-->

رواية جديدة فاتنة والهوى لأميرة أحمد - الفصل 9

 

قراءة رواية فاتنة والهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية فاتنة والهوى

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 
الكاتبة أميرة أحمد

الفصل التاسع



فتحت جفونها و هى تنظر حولها بتشتت الوجع يملأ سائر جسدها وجهها الذى يؤلمها بشدة من كثرة ضرب بدر لها حتى تشعر أنه قد كسر بسبب عنفه معها، و الكدمات التى تملأ وجهها دليل على هذا 

لكن لم يكن هذا هو الوجع فقط 

فهذا الوجع لا يماثل تألمها و صراخ قلبها بفقدان أبنها الوحيد التى تمنته طويلا 


كانت تتمنى ولداً حتى مع عذابها من بدر ، حتى و هى تدرك جيدا أن حياتها مع بدر خاطئه 

و هى تدرك أنه ليس الزوج المناسب لها حتى بعد مرور تلك السنوات، لكنها على تقدر على أخذ تلك الخطوة أن تتحرر بها منه 


و كيف تأخذها و كان الجميع عارض رفضها منذ البدايه!! 


أين الجميع! هل الذى قدموها بيعه لبدر حتى ينهوا هذا الثأر ؟ 


أبتسمت بسخريه فظه و هى تحدث مع نفسها ألم تنسى بعد كل هذا! عيب عليك يا فتون و الف عيب ألم تنسى!؟ 


هزت رأسها بسخريه و كيف تنسى 

هل يمكن الميت أن ينسى كيف قتل؟ بالتأكيد لا و زواجها من بدر كان أشبه بالموت.. الموت البطئ 


لو كانوا قتلوها عقاب لموت حسن لكانت رضيت على الحال بدلا من زواجها منه 


فعن اى عائله تتحدث ألان و كيف سيقفوا بجانبها!! سيرفضوا طلاقها سيعدوها لبدر.. لنفس العذاب الذى لم ينتهى، نفس الحبسه و الوحدة و إذا رفضت هذا و خرجت سيضربها مرة أخرى و لكن تلك المرة لن تخسر جنينها الذى كان يبلغ شهران و نصف لا من المحتمل أن تفقد حياتها هى 


و عند تذكر طفلها أنهمرت بالبكاء الشديد و هى تحتضن بطنها بقوة كانت حامل و لكنها لم تشعر! 


شهران و نصف و بداخلها الحلم التى طالما تمنته لكنها لم تشعر به، لم تشعر بوجودة 

لم تحادثه مثلما تمنت، لم تحتضنه و تخبرة عن ألاشياء التى تعشقها!! 


كان هناك روح بداخلها لكن روحها هى لم تعلم!؟ 


ألهذة الدرجه هى فاقدة الشعور كى لا تشعر بوجود أبنها؟ 


أنهمرت بالبكاء و دموعها تنزل على وجهتها بكثرة و هى تتذكر عندما أرتمت على ألارض غارقه بالدماء التى كانت دماء طفلها 

الذى مات دون أن تراة...


" لكن بماذا ستفيد الدموع!! هل ستوقف النيران التى تشتعل بداخلها و تريد حرق الجميع و أن لا تترك أحد!! لن يوقفها أحد سوى عندما تأخذ ثارها من الجميع "


الجميع بلا أستسلام حتى أهلها التى لم يرحموها و ألقوا بها فى تلك الزيجه ستنتقم منهم إيضا 


مسحت دموعها بيديها و هى تستمع صوت دق الباب نظرت له 


و قالت بدون روح  " أدخل"


دخل الطبيب و خلفه الظابط الذى أندهش بشدة من الكدمات و الخدوش التى تملأ وجهها مقارنه بجسدها الصغير الذى لا يحتمل كل هذا 


نظر لها و ليديها التى تعلق بها المحلول و وجهها البهتان أدرك جيدا كم عانت تلك المرأة.. 


نظر لها الطبيب و قال 


" أزيك النهاردة يا فتون.." 


و كما هى بدون أن ترفع نظرها له قالت 


" الحمدلله بخير " 


أومئ الطبيب وهو يجلس و أشار للظابط أن يجلس بجانبه فجلس 


فقال الطبيب 

" الظابط جاى معايه عشان ياخد أقوالك عن الحادثه" 


قاطعه الظابط الذى قال 


" مدام فتون حضرتك عارفه أكيد أنا ليه هنا و مع ذلك هقولك 

أنا هنا عشان أطمن حضرتك و أقولك قولى إللى حصل و متخفيش محدش هيقرب منك..." 


و بهدوء " ممكن أعرف اى إللى حصل؟" 


دار أمام أعين فتون كل ما عشته منذ بدايه ذلك الزواج حتى أمس كل شىء رأته فى عينيها لثوانى 


ثم رفعت عينيها الظابط و قالت بدون حياة 


" بدر الشيمى أبن عمى ضربنى اوى لمجرد خناقه عاديه بينا و هو عارف أنى حامل و النتيجه كان موت أبنى بسببه" 


كذبت!! نعم كذبت 

بألاساس لا يهم إذا كذبت أو لا 

لأنها ستفعل كل شئ حتى تخلص منه و من زواجه 


بل ستفعل هذا تكرارا حتى تطمئن أنها قد تخلصت من ذلك السجن 


أومئ الظابط الذى قال بتفهم 


" هناخد ألاجراءات اللازمه مع بدر 

ممكن تمضيلنى ع المحضر؟ " 


هزت رأسها بهدوء و هى تمسك القلم و توقع على حديثها 

الذى تعلم جيدا أنه سيحرق جميع من  المشفى بأكملها ألان 


لكن لا يهم فليحترقوا مرة مثلما أحترقت كثيرا..


❈-❈-❈


خرج الطبيب و خلفه الظابط من غرفه فتون 


وقف الجميع ينظرون الطبيب 

باهتمام لفتون 


ماعدا أمل الذى كان قلبها يأكلها خوفا على أبنها 

خائفه أن تكون فتون أخبرتهم الحقيقه التى سترمى أبنها خلف القضبان 


نظر الطبيب إلى أهل فتون أولا ثم قال 


" مدام فتون بقت كويسه خالص و فاقت " 


حمد الجميع ربه و زينب التى حضنت مصعب و هى تحمد ربها أن أبنتها بخير 


نظروا للظابط الذى تقدم لبدر و قال 


" أستاذ بدر أتفضل معايه" 


يبدو أن ما خافت منه أمل قد حصل بالفعل


أسرعت تقف أمام أبنها تحميه و هى تقول للظابط بخوف 


" فى ااييي.." 

" عايز تاخدة معاك على فين، هو معملش حاجه " 


كان صدمه بدر لم تقل عن صدمه والدته لم يتصور أبدا أن تعترف فتون عليه أو تقول شئ قد يدينه لا لا يصدق 


أبعدها الظابط وهو يقول 


" هنشوف هنشوف "'


و نظر لبدر و قال 


" أتفضل معايه يا أستاذ بدر.." 


أومئ بدر بهدوء كمن فقد الحياة و تحرك معه لا يشعر بشئ ولا بصراخ والدته به 


يكفيه قلبه الذى تحطم ألان على يد حبيبته...


❈-❈-❈


مازالت ترفض مقابله الجميع والدتها أخيها كل شىء 


حتى أمل التى جنت و هى تصرخ بها كى تدخل لتنفى ما قالته و تخرج أبنها من الحبس لكنها لم تهتم بل ظلت جالسه مكانها تحتضن بطنها كأنها تحتضن طفلها الذى فقدته بسببه و بسبب عاداتهم و تقاليدهم البغيضه 

.تلك التقاليد التى أودت بحياتها سابقا و أمس كانت حياة أبنها..


دق الباب فزفرت بغضب و هى تظن أن أحد يريد أن يراها مرة أخرى و هى ترفض ذلك كل مرة 


فقالت بغضب" قولت مش عايزة أشوف حد " 


لكن ذلك الطارق لم يهتم وهو يفتح الباب و يدخل 


دخل مصعب الذى يبدو على وجهه التعب الشديد وهو ينظر لها و لهيئتها بحزن شديد لما أوصلها به 


فزعت فتون عندما رأته أمامها و خافت بشدة منه و أن يجبرها على التنازل عن حق بدر 


لكن تحطمت تلك التخيلات عندما تقرب و جلس بجانبها على السرير 


ثم سريعا جذبها لحضنه و قال ببكاء يمزق القلب 


" سامحينى يا فتون.. سامحينى يا حبيبتى أنا السبب فى كل داا 

أنا السبب فى كل إللى حصلك لو مكنتش سلبى و فكرت فى نفسى بس مكنش زمان داا حالك، مكنش حصلك كل داا بسببى" 


ضمها بشدة لداخل حضنه و قال ببكاء 


" حقك عليه سامحينى" 


رفعت فتون يديها تلقائى و أحتضنت أخيها الذى لم تحتضنه منذ أعوام 


حقا تقسم قد أشتاقت له بشدة


و لكن عندما تذكرت كل ما عاشته و ما كان بسببه أبتعدت عنه سريعا 


و قالت ببكاء مثله


" أسامحك؟ طب قولى أسامحك ازاى يا مصعب؟ أسامحك ازاى و كل إللى حصلى بسببك أنت و بسبب أنانيتك" 


هزت رأسها بإيماء و قالت ببكاء 


" لو مكنتش فضلت نفسك و جوهرة عليا مكنتش عشت كل داا، مكنش بسببك مات أبنى 

مكنش زمانى متجوزة بدر مكنش كل داا حصلى" 


نظر لها و قال ببكاء 


" عندك حق كنت أنانى أوى و مفكرتش غير فى نفسى بس كل داا هيتغير أوعدك " 


فتون بدموع" هيتغير!! بعد اى يا مصعب" 


أسرع وهو يمسك يديها و قال بوعد 


" لسه فى وقت يا فتون أوعدك أننا هنعدى كل داا و أعملك كل إللى أنتى عايزة " 


هزت رأسها بنفى ترفض حديثها الذى يقوله 


تخبر قلبها أنه مستحيل أن يساعدها، مستحيل أن يفضلها على زوجته الذى ضحى بها سابقا من أجلها 


مستحيل أن يقف بجانبها مستحيل 


نظرت له و قالت 


" لو عايزنى أسامحك بجد تبقى ساعدنى أن أخلص من كل داا " 


هز رأسه سريعا وهو يقول 


" أوعدك" 


لم تصدق فتون ما سمعته و أسرعت تحتضن أخيها الذى أفقدته منذ زمن لكن اليوم قد عاد و سيقف بجانبها بعد ألان..


كل فعل لأبد أن يكون له رد فعل 


هم أذوها بشدة و حبسوها كان الجميع يرى ما يحدث لها و لم يتحدث أحد أو يأخذ أى موقف 


لكن هى ستأخد ألان، ستسترد حقها من كل من أذاها



❈-❈-❈


رحل جميع من بالمشفى ذهبت أمل خلف أبنها إلى السجن فهى لم تحتمل أن تبقى بجانب فتون التى إذا كانت مسكتها كانت ستقتلها بيدها 


و مصعب الذى رحل إلى بيته عندما تأخر الوقت 


و لم يتبقى سوى زينب التى تجلس بالخارج فمازالت فتون ترفض مقابلتها...


ترجل مصعب من سيارته وهو يدخل إلى داخل بيته 


أسرعت جوهرة إليه عندما رأته و هى تقول بقلق 


" مصعب الحمدلله أنك جيت كنت هموت من القلق على فتون هى أخبارها اى دلوقتى!؟" 


رمقها مصعب بنظرة عابرة وهو يتحرك إلى أعلى بهدوء ولم يجيبها 


نظرت جوهرة فى أثرة بصدمه و كانت تسرع خلفه و هى تمسك يدة و 


تقول بخوف 


" فى اى يا مصعب بكلمك.. فتون حصلها حاجه؟" 


تحرك أعلى بهدوء فصعدت خلفه و هى تقول 


بفقدان صبر" فى اى يا مصعب خضتنى" 


نظر لها مصعب و هنا لم يحتمل و كان ينفجر فى وجهها و يقول 


" فى ايييي؟ عايزة تعرفى اى إللى حصل لفتون؟ 

أبنها مااات سامعه؟ 


و بصراخ " ماااات" 


نظرت له جوهرة بصدمه متى حملت فتون حتى تسقطت!؟ 


نظرت له بصدمه و هى تقول 


" هى فتون كانت حامل! و أمتى سقطت.. مصعب أنا مش فاهمه حاجه " 


نظر لها بغضب و أنفجر أمامها و قال 


" يوم ما مات عرفت بوجودة تخيلى! ألابن إللى كانت بتستناة مات قبل ما تعرف بوجودة" 


و بصراخ " و عايزة تعرفى مين إللى قتله؟ هو أخوكى " 


كانت تستمع وهى لا تصدق ما يقوله 


قالت بعدم تصديق " مصعب بدر بيحب فتون و مستحيل يأذيها" 


لا لم يتحمل عندما سمعها تقول هذا 


جذبها من يديها بقسوة و قال 


" بيحبها!؟ مين قالك أنه بيحبها 

و أنتى تفتكرى أن حب بدر زيي حبى فهيحافظ عليكى و يصونك! 

بس لا حب بدر مميت دمر فتون و قتل أبنه.. و ياريته وقف على كدة بس " 


كانت ترتجف عندما جذب يديها بقسوة و صوت صراخها الذى كان يملأ البيت بأكمله 


و هو يقول بصراخ 


" كنتى فاكرة أنه هيحافظ عليها زيي مانا عملت؟"


و بسخريه " و هستغرب ليه كلنا فكرنا كدة بس نسينا أنه أبن**** و ابن ستين كلب مستحيل يصون مراته " 


أبعدت يديه التى تجذبها بقسوة له و هى تقول 


" مصعب أنت بتقول اى" 


نظر داخل عينيها و قال بقسوة 


" بقول الحقيقه و أنى غلطت زمان لمى ضحيت بأختى عشانك بس معلش كل داا هيتغير" 


و بتصميم" لازم يتغير" 


و تركها دون أن ينتظر ردها وهو يسرع إلى الحمام 


بينما بقت جوهرة واقفه مكانها و ما لبثت أن أنهارت على ألارض و هى تبكى بشدة و 

حديثه يتردد كالسنفونيه داخل أذنها 


و أنه قد أخطا بزواجه منه ماذا يقصد بأن كل ذلك سيتغير هل سيتخلى عنها؟ 


لكن ما ذنبها هى!!!!؟ 


أنهارت بالبكاء و هى تشعر أن عالمها كله سينهار بعدما ظنت أنها نجت ستهزم ألان....


❈-❈-❈


منذ ساعتان عندما جذبه الظابط إلى السجن وهو يجلس فى الحجز مكانه لم يتحرك 


مازال قلبه لا يصدق أن فتون قد أعترفت عليها و أتهمته بكل شئ 


مازال قلبه يخبرها أنها تحبه و لن تفعل هذا، مازال لديه يقين أن هناك شىء أخر 


لكن عقله هو ألاخر يكذب كل ذلك و يخبرة إذا لم تكن فتون سبب مجيئه إلى هنا فلماذا أتى! 


وهو الذى يجلس منذ ساعتان مكانه لم يهتم به أحد أو يستجوبه!؟ 


أغمض عينيه عندما فتح باب الزنزانه و دخل النور إلى الداخل 


ثم رفع بصرة عندما سمع الشاويش يقول 


" بدر الشيمى" 


بدون أن يرفع عينيه لأعلى قال 


" أفندم" 


الشاويش" تعالى كلم الظابط " 


وقف بدر وهو يتجه معه إلى غرفه الظابط ليرى ما يريدة 


تحرك مع الشاويش إلى غرفه الظابط ثم فتح الباب و هنا صُدم بشدة 


و قال " أنت ؟!" 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أميرة احمد من رواية فاتنة والهوى، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة