-->

رواية رومانسية جديدة قلوب حائرة (الجزء الثاني) لروز أمين - الفصل 5 - 2

     رواية رومانسية من روايات وقصص الكاتبة روز أمين

رواية قلوب حائرة

الجزء الثاني



رواية جديدة تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

تابع قراءة الفصل الخامس


العودة للصفحة السابقة


❈-❈-❈


داخل غُرفة منال الخاصة،كانت تجلس لحالها لنَيْلها قسطاً من الإستجمام والراحة بعيداً عن ضجيج أهل المنزل،بعدما أخبرها عز قبل أن يرحل أنهُ ذاهب لزيارة شقيقهُ عبدالرحمن ليستأنس بالجلوس داخل حديقة منزلهْ 


إستمعت إلى بعض الطرقات الخفيفة تصدح فوق بابها،تحدثت بنبرة جَادة بعدما تبرمت لعدم إستطاعتها خلق الأجواء المهيئة لإسترخائها:

-إدخل  


طلت تلك اللمار بوجهها وتحدثت بنبرة هادئة وابتسامة زائفة:

-حضرتك طلبتيني يا aunt


ضيقت عيناها ثم زفرت حين تذكرت أنها بعثت لها بإحدي العاملات كي تستدعيها إلي هُنا فتحدثت: 

-تصدقي نسيت خالص إني بعت لك هاجر 


وأشارت بيـ.ـدها وهي تطلب منها الدخول: 

-إدخلى يا لمار


خطت بساقيها للداخل وبالفعل تحركت نحوها،فأشارت إليها منال في دعوة منها للجلوس، بالفعل جلست بجـ.ـسدٍ ممشوق وتحدثت بإستفهام: 

-خير يا aunt, يا تري فيه جديد في موضوع شركة طارق ومليكة؟ 


إبتسمت منال ونظرت لها بفخراً وتحدثت بإستحسان: 

-تعرفي يا لومي إيه أكتر حاجة بتبهرني في شخصيتك


إبتسامة خفيفة رسمتها لمار قوق شـ.ـفتيها وانتظرت تكملة حديث تلك البلهاء التي أردفت بقامة مرتفعة بإطراء: 

-ذكائك الخـ.ـارق

واستطرت بثناء علي شخص لمار: 

-إنتِ بتفهمى إيه هو الموضوع اللي عاوزة أفاتحك فيه من قبل حتي ما أنطق بحرف واحد 


: merci aunt

كانت تلك كلمات نطقت بها لمار بقامة مرتفعة وتفاخر بحالها 


تحدثت منال من جديد علي عُجالة: 

-أنا هحكي لك اللي حصل بسرعة علشان لازم أقوم اخد شاور قبل ما أتحرك لفيلا ثُريا علشان الفِطار 


هزت لمار رأسها بتفهُم فاسترسلت منال حديثها:

-سيادة اللوا رفض الموضوع وقال لى أبلغك إنتِ وعُمر بإنكم تقفلوا الموضوع وما تحاولوش تفتحوه تاني بشكل نهائي 


تنفست لمار بصوتٍ عالي مما يدل علي إحباطها وعلي الفور تحدثت وكأن لخطتها البديل: 

-حضرتك خليكي بعيد عن الموضوع وأنا هعمل كام محاولة وأكيد هنجح في إقناع طارق ومليكة،أو علي الأقل هقدر أقنع مليكة 


أردفت منال بنبرة حَذرة: 

-أنا معنديش مانع،لكن خدي بالك كويس وياريت سيادة اللواء مايحـ.ـس بتحركاتك دي 


إبتسمت بذكاء وأردفت بمُبَاهاة: 

-ما تقلقيش حضرتك،الحَذر ده مَلعبي


هبت واقفة إستعداداً للخروج ثم استرسلت بعملية: 

-هسيب حضرتك تاخدي الشاور بتاعك وأروح أجهز نفسي أنا كمان

واسترسلت: bye

قالت كلماتها وتحركت سريعاً إلي الخارج في حين تنفست تلك الرَعْنَاء ثم وقفت لتُشرع في تجهيز حالها 


❈-❈-❈


داخل حديقة رائف وقبل إنطلاق تواشيح ما قبل أذان المغرب، خرجن العاملات من داخل المنزل وبدأن برص الطاولات بجانب بعضها بالطول وصف المقاعد حولها حتي تُكفي العدد الهائل من تجمع العائلة اليومي، كانت الأطفال تدور حولهم وهم يلهون ويمرحون بسعادة 


أما علية فكانت واقفة تُشرف علي العاملات وتقوم بتوجيههم،دلف عز المغربي من البوابة الحديدية وتوجه إلي حيث وقوف علية وتحدث بهدوء:

-إزيك يا عَلية 


هتفت بنبرة سعيدة:

-إن شالله تِسلم من كل شَـ.ـر يا باشا 


هز رأسه وسألها بإستيضاح: 

-ثريا هانم جوة؟ 


أومأت لهُ بنعم وتحرك هو إلي الداخل، وجدها تتوسط الأريكة بجلوسها، ترتدي نظارتها الطبية وممسكة بكتاب الله العزيز وهي تتلو بعض أياته، تحرك وجلس قُبالتها دون أن يُخرج ضجيجً كي لا يُزعجها 


إنتبهت علي حضور أحدهم من خلال مرور ظِلهِ عليها،أنهت قرائتها وأغلقت "المُصحف الشَريف"وقامت بتقبيلهُ بإجلال وتقدِيس ثم وضعتهُ فوق المنضدة بإحترام ووجهت بصرها إلي عز وتحدثت مبتسمة بوجهٍ بشوش كعادتها:

-أهلاً يا سيادة اللوا 


تنهد بيأس مُصطنع وأجابها بمداعبة:

- رجعنا تاني لسيادة اللوا ! 


وأكمل بنبرة حنون: 

-مش قولنا طول ما إحنا لوحدنا تقولي لي يا عز  


إبتسمت بخفوت وأجابته بنبرة هادئة: 

-إنتَ طلبت لكن أنا ما وعدتش 


هز رأسهُ بإحباط وأردف متهماً إياها بنبرة بائسة: 

-بتنبسطي إنتِ بوجع قلبي يا ثُريا


نظرت إليه وتحدثت متلهفة بصدق: 

-بعد الشر عنك من وجع القلب يا عز، بس إنتِ اللي غاوي التعب لقلبك وليا 


أجابها بعيناي تقطرُ عشقاً بعدما إستمع لحروف إسمهِ وهي تخرج من بين شـ.ـفتاها كلحنٍ أبدع عازفهُ: 

-سلامة قلبك يا نبض قلب عز


نظرت إليه بملامح وجه مُبهمة وأردفت بنبرة جادّة كي يستفيق من حالة هيامهُ تلك: 

-رمضان كريم يا سيادة اللوا 


إبتسم بسعادة وأردف بنبرة طائعة: 

-الله أكرم ثُريا هانم  


تنفس بعمق ثم سألها بإشتهاء لتغيير مجري الحديث بعد ملاحظته لإنزعاجها:

-يا تري عامله لنا إيه علي الفطار النهاردة؟ 


ردت عليه تلك اليُسرا التي خرجت من المطبخ وتوجهت إليهما: 

-عاملين لك محَاشي مِشكلة وديكين رومي مع رز بالخلطة وبط روستو 

سألها بنبرة مهتمة: 

- والحمام بتاعي، نستوه؟ 


جاورت يُسرا والدتها الجلوس ثم إبتسمت وأجابتهُ: 

-وتفتكر حاجة مهمة زي دي تفوت ماما بردوا يا عمو

واستطردت بتفسير: 

-دي مواصية الفرارجي من إمبارح عليه مخصوص


إنتفض قلبه من شدة سعادته بإهتمام متيمة قلبهُ وعشقهِ الأوحد بكل تفاصيله،ونظر لها وتحدث بنبرة حنون خرجت بتلقائية:

-ربنا يخليكي ليا يا ثُريا 


ثم إستفاق علي حاله وهتف معدلاً مسار حديثهُ كي لا يلفت إنتباه يسرا له: 

-ويخليكي لينا كُلنا ودايماً ممتعانا بأكلاتك ونفسك اللي ملهوش مثيل 


إنتبه ثلاثتهم إلي صوت منال التي دلفت من باب المنزل وهي تهتف قائلة بنبرة إستحسانية: 

-إيه الروايح اللي تجوع دي يا جماعة


إنتبهت إلي وجود عز مع ثُريا ، ولكن إطمئن قلبها عندما وجدت يُسرا تجلس معهما،عادت إلي هدوئها النفسي وتحدثت وهي تنظر إلي ثُريا وتسألها مستفسرة: 

-أنا شامة ريحة ورق عنب 


إبتسمت ثريا وأردفت بهدوء: 

-انا عملته مخصوص علشان عارفة إنك ما بتاكليش غيره يا منال 


وأكملت يُسرا علي حديث والدتها: 

-بصراحة يا طنط كُنا هنكسل عنه لأنه مُتعب ومُمل في لفه، لكن ماما أصرت وقالت إن حضرتك ما بتاكليش من أنواع المحاشي كلها غيره


متشكرة يا ثُريا... جُملة شاكرة قالتها بصدق 


ثم حولت بصرها إلي ذاك الجالس يستمع دون تعقيب وأردفت متسائلة بنبرة تعجبية:

-إنتَ هنا من إمتي يا سيادة اللوا؟

أنا كُنت فكراك قاعد مع عبدالرحمن في جنينة بيته زي ما قُلت لي 


أجابها بهدوء وصدق:

-أنا فعلاً كُنت قاعد مع عبدالرحمن لكن دخل يغير هدومه وأنا جيت على هِنا من حوالي عشر دقايق


ثم حول بصره إلي ثُريا وسألها بإهتمام:

-حسن وعيلته هيوصلوا إسكندرية إمتي يا ثُريا؟ 


وهُنا أُنير وجهها وابتسمت بسعادة عندما تذكرت رؤيتها لشقيقها الغالي وتحدثت منبسطة الأسارير: 

-إن شاء الله هيوصلوا النهاردة علي السُحور 


سعد داخلهُ لأجلها وتحدثت منال بنبرة هادئة: 

-يوصلم بالسلامة يا ثُريا 


إبتسمت لها وشكرتها وتحدث عز من جديد وهو يتبادل النظرات بين منال وثُريا: 

-ما تنسوش تجهزوا نفسكم علشان هنروح العجمي نزور العيلة بعد صلاة التراويح إن شآء الله


أجابتهُ ثُريا بإيماء: 

-أنا جاهزة وخليت علية جهزت كُل حاجة هناخدها معانا 


أماء برأسهِ في حين تحدثت منال بتنصُل من زيارة عائلة زوجها التي لم تتقبلهم بحياتها بَتَاتاً: 

-سوري يا جماعة مش هقدر أجي معاكم،لأني حاسة إني داخلة علي دور برد،هفطر وأخد فيتامين وأنام شوية علشان أبقي فايقة لما الباشمهندس حسن وعيلته يوصلم وأقدر أكون في إستقبالهم 


رمقها عز بإستياء لعلمهِ حقيقة مشاعرها تجاه أفراد عائلته بالكامل 

هتفت يُسرا بنبرة حماسية: 

-أنا هاجي معاكم يا عمو علشان أشوف خالي فريد وخالي عَلى


قاطعتها ثُريا قائلة بإعتراض:

-مش هينفع يا يُسرا، خليكي علشان تجهزي سحور كويس مع علية علشان خالك حسن وعيلته 


وأستطردت قائلة لإرضائها:

-ييجي بس خالك حسن وإن شاء الله نعزم كل إخوالك علشان ييجوا يفطروا معانا يوم  


أومأت لها بطاعة  


دلفت چيچي ولمار وأيضاً هالة زو جة وليد عبدالرحمن التي تحدثت إلي ثُريا بعدما ألقي الجميع التحية:

- أخرج البط من الفرن يا عمتي؟


شملتها ثُريا بنظرة حنون حيث أنها الوحيدة التي تأتي يومياً مُنذ الظهيرة وتبدأ مع نساء المنزل تحضير وجبة الإفطار لأفراد العائلة وتحدثت بحِنو: 

-خرجيه يا بنتي،كفاية عليه كده 


❈-❈-❈


داخل الحمام المرفق بغرفة مروان وأنس،كانت مليكة تُدلـ.ـك جـ.ـسد أنس الماكث داخل حوض الإستحمام بسائل الإغتسال ذو الرائحة العطرة، ثم أوقفته وتحدثت وهي تفتح صنبور المياه ليغمرهُ: 

-أقف كويس يا أنوس علشان أشطف لك جِـ.ـسمك وتلحق تلبس هدومك قبل المغرب ما يأذن 


أجابها الصغير وهو يقفز تحت الماء الدافئ مستمتعاً به: 

-خليني شوية كمان يا مامي 


أجابتهُ بإعتراض وهي تُخرج ذاك الذي تخطي عامهُ السابع وتحاوط جـ.ـسدهِ بالمنشفة لتجفف لهُ جـ.ـسدهُ: 

- بطل شقاوة ويلا 


سحبته من يـ.ـده وخرجت إلي الغُرفة، نظرت إلي مروان الذي بلغ من العمر الرابعةُ عشر وأصبح فتي يافع الجـ.ـسد ويشبه بملامح وجههُ رائف بتطابق كبير مما أثلج صَـ.ـدر ثُريا وجعلها تشعُر بالرِضا والسَكينة 


كان مروان قد إنتهي من إلباس عز ثيابه بعدما حممته مليكة وبدأ بتمشيط شعر رأسه بعناية 


تحدثت مليكة إلي مروان بنبرة مُتعجلة: 

- خلص بسرعة يا حبيبي علشان أذان المغرب قرب خلاص  


أومأ لها مروان بطاعة ثم وبدون مقدمات هتف بنبرة جادة: 

-ماما،أنا عاوز أزور قبر بابا 


إنتفض قلبها وارتجفت يـ.ـدها الممسكة بقطعة الثياب التي تُلبسها لانس، ثم نظرت إليه وتحدثت بنبرة متأثرة وعيناي حزينة: 

-حاضر يا مروان، بعد العيد هاخدك إنتَ وأخوك ونزور بابا الله يرحمه


أجابها بإعتراض: 

-هو أنا لسه هستني لبعد العيد؟ 

أنا عاوز أزور بابا بكرة أو بعده بالكتير 


أخرجت تنهيدة حَـ.ـارة من داخل صـ.ـدرها الذي صرخ بأنين لأجل ولدها وأجابتهُ بموافقة: 

-حاضر يا حبيبي،هكلم نانا وأشوف الوقت المناسب ليها ونروح نزوره إن شاء الله 


وأسترسلت بإلهاء كي تُخرج صغيرها من تلك الحالة التي سيطرت عليه: 

-يلا يا حبيبي خد إخواتك وإنزلوا عند نانا وجدو عز وأنا هغير هدومي وألف حجابي وأحصلكم 


هز رأسهُ بموافقة وبالفعل حمل شقيقهُ الصغير وتحرك أنس بجانبه وخرج من الغرفة، تنهدت بألـ.ـم ثم خرجت خلفهم متجهة إلي جناحها لتقوم بتبديل ثيابها بأخري مُحتشمة 


بعد مدة قصيرة من الوقت، نزلت الدرج ومنهُ إلي المطبخ مباشرةً، وجدت ثُريا تُشرف علي العاملات وهُن يقومن بغرف الطعام ورصهُ داخل الصحون وحملهِ إلي الحديقة لوضعة علي الطاولة 


إقتربت من ثُريا وتحدثت متسائلة بإكتراث:

-محتاجة مساعدتي في حاجة يا ماما؟


أجابتها بنبرة مسالمة:

-لا يا حبيبتي إحنا خلاص خلصنا، روحي إنتِ إرتاحي برة في الجنينة، كفاية عليكِ لفيتي المحشي معانا، وكمان حميتي الأولاد وإنتِ تعبانة من الحَمل 


أومات بموافقة وخرجت إلي الحديقة، وجدت الجميع يلتفون حول الطاولة المستطيلة والعاملات يتحركن حولهم ويقُمن برص الطعام والمشروبات وتوزيعهُ علي الطاولة 


تحدثت بنبرة هادئة: 

-السلام عليكم،رمضان كريم يا جماعة 


رد عليها الجميع وتحركت هي وجلست بجانب نرمين التى يالتها: 

-شكلك مرهق كدة ليه؟


أجابتها بأنفاسٍ متقطعة: 

-كُنت بحمى الأولاد 


قام عز بسؤالها بنبرة حنون واهتمام: 

-اخبار صحتك إيه يا مليكة؟ 


ظهرت إبتسامة رقيقة فوق ثغـ.ـرها وأجابته بنبرة هادئة: 

-الحمدلله يا عمو 


كعادتها، رمقتها بنظرة مُترصدة تلك الراقية وتحدثت بنبرة تهكمية: 

- إلا صحيح يا مليكة،هو سيادة العميد سافر ألمانيا النهاردة زي ما سمعت؟ 


إختفت بسمتها من طريقة إلقاء تلك الحية الرقطاء بسؤالها الخبيث وتحدثت بعدما تماسكت: 

-أه يا طنط سافر


وضعت كف يـ.ـدها علي وجنتها وهتفت دون حياء بإبتسامة ساخرة:

-هي ليالي لحقت وحشته بالسرعة دي 


رمقها عبدالرحمن بنظرة حَـ.ـارقة وأردف قائلاً بنبرة حَـ.ـادة صارمة:

-خليكي في حالك وياريت ماتحشريش نفسك في اللي ملكيش فيه

واسترسل متهكماً:

-أنا مش فاهم الناس اللي بيقولوا إن كل بني أدم ليه نصيب من إسمه جابوا الكلام الفارغ ده منين؟ 


سيادة العميد عنده شُغل مهم في ألمانيا يا راقية،وياريت نستني أذان المَغرب وإحنا ساكتين.. جُملة قالها عز بنبرة حَـ.ـادة كي يحثها علي الصمت وبالفعل حدث


                           ❈-❈-❈



ليلاً

خرجت لمار من فيلا عز تتحرك في طريقها إلي فيلا عبدالرحمن المتواجدة بالصف المقابل، كانت تتحرك بأريحية تامة بعدما علمت بذهاب سيادة اللواء عز المغربي وعبدالرحمن مُصطحبين معهم ثُريا، إلي منطقة العجمي لزيارة أشقاء ثُريا وباقي أولاد عمومتهم والعائلة،فهي دائماً تتلاشي تقرُبها أو حتي الجلوس مع غز لحالها وذلك لعدم تقبُل كلاهُما للأخر 

دلفت من البوابة إلي الحديقة،وجدت وليد وزو جتهُ هالة ووالدتهُ راقية يجلسون بإلتفاف حول المنضدة المستديرة المتواجدة بالحديقة يحتسون مشرب بارد مع تناول بعض الحلوى،وأطفال وليد يلهون حولهم


نظرت عليهم وتحدثت بنبرة حماسية:

هاي 

رمقتها راقية بنظرات إستخفاف ولوت فاهها ساخرةوتحدثت قائلة بنبرة تهكمية:

-هاي عليكِ يا حبيبتي،يا دي الهنا اللي أنا فيه يا ولاد 

وأكملت متعجبة وهي تنظر إليها بإستخفاف: 

-يا تري إيه اللي جرا في الدُنيا وخلاكي تتنازلي وتزورينا لأول مرة في بيتنا يا لمار ! 


نظرت لها لمار وقامت برسم إبتسامة مُصطنعة علي شـ.ـفتاها،وأردفت مُفسرة لتلك المرأة الوقـ.ـحة التي تفتقد أدني أصول الضيافة والذوق العام:

- أكيد هقول لك يا  aunt    

قطبت راقية جبينها وهي ترمقها بإستغراب،وتحدثت وهي تُشير إليها بالجلوس بنبرة باردة: 

-إقعدي يا حبيبتي  

جلست لمار برشاقة وتحدثت بجدية وهي تنظر إلي راقية:

  _ Merci 

ونظرت إلي هالة وأردفت قائلة بنبرة هادئة كي تُسربها إلي الداخل: 

-ممكن يا هالة تعملي لي حاجة سُخنة أشربها 

شملتها هالة بنظرة تعجُب فاسترسلت لمار مفسرةً طلبها العجيب: 

  sorry _ 

أصلي حاسة إني داخلة علي دور أنفلونزا 

نظر وليد إلي زو جته وتحدث ليحـ.ـسها علي التحرك وذلك بعدما إستشف من نظرات عيناي تلك اللمار الزائغة أنها لا تُريد وجود هالة بتلك الجلسة:

-قومي يا هالة إعملي لـ لمار ليمون سخن وإعملي لي شاي وإعملي لأمي قهوة 

إتسعت عيناي هالة وهي تنظر إلي زو جها بإمتعاض، وعلمت علي الفور أنهُ وتلك اللمار يريدان التخلص من جلوسها معهم ليتحدث ثلاثتهم بإستفاضة،وقفت منتفضة بغضـ.ـب من جلستها وتحركت للداخل بعدما قررت عدم إعدادها لأية من المشروبات المطلوبة

وما أن تحركت وخطت بساقيها إلي الداخل حتي نطقت لمار بطريقة عملية: 

-من الآخر كده وبدون مقدمات،أنا محتاجة لكم معايا في شُغل هنكسب من وراه ملايين  

واكملت بنبرة تنبيهية: 

-بس أهم حاجة إن محدش يعرف أي حاجة عن الكلام اللي هيتقال بينا هنا

واسترسلت مؤكدة بوضوح : 

-وخصوصاً uncle عبدالرحمن 


إبتلعا كلاهما ريقهُ بشرهْ، وتبادلا نظرات الإستحسان فيما بينهما، في حين استرسلت لمار حديثها شارحة بحماس بعدما رأت طمعهما يظهر داخل عيناهم: 

-أول حاجة لازم تعرف إن أنا وإنتَ فيه بينا تشابه كبير في ظروفنا يا وليد 

واستطردت لتبث سُمها داخل قلب وليد: 

-إحنا الإتنين منبوذين من العيلة بالنسبة لموضوع رفضهم لشُغلنا في أملاكهم ومشاركتنا ليهم ،وللأسف،ماحدش فيهم مؤمن بقدراتنا الكبيرة وتفوقنا


واكملت بعيناي مليئة بالتحدي والإصرار:

-وعلشان كدة لازم أنا وإنتَ نكَوِن تحالف قوي علشان نقدر نستفيد من خبرات بعض، ونثبت وجودنا ونستعرض ذكائنا قدام العيلة كُلها  

ضيقت راقية عيناها وأردفت متسائلة بإستفسار:

-ويا تري إيه اللي حصل وخلاكي محـ.ـروقة منهم أوي كدة، لدرجة إنك تتنازلي وتيجي لحد وليد الغلبان علشان تتفقي معاه ضدهم؟

أخذت نفساً عميق وزفرته بهدوء إستعداداً للرد علي تلك الشمطاء الساخـ.ـطة:

-أنا مش هخبي علي حضرتك وهقول لك علي كل حاجة بصراحة، أنا بعت ال Cv الخاص بيا لشركة أوربية كبيرة في مجال التصدير والإستيراد وطلبت منهم إننا نتعاون مع بعض ويكون بينا شُغل،علي أساس إني كُنت هأسس شركة أنا وعُمر ونبدأ فيها من الصِفر

وأكملت شارحة بإستفاضة:

-والحقيقة هما رحبوا جداً بيا لما لقوني معايا الجنـ.ـسية البريطانية وإني عشت وإتعلمت في London, قبل ما أتنقل علي القاهرة أنا وعيلتي

وكمان لما شافوا مستوي الشركة اللي بشتغل فيها حالياً وإنجازاتي اللي حققتها معاهم إنبهروا جداً بيا 

واسترسلت قائلة: 

-لكن كان ليهم شرط وحيد علشان يتمموا التعاون ده

ضيق وليد عيناه وسألها قائلاً بإستفهام: 

-شرط إيه!، ثم إيه علاقتي أنا بكل الكلام اللي عماله تقوليه ده؟ 

أخذت نفساً عميقاً وأردفت من جديد: 

-شرطهم إن الشركة اللي هيتعاملوا معاها تكون متوثقة من مدة لا تقل عن عشر سنين وليها سُمعة طيبة وثقة عند الجمارك المصرية  


قطب جبينهُ وسألها مستوضحً:

-الشُغل ده فيه حاجة شمال؟

وإحنا مالنا إذا كان شمال ولا يمين، إحنا لينا المصلحة اللي هتطلع لنا من ورا الحوار ده كُله... كانت تلك جُملة نطقت بها راقية وهي تلكز نجلها في كتفة بتحذير

هتفت لمار بحماس واستحسان لحديث راقية: 

-برافوا عليكي يا aunt

تفكير عملي 100%، 

واسترسلت وهي تنظر إلي وليد لتبث روح الطمأنينة داخل سريرتهْ: 

-ومع ذلك ما تقلقش يا وليد، الشغل نظيف جداً وأنا بنفسي ضمناه 

قامت راقية برسم إبتسامة صفراء علي وجهها ثم أردفت متلهفة بنبرة حنون مصطنعة بالتأكيد:

-كملي يا بنتي،كملي 

ضيقت لمار عيناها متطلعة عليها بتعجب لتغيرها السريع معها، لكنها أكملت بنبرة عملية بعدما نفضت تلك الأفكار سريعً من عقلها:

-لما طلبوا مني كدة، أول فكرة جت في بالي هي شركة طارق ورائف،وفعلاً كلمت عُمر وطنط منال، واتحمسوا وكلموا uncle عز

زفرت بضيق وأكملت بنبرة بائسة:

-وللاسف رفض،وحَذر عُمر من إنه يفاتح طارق أو مليكة في الموضوع 


سألها وليد الذي يجلس متكئً علي حافة مقعدة ويلعن ثرثرة تلك الأنثي والتي مهما وصلت إلي مراتب عُليا من التعليم والعمل إلا أنها تظل بالنهاية أنثي،تعشق الثرثرة،هكذا حدث حالهِ: 

-أنا بردوا لحد الوقت مش فاهم إيه المطلوب مني؟ 

أجابته بمكر ودهاء: 

-مافيش قدامنا غير إننا نتفق ونحاول بكُل قوتنا نقنع مليكة إنها تدينا حق إدارة الأسهم بتاعتها هي وأولادها، 

أنا عارفة إنها بدأت تثق فيك هي وطارق ومسلمينك كل حسابات الشركة، وده هيسهل مهمتنا معاها، ويسهل شغلنا في الشركة بعد كدة

وأكملت بحماس وشراهه:

-وساعتها هنتحد أنا وإنتَ ونشتغل،وصدقني ساعتها مش هتعرف تودي الفلوس فين 


إبتلع لُعابه بطمع وتحدث بنبرة حماسية أسعدت والدتهُ: 

-طالما الموضوع في السَليم وتمام زي ما بتقولي، يبقي أنا معاكِ وهنفذ لك كُل اللي تطلبيه  

اراحت ظـ.، هرها للخلف وإبتسمت بإنتصار وراحة ثم هبت واقفة وتحركت بإستئذان قبل عودة عز إلي المنزل 


نظرت راقية إلي ولدها بعدم إرتياح وتحدثت بنبرة تحذيرية: 

-البنت دي خبيثة أوي وشكلها كدة وراها مُصيبة،خلي بالك منها كويس لأني ما أرتاحتلهاش 

حَـ.ـك ذقنهُ بيـ.ـده وتحدث مؤيداً حديثها: 

-ولا أنا كمان إرتحت لها،بس أديني معاها لما أشوف أخرتها إيه، مش يمكن تِصدق في كلامها ونطلع من وراها بقرشين حلوين 


أردفت قائلة بنبرة تنبيهية: 

-بس خلي بالك كويس أوي علشان عمك عز مايغضبش عليك 

وأكملت بنبرة تهكمية وهي تلوي فاهها ساخرة:

-إحنا ماصدقنا قلبه حَن وأتصدق عليك بمكتب المحاسبة اللي عملهُ لك 

نظر لها معترضً علي حديثها وأردف بإستياء: 

-كتر خيره يا ماما، عمي عز مش مطلوب منه أكتر من كده،  وبعدين المكتب شغال زي الفُل وبدأ إسمه يسمع في إسكندرية كلها 

لوت فاهها وقامت بسند وجنتها علي كف يـ.ـدها بطريقة تهكمية،خرجت هالة من باب المنزل بعدما نظرت من نافذة المطبخ ورأت تلك اللمار وهي تتحرك بإتجاه البوابة الخارجية، ربعت ساعديها ووضعتهما أمام صـ.ـدرها في حركة إعتراضية وتحدثت وجـ.ـسدها بالكامل يهتز نتيجة ساقها التي تُحركها بغضـ.ـبٍ شديد: 

-الهانم اللي هزقتني علشانها كانت عاوزة منك إيه؟ 

ضيق عيناه وتحدث رافعً حاجبيه بتعجب واستنكار: 

-هزقتك علشانها ! 

وأكمل ساخراً: 

-إنتِ سِت أوفر أوي يا هالة

ردت عليه بتذمر:

-وأنا هستغرب من ردك ليه،ما هو ده طبعك طول عُمرك يا وليد 

وأكملت بإصرار: 

- ويا تري بقى إيه هو السر الخطير اللي الأستاذة كانت عوزاكم فيه وما كانتش عوزاني أسمعه؟ 

لوحت راقية بكف يـ.ـدها في الهواء بتهاون وتحدثت بنبرة زائفة: 

-يا أختي لا سر ولا نيلة، دي جاية تشتكي لنا من اللي إسمها منال وتقول إنها بتعامل ليالي وچيچي أحسن منها


واكملت بنبرة ساخـ.ـطة متصنعة: 

-عيلة هَم مايفتكروناش غير وقت المصايب 


ضيقت هالة عيناها وهي ترمقها غاضـ.ـبة من إستخفاف تلك الجالسة بعقلها وتحدثت بنبرة إستيائية: 

-وأنا بقى المفروض هبلة وهصدق الكلام اللي مايدخلش علي عقل عيلة عندها عشر سنين ده؟ 

هب وليد من مقعدهِ واقفً وتحدث بنبرة حادة ليُنهي تلك المناقشة عديمة المنفعة بالنسبة له: 

- وإحنا هنكدب عليكِ ليه يا برنسيسة؟ 

وأكمل مقللاً من شأنها: 

-يكونش خايفين منك مثلاً ؟ 

وأستطرد أمراً بسخط كي يجبرها علي الصمت: 

-إتحركي قدامي علشان تغرفي لي طبق محشي من اللي بعتته عمتي ثُريا علشان ماعرفتش أكل كويس على الفطار


هتفت راقية مسرعة وهي تبتلع لعابها بتشهي: 

- إعملي حسابي أنا كمان مع وليد يا هالة

شملت كلاهُما بنظرة يملؤها الغيظ من شدة برودهما وتحركت إلي الداخل بخطوات تدل علي مدي غضـ.ـبها 




  يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة روز أمين من رواية قلوب حائرة (الجزء الثاني) لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة