-->

قراءة رواية جديدة روضتني لأسماء المصري - اقتباس الفصل 25

 قراءة رواية روضتني كاملة (الجزء الثالث من رواية أحببت طريدتي)
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية روضتني رواية جديدة قيد النشر


من قصص وروايات 


الكاتبة أسماء المصري



رواية روضتني 


اقتباس الفصل الخامس والعشرون


❈-❈-❈

فتح عينه على همـ سات بأذنه تلفح عنـ ـقه وهو يشعر بسخو نتها ففتح عينه ببطئ مبتسما لها بعد أن ضرب شعرها الطويل وجـ ـهه فأمـ سكه براحتيه عاقصا اياه للوراء وهو يحاول جمعه بكلتا يـ ديه وسحب نفسا عميقا مبتسم لها وهمـ ـس بصوت مهتز بعد أن استطاعت أن تلعب على اوتار قلبه فأثـ ـارته دون ان تبذل أدنى مجهود:

-أنا لسه زعلان منك ومعاقبتكيش زي ما اتفقنا.


رفرفت بأهدابها بإغـ ـراء وابتلعت ريقها وهى ترد بتوتر:

-عاقبني زي ما انت عايز بس من غير ما تبعد عني.


رمقها بنظرة محتاره ومترددة وهو يسألها:

-اظن انك تعبانه ومينفعش اللي انتي عيزاه!


بلعت ريقها بنـ ـهم وهي ترد:

-بس انهاردة عيد الحب.


حرك رأسه للجانب متعجبا وهو يهمس لها:

-ومن امتى بحتفل بيه؟ 


اجابته بقـ ـبلة على عنـ ـقه:

-بحبك وكل سنه وانت معايا.


اعتدل بجـ ـسده على الفراش وسحـ ـبها من خصـ ـرها فالتصـ ـقت به وبدأ بتقـ ـبيلها قبـ ـلات عنيفة وهو يقول بتحذير:

-اياكي تزعليني او تخبي عني حاجه تاني.


أومأت له بخضوع فقضم أسفل شـ ـفته ودا عب عنـ ـقها بشـ ـفتيه حتى اخرجت تأ وه أثا ره بشده فالتف ببراعة واعتـ ـلاها مما رسا معها الحب بشـ ـغف لا ينضب ابدا.


ارتمي على الفر اش ولكنه وجد نفسه سقط على اﻷرض فجلس ينظر لنفسه مبتسما، ولكنه تفاجئ بنفسه بكامل ملا بسه التي ارتداها أمس فارتفع بجـ ـسده قليلا لينظر لها فوجدها تغط بنزم عميق.


وقف فورا ناظرا حوله ليجدها هي ايضا بكامل ملا بسها فاتضح له انه مجرد حلم لا أكثر، جلس على المقعد المجاور لفرا شهما مطرقا رأسه يفكر بداخله، فكيف له ان يحلم هكذا حلم لدرجة انه يصدقه لهذا الحد؟


كيف له أن يعاقبها على أخطائها وهو الذي لا يطيق الفراق أو الإبتعاد ولو لساعات قليلة؟


زفر أنفا سه الغاضبة من نفسه ونظر لحاله فوجد حتمية إغتساله؛ فزاده ذلك غضبا على غضبه فدلف صافقا الباب خلفه انتفضت هى إثره بفزع فجلست تنتظر خروجه.


خرج ملتفح بمنشة أسـ ـفله وعا ري الصـ ـدر فلمعت عينها وهي تنظر له وكأنها تراه لأول مرة، لا تعلم لما يظهر جـ ـسده أمامها بهذا الشكل الجذاب دائما، ألم يحن الوقت أبدا لتعتاد هذا المشهد أمامها، ام في كل مرة تراه تشرد به لساعات وساعات، لمح نظراتها له ولكنه ارتدى قناع الجدية، اكثر اﻷمور التي يجيدها إلا معها هي ولكنه مضطر تلك المرة حتى يلقنها ذلك الدرس بتلك القوة.


دلف حجرة ملا بسه وارتدى وخرج فنهضت فورا تلحق به تسأله بلهفة:

-رايح فين؟


التفت لها واجاب بجدية:

-أشوف الشغل اللي ورايا.


تحركت ووقفت أمامه تنظر له بولع وقالت برجاء:

-خليك معايا انهارده، انا تعبانه ومحتجالك.


حاول أن يجمع من شتات نفسه؛ فأطلق تنهيدة عميقة فتعلقت برقـ ـبته وهمست بتوسل:

-عشان خاطري يا فارس أجل الزعل والخصام والعقاب لما أخف، أنا مش حمل زعل دلوقتي.


 إرتبك من توسلها له بهذا الشكل الذي قد يضعفه بل وقد يجعله يرمي بكل توعده وحزمه عرض الحائط ويعا نقها حتى يشبع من عبقها ورا ئحتها المسكرة لحوا سه، ظل ينظر لها محاولا رسم الجمود وهتف بجدية:

-أنا مش مخاصمك يا ياسمين، بس كل واحد لازم يعرف حده فين ويقف عنده عشان انا تعبت خلاص.


اطرقت رأسها لأسفل؛ فخرج دون توديعها كما إعتادت منه بقـ ـبلة حتى ولو على الجبين، ولكنه ذهب دون أن يلتفت وراءه.


فور أن دلف سيارته نظر لسائقه وأمره:

-اطلع على شركة التأمين.


تحركت السيارة ومعها حارسه الخاص الجالس باﻷمام فتحدث فارس متسائلا:

-في أي اخبار من دعاء يا زين؟


التفت له حارسه ونفى برأسه فقضم شفـ ـتيه بحنق قال:

-كلمها واسحب معاها خيط من تاني، هتعرف ولا هتطب زي الجردل؟


لم يستطع إخفاء غضبه الواضح بعينه المحتقنه، ولكنه ابتلع الإهانة من رب عمله ورد وهو صارا على اسنانه:

-فهمني ايه المطلوب مني يا باشا؟


رد بجمود:

-طيب اعدل نفسك معايا اﻷول يا زين عشان انت موعوج من لحظة ما سافرنا من هنا للبنان.


أطرق رأسه باحترام قائلا:

-مقدرش يا باشا سيادتك خيرك مغرقني.


زم فارس شفـتيه بضيق وهتف موضحا:

-اسحب أنت معاها بس وفهمهما انك بتكلمها من ورايا، وسيبني اشوف آخرة المصايب دي ايه؟


وصل على أعتاب باب شركة التأمين فأرتبك الموظفين عندما رأوه فهو شخصية معروفة لدى الجميع، وفور إخبار مديرهم بتواجده هرع لاسقباله بنفسه مرحبا به بحفاوة ولكنه جاء بمهمة محددة لن يحيد عنها بسبب أي مؤثرات:

-أخبار مبلغ التأمين ايه؟


رد المدير بتوتر:

-لسه يا باشا الإجراءات مخلصتش و...


صرخ به فارس بغضب عارم:

-يعني ايه الكلام ده؟ احنا بنهرج هنا؟


تململ المدير بجلسته وهو يجيبه:

-يا باشا مبلغ التأمين كبير جدا ومجلس الإداره اتفق على السداد على دفعات و...


عاد لمقاطعته صارخا بحدة:

-مفيش لا دفعات ولا غيره، أنا هاخد المبلغ كله على بعضه ومن غير عطله وبنهاية اﻷسبوع ده، وده آخر تحذير ليكم.


وقف مستعدا للخروج فأوقفه المدير هاتفا بتوسل:

-طيب نحاول نوصل لحل وسط يا باشا، ايه رأي جنابك اننا نتحمل تكاليف إعادة الترميم بتاعة المصنع من مبلغ التأمين، ولما يخلص ساعتها نشوف باقي المبلغ و...


قاطعه رافضا بشدة:

-انا قولت اللي عندي، ومش هغير رأيي مهما حاولتم، وزي ما كنتم بتمدوا ايديكم كل شهر تاخدوا مبلغ التأمين لسنين وسنين من غير ما استفاد منكم حاجه، دلوقتي جه وقت الحساب، المبلغ يدفع كاش.

❈-❈-❈


تناول هاتفه الذي لم يكف عن الرنين وإنتهز فرصة ذهاب عمر بنوم عميق وقام بمهاتفتها بعد أن اشتاق لها حد الموت، أجابته على الفور فتعجب من استيقاظها هكذا ومبكرا فهمـ ـس فور ان أجابت:

-أوزعتي.


صرخت موبخة اياه:

-حرام عليك يا مازن كل ده عشان ترد عليا؟ حتى ساجد مردش عليا وأنا قلقانه عليك موت.


ابتسم لعشقها الذي نضج بوقت قصير ورد بنبرة خافته حتى لا يستمع له ذلك النائم أمامه:

-كنت مشغول اوي، معلش حقك عليا.


هتفت بحدة:

-لا مش مسمحاك، سهله هي تقلقني كده وانا حامل!


رد بغزل:

-قلبي انتي يا حبيبتي، خلاص بقى المسامح كريم.


رفضت قائلة:

-لأ، لو عايزني أسامحك افتح الكاميرا.


ارتبك فهو لا يزال بالمشفى وإن فعلها قد تفهم ما به ويزداد القلق فرفض متحججا:

-مش هينفع، انا مش لوحدي.


ٍسألته بضيق:

-ساجد اللي معاك؟


نفى موضحا:

-يا ريت، كنت طرده برده واتكلمت براحتي، بس ده عمر الباشا.


عادت تتسائل بحيرة:

-وهو عمر الباشا نايم معاك في أوضتك ليه؟


ارتبك من جديد فابتلع ريقه وهو يحاول اختلاق أي كذبه فقال:

-أصل ... أصل الفندق كان مليان خصوصا اننا جايبين معانا حرس كتير والفندق كومبليت.


تنهدت بضيق وقالت بإشتياق:

-هتجنن عليك، عايزه اشوفك.. اتصرف يا مازونتي.


همس موافقا وهو يخبرها:

-طيب أستني اشوف هتصرف ازاي.


نزل من سريره الطبي وتحامل على نفسه بخطوات مثقلة بألمه الحديث ودلف للمرحاض جالسا على مقعده وفتح كاميرا الهاتف ناظرا لها بابتسامة قائلا:

-عجبك كده؟ يعني واحد في سني ومركزي يقعد يحب في الحمام!


ضحكت غامزة له:

-وحشتني طيب اعمل ايه؟


رمش بأهدابه قائلا:

-وانتي وحشتيني أوي، طمنيني عليكي وعلى النونو.


ردت وهي تنظر له نظرات تملؤها الإغراء:

-انا كويسه خالص، والنونو كمان.


انزلت كاميرا الهاتف ليرى بطنها المنتفخة قليلاً وعا رية أمامه فلمعت عينه وهو يبتلع بنـ ـهم وقال معاتبا:

-حرام عليكي، كده برده وانا بعيد عنك تعملي فيا كده؟ طيب ايه رأيك لو روحت دورت على غيرك عشان تهديني دلوقتي؟


رفعت الهاتف أمام وجـ ـهها صارخة به:

-مااازن، متهزرش.


رفع حاجبه بابتسامة قائلا:

-مين هيكون السبب لو عملت كده؟ مش انتي؟


ثبتت الهاتف أمامها ووقفت امامه تستعرض جـ ـسدها الغض والصغير وهي ترتدي ملا بس تحتـ ـية مثـ ـيرة باللون اﻷسود وأخبرته بمشاكـ ـسه:

-أصلي اشتريت الطقم ده وانت مسافر وقولت أسألك رأيك فيه، انا بحب البس على ذوقك.


أثا رته حركتها بشدة فابتلع وهو يصر على اسنانه متوسلا اياها:

-بالراحه عليا يا چوچو عشان خاطري، انا كده هاخد اول طياره وأرجع على مصر.


ضحكت ضحكة لعو ب قائلة:

-وهو المطلوب.


تنفس بهدوء محاولا تمالك نفسه من دلا لها عليه وتحدث راجيا إياها:

-طيب ما تلفي لفه كده اتفرج.


لفت بد لال قتله حرفيا فظل يشاكـ ـسها وهو ينظر لها بعشق حتى استمع لصوت طرقات على الباب فرد:

-أيوه.


جاءه صوت اخيه وهو يخبره دون حذر:

-يلا يا مازن الدكتور جاي يشوفك ويمكن يكتب لك على خروج انهارده.


لم يسعفه تعبه أن يلحقه ليوقفه عن التحدث؛ فحاول الوقوف بسرعه دون أن ينتبه انه لا يزال على الهاتف معها صوت وصورة؛ فتالم لوقوفه المفاجئ فذعرت هي خصوصا بعد أن استمعت لحديث ساجد العفوي، فتح الباب ناظرا له بمعاتبة وهمـ ـس له:

-چنى معايا ع التليفون.


استمع لصوتها المرتعد يسأله بلهفة:

-انت فيك ايه يا مازن؟


كاد الهاتف أن يسقط من يده بسبب محاولة استناده على الحائط؛ فاستطاعت أن ترى غرفة المشفى ففهمت فورا أنه مريض فصرخت بلهفة:

-مااازن، انت ايه اللي حصلك فهمني؟


التقط الهاتف قبيل أن يسقط منه وأغلق الكاميرا فصاحت به:

-بتقفل الكاميرا ليه؟ أنا خلاص عرفت انك في المستشفى.


اعتدل بوقفته ورد موضحا:

-قفلتها عشان مش لوحدي، البسي هدومك وهفتحها حاضر.


هرعت لتمـ ـسك مئزرها لترتديه وهتفت بتسرع:

-افتح بقى لبست خلاص.


فتح كاميرا الهاتف وهو يهدأها:

-اهدي محصلش حاجه، أنا كويس اهو قدامك.


سألته وهي تبكي فزعا:

-انت تعبت تاني مش كده؟ المرض ده رجع تاني؟


أسرع ساجد بالرد:

يا شيخه بعد الشر، الحمد لله مازن زي الفل اهو.


سألته بتوسل:

-قولي عشان خاطري فيك ايه؟


هنا لم يستطع اخفاء اﻷمر عنها اكثر فأخبرها تفاصيل الحادث الذي تعرض له من سقوطهم جميعا بفخ غسان الصباغ ذلك الثعبان الذي لم يتمكنوا من الإيقاع به؛ فوقعوا هم ضحية لعبته المحكمة وانهى حديثه معها قائلا:

-اطمني وبلاش تعرفي ماما، أنا كويس والإصابه سطحيه اصلا.


سألته من بين شهقاتها:

-هترجع امتى؟


رد وهو يبتسم لها بحب:

-اسرع من البرق يا روحي، عشان بس آخدك في حضـ ـني... وحشتيني اوي.

يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة