-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 25

 قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل الخامس والعشرون

❈-❈-❈


كانت تقف أمامه هي على بعد أمتار تنظر له بصدمة، لا تعرف كيف ترد عليه؟ ماذا يعني لما هي هنا؟ ماذا يعني بنظرة عينه الرافضة لوجودها وكانها تتطفل عليه!!


 اليست هنا من أجل العمل هي لم تقترب منه من قبل، تعلم  انها لن تستطيع أن تحاول كسر ذلك الحاجز في تلك الأيام الماضية، ولكنها لم تنظر في عينه بل نقلت عينها لتنظر الى كفه، الساكن بين يد أن*ثي اخرى غيرها، تجلس قريبة منه وكأنه يعلن نفيها عن قلبه وروحه، وكانه يعلن انها لم يعد لها تلك السلطة عليه، لم تقوى على الرد..


 لذا اكتفت بأن تنقل عينها عن ي*ده بأعجوبة لتنظر إلى أمير الذي قال:


_ تأخرتي بس مش مهم، لسه هنبدأ.


 نقلت نظرها بين أمير وأحمد وهي تحاول ان تتمالك نفسها، ان تسير بثقة لا وجود  لها، وخاصة أمام من لا يعرفها منهم، وهي تقول:

_ جاية يا أمير اكيد مش وصلت لحد هنا عشان امشي. 


نهض من مكانه وسحب لها المقعد لتجلس، بينما هي تنقل عينها من وجه أحمد إلى كفه، ثم إلى تلك التي تقوم بتمسيدها بطريقة علمية، لتدرك شيئا لم تكن تدركه، لون بشرته  مختلف يبدو انه مصاب ولكن منذ متى يسمح لأحدهن بأن تفعل ذلك ازدردت لعابها وهي تقول:


_ أيه  ده يا  امير


  وأكملت بصوت يشبه الهمس


_ انت اتصلت بي ليه؟! 


 أمير: شغل! 


 سهام: انت شايف كده؟! 


 امير: انا شايف انها مش هتيجي غير كده، بعد اللي حصل في ابلعي اي حاجه يقولها دلوقتي، أو يعملها لأن انت جاية شغل.. 


التفت لتنظر لها ولكنه شعر بصدمة من ما رآه في عينها، كانها تفور بحمم لا قبل لهم بها، وهي تهمسه بش*فتيها دون صوت: 


_ عاجبك اللي بيعمله.. 


أبتسم لها وهو يقول: كف أي* ده فيها شرح ورفض انه يجبرها


 ازدردت لعابها وهي تدرك أنها السبب الأساسي في ألمه ولكنه يبدو ثابت راسخ، وكأنه لا يهتم بوجودها، وكأن قلبه لا يتراقص بطريقة مختلفة فقط لان الهواء اختلف حينما حضرت..


 بدأ الاجتماع برتابة واجه للجميع الكلام و استثناها هي، وكأنه يعاقبها على البعد بطريقة أخرى بلا مبالاة وكانها لا وجود لها 


رغم احساسه القوي بقربها منه بدا العمل، اخذت تحرك أصابعها بالرشاقة على الجهاز الكامن أمامها..


 فكأنها هي الأخرى تدرك ان كل كلمة قد تقولها الآن قد تعني الكثير، رغم أنه ينظر إلى جهاز آخر الا أن كل ما تفعله يصل الى جهاز اللاب توب خاصته، ورغم إدراكه لتمكنها لمعرفته الأكيدة بأنها تفعل ما لا يفعله غيرها، في هذا المجال وانها هنا بطلب من أمير..


 إلا أنه لم يلتفت لها ولا بكلمة واحدة بينما ترك يده تسترخي هي دي تلك الطبيبة الشابة التي لا زالت مستمرة في التدليك.. 


وكان ما تفعله شيء عادي، وكأنها لا تصب النار على قلب سهام، وتجعل بركين الغضب تشتعل بداخلها..


 ورغم انه يدرك انها تنتفض مكانها ترتجف من الداخل، وتدعي ثبات لا تشعر به من الأساس، إلا أنها قالت: 


سهام: كده تمام يا أمير


 نظرت لها احدهن منقولة من فرع آخر، لا تعرف مكانتها جيدا ولكنها تدرك أنها تعمل بسرعة رهيبة وكان الدنيا تركض خلفها..

 

جايدا:  برفكت 


أمير: رائع يا نبعة


 ابتسمت  وهي تكمل ما تفعله، وكأن بسمتها تواري خلفها وجع وألم، الا انها رفعت أصابعها عن ما تفعل وتراجعت في مقعدها. 


أمير: تعبتي 


سهام: لا 


نظر الى ما تنظر له، ان الجهاز يحمل معلومات غاية في الدقة والخطورة، نهضت من مقعدها وهي تقول:


_ تابع على ما أرجع


 أمير: تمام يا نبعة 


 أم هي تحركت إلى الحمام، وقفت لتغسل وجهها بالماء البارد علها تهدأ هنا أخذت قرار لن ترجع فيه، لن تعامل على أنها لا وجود لها، لن تقبل منه ذلك.. 


 حتى لو خرج قلبها من مكانه، ورغم أنها تدرك انه غاضب إلا أنها تدرك انها لن تتحمل، كانت ان تخرج من الحمام ولكنها انتبهت لعطره الخاص، امسكت الزجاجة لتضعها في حقيبتها  وهي تعيد ترتيب نفسها وتهم أن تخرج على صوت أمير الذي ينادي عليها 


أمير: نبغة.. 


سهام: جاية 


 كانت لازالت واقفة الا انها تحرك اصابعها بخفة ومرونة على الازرار، وما ان انتهت حتى قالت: 


_كده خلاص ولا في حاجه ثانية


 أمير: هتمشي؟! 


سهام:  أيوا. 


أتاها الرد منه  بمزيج من الحد والغضب  وهو يقول: 


أحمد: على اساس انك شغالة في طابونة، بتيجي بمزاجك وتمشي بمزاجك.. 

كأنت تنظر له بابتسامة تواري خلفها وجع، وكان هذا ردها الوحيد..


 أحمد: لما اكلمك تردي 


سهام: اكيد طبعا سيادتك لما تكلمني هرد، بس اعتقد انا جاي لشغل معين وانتهى، وزي ما سيادتك عارف انا ماليش مواعيد ثابتة

احمد: ليه وراكي أيه ؟! 


سهام:  حاليا ما مش ورايا  حاجة! 


رفع حاجبه ينظر لها وكأنه يريد في هذا اللحظة أن يكون بمفردهما، ولكن وقتها لا يدري ان كان سوف يضمها بين ذراعيه، ام يحركها بع*نف.. 


لكنه قال: يبقى كملي شغلك، واحضري الأجتماع 


 ورد الوحيد الذي حصل عليه أنها نقلت نظرها، بينه وبين ي ديه الكامنة في ي د تلك الطبيبة الشابة وهي تهز رأسها، وكأنها تقول سوف يجمع الحساب و رده كان أن يبتسم من نظرة الغيرة المحملة  بالتهديد في عينها، ولكنه قال:


_ ممكن تركزي في شغلك، انت هنا عشان الشغل بس.


ضحكت بصوت مرتفع مما جعله ينظر لها بحدة ولكنها قالت: 


 سهام: طبعا يا احمد بيه، انا هنا عشان الشغل وبس.


❈-❈-❈


 من يعرف علاقتهم يحاول ان يتمالك نفسه، حتى لا تفلت ضحكة منه يكون عقابها عسير..


 أما هناك في بيت امها كانت تجلس بقلق على ابنتها تدرك ان احمد. لن يتهاون ويسعى لتصليح الأمر. 


وقف رحيم امامها ينظر لها باستفسار وكأنه لا يريد. أن يسأل ولكن ما ان ازدردت لعابها حتى قال:  


_ ماما فين يا تيتا؟!

  

اسماء:  نزلت يا قلب تيتا 


رحيم هي وآدم 


اسماء لا لوحدها  


رحيم: راحت فين؟ وليه وانا نايم؟ ليه مش صحتني؟! 


اسماء: اهدي يا رحيم. انا هجاوب علي كل ده ازاي 


رحيم: تحرك في الغرفة حتى أن جدته أشفقت عليه وهي تقف تربت على كتفه وقالت:  


_  هي مش كانت نازلة بس عمك امير اتصل بيها وقال محتاجها في شغل 


_ في شركته؟ 


_ لا في القطاع. 


ترك جدته وتحرك إلى الغرفة التي ينام فيها ولكنها أوقفته 


_علي فين؟! 


_هروح اجيبها مش هسيبها وتواجه لوحدها  وبعدين ازاي سبتيها تنزل وهي في الحالة دي انت ناسية ان عندها انهيار عصبي 

 

اسماء: منستش بس عارفة انه عمره ما يزعلها وقولت يمكن


هز راسه بالنفي وهو يقول:  مش أحمد الديب ولو كلمتيها الوقتي هتقولك عاملها علي أنها مش موجودة.. 


اسماء:  لا 


رحيم: انا عارف بقول ايه فين الجاكت بتاعي 


اسماء: الهدوم اللي هنا ديقة عليها فلبستوا فوقها 

رحيم ايه 


اسماء: اصلها رفضت ان ادم يجيب ليها هدوم من البيت  وأبوك  حتي مش فكر يبعت ليها هدوم 


رحيم: ولا هيبعت لانها وقتها هتفهم غلط، كأنه بيقول ليها ان مش عاوز حاجة  تفكروا بيها 


فغرت جدته فمها ام هو اجري اتصال وهو يتحرك الي الباب 

اسماء: هتروح فين 


رحيم: ما انا قولتلك  وبلاش تقلق،  عمري ما هقف قصاده 

 

كان يخرج من الباب في الوقت الذي كانت فيه داليدا تطرقه ابتسم في وجهه وهو يقول: اتفضلي 


داليدا: كنت نازل؟ 


رحيم  اه  بس راجع تاني.  


ابتسمت له وهي تقول ترجع بالسلامة

 

هزراسه ونزل وبعد وقت كان يدخل الي القطاع يقف في المنتصف، لا يعرف اين هي بالتحديد، رفع هاتفه ليرن عليها، 

بينما هي كانت تنظر امامها بهدوء وكفها يتحرك  رن هاتفها ولكنها لم ترد 


أمير: تلفونك يا نبعة 


سهام: ثواني..

 

انهت ما تفعله ورفعت المحمول على أذنها وهي تقول: 

حبيبي  صحيت؟ 


بينما أحمد. ينظر لها بحدة 


رحيم: من بدري  انت فين؟! 


سهام:  في شغل يا قلبي.  

 

رحيم: انا عارف انك في الشغل وانا هنا انت فين؟ 


تغير وجهها ونبرة صوتها وهي تقول:


_ هنا فين؟ ايه اللي جابك؟ ممكن تستني برا عشان خاطري يا قلبي،  هخلص الاجتماع واجي.. 


رحيم تمام. انت في الاجتماع تمام.. 


ولم تمر لحظة حتى كان يفتح الباب ويدخل وكأنه لا يهتم بأي ان كان، ينظر إلى والده ومن تجلس بجواره وقتها  أدرك أن أمه تتعرض إلي حرب  أعصاب  ولكن عينه تلاقت بعين والده الذي يكاد ان ينهض ولكنها سبقته… 


نهضت من مكانها وهي تحاول ان تجعله يخرج 


❈-❈-❈


ام هناك كان "امجد العايدي" يستمع الى ذلك الذي يخبره آخر التطورات عبر الهاتف، وفي لحظة ارتفع صوته يقول: 


_ ماذا تعني؟! هل انت متاكد من كلامك؟ 


اتاه الرد بالتأكيد: أجل متأكد قرار الرفض موجود على اللاب توب لسه واصل حالا 

  لم ينتظر أكثر وهو يغلق الهاتف، في وجه من يكلمه وينهض ليتحرك فيه مكتبه، بغضب وحدة


امجد: من المستحيل ان يحدث ذلك


 ثم وقفه وهو يقول:  ولما لا،  لم يعد هناك مستحيل  لقد تفعلها، 

ولكن هل تدرك ماذا يعني  ان تتجاوزه؟ 


تحرك الى حيث المقعد، وقف خلفه وهو ينظر امامه بتركيز، وكان هناك شيء لمع في عقله..

 مد يده ليرفع هاتفه المحمول ليرن عليه ليعرف ما السبب الاساسي وراء كل ذلك؟!  

.. 


رحيم: أهدي يا قلبي مش هروح في حتة، من غيرك  اقلعي الجاكت ده مش مناسب القمر اللي زيك..  


سهام: مش هينفع..

 

ولكنه لم يمهلها كان يده تحاول ان تساعدها 


رحيم:  ادخل التواليت والبسي ده وانا هتابع شغلك 


كان يتحرك إلى الجهاز وهو يقوم بطي  كم قميصه أخذ يتحرك بخفة، وأمير يتابع في صدمة لم يتوقع أن يستطيع  رحيم ان يصل لهذه الدرجة، تابع صمت لكن عينه كانت تنظر إلى احمد الذي يكاد أن يقتل رحيم بعينه.. 


والاسوء، حينما خرجت سهام ترتدي ملابس لا تليق الا بها جعلتها تبدو ملفته دون ابتزال..

 

ولكنها نظرت إلي ما يفعله رحيم وحركت كفها بتلقئية علي كتفه وهي تقول:

  

_هايل يا قلبي.. 


حرك راسه ليقبل كفها القريب منه وهو يقول: ربنا يخليكي ليا المهم خدت الدوا. 

سهام قلبت عينها وهي تقول: مش وقته يا ماجيك ممكن تركز. 


رحيم:  مركز يا قلب الماجيك. 


امير: خف بدل ما يقوم ياكلك، انت وقلبك وانت اقعدي قبل ما يتحول. 


التفتت لتنظر الي أمير ومنه ادركت انها تسكب زيت على النار  فجلست، ولكنها أدركت أن أحدهم تنقل نظرها بينها وبين رحيم وهي تقول بشفتيها دون صوت: 


هاديل: مش كبيرة عليك دي يا  ماجيك! 


ولكن رحيم لمحها كما لمحتها سهام وكان رده ان قبل يدها مرة اخري،  وما ان انهي ما يفعله حتي التفت لها  وهو يقرب منها كوب ماء ويخرج اقراص الدواء 


رحيم: علشاني يا سو هانم 


سهام: لما نخلص 

 

 رحيم: عندك شك في قدراتي، ده انا تلميذك حتى يبقى عيب لما ابقي أبن الراقص على الجليد وما سدش!. 


سهام حركت كفها علي خده وهي تقول: لا طبعا ابن الوز عوام


  وضع حبة الدواء في فمها في اللحظة التي وقف فيها احمد وكان بين ان يقوم بقتله شعرة واحدة الى ان قالت تلك الطبيبة 


كارما: ده مهدئ للانهيار العصبي 


رحيم:  ايوة يا دكتور

 

كارما:  لو الانسة عندها انهيار يبقي  مش المفروض تكون هنا وكمان الدوي ده ممكن يخليها تنام لانه مش بتوصف غير للمهربين او.. 

رحيم: احنا عارفين،  وهي مجرد ما هتاخده انا هتصرف. 


احمد: هي مين اللي عندها انهيار؟! 


لم تلتفت له  

احمد: ما انا لو سيبها مع راجل! 

رحيم: حضرتك عارف اني راجل، بس هي مكنتش محتاجني انا،  بس نقول ايه؟! 


كارما: ممكن تهدوا، كده الآنسة ممكن تتعب يا فندم ممكن توطي الصوت. 

احمد: هي مين اللي انسة؟! 


أشارت إلى سهام التي ابتسمت لها وهي تتقوقع في حضن رحيم الذي ضمها وهو يرفعها بين ذراعيه..

 

احمد: انت ازاي تسمح لنفسك انك. تشيلها؟! 


رحيم:  حضرتك  ايدك مشروخة، زي ما هو واضح وكمان مفيش حد هنا ممكن يشيلها غير.


احمد:  لما ابقي اتشل ابقي شيلها. 


رحيم:  بعيد الشر عن حضرتك يا وحش.

 

سهام  وهي تغمغم بين النوم واليقظة: اللي يكرهك يا قلبي. 


احمد: قلبك ماشي لينا حساب بعدين. 


سهام: طبعا انت هتقولي البنت دي كانت بتعمل في اي دك ايه، بدل ما اعمل منك ومنها بفتيك..

 

كاد رحيم ان يتحرك ليخرج بها من الاجتماع قبل ان تهزي امه اكثر 

الا ان والده أوقفه وهو يقول:  هات 


رحيم:  حضرتك.. 


احمد: ابعد عني الوقتي، وهاتها بدل ما أشرب من دمك.


رحيم: بس ايدك. 


احمد: انا ادري هات، وبالفعل أخذها بين ذراعيه وتحرك إلى مكتبه حيث تلك الكنبة التي تتحول إلى فراش

 

كان رحيم يتبعه  وما ان وضعها علي الكنبه حتي نظر له والده بحدة وقال: بره.. 


رحيم: أمرك  … 


كان يدخل إلى حيث الاجتماع وتلاقت عينه بتلك التي همست انها كبيرة عليه وقال: 


طبعا كبيرة عليا وعلي اي حد بس مكان ومقام واحمدي ربنا إني أول مرة  أشوفك بدل ما كنت خليت دماغك تلتف 360  درجة 


هديل: انا ما قصدش. 


رحيم: ولا تقصدي  


هديل: بس هي فعلا ممكن تكون اكبر منك خمس أو سبع سنين.

 

رحيم: لا يا حلوة هي أكبر بعشرين سنة لانها امي يا متخلفة 


هديل: امك؟ 


رحيم وتبقي مراة البيه اللي بتعملي ليه مساج في كفه يا هانم ونظر الي الطبيبة 


كارما:  أنا 


 وأكمل كلامه.وقال: ايوا انت  وحظك الدكر انها بتغير عليه من لبسه، وانت لو اتحطيت في دماغها الدنيا مش تسعكم انتم الاتنين 


كارما: حضرتك سيادته عنده شرخ ورافض انه يجبره و.. 

رحيم: عارف لون ايده واضح،  بس ده معتمد علي حظك.. 


أمير: اهدي يا رومي. 


رحيم: تاني رومي؟ 


امير: طيب فاكر اول مرة قلتها ليك هنا كانت امتي؟! 


رحيم جلس وابتسامة على وجهه، ينهي ما  كان يفعله


أمير: شكلك مش فاكر!

 

رحيم: لا فاكر كنت 11 سنة، ومامي كانت حامل في آدم وقت ما سيادته اتصاب  .. 


أمير:  سهام مالها؟! 


رحيم: دلوقتي احسن لكن كانت وصلت… 


أمير بلهفة وقلق حقيقي قال: وصلت لايه؟!


رحيم:  مش وقته سيادتك، وكمان هي بس اللي مالها هو في حد طبيعي يضرب الحيطة بغل لما ايده تنشرخ  ؟! 

أمير: ابوك! 

ضحك رحيم بخفة.. 


❈-❈-❈


أما في الداخل، كان يقف ينظر لها ولا يعرف إن كان يقترب، ولكنه جلس بجوارها، يحرك اصابعه على خدها،  ودون ان يشعر وجد نفسه يقربها منه، يضمها بخوف  ولهفة،  رفع رأسه لينظر إلي عينيها المغلقة،   وجد نفسه مجذوب بخيط وهمي الي شفتيها، ولم ينتظر أكثر اخذ يقبلها بشغف وشوق ولهفة 


ولكنها كانت تظنه مجرد حلم  وما ان تجاوبت معه  استطاع ان يسيطر على شوقه، وابتعد عنها ليقف  ينظر لها وهو يحرك أصابعه في شعره  وهو يلوم نفسه علي تقبيله لها فهي تستحق الهجر الم تهجره هي 

بينما هي في حلمها تغمغم باسمه  مما جعله يتحرك يخرج لأنه إن بقي لن يوقفه شئ  عن أن يملكها روحا وجسدا 

 

 ام هناك كان عادل يرد علي أمجد في الهاتف 


  عادل: والله انا مش عارف اقولك ايه بالظبط، بس كل الحكايه اني اقتنعت ان الصفقه مش مناسبة لمجموعة الشركات بتاعتي.

 

امجد: وده من امتى؟ واشمعنى قرارك دلوقتي، ممكن تقولي ايه اللي اقنعك بالظبط.. 

كان يتكلم معه باللهجة المصرية  إلا أن عادل لا يعرف كيف يقول له على السبب..

 امجد: خلاص يا عادل فهمت، كنت فاكر ان انت رايك من دماغك، وان هي ملهاش اي سلطان عليك! 


عادل: انت اتجننت أيه اللي أنت بتقوله ده؟!


أمجد: اللي سمعته، ما  هو مش هيبقى طبيعي أن هي ترفض النهاردة، وبعدها  سيادتك تبعت لنا أشعار بعد ما كنت مقتنع بالفكرة وهامش الربح، فيبقى في يد وخفية حاولت تقنعك بحاجة ثانيه..

 عادل: اليد الخفية دي تبقى مين؟! 


أمجد: هو في غيرها؟ على العموم اقفل..


عادل:  يعني إيه أقفل، مش هقفل قبل ما أعرف معنى كلامك انت الكلام اللي بتقوله… 


أمجد:  وانت لسه مش عرفت أنا كلامي واضح.. 


عادل:  مش بالساهل كده ترمي كلام جوزاف وتمشي..


 امجد:  انت متاكد ان كلامي مش حقيقي تقدر تنكر ان هي السبب الأساسي في انك رفضت الصفقة تقدر تنكر ان تليفون منها خلاك تغير رايك، ايه اللي خلاك تغير رايك يا دكتور


عادل:  يمكن ظهرت لي نقطة مكنتش شايفها 


امجد: يبقى يا ريت تقولي النقطه دي يمكن لو انا كمان شفتها الغي الشراكة مع مجموعة الشركات دي 


عادل: انت عارف انك بتخلط الورق ببعضه، وانت  مش فاهم حاجه، ما اعتقدش ان انا هسمع تلميحاتك الجارحة انا مش صغير ولا انت كمان

امجد:.كويس انك عارف اننا مش صغيرين 


عادل: المهم انت اللي تعرف،  لا وضعنا ولا مكانتنا الاجتماعية تسمح باننا اننا نخوض حرب عشان حاجه ملهاش لازمة، صفقة رفضناها شراكة مع مجموعة غيرنا، وانتهت من قبل ما تبدأ ايه المشكله؟ يهمك في ايه ان انا رافض عشان حد معين ولا انا رافض من نفسي! 


امجد: انت جايب البرود منين؟! بتتكلم وكانك ما عملتش حاجة، بعد ما خلاص تم الاتفاق بينا، احنا خلاص هنوقع العقد وسيادتك موافق على كل الحيثيات فجأة كده تغير رأيك 


عادل: عادي وارد جدا


 امجد: يبقى اقفل دلوقتي علشان ما اقولش كلام نرجع نندم عليه احنا الاثنين لان الكلام اللي هقوله ممكن…


اغلق الخط معه واتصل على آخر


اما هناك كان رحيم يتابع باقي العمل، الذي كانت تقوم به والدته بينما والده ينظر له عين شبه مغلقة.. 


ربما لانه يريد ان يعرف متى أصبح خليفة الرقص على الجليد، لم يتكلم من قبل، ولم تتكلم هي 


 منذ متى وهي تدربه وتعلمه حتى يحل مكانها


تبادل النظرات مع أمير الذي يراه  ينظر إلى ما يفعله رحيم بإعجاب وفخر  وهو يهز راسه باستحسان 


أمير: هايل يا روحيم.. 


رحيم: كبرت بقي علي روحيم.. 


أمير: هتكبر عليا 


رحيم: عمري بس شغال صح 


أمير: برافتك كانك النابغة   


رحيم: لسه بدري.. 


انهي ما يفعله ونهض ليتحرك إلى حيث تمكث امه 


احمد: علي فين.؟! 


رحيم: اكيد هتصحي الوقتي..

 

احمد: والمفروض انت تبقى جنبها.. 


رفع حاجبه كما يفعل والده مما جعلهم نسخة من بعض ابتسم رحيم لوالده  وقال مش مهم اكون انا جنبها المهم يكون سيادتك ولا ايه  ؟!  


احمد ايه 

ام هي كانت تقف في الباب وهي  تحاول ان تفتح عينها وهي تقول: 

سهام: قلبي.. 

التفت لها احمد واقترب خطوة وما ان هم رحيم أن يتحرك خلفه حتى اوقفه امير وهو يقول:

_ يا ماجيك تعالي شوف  تلفون ماما بيرن... 

     رحيم: جاي 

ام هي تلاقت عينها بعين احمد وهو يظهر جمود وهي تحاول ان تتعامل بحيادية ولكن تلك القبلة التي تلقتها في الحلم تجعل خدها يتورد فهي تظن نفسها تحلم به و بقبلاته لكنها لم تعي أنه كان واقع 

وقبل ان ينطق او تنطق رن تلفونه المحمول للمرة العاشرة فصل نظرات عيونهم وهو يقول:  الوو ها يا ولي العهد 


ام امجد  أخذ يتكلم بجد وهو يقول فاشي تمزح ومش فاضي ترد. عليا 

احمد: في ايه؟!  


امجد: بتسأل؟!  انت لغيت الصفقة اللي اتفقنا عليها و.. 


نظر إلي سهام بحدة ولو النظرات تقتل لماتت في الحال ولكنه رد عليه  وقال: 

احمد: امتي وصلك الاشعار؟!


امجد.: من ساعة و…

 

احمد: اه حصل فعلا، بس لما مش رنيت في وقتها افتكرت الموضوع عادي، بس حاليا انا مشغول هخلص الاجتماع واكلمك


امجد: يعني انت معايا في الشركة ولا؟! 

احمد: هكلمك و 


امجد: أصل تصرفات سهام مش طبيعية؟ 


احمد اولا اسمها ام رحيم وبلاش تنسي تاني و ثانيا انا هكلمك لم اخلص الاجتماع اغلق الخط واقترب منها… 


ولكنها كانت تظهر هدوء وكأنها لا تهتم. بذلك الغضب علي وجهه 

امير: اتفضلوا الاجتماع اتلغي.. 


سهام: ليه؟ 


أمير: الرب معاكي انتي عملتي ايه؟! 


سهام  :ولاحاجة  لغيت. صفقة هو وافق عليها. 

احمد بهدوء يخيف الموتي نفسهم قرب وجهه منها وهو يقول: ليه؟  

سهام:  بتسال؟ علي اساس انك مش عارف! 

احمد: لا مش عارف بس عايز اعرف الهانم المحترمة تلغي قراري ليه  ؟  ولا عشان الاسهم اللي باسمك؟!  انت عارفة انتي عملتي ايه انت هنا من امتي من ساعة ونص وما فكرتش تقولي الا لما عرفت من بره عارفة انا عايز دلوقتي ايه بتفكر في ايه؟  ولا ما يفركش معاك


سهام: المشكلة انه يفرق،  وعشان يفرق معايا وقفت التعاقد..


وبعدين تعالي هنا  ورق إيه وأسهم ايه؟ ده انا مكان تحت رجلك! انا وكل ما املك ما يسواش نظرة عينك دي .

 

احمد: المفروض اصدق؟! 


سهام. عندك شك أنت في كفة والعالم كله في كفة .


عقد ذراعيه وهو ينظر لها ببرود 


سهام الدنيا بكل ما فيها ما تسويش ظافر رجلك..


 وكان رده غير متوقع على الإطلاق  

 يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة