-->

رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 9

 

الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود 


الفصل التاسع




كل الخيبات عادية ، إلا خيبة الحُب عندما تكتشف أنه لم يكن أبدًا يحبك .



ظل يذهب إياها وإيابا أمام الغرفة التي توجد فيها يمَن ، فهو منذ أن سمع صراخها وقلبه قلق عليها بقوة ، كأنه أحد يعتصر قلبه بدون أدني شفقة ، وحين وقعت عيـ نيه عليها وهي غائبه عن الوعي كأنه ضائع ، مشتت ، مصدوم ، مشاعر مقلقة ومضطربة أثرت على جسـ ده لا يمكن وصفها  ، هذه يمَن زهرة البيت التي لم تذبل ابدا ؟ ،هذه يمَن الذي في كل مرة تضحك ولم يصيبها شئ ابدا؟ ، هذه يمَن التي لم تبكي ابدا ، وإذا بكَت تبكي في أحضانه هو؟ ، فهو منذ أن وقع عينيه عليها رأها  ، مكسورة ، ضعيفة ، هشة ، حزينة ، وجهها شاحب كلاموات ، لم تستطيع أن تقوي قلبها .


قلبه مقلق عليها بشكل لا يمكن وصفه ، فهو يحاول الصمود أمامهم ويواسيهم ولكن هو الذي يحتاج إلى المواساة ظل يفرك يـ ده  بقلق  ، في منذ نصف ساعة لم يخرج طبيب يطمئنه ولو قليلا .


نظرت له نور والي حالته المقلقة التي وضح على وجهه فهو منذ وصوله إلى المشفى لم يقل أي شئ ابدا مما قلقت عليه بشدة تريد أن تطمئنه ولو قليلا تريد أن تعانـ قه وتقول كل شئ سيكون علي مايرام ، هناك عدة اشياء تريد أن تفعلها معه هو والأهم أن يكون بخير ، فهو تعرف أن اموار زواجـ ـهم كانت بشكل خاطئ وعليها أن تصلح الأمر ولكن الآن عليها أن تطمئن زوجـ ـه ، فهي تشعر بقلبها كأنه أحد يعتصره بقسوة لا يبالي بأوجاعها ، كادت أن تقف من المقعد التي كان بجانب وعد ولكن سرعان ما عانقتها وعد وتبكي بقوة نظرت إلي نوح الذي مازال يذهب إياها وإيابا بقلق مفُرط ، نظرت إلي وعد التي تبكي في أعناقـ ـها وهي تتمسك بها بشدة ، جلست مرة أخرى وهي تواسيها بكلماتها التي كانت ممتلئة بالسحر والطمأنينة .


  

وبعد مرور دقائق كأنها سنوات بنسبه لهم ليسوا دقائق .



خرج الطبيب من الغرفة التي تتواجد بها يمَن مما وعد وقفت وهى تقترب منه وكذلك نوح وهو يهتف بنبرة ثابتة قدر الإمكان  :


ـ ها يا دكتور ، يمَن كويسة؟؟


نظر له الطبيب وهو يهتف بهدوء ورسمية : 


ـ كويسه ، بس كان ضغطها واطي شوية ، أما بالنسبة الضرب الشديد اللي على جسـ ـمها في ده كان ممكن اني ابلغ عنه بس طبعا يا نوح بيه انا عارفك وعارف والدك الله يرحمه عشان كده مبلغتش واخد الموضوع على هيئة انها وقعت  ، لكن بشكل ده لا هي وقعت ولا أي حاجه لان انسه يمَن اتعرضت لضرب الشديد و خصوصا أن جـ ـسمها ضعيف ، ارجوا أنها متتعرضش لضغط تاني ، ثانيا هكتب ليها علي شويه فيتامينات علي شويه حاجات تقوي جـ ـسمها من الضرب اللي خدته ، انا ادتتها مُسكنات تقدر تِسكن الألم ، وأن شاء الله هتفوق بعد ساعه ،  عن اذنك يا نوح بيه .



وبعد أن أنهى حديثه الطبيب خرج على الفور  ، تركه مُشتت ليس هو وحده بلا وعد ونور الذي كانوا يجلسون كلا منهم الأخر يفكر بأشياء عديدة ليس لها تفسير أو الأجابة ، والسؤال الأهم الذي يدير في عقولهم ، من الذي تجرأ علي فعل هذا بـ يمَن  ولما  يفعل بها هكذا ؟ ، فـ يمَن طول عمرها لم تؤذي أحد أبدا ، وحتى إذا فعلت ليس له مبرر أبداً لفعل هذا الشيء بها ..


قطعت من دوامة تفكيره صوت نور الذي تفكر بصوت عالي وهي شاردة أيضا :


ـ غريبة مع أنه يمَن مخرجتش من البيت ابدا النهارده ازاي اتعرضت للضرب وهي في بيتها ؟.



نظر نوح إلى نور بصدمة سلبت أنفاسـ ـه على الفور ، في هذه كارثة بالنسبة له ، من الذي تجرأ أن يفعل هذا الشئ وهي في بيتها وفي مأواها ؟ ، من  الذي لديه الجرأة أن يفعل هذا الشئ بها وفي بيتها ؟ .



ـ أنتِ متأكدة أنها مخرجتش؟؟.


خرج نوح هذه النبرة التي كانت ممتلئة بالتساؤل والصدمة في أن واحد 


نظرت له نور وهي تهتف ملامحها بثقة : 


ـ ايوا يا نوح متأكدة ، هي مطلعتش خالص من اوضتها سألت عليها ماما قالتلي انها فطرت الصبح وطلعت اوضتها ومنزلتش منها أبداً .


عند هذه الجمله طفح كيله من عده التساؤلات التي توجد بداخل عقله ، فهو يجب عليه أن يجد حل لتلك المهزلة ، والاجابة لتلك التساؤلات هي يمَن ، فـ يمَن تعرف جيداً من الذي فعل بها هذا الشئ بها ، فهو قال له الطبيب أنها تستيقظ بعد ساعة ، ستون دقيقه لا يستطيع أن ينتظر أستيقاظ يمَن بدون أن يفعل شئ ، فهو سيكتشف الأمر عاجلا أما اجلا..



غادر علي الفور من أمامهم دون أن يهتف بشئ أبداً ، وتركهم مُشتيتن كما هما ..



أما وعد حبست أنفاسـ ـها بصدمة كبيرة الذي فعل لها هذا الشئ من داخل بيتها ، كيف؟ ، كيف لم يشعروا بيها أهل البيت ؟؟ ، ومن الذي تجرأ وفعل هذا الشئ بها دون خجل أو خوف ؟ ، تذكرت حديثها مع أيان أنه جاء يخبرها عن حفل خطبته ، أيعقل أن يكون هو ؟ ، من الذي يفعل هذا الشئ غيره هو ، هتفت ملامحها من الهدوء الي الشراسة الكبيره التي علي وشك أن تفتك بأي أحد ، في طفح الكيل له يا وعد الصبر له حدود ، ولكن مع هذا الشخص ليس له يوجد صبر بعد الأن ، أقسمت أن تقتله وأن تأخذ حق يمَن من ذلك الحقـ ـير  ، وأن لا تسكت له بعد الأن ، فهو وصل إلي ذره لم تعد فيها صبر أو التحمل ، فهو بهذا الشئ افتح له ابواب لم يمكن أن يغلقها أبداً في حياته .



غادرت هي الأخرى دون أن تهتف بشئ ، فهي الأن تستعد لجحيمها الذي يحرق هذا الخبيـ ـث إلي أشلاء لا ترحم أبداً ، لم تأخذ في بالها نداء نور عليها الذي كان ممتلئ بالحيرة من هروبها لم تعرف أنه جحيم ليس هروب أبداً .


❈-❈-❈


دخلت الى البيت بملامحها المتعبة فهي منذ الصباح وهي خارج المنزل تعمل بشدة على نجاح تلك الصفقة والتي تعني شديد لهذه الشركة ، دخلت بخطواتها المتهمله ولكن توقفت عند رأت والدتها وهي تنظر بشرود واضح عليها القلق التي يظهر علي معالم وجهها ، اقتربت منها وملامحها يصرخون بالحيرة من حزن والدتها جلست بجانبها وهي تهتف بهدوء وحيره التي تملئ وجهها  :


ـ مالك يا ماما ؟.


أفاقت من شرودها على صوتها حاولت أن تبدو طبيعية قدر الإمكان حتى لا تقلق أبنتها : 


ـ مفيش يا راندة ، سرحت بس شوية .


ـ سرحتي في ايه ، وبعدان واضح علي وشك أن في حاجه معاكي ، مالك يا ماما ؟.


قامت وهي تغمض عيـ ـنيه فهي لا تريد أن تقلق إبنتها يكفي أنها مقلقه علي يمَن فهي أدركت هذا الخبر بالصدفة حين تكلمت مع ' لبني ' والده نوح منذ قليل قالت لها الخبر على الفور مما صعقت وهي تقلق علي إبنة شقيقها فهي الأن تنتظر قدوم نوح أو وعد حتى تطمئن علي يمَن من خلالهم ولكن لم يوصلوا بعض إلى المنزل ، مما شعور القلق يزداد أكثر خرجت نبرتها طبيعية كأن شئ لم يكن : 


ـ مفيش يا حبيبتي تقريبا من الأرهاق ، انا داخله انام تصبحي على خير .


ختمت جملتها علي الفور وغادرت ، نداءاتها مرة أخرى ولكن كانت تهرب ولكن ما بها لم تتصرف هكذا ؟ ، فهي تعرف والدتها كثيرا ولم تقتنع بتاتا على هذا الحديث الذي جعلها أن تشك أن يوجد أمر بالتأكيد ، كادت أن تذهب خلفها إلي غرفتها ولكن توقفت فهي لا تريد أن تضغط على والدتها أكثر ، فهي تعرف جيدا أن بهذا الشكل سوف تتعب بالتأكيد وهي لا تريد ذلك ، فهي ستعرف بكل تأكيد ولكن يجب عليها أن تنتظر .



خرجت الهاتف من حقيبتها حتى تتصل علي وعد حتى  تلهيها عن تفكيرها بوالدتها ولكن لم ترد أيضا حاولت مره اخرى ولكن لم ترد أبدا فهي من النادر أن لا تجيب عليها ، حاولت أن تتصل علي يمَن ولكن وجدته مغلق هتفت ملامحها بحيرة في يمَن لم تقفل هاتفها ابدا حتى تطمئن على المدعو ' ايان ' حاولت مرة أخرى ولكن وجدته مغلق استولى القلق على قلبها وهي تتصل على ' نوح ' حتى تطمئن عليهم من خلاله ولكن هو الأخر لا يرد ابدا عليها ، زفرت تنهيدة قوية ممتلئة بالقلق الذي بداخلها حاولت مره ثانيه وثالثه وعاشره ولكن لا يرد ابدا على اتصالاتها  مما صرخت بقلق عليهم ، ماذا يحدث لهم ؟ ، بالتأكيد حدث شئ حتي وعد ونوح لم يردوا عليهم ، ظلت تذهب إياها وإيابا وهي تتصل علي ' كاميليا ' فهي الوحيدة التي سوف ترد على اتصالاتها ولكن بعد قليل لم ترد عليها حاولت مرة أخرى ولكن سرعان ما أتاها الرد من كاميليا التي تهتف ببرود كعادتها  :


ـ الو 


هتفت بلهفة خفقت قلبها من القلق  :


ـ كاميليا ، الكل عندك كويس ؟


كادت أن تتحدث عن يمَن و دخولها إلى المشفى ولكن قطعتها جدتها التي قبضت على الهاتف حتى ترد عليها  :


ـ اهلا بـ بنت الغالية على جلبي .


هتفت ملامحها بحيرة من رده جدتها والتي اتخذت الهاتف من ' كاميليا ' سريعاً  :


ـ اذيك يا تيتة ، هو انتوا كلكم كويسين اصلا اتصلت علي وعد مش بترد حتي نوح  ، ويمَن موبايلها مقفول ، في قلقت عليكم .


ابتسمت من محبة حفيدتها عليهم وقلقها هتفت بنبرة هادئة تحت أنظار كاميليا التي لم تفهم بتاتا لما لا تقول لها عن ما حدث ؟  


ـ احنا كلنا بخير يمَن نايمه ، وعد ونوح عندهم اجتماعات تقريبا عشان كده مردوش عليكي ، متقلقيش ركزي في شغلك ومتشغليش بالك وخلي بالك من امك و…..



قطعها صوت نوح الذي هد أسوار القصر في الخارج وهو يبدو أنه يتشاجر مع حراسه الذين يقفون في الأسفل ، مما هتفت بحيرة راندة وهي تسمع صوت نوح الذي يبدو أنه غاضب ، ولكن لما الغضب ؟ ، فهو على حديث جدتها أنه كان في الأجتماع هو وعد لما كل هذا الغضب كادت أن تسأل جدتها مره اخري ولكن أقفلت الهاتف دون أن تهتف بأي شئ أو حتى تودعها ، نظرت إلي الهاتف ومازال صوت نوح يرن رن داخلها عقلها فهي تعرف نوح جيدا وتعرف صوته بالتأكيد في شئ وجدتها تخفي عنها الأمر  ولكن ما هو؟؟.


❈-❈-❈



ـ أنا لو معرفتش مين اللي دخل القصر ده ومين اللي خرج منه هوديكم في ستين داهيه و انت أولهم .


ختم جملته وهو يمسك أطراف قميص رئيس الحرس وهو ينظر له نظرة نـ ارية  ممتلئة بالشـ علـة الذي في داخله لا ليست شـ ـعله فقط إنما جحيم سوف يحرق الذي حوليه .



ـ ولله يا باشا انا معرفش انت بتتكلم على ايه انا كل اللي اعرفه ان مفيش حد دخل غير حضرتك وأستاذة وعد معرفش غير كده .


اشتـ ـعلت عينـ ـيه مره اخرى ولكن أكثر هذه المره جعلت الذي أمامه يرتعد خوفاً في لا أحد يعرف جحيم نوح النويري والذين يعرفوا تماما اعدائه فقط ، في الشخص الذي يضع في قائمه أعداء جحيم نوح سوف يرى الجحيم بحد ذاته بلا الموت الذي يرى على يـ د هذا الشخص ، وهو يعرف جيداً وأي أحد يعرف نوح النويري أن لديه نقطة ضعف وهي عائلته ، إذا الأمر يخص عائلته في سوف الذئب الذي ظل صامداً حتى الآن أمامهم ولكن لا يعرفون أن الذئب هذا اشتعل من النـ يران التي سوف تحرقهم وهم على قيد الحياة



ـ انت هتستعبط يا روح امك بقي عايز تفهمني ان محدش دخل .


قالها بغضب وعصبيه ومازال يمسك أطراف قميصه بهمجيه 


هتف رئيس الحرس بهدوء مغلف ببعض القلق الذي مرسوم على وجهه وجـ سده أيضا فهو يتمنى بهذه اللحظة أن تأخذه الأرض بلا راجعه يهرب فيه من مواجهته لهذا الذئب الذي أمامه التي يعرف جيدا أنه سوف يقلب حياته إلى جحيم  :



ـ اسمعني بس وتعالي معايا اوريك الكاميرات ، طيب لو انا غلطت اكيد الكاميرات مش هتغلط وكل الرجاله دي هتغلط ولو…..



قاطعه صوته الجهوري التي كان ممتلئ بالعصبية المفرطة وعينـ ـيه الذي يلتمعون والذي تغيروا لونهم تدريجيا بسبب الغضب والعصبية التي سوف تصيبه يوما ما بسبب غضبه هذا .


ـ اسمع انت انا لو بس شكيت أن حد دخل انت ورجالتك اقولوا على نفسكم يا رحمن يا رحيم قدامي علي اوضه الكاميرات قدامي.


قال آخر كلمة بصوت جهوري أكثر جعلت يرتعش بلا يرتعد من الخوف وفي أي لحظة يصيبه قلبه الذي كان يصرخ من الخوف  ليس هو بلا الحرس الذي واقفين يرتعشوا بسبب نبرة صوته التي تهز كيان أي راجل .



دخلوا الى غرفة الكاميرات التي كانت في الأسفل وبجانب باب قصر بقليل من المسافات القصيرة ولكن رأي ما قد يحدث في مخاطرته أن يتخيل .


❈-❈-❈



ظلت تفرك بيـ ديه بتوتر وخوف وظلت تذهب إياها وإيابا أمام الغرفة التي توجد بها يمَن والعديد من الأفكار تراودها ظلت تنظر بخوف يمينا ويساراً فهي تخاف من المشفي كثيرا وذلك لأن والدتها فارقت هذه الحياة في المشفى وهي تلدها فهي أصبحت منذ صغرها لم تستطيع أن تتغلب علي هذا الخوف الذي بداخلها من المشفي ، ولكن ذلك لم يحدث مثل الأشياء التي كانت تتمنى أن تحدث ولكن لم تحدث ، فهي تخاف و بشدة أن تتدخل المشفى وليس معها أحد ، فـ الجميع تركها وتركوها تبقى مع يمَن فهما لا يعرفون أنها تعاني من خوف دخول المشفى مع حالها بدون أي أحد ، خرجت هاتفها من جيبها وهي تتصل علي أحد يجلس معها فكرت قليلا  أن تتصل بـ نوح ولكن إذا اتصلت علي نوح فـ سوف يعرف أنها تعاني من خوف نفسي ليس له حدود وهي لا تريد ذلك ، لا تريد أن يعرف أي شئ عنها والأهم خوفها الذي لم يعرفه أي أحد سوى والداها و ' كمال ' الذي كان بجانبها والذي يعرف كثير من الأشياء عنها .



اتصلت علي ' كمال ' بسرعة شديدة وبدون تفكير هو لا يقول ' لا ' ابدا لها ولا يولي ظهره لها أبداً فـ ' كمال ' بنهاية صديقها والذي يقف معها فـي كل شئ سوى كان خاطئ أو صحيحاً .



وفي ثواني معدودة أتاها الرد وهو يمرح قليلا  ونبرته التي كانت ممتلئ بالمشاكسه أيضا  :


ـ الهانم لسه فكراني ما هو من لقي أحبابه نسي أصحابه .


ارتعشت نبرتها أكثر والخوف الذي بداخلها الذي كان طفيف أصبح هيج من كثر الذكريات التي تدق باب عقلها بدون استئذان أبداً  :


ـ كـمال ، عايزك تجيلي ضروري بس من غير ما تقول لبابا .



كان نائما على الفراش براحه والابتسامه تحياً وجهه ولكن البسمه اختفت رويداً رويداً وهو يسمع ارتعاش صوتها والذي أخبره عقله أن في شئ قد حدث معها بالتأكيد هاب واقفا بقلق حين عقله صور لها عده اشياء والأهم أنه ليست بخير على ما يظن  :


ـ نـور ، مال صوتك ، أنتِ فيكي حاجه ، قوليلي مالك؟.


اغمضت عينـ يه وهي تهتف بنبرة لهفه وسريعه وكأنها تحارب أن تخرج جملتها بصعوبة وأنـ ـفاسها العالية الذي يظن أي أحد أنها في سباق لهذه الانـ ـفاس ، ولكن لا يعرفون أنها في سباق حقا ولكن في سباق مع خوفها حتي تتغلب عليها لابد ولكن ما بالـ يد حيلة .



ـ عايزك تيجي بسرعه علي مستشفي اسمها …..، بسرعه يا كـمال بجد لانى محتاجلك انت عارف اني بتخنق من المستشفى ومفيش حد معايا وانا خايفه اوي.



عند هذه الجمله أخذ جاكيته يرتدي على عجلة من أمره وقد نسي تماما أي شئ والأهم أن يصل إليها بسرعة البرق عند نطق اسم المشفى شهق بقلق وصدمة  وهو يتجه سريعا حتى يأخذ سيارته  :


ـ نـور أنتِ كويسه ، مستشفي ايه اللي أنتِ فيها لوحدك ، وايه اللى جابك المستشفى اصلا ؟.


لم تستطيع أن تجب علي تلك التساؤلات التي كانت في داخل عقله فهي لا تستطيع أن تضم قلبه وأن تتطمئنه أن كل شئ على مايرام علي الاقل يقل الخوف الذي بداخلها ولكن لم تستطيع اكتفت فقط بكلمتين لا غير في ذلك .


ـ كـمال انا كويسه يمَن تعبانه شويه ومحدش جنبي تعالي بسرعه انا خايفه وحاسه ان …..



ـ نـور! 


قطعت حديثها وهي تسمع اسمها من شخص ما  ، التفتت قليلا الى الخلف حتى ترى من الذي ناداها باسمها ولكن لم تجد أحد في الردهة غيرها فقط  ، قفلت الخط مع ' كـمال ' بدون أضافه أي شئ  ، اتجهت بخطواتها إلى آخر الردهة وعينـ ـيه تبحث عن شخص الذي ناداها منذ قليلا ، لا تعرف لما قلبها يخفق هكذا ، ولا تعرف من الشخص الذي ناداها وكيف يعرفها ولما قلبها يخفق هكذا ؟ ، وصلت إلى آخر الردهة التفت يمينا وجدت دارج إلي الأسفل التفت إلي يساراً وجدت غرفه ولكن مغلقة رفعت يـ ديه حتى تفتحه وبعد دقيقه افتحته علي الفور وجدت رجل كبير علي الفراش يبدو شاحب اللون ونائم بعمق والأجهزة الطبية متصلة بجـ ـسده  ، فهي متأكده أنها سمعت صوت يناديها بأسمها ولكن من هو؟ ، يبدو أنه ليس هذا الرجل الذي يناديها فهو نائم بعمق ويبدو عليه المرض الشديد الذي يظهر على وجهه واضحاً .



شعرت بأحد يضع يـ ده نحو أكتافها التفت قليلا وجدت فتاة من نفس عمرها ، بياضها الناصع الذي يظهر على بشرتها ، عينـ ـيه مثل حبات البندق والذي يوجد فيهم لمعة مما اعطي له مظهر جذاب ، رموشها الطويله الذي تغلف هذه العينـ يه ، شعرها الذي كان قصيرا إلى حد ما والتي تطلقه إلى خلف ظهرها مما بعض الخصلات تسقط فوق عينـ يه ، جـ سـدها الممشوق والجذاب الذي أعطي له مظهر كامل عن الجمال .



هتفت الفتاة ملامحها بحيرة والابتسامة تزين ثغرها : 


ـ نعم في حاجه اقدر اساعدك بيها ؟


هتفت ملامحها بـ إحراج وخجل واضح من طريقة دخولها إلى غرفة لا تعرفها والابتسامة تزين شفتـ يه : 


ـ اسفه جدا دخلت الأوضاع بالغلط .


ابتسمت هذه الفتاة محبة إلى توترها وخجلها الواضح : 


ـ لا عادي ولا يهمك ، أنتِ تدخلي مكان زي ما تحبي انا بس استغربت انك دخلتي واني اول مره اشوفك ؟.


ابتسمت نور علي لطافه تلك الفتاة في معاملتها أيضا : 


ـ أنا فعلا اول مره اجي هنا ، اسفه جدا اني دخلت الأوضه و ….


قاطعتها وهي تضحك بهدوء على خجلها المُفرط وهي تهتف بمشاكسه : 


ـ مفيش حاجه لكل ده حصلت 


بينما أكملت وهي ترفع يـ ده نحوها والأبتسامه تزين ثغرها : 


ـ أنا يا ستي اسمي ' لينا ' كُنت عايشه في استراليا بس نزلت مصر من تلات سنين عشان بابا كان عايز يعيش فى بلدة اللى اتولد فيها و ماما اتوفت وانا عندي خمس سنين ، ميبقاش ليا حد غير بابا واه معنديش صحاب ، انا مش عارفه ليه بقولك كل التفاصيل دي بس حبيتك لما شوفتك .



ابتسمت على حديث تلك الفتاة المرحة والتي حزنت بشدة على وفاة والدته تلك الفتاة فهي تذكرت فُروق والدتها مما ابتسمت لها بمرارة هي الأخرى رفعت يـ دها هي الأخرى وصافحتها وهي تهتف بمحبة لها أيضا : 


ـ انا اسمي نور عايشه هنا في مصر ماما ماتت وكان عندي اخ ومات وكنت عايشه مع بابا ، دلوقتي متجوزة جديد.



حزنت هذه الفتاة التي تدعي ' لينا ' من أجل نبرتها التي كانت ممتلئة بالحزن هتفت بمرح بالغ وهي تعانقها بمحبة : 


ـ يبقي احنا صُحاب من دلوقتي .


ابتسمت نور وهي تعانـ ـقها هي الأخرى بمحبة واضحة على وجهه خرجت من اعانـ ـقها  وهي تهتف بمرح : 


ـ بس قوليلي صحيح الجواز حلو ولا وحش ؟


ابتسمت هي الأخرى وهي تتذكر معاملة نوح الرقيقه لها ولكن لم تفهم لما يعاملها هذه المعاملة الرقيقة ويخونها بثالث يوم زواجهم؟ 


نظرت إلي خاتم الزواج الذي يزين يـ د ' لينا ' ابتسمت هي الأخرى بمرح : 


ـ ولله هو المفروض اسألك أنتِ .


غمزت نور لها بمشاكسه وهي تهتف بمرحها المعتاد التي قد تنساته من الماضي  :


ـ الجواز عامل معاكي أنتِ ايه ؟


قهقهت لينا بمرح من طريقها حديثها وهي تهتف بمرحها  :


ـ انا اتجوزت من خمس شهور في قديمه وراحت عليا ، بس الجواز عموما حلو .


بينما أكملت وهي تتذكر زوجـ ـها ومعاملته اللطيفه لها : 


ـ كنت بقول لنفسي في الأول ايه اللي يجبرني اتجوز وأشيل مسئولية واطفال وزوج كمان ؟ ، بس ده من قبل ما اقبله لكن بعد ما قبلته اتمنى انه اتجوزه وبسرعة كمان ، وبعد ما اتجوزته كُنت خايفه من المسئوليات كبيره انا مش قدها بس هو طمني أنه هيكون جنبي وأن احنا هنقسم كل حاجه بينا ، بقالي خمس شهور متجوزه وبيشتركني تفاصيله ونجاحه عمرة في مرة ما نيمني زعلانه منه بسبب مشكله بينا بالعكس هو علطول حنين معايا ، هو عصبي وخلقه ضيق جداً ولما بيبقى متعصب مش بيشوف قدامه بس انا بعرف ارخي مش أشد ، انا من اول ما اتجوزته وانا شايفه الحياة بلغة تانية وحياة جديدة معها ، اه هو عنده مشاكل كتير كانت في حياته اللي فاتت من قبل ما يتعرف عليا بس وعده أني اكون جنبه واني اساعده .



أدمعت عيـ ن ' نور ' وهي ترى الحُب الكبير الذي واضح على عيـ نيه دعت من قلبها أن يوفق هذان الزوجان وأن يديم محبتهم 



جلسوا في الخارج وظلوا يضحكوا ويمرحوا وكل شخص أدرك حياة الآخر ومنذ دقائق أصبحوا أصدقاء لا يعرفوا أن الروح تميل لمن يشبيه .



❈-❈-❈


ابتلينا الله بقلوب ممتلئة بالقسوة تنهش حجود كادت أن تقتلنا ولكن الله  يقف في طريقه مهما فعل . 



كان يشاهد التلفاز و يتجرع من كأس الذي ممتلئ بالفودكا والتي كانت رائحته الكارهه تملأ المكان بأكمله كان يصب تركيزه نحو التلفاز والذي كان مهتم بأخبار ' نوح ' الأخيرة وإنجازاته نحو العمل أخرج صوته الذي كان ممتلئ بالجدية نحو الذي كان يجلس بجانبه : 


ـ كلمت المحامي؟؟


نظر لها وهو الأخر يشرب الكأس ويرد عليها ببرود كعادته : 


ـ كلمته وقال كله حهز وهتسلم اورقك بكره.


ابتسم بنصر علي أول إنجاز فعله بتلك العائله النويري التي يكرهه بشدة في أول ضربة لهم تمت بنجاح بسبب تلك الساذجة التي مازالت تحبه ، نظر له بنصر وهو يهتف بسعادة تغمرها : 


ـ وأنت بقي مش ناوي ؟؟


نظر له ببرود وعدم اهتمام ومازال يشرب الكأس ويتجرع منه من حين الى آخر  :


ـ انتقامكم من عائلة النويري شئ لذيذ ويحترم بس محتاج تفكير كتير ادخل عليهم ازاي وازي اكسرهم. 


بينما ابتسم ببرود وهو ينظر له بعدم اهتمام : 


ـ يعني انت اول كسره لهم وانا التاني مش شهاب الشوري اللي ما يفكرش ويعمل مية خطوة ويعمل للخطوة الف حساب .


نظر ' ايان ' لشهاب بسخرية : 


ـ شئ يحترم ويقدر عشان كده بقي فكرت هتدخل عليهم ازاي .


نظر له ببرود اكبر من ذي قبل وهو يبتسم بسخرية : 


ـ لا يا حبيبي انت تبعد خالص عن تفكيري وخطتي  ، مش شهاب الشوري اللي يمشي كلام حد انت فاهم وكل واحد يلتزم بخطته خليك بس في اللي انت فيه وسبني افكر .



كاد أن يرد عليها بغضب شديداً من طريقه حديثها ولكن قاطعته ' وعد ' وهي تصرخ بشدة بأسمه وتدق علي باب شقته بعنف واضح دلالة على غضبها الشديد جعلت الاثنان يقفوا على الفور والأسئلة تدور في داخل عقولهم كيف جاءت ؟ ، وكيف عرفت عنوان بيته ؟  ، نظر ' ايان ' إلى شهاب الذي ينظر بحيرة من طريقه دقها على الباب بهذه الطريقة هتف بنبرة سريعه ولهفة : 


ـ استخبي جوا بسرعه مش لازم تشوفك معايا يلا امشي .


ختم جملته ونظر له ببرود واضح وهو يتجه إلى الداخل حتى ينفذ حديثه ويأخذ كأسه معه حتي لا تجعلها تشك بوجود أحد معه .



نظر ايان إلى اختفاء ' شهاب ' مما اسرع وافتح باب شقته الذي يقسم أنه سوف ينكسر في أي وقت بسبب طرقه على الباب بعنف هذه الطريقة تبدلت ملامحه الي الشراسة وهو ينظر لها بعصبيه بعد ما  افتح الباب لها أما هي صفعته بشدة وبعد ما صفعته مسكت أطراف قميصه وهي تهزه بعنف شديد وهي تهتف بعصبيه اكبر كل ما ترى وجهه : 


ـ اه يا حـ يـوان يا زبـ ـا لـ ـة يا حـ ـقير بقي بتستغفلني يلااا ، طلعت ضربـ ـها وكمان كاسر قلبها ده انا هخليك تندم ندم عمرك ما شوفته يلااا، انا كل ده ساكته بس عشان خاطرها لكن توصل انك تمد ايـ ـدك عليها ده انا اخلي كل العالم تتفرج عليك يلاا وانت بتضرب ، انت لحد دلوقتي متعرفش مين هي وعد النويري وتقدر تعمل فيك ايه بس وحياه نوح اللي عمرى ما حلفت بيه كدب لخليك تندم على اليوم اللي قربت منه تقرب من العائله دي .


ختمت جملتها وصفعته مرة اخرى وكادت أن تصفعه ولكن امسك يـ ـدها و لوى ذراعها خلف ظهرها مما صرخت بألم وهو يهتف بفحيح وعصبيه في إن واحد : 


ـ أنتِ اتجننتي يا بت أنتِ ولا ايه ، اضرب مين انا مجتش جنب بنت عمك اصلا ولما جيت كانت مضروبة وشها كان باين عليه الضرب  ، قلت الخبر ومشيت علطول وقولتلها انها خاينه ومشيت اكتر من كده مجتش جنبها ، متلبسنيش مصيبه لا أنتِ ولا بنت عمك .



صاحت بشراسه وهي لا تصدق حديثه وهي مازالت تتألم من ذراعها ولكن حاولت بصعوبة كبت إلالامه وتحاول أن تبتعد عنه ولكن كان مثل الحائط لا يتحرك أبداً : 


ـ انت كداب وكل اللي بتقوله كدب في كدب اكيد عملتلها حاجة وانا متأكده من ده .


امسك ذراعها بقسوة شديداً  مما صرخت بألم لم تعد تستطيع أن تتحمل كل هذا الألم كاد أن يجيبها ومازال يشد ذراعيها بقسوة ولكن توقف وهو ينظر إلي ذلك الواقف والذي تحولوا عيـ نيه إلى اللون الأحمر الداكن الذي كان بعرفه جيداً كل ما يغضب من شئ يتلونوا عيـ نيه إلى الأحمر هتف ملامحها وهو ينظر إلي وعد الذي كان تغمض عينـ ـيه بسبب الألم  أبعدها بعيداً عنه وهو ينظر بحيرة الي  تلك الواقف والذي كان يتابع الموقف من بعيد كـ عيون الصقر. 



رفعت لؤلؤتها نحو ' ايان ' كادت أن تقترب منه ولكن هو قاطعها وهو يهتف بهدوء بصعوبة بسبب ذلك الواقف الذي تأكد أنه غاضب بسبب تلك الفتاة  : 


ـ وعد اهدي خليني اتكلم معاكي بهدوء ، انا مجتش جنب يمَن عايزه تصدقي صدقي مش عايزة براحتك ، لكن ربك عالم اني مجتش جنبها ولم تصحي من المستشفى خليها تقولك مين اللي عمل فيها كده .



هتفت ملامحها بحيرة من صدق جملته التي أول مره تلمـ ـس نبرته هتفت ملامحها بحيرة وتساءل  وهي تتجاهل صدق نبرته : 


ـ لما تصحي من المستشفى ؟؟ ، وانت عرفت منين انها في المستشفى  ولسه مصحيتش ؟؟.



هتف ملامحها ببرود وعدم اهتمام : 


ـ انت لحد دلوقتي معرفتنيش انا ايان اللي لما احب اعرف بعرفها .



رفعت حاجبها الأيسر وهي تقتـ ـرب منه سألته بشك : 


ـ يعني انت جيت بس عشان تقول الخبر وتمشي من غير ما تعمل حاجه لـ يمَن ؟؟.


رفع حاجبه الأيسر هو الآخر وهو يقف بشموخ وغرور : 


ـ مش ايان اللي يمد ايـ ده علي وحده ست افتكري ده كويس يا وعد .


اقتـ ـربت منه مرة أخرى وهي تهتف بعصبية مفرطة حاولت أن تتغلب عليها  : 


ـ لو عرفت انك ورا الموضوع ده صدقني يا أيان محدش هيمنعني أني اقتلك .


ختمت جملتها وغادرت علي الفور تركته ينظر لها بعدم اهتمام وبعد ما غادرت اقفل باب شقته وكاد أن يجلس مكانه ولكن قاطعه لكمة قوية من ' شهاب ' نحو فمه مما نزف بشدة وهو يقع على الارضيه بقسوة شديداً بسبب الضربة القاسيه ولكن لم يكتفي بعد بلا لوى ذراعيه الأيسر مثل ما لوى لوعد وهو يلوي بقسوة لا يبالي بصرخاته التي هدت اسوار جدران الشقه أما هو ظل يشدد بقسوة وقسوة وهو يتذكر إلم وعد التي كانت تصرخ بألم تركه وهو يمسك وجهه وهو يهتف بفحيح : 


ـ وأقسم بالله يا أيان لو قربت من وعد تاني لكون دفنك هنا ومش هدخل ساعة سجن .


هتف بنبرة تملك مجنون وهو يتذكر ملامحها الشراسه : 


ـ وعد هتكون مراتي ، مرات شهاب الشورى لا انت ولا عشره زيك يقربوا منها ولا يعرفوا يعملوا كده.


وسط آلامه ينظر لها بحيرة هتف بنبرة متألمة بعض الشئ : 

ـ بس احنا متفقناش على كده احنا اتفقنا كاميليا مش وعد .


ضحك بشر وهو يقترب منه ويهمس بفحيح أعمى : 


ـ متفقتش معاكم علي حاجه ، وعد يعني وعد ، وفي خلال أيام هتكون مراتي .


ختم جملته وأخذ يضحك بشر وتملك واضح على نبرته نظر له وهو لاول مره يتلهف من أجل فتاه وليست فتاه عادية أو سهلة إنما وعد التي تحمل كل القوة كـ قوة الجبل ولم تهتز ..


❈-❈-❈


كمال ادخل الي المشفي بقلق واضح على ملامحه سأل الي ادارة المشفى وقال له رقم الغرفه فهو الأن أدرك أنه ليست نور المريضة بلا يمَن النويري ركض بسرعه الي الطابق وجدها تتضحك في الردهة مع فتاه لم يعرفها أبداً اقترب منها بسرعة البرق وهو يمسك يـ ـده مما التفتت له وهو يهتف بنبرة مقلقه : 


ـ نـ ـور أنتِ كويسة حصلك حاجه ؟.


ابتسمت له بمحبة وهي تهتف بنبرة مطمئنه بعض الشئ : 


ـ كويسة يا ايان متقلقيش تعالي اعرفك علي لينا .


اقترب منه وهي تنظر إلي لينا التي ابتسمت له علي الفور بمجاملة هتفت نور وهي تنظر إلي لينا : 


ـ اعرفك يا كمال ده لينا لسه متعرفه عليها وده كمال صحبي زي ما تقولي اخويا كده .


صافحوا بعض بمجاملة كاد أن يتحدث حتي بفهم ما الأمر ولكن قاطعه الطبيب حين قال لـ نور بسرعة : 


ـ نور هانم انسه يمَن فاقت .


هتفت ملامحها بفرح والذي سامعه ' نوح ' الذي جاء للتو دخل الى الغرفة بسرعة ولهفة  وجدها تنظر إلي نوح تعانـ ـقه بحب أما هو كان جامد لا يتحرك حتي ولا يبادله وملامح وجهه تحكي الكثير والكثير مما لحظتها نور خرجت من اعانـ ـقه وهو يتساءل بواضح بدون أي مقدمات : 


ـ مين اللي عمل فيكي كده يا يمَن مين اللي ضربـ ـك بشكل ده ؟؟


رمشت عيـ نيه عدة مرات وهي تتذكر حديث جدتها هتفت ملامحها بتوتر : 


ـ وقعت من علي السلم ومكنتش واخده بالي .


ـ وقعتي؟؟

قالها نوح باستنكار وعدم تصديق كاد أن يعنفه ولكن هتف الطبيب هذه المرة : 


ـ طبيعي يا استاذ نوح السلم يعمل اكتر من كده وخصوصا انها جـ ـسمها ضعيف ومستحملش .


هتفت ملامحها هي الأخري بتوتر وخوف  وهي تنظر إلي وجهه شقيقه الذي تعرف أنه لم يصدقها : 


ـ لو مش مصدقني ممكن تسأل تيته هي اللي شافتني ولحقتني وكانت هتتطلب الدكتور بس اغمى عليا ومحستش بحاجه بعد كده .


هتفت نور هذه المرة وهي تقترب منها بحنان : 

ـ مش تاخدي بالك يا يمن وانتي بتنزلي.


تجاهلته يمَن وهي تنظر إلي نوح الذي ينظر له وهي تهتف بنبرة لهفة : 


ـ نوح ممكن تمشيني من المستشفى دي انا بتخنق منها اوي .


هتف الطبيب بهدوئه واحترامه : 


ـ طبعا يا انسه يمَن انتِ ممكن تخرجي في أي وقت انتي بقيتي كويسه ومفيش اي حاجه تقلق بس اهم حاجه تنتظم على الفيتامينات والكالسيوم كويس جداً .


غادر الطبيب هو ونوح وكمال معه حتى يستعدوا إلى خروج من المستشفى وبعد ساعه غادروا من المستشفى وكل هذا تحت أنظار نوح الذي كان صامت منذ وصوله إلى المشفى وبعد ما وصلوا الى البيت اطمئنوا لها الجميع واتجهت إلي غرفتها  وبعد ما وصلت وعد حاولت كثير معها أن تفتح موضوع أيان ولكن يمَن تقفله في كل مرة ، أما نوح سأل الجده حميدة عن وقوع يمَن أكدت الجده هذا الحديث على حسب اتفاقها مع يمَن غضب نوح بشدة بسبب أنها لم تتصل بها الجدة ولكن قالت له واكدت أنه كانت سوف تتصل بيه ولكن حدث ما حدث ، اتجه الى غرفته حتى ينام ويريح جـ ـسده ولو قليلا ولكن لم يرتاح أبداً حتى عليه أن يفهم كل شئ .



مر يوم كامل لم يحدث فيهم أي شئ ، نوح يتجاهل الجميع وأولهم يمَن مما قلقوا الجميع ما في البيت من صمت نوح وتجاهله ، نور حاولت أكثر من مره التحدث معه عن البوح له عن ما يزعجه ولكن يرفض ويتجاهله هي الأخرى مما تسبب لها نغزه في قلبه من تجاهله لها بتلك الطريقة كأنه لا شئ عنه ، والجميع قرر أنه سوف يذهب إلي حفل خطبه ايان والذي أصر علي هذه يمَن الذي استغربت منه وعد كادت أن تمنعها وعد من الذهاب الى حفل خطبه ايان ولكن عنفته بشدة مما تجاهل نوح الأمر وافق بكل تأكيد .


❈-❈-❈


يوم الخطبة 


كانت تنظر إلي أجواء الحفل الذي كانت في الصباح فهي أدركت أنه فعل حفل في الصباح والمساء على أوامر ' ليلي ' خطبته اجتمعت عينـ يه دموع وهي تحاول أن تحبسها تحت أنظار وعد الذي تنظر لها بشفقه كبيرة وتحت أنظار ' كمال ' الذي بعرف الأمر ولا يستطيع التدخل بالمره لان ليس من حقه الدخول وتحت أنظار الجده حميدة التي أصرت أن تذهب حتى تنظر له بشماته كبيرة .



من الناحيه الاخرى نوح ونور الذي يقفون بجانب بعيداً عنهم ليست كثيراً



كان نوح  يقف بجانب نور ولكن استئذان منها للمرة الذي لا تعرف عددها حتى يجيب على الهاتف ويبتعد عنها 


نظرت إلي أجواء الحفل التي كانت مملة  ، فهي لا تحب الأجواء التي ممتلئة بالإفراد العديد منهم تعرفهم ومنهم لا تعرفهم ، فهي تشعر بالضيق النفس التي يستولي علي صدرها مجرد أن تري تجمع أصدقاء أو عائلي..


نظرت إلي نوح وجدته مشغول كعادته في اتصالات من العمل ، في اليوم  كل ما تري ، تري مشغول في العمل في الاتصال ، قلبت عينيه بملل من الجهة الأخرى وجدت شخص ينظر لها بخبث واضح من الاسفل والى الاعلى ، مما شعرت بالاشمئزاز نحو قلبت عينيه بملل كأنه لم تري من الأساس ، اقتربت من نوح وقبل أن تمسك يـ ده وجدتته يتحدث عبر الهاتف مما هربت الدماء من جسدها من كثر الصدمة التي تشعر بها وهي تسمعه يتحدث حتى هو لم يعرف أنها قريبة منه بسبب انشغاله علي الهاتف  :


ـ يا حبيبتي ولله ما اعرف ايه الظروف بس اكيد هجيلك .


انتظر حتى يسمع ردها وهو يقهقه بمرح  : 


ـ اتجوزت اه ، بس اكيد هجيلك ده انتِ الأصل يا روري.


انتظر حتى يسمع ردها على  حديثه وهو يتحدث بهيام نتيجه العشق الذي بداخله  :


ـ بحبها ، حب ده كلمه قليل عن اللي انا حاسس بيه ، انا بعشقها.


عشق عن بمن يتحدث ، فهي تتأكد أن الحديث ليس لها ، ضاق صـ درها وشعرت أن الهواء نفذ من الحياة ، وجهها شحب كالاموات ، وهي تنتظر اجابته ، اجتمعت لؤلؤ عينيه بغيمه الدموع ولا تعرف لما ، أنها يخونها بالفعل ، ولكن هو يقول له حديث معسول يجعل قلبه يطرق كالطبول ، هي تشعر أنها تحب وجوده بجانبه ولا تعرف لما ، شعور غريب يسير بجـ سدها وقلبها معآ ولا تعرف لما …



أفاقت على حديثه الذي كانت يهتف بمرح وسخرية كأنه يسخر منها : 


ـ علي مين الكلام ده ، علي مين يعني ، اكيد أنتِ .



تراجعت الى الخلف بصدمة وهي تبتعد عنه فهي قد اكتفت من أكاذيب ، وحديث يجعلها تشعر أنه على حافة الهاوية ، وسقطت على قلبها ليس رأسها ، ركضت إلى الداخل والدموع تحـ رق وجنتيها ، تشعر أنها تختنق من الداخل ليس بالخارج ابدا .


اختفت ابتسامة نوح وهو ينظر إلي ركض نور المريب والذي يجعل قلبه يسقط من أسفل قدمها اقفل سريعا مع ' راندة ' الذي كان يمزح معها وكاد أن يتجه إليها ولكن رأي يمَن تعـ انقه وهي تبكي بقوة لدرجة أنه لا يفهم سبب بكائها .



اتجهت الى غرفتها وقد نست تماما أن تقفله خلفها بكت لدرجة أن صوت بكاؤها قد ارتفع بشدة ، ارتفعت يـ دها الصغيرة تكتم شهقتها التي زادت رغم عنها فهي لا تحب أن أبدأ  أن أحد يراها بهذا الشكل المريب ..


أوقفت بكاؤها حين شعرت بـ قبضة حديديه تقبض على خـ صرها بقوة ويعتـ صرها لدرجة أنها أطلقت تأؤه نظرت له ولكن هربت الدماء من جـ سدها حين رأت أن الشخص الذي يمسك خصرها هو نفس الشخص  ينظر لها من أعلي إلي الأسفل قدميها أطلقت صرخة حين رأت الرغـ بة تمتلئ عينـ بها وما زال يقبض على خـ صرها ، ولكن ارتفعت يـ ده الأخرى نحو شفـ تيه حتى لا تخرج صوت وهو يقرب رأسها نحو عنـ قها برغـ بة هزت جـ سدها بأكمله ، شعرت بصعقة كهربائيه تصيب جـ سدها ، صرخت بشدة وبكل ما أوتيت من قوة لديها ولكن يـ د الشخص مازالت تكتم شفـ تيه من أي صرخة …



بحثت عينيها عن شئ حاد تستطيع أن تدافع بها عن نفسها من هذا الحقـ ير الذي يخفيها بشدة ولكن لم تجد مما زاد الخوف بداخله أكثر لما وجدت هذا الراجل يقترب أكثر ظلت تقاومه وتتحرك بهسترية حتى تبتعد عن يـ ده التي مازالت علي خصرها رفعت قدميها وضربته بقسوة علي قدميها مما سقط على الارضيه يتاوه بقوة اتجهت الى باب الخروج الغرفه ولكن وجدته مقفل صرخت علي الاقل ينجدها من ذلك المجنون ظلت تصرخ كأنه لم تصرخ من قبل حتي اقتراب الراجل منه وجهه لا يدل على خير ابدا ارتعبت بشدة وهي تتجه الى المرحاض الذي كان قريب منها وهي توصده جيدا حتى لا يدخل لها هذا الخبيث ظلت تبكي بقوة على الأقل أحد أن ينجدها ولكن لا أحد ظلت تتدعو ربها وهي ترتعش من كثر البكاء اهتز جـ سدها مما سمعت صوت الراجل يسبها وهو يضرب الباب مما كاد أن يكسره ظلت تنظر حولها حتى وجدت شباك صغير أسرعت إليها حاولت أن تفتحه أكثر من مرة ولكن لا يفتح ابدأ كأنه لم ينفتح وهو طول الايام كان هكذا مما اجتمعت غيوم من الدموع علي لؤلؤ عينيها وهي تفقد الأمل ولكن الأهم لن تسمح بهذا الرجل أن يمس شعره منها ظل يضرب الباب وبأي لحظه يكاد أن يكسره من كثر الدافعه القوية وكل دافعه يهتز جـ سدها بسبب الدفعات القوية والتي كانت مملتئة بالغضب.



نظرت حولها وهي تبحث عن شئ حاد وهي تبكي وتشهق بقوة بسبب البكاء توقفت عن البكاء بصعوبة وهي تهدء نفسها وهي تهتف بنبرة مواسيا : 


ـ اهدي ، اهدي ، متعيطيتيش ، كل حاجة هتبقي كويسة ، اهدي وفكري براحه ، الشئ الأهم متخليش حد يقرب منك ولا حتي يلمسك ، واهدي وكل حاجه هتبقي تمام ، فكري براحه ، براحه .



ظلت تهدء نفسها وهي تخاف من مصيرها علي يـ د تلك الحقير فهي تخاف أن يسير كل ما تفكر به هو الشئ الذي يحدث بعد قليلا ، ظلت تبعد عن أي شئ تفكر عن أشياء سيئه ، الأهم من ذلك أن تفكر بهدوء حتي تتخلص من هذا الشخص 


نظرت حولها علي الاقل تبحث عن شئ تهدد ذلك الرجل وأن لا يقترب منها ابدا نظرت بشرود ابتسمت بعد أن جاءتها فكرة خبيثه تستولي الي عقلها .



في الخارج ظل يضرب الباب بقوة حتى بالأخير ادفعه بقسوة وكسره ظل يبحث عينه عنها في كل رجاء في المكان ولكن لم يجدها حتى وجدها تعطيه ظهرها و جـ سدها ساكن مما ابتسم بقوة وهي يهتف بخبث ويقترب منها برغـ به :


ـ ما كان من الاول ليه لازمته التعب ده .


قالت وهي تهتف بسخرية ممتلئة بالشر الذي يوجد داخلها : 


ـ لازم تتعب ، مهو مش هتاخدني بسهل كده ، انا استاهل ولا مش استاهل .


ظل يقترب منها رويدآ رويدآ حتى وقف خلفها بالقرب منها وهي ظلت مكانها لم تتحرك انشا واحدا وهو مازال ينظر لها برغـ بة لدرجة أن عينيها تلونوا إلى اللون الداكن بسبب رغبـ ته  : 


ـ طبعا تستاهلي ، وعندي استعداد اني هموت علشانك .


هتفت بشر هذه المرة وهي تبتعد عنه وهي ترفع أمامه شئ حاد تلوح به أمام وجهه : 


ـ ما انت هتموت فعلا لو مسبتنيش ومشيت ، ابعد عني احسلك .


نظر لها بسخرية وهو يقترب منها عكس ما تقول  :


ـ هتتضربيني بحته اللعبة اللي في ايدك دي ، العبي يا شاطرة بناس قدك علي الاقل تخاف منها ، لكن أنا لا .



ظل يقترب منها حتى يأخذ الشئ الحاد الذي يشبه السكين الحاد أما هي تقاومة غرزت أسنانها على كتفه على الاقل يتركها ولكن لدفعها بقسوة نحو الأرضية مما صرخت بقوة صرخه خدت اسوار القصر اندفع بغضب ولهفه بعد أن توقف صوت الموسيقى التي كانت تملأ المكان بسبب الحفل التي كانت بالخارج نظرت إلي صوت الهدوء اخذت تصرخ للمرة الثانية ولكن هذه الصرخة تحمل كل معاني الوجع والألم الذي تعرضت له في الماضي امسكها من جذور شعرها كاد أن يقتلعها من مكانها وصفعه كادت أن تلطم علي خدها بغضب مما نظرت بخوف ورفعت يـ دها تلقائية حتى تندفع بها عن نفسها ولكن يـده توقفت في الهواء حين يـ د شخص امسكه بغضب واضح وعينيه يلتمعون من الغضب الشديد وهو ينظر له نظره أحرقته وهو حي .


والسؤال الأهم هنا من هو …


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية أرهقته حر با، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة