-->

رواية جديدة خيوط العنكبوت لفاطمة الألفي - اقتباس الفصل 17

 

 قراءة رواية خيوط العنكبوت كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية خيوط العنكبوت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الألفي 

أقتباس من الفصل السابع عشر



لم ينم طوال الليل، أنشغل تفكيره بماذا سيفعل لتلك الفتاة ؟ وكيف سيجعلها توافق على الزو اج منه وتخضع له لكي لا تفشي سره..


في الصباح الباكر ترك شقيقه نائما بالفراش وغادر الفيلا دون أن يشعر به أحد ، طلب من السائق أن يأتي لكي لا يسير الشكوك حوله 

وعندما أت مجدي استقل السيارة بمساعدته وطلب منه أن يقودها إلى حيث الفيلا القديمة لديه عمل هام هناك

انصاع مجدي لأوامره وانطلق في وجهته كما أمر رب عمله ولكن داخله يشعر بالريبة بسبب تصرفات سليم الغريبة والمدهشة في تلك الفترة ولكن ليس لديه جراءة على التفوه بشيء ، عليه أن يهتم بعمله دون أن يقحم نفسه باشياء لا تعنيه..

ارتدى سليم نضارته الشمسية ليحجب الرؤية عن عيناه لكي لا يراءه أحد وعندما صفا مجدي السيارة أمام باب الفيلا من الخارج وترجل سليم منها بمساعدته ثم جلس على مقعده المتحرك ونظر لمجدي قائلا بأمر:

-أنتظرني في العربية يا مجدي 

اجابه بايماء خفيفة:

-أوامر سعادتك يا باشا 

عاد مجدي يستقل السيارة ريثما توجها سليم لداخل الحديقة وهو يدفع الكرسي المتحرك ويضغط زر التحكم الخاص به إلى أن وصل به لباب الفيلا ، فتحه ودلف لداخل بهدوء ثم نهض واقفًا وسار بخطوات واسعة

وجد موسى يغفو مكانه أمام باب البدروم 

وكزه بخفة من قدمه وقال بصوته الاشج:

-موسى فوق كدة وكلمتي

اعتدل موسى وجلس يتطلع له بتوتر ثم نهض واقفًا وقال بلجلجة:

-سليم باشا ، أنا والله طول الليل سهران بس عيني غفلت بس من شويا 

زفر بضيق ثم همس قائلا:

-مش مهم، افتح الباب وابعد عن هنا ، بس ماتخرجش برة 

-أوامرك يا باشا 

بعدما فتح له باب البدروم غادر المكان وجلس بغرفة الصالون مبتعدًا عن الغرفة 

أما عن سليم فدلف للداخل ليجدها متقوقعة على نفسها مغمضة العينين ولكن كان جـ سدها ينتفض وكأنها داخل كابوس، جلس على ركبتيه يلمـ س وجـ هها الذي يتصبب عرقًا ظن بأنها في حالة أعياء بسبب برودة الطقس ولكن تفاجئ ببرودة شديدة عندما لمـ س وجنتها ورفع أنامله يمـ سح على جبينها ليجد نفس البرودة ، كيف لها أن تتعرق وبنفس الوقت وجـ هها باردًا ؟

ولم تشعر بملمـ س يـ ده 

فتحت عيناها فجاءة ليجدها تنظر له بغضب شديد وتحول لون عينيها للاسود الكاحل

ابتعد عنها واستقام واقفًا

تبدلت لون عينيها في برهة من الزمن وعاد  لونها الاخضر ثانيًا وتطلعت له بدهشة قائلا:

-مش ناوي تخلصني من السجن ده بقا

استجمع شتاته وظن بأنه يتخيل أثر حديث موسى ، هتف بصوت جلِ:

-أنتي إللى في ايدك تخلصي نفسك من السجن ده 

حدقت به مندهشة فهي على يقين أنه على الاستعداد بقتلها لكي لا ينفضح أمره

علم ما يدور بخلدها منما جعله يشعر بالانتصار ولاحت ابتسامة جانبية أعلى ثغره ثم قال:

-عندي ليك ديل  ومافيش خيار تاني للاسف قدامك غير انك تنفيذية وهتخرجي من هنا 

شعرت بأنه يتلاعب بها فابعدت انظارها عنه وتطلعت للجهة الأخرى

بتر جملته دون أن ينتظر ردها:

-لو عاوزة تشوفي باباكي وأخواتك تاني توافقي على شرط خروجك من هنا 


تطلعت له مشدودة عندما بتر كلماته الأخير عن والدها وشقيقتيها ، إذا أصبح يعلم عنها كل شيء وعن عائلتها ويستخدم ذلك التهديد ليجعلها تصمت للابد 

هتفت بجدية: وايه هو الشرط ده 

نظر لها بلامبالاة ثم قال:

-تتجوزيني..

جحظت عيناها بصدمة وهتفت بسخرية:

-ده اللي هو إزاي يعني 

لم يكن يمزح معها ليجد ردها ذلك قال بلهجة حادة وصارمة:

-اللي عرفتية يخليكي مش تكوني عايشة على وش الأرض ، لكن عرفت انك قريبة سراج وجدته مثابة جدتي وقلقانه بسبب غيابك ، غير كمان عرفت منه أن والدك تعبان وعاوز يشوفك

قاطعت حديثه بقلق: 

-بابا تعبان ماله بابا؟

هتف ببرود:

-تحبي يوصله خبر غيابك مثلا ولا خبر قتلك في ظروف غامضة ولا

-ليه عاوز تجوزني؟ عشان تضمن سكوتي

هز رأسه نافيا وقال بغلظة:

-عشان بعد اللي عرفتية هيفضل مصيرك متعلق بمصيري مش عشان عاوز اتجوزك ومحتاج زوجة لا خالص، عاوزك تحت عنية طول الوقت في الشركة والبيت ، اصلك مش هتسيبي الشركة غير على جثتي ، وجودك هيفدني كتير 

ثم هبط لمستواها وتطلع بعينيها قائلا بسخرية:

-عندي مليون تصرف يجبرك على الجوـ از مني، بس انا هتجوـ زك برضاكي وبموافقتك، مش بتاع أنا جو الاغتصاب والجواز بالإكراه

ثم نهض من أمامها وقال وهو يعطيها ظهره:

-هتوافقي وبرضاكي هتخرجي من هنا معززة مكرمة تروحي تشوفي والدك وتطمني على أهلك قبل ما يوصلهم خبر تغيبك بقالك يومين وساعتها مش هيكون في مبرر بغيابك 

عاد ينظر لها خلسة وقال :

-على فكرة الجوـ از مش هيتم دلوقتي يعني ، عشان ناوي الجوـاز يحصل قدام الناس كلها وبموافقة اهلك، واوعي تفكري تنطقي بحرف واحد عشان مش هتكوني انتي بس اللي تحت رحمتي ، لا دي عيلتك كلها هتكون في قبضة ايـ دي كدة 

ثم قبض بقوة على قبضة منما جعلها ترتجف خوفا من تهديدة الصريح بعائلتها، كل ما تفكر به الآن هو والدها الحبيب وتريد أن ترتمي باحضـ انه 


هزت راسها بالايجاب وخرج صوتها منكسر :

-موافقة بس خرجني دلوقتي من هنا عاوزة اشوف بابا

هذا ما جعلها تطأطت راسها هو والدها التي لا تتحمل أن يصيبه مكروه فهو كل شيء بالنسبة لها ولوالدتها ولشقيقتيها ، يكفى حزنه بعدما تخلى عنه شقيقه وخذله ، يكفى تضحيته بشقيقه من أجلها وأجل سعادتها، تمنت لو عاد بها الزمن وقبلت بزوا جها من ابن عمها أفضل منما هي فيه الآن 


كان يظن بأنها ستظل تجادله فهي ليست بهذا اللين ولكن يبدو بأن والدها هو نقطة ضعفها حقا، ولذلك لم تتحمل سماع خبر مرضه وهي بعيدة عنه

زفر أنفاسه بهدوء وغادر الغرفة دون أن ينبس بكلمة، هتف مناديا على موسى

اسرع موسى يقف أمامه وضع كفه على كتف موسى وقال:

-أخرج لمجدي بره السواق بتاعي عارفة طبعا

-طبعا يا باشا

استرسل حديثه قائلا:

-قوله يروح بيته دلوقتي ويسبلك العربية انت اللي هتوصلني 

-حاضر يا باشا

غادر موسى الفيلا لينفذ ما املاءه عليه سليم وتفاجئ مجدي بوجود ذلك الشاب يغادر الفيلا ووقف أمامه يخبره بما قاله سليم ، ترك له مجدي مفتاح السيارة وداخله الشعور بالقلق يتزايد يوميا من تصرفات سليم المريبة


أما عن سليم أخرج هاتفه ثم أجرا إتصالا هاتفيًا بسراج 

استمع لرنين الهاتف على الجهة الأخرى ثم بعد لحظات استمع لصوت سراج وهو يتثاوب ويرد عليه بكسل

-ايوة يا سليم أنت فين صحيت من النوم مالقتكش

إجابة بهدوء حذر:

-أنا عرفت مكان حياة وهوصلها عند جدتك قابلني هناك

جحظت عين سراج وهتف بعدم أستعاب:

-بتتكلم جد .. طب لاقتها فين وازاي؟

لم يجيب على ثرثرته أغلق الهاتف وعاد ادارجه إلى حيث البدروم ..



يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي من رواية خيوط العنكبوت، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة