رواية جديدة Duty of love لأنابيل - الفصل 1
قراءة رواية Duty of love "ما نفعله من أجل الحب" كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية Duty of love
"ما نفعله من أجل الحب"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أنابيل
الفصل الأول
ليست كل البدايات بيضاء و ليست كل النهايات سوداء
« ماتيا »
و في ظل رُكام الهزائم لم أجد اليـ د التي كنت أتوقع أن تساعدني ، اليـ د التي كنت أنتظرها، بل وجدت صاحبها يهرب، ينجو بنفسه ، يظهر طبعه الأناني الذي حاولت أنا ان فسره ، بل و اعذره وأضع له الأسباب حتى حينما وضع رأسي تحت المــ قصلة ، هو فقد أعطاني ظهره و رحل بكل انانية لم يكترث لي و هذه اول خيبة أمل و لم تكن الاخيرة
❈-❈-❈
كانت تجاهد مرور أياما ثِقال حينما أعلن خيانة الرجل الذي كان من المفترض أن تتـ ز وجه بعد ايام معدوده ، الرجل الذي تحبه بكل ما تملك ، و ضعت يـ ديـ ها على قلبها و هي ترى الجنود على باب قصر والدها يطلبون تفتيشه بتهمة أن خطيبته تخبئه ، لو يعلموا فقط أنه كما هرب منهم هرب منها ، كما لم يجدوه هي لم تجده ، رأتهم يفتشون كل ركن ببيتها ، كل زاوية ، استغربت أنهم لم يحفروا أسفل البيت كي يرو أن كانت تدفنه أم لا ، و رغم كل ما تمر به ظلت ثابتة كالجبال بوجه كل تلك الرياح القوية ، ترفع رأسها إلى أعلى كما اعتادت ، تقف تنظر إلى الجنود ببرود تستمد قوتها من يـ د أبيها التي وضعت على كتفها تقربها منه و تحيط بها تشعرها بالأمان- أنت تعلم القوانين سمو الامير تحدث الوزير و هو يقف امام ابيها الذي ظهرت علي وجهه ملامح الحزن و الغضب ليجيبه ابيها بصوت قوي : - سآتي بها بنفسي ، لكن انت لن تكبل ابنتي ، لن تكبلها و تضعها بعربة المجرمين لأني انا وانت نعلم جيدا انه لا دخل لها بالامرتتمسكت هي بملابس ابيها اقوي من حديثه الذي كان يقوله بوجه الوزير دون اي خوف ، تتمسك به كما لو أنه اخر شئ لديها ، لا ، بل هو فعلا اخر شئ لديها همهم الوزير بهدوء ليجيبهم :
- من اجل فقط معرفتي بما يدور ساوفق علي ما تقوله ، و من اجل مكانتك سمو الامير
حينما انهي حديثه اعطاهم ظهره بنية الرحيل و اشار لجنوده ان يتبعوه ، بمجرد خروجه و بمجرد اغلاق الباب خلفه ارتمت داخل احضان ابيها -
انا لم اساعده ابي ، اقسم لك اني لا اعلم مكان لويس
تحدثت بسرعة ليمرر يـ ده علي شعره و هو يهمس لها :
- اعلم صغيرتي اعلم ، لكن القوانين هي التي لا تعلم
كان والدها محق بما تقول , تلك القوانين الذي وضعت كي تستئصل الخيانة من جذورها « من خان يُقـ تل هو وابنائه واحفاده و ز وجاته » كان هذا نص القانون كي لا ينتقم احد ، كي لا تقوم الثورات كي لا تثار الفتن بين الخونة و عائلاتهم ، فان اكتشفت عائلة ان بينهم خائن للملك سيقتلوه اولا قبل العثور عليه خوفا علي أعناقهم , تحدثت بخوف و جــ ــسدها يرتعش بين يـ دي والدها :
- انا لم اتز وجه بعد
الشيئ الوحيد الذي يسيطر عليها حاليا هو الخوف من فكرة اعدا مها لكن والدها قرر ان يقاطع تلك الافكار بقوة كي يزرع بداخلها الأمل :
- لن يحدث لك شئ ماتيا لن اتركهم ، انا الامير و القائد لقوات الجيوش ، لن يحدث أي شئ ل صغيرتي
- اليس لويس اخ ديموس ، لما لا يعفو عنه ابي ، ديموس الملك
تكلمت برجاء وعقلها و قلبها مازالا ينبضان لحبيبها ليبتسم ابيها بحزن علي صغيرته التي لا تعلم بما يحدث و يجيبها :
- ما فعله لا يغتفر
تحدث أبيها و تجهمت ملامح وجهه لذكر ابنته هذا الحديث و الندم يغزوه لموافقته حينما أصرت على الز واج منه
- ما الذي فعله أبي
تحدثت بإصرار ليتجاهل سؤالها مثل ما كان يفعل اثناء تفكيره بعمق لذا هو اكفتي بان يجيبها :
- ارتدي ملابس ثقيلة ، و أنا سأري أن استطعت إخراجك من تلك الزنازين
تكلم و هو يحثها للتحرك بسرعةرغم أنها كانت كالتي تستعد لموتها إلا أن عقلها ما زال معه ، ما الذي فعله جعله خائن ، جعله أخيه يطالب به حيا أو ميتا ، كان هذا الأمر يشغل بالها كثيرا، هي تعلم جيدا أنعلاقة لويس حبيبها ليست جيدا أبدا مع أخيه الملك ، لويس كان دائما يتحدث معها بشيء من القبح على أخيه ربما كان هذا احد العاوميد الذي حملت سقف كرهها للملك ديموس، لويس يعتقد انه هو احق بالحكم، احق بالعرش، كان ابيها يكره الجلوس معه ، تلاحظ انه <ابيها> حتي لا ينظر الي وجه لويس ، بررت هذا بأن ديموس مقرب الي ابيها جدا بل وهو الذي رباه ، كانت تري التناقد بين حديث ابيها و حبيبها عن الملك ، ابيها لم ينكر ان الملك قاسي كثيرا بل و لديه عناد و كبرياء لا يمكن كسرهما ، لكنه كان عادل للغاية كان الجميع يعلم هذا الا انها فقد كانت تمقته لأن لويس < حبيبها > كان يفعل
- سيدتي
افاقت من أفكارها علي نداء احد الخادمات لترفع لها راسها لتسأل ماتيا باحترام حينما لاحظت احمرار وجه احد خدم البيت :
- ماذا بك سيدة لورا
- سأدعو لك صغيرتي ان يرأف بك قلب الملك الواسع
تحدثت المراءة التي كانت طاعنه بالسن ل تبتسم ماتيا علي حديث لورا
- الملك ليس رحيما لورا
كانت كلماتها و صوتها يعاكسان ابتسامتها التي تغزو وجهها , الحديث لم يعجب الخادمه لانها تؤمن بان الملك رحيما للغايه لذا اجابتها :
- بلي هو كذلك صغيرتي، فقط احترميه ، اكتسبيه و ربما قد يعفو عنك بدافع ال ...
كانت تتحدث و هي تمرر يـ د يها بين خصلات شعرها لتجيبها ماتيا :
- لا .... لن يحدث هذا
كانت تتحدث بصدق وهدوء مستسلمة تماما للامر ، ليس للموت بل لأن يتم سجنها ، رغم انها لم تفعل أي شئ لكن السجن افضل من الموت بكثير ، تنهدت و هي تستعد للرحيل ، مررت يـ د يهاعلي احد صور امها التي كانت موضوعه بجوار سريرها ، رفعت الصورة لتنظر لها لعدة ثواني - ساعود همست و هي تقرب الصورة من شـ فتيها كي تطبع قـ بلة عليها و تضعها مرة اخري
❈-❈-❈
لم تجده حينما ذهبت ، كان يجري فَحْصًا لصفوف جيشه مما أدى إلى تغيبه طوال اليوم عن القصر لكن رغم هذا لم ينساها ، أمر بوضعها في أحد غرف القصر لكنها رفضت ، هي ترفض منه اي شئ لدرجة أنها سترفض أي شيء غير نجاتها ، كما أنها مدركة تماما ما يحدث هي أسيرة لا ضيفة ، نعم هي تريد أن تنجو من المقصلة لكن ليس بتلك الطريقة ، تنجو لأنها بريئة لأنها حقا و لأول مرة في حياتها هي لم تفعل شيء
كان الجميع ينظر لها بشيء من الشفقة ، الأميرة الصغيرة ، العروس المنتظرة ، تخطو دخل السجن أمام الحرس ، فتح لها أحد أبواب السجون المؤقتة التي تقع فوق الأرض ، هم بالتأكيد لن يضعها ب زنازين المجرمين ، هي من المفترض أن تكون داخل القصر الملكي لكنهم لم يستطيعوا رفض طلبها وهي تخطو إلى السجن وحدها هم انصاعوا لما تقول ، فتح لها الباب لتدخل و تجلس علي الارض ك من ينتظر مصيره ، لم يمر وقت طويل حتي قلبها بدء ينبض ، سمعت صوت خطوات إقدام ثقيلة تخطو ناحيتها مصيرها يُحدد بواسطة أصحاب الخطوات هؤلاء ، بدأت بالتنفس لتهدأ من نفسها و هي تتمني أن الحبل < قرارتها > الذي تتشبث به قوي ولا يهوي بها إلي الحافة , تحدث صوت قوي لترى مساعد رئيس الحرس الملكي يقف أمامها
- سموك , الذي تفعيله هنا هذا ليس مكانك
- ايزرا
همست بفرح وآمال ترتسم على وجهها ، نصف الجنود، الجنرالات دربهم أبيها ، تعلم من هم و يعلمون جيدا من هي ، ايزرا و لوكا بالذات ، يحترمونها و يقدرونها تلك الصغيرة التي كبرت أمام أعينهم ماتزال صغيرة
- لا تقلقي لن يحدث شيء لعنقك أبيك حافظ عليه
تحدث ايزرا و هو يخرج معطف لا تعلم من أين أحضره و يضعه على الأرض الباردة كي تجلس عليه , لم تستطع ان تمنع تساؤلها بفضول وحاجبين معقودين و هي تقول
- كيف قام بذلك ؟
ليجيبها :
- لا أستطيع أخبارك لكن مهما عرض عليك الملك وافقي
هزت رأسها ب لا عدة مرات و هي تتعلق بيـ د يه بقوة
- أخبرني ايزرا لا تتركني معلقة هكذا أخبرني
كانت تترجاه بطريقة جعلته يتردد للحظة ، للحظة واحدة هو فرق بين شـ فتيه بنية أخبارها لكنه أفاق بسرعة وهو يهز رأسه رافضا كي لا ينصاع معها
- ليس من شأني ، ليس موضعي ، ستمر بضع دقائق و يأتي الجنود كي يأخذك ، ستعلمين كل شيء في وقته المناسب
تحدث وهو ينسحب إلى الوراء كي يذهب سريعا، وضعت يـ د يهاعلى عينيها بيئس زيارته تلك لم تفعل شيء سوى زيادة قلقها أكثر
ما الذي سيطلبه ديموس منها، ما الشيء الذي يصعب على ايزرا النطق به رغم مكانته
❈-❈-❈
بمجرد وصوله تم استدعائها و الذي حقا لم يطيل عليها الغياب فحصه كان سريع لانه لم يريد ان يتأخر عليها ، لم يأخذ الأمر منها سوى بضع ثوان كي تتحرك إليه ، كانت تمشي بخطوات ثابتة تمام ، لم تهتم لأي أحد ، لم تنظر لأي أحد كانت تنظر أمامها برأسه مرفوع لأعلي كما علمها أبيها < الملوك لا ينحنون > و تبا للجميع ، لم يكن يزعجها سوى صوت السلاسل التي كانت تلتف حول معصمها و يمسك بها أحد الجنود ، كانت تستطيع أن تشعر بابتسامة أحد الجنرالات الذين قرروا أن يشرفوا على وضع الأغلال بين يـ د يها بأنفسهم ، اللعين كان ابيه يكره ابيها والكره تولد للابناء، تتذكر وقت ان عرض ابيه انهاء تلك الخلفات بين العائلتين ، وتذكر ايضا كيف اهانه ابيها ، ارتسمت ابتسامه صغيرة وهي تتذكر ما حدث لكن سرعان ما اختفت تلك الابتسامه كل شئ كان يحدث بسرعه يمر عليها بطريقه تجعلها لا تستوعب او تعلم كيف او متي حدث كل هذا ، الاحداث تتسارع بطريقه تجعلها تغمض عينيها كل بضع دقائق وحين تفتحها تري حدث جديد و مكان جديد باشخاص لا تعلم من هم ، اعلان لويس ك خائن ، تفتيش كل بيوت اصدقائه و بيتها بالطبع ، القاء القبض عليها بسرعه ، لم يكن حتي قد مر سوي بضع ساعات علي اعلان خيانة لويس و ها هو الملك يتفحص صفوف جيشه , كأنهم كانوا ينتظرون الأمر بفارغ الصبر ، ترى باب غرفة العرش يقترب أكثر ف أكثر يكبر قبلما أن كانت تراه صغيرا من على بعد
بمجرد أن اقتربت بما فيه الكفاية من ايغون و الذي كان يقف خارج الباب ينتظرها شعرت بالتوتر ، ليس من ايغون نفسه رغم أنها تخشاه مما تسمعه عنه ، لكن هناك من تخشاه و هناك من تفكيرها كله منصب عنده .
استطاعت أن تشعر بغضب ايغون ونظراته للجنود الذي قادوها إلى هنا و تأكدت من الامر حينما تحدث بغضب :
- اعتذر سموك لن يتكرر هذا مرة أخرى
تحدث و هو يخرج مفتاحا من جيبه كي يفك لها قيودها، بمجرد أن سقطت القيود شعرت يـ د يهاتحترق و رئتيها استطاعت تنفس القليل من الهواء مرة أخرى و رغم هذا هي لم تمنع نفسها حيث تساءلت قبل أن يفتح لها السيد ايغون الباب :
- هل ... هل سينفذ الحكم علي سيد ايغون
توقف و تراجع خطوة إلى الخلف كي ينظر لها و يجيبها :
- أتعلمين سموك أنا قائد الحرس الملكي منذ أن تولى الملك الحكم ، من أن جلس علي العرش شاهدته وهو يصنع الكثير من القرارت ، إلى أن أصبح ملك الممالك الخمسة ، أستطيع أن تنبئ بقرار الآن ، هو لن يجعلهم يعلقون رأسك علي جدار القلعة
حديثه لم يريحها ولكنه جعلها تهدأ قليلا
- فقط عليك أن تستمعي إلى حديثه جيدا
تلك الكلمات الأخيرة جعلتها تعقد حجابها باستغراب لما جميعهم غامضين لتلك الدرجة ألا يستطيع أحد منهم أن يتكلم بوضوح دون الغاز ، فتح لها باب القلعه الكبير لتهب رياح قوية تجاهها ، لم تدخل تلك القاعه منذ تتويجه ملكا و بعض المرات القليله بمناسبات و احتفالات ، تذكر جيدا يوم التتويج حينما وضع السيف بين يـ د يه والتاج فوق رأسه ، كان مغمض العينين لكن و بمجرد ان وضع التاج فوق رأسه فتح عينيه ، ونظر إليها، حدق بها لدرجه ان لويس تحرك قليلا ليخبئها خلف ظهره افاقت علي صوت احد معاوني الملك سير جيمس :
- رجاءا تقدمي
بمجرد ان تقدمت بضع خطوات شعرت بالهواء البارد يزداد اكثر ف اكثر ، كأنها كانت تمطر ثلجا داخل تلك القاعه قبل دخولها ، عينيها لم تري غيره ، كان يجلس علي عرشه ، عرش صنع من دروع كل محارب قضي علي كل ملك من قبـ له ، الدروع الملطخه بالدماء والمتسخه، كان العرش ك رمز، رمز ان من يجلس عليه لم يجلس عليه بسهولة ، ان الامر كلفه الكثير من التضحيات انه عانا كثيرا وفقد العديد من الاشياء ربما جزء منه
نظرت إليه...... ديموس ، كانت آخر مرة رأته بها منذ أسبوعين و تسألت
هل تغير في تلك الفترة... ؟!
تساءل عقلها وهي تنظر إلى ملامحه ، ربنا ازداد ضخامة هل ملوك كل الممالك هكذا مثله أم أنه هو مميز ؟
أفاقت علي صوت وزير العدل و هو يتلو نص القانون :
-على الخائن أن
زفرت الهواء بتوتر و هي تصرخ بوجهه :
- أنا أعلم النص ... أنا أعلم لقد تعلمناه جميعا فقط
وضعت ماتيا يـ دها على فمها تكتم صوت أنفاسها العالي و هي تعقد حاجبيها باستغراب، لماذا الآن أصبحت ضعيفة هكذا،
- أين لويس ليدي ماتيا
سألها الملك < ديموس > بصوت قوي يقاطع ردة فعلها التي بنظره مبالغ بها بعض الشيء،
عقلها بدء يتحكم بالأمر، يستوعب ببطء ما يحدث ، تقدمت منه بهدوء وتحدث بصوت مبحوح :
- أرجوك فقط اتركني ، أنا لا أستطيع أن أواجه الموت في النهاية أنا ز وجة أخيك وابنة عمك
هي وجدت نفسها تطلب العفو حينما سألها عن مكان لويس بمجرد دخولها ، هو فقد انتظر خروج الجنود الذين أحضروها إلى هنا ، هي حتى لا تعلم ما الذي فعله خطيبها ليجعل أخيه يعلنه بخائن قبل زفافهم بأيام ، أيام لعينه فقط
- ليس بعد
تحدث وهو يفرك جبينه بهدوء لترفع له رأسها ، أنها قوانين تلك المملكة اللعينة من أخطاء فإن كل من حوله يعاقب ، من ز وجته وأبنائه ، جميعهم يحاسبون لمشاركتهم في تلك الجريمة في التستر عليه ، لكنها حتى لا تعلم ما الذي ارتكبه , هي قررت ان تكمل حديثها رغم انه امتلكت غصه في حلقها ألمتها كلما تحدثت و انفاس حارة تخنقها كلما تكلمت
- أنا حقا لم أفعل أي شيء، أناشدك بكل ما هو غالي لقلبك
و رغم كل هذا لم تري أنه تأثر بعد ، لكن يبدو انها حصلت علي اهتمامه حينما تحرك بجزعه للامام وهو يسند رأسه علي قبضة يـ د يه
- ما الذي تريده ابنة ليام
تحدث و هو يتصنع عدم معرفته بما تريده لكنها رغم هذا اجابته بكل وضوح :
- اعفو عني واتركني اتنفس، كل ما اطالب به هو التنفس
تهكم وجه الوزير وهو يلتفت للملك سريعا ليتحدث :
- سيدي لا يمكن حتي وان لم تكن تعلم بخيـ انة خطيبها للبلاط الملكي القانون يظل القانون
كان صريح لا يقصد أي شئ سوى تنفيذ القانون او هكذا ظنت ماتيا لانه كان عكس هذا تماما
- لكن الملك اخ الخائن ولن ينفذ عليه الحكم
تحدثت بغضب وهي تنظر للوزير تشعر بانها تسرعت قليلا حينما رات نظرة ديموس الساخرة لها و الوزير لم يتركها حينما تحدث بحدة
- هل تتهم الاميرة ماتيا ان الملك خطط لخيانة نفسه وتتويج اخيه ، سيتمرد الناس علي القانون الذي حافظ علينه تلك البلاد لسنوات عديدة
كان الملك يشاهد النقاش الحاد بهدوء دون ان يتدخل تلك الفتاة ترديه ان يعدم معاها، انها ممتعة لن ينكر، لكن هو له رأي اخر تماما هو تراجع الي الوراء بكرسي العرض و فرك ذقنه بهدوء و قال :
- لما لا نجعلها من دمي
لانت ملامح الوزير قليلا حينما فهم ما يرمي اليه الملك لكنها هي لم تفهم ما الذي يرمي اليه الملك , عقدت حاجبيها باستغراب و سالته - ما الذي تعنيه
كانت تتكلم حقا بعدم فهم لترتسم علي وجهه ابتسامة جانبيه
- ساتخذك ز وجة لي
تحدث بصوت تسلل عظامها يجعلها ترتعش بقوة ، شحب وجهها وانسحبت الروح من جــ ــسدها ، هو حتي لم ينتظر منها اجابه ، لم ينتظر منها حديث او اى شئ بل اشار لهم ان يأخذوها هو لم يكن يسالها هو كان يخبرها بما قرر والامر يبدوا انه تم اخذ هذا القرار منذ وقت لا بئس به ، اذا هذا هو الامر الذي لم يجرا احد ان يخبرها به , الذي يجب عليه ان تناقشه و توافق عليه كان الامر كالصعاقه التي اصابتها ، لم تعلم ماذا تفعل الان هل تتخلي عن كل شئ ، عن حب حياتها و ز وجها ، عن عمرها الذي سينهيه هو بالتأكيد ، هو لا يحميها بل يسمح لنفسه ان يستمتع بتعذيبها ببطء < كما تعتقد ماتي ا> لطالما كان دموي ، لم تحتك به منذ وقت طويل للغايه و لم ترغب بأن تحتك به ، كانت تراه دائما يعود من المعارك ممتلئ بدماء اعدائه ، و لويس كان يعلم انها تكره رؤية الدماء لذا هو دائما يعدها بأنهم لن يسكونوا في نفس القصر و انه سيحرص علي ان لا يجعلها تجلس معه في مكان واحد لوقت طويل ، اين وعده الان ، اين كل تلك الاحلام الورديه التي كان هو يرسمها لها ، تركها و رحل حتي لم يكلف نفسه بأخذها معها لكن هو بالتأكيد له أسبابه هكذا كانت تفكر، أعادها الجندي إلى زنزانة مرة أخرى بعد أن نفذ طلبها الذي كلفها أحد مجوهراتها الغالية وهو أن يرسل إلى أبيها رسالة
< أنها ليست بخير وأنها لا تعلم ما الذي عليها فعله >
مر الكثير من الوقت لم تحسبه هي ، تلقت رسالة من أبيها تخبرها أن تظل ساكنة وهو بالفعل استطاع أن يسوي الأمر مع الملك ظلت تجلس هناك اثناء الليلي شديد السودا و رياح شديدة البرودة , ديموس كان بالفعل يعاقبها لانها لم تبقي بالغرفه كما عرض عليها هي اختارت الزنزانه لذا عليها ان تتحمل اختيارتها ، كانت الرياح تعصف بأفكارها كما تعصف بأوراق الشجر التي جلست تشاهد تساقطها من خلف قضبان الزنزانة الضيقة ، لم تملك في تلك الزنزانة سوي المعطف التي اعطاها ايزرا اياه تضعه على الأرض بجوار معطفها هي التي تلتحف به كي تتجنب برودةالمكان ، كانت السلاسل تأبى ترك يـ د يها تتمسك بها هي وتلتصق بالحائط بقوة ،هي ندمت انها لم تبقي بالغرفه التي عرضت عليها في البدايه لكنها لم تعلم انها ستبقي كل هذا الوقت داخل زنزانه القصر، لكن عقلها فكر ان اسجن هنا افضل من سجون المجرمين بكثير
جلست تسند كتفها علي الحائط تنظر الي تلك البقعة التي بدأت تنار بنور الشمس ، و صوت العصافير الذي جعلها تنزعج للغاية و جاءت تلك الفكرة في عقلها ، ربما ان غنت بصوت اعلي من العصافير قد يخفف عنها الامر قليلا ، يخفف عنها بؤسها و حزنها ، لقد كانت جميله حقا ، صلبه بعض الشيئ و قويه تربت علي يـ د ابيها ، كانت عيناها مليئه بالفرح تواجه الظروف و تبتسم رغم كل شيء... إما الآن فهي ليست سوى شيء هش قابل للكسر ، حتى ملامحها الجميلة ذبلت من الحزن أصبحت مملة و استسلمت ، لم تكن تعتقد أن الحياة ستتغلب ع فتاه مثلها يوما لكنها فعلت ، كان صوتها جميل كالحلم الذي تداعبه عذوبة المياه ، صوتها الذي جعل كل من لم يعلم انها هنا يتساءل من هي ،
صوتها يدل علي القدسية (الطهارة) الذي أعطاها الرب إليها بالتأكيد ، هي ليست أحد الخونة ، كانت تغني لدرجة أنها لم تلاحظ أن هناك أحدهم يتقدم نحو زنزانتها ، توقفت عن الغناء فقط حينما تحرك الباب إلى الأمام ، لم تتوقع أحد حاليا فهي تعلم أنه لن يزورها سوي الملك كي يأخذ اختيارها الذي هي تعلم جيدا أنه ليس مهم لكنها ستحارب من اجل نفسها بالتاكيد ، لكن الملك حاليا على حدود المملكة الشمالية حسب ما كان يتحدث عنه الجنود ، هو قرر أن يعلم الجميع أن أي أحد منهم سيساعد الأمير الخائن سيتم قطع أي علاقة بينهم وقد تقوم الحروب ل استرداد الأمير الصغير لويس، مسحت دموعها سريعا من تذكرها كل هذا وهي تستمع إلى صوت حذاء نسائي
- لم أتوقع أن يضمك الملك انتِ الي سريره
تحدثت الاميرة ركين ، زو جته الاولي التي الي الآن لم تتوج ملكة بعد ، هو لم يحبها يوما كما كان يتهامس الجميع ، هو لم يحب أحدا في حياته لكنه يعمل ما في صالح مملكته وشعبه لذا هي ليست الملكة رغم دمائها الملكية لانه وان ارادها ان تكون ملكة كان سيتوجها من اللحظة الاولي ك اميرة رسميا علي الاقل
- لا و لم يكتفي بهذا فقط بل قرر تزو جك رسميا
تحدثت ركين باستنكار و هي تحاول ان تنظر الي وجهها تسرق منه نظرة ، لم تري خطيبة لويس كثيرا رغم انها ابنة عم زو جه ، بنظرها ( ركين ) كانت ماتيا فلاحه وضيعه لكنها محبوبة من الشعب ، يحبونها لذكائها هي لم تكن من اب وام ملكيان فقط ابيها و بالنسبة لغرور ركين هذا لم يكفي
لم يكفي ذكائها و تصرفاتها ، بل لقلبها و بالتأكيد لجمالها الذي يتحاكى به جميع من في البلاط الملكي منذ أن خطبها الأمير لويس
مدت الأميرة ركين أصابعها كي ترفع رأسها ، كانت في غاية الجمال ، ساحرة كوالدتها الأجنبية تماما ، جمالها جعل الصدمة تسكن وجه الأميرة ركين و تعود للخلف خطوة ، خافت ، أن تعاد قصة والدة تلك الفتاة مرة أخرى ، حينما أحبها الأمير و تخلي عن العرش ل أخيه الأصغر منه كي يستطيع التزو ج بسلام و اكتفي فقط بكونه جنرال و أمير، هل قد تفعل تلك الفتاة هذا ب الملك ديموس مرة أخرى ، لا لا بالتأكيد لا ديموس يختلف عن عمه و أبيه ، ديموس لا يتحكم به قلبه و ألا كان أحبها < ركين > منذ زمن
هكذا كانت تتفكر الأميرة ركين و هي تنظر إلى وجهها ، انحناء فكها الذي أعطى و جهها شكل مميز عن الباقي ، بياض بشرتها كأنها قطعه من الثلوج , شعرها من طوله استكان جزء منه على ارضية الزنزانة بسواده الفحمي ، عينيها التي سكنت فيها شُهب السماء ، كل هذا بفتاة واحدة جعل الاميرة تغار، رغم جمالها < ركين > لكن تلك الفتاه بها شئ ما مختلف ، و لم يكفي وجهها ففط بل صوتها ايضا تحدثت الاميرة بنبرة متقززة لم تفت الاخري ولم تعجبها ايضا
- و ما هو لقبك ؟
ماتيا والتي كانت هادئه نهضت هي نهضت و نفضت الاتربة من علي ملابسها رفعت ذقنها بغرور و نظرت للاخري بدونيه و تكبر ثم تحدثت :
- لا يهم حقا المهم اني أميرتك
تبا ألم تكن متكومة على الأرض منذ بضع دقائق فقط ، ألم تكن منكسرة منذ بضع ثواني ، وصيفة ركين لم يعجبها ما قالته لانها تهينها بكل وضوح لذا هي اقتربت منها بنية صفعة لكن ماتيا لم تسمح لها ، ولن تسمح هي أمسكت يـ د ها ودفعتها بعيدا
- كبف تجرئ علي هذا
تحدثت ماتيا بغضب من ما يحدث , رفعت الأميرة ركين حاجبها بسخرية و هي تداعب أقمشة فستانها بين اصابعها<< كي تخفف من غضبها ب , اغمضت عينيها تهدئ من نفسها اكثر و تحدثت
- عزيزتي اعتقد انك لست في وضع يسمح لك بالحديث ها , هنا انا الاميرة , هنا انا من بيـ ده السلطة و انا حقا استطيع ان افعل ما اشاء لذا عليك ان تختاري لقب يليق بموضعك قليلا
لم تهتز ماتيا لحديثها بل بادلتها ابتسامتها الساخرة و قالت :
لقبني بما تشائين ف انت لن تشكلي اي تهديد او فارق لي , هنا انا ابنة الملك الذي لم يجلس علي العرش , و قائد الجيوش , هنا انا الاميرة الصغيرة , انا مدللة القصر بأكمله , انا المفضلة و انت الدخيله .... لا تتحديني فانا ان اصطنعت الهدوء لن يدوم الامر لوقت طويل
كانت في كل كلمها تتحدثها تخطوا خطوة الي الامام لتعود ركين الي الخلف , حديثها يهين الاخري بقوة و يجعلها تشعر بأن لا فائده له ا، و يعيدها لواقعها هي توقعت مدللة صغيرة ستبكي لكن ماتيا تعلم انها ان لم تساعد نفسها لن يساعدها احد ، شدت ركين قبضت يـ د يها بغضب و قالت
- ستندمين انا ساحرص علي جعلك تندمين
تحدثت ركين وهي تد فعها بقوة لتر طم بالحائط و تمسك بالسـ واط المعلق في احد جوانب الغرفة ، كانت تبتسم بشر و هي تقترب منها ، رغم خوف ماتيا لانها لم تجرب ان تجـ لد من قبل الا ان كبريائها منعها من التحرك منعها من ان تغمض عينيها و هي تري اقتراب الاخري منها بوعيد و نيران
رفعت الاميرة يـ ـدها الي اعلي لتجت لدها اول جلـ دة بقوة ، حينما هوي السـ واط عليها كانت تشعر بأن جـ سدها يحترق وجلدها يضيء باللون الاحمر
- هل تعلمتي درسك يا صغيرة
تحدثت الاميرة بغرور لتجيبها ماتيا بابتسامة باردة وهي تخرج انفاسها الحارة من بين شـ ـفتيها
- لا لم افعل معلمتي سيئه
تلك الكلمات لم تغضب الاميرة فقط بل جعلتها تريد ان تحـ رق التي امامها ، التحدي لذي بصوت ماتيا يستفزه ، تريد ان تعـ لق راسها علي ابو اب السـ جن كي لا يتجرء كل من هو بأن يفعل ما فعلته ، بأن يتحدث معها بتلك الطريقة و ينظر لها بتلك النظرات ، رفعت السـ واط مرة اخري كي تنزله عليها ، كانت تريد ان تصيـ ب وجهها لكنها لم تنجح لذا رفعته للمرة الثالثه لكن صوت فتح الباب و شهقات الخدم جعلوها تلتفت باستغراب لم يدم طويلا ،
القت بالسـ واط بيعدا كأنها تبعد التهمة عنها حينما رات الغضب في عيني الوزير نيرو الذي تحدث بغضب و هو يأخذ ما في يـ د ركين:
- الملك قادم ليبقي الجميع علي ما هو عليه
لكن ركين لم ترد ان تنتظر حقا فهي خرقت الكثير من القواعد لذا هي حاولت الخروج و هي تقول :
- انا اشعر بالتعب
كانت تتجه الي الباب لكن الوزير اغلق الباب بقوة جاعلا جـ سدها ينتفض من الصوت و هو يقول :
- بالتأكيد الاميرة ركين تشعر بالتعب، جلـ د زو جة الملك الثانية مرهق للغاية
كانت السخرية في كلماته تجعلها تتردد في الاجابة عليه ، ان كان هناك احد يُخاف منه بعد الملك ديموس فهو نيرو ، المحايد الذي لا يأخذ صف احدهم سوي الملك والحق و لا يوجد ثالث ، الوزير الذي يمقت ركين للغاية و سيفعل أي شئ كي يقطـ ع راسها ، شعرت بظلام و برد حينما فتح الحراس الباب ، كانت هالته قوية للغاية كانت هالته تجـ رح قلبها و تجعلها تتحرك بعدم راحة ، عينيه التي تجوب الزنزانة و تنظر للوجوه بتفحص و بدون ان يسأل حتي ركين اقتربت منه و هي تقول :
- انا لم افعل شئ جلالتك أنها هي من استفزني وأهانتني
كانت تتحدث وهي تقترب تنحني باحترام وتحاول أن تمسك يـ دالملك تترجاه لكنه سحب يـ ده بعنف منها و تكلم بهدوء رغم غضبه :
- هذا لا يعطيك الحق بأن تضعي يـ د يك على ممتلكاتي ركين ، أنت تعلمين أني أكره هذا
اغمض ديموس عينيه بانزعاج من الفوضي و تحدث لمستشاره :
- فك قيدها
لم ينتظر نيرو ان يعيد الملك كلامه وهو ياخذ المفاتيح كي يتقدم منها ، لم تتراجع أو تخف بل مدت يـ د يها له ، تريد أن تتحرر من تلك الأغلال بسرعة ، أغمضت عينيها و هي تستشعر الحرية التي سلبت منها ل ساعاد قليله فقط ، كانت تعلم أن هذا معاد عودته ، كانت تلك شيء من ضمن الاشياء التي سمعتها من الجنود و كان هذا هو السبب الوحيد الذي جعلها تترك ركين تجلدها ، و لو لم يكن سيأتي قريبا كانت لأخذت منها السواط و تأكدت من تقطيع جلدها بنفسها ، بمجرد أن سمعت صوت السلاسل يرتطم بالأرض نهضت بسرعة و هي تبتعد عن الأرض ، لم تكن تفكر في شئ سوي ان تبتعد عن تلك الاغلال لدرجة انها لم تلاحظ وقوفه القريب للغاية منها ، ارتطمت بصـ دره ليرتعش جـ سدها علي ما حدث كانت ستبتعد قليلا لو لم يمسك خصرها و يبقيها في موقعها ،
- ركين.... ضعي الأغلال في يـ د يك
تحدث ديموس بقوة ، كان نيرو سيتحرك كي يكبلها لكن ديموس اعترض قائلا
- دعها تكبل نفسها نيرو
كانت مصدومة بكلامه ، لكنها تعلم أنها إن لم تستمع لكلامه فستشتد قسوة عقابها أكثر لذا هي تقدمت و دموعها تحاول حبسها داخل عينيها ، راقبت ماتيا كل هذا بأعين راضية ، متشفية للغاية لكن الرضي لم يدوم حينما قال الملك
- الزفاف غدا ركين أريدك بأول الصفوف ، كما أني أريد كل من وقف و شاهد الأميرة تجـ لد دون الدفاع عنها أن يجـ لد بقوة إلى أن يتمـ زق
كلماته كانت هادئه للغايه رغم التأثير القوي التي تركته علي الجميع , لم يهتم حقا بمقدار الصدمة التي أحدثها بكلامه ، جملته تلك كانت صادمة ل ماتيا أكثر من ركين ، هي كانت سعيدة للغاية بحكمه عليهم إلى أن استوعبت كلامه جيدا ، هي لم توافق بعد هي لم تتخذ قرارها ، عن أي غد يتحدث ، كانت تمشي بجواره ك الموتى لم تعلم حقا ماذا تفعل
شعرت بقلبها ينكسر بقوة حينما وصلت ل أحد غرف القصر ، تلك الغرفة التي كانت تبقي فيها من أجل انتظار لويس ، هل هو يفعل هذا متعمدا، هل يقصد إذلالها أو إيلامها ، نظرت له بحقد و هو يدفعها بهدوء داخل الغرفة و يدخل معها مغلقا الباب خلفه
لم تنتظر وهي تتحدث بسخط :
- أنا لم أوافق بعد
هو اكتفي بأن يبتسم بجانبيه علي ما قالته و جلس علي احد مقاعد الغرفة و اكتفي بقوله :
- الجنرال ليام فعل
لكنها لم توافق علي ما قالت بل تحدثت بتحدي أكبر :
- ابي بالتاكيد لم يفعل
لم تزل ابتسامته الساخر بل اضاف ايضا ب استخفاف :
- من الغريب ما تقولينه ، رغم أنه وعدني بأنه سيسلمك بنفسه لي
كلماته قاسية كثيرا عليها ، أبيها يعلم بعشقها ل لويس حتى و إن لم يكن يحبذه ، كيف يوافق علي زو اجها من اخيه
- أنا لا أوافق
تحدثت بغصة تخنقها وهي تجاهد نفسها كي لا تبكي , كلماتها تلك جعلت ابتسامته تختفي و البرود يحل محلها و هو يقول :
- رأيك إن لم يكن يدعمني لا يهمني
و رغم أنه كان يتحدث ببرود شديد إلا أن عينيه كانت غاضبة للغاية ، عينيه غاضبة ل ابعد الحدود علي افعالها ، نهض من علي الكرسي بنية الخروج لكنه اقترب منها اولا ، حاولت الابتعاد لكنه امسكها بقوة يمنعها من التحرك , وجهه كان يقابل وجهها لا يفصل بينهم الا مسافة صغيرة تسمح بمرور الهواء , التحدي بيعنيها كان يقابله غضب من عينيه و هو يهمس لها :
-غدا......... ستكونين جاهزة ، غدا ستقفين امام المملكة بأكملها وتقولين نعم اقبل لانك و ان لم تفعلين ......
همس بتلك الكلمات أمام وجهها ، دون حتى أن يكملها هو لم يحتاجأن يخبرها أنه سيحرص على انها ستلقي مصير سئ للغايه
تعلم جيدا أنها كالريح بالنسبة له لا تؤثر ، تركها لتسقط مكانها وسط الغرفة ، لما عليها أن تتحمل كل هذا ، لا تريده ، تخشاه ، ترتعب منه ، صوته يجعل قلبها يخفق بقوة ، وضعت رأسها على فخذيها و إحاطته بذراعيها تنتحب بصوت عالي ، تريده أن يسمعها ليس هو فقط بل الجميع ، ليعلموا أنها لا ترضي بما يحدث ، ليعلموا أنها تكرهه بكل قلبها و جوارحها ، أطلقت صرخة أخرى عالية و هي تشعر بغصة قوية بمنتصف قلبها ، كل هذا التخبط مؤلم على قلب واحد ، ولا يـ د هنا تحتضن فزعها ،
- أبي
همست بمناجاة بين دموعها تريد احتضان أبيها ، لا تريد القصر ، لا تريد الملك لا تريد أي شيء
حينما هدأ بكائها قليلا سمعت صوت طرقات علي الباب لكنها لم تجيب ، تم طرق الباب مرة أخرى لكنها استمرت بالتجاهل تريد ان تجلس وحدها قليلا لكن الصوت المرتعب قاطعها
- سمو الاميرة
تحدث الصوت المرتعب و هو يفتح الباب لترفع رأسها ، كانت فتاة لا بل انسة جميلة رفعت رأسها و هي تنظر لها بمعني ماذا تريدين و قد فهمت الفتاة ما تريده لتتحدث :
- المستشار نيرو يستأذن في الدخول
تحدثت الفتاة بابتسامة ترسمها علي وجهها لكنها لم تتلقي رد من ماتيا نهائيا فقط نظرات غير مبالية جعلت الفتاة ترتبك وهي تفتح الباب اكثر ليدخل الوزير من خلفها
تنحنح نيرو و هو يخطو داخل الغرفة متحدثا :
_ سمو الاميرة ، لقد طلب الملك مني شخصيا ان اشرف علي راحتك
ابتسمت بسخرية عل ما قاله نيرو لكنها اجابته بصوت مبحوح بسبب كثرة صراخها :
- حقا و هل هي من ستريحني ، راحتي في رحيلي
نيروا بدء يشعر بالاختناق ف يبدوا ان ماتيا قررت ان تجعل مهمته صعبة لذا غير نبرته الي حادة
- اذا سيدتي سنغير مهمتها الي ابقاك داخل القصر
و رغم انه كان يتحدث بحدة الا ان حديثه لم يخلوا من الاحترام , تنهد بتعب و هو حقا يحاول ان يحافظ علي اعصابه و هو يتحدث :
- من اخترتها سموك ذات مكانة عالية لدى الجميع ، تفهم بكل ما يحيطها ، أرجو أن تعامليها جيدا حقا
حينما انتهي من كلماته قرر ان يترك الغرفة و بدء بالعودة الي الخلف بنية الخروج لكنه تراجع بتردد وتحدث قبل خروجه :
- لا تؤذي فُلك رجاء ليدي ماتيا
حديثه دون رسمية في آخر كلمات له ربما لفت نظرها قليلا ، هزت رأسها بنعم دون أن تعلق و اعادت دفن رأسها داخل يـ ـديها بتعب غير مهتمة لتلك الفتاة التي تقدمت إلى الأمام تقف داخل الغرفة
❈-❈-❈
الليل كان قصيرا بالنسبة لكل تلك الأحداث الكثيرة ، بمجرد شروق الشمس بدأت الحركة تدب في جميع أنحاء القصر، الجميع يعد لزو اج الملك الثاني والذي كان مفاجئا للجميع ، بل صدام في الحقيقة ، صدم الجميع من جميع نواحيه ، الدعوات بدأت توزع في جميع أنحاء المملكة ، و أرسلت الصقور برسائل الدعوات لملوك و أميرات الممالك الأخرى و خصوصا تلك التي كانت تعاديهم ، ديموس حرص على أن يكون جميع أعدائه قريبون منه ، لم يخرج من غرفته لوقت متأخر في الصباح، يناقش جميع الأمور و يحرص على أن كل شئ بموقعه , كان منهك و رغم هذا اراد ان يطمئن عليها لذا هو همس ل قائد حرسه هامسا له :
- ارسل في طلب احد وصيفاتها
هز ايغون راسه بطاعه و هو يرحل كي ينفذ ما اراده الملك ، لم يمر الكثير من الوقت ، فقط بضع دقائق ، كي يعود و يقف مرة اخري امام ملكه و تحدث بهدوء :
- لم تسمح لي بالدخول جلالتك
و رغم الابتسامة الت كانت علي وجه ايغون الا انا ديموس شعر بوجود شيئ خطاء لذا هو علق باستغراب :
- و لما لم تسمح لك ؟
ايغون تفهم قلق الملك جيدا لذا هو قرر ان يتحدث باستفاضه عما حدث :
-لانها مشغولة ب استعداتها ل الزفاف واخبرتني الوصيفه بانها كانت هادئه للغاية كما انها متعاونه معهم علي عكس ما حذرها منه مستشارك نيرو
رسمت تعبيرات مبهمه علي وجهه و هو يسمع هذا الكلام توقع ان يسمع أنها حاولت الهرب ربما افتعلت أي نوع من المشاكل لكن حينما سأل لن ينكر أنها فاجأته ، كانت تستمع لكل ما يطلب منها ، تنساق وراء ما يريدون
- اعتقد انه من الافضل ان تحصل علي قسط وفير من الراحه سموك اليوم سيكون مرهق بعض الشئي
تحدث نيرو و هو ينهض من علي كرسيه ليوافقه ايغون في الراي قائلا :
- ستقابل العديد من الناس المهمه اليوم و لا يستطيع احد ان يساعدك في هذا غير بعض الوزراء الموثوق بهم
ليهز نيرو راسه و أيـ ده في حديثه :
- واعدادهم تعد علي يـ د واحدة كما ان الامير ليام لن يستطيع حضور الحفل بأكمله
اقتنع ديموس بكلامهم و هو ينهض من علي كرسيه
- الأمر ينطبق عليكم أيضا، ليرتاح كل منك ف اليوم .... سيكون لعنه حقيقية
كان يأمرهم اكثر من ما يخبرهم و يخرج من غرفة الاجتماعات
كان يتحرك بالقصر وحده لا يرافقه سوى ايغون قائد الحرس الملكي ، لطالما كان ايغون أحد رجاله الموثوقين للغاية ، الرجل الذي ألقى جميع ما يمتلكه من رفاهية على الأرض أسفل قدمي ملكه وأقسم أنه سيتخلى علي كل ألقابه، و ورثه من والده ، و التجرد من أي شيء يعيقه عن حراسة ملكه ك الزو اج و الإنجاب ...... ليكرس حياته لحماية ديموس فقط ، الأمر ينطبق على جميع أفراد الحرس الملكي لكن الأمر يختلف للقائد ومساعد القائد.
بمجرد وصوله لباب غرفته الخاصة وجد أحد الخادمات تقف أمامه و التي استطاع أن يتعرف عليها ، أنها أحد وصيفات زو جته الأولى , كا تحدث ايغون وهو يمد يـ ده ليفتح باب لع متجاهلا و جود تلك الخادمة :
- سابقي هنا لاحرص علي الا يزعج احد سموك
لكن ديموس رفض
- لا أرسل باقي الحرس، سأحتاجك في أفضل حلتك اليوم أنت و ايزرا ايضا
تحدث ديموس بنبرة لا تحمل نقاش ليهز ايغون رأسه بموافقة و هو يغلق الأبواب خلف الملك بمجرد إغلاقه للباب بدء بإزالة ملابسه غير مهتم بتلك الدموع التي تذرفها الجالسة علي سريره الملكي ، تبا كم يكره التذمر والبكاء الغير مبرر، ركين تعلم جيدا أنه سيت زو ج يوما ما ، لقد حرص علي ان يخبرها بنفسه في اول ليله لها ، لما كل تلك الدراما و المشاعر المبتذلة راسه كان يؤلمه لانه ظل طوال الليل مستيقظ لذا هو تحدث بانزعاج
- ان كنت ستستمرين بالبكاء والنحيب كمن توفي زو جها في الحرب فأنا لا اريد تعكير مزاجي ركين إلي الخارج
كان يتنهد بملل و يجلس بهدوء علي الكرسي المواجهة النافذة يراقب حركة الخدم خارج القصر و بعض مواطني المملكة يقفون خارج الاسوار .... لتلك الدرجة هم متحمسون ، كان يري الناس في أبهى صورهم لحفل زو اجه ، ركين لم تفهم ما قاله عقلها فقط يخبرها انه من الان حياتها لن تكون بافضل حالاتها لذا هي تحدثت بسخرية وهي تنهض من على السرير
- من الان انت تفضلها
لكنه ابتسم بسخرية و هو يجيبها :
- لطالما كنت أطردك ركين ما الجديد
نظرت بحدة إليه بتلك الإهانة التي تلقتها منه
-اقتربي ركين
تحدث بتنهيدة لتقترب بحذر شديد تعلم جيدا أنه لم يكن يجب عليها النظر إليه بتلك الطريقة ، وقفت أمامه بتردد
- من السيئ أن تفقد زو جتي عينيها
تحدث وهو يمسك وجهها بقوة بكلتا كفيه وأبهمه يضغط علي جفنيها "
- تعلمي الاحترام لأني لا اصبر لي ولا طاقة لي بالألعاب النساء التافهة أنا ملك دولة لا رجل تافهة، أخيك لن يفيدك أن قررت قطع رأسك ، قد أرسلها له لذا عليك احترامي أنا أحذرك وعليك أن تشكري الرب أني فعلت
أنهي كلامه كي يدفعها بقوة بعيدا عنه و قال :
- إلى الخارج
لم تعطيه ردا هي فقط لملمت شتات نفسها وانسحبت من الجناح بهدوء تعلم أن أكثر ما يكرهه تقليل احترامه لكنها تشعر أن تلك الفتاة مصدر للإزعاج والخطر لذا عليها أن تتخلص منها بأي طريقة، لكن ديموس ليس برجل تستطيع اللعب معه ، كما نهى للأسف ابنة أمير ليس مثلها، ابنة غير شرعيه، حتي لو لملك وستظل قيمتها اقل بكثير بالنسبه للاخري
❈-❈-❈
كانت هادئة بطريقة تجعل الخدم ينظر إليها بترقب ، ليست سعيدة لكنها توقفت عن الصراخ من الصباح ، ليس لوقت طويل بالتأكيد لكن الأمر تطلب منها رؤية أبيها يدخل من الباب فقط كي تعود مرة اخري لصراخها وهي تقول له :
- أتمني أن يحترق الملك بنار مثل التي تأكلني
كانت غاضبة للغاية , الدموع تجمعت بعينيها و لم تهتم إلى شهقات لخدامات من حولها علي ما قالت ، لكن فلك أشارت لهن بالصمت ، لم يكن أحد يستطيع أن يقلل من شأن الملك ، لا أحد ابدا
- هل هذا هو الإنقاذ
تحدثت باستنكار و هي تبعد عنها الخدم الذين حاولوا فقط إكمال عملهم ومساعدتها لكنها حقا اكتفت من كل شئ
- لا أستطيع فعل شيء سوى هذا عيشي حزينة لا أهتم لكن عيشي حياة طويلة
تحدث أبيها و هو ينظر بأي اتجاه في الغرفة غير عينيها يـ ـديه تلامس أنفه بتوتر ، يراقب رحيل الخادمات التي انسحبن حينما أشارت لهم فُلك بترك الغرفة معها ، فلك تعلم جيدا أن أيا كان ما ستقوله الأميرة ل أبيها ف لا يجب عليهم سماعه تلك الاهانات و اللعنات لا يجب ان يعلم احد بها
ماتيا لم ترضي بجاوب ابيها حقا , لم يرضيها ابدا هي فقط انتظرت الي ان تم اغلاق الباب لتهمس له بصوت مسموع
- سأموت وأتركك
لم يريد ابيها ان يجيبها لكن تلك الكلمات اصابت قلبه ب ألم لم يحتمله لذا هو اقترب منها بنية احتضانها و هو يقول
- لا صغيرتي لن تفعلي لن تتركيني وحدي
كانت تريد احتضانه هي الاخري لكنها شعرت انه خانها حينما برم هذا الاتفاق من خلف ظهرها لذا هي دفعته بعيدا عنها وابتعدت خطوات بسيطه
الي الخلف
- بل سأفعل، سأفعل لأنك تعلم اني احب لويس و اني لا اوافق علي ما يحدث
همست بآخر كلامها و هي تغلق عينيها بقوة ، فكرة أن أملها الوحيد بأن يوقف أبيها كل ما يحدث تتلاشى من أمامها كلما تحدث أكثر معها الآن حتي اجابته جعلتها تريد ان تبكي بقوة
- لماذا تحبيه بتلك الدرجة ما الذي فعله لك
صرخ أبيها و هي تعلم جيدا كرهه ل ابن أخيه ، تعلم أنه لا يطيقه حتي و انه كالعادة سينحاز الي ديموس دون أن يتردد هي وضعت يـ ـديها علي وجهها تحاول ان تمنع بكائها ان يخرج بصوت عالي ، تنفست بصوت عالي تحاول أن تهدء أكثر لكنها لم تستطع ان تمنع نحيبها حينما قالت :
- انا أخشاه يا أبي أخشاه، الجميع يفعل لست الوحيدة
شعرت بقدميها لا تستطيع ان تحملها اكثر من هذا لذا هي سقطت علي الارض لتتناثر حولها الاقمشه احنت رأسها كي تنزل خصلات شعرها تغطي وجهها ، لقد حاولت حقا ان تمنع شهقاتها من الهروب لكنها لم تستطع اكثر من هذا و لم تستطعون تمنع اهتزاز كتفيها ، اقترب أبيها منها كي يمسك بكلتا يـ ـديها و بقربها اليه ، لم تبعده تلك المرة عنها هي امسكت بيـ ـديه و ترجته رفعت وجهها له و ترجته بكل قوة :
- ارجوك يا أبي أوقف كل هذا ، انا اشعر اني سيئة للغاية أنا أشعر أني عاهرة لا أستطيع أن أكون زو جته وأنا أحب أخيه ، أرجوك يا أبي ، أرجوك
كانت تتمسك به و كأنه آخر حيل نجاة له ا، عينيها تمتلئ بالدموع ، تؤلم قلبه بقوة ، تجعله يشعر بالعجز عن إنقاذها
كادت ان تؤثر به لكنه تذكر كل شيء ، كل شيء مر امامه بسرعة لذا هو نفض يـ ـديها عنه و نهض بهدوء ، اغمض عينيه بألم لما سيفعله الان لكنه مضطر لذا هو تحدث بهدوء شديد و هو يمد يـ ـديه لها كي تمسكها :
- ستشكرينني ، ستفعلين لكن يا ماتيا سأترك لك الاختيار أما الهروب والعيش حرة طليقة وحينها لن تكوني ابنتي التي ربيتها، سيغطي اسمي الوحل من أجل ابنتي التي هربت من زو جها الملك يوم زفافهم بعد أن أنقذها حينما تخلى عنها الكاذب الذي تراه ك أمير علي حصانه الأبيض
رغم انها لم تجيبه الا ان النظرة في عينيها جعلته يشعره بالذنب ، و كلمات اليها جعلت الصوت بداخلها يخبرها أن بعد كل ما فعله ديموس لها فهو لا يستحق ما تفعله الان
أنزلت رأسها و هي لا تريد النظر إليه تشعر بأن ضميرها سيقضي عليها ، مد يـ ـديه كي يمسك بوجهها و يرفعه كي يكمل ابيها كلامه :
- أو تتزو جي ديموس ، و تنقذي حياتك صغيرتي ، لويس تخلي عنك ماتيا بحب أن تُفيقي من الوهم و الوهن الذي انت به ، ديموس هو من قرر إنقاذك عليك أن تكوني شاكرة له بدلا من ان تخذليه هكذا ، عليك أن تعبير عن امتنانك ، سأتركك و انتظر في الخارج مثل باقي الناس أما سأسمع صوت المنادي يعلن عن قدوم الأميرة لزو جها أو عن هربها ، هذا سيكون قرارك ، ها انا ذا اعطيك الفرصة لتتحرري
لم يعطيها فرصة في الرد لأنه فقط نهض من أمامها و خرج من الغرفة بسرعة ، لا يستطيع رؤيتها تتألم ، هو فقط يحترق كلما رآها ، يعلم مدى الخطاء الذي يفعله لكن كلما فكر ب حل يجد أنه سيكون ذريعة لقيام ثورة ، على القانون أن يطبق على الجميع ، و ما جعل الناس يثقون في حكم ملكهم أنه نفذه على اخيه الصغير،
افكاره كانت مشتته للغايه اثناء تحركه في ممرات القصر، يحاول ان يهدء و هو يعلم ان ابنته الصغيرة ستتز وج بتلك الطريقه
دخل الي المكتب الملكي دون طرق علي بابه و كان هذا مشابه قليلا لتصرفات الامير ليام لذا لم يتفاجاء احد حينما راوه بل بالعكس الجميع كان قلقون عليه ف تصرفاته الان غير مضمونه
نادي لوكا بقلق و هو يري وجه الامير :
- سيدي ؟
أراد أن يتقدم تجاهه حينما لم يجيبه لكن الملك ديموس أشار له ان يبقي مكانه و لا يتحرك
- ليام
تحدث تلك المرة ديموس كي يلفت نظر عمه و هو يتقدم منه
- لن تهرب الآن علي الاقل، أنها ابنتي، ستحاول الهرب لاحقا لكنها لن تهرب الآن
تحدث ليام بهدوء سببتها صدمت الاحداث التي يمر بها لكن هذا لم يكن مقصد ديموس حينما تحدث له لذا هو نادي عليه مرة اخري و هو يتقدم من اكثر لكن بحذر :
- ليام
ليجيبه ليام مرة اخري وهو ينظر إليه :
- لن تهرب صغيرتي لن تهرب
تحدث ديموس متجاهلا كلامه :
- انت بخير ؟
هل حقا يسأله هذا الان , لا هو ليس بخير , نظر إليه بلوم و حقد هو لم ينظر ل ابن اخيه هكذا من قبل , كان حاقد لانه استمع اليه منذ سنوات عديده لذا هو يلومه الان , كانت المرة الاول التي يلوم ليام بها ديموس :
- كله بسببك ، لو لم أتركها له لو لم اوافق علي تلك الخطبة السخيفه لكانت اليوم بين أحضاني بعيدا عن كل تلك المشاكل, لم تكن ستجرح هكذا , لم تكن ل تتألم هكذا
تحدث ليام بغضب و هو يدفعه بقوة إلي الخلف و يشير اليه باصبع الاتهامات و هو لم يكتفي بهذا بل اكمل كلامه اكمله بحدة و صوت عالي قريب للصراخ :
- لو لم يكن من نسل اخي لكنت ذبحته قبل ان يتسبب بكل هذا
تحدث ليام وهو يدفع ديموس مرة أخري بغضب إلي الخلف ، تنهد ديموس يحاول ان يهدئ نفسه و هو يرفع يـ ـديه الي حرسه يشير اليهم ان يبقوا مكانهم ، ليام من الأشخاص المقربين له ، المقربين جدا ، ليس عمه فقط ليست دماء فقط التي بينهم ، بل اكثر بكثير ليام هو من ربي ديموس ، ان كان ديموس سيختار بين ابيه وعمه ف الاختيار سكيون ليام دون تفكير , لذا ديموس اراد ان يطمئنه , وضع هو وضع يـ ـديه علي كتفه و تحدث
- ليام لن يحدث لها شئ ، ابنتك ستكون بحمايتي
ليام لم ترضيه تلك الاجابة ابدا , لم ترضه لذا هو اكمل بطريقه قائلا :
- بعد أن ينتهي كل شئ ستحصلون علي ما تريد ابنتي ما ستختاره هي سيحدث و ان كان طلاقا ، ساحرص علي ذلك
تحدث ليام بقوة ليجيبه سيموس يهز رأسه موافقا علي حديثه و الجميع رأي ان علامات الغضب بدأت تظهر علي وجه ملكهم و الان ليس الوقت المناسب لحدوث مشكلة بين الملك و قائد الجيش لذا قرر ايغون التدخل بينهم و هو يشير الي لوكا قائلا :
- لوكا خذه للخارج كي يستريح
حينما خرج ليام لم يمنع ذراع الملك نيروا نفسه من التسأول بصوت عالي :
- ستنفصل عنها حينما ينتهي كل شئ..؟!
و رغم ان نيرو لم يتحدث بأي شئ مضحك الا انه صدع صوت ضحكات ديموس العالي
- كفي سخافة نيرو، ستظل عالقة معي الي الابد انا لن أتركها
كانت نبرته عميقة جعلت ايغون يعقد حاجبيه باستغراب
- و لما لن تتركها
تسأل ايزرا ليجيبه ديموس دون تردد :
- لأنها وبكل بساطة زو جتي
حديثه جعل النظرات تنتقل بين جميع من في الغرفة ، يحاولون فهم ما الذي يحدث ، ما الذي ينوي ديموس علي فعله ، هم يعلمون أن كل هذا من أجل إنقاذ روح الفتاة المسكينة الذي قرروا التضحية بها منذ البداية لكن الطريقة التي يتحدث بها تجعلهم يشككون بالأمر
تجعلهم يظنون أن ل ملكهم نوايا و راغبات أخرى
❈-❈-❈
اغمضت عينيها تتجاهل كل شئ من حولها و هي تقف أمام الباب مترددة بالخروج كثيرا ، تشعر بأنه عليها أن تستدير فقط و ترك كل شيء أغمضت عينيها حينما سمعت صوت طرق علي الباب والدها ، تستطيع أن تشعر به ، هناك رابط بينهم قوي للغاية رابط لا يمكن لأي أحد أن يفهمه بسهولة ابنته الوحيدة , اخري ذكري من زو جته التي تخلي عن كل شئ من اجلها , الحب و الدفئ الذي يملكه ل ابنتها لا يمكن وصفه
و رغم كل الحب الذي تكنه الي والدها الا أن هناك جزء داخلها يلقي اللوم عليه لتلك الزجية فيه ألا ان الجزء الأخر لا يستطيع ألقاء اللوم عليه , لا يستطيع ان يحمل ضغينه تجاهه , لا داعي لشرح الجُزء المُتدمر داخلها لأنها فَقدتهُ
أمسكت بيـ ـديه و ابتسمت بهدوء وعينيها ماتزال مغمضه ، تشعر بقلبها يصعد إلى حلقها ببطء مؤلم ، وخزت قلبها تزداد لكنها فقط تناستها و ابتسمت ، و تشبثت بقوة أكبر ب أبيها تستمد منه قوتها
❈-❈-❈
كل شيء كان جيد للغاية ، كل شيء كان كامل للغاية كان ديموس يقف يراقب الجميع ، يـ ـديه تلامس سيـ فه بين كل لحظة عينيه تجول بين جميع الحضور فُتحت أبواب القاعة على مصراعيها مع بداية الموسيقه الهادئه ، كانت تبدو خاطفة الأنظار كالمعتاد ، لم تنزل رأسها كما تفعل جميع الفتيات بل رفعتها ل أعلى تنظر أمامها بجمود لكل من حولها كأنهم أقل منها ، و رغم رجفة قلبها حينما رأته أمامها إلا أنها حافظت على ثباتها المزيف أمام الجميع و رغم أن أنفاسها انعدمت حينما رأته الا انها رسمت ابتسامة مزيفة علي وجهها ، و رغم أنها كانت بعيدة عنه إلا أنها كلما أخذت خطوة إلى الأمام ، اقتربت إليه كان يري مدى خوفها ، كم كان يبدو مهيبا ، كان يرتدي ملابسه الملكية مع سيفه ، رأتها كثيرا على لويس لكن عليه هي مختلفة ، بألوانها الغامقة و تاجه المزين بالأحجار الكريمة و الذهب و أوسمته الأكثر من خاصة لويس , كل شيء يتعلق به يبدو مرعبا بالنسبة لها ، كان سيرها في تلك القاعة ك مسيرة ثلاث ايام ، كسفر طويل لا ينتهي ، وضعت يـ ـديها علي قلبها حينما أغلق باب القاعة من خلفها ، هم من اوصلها الي تلك المرحلة ، سلبوا طمأنينة قلبها بكل وقاحه
قد تنسي كل شئ لكن هذا الشـ عور الذي نهش بروحها لن تنساه طالما حييت
كُل شيءٍ أصبح يُرعبها لأنه متعلق به ، حتى غلق الباب ، كانت تريد التأخر أكثر في الوصول إليه ، لكنها اقتربت ، و انعدم الهواء من حولها ، و حبست أنفاسها أكثر و أكثر حينما مد يـ ـده إليها ، نظرت إلي يـ ـديه لثانيه قبل ان تهز رأسها بخفة و تضع يـ ـديها داخل يـ ـديه لتبتلعها ، قربها منه كي تقف أمام من سيزو جهم ، رباه كم كانت تتمزق كأن العالم كله استقر فوق رئتيها ، كان الأمر في غاية التعاسة و هي تسمع نذور الزو اج ، كانت تفقد كل شئ تمنته له يوما ، كل شئ يهرب من بين اصابعها الصغيره و ينزلق ، وضعت يـ ـديها الأخري في يـ ـديه حينما أشار لهم الرجل ، لم تعلم لماذا لكن الصوت كان بعيدا للغاية ، كأن عقلها قرر ان ينفصل عن الحاضر لكنه عاد مرة أخري حينما سمعت اخر جملة و اقواها
« اعلنكما الآن زو جا و زو جته إلي ان يفرقكما الموت ، بإمكان سموك تقبيل زو جتك »
نظرت حولها لتري ان الجميع يبتسم بسعادة يحتفل بزو اجهما لم ينتبه أحد لغرقها لأنها كانت تبدو بمظهر الناجي دوما ، أمسك وجهها بين يـ ـديه ، وحده هو من لاحظ ، رأي كيف فاض بعينيها حزنٌ شفيفٌ ، ليبتسم لها بهدوء، لم تعلم لماذا لكن للحظة واحدة الابتسامة جعلتها تستكين و تهدء و تشعر بطيف طمئنينه بسيط ، لكن لم تستمر تلك السكينة حينما لمـ ست شـ فتيه الغليظة نعومة فمها الصغير ، اغمضت عينيها لتهرب دمعة واحدة من بين جفونها ، و ارتجفت بقوة بين ذراعيه القوية ، النعومة التي يتعامل بها معاها جعلتها في حيرة من امرها ، ليبتعد و هو يسند جبينه علي جبينها ، نظر بعينيها ليري دموعها لكنه تجاهلها و همس لها بهدوء و صوت جعلها ترفع رأسها له :
- عدتي الي مرة اخري
نظرت له باستغراب ليبتسم لها و هو يُقـ ــبل عينيها هذه المرة ، لم تعلم لماذا لكنها حبست أنفاسها وعضت شـ ـفتيها ، حينما ابتعد ظنت أنه انتهي لتعود خطوة إلي الوراء لكن يـ ـديه التفت حول خصرها و قربها مرة أخري إليه بقوة يعيد تقبيلها لتتعالي اصوات الاشخاص من فعلته , تلك القُـ ــبلة جعلت قلبها يقرع طبوله بقوة ، كانت تقاوم في بداية الامر الا انها فجأة و دون سبب انهارت كل دفاعاتها حينما ابتعد عنها أمسك يـ ـديها بهدوء قادها تجاه كرسي العرش ، جلست علي كرسي خلفه بقليل، كأنه يحتمي بكرسي الملك، أشار لها بأن تجلس لتفعل بهدوء ، عينيه تراقب كل تحركاتها الهادئه ، ينتظر اللحظه التي ستثور بها ، ينتظر ظهور ماتيا الحقيقية ، الغاضبة ، الثائرة ، التي كانت تصرخ طوال الليل تلعنه و تلعن اليوم الذي ولد فيه ، نظر لها و هي تنظر بشرود في وجه الناس ، كانت شاردة لدرجة أن عقلها كان يغيب عن الواقع من قوة أفكارها و كثرتها ، كانت ماتيا تنتظر ظهور لويس ، أن يظهر بين الحشود كي يوقف الزفاف ، كي يوقف التتويج ، كي يوقف كل شيء و يأخذها ، لكن بقُـ ــبلة ديموس الثانية علمت أن الأوان قد فات ، أنها أصبحت زو جته ، أن لويس تخلى عنها للأبد، تنفست و هي ترفع رأسها و تمسح دمعة شردت من عينيها ، لا بأس ، همست لنفسها كأنها لم تنطفئ ، لا بأس و كأنها لم تخدش لا بأس و كأن شيئاً لم يكُن أغمضت عينيها حينما رأت ايغون رئيس الحرس يعطي التاج ل ديموس ، أغمضت عينيها تتجنب النظر إلى الجميع هي مضطرة أن تبقى متماسكة مهما حاولت الأحداث سلب ثباتها ، وضعت يـ ـد فوق الأخرى كأنها تتماسك لنفسها ، أطلقت تنهيدة استطاع وحده ديموس أن يسمعها و هو يضع التاج فوق رأسها
- أعلنك الآن أميرة إلى حين أن تثبتي استحقاقك لتكوني ملكة أعظم شعوب الأرض
تحدث ديموس بصوت عميق جوهري كان يصرخ داخل قلبها ، فتحت عينيها و هي تسمع صوت التصفيقات والتحيات الناس ينادون باسمها ، كانت حقا محبوبة ، كان الجميع يقدرها ، وقف ديموس بجوارها و يـ ـديه تلتف حول خصـ رها ، اختلست نظرة هادئه إليه ، كان يرفع رأسه بشموخ ينظر أمامه ، لا تعلم أين ينظر بعينيه الثاقبة
- عليك أن تلقي كلمة
همس ديموس و يـ ـديه تضمها إليه أكثر، نظرت إليه بطريقة تذيب الثلوج ، بطريقة تخبره أنها لا تريد ، لا تستطيع ، قدميها لا تستطيع ان تحمله ، تنهد و يـ ـديه تتحرك بطريقة ترسل ذبذبات الأمان إليها و تنهيدة خرجت منه و همس لها :
- أستطيع أن أفعلها بدلا منك
الطريقة التي تحدث بها جعلتها تعقد حاجبيها باستغراب ، أرادت أن تسأله من انت ، اين ديموس ، اين الملك الذي تخشاه ، اين قسوتك التي كنت اراها كل يوم منذ ان اصبحت ملكا ، جانبه هذا يجعلها تشعر بالذنب لما هي مقبـ له علي فعله، تنهدت وهي تهز رأسها ب لا وتتقدم خطوتين إلي الإمام
- إنهياراتي أصبحت متماسكة ، يبدو أني نضجت
كانت هذه بداية حديثها الذي جعلت الجميع يعقد حاجبيه باستغراب ، أكملت حديثها بتنهيدة
- إنّها مسؤليّتي ، أن أجعل أيامنا عظيمة ، ليس لأني ملكة او أميرة ، ليس لأني أملك تاج علي رأسي ، بل لأني من تلك المملكة ، تلك المملكة التي لا تليقّ بها المقارنات إما الاولوية أو آلعدمٌ، سأدعو ان يهوِّن علينا الله ثقل أيام جاءت على غير ما نشتهي، سنعيش ، لن ننجو، بل سنغلب
صمتت لتتعالي تهاليل الناس وسط كل تلك الضوضاء تركها تتحدث ، كانت و بالرغم من صغر سنها الا انها متحدثه رائعه ، تعلم ما الذي تقوله و متي تفعل ما تريد ، جلس علي عرشه بمجرد ان انتهت و هي اتبعت خطاه
- أحسنت
تحدث و هو يراقب الحفل يتحرك حولهم لتجيبه :
- انا عزيزة جداَ على نفسي ، لن اهين نفسي و أبي فقط لأني احقد عليك
حديثها جعله يبتسم باتساع و يلتفت إليها بنظرة لم تفهمها قط ، لطالما كان ديموس كاللغز بالنسبه له ، احجيه لم تحاول فكها ، كانت بكل بساطه تتجنبه ، ابتسمت و هي تتذكر كيف كان لويس يمسك يـ ـديها ويبتسم لها ابتسامته المشرقه يخبرها انه ليس عليها إن تخاف من أخيه، و أنها طالما هي معه ليس عليها الخوف من أي شيء الوقت كان يمر بسرعة و هي شاردة ، رغم نهوض ديموس ليتركها جالسه وحدها و حديثه مع بعض الأشخاص المهمين من بعض الدول المجاورة لهم ، إلا أنها التزمت بالصمت و كرسيها ، كانت عينيها تتصور هيئة لويس في أحد أركان القاعة تصبر نفسها يفعلها هذا ، تشعر بأنها خائنة لعينة ، لكن هو أيضا مُذنب ، هو تركها ، لم يحذرها حتى ، هو أيضا خائن هو تركها تغرق ، اقتربت منها فلك بهدوء و همست بجوار اذنها :
- سموك اعتذر، لكن عليك النهوض ومحاولة الاختلاط بالناس، كي لا تتركي انطباع غير لطيف
هزت ماتيا رأسها ب نعم و هي تعلم أن وصيفتها معها حق بكل كلمة قالتها ، رغم نهوضها و تحركها وسط الجميع إلا أنها لم ترد أن تتحدث مع أحد كانت أن تحدثت مع أحد التزمت بالردود القصيرة ، كما لو أنها تهرب من كل شيء حولها ، ربما لو لم تسمح ل لويس بأن يسرق قلبها لما أصبحت هنا الآن، ربما لو لم تسرق هي قلبه لما أصبحت هنا الآن تبا هل كانت المسألة ذات اتجاه واحد ، و وسط كل تلك المتاهات التي هي لم تلاحظ عيني الآخر < ديموس > و هي تراقبها ، كان يتحدث مع من أمامه وعينيه المتعلقة بها مستغلا الموقع الذي يقف به أبتسم للحظة وهو يلاحظ شـ ـفتيها و عينيها التي تمشط المكان كأنها تبحث عن شئ رغم أنها تائهه إلا أنها كانت تسحر كل من ينظر لها كل من يتحدث معها ترتسم على شفتيه ابتسامه ، كان يحاول ديموس تجنب شرب الخمر طوال اليوم لكنه الآن حقا يحتاج إلى أحد زجاجات نبيذه الفاخر، عينيه ركزت للحظة مع من أمامه ليكمل حديثهم لبضع دقائق ، تغيب عنها بضع دقائق فقط ليجدها بالفعل تكلم أحد الحاضرين و ليس أي أحد ، اختارت أكثرهم بغضا ،
- المعذرة
تحدث مع من كان يقف معهم و هو يقطع حديثه معهم بنية الذهاب إلى زو جته و التي لم تكن تهتم بمن يقف امامها الا انه كان مصر للحديث معها ليلفت نظرها صوت رجولي ، لم يكن ل ديموس فهي تعلم صوته جيدا لذا لفت انتباهها
- تبدين متعبة سمو الأميرة
تحدث بلباقة و طريقة جعلتها تشعر أنهم أصدقاء منذ زمن ولكن هذا لم يعطيها شـ عور بالامن بل انار امامها انذار ان تأخذ حذرها منه لذا هي قالت :
- عذرا من أنت...؟!
تسألت بصدق قبل أن تكمل حديث مع شخص غريب لا تعرفه و هو اجابها بكل هدوء
- أنا ستيفان ملك هوكركس مرحبا عزيزتي
القي التحية بهدوء ، يبدوا ودودا بطريقة تشعرها أنها رأتها من قبل
- أين رفيقتك سيد سيتفان
حاولت أن تجعله يحضر شخصا آخر بدلا من إكمال تلك المحادثة وحدهما لأنها و لسبب ما لم ترتح أبدا لتحدث معه اكثر
- لا ليس لدي للأسف ، كما ترين أنا وحيد تمام
تحدث بابتسامة لتهز رأسها بتفهم و تجيبه :
- اعتذر عن سؤالي
رسمت ابتسامة غريبة على وجه ستيفان لم تستطع أن تفسرها و قبل أن يواصل ما كان يريد قوله سمعت صوت من خلفه :
- يبدو أنك قابلت أخي
كان صوت ركين التي تقترب و هي تقف بجوار ديموس ، المشهد الذي جعلها تستغرب ، كيف لمرأة أن تكون سعيدة هكذا بمناسبة مثل تلك تحدثت ماتيا و هي تصنع مسافة اكبر بينها و بين ستيفان :
- لم اكن اعلم انه اخيك
ابتسم ستيفان بسخرية و هو يجيبها :
- ارجو ان تعاملي اختي بطريقة مناسبة سمو الاميرة
لكن ماتيا لم تمنع نفسها من النظر الي ركين بحقد و هي تجيبه :
-لا اعدك سمو الملك
- و لما هذا
كانت تلك الجملة قادمة من ديموس لتكتشف أنها ملتصقة به ، كان اقترابه سريع و يـ ـديه التي تمسكت بخصرها أسرع تبا متى أصبح بهذا القرب ولما هو هادئ هكذا , نظرت الي عينيه و اجابته :
- أنا لا أتحدث سوى مع أصحاب الخلق فقط سمو الملك
تحدثت و هي لا تستطيع أن تزيل عينيها عن ديموس الذي بادلها نظرات تحذيرية غاضبة وهو يشير برأسه لها كي تتنحنح هي :
- اعتذر لم أقصد
تحدثت وهي تعيد أنظارها إلى ركين و تجبر نفسها علي الابتسام لكن ستيفان لم يمنع نفسه و هو يجيبها :
- و ما هو عذرك كي أقبلاعتذارك
و هو يقرب كأس النبيذ إلى شفتيه
- أني صادقة
تكلمت و هي تبتسم ليبادلها الابتسامة
- تبدو سعيدا للغاية
تحدث ديموس و هو يعيد ماتيا خلفه بطريقة لم تفهم هي مغزاها
اجاب ستيفان ديموس قائلا :
- بالطبع أنا سعيد ، فكما تعلم أنا أحب أجواء الاحتفالات تلك أنها تجعلني أشعر بالسعادة
كلمات ستيفان جعلت ماتيا تنظر إليه باستغراب ، هل هو يسخر أم هو معتوه فقط ؟! سؤال جعلها تنظر له ببلاهه ، لا يبدوا كشخص ستصبح اخته بعد قليل ذات مرتبه ادني مما هي عليها ، و ديموس ايضا يبدو انه لا يحب هذا الرجل لانه حينما استمر الصمت لثواني معدوده هو قال :
- يبدوا ان تلك السعاده لن تدوم كثيرا ، الحفله كادت ان تنتهي
تحدث ديموس و هو ينظر الي ستيفان و ركين الذي نظرت اليه باستغراب و تكلمت :
- لكن لا يزال الوقت مب...
كانت ستقول شيئا ما لو لم يمسك أخيها يـ ـديها و يسحبها بهدوء دون أن يناقش ديموس ، لتعلم ماتيا شيئا ، أنها هي المعتوهة وستيفان هنا و بكل بساطة يخطط لشيء ما شاهدت رحيله باستغراب و هو يقرب أخته إلى و يهمس لها بشيء ما و كانت تشعر بفضول شديد كي تعلم ما الذي همس به لذا هي اكملت مراقبتهم لكن ديموس قاطع فضولها :
- لما كنت تتحدثين معه
تحدث معها بنبرة و لأول مرة تسمعها ، نبرة غاضبة ذات صوت منخفض جعلتها ترتعش و تجيب دون تفكير :
- هو من آتي و تتحدث معي أنا لم أكن أتكلم مع أحد منذ بداية الحفل
تكلمت بدفاع عن نفسها و هي تعود خطوتين إلى الخلف لكنه امسك بذراعها و شدها إليه
- و أنا لم أطلب منك ان تتحدثي مع احد بل تركتك مكانك لم اجبرك عن الحديث ، ماتيا لا اريد رؤيتك تتحدثي معه هو بالذات ، تحت اي ظرف
كان حديث ديومس قاسي جعلها تهز راسها بنعم دون ان تناقشه ، الطريقة التي ارتعشت بها جعلته يتنفس و يغمض عينيه بقوة ، اشار لمستشاره ان ياتي كي يقترب منه نيرو , همس ديموس له :
- انهي الحفلة و ارسل لي ايزرا كي ياتي و ياخذ ماتيا الي الجناح الملكي
هز نيرو راسه بموافقة و سأله :
- هل حدث شئ
تسأل و هو ينقل نظرته بين ديموس و ماتيا ليجيبه ديموس :
- لا لكن قد ضاق خلقي و اريد انهاء كل شئ نيرو
لم يتناقش نيرو فيما يريده الملك ليس للآن علي الاقل ، هز راسه بموافقة دون ان يناقشه اكثر , التف ديموس الي ماتيا موجها حديثه لها :
- ارتاحي بالغرفة و لا تخرجي منها الي ان اتي
تحدث حينما رأي اقتراب ايزرا و وصيفتها الشخصية لتسأله باستغراب :
- اي غرفة سأمكث بها
ليبتسم لها بسخرية :
- و اين ستمكث زو جتي المصون ، باحـ ضان لويس مثلا
هزت راسها بلا وهي لا تستوعب انه حقا يناديها ب زو جته لا بل و يغارأيضا و هو لاحظ نظراتها المستغربة لذا هو اجاب عن تلك النظرات :
- اذهبي وعندما اتي سنتناقش
تحدث و هو يشير الي فلك بأن تقتراب اكثر , أعطاها ظهره بنية الرحيل لكنها أمسكت يـ ـديها و هي تتكلم بصوت ضعيف مهتز:
- لا سنتحدث الآن
نظر ديموس ليـ ـديها التي تمسك كفه لتشعر بكهرباء تسير في جــ ــسها بسبب نظراته تلك و تترك يـ ـديه
- أنا لن أمكث معك بنفس الغرفة
تحدثت بنبرة مهتزة وعينيها تنظر لأي أحد سواه " ماتيا انظري إلي عزيزتي "صوته المراعي جعلها تنظر باستغراب وعقدة بين حاجبيها :
- ستمكثين معي ، بنفس الغرفة على نفس السرير لأنك واللعنة زو جتي، أنت اخترتي هذا إن لم أجبرك ولم يفعل أحدهم كان بإمكانك الرفض والهرب لكنك وافقت
لم يكن هادئ كان حديثه حاد وعينيه غاضبة من كلمها هل تظن أنه سيتركها، لتحلم بلمس النجوم فهذا أقرب لها، اقترب منها خطوة وهو يشير إليها بيـ ـديه متحدثا :
- أنت وقفت أمامي و تليتي النظور أقسمت على أن تكوني زو جة مخلصة إلي أن يفرقنا الموت ، إلي أن يفرقنا الموت ، هل فهمتِ ؟!
كان كلامه واضح للغاية كان يخبرها بكل جحود أنها زو جته، إلي أن يقتلها أو تقتله هي، محت تلك الدمعة الهاربهمن عينيها و هي تهز رأسها بنعم عدة مرات :
- فهمت
همست له كي يتنهد ماسحا وجهه بكفه بعنف اقترب منها خطوة الي الامام و تحدث :
- لما تبكين الآن
نبرته المراعية ستصيبها بالجنون ، لما هو متناقد هكذا متقلب بتلك الدرجة ، حاول أن يقترب منها مرة اخري بهدوء لعله يشعرها ببعض الراحه لكنها فقط انسحبت خطوتين إلي الوراء و قالت :
- عليا الصعود إلي جناحك سمو الملك
لم تنتظر منه أي رد أو نظرة ، هي رحلت بسرعة هربا منه كانت تمشي وخلفها أيزرا رئيس الحرس الملكي و وصيفتها خلفها ، لم ترد ان تنظر إلي اي حد، لم ترد التحدث مع أحد ، كانت تحاول ان تلم شتات نفسها و تقف لأنه « ديموس » لن يرحمها و لم يترك لها اي خيار ، فتح الحرس لها باب الغرفة لتدخل هي و فُلك و يغلق خلفهم ايزرا الباب متاخذا موقعه لحمايتهم جلست علي الكرسي بينما حاولت فُلك التخفيف عنها و رغم هذا الا ان ماتيا لم تستمع لأي من حديث فُلك ، كانت شاردة تفكر في بيتها ، في أبيها الذي لم تلمحه اليوم و لو للحظة واحدة بعد ان قبلها ديموس ، لم يكن موجودا ، تنهدت بحرقة و هي تسترجع ذكرياتها الجميلة مثلما يتذكر السجين رائحة المنزل ، لم تشعر يوما بحزن مثل الآن كأنها تعوض كل السنين التي عاشتها سعيدة هي لا تحزن شهوة في ذلك ، و لكنَّ هي تحزن لأنها لا تملك أجوبة لأسئلتها الكثيرة و لشوقها الكبير كانت تتمني ان تتلاشى من تلك الحياة البائسة هي لديها كل ألحق كي تيأس من حياتها بلا حدود ، هكذا كانت تظن رفعت عينيها ل فُلك تنظر إليها بشرود ، كانت جميلة للغاية ، جميله لدرجة تجعلها تعقد حاجبيها وهي تفكر كيف اصبحت وصيفة او بمعني اخر خادمه ، صوتها ناعم لكن عميق ، حينما تضع يـ ـديها علي احدهم تشعره بالامان ، كأنه ام ، عيني ماتيا رأت الكثير من العلامات البنفسجية ، إذا لديها حبيب فكرت و هي تبتسم ، لديها حبيب كما كان لدي ماتيا حبيب قاطع الصمت صوت ماتيا و هي تقول :
- انا آسفة
تكلمت بهدوء لتنظر لها فُلك باستغراب لكنها لم تجد وقت كي تسألها علي ماذا تعتذر حينما حطمت ماتيا أحد التماثيل الموضوعة بجوارها علي رأس فُلك الدماء بدأت تسيل منها كاد جــ ــسها يرتطم بالأرض لو لم تمسكه ماتيا بسرعه و تضمه إليها كادت ان تذعر و تنهار لكن هذا ليس وقته الان هي أخذت تتكلم في أذن فلك كأنها تسمعها و هي تضعها على الأرض بهدوء :
- انا اسفه ، انا آسفة، أنا آسفة
سمعت صوت ايزرا من خلف الباب يناديها :
- " سمو الأميرة أنت بخير ؟
لتضع يـ ـديها على فمها تكتم شهقاتها
- سمو الأميرة
نادي ايزرا مرة أخرى حينما لم يطلق أي رد لكنها اجابت تلك المرة :
- أنا بخير ايزرا فقط ، تعثرت الطاولة تحدثت بهدوء مصطنع و أنفاسها تتصاعد بسرعة ليجيبها ايزرا :
- احذري سيدتي الصغيرة
تكلم ايزرا لتضع يـ ـديهاعلى قلبها و هي تسمع صوته ، كان مثل أخا لها ، ستشتاق إليه تبا ستشتاق إليه بقوة بدأت بتقطيع طباقات فستانها الكثيرة ، كانت يـ ـديها ترتعش و شهقات بكائها أغمضت عينيها و يـ ـديها لا زالت تقطع طباقات فستانها ، لأنها عاجزة عن التكلم فتبكي تكتم كل شيء بأسنانها التي تعض على شـ ـفتيها ، كانت الغرفة تحتل جميع أنحاء جــ ــسها ، تلك اللحظات لم تكن سوء لحظات مفخخة تنوي تفجيرها ، انتهت من كل شيء لتبعد عنها قصاصات الأقمشة وهي تتجه إلي النافذة ، لتحمد الرب من كل قلبها أن ديموس يعشق الأشجار ذات العروق العريقة لذا فهي تحيط القصر من كل جانب مدت يـ ـديها من النافذة كي تمسك فروع الشجرة أغمضت عينيها كي تندفع بكل قوتها نحوه ، شعرت للحظة أن الهواء يرفعها ثم الأرض تشدها لأسفل بقوة كتمت صراخاتها و هي تتعلق بفروع الشجرة القوية ، تنهدت حينما يكن جــ ــسها و يـ ـديها تمسك بالرفع بقوة، نظرت إلي الأسفل لترى أن المسافة بينها وبين الأرض لاتزال كبيرة، تنفست وهي تمسك بالجذوع كي تتسلق لأسفل المسافة كانت أصغر مع تسلقها أكثر كان كل شيء على ما يرام إلي ان خانها أحد الفروع التي أمسكت يـ ـديها بها كي ترتطم علي الارض بقوة ، لم تصرخ ولم تحدث أي حركة حينما سمعت صوت الجنود ، فقط عينيها كانت تبكي ، أطلقت صوت أنفاسها العالي حينما شعرت بهم يبتعدون ، لم تصبر هي نهضت من مكانها بسرعة رغم الألم جــ ــسها و بدأت في التقدم إلي الإمام ، لم تهتم بتلك الدماء التي سقطت من جروح قدميها ، كانت تارة تسير بسرعة و تاره اخري تسابق الرياح ، تحث قدميها علي الوصول إلي اقصي سرعة يمكن ان تصل إليها غير مهتمه بما سيحدث ، غير عابئه لما سيترتب علي ما فعلته
❈-❈-❈
يجلس بغرفة عرشه تاركا الحفل بصخبها يستمر بالخارج ينتظر مجيء عمه ليام كي يخبره بما علم سند رأسه علي يـ ـديه يفكر في في كل شئ حدث ، تبا هل حقا تزو جها ، ابتسامة رسمت علي شفتيه حينما تذكر قبلتهم و تذكر كيف كانت بين يـ ـديه، تذوق العديد من الاشياء لكنها مختلفه , بكل شيء , كانت هي من يريد و حصوله عليها جعله يضحي بالكثير و الكثير من الأشياء جعله يخاطر كان يعلم جيدا ماذا يعني مجيئها إليه ،يعلم انها الأن في صراع مؤلم للغاية مع نفسها ، لكنه متأكد بنسبه ما....... انها ستهدأ و تضع رأسها علي الوسادة و تعلم سلاما مؤقت مع نفسها ، قرب كوب الخمر من فمه كدا ان يشرب منه لكنه ايه ده مرة أخري عن فمه لا يريد أن يكون مغيبًا الليله ، ليس قبل يكون القصر عن الحركه علي الأقل رغم انه يحتاج الي كوب من النوع الثقيل كي يحتمل حديثها الفارغ الذي يعلم جيدا انه و بمجرد ان يضع قدميه داخل الغرفه ستبدأ بالتحدث به ,قاطع افكاره دخول احدهم ليكتفي ب ابتسامه ترتسم بهدوء علي وجهه
- هل حقا فعلتها ، اين هي زو جة اخي علي ان اهنئها بنفسي
تحدث طويل القامة الذي دخل لتوه ليبتسم ديموس و هو ينهض كي يحتضنه و يجيبه :
- بغرفتها تستريح لكن انت .... انت متي عدت ؟
سأله ديموس كي يبتسم الاخر مجيبا :
- كيف لي ان فوت حفل مثل هذا اخي العزيز
هز ديموس رأسه بسخرية تحدث نيرو بسخرية و هو يربط علي كتف الذي امامه :
- انت بالفعل فوت الحفل ايزس
ليجيبه الاخر :
- تلك الحفل اللاتي بالخارج انا لا اتحدث عن هذا اتحدث عن حفله خاصه من نوع خاص للغايه , لكن لنؤجلها انا متعب للغايه
تحدث ايزس و هو يجلس علي أحد الكراسي كي يستريح قليلا و قد راي ديموس كيف هو متعب من اثار السفر ليتحدث ديموس و هو يشير إلي أحد الخدم الموجودين كي يضع له بعض من المشروبات :
- لم يطلب منك أحد ان تعمل كسفير للبلاد أخبرتك اني احتاجك لإدارة الشؤون الداخلية لكن انت و عقلك اليابس
- حينما أجد شئ اجمل من العالم الذي أسفر إليه سابقي و أقبل بالوظيفة الذي تعرضها
تحدث و هو يتقدم إلي الإمام بمجلسه علي الكرسي ، كان ايزس أحد أصدقاء ديموس المقربين تماما مثل نيرو ، ربما هم الوحيدين بإضافة الي عدد قليل بالكاد يعد علي اصابع اليـ د الواحده هم من يستطيعون التحدث معه باريحيه تحكمهم صداقه قوية ، بحكم الحروب الذي خاضوها سويا ، بحكم كل شئ بينهم
نيرو و ايزس لم يتوقفا عن مضايقة بعضهما بينما اكتفي ديموس بمشاهداتهم و علي وجهه ابتسامة ساخرة كان يسند ذقنه علي يـ ـديه لم يرد ان يتدخل أراد أن يتركهم هكذا إلي ان يبداء العراك الفعلي لينهيه هو ككل مرة, الاحاديث الساخرة و العديد من اكواب المشروبات حولهم جعلت صوتهم يعلو اكثر ف اكثر و مع هدوء الجو حولهم بسبب انتهاء الحقله فعليا اصبح لهم الحريه بفعل ما يشائون ، لكن كان صوت الأبواق هي من جعلهم يتوقفون عن عبثهم ، وقف ديموس بسرعه و عينيه تنظر الي حركة الجنود المنظمة و حركه الخدم المبعثرة ،
- ما الذي يحدث
سأل ديموس الحارس الذي قاطعهم بدخوله المفاجأ عليهم ليجيبه :
- أرسلني القائد ايزرا كي أنبئ سموك ، الأميرة هربت ، أصابت الوصيفه و قفزت من النافذة
كلامه كان كالسيوف المارقة تخترقه بحدة هو توقع ان تستقر الان , تحدث نيرو الي الحارس :
- أخرج كلاب الصيـ ـد
لكن ديموس اعترض :
- ما الذي تقوله ؟
تحدث ايزس علي معترضا علي كلاب الصيـ ـد الذي ينوي اطلاقها ل إصـ طياد زو جة الاخر ، لكن نظرة ديموس جعلته يعود إلي الخلف خطوة بحذر ، كانت نظرة تشتعل بنار تحرق اي أحد يجرئ علي الحديث هو صرخ بهم بقوة :
- جهز الاحصنة ، سأذهب مع الحرس للبحث عنها ، انشرو الفرق بالغابات
صوته كان عالي يهز أركان القاعة ، هذه هي ماتيا التي يعرفها ، المتمردة ظهرت بسرعه
❈-❈-❈
أفاقت علي مياه ترش علي وجهها ، كانت الرؤيا غير واضحه ، ضبابيه مع صوت أحدهم ياتي من بعيد ، وضعت يـ ـديها علي رأسها لتلمس شيئا لزجا أصوات عديده و شـ عورها بيـ ـد بارده تصفع وجنتها برفق و صوت يسألها :
- فُلك من فعل لك هذا ، اين زو جة الملك
الرؤيه بدأت تضح أكثر كان هذا ايزرا المستمر في محاولة افاقتها بسرعة
همست بضعف ويـ ـديها تتشبث بكتفه كي تحاول النهوض :
- الأميرة هي من فعلت هذا
لم يمنع ايزرا نفسه و هويهمس بينما يساعدها علي الجلوس و يضع بيـ ـدها كوب من الماء :
- سنشنق جميعا
- ما الذي تأمر به سيدي
تحدث احد الجنود ليجيبه الاخر :
- انشر الجنود حول القصر و لا تجعل اي شخص يشعر بشئ سننتظر امر الملك
تحدث ايزرا و هو ينهض من مكانه , تبا الملك سيغضب ...... كثيرا وسيعاقبهم عقاب شديد الحرس يمسكون مصابيح من حوله ، جميعهم يمتطون احصنتهم عدا ايغون و ايزس، حظها السيئ جعلها تهرب بوجود ايزس ، أفضل من يستطيع تتبعها حتي ولو كانت السماء حالكه مثل الآن ، كان ديموس يراقب ايزس الذي بدء بتسلق تلك الشجرة التي ساعدتها علي الهرب , انفاسه عاليه و الحرارة تحيط به تكاد تخنقه , لم تمر سوي بضع دقائق حتي و قفز كي ينزل باتزان و في يـ ـديه قطعة من الأقمشة امتطي حصانه الذي كان يستقر بجوار الملك و مد يـ ـديه إليه بقطعت القماش تلك و قال :
- من الواضح أنها لها لأنه ثوب من الحرير ... لونه ابيض
تحدث ايزس لينظر له ديموس و يأكد ما قال بكلمتين فقط :
- انه فستانها
اعاد انظاره إلي تلك القطعه التي تلطخت بالدماء , تحدث ايزس مرة أخري قائلا :
- لقد جرحت نفسها لن تستطيع التقدم بسرعه
لكن يبدوا ان ديموس لا يسمعه هو فقط ألقي بقطعة القماش للكلب الذي يقف بجواره ثم أشار للحارس بأن يقودهم و أمرهم بحدة :
- لا تفلتو الكلاب من أيـ ـديكم
بدأت الكلاب بالنباح دليل علي انها التقط رائحه و تبدوا قوية ايضا , الاحصنة تتسابق بسرعه الرياح كانت قوية و اليله تبدو ذات طقس سئ .
كلما تقدمت الاحصنة كلما أدرك ديموس اكثر ان الكلاب لا حاجة لها ، أثار الدماء كانت واضحه تحت ضوء القمر الأبيض
صرخ أيزرا و هو يحث حصانه علي الإسراع كي يصل اليه :
- جلالة الملك هذا ليس طريق هروب ، نحن نتجه إلي المنحدر الصخري في اتجاه المجمع العظيم
تحدث وهو يشير إلي الطريق الذي يتوغلون فيه ليهمس ديموس ب اعين هائمة في المحيط الذي امامه
- المحيط
, نظر ديموس امامه بجمود و غضب عينيه تنظر الي الطريق المنبسط امامهم , أمرهم بحدة و هو يعلم جيدا ما يفعل :
- ليبقي الجميع هنا سأذهب وحدي
صرخ بهم و هو يتقدم الجميع لا يسمح ل أحد بأن يناقشه ، فَسرالأمر بطريقة تعجزه عن إصلاحه ، اصبح إصلاحه أشبه بوضع ضمادات جروح فوق صـ در ثقبته الرماح ، لكنه " ديموس " يجهل شئ ما ، أي صـ در خرقته تلك الرماح ،صـ در ها ام صـ در ه هو ، ظن أنها ستهرب , ستسعي لتركه بكل ما اوتيت من قوة , لكن هو كان يظن انها ستتركه هو لا الجميع ، يدعو من كل قلبه ان ما يدور برأسه مجرد خيال لعين .... خيال سيتلاشي ، هو حقا اُبتلى بالتأخير في أشد ما يتمناه قلبك, انتظر و انتظر حتي انه شاهدها تذهب الي غيره ، الي ان حصل عليها اليوم ، لا يمكنها الذهاب بتلك الطريقة ، لا يمكنها أخذ كل شئ و الرحيل هكذا ، لم يصلح ديموس يوما ان يقف علي ارض مشتركة بين الامور ، إمّا عمقاً يستحيل علي أي احد نسيانه ، أو لا شيء تماماً . ................. كانت تستطيع ان تري المنحدر الصخري رغم دموعها الكثيرة ، ان تسمع صوت غضب الأمواج و تصارعها ، كانت تحمِل نفسها و نفسها لمّ تعُد تقوى إحتمالاً اخر ، و رغم كل هذا الا ان كل ما هُدم بداخلها بدء الهواء البارد يلطفه قليلا و كأن الهواء لم يمر عليها من قبل ،أغمضت عينيها بقوة و فتحتها ، رأت طيف أحدهم يملك قلبها بقوة ، لم تتحكم في دموع عينيها و هي تتمني ان يكون لويس هنا حقا ، الخدش إلي أحدثه كان عميق لدرجة انهً أكل نصف قلبها و أكثر ، قدميها بدأت تتردد في التقدم إلي الإمام وضعت يـ ـديها علي قلبها و أغمضت عينيها و بدأت تتقدم ببطء ، تشعر ان الورق يمر حولها ببطء شديد كأنها تعيش ايام في يوم واحد فقط ، صوت صهيل حصان جعلها تفتح عينيها و تنظر خلفها
- لا لا ، لا
صرخت و هي تتقدم إلي الإمام باسرع ما يمكنها ، لا ليس هو ، لا تريده ، هي تفعل كل هذا كي تهرب منه سمعته يصرخ باسمها بقوة ليهتز كيانها بقوة من صوته
- ماتيا
كان يستطيع أن يراها تتقدم من الحافه تنظر خلفها مرة و امامها مرة
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أنابيل، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية