارا : ويا ترى قد ايه ؟ 


أدهم بمرح وهو يقرص أنفها : ملكيش دعوة


عضت يـ ـده بمرح ليضمها أكثر داخل أحضـ ـانه وهو يدثرها جيداً بالغطاء، همس لها : جبتلك فستان لفرح ياسين، أتمنى يعجب ليدي لارا 


لارا : هيعجبني ملكش دعوة ويلا نام 


أدهم : حاضر يا لولتي 


❈-❈-❈


بعد مرور يومان 

في أحد الساحات الكبيرة والتي زينها أشهر مصممي الديكور، أتى خصيصاً لأجل ياسين المهدي من باريس، طل محمد وفي يـ ـده ابنته الكبرى التي تتزين بحجابها وفستانها المحتشم، آية الجمال هذه الفتاة وعكس ما توقع الجميع، چمان تتميز بجمالها الأخاذ السالب للأنفاس خاصة عيناها التي تتميز بلونها الأزرق، مـ ـسك ياسين يـ ـدها وقبـ ـلها برقة وفي نفسه يقول " مرحباً بكي في جحيم قلبي " 


بدأت الحفلة التي تتميز بهدوئها حسناً أفضل من زفاف عشق الذي لم يكن زفاف، وصل رعد المكان المخصص بالزفاف فأي كان ما حدث فهذا زفاف صديقه وهو ليس الصديق المُخزل، برغم أنه أتى كأي شخص غريب


عشق بزفير : هيحصل ايه يعني لو جيت لوحدك 


رعد : بصي أحنا معملناش فرح وهنا هتلاقي من الطبقة المخملية كتير، أنا عايز الكل يعرف الأميرة اللي نورت حياتي


تلت القشعريرة التي سارت في جـ ـسدها جعلتها تتأمله بأعين تلمع وبرغم هذا يغمرها الخوف، رعد بدأ في حبها او بالفعل أصبح يحبها لكن يجب أن تحذره من هذا، رعد في مجال الأعمال ليس مُعرف كثيراً سوا للعملاء الأكثر تميزاً بين الجميع إنما في العادي يعلم الجميع أن المالك والمدير " ياسين المهدي " نسبةً ان حياته عبارة عن الشركة هذه فقط، يعتبر وجود رعد أمر سري للبعض بسبب أنه أحياناً يحتاج لتوقف النفوذ في عمله دون معرفة السبب الحقيقي وراء هذه، فكونه في مجال الأعمال يجعل لا سلطة عليه 


نزلت تتأبط ذراع رعد الذي قـ ـبل جبينها ودخل بها، تأملت من حولها لتردف بنبرة بها بعض السخرية : دا كلهم زناجيل وجوزي من ضمنهم 


رعد : حاسك بتسخري بس تمام 


عشق : أنا عايزه امشي من هنا يا رعد


رعد باستغراب : ليه ؟


عشق بهدوء : هتعرف كمان شويه


تحرك باتجاه صديقه يسلم عليه هو وعشق التي اردفت بتفاجىء : الله دا أختي العروسة 


چمان بلهفة : عشق 


ضـ ـمتها چمان بينما التفت رعد وقام بهز رأسه لأحمد، سلم رعد على ياسين ثم نظرت عشق لياسين وسلمت عليه باليـ ـد قائلة : الف مبروك يا أستاذ ياسين 


ياسين باستنكار : أستاذ ! الله يبارك فيكي ومبروك عليكي أنتِ كمان 


تركت عشق يـ ـده ثم اردفت بخبث : هي بقت كده حلو اوي


رعد وهو يجذ ب يـ ـدها : يلا يا عشق


بينما في مكان يتجمع عائلة المهدي ومعهم چيلان التي تعرفت على الفتيات واندمجت معهم سريعاً، نظر مالك لها بملامح تفيض بالإعجاب الشديد


يارا : وباردة برود يا يارا مش عارفه اتجـ ـوزها على حزن ايه ! يا رب يطلقها 


چيلان باستغراب : يا بنتي عقدتيني فيها قبل ما أشوفها، ايه الهم ده ! هو صاحب أخوكي أبو عيون خضرا


يارا بتأكيد : أيوة هو ده أبيه رعد 


چيلان بخيبة أمل : أتجـ ـوز ! يا خسارة بجد 


همس بضحك : ايه ده في ايه ؟ كنتِ داخله على كبير شكلك


چيلان بمرح : مكدبش عليكي يا هموسة يا حبيبتي أنا عيني من كل شاب حليوه وببقى هاين عليا اتجـ ـوزه وقتي


تعالت ضحكات الفتيات لتردف همس بمرح : عندك مالك وجاسر حلوين نقي بس


يارا بتسرع : خليكي في مالك 


چيلان بخبث : ايه ده ايه ده ؟ 


همس وهي تهز لارا : لارا الحقي 


خرجت لارا من شرودها ثم قالت : هي عشق وصلت ؟ 


يارا : عايزه ايه من نيلة 


نورهان بحدة : لارا يارا عيب قوموا استقبلوا الناس معايا أنا تعبت، لارا جنب جـ ـوزك شوفت بنات لازقين ليه ؟


لارا وهي تقف : بنات مين ؟


جاسر بسخرية وهو يحاوط كتفها : طلقني


لارا وهي تدفعه : لما يطلقني نبقى نشوف، ابعد بقى 


اتجهت حيث أدهم الذي فتح يـ ـده لها يضـ ـمها مقـ ـبلاً جبينها فاردفت : بنات مين اللي كانوا لازقين فيك يا أدهومي


أدهم : مفيش دا كان بنات واحد بينا شغل وبسلم عليهم، مين اللي عايز يولـ ـعها ؟ جاسر ولا مالك 


لارا : لا مامتك باين محدش عرف أننا اتصالحنا فعايزاني أغير


أدهم بمرح : وغيرتي ؟ 


عادت تنظر له ثم قبـ ـلت وجنته بقوة، ضحكت نورهان وهمس لتردف نورهان : هما دول يعرفوا يقعدوا دقيقة من غير بعض عشان يتطلقوا ! 


يارا : اتصالحوا أساساً من زمان بس بيحبوا يغفلونا 


همس : وأنا بقول بروح بليل مش بلاقيها في أوضتها ليه ! هي بتبات عند أبيه بقى 


يارا بتأكيد مرح : أيوة شقية لارا دي 


في حين نزلت عشق من أعلى مع رعد الذي قال : عشق بلاش السلام بالإيد


عشق باستغراب : أشمعنا ؟ بعدين هو مد إيـ ـده مش معقول احرجه


رعد : لا احرجي أي راجل مرة والتانية مش هيعدها، حرام يا ماما 


عشق بضحك : ماما ! أنت ماما وبابا بابا وأنا أساساً عشق يعني


أحمد وهو يقف خلفها : طيب ممكن حضن يا عشق هانم


التفتت واندفعت لحـ ـضنه بلهفة تصرخ : أحمودي  


أحمد : أهدي يا هبلة 


بدأت تقـ ـبل وجهه وهي تعود وتصرخ : وحشتني اوي اوي يا أحمودي 


أحمد : وأنتِ كمان يا حبيبتي 


والتقط يـ ـدها يُقـ ـبل باطن كفها فسحبتها سريعاً بعدما قبـ ـلها قائلة : لا يا بابا متمسكش إيـ ـدي رعد قالي متخليش راجل يمـ ـسك إيـ ـدك عشان كده أنا حضنتك 


أحمد ورعد في نفس الوقت : ايه ! 


رعد : استغفر الله العظيم، يعني كل راجل مش هتسلمي بالإيد هتحـ ـضني، استغفر الله العظيم 


عشق وهي تمثل البرائة : أومال هعمل ايه ؟


أحمد بضحك : دي بتستهبل 


عشق بتأكيد مضحك : أة قولي بقى يا أحمد يا ابن جلال أنت جاي عشان مين فينا ؟ چمان ولا عشق ثانية بس يعني أنت عارف أنه فرحها ومتفقين سوا 


رعد وهو يزيح شعرها خلف أذنها : وفيها ايه ؟ المعاملة مش بالمثل عاملي الناس بشخصيتك 


عشق : أنا قلبي أسود وحرباية وهعاملهم بكده


أحمد : اسيبكم بقى لازم أبقى جنب محمد، خد بالك منها واحكمها عشان متتجننش


عشق بعبوس : أخس عليك يا بابا 


ضحك أحمد وهو يدا عب شعرها ثم سار مبتعد ليصطدم فجأة بنورهان التي تتحدث مع يارا ولم تنظر أمامها : أة أسفه 


أحمد : ولا يهمك 


فغر فاهه وهو يجد نسخة من زو جته أمامه، شردت بملامحه واختفت الكلمات من ثغـ ـرها، دقائق مرت وهو لا يشعر فقط يتأملها لكن حين فاق وتمعن النظر بها ليست نوره هي أخرى


يارا لنفسها : حب من أول نظرة دا ولا ايه ؟ 


غمزت لهمس التي ضحكت بخفوت ثم هزت نورهان التي حمحمت بخجل لتردف : قريب العرو سة صح ؟ 


أحمد بتأكيد : أيوه 


چيلان : يا بابا أنت جيت ؟ 


اتجهت تحضنه فقـ ـبل جبينها قائلاً بمرح : لا لسه هاجي بعد شويه، ايه الجمال ده ! كبرنا وبقينا عرايس


دارت چيلان حول نفسها وهي تقول : شكلي حلو ؟ ايه رأيك في الفستان جبته أحمر ذي ما بتحبني البس 


أحمد : ذي القمر بل وأحلى يا حبيـ ـبتي، فين بابا ؟


يارا : دا باباكم يا چيلان أزاي ؟ مش كان اونكل ... 


چيلان وهي تضـ ـمه : القمر دا جوز خالتي ودي يا بابا يارا أخت ياسين وهمس بنت عمته ودي عمته طنط نورهان، قمر صح ؟ 


نورهان بخجل : تشرفت يا أستاذ أحمد، عن اذنكم 


أحمد : اتفضلي، ايه العر ايس الحلوة دي الواحد شكله هيغير رأيه في الجو از 


يارا بمرح : وأنا موافقه 


اتجهت عشق لها ثم وقفت بجانب والدها وبعدت چيلان عنه قائلة : تعالى يا بابا عايزة اقولك على حاجة 


يارا باستنكار : هو باباكي ؟ 


عشق بتأكيد : أيوه بابايا 


يارا بسخرية : خلف دي كلها أمته ؟ 


أحمد باستغراب : في ايه ؟ تعرفوا بعض 


همست عشق له ببضع كلمات فاردف : طيب يا حلوين عن اذنكم وفرصة سعيدة يا يارا أنتِ وهمس 


چيلان بحزن : عشق أنتِ زعلانة مني ؟


عشق : اة يا چي چي 


چيلان وهي تضمها : والله متزعليش أنا عيطت كتير لبابا عشان نيجي وكنت هاجي لوحدي يومها عشانك، أنا أسفه والله أنا غلطانة عارفة 


ربـ ـطت عشق على ظهرها قائلة : شكراً يا چي چي 


وقفت عشق تتحدث مع والدها وتقص له كل شيء في حين رعد يرحب بالناس مع أدهم، مر وقت الفرح ببطء شديد عليه فهو لا يحب هذه الأجواء 


عشق موسعه عيناها : ورعد طلع مسخرة يا بابا مش صعب ذي ما بيقولوا، أنا مبسوطة بيه ومعاه 


أحمد : ربنا يسعدك يا حبيبتي معاه ويخليكم لبعض، سامحتيني يا عشق


عشق : المهم أنت سامحتني على اللي كنت بعمله ومش زعلان مني


قبل جبينها قائلاً : وأنا ليا مين غيرك عشان ازعل منه


ضـ ـمت والدها بقوة ليربط على ظهرها بحنية ثم همس لها : أنا نقلت القاهرة عشانك، المنصورة مش بلدي الحقيقية ولا القاهرة بلدي الحقيقية ولا مصر بلدي الحقيقية، عارفة بلدي فين يا عشق ؟


عشق وهي تبتعد قليلاً : فين يا بابا ؟


أحمد : مكان ما تكوني يا عشق 


عادت تضـ ـمه بقوة وهي تغمض عيناها تمنع دموعها، ابتعدت قليلاً لتجد رعد يغمز لها بخفة ثم ابتسم، أتى محمد لأحمد فاستأذنت مبتعدة وسارت أمام رعد الذي يتحدث مع أدهم وهو ينظر لها


محمد : عرفت جوز عشق وبجد فرحت ليها كل الناس عارفة رعد بيه على ايه 


أحمد بإبتسامة وهو ينظر لها : مش عشق اللي اديها لأي حد، نور متعرفش صح ؟


محمد بحمحمة : لا تعرف بس قالت تعبانة شوية


أحمد بلهفة : تعبانة مالها ؟ محمد في ايه ؟


محمد : مفيش يا ابني هي بس تعبانة شويه الدور اللي ماشي بعدين متشغلش دماغك بيها هي شالتك منه 


أحمد بزفير : تمام يا محمد 


وصلت عشق أمام المسرح ذو الارتفاع القليل قائلة وهي تلتفت حول نفسها : النسو.ان هنا قمر اوي 


رعد بصدمة : ال ايه ؟ الملافظ سعد يا عشقي 


عشق بضحك : الستات ولا تزعل نفسك، البنات، الجنـ ـس الآخر، مش حرام يظلموك مع عشق، هو أنا حلوة بس أنت مذهل يا رعد الشافعي


رعد : اعتبر دي معاكسه يا مدام عشق الشافعي 


ابتسمت بخفة وهي تؤكد برأسها ثم حاوطت عنقه قائلة : بدأوا رقص سلو ما تيجي نرقص أحنا كمان


رعد وهو يبعد يـ ـديها : أهو دا اللي ناقص، ربنا يهديكي


عشق بانزعاج : في ايه يا رعد ؟ دي مجرد رقـ ـصه مش بنتحرك فيها 


رعد : محبش إننا نكون محل أنظار، مش هفرح بكده مش كفاية ذنوب بلمها من وراكي 


عشق بانفعال : ذنوب ذنوب في ايه ! على فكرة أنت مزودها ودي عقدة ولازم تتحل


رمقها بنظرة غاضبة ثم تمتم بصوت منخفض؛ حتى لا ينفعل عليها أمام أحد : لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وإليه المصير وهو على كل شيء قدير، استغفر الله العظيم 


نظرت عشق حولها وجدت يارا تجلس وتتابع باهتمام مع بعض الفتيات، اقتربت وضمته فأغمض عيناه بقوة حقاً مصرة على إثـ ـارة غضبه 


عشق : أنا أسفة عارفة إني نرفوزة شوية 


رعد بهدوء : مش هنا يا عشق ابعدي 


نظرت حيث الفتيات ثم اردفت : بفرسهم صح ؟ أصلي كيادة اوي، شايفين مبلميش أزاي 


نظر رعد بجانبه ليعلم سبب فعلته، ضحك بخفة حقاً أفعالها مضحك وطفولية، كأنها ليست في العشرين من عمرها بل مراهقة تعاند صديقاتها 


أكملت عشق بانزعاج : شوف يارا بتبص أزاي، تصدق بمين 


رعد : لا إله إلا الله


عشق وهي تبتعد : الواحد قرف من الأشكال اللي بتترمى عليه، يلا نمشي يا رعد وهصالحك بجد


رعد : هسلم على ياسين ونمشي 


اتجه حيث ياسين ثم قال : ربنا يتمم على خير يا صاحبي، يلا هاخد عشق وامشي، عايز حاجة


ياسين بانزعاج : مستعجل اوي 


رعد وهو يربط على كتفه : قعدت أهو وعملت اللي عليا بس أنت عارف مش بحب الأجواء دي، معلش بقى


ياسين : ولا يهمك بس المهم تكون ماشي برغبتك 


اكتفى رعد بهز رأسه بتجاهل بينما قابلت لارا عشق لتوقفها من تكملة السير متحدثة


لارا بهدوء : عشق أنا أسفه 


عشق : على ايه ؟ 


لارا : كنت بايخه معاكي ويارا كمان 


عشق : حصل خير يا لارا


مر وقت الفرح وأنتهى الأمر بچمان تقف في جناح ياسين منتظر دخوله لها وهنا نبدأ حكاية جحيم قلب ياسين، جلست على سر.يرها بتوتر في إنتظار دخول ياسين لها، دقائق مرت عليها كالساعات ثم فتح الباب ودخل 


ياسين : لسه مغيرتيش ليه ؟ 


چمان بتوتر : هقوم أغير أهو 


ياسين ببرود : مش لازم تعالي الأول أوريكي حاجة


وسحب يـ ـدها يتجه بها لغرفة متصلة بالجناح، دخل وأغلق الباب خلفه فاردفت : ياسين في ايه ؟


اشعل الضوء لتجد الغرفة ممتلئة بصورها معه في أوضاع غير لائقة ورومانسية، شهقت بخفة وهي تنفي برأسها قائلة : مستحيل لا دي مش أنا، لا أنا عمري ما كنت أعرفك عشان ... 


ياسين : ما دي فعلاً مش أنتِ يا چمان، فكري معايا مين ممكن تكون وشبهك للدرجة دي، بنت عندها عشرين سنة دمرت حياتي وشبهك 


چمان بعد قليل من الصمت : چايدا ؟ چايدا بجد ؟ أختي چايدا 


فرت الدموع من عيناها لتردف : هي لسه عايشه، أختي لسه ... هي فين يا ياسين ؟


ياسين ببرود : فقر، تعرفي ليه ؟ لأنها ماتت من ست شهور أختك معدتش موجودة يا چمان


انفجرت باكية ليكمل وهو يجـ ـذب حجابها : والوقتي أحب أقولك أختك غلطت في حقي، ونار ياسين مبتهداش بسهولة عشان كدة هتدفعي تمن كل لحظة عيشتها في تأنيب ووجع وخوف من خسارة صاحبي


چمان بتوهان : تقصد ايه ؟


ياسين : اقصد هتعيشي أسود أيام حياتك معايا يا چمان، هوديكي لأختك بس بعد ما أشربك من اللي شربتهولي


چمان بزهول : أنا ؟ أنا عملت ايه ؟ 


ياسين بغضب : هي عملت وأنتِ توأمها يا چمان


عادت بضع خطوات للخلف ثم قالت : أنت مستحيل تكون طبيعي، أنت واحد مريض 


شهقت حين نزل بصـ ـفعة قوية على وجنـ ـتها، وقعت أرضاً ثم نظرت له بزهول وقهر وحزن فقال : عينك في الأرض متبصليش كده واحذري غضبي يا چمان


چمان بارتجاف : طلقني أنا مستحيل اقعد معاك


انحنى أمامها وهو يقول : اكيد هحب إني اطلقك يوم فر حك وارجعك بفستانك لأهلك وقتها مش بس أنتِ لا وأبوكي هيموت نفسه من العـ ـار لأن بنته مش شريفه


وقفت أمامه تتحامل ألآمها ثم قالت بغضب : مش أنا اللي مش شريفه أنت اللي معدوم الشرف يا ياسين ومعدوم الرجـ ـولة


اقترب منها ودفعها للحائط يصرخ بها : مش دا اللي معدوم الرجـ ـولة يا بت 


چمان بقوة وغضب : أنت لأن عمر ما راجل يمد إيـ ـده على واحده فاهم يا ياسين ؟ الراجل بيصون مش بيقلل 


ياسين بغضب : لما واحد بنت •••• تعمل اللي أختك عملته يبقى دا اللي تستحقه يا چمان 


چمان : أنا ذنبي ايه ؟ 


لم يجب لتكمل : مش بقول مريض 


لم يتردد في الإنهلال عليها بالضر.بات المتتالية، حاولت كتم صرخاتها قدر المستطاع وهو لم يعبء ليجعل أفضل يوم في حياة كل فتاة أسوأ يوم في حياتها هي 


❈-❈-❈


جلست عشق أخيراً في مكانها تصدر صوت دلالة على تعبها الشديد، ابتسم رعد بخفة ثم سحـ ـبها لتقف مرة أخرى، عبست ملامحها وهي تستند على صـ ـدره برأسها 


أحمد : الشقة حلوة يا عشقي ؟


عشق : اوي يا بابا تجنن ذيك بالظبط 


رعد : طيب يلا بقى يا عشق والصبح هجيبك لباباكي 


عشق بعبوس : سيبني الليلة دي مع بابا لو سمحت ؟ هو واحشني اوي بالله عليك


أحمد بإبتسامة : ممكن تسيبها يا رعد النهاردة معايا


رعد بإبتسامة : حاضر خليها


عشق وهي تمسك يـ ـده : خليك أنت كمان 


رعد وهو يرتب خصلاتها : مش هعرف يلا تصبحي على خير


عشق وهي تُقـ ـبل وجنته : وأنت من أهله


اتجه رعد لمنزله في حين بدلت عشق ملابـ ـسها لأخرى أحضرها أباها معه لها، جلست تضـ ـم والدها وتتحدث معه عن رعد فمن غيره الآن يشغل تفكيرها وحياتها


أحمد بخبث : مش ملاحظة إن حياتنا بقت رعد وبس


تأملته قليلاً ثم قالت : مش عايزه أحبه يا بابا بس غصب عني بلاقيني بتعلق بيه 


أحمد : مش عايزه تحبيه ليه يا عشق ؟


انزلت بصرها لأسفل ولم تجب، كيف تخبره أنها تخشى عليه من نفسها ؟ كيف تخبره هلاوسها وأنها تخشى ان تكون نسخة أخرى من نور وتدمره كما فعلت نور بأحمد ؟ كيف وألف كيف ؟ 


عشق بمرح : مش قولتلك أنا حربايه فعايزة واحد سرسجي مش رعد يعني 


أحمد : سـ ايه ؟ على كل حال هو رعد خلاص وحسم الأمر 


عشق : أحمودي 


همهم لتكمل : احكيلي عنك وعن نور 


❈-❈-❈


أنتهى رعد من تلاوة القرآن ثم اتجه إلى سر.يره يسحب الغطاء على قدميه، نظر بجانبه المكان خالي على غير ما اعتاده مؤخراً، مرر يـ ـده على وسادتها ثم تذكر حياته بدونها وكيف الملل والوحده كانوا جزء منه ليس فقط اعتياد حياته، أتت عشق وكانت هي موضع التغير فيها 


" عشق الرعد " 

هذا المسمى الآن أنها ملك للرعد، أغمض عيناه ثم ذهب في ثبات لكن أيقظه صوت الهاتف، فتح عيناه والتقطه يجيب عليها 


رعد : الو 


عشق : نمت ؟


رعد بتأكيد : أيوة بس صوت رنتك صحاني، في حاجة ؟


عشق بحزن : مفيش كنت بغلس عليك وأنا بعمل فشار، يلا تصبح على خير 


رعد : وأنتِ من أهله 


عاد رعد ينام مرة آخرى ليأتي في منـ ـامه وهي تجلس بين العديد من الأطفال وتضحك، رفع أحد الأطفال عيناه ليجده يحمل ملامحه، ضحكت عشق وهي تقف ثم اقتربت منه تحاوط عنقه


عشق : شوفت خليتك تتكعبل في عيال أزاي، مفكر عشق هتسيبك 


تنهيدة قوية خرجت منه وهو نائم ثم تمدد على جانبه الأيمن ليمر الليل عليه. 


❈-❈-❈


سندت نور رأسها بيـ ـدها تفرغ الدماء من جوفها ثم انهمرت الدموع من عيناها، تخيلت أحمد بجانبها وهذا خفف عنها الكثير من الألم، ابتسمت برقة له وهي تمسح فمها 


نور بلهفة : متخافش يا حبيبي أنا كويسه، كويسه اهو 


طرق عمار على الباب عدة مرات : ماما أنتِ كويسه ؟ بتكلمي حد ؟


نظرت حولها لم تجد أحمد فاردفت بنبرة باكية : لا يا حبيبي مش بكلم حد، شويه وهخرج يا عمار 


غسلت وجهها عدة مرات ثم خرجت تستند على الباب ومنها الحائط حتى وصلت لغرفتها، تمددت على سر.يرها ثم أخبرت ابنها برغبـ ـتها في النو.م 


عادت بذاكرتها لسنوات مضت وكيف كانت تسير في الكلية ذات يوم بفستانها الأبيض الذي يصل لبعد الركبة بقليل ذو النفشه اللطيفة، شهقت بخفة حين التوى كاحلها ووقعت أرضاً 


نور وهي تمسك قد.مها : يخربيت التعليم وسنينه السوده عليا هو من أولها كده، حسبي الله في اللي عايز يتعلم واللي بيعلم واللي ... أنت مين يا جدع أنت ؟ واقف ذي اللطخ ما تساعدني أقف


أحمد باستغراب : نعم ! 


رفعت عيناها له ثم قالت ببطء توضح حروفها : ساعدني سهلة أهي وبتتفهم بسرعة مش بتكلم أسباني 


أحمد : هتقدري تقفي ؟ 


نور بغيظ : أنت ياض كلمني بطريقة ناشفه عن كده مش ناقصه مرار وحياتك، هات إيـ ـدك كده


عقد حاجبيه باستغراب ثم قال : أنا مش فاهمك 


نور بزفير : وأنا ضغطي على والسكر وطى وحالتي بقت حالة، أيه الرقة دي ياض ؟ 


انحنى أحمد أمامها والتقط قدمها ثواني ثم أدارها لها في إتجاه معاكس لتصرخ بقوة فاردف : متاخديش بالمظاهر


فرت الدموع من عيناها ليقترب منها ومسح دموعها ثم سندها لتقف، بدأت تسير قليلاً حتى تمكنت لتردف : متشكرة يا باشا تتردلك في الأفراح أو الأحزان حسب هيزور بيت الأهل ايه الأول 


أحمد : أي خدمة يا ... 


نور وهي تمد يـ ـدها : نور 


أحمد وهو يلتقط يـ ـدها في يـ ـده : أحمد 


نور : أحمد ونور طب والله حلوين 


أحمد بصدمة : ايه !


نور وهي تلوح بيـ ـدها : سلام يا أحمودي متاخدش في بالك تتعب 


" شقاوة نور وما ادراكم ما شقاوتها التي تجعلها تدخل العقل والقلب فيجتمعوا على حبها " 

كلمات دونها ذات مرة والآن يفتح الدفتر أمام عشق ويمرر يـ ـده على تلك الكلمات، تعالت شهقاتها الباكية وهي تجلس في ساحة خضراء، تركت الكتاب بعشوائية على الأرض دون الإهتمام به 


انحنى أحمد يحمل الكتاب ثم اغلقه قائلاً باستغراب : نور بتعيطي ليه ؟ 


نور ببكاء : أنا زهقت ومش فاهمة حاجة من الكلية دي، أنا ايه اللي عملته في نفسي ده بس يا ربي 


أحمد : كليه ايه ؟ 


نور بشهقات متتالية : تجارة 


جلس بجانبها ليردف بإبتسامة : سنة أولى صح ؟ 


أكدت برأسها ليفتح الكتاب على أول صفحة ثم قال : أنا هشرحلك يا ستي ولا تزعلي نفسك


نور بلهفة : بجد ! 


ظل ينظر لها دون شعور حقاً كل شيء بها مُجذب وملفت، ضحكتها البريئة ونظراتها له وهو يشرح تجعله يرغب في ضمها 


ثناء بحدة : نور أنتِ يا زفته بتعملي ايه عندك ؟


رفعت عيناها ثم قالت : أحمد بيشرحلي يا ثناء


ثناء بغضب : قومي من عندك تعالي


وقف أحمد قائلاً باستغراب : في ايه يا ثناء ؟ أهدي عليها شويه 


ثناء : لو سمحت يا أحمد، يلا يا بنتي قدامي 


نور وهي تطرق قدمها بالأرض : حاضر صبرني يا رب 


ذهبت مع أختها التي بدأت بتوبيخها قائلة : ضاقت بيكي ملقتيش غير أحمد الشرقاوي يا نور


نور بعدم فهم : مين ؟


ثناء : أمك لو عرفت هتموتك دا أحمد الشرقاوي ابن صاحب العمارة اللي جاي من بره 


نور بتوهان : عمارة ايه معلش ؟ اللي أحنا شغالين فيها متهزريش 


ثناء : والله هو كمان صاحب محمد ومحمد بيعاني بسبب الحوار، كله بيقول أنه بيستغل أحمد ومصاحبه عشان الفلوس كمان أهله صارمين وعايزين ابنهم يفضل في مستواهم


نور بضيق : أيوة يعني أنتِ عايزة ايه ؟


ثناء : تبعدي عنه ومتنسيش العين متعلاش عن الحاجب


نور بسخرية : لا بتعلى لما بتورم 


ثناء بحدة : نور !


نور بصراخ : حاضر خلاص ارحميني أوووف


توالت الأيام وهي تتجاهله تماماً حتى أتى يوم وقف أمامها يمنعها من تكملة طريقها، حاولت تجاهله والسير لكنه لم يسمح لها، ربعت يـ ـديها وهي تنظر له بعدم رضا 


نور : عايز ايه ؟


أحمد : ممكن أعرف بتتجاهليني ليه يا نور ؟ ثناء قالتلك ايه ؟


نور : قالتلي إننا بوابين حضرتك وميصحش ومينفعش


أحمد بضيق : بعدين ؟


نور بلامبالة : ولا قبلين مش عايزة أشوف خلقة حضرتك عشان أحنا مش كل يوم هنلاقي شغل مرتاح كدة، عن أذنك يا باشا 


كادت تذهب فاتجه ووقف أمامها قائلاً : يا نور أنا عارف من الأول 


نور : قول الله 


أكمل قائلاً : يا نور أنا بصي معجب بيكي 


أطلقت عشق صفير مرح وهي تقول : أسد ياض يا بابي 


تثائبت وهي تكمل : كمل يا حبيبي سمعاك


أحمد وهو يُقـ ـبل جبيـ ـنها : لا نامي الوقتي وبكره نكمل 


عشق بنعاس : لا هسمعـ ... 


قطعت حديثها حين غرقت في نوم عميق فابتسم بخفة وحمـ ـلها يضعها في غرفته، تمدد أحمد وأخذها في حضـ ـنه يبتسم بخفة فمن هون عليه مرار الأيام نسخة مصغرة من نور ألا وهي عشق 


مع قرآن الفجر رن هاتف عشق عدة مرات فأجاب أحمد بنوم : الو 


رعد : صباح الخير يا أحمد بيه 


أحمد : صباح النور، رعد ؟


رعد بتأكيد : أيوة وأسف إن قلقتك بس ممكن تديني عشق 


أحمد باستغراب : عشق ! ثواني 


بدأ يهزها بخفة وهو يناديها لكنها تجاهلت لحين قال : كلمي رعد


عشق وهي تفتح عيناها : رعد فين ؟


أعطاها الهاتف وهو يضحك فأجابت قائلة : الو 


رعد : قومي صلي الفجر مش عشان بره البيت هسيبك


عشق بإبتسامة : حاضر


رعد : يحضرلك الخير يا رب، هاجي أخدك بعد الشغل


عشق : هستناك، باي 


رعد بمرح : سلام يا ليدي عشق 


تركت الهاتف تخفي عيناها بـ ـيدها ثم وقفت ليهتف أحمد بخبث : راحه فين ؟ 


عشق : هصلي الفجر قوم أنت كمان صلي الفجر


أحمد بضحك : هقوم يا شيخة عشق، لا بجد رعد بهرني 


عشق بخجل : بس بقى 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة