-->

رواية جديدة فاتنة والهوى لأميرة أحمد - الفصل 10

قراءة رواية فاتنة والهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية فاتنة والهوى

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أميرة أحمد


الفصل العاشر 


أخذتها الحياة لمنعطف أخر غير الذى أرادته و تمنته منذ صغرها، تخلت عن أحلامها كل ما أرادته لم تناله قط 

لما الحياة صعبه هكذا حتى تتحطم حياتها و أحلامها؟! 

لماذا تُعاقب هى على شئ لم ترتكبه قط، ما ذنبها أن الحياة قاسيه 

ما ذنبها أن تعاقب هى على فعله أخيها؟ 

ليت الزمن يعود للماضى و أن توقف جميع ما حدث و لا تقبل بأن تكون مجرد كبش فداء صغير لأخيها... بل لعائلتها 


تحركت بخطوات مرتجفه خائفه وهى تلتفت حولها فى كل مكان لا تريد أن يلمحها أحد و لو دقيقه، أتت لهنا حتى تفعل شئ بسيط و ترحل سريعا لا تريد أن تلتقى بأحد 


نظرت خلفها عندما سمعت أقدام خلفها فأختفت سريعا حتى تحرك الرجل بعيدا فخرجت من مكانها و هى تدخل إلى الباب  سريعا 


صعدت إلى أعلى حيث غرفه مكتب بدر وهى 

تتجه نحو خزانته التى تعلم رقم سرها جيدا و قامت بفتحها على الفور و هى تخرج منهم ألاوراق التى تبحث عنها 


حملت ألاوراق على المكتب وهى تبحث عن تلك ألاوراق التى تريدها و تعلمها جيدا حتى وجدتها فزفرت براحه وهى تعود كل شىء مكانه و أغلقت الخزانه جيدا..


لمحت طيف صغير من ذكرياتها معه 


بعد كتب كتابهم لفترة صغيرة كانت ما تزال لا تعرف بدر ولا تعرف عنه اى شىء سوى أنه يغضب سريعا و بارد فى حياته، وقتها تتذكر جيدا حاول كثيرا أن يعرفها عليه حتى تعتاد عليها أكثر ولم ترفض هى 

كان قلبها يريد دوما أن يثبت العكس و أن هذا الشخص غير الذي تتخيله دوما 


دخلت خلفه غرفه مكتبه الخاص و الذى لا يدخله أحد سواة كما أراد وهى تقول 


" مقولتش يا بدر عايزنى ليه؟" 


أبتسم وهو يتجه إليها يقبلها على وجهتها برقه و قال 


" عايز أعرفك رقم السر بتاع الخزنه" 


رمقته بأستغراب شديد لما يقول وهى تقول 


" ليه يا بدر كدة.. مش فاهمه " 


بدر بهدوء " يا حبيبتى دى حاجه عاديه و عايزك تعرفيه" 


فتون بتوتر " بس فيها كل شغلك و عشان كدة مينفعش أعرفه" 


بدر بضيق" هو فى فرق بينى و بينك يا فتون؟ ما أنتى مراتى و حبيبتى و كل حياتى و سرى هو سرك.." 


حاولت أن توقفه و أن لا تعرف هذا الرمز هى خائفه حقا لا تعرف لماذا لكنها خائفه و بشدة 


لكنه منعها وهو يخبرها به 


خرجت من ذاكرتها و هى تبتسم بشماته 

هو من أصر على معرفتها بالرمز، هو من أراد هذا 

منذ يومان كانت تقسم أنها لن تفعل اى شئ من هذا الرمز 


لكن اليوم غير غدا غير اى يوما لذا ستفعل اى شئ حتى تهلكه مثلما أهلكها 


حملت تلك ألاوراق و هى تضعها داخل ملابسها و قالت قبل أن تتحرك للخارج 


" أنت إللى أدتنى سبب يوديك ورا الشمس يا بدر و أنا مش هقصر أنه يوديك" 


❈-❈-❈

الغرفه يملأها الظلام 


روحها تنسحب بالبطئ و كأنها ترى شبحا مخيف للغايه 


فُتح باب غرفتها و دخلت وهى تنظر لها بشر شديد ستقضى عليها و لن تتركها 


حملت فى يديها السكين الحاد وهى تتجه إليها، ملست بها على وجهها ببطئ و هى تقول بصوت مخيف 


" مش هتصحى يا أمل؟ يلا أصحى و خدى جزائك" 


ضاقت أنفاسها و بهت وجهها وهى تفتح عينيها بفزع تنظر لفتون إلتى تمسك بيديها السكين و تنظر لها بشر 


فرجعت للخلف وهى تقول بخوف 


" فتون أنتى عايزة اى...؟" 


رمقتها فتون بشر وهى تتجه ناحيتها و تقول بشر 


" جايه أخد جزاتى منك.." 


أمل برعب" جزاة اى ؟ أنا معملتش فيكى حاجه " 


هزت فتون رأسها بنفى وهى تنظر إليها بشر 


و قالت" أنتى زيك زيي أبنك أنتم ألاتنين أذيتونى كنتى شيفاة وهو حابسنى و معذبنى و متكلمتيش"


و بحرقه " بسببك أنتى أبنى ماتو و عشان كدة هحرق قلب أبنك عليكى "


و لم تدعها تستوعب اى شىء مما قالته عندما ضربتها بالسكين فى بطنها بقوة و صوت صراخ أمل يعلو معها 


فتحت عيونها سريعا وهى تصرخ بأسم فتون و أن تبتعد عنها و تتلمس مكان الجرح بخوف 


لكنها لم تجد شئ نظرت حولها بخوف شديد و هى تيقن أن كل هذا ليس سوى مجرد كابوس مرعب أرهقها 


أستعاذت من الله وهى تحمد ربها أن هذا حلم 

و ظلت مكانها بخوف شديد أن يتحول هذا الحلم لحقيقه و أن تقضى عليها فتون مثلما أرادت 


❈-❈-❈


دخل مع الشاويش إلى غرفه الظابط 

و ما لبث أن صُدم بشدة و هو ينظر للجالس أمامه 


وهو يقول " أنت؟" 


نظر لوالدة الذى يجلس أمامه وهو يضع رجل فوق ألاخرى و ينظر له نظرات لم يفهمها اى غاضبه أو سخريه لا يدرى 


حرك والدة عينيه إلى الظابط وهو يقول 


" ممكن تسبنى معاة لوحدى شويه؟" 


أومئ الظابط وهو يقول ببرود 

" عشر دقائق مش أكتر " 


ثم أشار العسكرى بألانصراف فغادر وهو خلفه و أغلق الباب عليهم 


أقترب بدر من والدة وهو يقول بتوتر لأول مرة منذ وجودة هنا 


" بابا حضرتك رجعت أمتى؟" 


رمقه فايز بشراسه وهو يقف أمامه ثم قال 


" أخرس متقوليش يا بابا.. عجبك الفضيحه إللى حصلت بسببك دى؟ فضيحه العيله كلها هتنهار بسببك " 


بدر بتوتر " يا بابا أنا " 


قاطعه فايز الذى أمسكه بعنف من ملابسه وهو يقول 


" قولتلك أخرس مسمعلكش صوت 

كنت فاكر أنى مخلف راجل يعتمد عليه يبقى سند لأمه و أخته بعد موت حسن بس طلعت غلطان و أنه واحد أهبل هيضيع سمعه العيله كلها بسبب طيشه و غضبه إللى بدون مبرر" 


قاطعه بدر الذى قال بعصبيه" خرجت من أذنى لأول مرة و لمى عتبتها كانت زيي الفرس إللى أنطلق و ما بقاش فيه اى قيد عليه ما أستحملتش و ضربتها" 


رمقه فايز من أعلى لأسفل بحقارة شديدة 


وهو يقول " تعرف كنت فكرك كبرت عشان كدة مكنتش بمد أيدى عليك بس شكلى غلطت و أنك محتاج تتربى بجد " 


و لم يترك له الفرصه وهو يصفعه على وجهه بقسوة و هو يكمل 


" فيها اى لمى تخرج ما أنت سنين حابسها و محدش كان بيتكلم و منعك! بس ازاى أنت أتعودت أن إللى عايزة بتعمله و داا كله طلع علينا ف الاخر " 


و أخرج سيجارة من جيبه وهو يشعلها و بدأ فى التدخين و قال 


" تعرف لو عليه أسيبك مرمى هنا زيي الكلب بس مش عشانك.. عشان أسم العيله مش أكتر "


و بأمر " إللى أقولك عليه تنفذة عشان نخلص من الفضيحه إللى وقعتنا فيها دى "


❈-❈-❈


فى صباح يوم جديد 


لم تنم منذ أمس تجلس مكانها وهى تنهار فى بكاء شديد كلما تذكرت حديث مصعب و أنه سيغير كله ما فعله بالماضي


ماذا يعنى هل سيطلقها؟ بعد كل الحب الشديد الذى بينهم سيتركها ببساطه حتى يصلح خطأ الماضى؟ لكن ما ذنبها هى فيما أرتكتب؟ 


لقد عشقته هذا خطأها الوحيد ؟ أم أن سعادتهم نهايتها هنا فهو لأول مرة بحياتهم يصرخ عليها هكذا 


خرجت من شرودها وهى تنظر له و هو يخرج من المرحاض و بيديه منشفته 


نظر له و قال ببرود " لو خلصتى عياط أنزلى حضريلى فطار"


نظرت له قليلا و قالت بخفوت 


" أنت معاك حق فى كل كلمه قولتها يا مصعب بس أنا ذنبى اى؟ ذنبى اى فى إللى حصل لفتون؟" 


و بخفوت أكثر " أنت عارف أنا بحبها قد اى و بعتبرها أختى و أكتر اى ذنبى؟ ليه تاخدنى بذنب بدر؟! " 


كان ينظر له و قلبه يحرقه من الداخل وهو يستمع لنبرته تلك و التى تظهر كم أوجعها حديثه بل حطمها، ود لو يجذبها من يديها و يضمها بشدة و أن يخبرها أن كل ما قاله ليس سوى حديث أبله يريد أخراج غضبه به و ليس أكثر 


لكنه لا يستطيع أن يقول هذا ليس ألان 


نظر لها وهو يقول " خلصتى؟ أنزلى حضريلى الفطار " 


ما زالت لا تصدق أن هذا زوجها الذى كان لا يطيق اى شئ عليها، و كان لا يحب أن يزعجها أبدا 

من كان يداوى جروحها لو أزعجها أحد هو نفسه من يزعجها ألان؟ 


أومئت بهدوء وهى تقف و قالت 


" حاضر يا مصعب هعملك إللى أنت عايزة و هسكت و هخليك تعمل إللى أنت عايزة عارف ليه؟ لان حقك.. حقك تتعصب و تثور لأن إللى حصل لفتون مش قليل" 


و نظرت له وهى تقف و أكملت 


" و أنا هستحمل زيي ما أنت ياما أستحملتنى بس أياك يا مصعب تشيلنى ذنبها لأن داا مش ذنبى أياك مش هسامحك على داا " 


و أختفت عن نظرة وهى تنزل إلى ألاسفل تجهز له ما أراد 


جلس مصعب خلفها بتعب شديد مما يحدث لكن لا ينكر أن حديث زوجته قد أعجبه و بشدة 


❈-❈-❈

رجعت سريعا إلى غرفتها فى المشفى و هى تحمد ربها أن لم يراها أحد هنا او هناك و إلا كانت ستصعب مهمتها 


تذكرت عندما سمعت صوت صراخ أمل بأسمها وهى على وشك الخروج من المنزل فأبتسمت وهى تقول 


" يظهر أنى الشبح إللى بيسكن أحلامك النهاردة يا أمل.. يلا أهو أخد شويه من حقى" 


أبتسمت وهى تعدل جلستها على السرير و تقسم أنها ستدع الجميع يدفع ذنب ما فعله بها بدر..


دخلت والدتها إليها سريعا وهى تضمها داخل حضنها بعمق شديد كأنها لم ترأها منذ سنوات، رفعت فتون يديها وهى تضمها بهدوء و أنتظرت أن تخبرها بأى شىء لكنها لم تفعل كأنها لم تكن سوى أن تضمها فقط 


أخرجتها والدتها من حضنها و هى تمسح دموعها من على خدها و قالت 


" يلا عشان نمشى من هنا" 


أومئت فتون و هى تقول 


" جهزى الشنط يا ماما و أنا هستنى مصعب لمى يجى عايزاة.." 


لم تستطيع زينب أن تصمت أكثر من ذلك و هى تقول


" عايزاة ليه؟ أنتى تعبانه؟ محتاجه حاجه ؟" 


أبتسمت فتون لقلق والدتها الواضح عليها وهى تقترب منها تمسك يديها بحب شديد مثلما كانت تفعل و جذبتها للسرير 

بجانبها 


و قالت بهدوء 


" عارفه أنى أتغيرت معاكى يا ماما بس أنتى متعرفيش أنا شوفت اى أو عيشت ازاى بسبب قراركم، ولا أتعذب أزاى و يوم ما كان حلمى هيتحقق أتحطم بسبب بدر و بسببى " 


رمقتها والدتها بنظرة كأنها تستفسر عن سبب حديثها فأكملت بتنهيدة وهى تقول 


" صعب عليا أعترف بداا بس دى الحقيقه أنا لو مكنتش خرجت من ورا بدر مكنش أتعصب و أبنى مات، أينعم داا مش مبرر لكل إللى عمله بس سبب" 


قاطعتها زينب التى قالت سريعا 


" فتون أنتى بتقولى اى؟ أنتى بتدى لنفسك مبرر ليه ؟ أنتى عايزة ترجعى لبدر ؟" 


❈-❈-❈


إذا كان النسيان سهل لكان الجميع فعل 


نزل إلى ألاسفل وهو يحمل أبنه الصغير يقبلها من وجهته الممتلئه بحب شديد وهو يتطلع له 


لطالما كان هذا الولد نسخه مصغرة من حب حياته جوهرة، و دوما ما كان بذكرى بأنه لم يعشق سواها بحياته كلها و لن يفعل 


نظر لها وهى تقول " أنا جهزت الفطور هات الولد عشان تفطر " 


نظر لها بقلق قليلا وهو يعلم أن ما سيقوله سيزعجها لكنه مجبر على هذا 


نظر لها و قال " جوهرة أسمعينى بعد إللى حصل بين بدر و فتون أنتى لازم تقررى.." 


جوهرة بعدم فهم " أقرر اى؟" 


مصعب بخوف عليها " أنك تفضلى هنا ولا تروحى بيت أهلك.. و مش هعمل زيي بدر و أمنعك تشوفيهم لو وافقتى تفضلى هنا بس موقتا مش أكتر" 


هل تحطم قلبها لفتات ألان؟ بعد حديثه هذا ؟ و بهت وجهها بشدة من حديثه الذى يبدو أنه سيحملها ذنب كل ما حدث 


أنزل طفله و كان على وشك التحرك لكنها أوقفته وهى تقول بدموع 


" ماشى يا مصعب و أنا أخترت خلاص " 


وقف مكانه ساكن يريد أن يستمع لأجابتها و خائف أن تكون قد أختارت عائلتها لكن خالفت توقعاته عندما قالت 


" موافقه أنى أفضل هنا و أستحملك يا مصعب هستحمل.." 


أرتسمت بسمه واسعه على شفتيه لا يصدق أنه قد سمعها منها و ثم تحرك سريعا إلى الخارج قبل أن يضعف و يخبرها بكل الخطه..


لم تتحمل جوهرة أكثر وهى تنهار مكانها بالبكاء و تكسر كل ما تراة أمامها لا تستوعب ما يحدث لحياتها بعدما كانت تحيا فى نعيم قد تحولت للجحيم


❈-❈-❈


تحدث الظابط ببرود و هو بقول 


" ممكن نطلع بدر بكفاله زيي ما انت عايز ..." 


أرتمست بسمه واسعه على شفتى فايز وهو يسرع و يخرج دفتر الشيكات من بنطاله وهو يقول 


" أنت بس قول الرقم إللى أنت عايزة و أعتبرة حصل" 


أبتسم الظابط بأستهزاء شديد له و لما ما يقول لكنه قرر أن يلاعبه حتى ألاخر وهو يقول 


" و ماله المطلوب ٥ آلاف جنيه" 


فايز سريعا " و عشانك و عشان أنت مساعدنا لأخر لحظه يبقى عشر الاف جنيه ولا محتاج أكتر؟" 


الظابط بأستهزاء " لا هما خمسه بس دلوقتى و بعدين نشوف حسابى أنا" 


أومئ فايز وهو خائف قليلا من نظرات الظابط المريبه له لكنه حاول ألا يهتم يكفى أن يخرج بأبنه من هنا 


وقع الشيك وهو يعطيه له و قال 


" كدة بدر هيخرج من هنا أمتى" 


أزال الظابط قناع الموافقه الذى كان يوافق به على كل ما يقوله فايز و رسم الجديه و الغضب وهو يقول 


" و مين قال أنه هيخرج؟ " 


و بتذكر وهو يرى صدمه فايز " ااة قصدك لأنه هيطلع بضمان من قضيه أعتدائه على زوجته و قتله لأبنه؟" 


و بخبث" بس أحب أطمنك أن القضيه التانيه مستحيل يطلع منها" 


فايز بصدمه وهو يشعر أنه قد أصاب بالشلل 


" قضيه اى؟" 


وقف الظابط وهو يقول ببسمه واسعه " هو أنا مقولتلكش أن أبنك مرفوع عليه قضيه تجارة مخدرات و أثبات ب ألاوراق و الدلائل الكامله؟" 


و نظر الظابط له وهو يفجر أخر مفاجأة إليه " داا غير الرشوة إللى حضرتك عرضتها عليه يعنى السجن للأبن و أبوة" 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أميرة احمد من رواية فاتنة والهوى، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة