رواية جديدة خيوط العنكبوت لفاطمة الألفي - الفصل 17
قراءة رواية خيوط العنكبوت كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خيوط العنكبوت
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الألفي
الفصل السابع عشر
لم ينم طوال الليل، أنشغل تفكيره بماذا سيفعل لتلك الفتاة ؟ وكيف سيجعلها توافق على الزو اج منه وتخضع له لكي لا تفشي سره..
في الصباح الباكر ترك شقيقه نائما بالفراش وغادر الفيلا دون أن يشعر به أحد ، طلب من السائق أن يأتي لكي لا يسير الشكوك حوله
وعندما أت مجدي استقل السيارة بمساعدته وطلب منه أن يقودها إلى حيث الفيلا القديمة لديه عمل هام هناك
انصاع مجدي لأوامره وانطلق في وجهته كما أمر رب عمله ولكن داخله يشعر بالريبة بسبب تصرفات سليم الغريبة والمدهشة في تلك الفترة ولكن ليس لديه جراءة على التفوه بشيء ، عليه أن يهتم بعمله دون أن يقحم نفسه باشياء لا تعنيه..
ارتدى سليم نضارته الشمسية ليحجب الرؤية عن عيناه لكي لا يراءه أحد وعندما صفا مجدي السيارة أمام باب الفيلا من الخارج وترجل سليم منها بمساعدته ثم جلس على مقعده المتحرك ونظر لمجدي قائلا بأمر:
-أنتظرني في العربية يا مجدي
اجابه بايماء خفيفة:
-أوامر سعادتك يا باشا
عاد مجدي يستقل السيارة ريثما توجها سليم لداخل الحديقة وهو يدفع الكرسي المتحرك ويضغط زر التحكم الخاص به إلى أن وصل به لباب الفيلا ، فتحه ودلف لداخل بهدوء ثم نهض واقفًا وسار بخطوات واسعة
وجد موسى يغفو مكانه أمام باب البدروم
وكزه بخفة من قدمه وقال بصوته الاشج:
-موسى فوق كدة وكلمتي
اعتدل موسى وجلس يتطلع له بتوتر ثم نهض واقفًا وقال بلجلجة:
-سليم باشا ، أنا والله طول الليل سهران بس عيني غفلت بس من شويا
زفر بضيق ثم همس قائلا:
-مش مهم، افتح الباب وابعد عن هنا ، بس ماتخرجش برة
-أوامرك يا باشا
بعدما فتح له باب البدروم غادر المكان وجلس بغرفة الصالون مبتعدًا عن الغرفة
أما عن سليم فدلف للداخل ليجدها متقوقعة على نفسها مغمضة العينين ولكن كان جـ سدها ينتفض وكأنها داخل كابوس، جلس على ركبتيه يلمـ س وجـ هها الذي يتصبب عرقًا ظن بأنها في حالة أعياء بسبب برودة الطقس ولكن تفاجئ ببرودة شديدة عندما لمـ س وجنتها ورفع أنامله يمـ سح على جبينها ليجد نفس البرودة ، كيف لها أن تتعرق وبنفس الوقت وجـ هها باردًا ؟
ولم تشعر بملمـ س يـ ده
فتحت عيناها فجاءة ليجدها تنظر له بغضب شديد وتحول لون عينيها للاسود الكاحل
ابتعد عنها واستقام واقفًا
تبدلت لون عينيها في برهة من الزمن وعاد لونها الاخضر ثانيًا وتطلعت له بدهشة قائلا:
-مش ناوي تخلصني من السجن ده بقا
استجمع شتاته وظن بأنه يتخيل أثر حديث موسى ، هتف بصوت جلِ:
-أنتي إللى في ايدك تخلصي نفسك من السجن ده
حدقت به مندهشة فهي على يقين أنه على الاستعداد بقتلها لكي لا ينفضح أمره
علم ما يدور بخلدها منما جعله يشعر بالانتصار ولاحت ابتسامة جانبية أعلى ثغره ثم قال:
-عندي ليك ديل ومافيش خيار تاني للاسف قدامك غير انك تنفيذية وهتخرجي من هنا
شعرت بأنه يتلاعب بها فابعدت انظارها عنه وتطلعت للجهة الأخرى
بتر جملته دون أن ينتظر ردها:
-لو عاوزة تشوفي باباكي وأخواتك تاني توافقي على شرط خروجك من هنا
تطلعت له مشدودة عندما بتر كلماته الأخير عن والدها وشقيقتيها ، إذا أصبح يعلم عنها كل شيء وعن عائلتها ويستخدم ذلك التهديد ليجعلها تصمت للابد
هتفت بجدية: وايه هو الشرط ده
نظر لها بلامبالاة ثم قال:
-تتجوزيني..
جحظت عيناها بصدمة وهتفت بسخرية:
-ده اللي هو إزاي يعني
لم يكن يمزح معها ليجد ردها ذلك قال بلهجة حادة وصارمة:
-اللي عرفتية يخليكي مش تكوني عايشة على وش الأرض ، لكن عرفت انك قريبة سراج وجدته مثابة جدتي وقلقانه بسبب غيابك ، غير كمان عرفت منه أن والدك تعبان وعاوز يشوفك
قاطعت حديثه بقلق:
-بابا تعبان ماله بابا؟
هتف ببرود:
-تحبي يوصله خبر غيابك مثلا ولا خبر قتلك في ظروف غامضة ولا
-ليه عاوز تجوزني؟ عشان تضمن سكوتي
هز رأسه نافيا وقال بغلظة:
-عشان بعد اللي عرفتية هيفضل مصيرك متعلق بمصيري مش عشان عاوز اتجوزك ومحتاج زوجة لا خالص، عاوزك تحت عنية طول الوقت في الشركة والبيت ، اصلك مش هتسيبي الشركة غير على جثتي ، وجودك هيفدني كتير
ثم هبط لمستواها وتطلع بعينيها قائلا بسخرية:
-عندي مليون تصرف يجبرك على الجوـ از مني، بس انا هتجوـ زك برضاكي وبموافقتك، مش بتاع أنا جو الاغتصاب والجواز بالإكراه
ثم نهض من أمامها وقال وهو يعطيها ظهره:
-هتوافقي وبرضاكي هتخرجي من هنا معززة مكرمة تروحي تشوفي والدك وتطمني على أهلك قبل ما يوصلهم خبر تغيبك بقالك يومين وساعتها مش هيكون في مبرر بغيابك
عاد ينظر لها خلسة وقال :
-على فكرة الجوـ از مش هيتم دلوقتي يعني ، عشان ناوي الجوـاز يحصل قدام الناس كلها وبموافقة اهلك، واوعي تفكري تنطقي بحرف واحد عشان مش هتكوني انتي بس اللي تحت رحمتي ، لا دي عيلتك كلها هتكون في قبضة ايـ دي كدة
ثم قبض بقوة على قبضة منما جعلها ترتجف خوفا من تهديدة الصريح بعائلتها، كل ما تفكر به الآن هو والدها الحبيب وتريد أن ترتمي باحضـ انه
هزت راسها بالايجاب وخرج صوتها منكسر :
-موافقة بس خرجني دلوقتي من هنا عاوزة اشوف بابا
هذا ما جعلها تطأطت راسها هو والدها التي لا تتحمل أن يصيبه مكروه فهو كل شيء بالنسبة لها ولوالدتها ولشقيقتيها ، يكفى حزنه بعدما تخلى عنه شقيقه وخذله ، يكفى تضحيته بشقيقه من أجلها وأجل سعادتها، تمنت لو عاد بها الزمن وقبلت بزوا جها من ابن عمها أفضل منما هي فيه الآن
كان يظن بأنها ستظل تجادله فهي ليست بهذا اللين ولكن يبدو بأن والدها هو نقطة ضعفها حقا، ولذلك لم تتحمل سماع خبر مرضه وهي بعيدة عنه
زفر أنفاسه بهدوء وغادر الغرفة دون أن ينبس بكلمة، هتف مناديا على موسى
اسرع موسى يقف أمامه وضع كفه على كتف موسى وقال:
-أخرج لمجدي بره السواق بتاعي عارفة طبعا
-طبعا يا باشا
استرسل حديثه قائلا:
-قوله يروح بيته دلوقتي ويسبلك العربية انت اللي هتوصلني
-حاضر يا باشا
غادر موسى الفيلا لينفذ ما املاءه عليه سليم وتفاجئ مجدي بوجود ذلك الشاب يغادر الفيلا ووقف أمامه يخبره بما قاله سليم ، ترك له مجدي مفتاح السيارة وداخله الشعور بالقلق يتزايد يوميا من تصرفات سليم المريبة
أما عن سليم أخرج هاتفه ثم أجرا إتصالا هاتفيًا بسراج
استمع لرنين الهاتف على الجهة الأخرى ثم بعد لحظات استمع لصوت سراج وهو يتثاوب ويرد عليه بكسل
-ايوة يا سليم أنت فين صحيت من النوم مالقتكش
إجابة بهدوء حذر:
-أنا عرفت مكان حياة وهوصلها عند جدتك قابلني هناك
جحظت عين سراج وهتف بعدم أستعاب:
-بتتكلم جد .. طب لاقتها فين وازاي؟
لم يجيب على ثرثرته أغلق الهاتف وعاد ادارجه إلى حيث البدروم
فتحه ثم دلف لداخل وقال بلهجة صارمة:
-يلا هوصلك عند بيت سراج ومش عاوز بؤقك ده يتفتح بحرف واحد
حاولت النهوض من مكانها ولكن كانت تشعر بتيبث بجميع جـ سدها ولم تقدر على النهوض
اقترب منها يجذبها من مكانها ولكن عندما لمـ س كتفيها انتفض جـ سدها وهتفت بصوت حاد:
-شكرا مش محتاجة مساعدة منك
استقام ظهره وتركها ببرود تام، جاهدت في الصمود ورسم قناع القوة أمامه ثم نهضت من مجلسها بصعوبة وهي تتحامل على ساعديها ثم سارت بخطوات بطيئة تغادر ذلك الكهف المظلم الذي قضت به يومان مثابة عامان بالنسبة إليها
وجدت موسى يحمل المقعد المتحرك ويغادر الڤيلا أما عن سليم فرمقها بنظرات مبهمة وأشار إليها بأن تسير خلفه
غادر الفيلا وهي تتبعه ثم اغلق الباب خلفها وتوجها إلى السيارة استقل بالمقعد الخلفي وفتح لها موسى الباب الآخر لكي تستقل مكانها بجانب سليم ولكن أغلقت الباب بغضب وفتح الباب المجاور للسائق ثم جلست بالمقعد الامامي أبتسم سليم بخفة على ذلك التصرف
أما عنها فلم تقدر على الجلوس جانبه وتحمله أكثر من ذلك، وجوده بقربها يحبس أنفاسها ويجعلها تشعر بالاشمئزاز منه ومن أفعاله
كما أنها تلوم نفسها وتجلد ذاتها بسياج بسبب صمتها القاتل لها ولمبادئها وتربيتها التي تربت عليها، كما أن أخلاقها لن تسمح بالسكوت عن الخطأ والساكت عن الحق شيطان اخرس ولم تعتاد على حياتها بأن تكون سلبية
كظمت غضبها وانسابت دموعها من أجل الخزي التي تشعر به
❈-❈-❈
دلف مسرعاً إلى المرحاض ووضع رأسه أسفل صنبور المياء الباردة لكي يفيق ، وغادر منه وهو يضع منشفه يجفف بها خصلاته السوداء ، مشط شعره والتقط متعلقاته وغادر غرفة سليم بخطوات واسعة
تقابل بوالدته وقف يلقي عليها تحية الصباح وغادر على الفور لكي يذهب مسرعاً إلي منزل جدته فما قاله سليم جعله في حالة من الصدمة كيف وجدها واين وماذا كانت تفعل باليومين الماضيين
تسألات عديدة تدور بخلده ولم يجد لها تفسيرًا
استقل سيارته وقادها بسرعة فائقة متوجهاً إلى منزل جدته وعندما صفا سيارته تفاجئ بسيارة سليم في مقابلته، ترجل سراج مسرعاً من سيارته وسار يتقدم بخطوات واسعه وانحنى بجذعة ينظر لسليم القابع بالمقعد الخلفي للسياره:
-سليم حياة فين؟
قالها سراج بقلق وهو يتطلع للمقعد الشاغر بجانب سليم
لم يجيبه سليم تفاجئ بترجل حياة من السيارة ، اعتدل واقفاً ينظر لها بقلق وهتف بتسأل:
-أنتي كويسة؟
حدجته بنظرة غاضبة ولم تجيبه دلفت مسرعا تركض لداخل البناية
عاد يتطلع لصديقه قائلا:
-هي مالها ولاقيتها فين؟
رد ببرود:
-أكيد تعبانه بلاش تتكلم معاها والاحسن تروح تشوف والدها التعبان ولا ايه
-طيب ما تطلع معايا تسلم على تيته
-لا مرة تانية انتو مش فاضين بعدين ، عندك يومين بس إجازة هتنزل فيهم المنصورة مع جدتك وحياة وترجع تاني لشغلك اللي متعطل
أبتسم له بود وقال:
-أوامرك يا قبطان
انطلق سراج مسرعا يلحق بحياة ، وجدها جالسة على اول دراجات السلم تبكي بنجيب ، توجس خفيتًا بسبب وجودها على تلك الحالة ، ظن بأنها تعرضت لما لا يستوعبه بشر
انحنى بجذعه واتكى على ركبتيه أمامها وهو يتسأل عن سبب دموعها بتوجس:
-حياة مالك بتعيطي ليه؟ حد اتعرضلك؟ فيكي حاجة؟
عادت تتطلع له بغضب ودفعته بقوة لكي يبتعد من أمامها وركضت تصعد الدرج بأنفاس متقطعة
جحظت عينين سراج وردد مندهشا من تصرفها:
-البنت دي مجنونة ولا ايه ؟ أقسم بالله ما هي طبيعية بالمرة
ثم هم بصعود الدرج ولكن تراوده الأفكار عن السبب الذي يجعلها تبكي بهذا الشكل ، لابد وأنها تعرضت لموقف ما وترفض الإفصاح عنه..
وقفت حياة على أعتاب باب الشقة وضغط زر الجرس ولم ترفع أناملها عنه، أسرعت ثريا تفتح الباب بلهفة
تهللت اساورها عندما وجدت حياة ولكن انتفض قلبها رعبًا عندما وجدت
جـ سدها يسقط أرضًا
لطمت صـ درها بفزع واسرعت سناء في خطواتها على إثر صراخ ثريا لتجلس بتعب بجانب حياة الفاقدة للوعي أمام باب الشقة تربت على وجـ نتها برفق تحاول إفاقتها
ات سراج في تلك اللحظة ليتفاجئ بذلك الوضع، انحنى بجذعه ثم حملها بين ذراعيه ودلف بها لداخل الشقة حيث غرفتها ، ثم أراح جـ سدها على الفراش
هتف سناء بقلق:
-اتصل بدكتور صبري يجي حالا
وأخرج بره عشان هغير لها هدومها انا وثريا
أبتلع ريقه بتوتر وغادر الغرفة وهو يخرج هاتفه يهاتف الطبيب الخاص بجدته لكي يأتي إلى المنزل ولكن أخبره بأن جدته بخير وتوجد مريضة أخرى ؛ ثم اغلق الهاتف وجلس على مقربة من باب الشقة ينتظر قدوم الطبيب..
أما بداخل الغرفة .
جلبت لها ثريا ثياب من دولاب حياة وبدءت سناء بمساعدة ثريا بمحاولة نزع ثيابها التي ترتديها وتلبسها ثياب اخرى
وفحصت سناء جـ سد حياة بقلق تخشى أن يكون أصابها مكروه ولكن اطمئن قلبها من الشكوك فلم تصاب بأي شيء ، جعل قلبها يهدئ قليلاً
وعندما طرق سراج باب الغرفة ردد :
-تيتة دكتور صبري موجود يدخل ولا اية؟
وضعت سناء حجاب حياة على رأسها وذهبت ثريا لتفتح باب الغرفة وتاذن للطبيب بالدخول .
وقف سراج بالخارج ينتظر خروج الطبيب
بدء الطبيب في فحصها وجد بأن مؤشرتها الحيوية سليمه ونبضات قلبها تنبض بانتظام ولا يوجد بها أي شكوى عضوية ولكن حاول إفاقتها بشتا الطرق والغريبة أنها لم تستجيب لتلك المحاولات
كانت سناء جانبها وهتفت بتسأل:
-مالها يا دكتور ليه ما بتفوقش
تطلع لها بقلق وقال:
-مش عارف ؟ مافيش سبب يخليها تفضل كدة ، هي كويسة جدا
-إزاي بس طب مش بتفوق ليه ؟
-مافيش سبب عضوي ممكن الحالة اللي هي فيها بسبب مشكلة نفسية مش عضوية ، حاولوا تشوفوا ايه اللي زعلها ووصلها للحالة دي ، بس انا مش شايف ليها سبب
تبادلت النظرات بينهما ثم هتفت سناء بتردد:
-يمكن اللي فيها بسبب السحر ؟
جحظت عينين الطبيب ثم قال بعدما أستعاب حديث الجده؟
-سحر أية بس يا حاجة مافيش التخاريف دي
رددت سناء قائلة:
-تخاريف أية يا بني مش السحر والحسد مذكور في القران
أجابها بسورة من القرآن الكريم
-قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا
ثم أردف قائلا:
-يا حاجة مافيش الكلام ده اكيد اللي فيها بسبب علمي وهي حالتها النفسية والعصبية ولازم تتعرض على طبيب نفسي هو اللي هيقدر يشخص حالتها
وماتقلقيش هي هتفوق لوحدها
ثم غادر الغرفة دون أن يدون لها علاج ، وقف سراج يتسأل عن وضعها الصحي، أخبره بضرورة عرضها على طبيب نفسي يساعدها على إخراجها من الحالة التي بها ، وأكد له بأنها تعرضت لموقف صامد يبدو أنها تعرضت لصدمة ما او شي لم يستوعبه عقلها على تحمله لذلك أرغمت نفسها عن العزوف عن كل شي حتى تفرغ ما داخل عقلها وهي الآن تحاول إرغام عقلها على نسيان ما تعرضت له أم أنها تحاول الدخول في حالة من الغيبوبة الاصطناعية بإرادة عقلها الباطن وكل ما تعاني منه الآن ليس له تفسير آخر غير الحالة النفسية
قال ذلك ثم غادر المنزل وترك سراج متسمرًا مكانه خائفة بأن تكون حقا تعرضت لاغتـ صاب وهذا ما جعلها تدخل بتلك الحالة الرافضة ، شعر بالشفقة على حالتها وقرر أن يذهب إلى سليم لكي يعلم منه اين وجدها !
وعندما هم بمغادرة المنزل استوقفه صوت صراخها الذي يجلجل بأركان المنزل، ركض الي غرفتها ليتفاجئ بصراخها الذي يتصاعد وجـ سدها الذي ينتفض بقوة ولن تقدر ثريا وسناء على ردعها وهم يمسكونها من ذراعيها وهي تعافر لكي تتخلص من قبضتهم المحكمة عليها ، كانت مثل الوحش الكاسر ونجحت في الإفلات منهم ورمقتهم بعينين محمرة كالدماء وخرج صوتها الغاضب يردد كلمات لم يستعبها أحدا من الواقفين أمامها يتطلعون إليها بأندهاش
-خضوع ... خضوع ... مرض ... موت ... نااااار ... ذل ... ذل
بكت بنحيب وصوت انينها كان يمزق بقلبهم وهي بتلك الحالة
ثم نزعت حجابها بقسوة والقته أرضاً وظلت تشد بخصلاتها تنتزعها بقوة وفجأة كفت عن البكاء وتطلعت لهم بدهشة ثم رددت :
-عاوزة أشوف بابا
وعندما انتبهت لوجود سراج وضعت كفيها على خصلاتها المتناثرة وبحثت عن حجابها ثم التقطته ووضعته تواري خصلاتها ولم تتذكر شيئا منما حدث معها
هز سراج رأسه بأسي ثم قال وهو يغادر الغرفة:
- انا جاهز اوصلكم المنصوره
أغلق الباب خلفه ثم زفر أنفاسه بضيق وقال:
-ما هي يا مجنونة يا مجنونة بردو مافيش كلام
ثم ابتسم بخفه وهمس يحدث نفسه :
-قال وتيتة عاوزة تجوزهالي ، دي مجنونة رسمي فهمي نظمي وهتجنن أمي
❈-❈-❈
في نيويورك
داخل السفارة ثم توثيق الز واج وقرر أن يعود إلى القاهرة بعد إنهاء تلك الخطوة الهامة بحياته ، وبالفعل كان محدد موعد السفر من قبل وسيفاجئ عائلته بوجوده .
كان يحـ تضن خـ صرها وهو يدلف بها داخل المطار وعندما أعلنت الخطوط الجوية عن أقلاع الطائرة ، تشابكت أيـ ديهم وسارو سويا متوجهين الي مكان صعود الطائرة ثم استقلوا بأماكنهم داخلها والتقط كفها يطبع قـ بلة
رقيقه أعلاه وعيناه تعانق عينيها بحب ثم همس قائلا:
-بحبك ..
لمعة عيناها بفرحة واجابته برقة:
- وأنا كتير بحبك
-مش مصدق أنك بقيتي مراتي خلاص
توردت وجنتيها خجلاً وقالت:
-مش راح تندم على ها القرار
-راح اندم بس على أن ماقبلتكيش من زمان ، كانت حياتي كلها اتغيرت ، بس سبحان الله كله بأوان وكل حاجة بتيجي في وقتها وميعادها
جف حلقه فجأة وصمت عن الحديث وعلم بأن النوبة الصراعية ستهاجم عقله الآن
قبض على كفها بقوة شعرت ميلانا به وهتفت بقلق وهي تمسك وجنته بيـ دها الأخرى قائلة:
-أسر حبيبي فينو علاجك تاخدو هلأ
ضغط على أسنانه بقوة ورفع عيناه ينظر لسترته
دست يدها مسرعة لتلتقط دواءه من داخل سترته وافرغت واحده من الأقراص بين أطرافها وحاولت أن تفتح فاه وتضعها
لانت أعصابه المشدودة عندما راء اللهفة في عينيها وصراخها لكي يفتح فمه وتضع داخله القرص الذي سيحد من تلك النوبة وعندما شعر طاقم الطائرة بوجود شيء مقلق اسرع الكابتن ومضيفة تحاول مساعدتهم ولكن وقفت ميلانا ومنعتهم من الاقتراب منه وأنها فقط من يستطيع مساعدته، رفضت أن يراه أحد بتلك الحالة لانت ملامح وجـ هه وفتح فاه دست القرص بفمه وظلت تنظر له باحتواء لم تتفوه بكلمة ولكن عيناها كانت تحدثه بالكثير ، أغمض عيناه وهي عادت لمكانها ولكن جذبت رأسه لتتوسد صـ درها وظلت تربت على خصلاته برفق
أقلعت الطائرة وحلقت في السماء متجهًا إلى مطار القاهرة الدولي..
❈-❈-❈
بعد مرور ساعتين كان يصف سيارته أمام المشفى بعدما علمت من سناء بوجود والدها بالمشفي لم تكن على علم بذلك، لم تكف عن البكاء
ركضت مسرعة لتصل إلى والدها ، تبحث بعيناها بكل مكان عن وجود عائلتها
وقفت فجاءة عندما وجدت طارق يقف أمام غرفة الرعاية يبكي
أرتجفت اوصالها وجف حلقها ولم تعد لديها قدرة على السير شلت جميع حـ واسها
انتابها شعور بالصدمة
وإرتعاش النبض وإرتجاف الايـ دي
وإنقباض القلب ، وصور الوداع الاخيرة تحرقها عندما تذكرت بأنها كانت النهاية ولم تراه ثانياً
حدثت نفسها بمرارة :
-هل رحل عني وتركني أكابد بمفردي عثرات الحياة وقساوتها
صرخت بأعلى طبقات صوتها قائلة:
لا قلبي مش هيتحمل الكسرة
نظر طارق لذلك الصوت ثم سار إليها بلهفة شوق لرؤياها وجفف دموعه
وقف أمامها يردد اسمها بفرحة:
-حياة..
أمسكت بذراعه ونظرت له بقلق:
-بابا يا طارق بابا
ربت على كتفيها بحنان وقال بحب:
-عمي بخير ماتقلقيش
خبطته بقوه في صـ دره وقالت:
-امال أنت بتعيط ليه ؟ وفين ماما واخواتي
تأوة من شدة الضربة وأشار لها :
-جوة عند عمي في العناية
دفعته مبتعدة عنه وهي تلعنه وتسبه في نفسها
وفتحت باب العناية بلهفة ثم ركضت إلي حيث فراشه لتتسمر مكانها عندما وجدت سليم يتحدث مع والدها
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي من رواية خيوط العنكبوت، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية