-->

رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 12

 

قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية عشق الرعد

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد

الفصل الثاني عشر



ابتسمت عشق وهي تنظر باتجاه رعد النائم، حسنًا نادرًا ما تراه غافي على عكسها تمامًا فهو كثيرًا ما يستيقظ وهي نائمة يتأملها فقط، مررت يـ ـدها في شعره ثم ضمت رأسه لها، اليوم الثالث على وجودهم في هذه الصحراء سويًا، عادت بذاكرتها إلى يوم طلب نورهان لوالدها


في يوم الجمعة 

وقفت عشق أمام المرأة تنظر لنفسها ثم اطلقت زفير غاضب وهي تنظر لرعد الذي نفى برأسه ببرود، صرخت بانزعاج وهي تلتفت له ثم خلعت فستانها ورمته نهائي بعيداً


عشق بغضب : أدي أم الفستان الحداشر، مروحش وأريحك يعني 


رعد : كلهم وحشين 


عشق بصراخ جنوني : دا اللي هيجنني ولا واحد فيهم وحش، شوية تقولي دا ضيق دا قصير دا متحزن بحزن ودا متزفت بزفت، أنا زهقت أقولك مش راحه بقى


رعد بحدة : خلصتي، بعد كده صوتك ميعلاش مفهوم


عشق : مفهوم مفهوم 


ثم انفجرت باكية وهي تتجه تجلس على طرف السر.ير، اتجه للخزانة يخرج فستان بسيط من اللون الأبيض ثم انحنى أمامها 


رعد : يا نكديه 


عشق : متكلمنيش


رعد بإبتسامة : طيب بصي كدة


رفعت وجهها وكادت تنزله لكنها شهقت بصدمة، وضعت يد.اها على فـ ـمها وهي تقف متأملة الفستان بإندهاش، اقترب منها يضعه على السر.ير ثم مسح دموعها 


رعد : كان ليه لازمه العايط ده ؟ 


عشق : ما أنت زهقتني 


قبل جبينها ثم دسها داخل أحـ ـضانه يعتذر بخفوت، مررت وجهها في عنقه وهي تضـ ـمه بقوة وعشق، همس له بصوت مبحوح : جاهزة أخطفك بعد ما نروح مع باباكي


عشق : جاهزة لأي حاجة طالما معاك


قبل باطـ ـن كفها وهو يقول : طيب يلا عشان مغيرش رأيي، في فستان كحلي هتلاقيه جوه خديه والبسيه


عشق : طب والأبيض ده 


رعد وهو يحاوط وجهها : دا هيبقى لرعد بس يا عمر وروح رعد 


عشق بإبتسامة : متأكد من اللي بتقوله ؟


رعد وهو يداعب أنفها بأنفه : طبعاً أنتِ أساساً كل حاجة لرعد ودي معروفة، يلا روحي غيري 


عشق : حاضر 


اتجهت ترتدي الفستان بينما جلس هو يبتسم، أنتهت تدور حول نفسها فوقف قائلا : أعمل ايه فيكي، أنتِ بتحلي الهدوم


اتجهت تقف أمامه ثم قالت بإبتسامة : يا ريت العالم كله يشوفني بعيونك، يلا 


رعد : يلا يا عشقي 


تقابل هو وعشق مع أحمد ثم اتجهوا سويًا إلى قصر المهدي، استقبل الجميع أحمد وعشق ورعد، جلس أحمد بجانبه من جهة عشق ومن الآخرى رعد، نورهان تجلس بجانب والدها وبجانبها ابنها بجانبه لارا والفتيات في حين على ناحية علي الآخرى الشباب 


طلب أحمد يـ ـد نورهان له من أدهم وعلي، ابتسم أدهم وهو يؤكد لجده فقال الجد : وأحنا مش هنلاقي أحسن منك لبنتي 


وبالتأكيد هو سأل على أحمد قبل الموافقة على أمر مجيئه، بدأ الجميع يلقي التهاني عليهما بينما ضمته عشق بقوة 


عشق : مبروك يا حبيبي ربنا يسعدك يا رب ويعوضك 


أحمد بخفوت : مفيش حد هيقدر يعوضني عن نور يا عشق 


حاوطت وجنتيه تُقـ ـبل أحدهما قائلة : هتتعوض يا حبيبي


عادت تضـ ـمه بقوة فربط رعد على ظهرها لتكف عن هذا، ضحك أحمد بخفة ثم ضم رعد قائلاً : بتغير عليها مني


رعد بإبتسامة بسيطة : ما حضرتك بتغير عليها مني 


أحمد : طب ايه مش هيبقى لينا حل 


رعد بتأكيد : هيبقى متقلقش


سحبت چمان عشق في خفوت تام دون أن يلاحظها أحد ثم دخلت بها إلى أحد الغرف، وقفت عشق في انتظار حديثها الذي لابد منه ولا تكون چمان إلا إذا فعلت 


چمان بانفعال : فرحانة اوي يعني، أظن الدنيا مش سيعاكي الوقتي 


عشق بتأكيد : حصل بس مش معقول جيباني عشان الكلمتين دول 


چمان بحدة : أنتِ عملتي كده ليه ؟ بتكرهي مامتك للدرجة دي، أنتِ يا عشق وبنفسك بتضغطي على باباكي وبتجوزيه، بتجبريه على قرارك وتخليه يتجاهل الكل أنا وأهلي وقلبه نفسه مش مطاوعة 


عشق بمرح : دا معناه أنا أغلى عند بابا من قلبه 


چمان بغيظ : أنتِ ليكي عين تهزري، أنا بجد متفاجأة منك أزاي في حد بسواد القلب ده، عندك أنانية عمري ما شوفتها، على فكرة أنا مش هسمح بابا أحمد يتجوز غير ماما مهما حصل، لو أنتِ وحشه كده في حقهم انا مش وحشه


عشق بانفعال : وأنتِ مالك ! أنتِ مفكرة ايه لو بيني وبين مامتي ما صنع الحداد هتحبيها أكتر مني ولا هي في يوم هتحبك أكتر مني، أنا بنتها أنا اللي من دمها وأنتِ مش أكتر من بنت أختها، أحمد أبويا أنا ونور أمي أنا متديش نفسك أكتر من حقك ولا  تخليني اجرحك بالكلام لأني بعرف كويس اوي اعمل الحركة دي مش أنتِ بس فاهمه يا چمان 


ثم اتجهت للخارج لكنها تذكرت شيء لتعود وتقول : صحيح حطي في دماغك بابا أحمد دا يخسر الدنيا عشاني يعني متدخليش في حرب خسرانة مش هينوبك غير خسارته وخسارتي كمان خسارة ماما نور اللي بتشوفيها من وراه أنتِ وكل عيلتك من سنين بس مخبين عليه


اتسعت أعين چمان فابتسمت عشق بخبث ثم خرجت تجلس بجانب والدها، ضـ ـمها يُقـ ـبل جبينها في نفس الوقت خرجت چمان وكانت في محل رسالة صريحة لها 


غادرت عشق مع والدها على اتفاق بأن الخطوبة يوم الجمعة القادمة، وصلت عشق منزلها ثم اتجهت داخل غرفتها فهمس لها : البسي فستانك، ورانا مشوار 


عشق وهي تحرك رأسها بعشوائية : أو،كى 


عـ ـض وجنتها بخفة ثم خرج يبدل ملا.بسه كذلك هي بعد وقت خرجت عشق من الغرفة ترفع شعرها لأعلى وهي تبحث عنه، اتجهت له تضـ ـمه بقوة فبادلها وهو يُقـ ـبل عنـ ـقها ثم همس في أذنها : جاهزة أخطفك


عشق بتأكيد : طبعاً


قبض على أناملها ينزل معها ثم فتح باب سيارته لها، دخلت ليغلقه واتجه يقود هو، بعد مرور نصف ساعة نامت عشق وهو ما زال يقود، مر وقت طويل ثم وصل في منتصف الليل يتأملها متذكراً أول لقاء


يا ليته أخذها لمنزله حينها ولم يضع لحظة في بعدها، أجل هنا يقصد باللحظة الأسبوعين، مرر يـ ـده على شعرها يعيده خلف أذنها ثم انحنى يناديها بصوت خافت


رعد : عشقي، عشقي


همهمت وهي تفتح عيناها ثم أدارت وجهها تنظر له، قبل جبينها وهو يقول : فوقي يلا كده 


عشق : وصلنا 


رعد بتأكيد : أممم قومي يلا معتش غير عشر دقايق


عشق باستغراب : على ايه ؟ 


تجاهل الرد ثم نزل واتجه يفتح الباب لها، ساعدها لتنزل ثم بدأ يسير بها، شهقت بخفوت وهي تندس بحـ ـضنه قائلة : أحنا في صحرا 


رعد : أيوة هنقعد أسبوع هنا لوحدنا


عشق : وسط الدياب صح ؟ 


رعد بتأكيد : صح


بدأت تسير على الأنوار وهي تضحك ثم كل قليل تنظر له بسعادة، وجدت بعض الورود تتساقط فوقها فدارت حول نفسها وهي تضحك قائلة : ايه الجمال ده 


رعد : مفيش حاجة أجمل منك 


وصلت لمكان معه فوجدت طاولة في المنتصف عليها قالب جاتوه متوسط الحجم وعليه صورة لها، شهقت بصدمة وهي تلتفت له 


سـ ـحب يـ ـديها ثم قبل جبينها قائلاً : ذي النهاردة من عشرين سنة أتولدت اللي منورة حياتي كلها، كل سنة وأنتِ كل حياتي، كل سنة وأنتِ نوري، كل سنة وأنتِ عشقي الأول والأخير


اتسعت عيناها فأكمل بإبتسامة : كل سنة وأنتِ حتة مني


اقترب منها ثم اخرج عبوة من جيبه يفتحها، أخرج خاتم قد وصى عليه خصيصاً لها، البسها إياه ثم قبل يـ ـدها هامساً : بحـ ـبك يا عشق


فرت الدموع منها وهي تقول : قولت ايه ؟


رعد بإبتسامة خافتة : هي بتتقال مرة واحدة


عشق : عشان خاطري


رعد : انفخي الشمع الأول 


نفخت الشمع ثم قطعت الكيك تأكل منه، ضحك وهو يقرص خدها قائلاً : على فكرة أنا اللي جايبه 


عشق : جايبه لمين ؟ لعشق، يبقى مين ياكله ؟ عشق


دارت حول نفسها قائلة : صحيح قولي ايه رأيك فيا وأنا عر.وسة


رعد بإبتسامة وهو يتأملها بنظرة شاملة : لسه خاطفة قلبي 


مـ ـصت أصابعها فتأملها بانزعاج وهو يمسك يـ ـدها ويسحب منديل يمسح أصابعها قائلاً : بطلي تصرفات الأطفال دي


عشق : يا دي النيلة، لسه بتقرف برضو مش كنا بطلنا الحركة دي


رعد : أبطل ايه يا عبيطة ؟ 


حركت عيناها بعشوائية وملل لتردف : بص خلينا نقفل على الحوار ده ونكمل برومانسية، ايه الفقرة الجاية بقى ؟


رعد بإبتسامة : مستعجلة على ايه ؟ كفاية عليكي كدة هسيبك في الصحرا دي يطلع عليكي ديابه ياكلوكي


نظرت حولها بتوتر ثم قالت : أنت على فكرة غريب يعني المفروض كنت تاخدني في يخت نص البحر 


رعد : أيوة نص المحيط وارميكي لسمك القرش صح ؟


عشق وهي تلكزه : شرير، أو مثلا تشتريلي جزيرة هدية نقضي عليها الأسبوع ده


رعد بانبهار ساخر : يا سلام جزيرة مرة واحدة، كملي كملي


عشق بتفكير : أممم أو تاخدني مثلاً المادليف 


رعد بتصحيح : تقصدي المالديف 


عشق بتأكيد : أيوة المادليف دي، حاجات بتاعت الناس الأغنية دي قمة الرو.مانسية، لا بس واضح أنك بخيل يا رعودي


حرك رأسه قليلاً ثم قال : معاكي حق أنا بخيل، يلا هنرجع بجد، خسارة فيكي الصحرا الجرداء دي


عشق : وكمان جرداء ومستخسرها فيا اخس 


رعد باستفهام : قولتي ايه ؟


عشق بتوتر : احم مقولتش حاجة


رعد وهو يقترب : اخس على مين بقى ؟ 


عشق : على أفكاري طبعاً أساساً أنا المهم عندي أبقى معاك مش مهم فين، يعني مش هسمحلك تبوظ أسبوعي ده أساساً طالما هيبقى معاك، وأنا هعوز ايه غيرك ؟


حاوط خـ ـصرها يجـ ـذبها له ثم مـ ـسك ذقنها قائلاً : أنتِ بتجيبي الكلام ده منين 


عشق : من دماغي واللي بحس بيه، أنت عندي أحسن حد في الدنيا دي كلها أنا ... 


قاطعها وهو يُقـ ـبلها بعشق ولم يسمح لها بتكملة حديثها، انحنى يحملها بين يـ ـديه وهو يدخل بها داخل خيمة، أسدل رعد الستائر خلفه لتكون عشقه زوجة له فعلي أمام الله ... 


❈-❈-❈


في منزل آدم

أنتهى آدم من عمله ثم اتجه إلى غرفته المنفصلة عنها فهو لا يحب رؤيتها كثيراً حتى يسمح لنفسه بالبقاء معها في نفس الغرفة، تمدد على سر.يره يفتح أحد الكتب ويقرأ فيها 


طرقات بسيطة على الباب ثم دخلت حورية قائلة : آدم فاضي 


رفع عينه ونفى مشيراً بيـ ـده أن تخرج وتغلق الباب، دخلت وأغلقت الباب خلفها واردفت : تمام بما إنك فاضي عايزة أقولك إن ... 


آدم : بره يا حورية 


اتجهت بجرئة مستمعة إلى نصايح عشق لها وجلست على طرف السر.ير أمامه، أخذت الكتاب واغلقته ثم وضعته جنباً، أغمض عيناه بقوة يحاول السيطرة على غضبه 


حورية : أحنا هنفضل على الوضع ده كتير 


آدم بسخرية : زهقتي وعايزة تطلقي يعني 


حورية : ممكن نشيل اوبشن الطلاق ده ونبدأ نفكر في حلول تانية 


آدم : ذي ؟ 


فكرت قليلاً ثم قالت : ذي مثلاً تعرف إن ماجد ... 


آدم بصوت مرتفع : متنطقيش اسمه 


حورية : ذي مثلاً الحزن التقيل ده عمره ما مـ ـسك تجاوز مـ ـسك الإيد


آدم بغضب : ويمسك إيـ ـدك ليه ؟ 


حورية باستنكار : طب ما أنت مسكت وحضنت وبوست ومتكلمناش 


آدم : ومتجو.زين يعني نصيبي يعني أنا حر أعمل فيكي اللي عايزه


حورية بضحك : دا أنت طلعت أناني بقى ونر.جسي، طب ايه مش من حقي برضو أنا في حضنك، دا أنا ذي مراتك يعني


آدم باستنكار : ذي ! 


أكدت برأسها ثم صعدت على السر.ير تندس أسفل غطائه قائلة : هحكيلك بس خدني في حضـ ـنك كده 


فتح ذراعاه وأخذها داخل أحضـ ـانه فابتسمت مقبلة وجنته ثم قالت : يعني مثلاً من يوم ما اتجو.زنا مبوستنيش غير مرتين، حضـ ـنك ده دي تالت مرة كمان انضربت منك خمس مرات 


هتف بأسف حقيقي وهو يُقـ ـبل وجنتيها : أنا أسف 


حورية : شوفت حتى بتصالحني بطريقة غلط، مش دي طريقة صلح المتجو.زين


آدم : وأنتِ عرفتي منين طريقة صلح المتجو.زين 


حورية : عشق قالتلي 


آدم : عشق قولتيلي، ويا ترى جايه من نفسك ولا عشق قالتلك 


حورية بتفكير : أممم بصراحة هي قالتلي اتلزقي فيه، الطريقة بقى طريقتي والكلام كلامي، آدم 


همهم لتكمل : عايزة نرقص سوا رقصتنا، ممكن 


آدم : لا وقومي روحي أوضتك 


حورية برفض قاطع : لا، أساساً الأوضة دي أحلى من اللي أنا فيها، أنا هفضل هنا جنبك 


آدم بهدوء : هنا ولا جنبي ؟ 


دفنت وجـ ـهها في عنقه وهي تقول : جنبك ثم اي مكان، تعرف يا آدم برغم تغير الظروف وكل حاجة حوالينا إلا أني ما زلت بحس بنفس الأمان في قربك، بحس الوجع منك بشع لأن زمان لما الدنيا كلها بتزعلني كنت بترمى في حضـ ـنك 


تركها قائلاً : قومي امشي يا حورية 


حورية بقلق : في ايه ؟ 


آدم بحدة : قومي بقولك، يلا متورنيش وشك 


حورية بدموع : يا آدم 


آدم بعصبية : امشي من وشي


خرجت تبكي بانهيار بينما سـ ـحب هو الغطاء وأغمض عيناه يذهب في ثبات عميق لا يشعر بتلك التي تأكل أصابعها ندمًا، تذكرت في أحد الأيام ذهبت له الشركة


حورية للسكرتيرة : قوليله حورية بره 


السكرتيرة : يا فندم في إجتماع ربع ساعة وهيخلص


جلست مكانها تحاول منع دموعها، دقائق مرت كالساعات ثم خرج الأفراد فاندفعت للداخل 


حورية بلهفة : آدم 


التفت لها فانطلقت جرياً لحضـ ـنه تبكي، أشار للسكرتيرة بإغلاق الباب ثم حاوط وجـ ـهها يمسح دموعها بقلق


آدم : مالك يا توتي ؟ أهدي بس مين مزعلك 


حورية ببكاء : بابا 


آدم باستغراب : ليه 


حورية بحزن : كل أما أختار حاجة في جهازي يقولي استني أختك الكبيرة تختار الأول، ولما قولت عايزة حاجة راح قالي لا غالية هنجيبها لحياة عشان الكبيرة، كل حاجة حياة حياة ويقولي أنتِ الصغيرة واستعجلتي على نفسك


آدم باستنكار : يا نعم استعجلتي على ايه ؟ دا أنا أصور قتيل فيها 


حورية : أكيد يعني مش هتراجع بس زعلت اوي يا آدم، يعني ليه يكسروا فرحتي بحاجتي


آدم : دا اللي مزعل القمر بتاعي، هاتي بو.سة وأنا أديكي الحل 


ضحكت بخفة وهي تستقبل قبـ ـلته بحب عكس أول مرة ثم رن على والدها الذي سرعان ما أجاب قائلاً : أيوة يا ابني سلام عليكم 


آدم : عليكم السلام، ازيك يا عمي 


والد حورية بقلق : بخير يا ابني، خير في حاجة ؟ 


آدم : خير إن شاء الله بس كنت حابب أقولك إني قررت مع حورية هنجهز شقتنا على ذوقنا، يعني هنزل معاها نختار العفش كله والحاجات التانية، كمان أنا مسئول من كل قرش في شقتنا 


والد حورية باستنكار : يعني ايه يا ابني ؟ ميصحش بعدين أنا مش ... 


آدم بهدوء وهو يضم حورية التي تستمع بانتباه : أنا همضي على قايمة بضعف قايمة أختها كمان أنا شاري حورية ومش عايز غيرها حتى شنطة هدومها هجيبها ليها بنفسي


والد حورية : بس يا ابني 


آدم : مبسش يا عمي مفهاش حاجة أنا راضي وحورية راضية مستنين بس موافقتك وأنا عارف إنك مش هتكسر بخاطرنا 


صمت والد حورية لوقت ثم قال : ماشي 


أغلق الخط ثم نظر لها قائلاً : الأميرة حورية تؤمر بحاجة تانية 


حورية بصدمة : أنت كنت بتتكلم جد ! 


آدم بمرح : ههزر معاكي يا بت يعني عشان خطبتك فكرتيني من سنك 


حورية بانزعاج : يا آدم 


ابتسمت حورية بألم من وضعها الحالي معها، عادت تؤنب نفسها كعادتها وتضع له ألف مبرر ومبرر، تنهدت بحزن دفين ثم غفت هي الآخر


❈-❈-❈


في صباح يوم جديد

وقفت عشق خارج الخيمة تفتح ذراعيها مستمتعة بموجات الهواء التي تلفح جسـ ـدها، تطايرت خصلاتها كذلك ملا.بسها التي شبه خفيفة بفعله، ضـ ـمها رعد محاوطاً خصـ ـرها من الخلف 


رعد : عايزة تاخدي برد ونقطع اسبوعنا هنا


عشق بنفي : لا مش هيحصل حاجة، المكان دا جميل اوي


قبل شعرها قائلاً بمرح : عارف، تيجي بقى اكلمك في حاجة


التفتت تنظر له بانتباه، حاوط وجـ ـهها يرفعه له ثم قال كلمة يدور حولها الموضوع : الحجاب 


لم تبدي رد فعل مخصص، ظلت تستمع له بانتباه فاردف : دا فرض ذي الصلاة مثلاً، أحنا مسلمين هل ينفع منصليش ؟


نفت برأسها، مرر يـ ـده على شعرها ثم قال : أنتِ حفظتي معايا سورة الأحزاب، عرفتي أنا بدأت ليكي بيها ليه 


عشق : لا 


رعد : طيب قولي معايا كدة بسم الله الرحمن الرحيم " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا .. " 


قاطعته عشق مكملة : " وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ "


عاد رعد يقول : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ .. "


عشق : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا " صدق الله العظيم، أنت تقصد مش الحجاب بس 


رعد بمرح : الحجاب وبناطيل المنصورة وبلوزات المنصورة وميك آب المنصورة، الرسول عليه الصلاة والسلام قال " صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " 


عشق : بس أنا مش عايزه البسه، عشق حابه عشق كده، هو أنا ايه عقابي 


رعد : معصية الله، متستهنيش بيها بعدين ايه الحكمة إنك تخرجي بشعرك، خليكي في البيت بيه ويا ستي هفضيلك الحراس نحية الجنينة اتمشي بشعرك براحتك، اخرجي وأنتِ ساترة نفسك 


تنهد ثم أكمل : عشق أنا مش عايز حتة منك تبان، عايز كل حاجة فيكي تبقى ليا لوحدي، يعني أنا لو الموضوع في إيـ ـدي هنقبك مش هخليكي تلبسي الحجاب بس، أنا مش عايز اجبرك بس دا الصح ودا اللي أنا نفسي تعمليه، أنا مش فرحان وأنا ماشي استعرض جمال مراتي قدام الناس 


ربعت يد.يها قائلة بعبوس : على فكرة بقى أنا عارفة إن الحجاب أقل من الكذب


رعد باستنكار : وأنتِ ايه اللي يوصلك لدي ولا دي، يا ستي البسي طرحة عايزة ايه أكتر من كده 


عشق : نعم ! هو أنا واخد الموضوع على أعصابك ليه ؟ أنت هتتحاسب عليا 


حرك رأسه بتفكير ثم قال : مش متأكد بس اعتقد لو في فيكي نتيجة إيجابية لمحاولة ومعملتهاش أة هتحاسب، بعدين أنا هحاسب نفسي مش كفاية 


عشق وهي تضيق عيناها : رعد أنت بتشكلني على مزاجك


رعد : ليه مثلاً منقولش بغير، بلاش كلمة تشكلني لأن التشكيل في الصفات، وأنتِ بقيتي قطة كيوت لوحدك 


عشق بإبتسامة : ما عشان ... 


رعد بإبتسامة : عشان ... 


عشق : هلبسه خلاص مش أنت عايز كده 


رعد : أنتِ عايزة ايه ؟ 


عشق بانزعاج : عايزة نعيش في هدوء وأنت بصراحة صاخب ومزعج وزنان 


رعد : أنتِ خدتي عليا اوي 


عادت للخلف وهي تقول بضحك : مش حوار خدت عليك بس هي الحقيقة كدة بتوجع يا حضرة الظابط 


اقترب منها فانطلقت جرياً وهو خلفها قائلاً : ماشي يا عشق


صرخت وهي تقع في الرمال ثم زادت ضحكتها، حاوطها بيـ ـداه ووجهه مقابل وجهها ليردف : وقعتي، اختاري عقابك


عشق بمرح : قلبك أبيض يا رعودي 


رعد بتفكير : عشق بتقول ايه ؟ اة لا أنا قلبي أسود و ... 


أكملت قائلة : حرباية 


سحبها رعد لتقف قائلاً : طيب قومي يا حرباية نفطر 


وقفت عشق ثم حاوطت عنقه قائلة : كُل أنت 


رعد باستغراب : وأنتِ ؟


عشق قبل أن تعـ ـضه من وجنته : هاكلك 


انحنى رعد وحملها قائلاً : لا أحنا لازم نشوف الموضوع ده الأول. 


❈-❈-❈


في قصر المهدي 

تجمع الكل على طعام الإفطار بما فيهم چمان التي ما زالت تخاف من نظرات الجد لها، غمز أدهم للارا التي ابتسمت له، وقفت نينا قائلة : عن اذنكم 


علي : رايحة فين يا نينا ؟ 


نينا بهدوء : رايحة اخلص ورق في السفارة وهقدم على شغل


علي لأدهم : قوم وصل بنت عمك 


لارا بضيق : بس أدهم هيوصلني على الكلية 


علي : ياسين يوصلك وأدهم يوصل بنت عمه 


أدهم وهو يتناول الطعام : أدهم هيوصل مر.اته يا جدي


علي بحدة وانفعال : قولت ياسين يوصل لارا 


ياسين بضيق : ياسين هيوصل چمان بيت أهلها


علي بانزعاج : البنت دي مش صغيرة هو أنت السواق بتاعها ما تروح لوحدها


ياسين : حلو اوي نينا ولارا مش صغيرين وأنا مسئول من مر.اتي لا أنا سواق لارا ولا غيرها، قومي يا بنتي نكمل فطار بره 


ووقف يجـ ـذب يـ ـد چمان فاردف الجد بحدة : توصل بنت عمك يا ياسين 


أدهم وهو يقف : لارا تعالي 


علي : خليكي قاعدة مش هتروحي معاه، أنتِ لسه مش مر.اته 


أدهم بعصبية : قومي يا لارا بقولك


زفرت بانزعاج ثم وقفت واتجهت لأدهم قائلة : أنا مر.ات أدهم يا جدو وياسين ابن عمي مش جو.زي عشان يوصلني، نينا يوصلها السواق


علي بحدة : أنتِ بتكسري كلمتي 


نورهان : أدهم يلا خد مرا.تك وامشي، يلا حالاً


ذهبت لارا مع أدهم لتردف نورهان بغضب : أنت مش هتبطل حركاتك دي بقى، لارا مر.ات ابني وياسين متجـ ـوز، لا أدهم هيطـ ـلق لارا ولا أنا هسمح تخرب حياة ابني


علي بحدة : متدخليش يا نورهان، أنا حر في أحفادي، أدهم مش ابنك وأنا مش عايز لارا تكمل مع حد غريب، اختيارها زفت ذي اختيار الأستاذ


ياسين بغضب : أنت بتدخل ليه هو أنت اللي هتعيش لينا سلفًا، أنا بحب مر.اتي وفرحان معاها ولو لارا دي آخر واحدة في الدنيا والله ما تكون على ذمتي لحظة، ارتاحت كده، يلا يا چمان 


وسـ ـحب يـ ـد چمان ثم ذهب كذلك نورهان ونينا ثم قال همس : على فكرة أدهم أخويا برضو وحضرتك كده بتأذيني، عن اذنك اة ولا جايز أنا مش من الأحفاد برضو


زفر علي وترك الطعام لتنظر يارا باتجاه مالك وجاسر، تحدث جاسر بمرح : تعالي يا بت اتجـ ـوزك، هيقوم جدك كاتب لينا الجمل بما حمل


يارا بلهفة : بجد ! 


مالك وهو يرمي المنديل : دا أنتم شكلكم رايقين وفايقين


أشار جاسر بلامبالة ثم قال : كلي يا بت شالله ما طفحوا، المهم ناكل أحنا 


يارا بمرح : قولي بس هتتجـ ـوزني 


جاسر : موافقة يعني 


أكدت برأسها فاردف : لا مانع من محاولة سوا، خلصي هوصلك 


يارا : ارتباط دا ولا ايه ؟ 


جاسر : بصراحة أنا لسه مفركش أمبارح وزعلان بقالي يجي عشر ساعات بحالهم، يلا أموڤ أون معاكي


يارا بضحك : لا فعلاً متأثر بس يلا يا سيدي أنا موافقة، هنسيك أمها 


جاسر : لا متقلقيش أنا قومت الصبح فضلت عشر دقايق افتكر اسمها كان ايه، من كترهم معتش فاكر


يارا وهي تضيق عيناها : جاسر 


جاسر : أنتِ دمي يا بنتي عيب عليكي


يارا : ربنا يستر 


❈-❈-❈


تطورت العلاقة بين سيلا ويوسف بشكل ملحوظ، فهما أصبحا أصدقاء مقربين، تقريباً لا يتناول أي طعام بدونها كذلك هي، صباحاً يفطروا سوياً وفي الغداء يوم تعزمه وعشرة يعزمها حسب الاتفاق أيضاً في المساء يلتقوا على المشاية، لم يعد يهتم بمشاكل الخطوبة مثل من قبل كذلك اختفت لهفته على زينة 


في مساء اليوم سارت سيلا مع يوسف على المشاية تبتسم بخفة على أحد مزحاته، وقفت تنظر للبحر بأعين لامعة من روعة المنظر ليلاً، وقف يوسف بجانبها ينظر لعيناها التي تلمع بإعجاب واضح وربما مبادىء حب 


سيلا : هتفضل تبص ليا كتير، ما تبص قدامك بدل ما أحط صوابعي في عينيك 


يوسف بمرح : عنـ ـيفة اوي يا سيليو، قوليلي يا بت طول شعرك دا طبيعي كده 


سيلا ببرود : وأنت مالك


يوسف : بطمن على عيالنا بس 


ضحكت سيلا وهي تشيح بوجـ ـهها عنه ثم قالت : لا اطمن مفيش عيال ولا جو.از من أساسه يا أستاذ يوسف 


بدأت تسير كذلك هو بجانبها لتردف : متشكرة يا يوسف 


يوسف باستغراب : على ايه ؟


سيلا : على كل اللي بتعمله عشاني 


يوسف : لا متشغليش بالك دا حق قلبي 


نظرت له قائلة باستفهام : نعم ! 


تجاهل الرد وهو يسير مبتسم بخفة، سارت هي الآخرى بجانبه لتجده يمـ ـسك يـ ـدها متعمداً وأكمل السير.


❈-❈-❈


فتح عمار النور على والدته التي شهقت بخفة وفتحت عيناها، ابتسمت له تشير أمامها أن يأتي ويجلس، جلس أمامها يعطيها دوائها فابتلعته مرغمة حتى لا تحزنه 


نور : عندي ليك خبر حلو 


عمار : خير ؟


نور وهي تربط على شعره : الدكتور طمني وقالي أقدر اتعايش مع المرض فترة طويلة جداً، مش قولتلك مش هسيبك غير وأنت دكتور قد الدنيا


قبل جبينها ثم ضـ ـمها فبادلته، انفجرت باكية فجأة فربط على شعرها بحزن وحنية فهو يعلم أنها لم تتمكن من تجاوز فكرة خطبة والده لآخرى، نور تعشق أحمد بطريقة غير طبيعية وهو يعلم هذا 


في حين يجلس أحمد في شقته ينظر لأمامه بشرود، فكرة أنه يتز.وج غيرها ويقترب منها حتى لو كانت نسخة من حبيبته لا يتقبلها، نور ملك له وهو ملك لها ولن يكون غير هذا 


أغمض عيناه متذكراً لحظاتهم سوياً وفجأة أتت في باله لحظة ما قبل ذهابها نهائي عنه


أحمد بنفاذ صبر : أنتِ زودتيها اوي وفيها ايه لما اتجـ ـوز واحدة يتيمة وملهاش حد، دي بنت خالتي 


نور بغضب : وأنا ايه ؟ أنا يا أحمد بعد كل السنين دي


أحمد : أنتِ عمرك عملتيلي ايه ! هو ايه اللي أنا 


وضعت يـ ـدها على فـ ـمها تبكي ثم قالت : يعني حبي مش كافي


أحمد : اعمل ايه بحبك، دي أمي يا نور وأول مرة تطلب مني حاجة بالإصرار ده، جو.ازي مش هياخد حته ولا هيخسسك، أنا أحمد بتاع كل يوم وهفضل معاكي


نور بصراخ : مش هقبل طول ما واحدة تانية على ذمتك، عايز تتجـ ـوز تطلقني 


أحمد : بتزوديها اوي واساساً دا حلال ربنا انا مبعملش حاجة غلط 


نور : تمام طلقني واعمل ما بدالك 


أحمد بحدة : اعقلي واقصري الشر واتفضلي على أوضتك


نور بعناد : مش هتفضل، اتجـ ـوزها مش همنعك، أنت مش باقي عليا أنا هبقى على حبي، يلا طلقني 


تجاهل الرد وكاد يخرج من الشقة لكنها مسكت يـ ـده تمنعه قائلة : بقولك طلقني حالاً 


أحمد : نور أنا صبري نفذ منك النهاردة لو سمحتي سبيني


نور : مش هسيبك، أنت أساساً واحد غدار واللي يغدر مرة يغدر ألف، أنا معتش عايزة عيشتك الزبالة دي 


أحمد بغضب : أنتِ نسيتي نفسك ولا ايه ! أنا اللي لميتك وعملتك إنسانة وشيلتك من الهم اللي أنتِ فيه، ادخلي جوه عشان معلمكيش الأدب اللي ابوكي نسى يعلموهولك


نور بغضب : أنا متعلماه غضب عنك وعن أي حد في عيلتك، دور على نفسك وعلمها بدل ما أنت بترمي ولاد الناس بعدين أنت طالما مش راجل ومش ... 


نزل بصفعة غاضبة على وجنتها وكانت هذه أول مرة يفعلها، جـ ـذب خصلاتها قائلاً : مين ده اللي مش راجل ؟ لو أنا وحش فهيكون بسبب إن خدت واحدة اخرتها تنضفلي بيتي وعملتها هانم، واحدة متليقش بجذمتي حتى 


نور بدموع تنهمر : تمام طلقني 


أحمد وهو يدفعها : أنتِ ... 


صمت ولم يقدر على نطقها، ترك شعرها واندفع يلكم الحائط بغضب، غبي وكل ما تفوه به غباء، اتجهت للغرفة تحمل أغراضها وتضعها في الحقيبة بعشوائية وهي تبكي، دخل أحمد الغرفة وجذ.بها يغلق الخزانة ثم ضـ ـمها بقوة 


أحمد بألم : أنا أسف يا نور، أنا بجد أسف 


حاوطت ظهره تضـ ـمه وتبكي بانهيار ففرت الدموع منه وهو يعتذر منها، ظلت تبكي نصف ساعة وهي تضمه 


أنين خافت خرج منه كأن اللحظة مرت لتوها عليه، ليعود ويتذكر كيف قضى معها ليلة جميلة انتهت بإعتذاره ثم قال : وعد مني عمرها ما هتتكرر تاني 


الدموع تنهمر فقط فأكمل : هنسيب البيت هنا ناخد ولادنا ومش هتجـ ـوز والله عمري ما هفكر في الموضوع ده عشان اي حد، المهم سامحيني المرة دي 


نور : مكنتش أول مرة، بص يا أحمد أنا مش عايزة أضيع عمري في ده 


ضمها قائلاً : مش هيتكرر 


نور بتأكيد : ما هو مش هيتكرر 


بالفعل في اليوم التالي وبعده ذهابه للعمل، خيرت ولديها لتختار عشق احمد قائلة بغضب : مش هختارك، أنا بحب بابا أكتر منك وأنتِ اللي عايزة تمشي 


برغم مشاكل عشق ونور الكثيرة إلا أن عشق كانت لنور الروح، كلماتها اكملت انكسار ما تركه والده سليم خلفه كسره لها، ذهبت نور مع عمار إلى قرية صغيرة في نواحي المنصورة، كانت قريبة في المكان لكنها بعيدة عن العين، خمس سنوات داموا في الفراق، بحث أحمد عنها كثيراً لكنه فشل في إيجادها 


تنهد بتعب وهو يُوقع حلفانه للمرة الثانية ويخطب غيرها. 


❈-❈-❈


عادت عشق بعد الأسبوع مع رعد، ضحكت بسعادة وهي ترى والدها ثم اندفعت تضـ ـمه بقوة، ابتسم أحمد فمن ملامح عشق عرف مدى سعادتها في هذا الأسبوع مع رعدها، جلست عشق بجانب رعد تمـ ـسك يـ ـده وتتحدث مع والدها، للحظات حن للأمان والدفء الذي كانت تشعر به نور في حضوره، حن لنظرة عيناها التي يرى عشق تنظر بها لرعد


في يوم اخبرته عشق بأنها لن تحب بقدره في يوم، لكنه يجدها الآن تعشق رعد الشافعي بكل جوارحها، ذهبت عشق مع رعد عائدين للمنزل 


عشق : بكرة خطوبة بابا، جبتلي فستان ولا بخلت عليا ؟


رعد : لا بخلت 


عشق : يا بخيل المفروض هتحجب عايزة أعمل شوبينج يفلسك، عندك مانع 


رعد بنفي : لا أنت تؤمر يا جميل 


وقف بالسيارة وكاد ينزل لكنها مسكت يـ ـده تمنعه قائلة : مش عايز تقول حاجة 


فهم ما تقصد ثم اقترب منها ببطء حتى أصبح بينهما إنش واحد، قبل أنفها ثم قال : لا مش عايز 


عبست بانزعاج فوجدته ينزل متجاهل إياها، ظلت بالسيارة تنظر له وهو يسير، ضحك بخفة وهو يعود يفتح الباب لها 


رعد : يلا انزلي، اصلنا هنعيل 


عشق وهي تمد إصبعها الصغير : مش نازله وخد خصمك 


رعد وهو يمسك فكها : بس خصم المتجوزين مش كدة


عشق : دول المتجوزين إنما أنا طلقتني منك حالاً 


رعد : يلا يا عشق أنا جوعت، بطلي دلع 


عشق بحدة : عشق تدلع براحتها ملكش دعوة


انحنى أمامها ثم قال : عشق تدلع على رعد براحتها، وتخطف قلب رعد براحتها يا ستي ولا تزعلي


اخبروها ان تتوقف عن هذه النظرة التي تجعله يغرق فيها اكثر وأكثر، قبل جبينها ثم حملها يخرجها وأغلق الباب، انزلها لتقـ ـبل كلتا وجنتيه وسارت معه للداخل 


في اليوم التالي 

وقفت عشق أمام المرآة تتأمل نفسها بإعجاب واضح ثم التفتت تضم رعد الذي بادلها بعشق يُقـ ـبل شعرها، رفعت وجهها له تشير على وجنتها ليقـ ـبلها ثم الآخرى 


عشق : الفستان يجنن وأنت تجنن، يلا هودع شعري في آخر حفلة النهاردة 


رعد : لما الحفلة تخلص هنروح نشتري كل اللي نفسك فيه، ومن بكره بقى ... 


قاطعته قائلة : عشق جديدة خالص، ممكن بقى احط ميك آب النهاردة 


رعد : تؤ ممنوع، أنتِ عجباني كده 


عشق : عشاني 


داعب أنفها وهو يعود وينفي ثم قبل جبينها قائلاً بانزعاج مرح : أنتِ قصيرة ليه ؟ 


عشق : أنا مش قصيرة ولو قصيرة أعرف إن القصيرة دي هي اللي وقعتك بطولك دا كله 


رعد بإبتسامة : طيب يلا عشان أنا الشيطان بدأ يوسوس ليا 


عشق بأعين متسعة : شيخ رعد، ميصحش كده 


ضحك بخفة ثم اتجه بها لمنزل أحمد ومنها لقصر المهدي، الحفلة جميلة بسيطة تحتوي على عدد قليل من المدعويين، نورهان أجمل ما يكون كذلك أحمد في أفضل حالاته رغم الحزن المرتسم على ملامحه 


رعد لأحمد : حضرتك كويس 


أحمد بإبتسامة : كويس 


اقترب رعد وضـ ـمه فضحك أحمد بخفة ثم بادله، تحدث رعد : في يوم أنت قولتلي ادي نفسك وعشق فرصة، أنا النهاردة بقولك متديش نفسك فرصة أنت متأكدة إنها عمرها ما هتسعدك، أنا هكلم عشق 


أحمد : مفيش داعي سيبها تمشي واللي فيه الخير يقدمه ربنا 


تحدثت عشق مع لارا وهي تدور حول نفسها كالطفلة : بجد الفستان حلو، دا اختيار رعد 


لارا بإبتسامة : الفستان حلو والخاتم حلو وأنتِ حلوة اوي اوي اوي 


عشق بتأثير : يا روحي أنتِ قمر اوي 


وضمت لارا التي ضحكت وداخلها يبني صورة أفضل لعشق، فهي حين يتهشم ذاك الحاجز الرقيق يحل محله أصل عشق الجميل 


بدأت عشق تقص لها ما فعلته مع رعد بتلقائية جعلت لارا تضحك باستغراب منها، أتى رعد لها يكتم فمها بخفة ومرح قائلاً : كفاية البطارية مبتفصلش، في ايه يا لارا ؟


لارا : سيبها دي طلعت عفوية وقمر اوي 


عشق وهي تبعد يـ ـده : عشان فرحانة ولما بفرح اوي بهيبر كده وببقى عايزة ارغي 


رعد : لما بتبقي مهيبره بس 


عشق بضحك : لا أنت برغي على قلبك في كل الأوقات عارفة، المهم هتيجي نرقص سلو 


رعد : تؤ 


لارا : أروح أنا لجو.زي حبيبي اللي مبيقوليش لا أبداً، صحيح عايزة احكيلك حاجة متنسنيش


رعد : تمام 


ذهبت لارا بينما التفتت عشق له تحاوط خـ ـصره قائلة : تؤ ليه يا رعودي ؟ 


رعد : نرقص في بيتنا بينا وبين نفسنا مش قدام حد


عشق : طيب هات بو.سة وأنت حلو كده 


قبـ ـل جبينها لتردف بعبوس مشيرة لفمها : عايزة بو.سة هنا


نظر حوله باحراج ثم قال مغيرًا مجرى الحديث : مش حاسه إنك ضغطي على باباكي


نظرت باتجاه أحمد الذي يكتفي بهز رأسه وهو يستمع لحديث أحدهم، أنامله تمـ ـسك دبلة زو.اجه من نور وداخله يصرخ بعدم خلعها، كل قليل يغمض عيناه بقوة ويعود ويفتحها


عشق بزفير : رعد أنا هقولك أنا عملت ايه 


ومن هنا بدأت تقص له فعلته فاردف بغضب : أنتِ بتهزري يا عشق ؟ 


عشق بقلق : لا، في ايه متقلقنيش !


رعد : بصي لمدام نورهان كده يا عشق، شوفيها بتبص لوالدك أزاي، حرام عليكي أنا من نظرة واحدة عرفت إنها بتحبه أنتِ أزاي محستيش


عشق باستنكار : تحبه أزاي يعني ؟ هي لحقت دي متعرفوش غير من ... 


رعد مقاطعاً إياها : أنا من أول مرة شوفتك يا عشق، محتاجتش ألف مرة 


عشق بنبرة باكية : يعني أنا غلطت 


زفر بحدة وهو ينظر باتجاه أحمد الذي البس نورهان الدبلة، خرجت عشق تسير وحدها وتبكي بحزن، كلما تنوي على فعل شيء جيد تكون نتائجه أسوأ مما يكون 


أتاها صوت تحفظ صاحبه جيداً : مبروك يا عشق، مبروك يا بنتي 


التفتت قائلة بلهفة وبكاء : نور 


نور بقهر : أة نور مامتك اللي ... اللي نفسها تعرف أنتِ بتكرهيها ليه، أنا عملتلك ايه ؟ فكرتي مرة واحدة تسأليني مشيت ليه أو حسيتي بأيه 


أشارت على نفسها قائلة : عيشتي أزاي كل السنين دي، حتى لما كلمتك مفكرتيش تقوليلي ليه المرة دي محتاجاني اوي، شاطرة يا عشق وحلال فيكي حملي وخلفتي ورضاعتي وتربيتي، عرفتي تكسري مامتك بجد


زاد بكاء عشق لتكمل نور : تعرفي أنا مش زعلانة من أحمد قد منا زعلانة إن بعد كل السنين دي، وبعد ما قدر يكون أول حاجة في حياتي كلها، بيفضل بنتنا عليا وأنا أمها 


عشق ببكاء : أنا اللي ضغطت عليه، أنا أسفه يا نور 


نور : مش بقول حبك عني، على العموم شكراً خففتي من وجعي كتير لما سمعتها منك، كسرة المرة دي مش صعبه لأنها مش من أحمد، عن اذنك اتأخرت على شغلي


عشق : استني متمشيش 


اقتربت نور وضمـ ـتها قائلة : مش عايزة امشي من جنبك بس مضطرة، هشوفك تاني 


زاد بكاء عشق وهي تتيقن مدى حب نور لها ثم ضمتها بلهفة : لا خليكي الوقتي جنبي يا ماما، ارجعي عشان خاطري بقى 


نور وهي تربط على شعرها : أنتِ كبرتي يا عشق، رجوعي معتش ليه لازمة بالنسبة ليكي، ربنا يسعد باباكي في حياتي وأنا صدقيني معتش هسيبك غير بأمر الله، هرجعلك بعد الحفلة ما تخلص 


ابتعدت نور عن عشق التي احنت رأسها تبكي بحزن من نفسها، لوم وعتاب نور يستحق قهرها كذلك حنيتها على في الآخر تستحق أكثر، متى سوف تتغيري يا عشق ؟! 


❈-❈-❈


" عاصم الشرقاوي " 

ابن عم عشق وهو أكبرهم، أناني كثيرًا والجميع يعلم بحبه لعشق، استغرب الكل قبوله لأمر زو.اج عشق هكذا لكن الحقيقة أنه متز.وج في الخفاء فتاة تركية تدعى ديرين 


فتاة في منتصف العشرين ذو بشرة سمراء رائعة وشعر متوسط الطول ينساب على ظهرها وأكثر ما يميزها هي عيناها الخضراء، التقى عاصم بها وتزوجها بعد فترة طويلة لكنه لم يخبر أحد حتى لا يقفوا في طريقه لعشق، أجل حين ينتهي ويمل من ديرين ويأخذ ما يكفيه من مالها سوف يعود لعشقه 


الصفة التي تسود داخل عاصم هي حبه للمال، يكره يوسف لأنه يستحوذ على حب أحمد الذي يمتلك مال لا تأكله نيران، لكن مهلاً لكل حدث وقت وهو ينتظر ذاك الوقت بالإضافة أن أخته سوف تتز.وج يوسف وتنعم بماله


وبرغم صفات عاصم السيئة الكثيرة إلا أنه يحب أخته زينة كثيرًا، وإذا شعر بذرة غدر او أذى ناحية يوسف لا يتردد في عمل مشكلة كبيرة لا ينهيها سوا أحمد 


" يوسف الشرقاوي " 

ابن عم عاصم والمفضل لدى أحمد أكثر من ابنه، يوسف مرح يحب الحياة والجميع، يفرض دائمًا اهتمامه وحبه على الكل برغم نفور البعض من هذا، يحب زينة ابنة عمه منذ الطفولة لكن بطبعه يمل سريعًا لكن معها استخدم صبر يكفي دولة، دائمًا ما تضع والدتها بينهما، لا تخرج لا تتحدث لا تسمح بمسك يـ ـدها لا تسمح بالوقوف معها وحدهما لا ولا ولا لشخصية مثل يوسف لا يجوز، ربما لو كان هذا من تصرفاتها هي لبقى لكن تفعل هذا بأمر من والدتها 


لو قالت له يا يوسف أنا لا أريد هذا لقال حسنًا لكنها تقول والدتي تقول أن أفعل هذا، تدخل زو.جة عمه في حياته جعله ينفر من حبيبته يا سادة ويا ليتها لم تتدخل فهي جعلته يمل ويكره هذا الحب 


يريد أن يتز.وجا فعلي لكنه تقول حين أنهي كليتي، حسنًا كفى أريد ان أعيش وأحب واجن مع زوجتي 


يوسف شخص حيوي لا يحب القيود، ايضًا طيب القلب يحب بنات عمه وأولهم عشق فهي أختهم بالرضاعة، لقد قامت والدته برضاعتها مع هدير أخته، يـ ـد أحمد اليمنى في العمل ويحب احمد اكثر من والده. 


أولاد عم لكن لا يمسوا بعض بصفة واحدة. 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة