-->

رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 13

 

قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية عشق الرعد

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد

الفصل الثالث عشر




وقفت سيلا تتابع الألعاب النارية بانبهار وسعادة، على الطرف الآخر اتفق يوسف مع بعض الشباب لفعلها حين علم بمدى حـ ـبها له، لمعة عيناها الغربية جعلته عاجز عن إنزال عينيه عنها، نظرت باتجاهه ثم فرت دمعة من عيناها


سيلا : دا عشاني 


يوسف بإبتسامة : شوفي بقى لو في حد غيرك 


عادت تنظر للألعاب ثم انفجرت ضاحكة بسعادة وهي تصفق، وقف خلفها يتابع ما تتابع ثم انزل رأسه يُقـ ـبل شعرها


يوسف : سيلا 


سيلا : نعم ؟ 


صمت قليلاً يتيقن مما سوف يقول، اردف : بحـ ـبك 


شهقة مكبوتة خرجت منها ثم التفتت له فحرك رأسه وكأنه يقول لها " معرفش أزاي ولا أمته " تنهدت ثم قالت : أنا جنبك من سنة وشوية، لا من سنتين، حاولت كذا مرة الفت نظرك بس أنت من حـ ـبك فيها مفكرتش ف أي واحدة، مش عارفة نقص ايه اللي لقيته فيها بس أنا مقبلش أكون سد خانه يا يوسف 


غادرت تاركة خلفها عقل متكدس بالأفكار يحاول معرفة حقيقة تلك المشاعر، عاد لمنزله يجلس على سلم العمارة حيث كان يحب الجلوس مع عمه أحمد، بدأ يفكر في حديث سيلا وكلما أتى يقارنها مع زينة لا يرى سوا ضحكة سيلا 


نزل زينة ثم جلست بجانبه قائلة : اللي واخد عقلك يتهنى بيه 


نظر لها ببطء يتابع ملامحها، يوماً كان يغرق عشق بها تدريجي أصبح يرى في نفس الملامح تأنيب لكل افعاله لكن لحظات وتغطي سيلا على هذا 


زينة بقلق : حبـ ـيبي أنت كويس 


نفى برأسه ثم وضع وجـ ـهه بين يـ ـديه، وضعت يـ ـدها على كتفه ثم همست باسمه، عاد ينظر له قائلاً : تيجي نخرج يا زينة 


زينة بانزعاج : يعني أنت بتعمل ال show ده عشان نخرج، أنت بجد طفل يا يوسف 


يوسف : أنتِ بتحبيني يا زينة ؟


وقفت متجهة لأعلى قائلة : تصبح على خير يا يوسف 


يوسف : وأنتِ من أهله 


أخرج هاتفه ورن على ملجئه الأول وهو أحمد، رد أحمد قائلاً بانزعاج : دا وقتك ياض 


يوسف : قطعتك عن الرزيلة ولا ايه ؟ 


أحمد بغضب : امشي يا ... 


يوسف بمرح : بابا أهمد ءيب ءوووي


أحمد : عايز ايه ؟ 


يوسف بتنهيد : مخنوق وعايز افضفض معاك 


أحمد : مستني ايه يا ••• قوم وتعالى، هحضر عشا خفيف عما توصل 


يوسف وهو يقف : خفيف ايه ! اطبخ يا عم عايز أكله ترم عضمي، جايلك فوريرة 


أحمد بإبتسامة : مستنيك 


ونعود للقاهرة في وقت الحفلة، دخلت عشق تبحث بعيناها عن رعد، لم تجده فجلست على الأريكة الكبيرة تنظر لأسفل، وضع أحمد دبلة زو.اجه من نور في جيبه ثم نظر لدبلة نورهان، تحدثت نورهان بهمس : أحمد أنت كويس ؟


أكد برأسه في نفس الوقت دخلت نور تحمل أحد الصواني، بدأت بالمرور بين الحضور بثقة خارجية لكن داخلها توتر العالم أجمع، رفعت عيناها تنظر باتجاه أحمد من أسفل الكاب ثم لنورهان التي مسكت يـ ـده بعفوية


رفعت عشق وجـ ـهها ثم أشارت قائلة : كوباية مايه لو سمحتي


اتجهت نور لها ثم انحنت قائلة : أنتِ كويسه 


تركت ما بيـ ـدها ثم مررت يـ ـدها على وجه عشق تضغط على وجـ ـنتها بخفة مكملة : عشق 


عشق بمرح طفيف : روحي هاتيها من شعرها دي ماسكه إيـ ـد جو.زك، أنا لو مكانك كنت ضربتها علقة موت


نور بمرح : بيني وبينك أنا ماسكه نفسي، بعدين أبوكي احلو كده أمته يا بت


عشق بضحك : يا نور 


نور : بالله بصي عايز يترزع بو.سة محترمة، أنا بتجنب أبص عليه عشان بيجيلي أفكار عجيبه 


ضحكت عشق ثم وقفت تضـ ـم نور التي بادلتها، تحدثت عشق : أنتِ نسخة مني


نور بانزعاج : أنا المامي يا بت 


سحبت عشق الكاب من على رأسها ثم قبـ ـلت أنفها وكلتا وجنـ ـتيها لتعود وتضـ ـمها بقوة قائلة : أنتِ أجمل مامي في الدنيا، مش زعلانة مني ؟


نور : أنا بحبـ ـك يا عشق، وأحمد ربنا يسعده، خلاص بقى


أحمد من خلفها : هو ايه اللي خلاص ! 


اقترب من كلاهما ثم قال بنبرة مخيفة : الدقيقة دي تلبسي الكاب وتخرجي بره، إياكي تتحركي من بره عشان وقتها فعلاً هتصرف تصرف مش هيعجبك، يلا من غير شوشرة


نظرت نور باتجاه عشق ثم أخذت منها الكاب تر.تديه وخرجت مسرعة تجري بأسرع ما فيها، خرجت من القصر تكمل جري حتى ظهر أمامها سيارة ذو ضوء قوي


صرخت وهي تضع يـ ـدها على عيناها، شهقت حين سحـ ـب يـ ـدها وأخذها للسيارة يدفعها بداخلها 


نور بحدة : سبني أنت اتجننت يا أحمد، أحمد 


أحمد : مسمعش صوتك يا نور أحسن ليكي 


نور بغضب : أنت اللي مسمعش صوتك وأتفضل روح كمل خطوبتك وسبني في حالي


أحمد ببرود : حلوة شراستك دي، هتنفعك خليكي على موقفك


وصل إلى منزله بعد دقائق معدودة ثم أنزلها وفتح الباب يدفعها للداخل، خلع الكرافته التي ير.تديها ثم سحـ ـب يـ ـديها يقيدهما خلف ظهرها


نور بصراخ : أحمد أنت بتعمل ايه ! 


أحمد : عفاريتك اللي بتطلع دي، وشغل الأراجوز معتش ياكل معايا 


نور وهي تتقلب بانزعاج : يا أحمد 


دفعها لغرفته يقيد قدميها فبدأت تتحرك وهي تصرخ باسمه، سحب وشاح خاص بها ثم قال : ساعة وراجعلك يا نوري، بحبـ ـك 


نور : وأنا بكرهك معروفة يعني 


أحمد وهو يحاوط وجـ ـهها : نور 


نور بعبوس : يلا امشي 


أحمد : نور !


نور : بحـ ـبك ارتاحت كده 


قبـ ـلها بخفة ثم حاوط فـ ـمها بالوشاح يغلقه قائلاً : ارتاحت، مش هتأخر عليكي بس لما أجي هتفنن في عقابك على طريقتي، بموت فيكي 


حملها ووضعها في منتصف السر.ير يغطيها ثم خرج عائداً لقصر المهدي، وجد الجميع ينتظره فتعلل بوجود مكالمة هاتفية، قام بتناول العشاء معهم ثم ذهب 


نورهان بقلق : باباكي كويس يا عشق ؟ 


عشق بخجل : كويس بس عايزة احكيلك حاجة .. 


❈-❈-❈


تنهدت حورية وهي تغلق الكتاب ثم نظرت باتجاه غرفة آدم، لم يفتحها منذ أن عاد، حقًا لقد أحسن استخدام عقاب حورية، فهي الآن تتعلم تدريجي جزاء ما اقترفته من أخطاء


اتجهت مترددة في ذلك لكنها عزمت أمرها، طرقت على الباب ثم دخلت لم تجده، نادت عليه : آدم


فتح باب الحمام وخرج محركاً رأسه باستفهام : نعم ؟


حورية : مخرجتش من ساعة ما رجعت وقلقت عليك


آدم بزفير : لا متقلقيش، يلا اتفضلي 


حورية : يوووه علينا أحنا هنفضل كده كتير، يا آدم مينفعش كده 


آدم بهدوء : متقلقيش فات كتير معتش غير القليل وهنتطلق


حورية بدموع : أنت شايف إن دي أخرتها 


آدم : أنا شايف إن كبرت وآن الأوان افتح بيت بقى، هننفصل وشوفي حياتك وأنا هشوف حياتي


حورية باستنكار : أشوفها ! ماشي هشوفها ولحد ما اشوفها مش هتزفت أخرج من المحروقة دي 


آدم بضيق : هو عافيه ؟ أنا مش عايزك في نفس الأوضة


حورية بخبث : ثباتك بيقع قدامي صح ؟


آدم : لا يا شاطرة بتنرفزيني 


عادت تستند على ظهر السر.ير ثم قالت : أنت اللي بتكرهني ومش طايقني 


آدم : دي ودي يا سبحان الله 


حورية بحزن : أنت بجد بتكرهني يا آدم 


ترك الفوطة من يـ ـده ثم اتجه لغرفة الملابس، دقائق وعاد ليجدها تضع وجـ ـهها بين يـ ـديها، آدم بقلق خفي : أحم مالك ؟


حورية : مفيش، بس بفكر إن اللي مصبرني على كل حاجة أني اتجـ ـوزتك أنت 


أغمض عيناه بقوة ثم فتحها قائلاً : أنتِ عايزة مني ايه يا حورية، الحكاية قربت تخلص وأنا بجد مخليكي إكرام لأخويا ومر.اته بس أول ما الاقي المناسبة هنتطلق


حورية : بس أنا مش عايزة اطلق 


وقفت واتجهت له تحاوط عنقه قائلة : ما تيجي ننسى يا آدم، ونبدأ من أول وجديد، افتكر كل ذكرياتنا الحلوة


آدم : أنتِ عيلة يا حورية بالنسبة ليا، عيلة لعبت بيا 


حورية : اعتبرني عيلة وغلطت، عديها ليا أنت مش كنت بتقولي دايما أنتِ بنتي وبنتك غلطت


دفعها عنه صارخاً به : أنت مفكراني محاولتش، حاولت كتير يا حورية أعديها ليكي، بس مش قادر كرهتيني فيكي وفي نفسي لما أذيتك، وفي بيتنا اللي عملنا كل حتة فيه سوا، حتى الذكريات يا حورية لما بفتكر غبائي وحبي كان عامي عينيا بكرهك أكتر، أنا بقيت أكره أشوفك يا حورية


ليكمل بانفعال : وأدي الأوضة دي عايزاها اتفضليها، أقولك على حاجة اتفضلي البيت كله 


غادر آدم المنزل كله بينما جلست حورية تبكي واضعة وجـ ـهها بين يـ ـديها، ونعود إلى يوم بعد خطوبتهما حيث كان عيد ميلاد آدم التاسعة وعشرون، دخلت حورية المنزل الكبير الخاص بأبويه 


والدة آدم : حورية ازيك يا حبيبتي 


حورية : الحمد لله ازيك يا ماما، آسفة إني جايه بدري اوي كده بس أنا قولتلك 


والدة آدم بإبتسامة : عادي يا حبيبتي البيت بيتك، هو لسه نايم في أوضته 


حورية : حاضر، عن اذنك 


صعدت حورية لأعلى تفتح الباب بخفة، وجدت كما أمرت الغرفة ممتلئة بالورود والبالونات، وضعت الكيك من يـ ـدها ثم التقطت وردة وتمددت بجانبه، مررت الوردة على ملامحه وهي تتأملها بعشق، ثم اقتربت من أذنه تهمس فيها 


حورية : كل سنة وأنت جنبي ويا رب السنة الجايه أكون في بيتك ومعايا كتكوت صغنون منك، بحبك 


همهم وكأنه يحلم لكن مهلاً دفئها ورائحتها تغمره، التقطت بالونة ودبوس تفرقعها فتناثر شيء فوقه وفتح عيناه بخضة طفيفة 


حورية وهي تحمل الكيك : سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا آدم، سنة حلوة يا جميل


ضحك وهو يجلس قائلاً : حد قالك إني في السادسة من عمري


حورية بانزعاج : وأنت مالك حد كلمك أنا بحتفل بخطيبي، يلا انفخ الشمع 


آدم بضحك : أنتِ مجنونة


نفخ الشمع ثم قطع الكيك يعطيها قطعه بفـ ـمها قائلاً : كلي يا أختي ربنا يهديكي


وضعت الكيك قائلة : اللي هقوله الوقتي ملوش علاقة بالأخت ولا بالأخ 


عقد حاجبيه باستغراب فاقتربت تحاوط عنقه ثم همست له : بحبك، بحبك من زمان اوي، من قبل ما تعرفني


ابتسم بخفة ثم أعاد شعرها للخلف يحاوط وجـ ـهها قائلاً : ومين قالك إني مش بحبك من زمان اوي اوي كمان


حورية : معرفش بس أنا بموت فيك يا دومي 


آدم بانزعاج : بت بلاش استفزاز ايه دومي دي ! 


حورية : طب يا دومي يا دومي يا ... 


وضع إبهامه على فـ ـمها ثم قال بنبرة مبحوحة : كان نفسي اسكتك بطريقة تانية بس حكم القوي بقى 


بعدت إصبعه قائلة : هو أنت متعرفش إن دا بقى حقك لوحدك 


ابتسم وهو يتناول من شهدها ما يكفيه، ضمته حورية بقوة تحمد ربها أنه التقت به واتخطبت له، احضرت هديتيها تريها إياه بحماس طفولي فابتسم وهو يشكرها مقـ ـبلاً يـ ـدها، دفعها بخفة قائلاً : خلصتي الحفلة قومي يلا عايز أكمل نوم


حورية بعبوس : تصدق أنك غلس، مش تبص حواليك الأول


نظر على حوائط الغرفة ثم قال بانزعاج : ايه اللي أنتِ عملتيه ده ! صورك في كل مكان يعني لو خونتك اخونك بضمير متأنب 


حورية وهي تضربه على ذراعه وكتفه : يا غلس أنا غلطانه إني بفاجأك، أنا قايمه ماشيه وأنت ارجع اتخمد تاني 


مـ ـسك آدم يـ ـدها يمنعها من الذهاب ثم قال : حورية خليكي 


حورية برفض وهي تدفعه : لا 


اتجهت واغلقت الباب ثم عادت تقفز على السرير، تعالت ضحكاته وهو يحملها ويرميها بجانبه ثم انقض فوقها يدغدغها، تعالت ضحكاتها وهي تضربه قائلة : اة ههههه يا آدم بطل غلاسه ههههه آدم 


آدم : حوريتي تعالي نتجـ ـوز الشهر الجاي


حاوطت عنقه قائلة بمرح : يلا بكره او النهاردة معنديش مانع 


آدم : حورية 


حورية : والله ما عندي المشكلة في بابا وهيتعصب إن حياة أكبر وهتتأخر عني، أنا نفسي أساساً مبعدش عنك لحظة


آدم وهو يُقـ ـبل جبـ ـينها : أنا بموت فيكي 


حورية بهمس : بعشـ ـقك 


صرخت بقوة وهي تكسر كل ما في غرفته بغضب دفين وألم يزداد جعلها تصرخ وتصرخ حتى انهارت كلياً ووقعت على الأرض 


❈-❈-❈


دخل أحمد الغرفة يبتسم بخفة حين وجدها نائمة، اتجه يأخذ هاتفها ثم خرج يرن على عمار، رد عمار قائلاً بقلق : فينك يا ماما مش بتردي ليه ! 


أحمد : مامتك معايا يا عمار


عمار باستغراب : بابا 


أحمد بتأكيد : أيوة يا بطل، يومين كده وهقولك العنوان تلم حاجاتك وتيجي هنا 


عمار : نعم ! ماما فين ؟ 


أحمد بسخرية : بجلدها يا حبيبي في اعتراض، أعقل يا عمار أنت مش هتخاف على مامتك أكتر مني 


عمار : هو مش حضرتك خطبت، عايز منها ايه بقى ؟


أحمد بتوعد : حلو اوي يعني هي عارفة


عمار بتأكيد : أيوة خالتو قالتلها


صمت عمار فجأة دلالة على وعيه بما تفوه، ضحك أحمد بخفة ثم قال : طيب يا موري خد بالك من نفسك، يومين بالكتير جهز نفسك، تصبح على خير


عمار : وأنت من اهله 


عاد أحمد للغرفة وجدها مستيقظة، بدأ يفـ ـك قيدها كذلك خصلاتها وملابس عملها لتصرخ : أنت بتعمل ايه ؟


أحمد بمرح : عيب يا نوري أنا جو.زك عادي يعني، اليونيفورم دا وحش عليكي اوي لابساه ليه ؟ 


نور بانزعاج : ملكش دعوة 


أحمد : لا ليا دا أنا ليا دعوة بكل حاجة تخصك، نفسك اللي بتاخديه ليا فيه، كمان كنتِ عارفة إني هخطب وساكته 


أشاحت بوجـ ـهها عنه ثم قالت : أنا هونت عليك يبقى حبي مش هيهون عليا 


أحمد : بصي أنا مفرهد وبقالي كم يوم مش عارف أنام، يلا ننام وبكره نقطع في شعور بعض لو حابه 


نور : عايزة اكلم عمار 


أحمد : كلمته يا حبيبتي ويومين كده ويجي ونعيش أسرة مع بعضنا 


نور بضحك : أسرة و ... 


أحمد : عيب يا ماما يلا نامي ربنا يهديكي كده دايمًا 


رفعت حاجبها فقـ ـبل أنفها ثم قال بمرح : فجأة مش جايلي نوم، أنت النظرة في عينك تضيع 


عقدت حاجبيها باستفهام فاقترب منها وأخذها في عالم خاص بهما فقط .. 


❈-❈-❈


مرر رعد يـ ـده على جبينها يفركه، خافت من شكله فهو لا ينبأ بشيء جيد أبدا، بدأت دموعها بالإنهمار لم يشعر ببكائها إلا حين أتت لها الأزمة، أوه لقد كان شبه نسى أنها تعاني منها من كثرة عدم حضورها لها في الأوان الأخيرة، وضع يـ ـده أسفل الوسادة وأحضر البخاخ يثبتها وأعطاها إياه


رعد : بتعيطي ليه ممكن افهم ؟ 


عشق ببكاء : خوفت منك 


رعد بسخرية : ليه بعض ولا بضرب 


عشق : مش عارفة بس شكلك يخوف وأنت ساكت كده، وأنا هعرف منين إن اللي عملته غلط ما هي وافقت ومعترضتش 


رعد : يعني ربنا اداكي عقل عشان تروحي تهببي الدنيا بيه


عشق بغيظ : ما أنتم أغبية يعني بالعقل هحب حد أكتر من مامتي أي كان ببين ايه، كله عام على الظاهر وقال عشق الحرباية بتخطب لباباها وأنا في نيتي استفز ماما عشان ترجع 


لتكمل بمرح وهي تصفق بيـ ـديها : أصلها بنار وبتغير على بابا مني، قولت هي تسمع بجوا.زه من هنا تيجي في سرعة الفهد من هنا، وأهي جات ورجعوا لبعض 


اردفت وهي تحيي نفسها : براڤو عليكي يا عشق، عاش بجد


صفق رعد بسخرية قائلاً : براڤو عليكي صلحتي بين أهلك وجرحتي واحدة تانية


عشق بعبوس : انا مجرحتش حد يا رعد، هي اللي جرحت نفسها لو وافقت عشان بتحبه، أنا قولتلها إنه متجـ ـوز وبيحـ ـب ماما اوي ومستحيل يطلقها وأني مش هسمح للوضع يتطور وهي وافقت تساعدني 


رمقها بتلك النظرة الباردة، اكملت ببكاء : أنت بتبصلي كده ليه، يعني أنت رعد مفهمتنيش حد هيفهمني 


رعد : أنا مش فاهم غير حاجة واحدة، عشق هانم لما بتحب حد بتبقى عايزة تخرب الدنيا عشانه، مش بتهتم بأي حد غير الشخص 


صفقت بسعادة وهي تقول : فهمتني أخيرًا 


اتجه يجلس وأشار لها بالقدوم، اقتربت فسحـ ـبها لحضـ ـنه ثم قال : أنا أكتر واحد فاهمك، ممكن بقى لو سمحتي يا عشق هانم متعمليش أي حاجة في الدنيا غير لما ترجعيلي


عشق بتفكير : أي حاجة أي حاجة 


أكد برأسه فوافقت : ماشي 


صمتت قليلاً ثم قالت : طيب أنا عايز أروح الحـ ـمام، ممكن 


رعد بزفير : استغفر الله العظيم، يا رب، أنتِ حد مسلطك عليا يا عشق قولي والله


عشق بعبوس : أنا عملت ايه ؟ مش أنت قولت معملش حاجة غير لما اقولك


رعد بزهول : الحـ ـمام ! دا ايه الغلب ده، قومي يا عشق وارجعي نامي عشان حقيقي بقيتي ترفعي ضغطي 


عشق : وفيها ايه ! مر.اتك وحقي أنا حرة أرفعلك ضغطك أنزله اقتـ ـلك 


رعد وهو يجز على أسنانه : قومي 


عشق : والله منا قايمه وعود نفسك تكلمني بطريقة أحسن من كده كمان تهدي صوتك وأنت بتتكلم معايا فاهم ؟ 


رعد وهو يضيق عيناه : قولتي ايه ؟ 


عشق : مقولتش بكح حتى شوف كح كح كح 


رعد باستنكار : كح ! قومي تذاكري شوية 


عشق : استغفر الله العظيم، اللهم إن كان سحراً فأبطله 


رعد : يلا يا عشق 


عشق بزفير وهي تقف : حاضر 


❈-❈-❈


وقفت نور في المطبخ بجانب أحمد تأكل خيارة، قـ ـبل جبـ ـينها بإبتسامة واسعة وهو يسكب ما بيـ ـده، بدأ يطهو عدة أصناف تحبها بالإضافة لما يحبه يوسف، جلس على كرسي بينما اتجهت للحـ ـمام بهدوء تفرغ بعض الدماء، عادت له تجلس في حضـ ـنه 


أحمد بمرح : مش مطمن ليكي


نور بعبوس : متقولش كده لو سمحت 


قـ ـبل وجنـ ـتها مؤكداً برأسه : حاضر، قوليلي بقى لسه فاشلة في المطبخ 


نور : لا على فكرة بقيت بريفكت، أنت اللي كنت مدلعني


أحمد بمرح : يعني متنكريش 


نور : أممم مدلعني في شوية حاجات، عشق عاملة ايه مع جو.زها ؟


أحمد : بنتنا كبرت وبقت تحب بجد 


نور بانزعاج : هتندم، كل من فتح قلبه للهوى ندم وعشق كذلك 


أحمد وهو يقرص وجنتها : يا معقدة


أشاحت بوجـ ـهها عنه بانزعاج وغضب فاردف : لسه قموصة برضو، هتعقلي امته ؟


نور بانفعال : ملكش دعوة 


أحمد بهمس : ليا ونص قولتلك، أنتِ كلك ليا، نور تعالي نصلح كل حاجة


نور بدموع : مش عايزة اصلح حاجة، مش وقته 


أحمد : هو ايه اللي مش وقته، أنا دورت عليكي كتير اوي، كل شهر في محافظة بحاول الاقيكي بأي طريقة، حاولت اقنع ثناء تخليكي تقوليلها على طريقك بس كانت تقولي أنك بترفضي، حاولت اكلمك بس أنتِ مكنتيش بتوافقي، أنا اتعذبت من غيرك اوي يا نور، حتى في فرح عشق قولت خلاص كل حاجة ... 


نور بهدوء : وأنا كمان قولت كده وكنت هفضل بس، افتكرت كلامك كله واللي كنت بتقوله ليا لما بنتخانق


أغمض عيناه بقوة يسـ ـب نفسه على كل لحظة تفوه بها بما يؤذيها، فأكملت : قولت مش لازم ارجعلك وأنا لسه نور بنت فتحي البواب، عشان كده رجعت أنا وعمار مكان ما كنا، قولت هثبت نفسي وارجعلك بس أثبت نفسي فين يا أحمد وأنا بالعافية مأجرة بيت ومكفية حاجات ابني، بالعافية مخلياه مش محتاج باباه لدرجة بنسى نفسي، أنا كنت بـ ... 


صمتت ولم ترد إذلال نفسها بذكرياتها، سند جبـ ـينها على جبـ ـينه لتعود وتقول : قولت هعلمه واخليه دكتور قد الدنيا بعدين هرجعلك، هرجع وأنا عاملة ابننا حاجة وقوتها هكون نجحت في كوني أم بدل فشلي وأنا بنت مرة وأنا زوجة مرة


أحمد : مين قال أنك فشلتي ؟ تصدقي يا نور أنا اكتشفت حاجة، برغم إنكم بتبقوا أطفال أحياناً إلا أنكم أحسن وأقوي مننا بمراحل، أنتم تنفعوا في كل الظروف إنما أحنا من غيركم مننفعش في حاجة، أحنا بنفشل وبس 


نور بتنهيد : يلا ميجيش منه يا أحمد، قولي هتعمل ايه مع عرو.ستك، طبعاً رد فعلي أنت عارفه ومشاعرها معتقدش إنها لعبة يعني


أحمد : خليني النهاردة فيكي وفي يوسف، بعدين بكره يحلها ربنا مُدبر الأمور 


نور : ماشي 


" ويهون كل شيء، وكل الظروف أمام نظرة عيناه، يُنسى الماضي في سبيل لحظات لن تُعاد، يُنسى أمام قدر محتوم "


وصل يوسف إلى المنزل وطرق الباب ثم دق الجرس عدة مرات يزعج من بالداخل، فتح أحمد الباب بإبتسامة مشرقة فاندفع يوسف لحـ ـضنه 


يوسف : يا جدع أرى إنك أبوي الحقيقي ولكن تم تبديلك


أحمد بضحك : تبديل مين بالظبط 


يوسف : أي حد، وحشتني يا أبو حميد جوي جوي جوي، يا ليتني تزو.جت البت عشج كنت ربطك جنبي ومنه معرفتش العب بديلي ولا استسلمت لقلبي، تصدق بالله أنا مني لله وامي منها لله إنها طفحتها مع هدير


أحمد وهو يضرب مؤخرة عنقه : مكنتش هوافق أساساً عليك يا فاشل


يوسف باستنكار : حوش بنتك الدكتورة 


أحمد : حوش ! 


يوسف بضيق : هي القاهرة هتنسيك أصلك ولا ايه، لا بقولك ايه فوق على نفسك كده 


أحمد : لولا إني عارف إنك مكبوت وحزين وهتعيط كنت عاملتك بأسلوب تاني يا حيوان، يلا ادخل 


دخل يوسف يبتسم بخفة ثم صرخ قائلاً : بت يا نور 


نور بحماس : أوفس حبيب هارتي 


وقف أحمد حائل بينهما ثم قال : تك وجع في قلبه هو، اتلمي يا بت وارجعي اقعدي


نور : عبوطة صغنتوته 


يوسف وهو يحاول دفعه : أة يا ابو حميد دي وحشاني جوي جوي وحش الشاي للكنكة، ووحش الزيت للبطاطس، ووحش المكرونة للصلصة، ووحش الكنكة للحنفيه، ووحش الكوباية للشاي، ووحش اللحمة ل

... 


أحمد بحدة : يوسف ارحم دماغ أمي، إن شوفتك مهوب نحية مرا.تي هطلع روح أمك


يوسف : عنيـ ـف اوي جو.زك يا نوري 


أحمد وهو يجـ ـذب لياقته : قولت ايه ياض


يوسف : جعااااان 


ضحك أحمد وهو يحاوط عنقه ثم سـ ـحبه للطاوله، جلس ثلاثتهم على الطعام يتناولوه ثم انتهى الأمر يجلسوا سوياً في الصالون، تحدث يوسف معهم عما بداخله


أحمد : هممم وبعدين 


يوسف بتنهيد : ولا قبلين يا بابا لو سمحت فكر فيا، أنا مقدر حبك لزينة بس والله أنا تايه ومليش حد يوجهني


أحمد : يوسف أنت مش بتحب سيلا 


خشى يوسف الإعتراض، اكتفى بالنظر لأسفل دون رد فداخله يصرخ بالنفي، تنهد أحمد قائلاً : سيلا عندنا من حوالي سنتين، أنت لسه فاكر تبص ليها 


يوسف بتنهيد : لأن أنا كنت بحب زينة 


أحمد : بالعجل بقت كنت 


يوسف بمرح : بالعَجل ولا بالعِجل 


أحمد بغيظ : عجل لما يلهفك 


يوسف : أنا متضايق بس روحي الفرفوشة مش بتعرف، يا بابا أنت منحاز وأنا عايز حد حيادي


نور : ينفع أنا 


يوسف بتأكيد : أيوة


نور : خليك بعيد فترة وصفي نفسك كده، بعدين أبقى لأن من اللي سمعته بميل لسيلا وأحمد لزينة، بالشكل دا هنتعبك أكتر


يوسف بزفير : أنا تعبان خلقة وعايز حضن حنين ودافي، دافي اوي يحتويني ويبو.سني ويقولي Everything will go well، تمشي بقى بعجل من غير عجل إن شالله لو توكتوك المهم تسير يا تيسير 


أحمد : قوم يا زفت اتخمد في الأوضة دي بدل ما اقتلك


يوسف : رفاعي عيب متقولش كده أحنا أهل


أحمد وهو يقف : قوم يا ابن ال ... 


يوسف وهو يتجه للغرفة : رفاعي عيب كده اتلم، يعني ضيف وكمان قليل الأدب


اتسعت أعين أحمد ثم انطلق باتجاه يوسف الذي أغلق الباب سريعاً، تحدث بغيظ : مين اللي قليل الأدب ياض


يوسف : متهبدش يا رفاعي عشان مشكيش لتيسير اللي واقفه تضحك دي


نظر أحمد باتجاه نور التي أشارت له وهي تحاول التوقف عن الضحك، تحدث بحدة : بتضحكي ؟ عاجبك كده يعني


نور بضحك : وفيها ايه ! أهدى يا رفاعي مش كده 


زادت ضحكتها وهي تنطلق جرياً للغرفة فاردف يوسف : أة منك يا تيسير اةةة 


❈-❈-❈


مر الليل على الجميع وفي صباح يوم جديد 

ليل طويل مر على كلاهما، لم يغفل له عين من القلق عليها، بينما هي تصرخ طوال الليل وتبكي في منتصف نومها، مرر يـ ـده على شعرها حين وجدها تبكي بخفوت 


آدم : حورية، حورية 


لم تستجيب دلالة على نومها، عاد ينادي عليها بصوت أعلى، صرخت به : ملكش دعوة بيا 


آدم وهو يقرص وجنتها : صحيتي يا نكودة 


جلست معتدلة تتذكر ما حدث البارحة، حسناً عند إنهيارها ولم تعد تتذكر شيء، بكت بصمت فرفع يـ ـده يمسح دموعها قائلاً : ممكن افهم بتعيطي ليه يا نكودة


دفعت يـ ـده وهي تقول : ملكش دعوة ومتكلمنيش


آدم : طيب هاتي بو.سة الصبح عشان دومك يروح الشغل


نظرت له بلهفة فهو في خطوبتهما دائمًا ما يأتي لها قبل العمل ويقول لها هذا، أيام حُفرت في قلبها قبل عقلها، اندفعت تضـ ـمه بلهفة دافنة وجـ ـهها في تجويف عنقه وعادت تبكي


آدم : صنف نكدي بصحيح 


ضربته بخفة ثم ضحكت ليزيد من ضـ ـمها هامسًا : بحبـ ـك 


حورية بصدمة : هاا 


بدأ آدم بالسعال ثم قال : الكحة دي وحشة بشكل


حورية بغضب : يا غلس سمعتك 


آدم : وأنا سمعتني عادي بجرب الكلمة ملكيش دعوة 


حورية بتأفف : أوووف 


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع 

تجمع رعد مع عشق وچمان كذلك ياسين، چيلان، يوسف في منزل أحمد، بالإضافة إلى نور وعمار، خرجت عشق مع نور تضع الضيافة ثم حملت كوب عصير وكوب بيبسي وجلست بجانب رعد تعطيه العصير


يوسف : ايه دا في ايه ! طيب ما توزعي 


عشق : كل واحد يـ ـدي للي يخصه وأنا اديت للي يخصني بقى 


أحمد بعتاب طفيف : يعني أنا معتش أخصك يا عشق، أخس عليكي يا عشق، أنا اللي جبته لنفسي لما جو.زتك


عشق وهي تقف : أنت اللي ساكن القلب يا أبو حميد، أنت تشرب من كوبايتي 


جلست بجانبه تُقـ ـبل وجـ ـنتـ ـه وهي تجعله يرتشف من كوبها، همس لها : يا بكاشة طب أنا ولا رعد ؟


تحدثت دول تردد أو تفكير : أنت طبعاً، مفيش حد في العالم كله يتقارن بيك جوايا


قـ ـبل باطن كفها وجبـ ـينها يضـ ـمها بلهفة فبادلته مربطة على ظهره، تحدثت نور بحزن مصطنع : أيوة ومين عنده أحسن من عشق 


عشق بإبتسامة : أنتِ والله قبلي صح يا بابا ؟


أحمد : مش هرد لا 


نور : شوفتي 


عشق وهي تقرص وجنـ ـتها : هو بيحبني عشان شبهك يا نوري يا قمر أنتِ


قبـ ـلت نور كلتا وجنـ ـتيها قائلة : أنا بقى بموت فيكي


يوسف : ايه العشق المفقوع ده ! ارحمونا 


چيلان بضيق : أنت بنار ليه ياض 


يوسف بمرح : محروم بعيد عنك 


ربما رأها الجميع مرح إلا أحمد الذي فهم ما وراء حديثه، وقف قائلاً : طيب قوم تعالى هات حضن أنا نشوف العشق المفقوع مش شغال معاك ليه 


وقف يوسف واتجه يضـ ـم أحمد الذي ربط على شعره قائلاً : بطلي وابني البكري دا 


يوسف : متحورش يعني هتسيبلي من ورثك 


أحمد : شوف الولد، تصدق بالله أنت ما عندك دم 


يوسف : أة وقت الفلوس مبقتش بكري ولا يحزنون، أخس بجد


دفعه أحمد ثم جلس يضـ ـم عشق قائلاً : فرع المنصورة ليوسف والقاهرة لعشق وإسكندرية والوجع القبلي كله لعمار، والتاني بقى أنت عارف هيروح فين يا يوسف


عشق باستنكار : بتاع المنصورة بحاله دا أكبر واحد، للحيوان ده 


يوسف باستنكار : شوفت أنت عايز تقوم عليا ادي كلبة


ثم أشار لعمار : اتنين وإيمان وهدير وزينة بقوا خمسة وعاصم عشرة، يعني خمستاشر كلب وأبو لهب الكبير كوم تاني لا يا اخويا مش عايز منك حاجة


عشق : مش هتاخد حاجة هرفع عليك قضية وهجرجرك في المحاكم وهقول مضى أبويا غصب عنه، بص هطلع عليك القديم والجديد يا ابن زهره الطاهره 


يوسف وهو يصفع بوجـ ـهها كوب ماء : أنتِ كلـ ـبة يا بت 


شهق الجميع فوقفت عشق، جرى يوسف لتردف : والله لمعرفاك يا ابن الجزمة اللي ملهاش لازمه 


واحضرت المغرفة من المطبخ تجري خلفه وبدأت بضربه بقسوة، صرخ يوسف وهو يفر منها ثم مـ ـسك وسادة وبدأ يضربها وهي تضربه، تعالت ضحكات الجميع بما فيهم رعد بينما تعالى سباب عشق ويوسف لبعض 


عشق وهي تطرق يـ ـديها ببعض : بس يا بتاع لميس يا زبالة، ياللي مقفوش مع بنت البواب في الاسانسير، يا بتاع الشقق يا معفن 


يوسف بغضب : حوش البت المحترمة اللي مكنتش بتهرب من الجامعة وتتسرمح في الكافيهات، طب واللهِ لقول لأبوكي إنك اللي حطيتي التعبان البلاستيك على سرير جدك وكنتِ هتجبيله جلطة 


عشق بصدمة : يا ابن الجزمة، طب منا اللي هقوله أنك بوظت الاسانسير وجدك فيه عشان ضربك، وهقول لزينة أنك اتجـ ـوزت مرة عرفي هاا بقى 


يوسف بحدة : منا هقول لجـ ـوزك أنك مرة سبلتي للمراقب عشان يخليكي تغشي، وهقوله كمان إنك كنتِ مفهماه دروس الثانوي بسعر تلت أضعاف الحقيقي ومكنتيش بتاخدي درسين يا كدابة 


عشق بغضب : ما أنت اللي معلمني وكنت بديك فلوس السجاير يا زبـ ـالة يا ناكر للجميل 


يوسف : وأنا هقوله أنك شربتي معايا مرة 


عشق بصدمة : يا كداب والله ما حصل 


اخرج لسانه قائلاً : شوفي مين هيصدقك يا أم نار يا غلاويه، تحبي أقوله إنك كنتِ بترتبطي بصحابك البنات على أنك ولد وتسبيهم مقهورين


عشق : ما أنت اللي علمتني مش أنت كنت بتعمل في صحابك كده ؟ 


يوسف بضحك : أة وكنت بوديهم شقق واخلي بنات تقابلهم بعدين أخلي أهلهم يقفشوهم 


عشق بضحك : فاكر ياض لما خليت صحابي البنات يروحوا مع صحابك الشباب وبلغنا عنهم البوليس ولبسناهم قضية آداب 


يوسف : لا بس كان غرضنا شريف خالص، هما زعلونا وضايقونا وضحكوا علينا وخدوا فلوسنا، ولبسوني في شرب مخـ ـدرات قدام الحاج ودا كان واجب محترم، والله توبت إلى الله 


عشق : وأنا بعد ما فضحت أمير وخليت أبوه يسيب مجلس الشعب، كمان خليت أهل علياء يقفشوها ويمنعوها من الكلية وتوبت توبة نصوحة، توبت على إيد رعودي حبيـ ـبي 


يوسف : وأنا توبت على إيد سيليو حبيـ ـبتي، تعالي احكيلك صحيح 


عشق : أوبا سيليو ! طب تعالى يلا 


وذهبوا سويًا من أمام الجميع بينما مرر أحمد يـ ـده على جبينه ثم قال : حسبي الله ونعم الوكيل في كل ظالم، بتضحكي يا چيلان ؟ 


چيلان بضحك : أصل أنا اللي اختارت الشقة 


أحمد : معلش يا رعد والله يا ابني لو كنت أعرف ... 


ضحك رعد بخفة ثم قال : أنا متجـ ـوز مين ؟ 


چمان بضحك : الشيطان واقف وبيعيط من أفعالهم 


تنهد رعد وهو يتأمل عشق التي تجلس في جانب وتستمع ليوسف بانتباه، تذكر حين أتت ووجدت يوسف كيف اندفعت لحـ ـضنه سريعاً، حينها غضب رعد كثيراً منها ليكتشف في النهاية أنها أخته في الرضاعة فوالدته قامت برضاعتها مع أخته الصغرى


عادت عشق تجلس بجانبه ثم قالت : زعلان مني صح ؟


مرر إبهامه على وجنـ ـتها ثم قال بمرح طفيف : مش قولتي توبتي 


أحمد : عشق هانم ايه رأيها ؟


عشق : اللي يريح يوسف طبعاً


يوسف : أختي يا بت اوي بالله ما ليا غيرك، مش أبو لهب الصغير ده 


أحمد بضيق : أنا لو قومت ليك هديك علقة تخليك تنسى نفسك 


يوسف بصوت مرح : طلقني، لو مش عاجبك طلقني 


تعالت ضحكات الجميع ليتذكر أحمد حينها لقاءه مع نورهان لإنهاء الأمر، التقى بها في أحد المقاهي وداخله غاضب وحزين من نفسه لكنه لم يندم، لأجل عشق يفعل أي شيء 


أحمد : مساء الخير 


نورهان : مساء النور، ازيك يا أحمد 


أحمد : بخير الحمد لله، معلش جبتك كده بدون مقدمات بس فعلاً محتاج اتكلم معاكي 


نورهان بهدوء : في ايه ؟ 


أحمد بتنهيد : مكنتش اقصد طبعاً احط واتحط في الموقف ده بس، أنتِ عارفة إن نور مر.اتي لسه على ذمتي صح ؟ 


نورهان بهدوء : أحمد أنا عرفت إنكم رجعتوا لبعض وعلى كل حال ربنا يسعدكم ويوفقكم ويهديكم لبعض 


أحمد باستغراب وعدم استيعاب : عرفتي منين ؟ 


نورهان بإبتسامة : عشق قالتلي، مش عارفة هي حكتلك ولا لا بس اللي حصل ... 


وبدأت تخبره بشيء. 


نور بهمس : اللي واخد عقلك


ضـ ـمها يُقـ ـبل جبـ ـينها ويـ ـدها ثم نظر باتجاه ابنه الذي لا يبالي بكل ما يحدث، تنهد ثم تحول بنظره لعشق التي تتهامس مع رعد بموضوع يبدو أنه لطيف أكثر من مهم، كلما وقع نظره على رعد يكتشف أنه أفضل شيء فعله صحيح في حياته


رعد بتفكير : أممم أنا عايز عدي 


عشق : لو شبهك، طلع شبهي هيبقى ريان، يا خوفي بعد التخطيط دا كله اطلع مبخلفش 


رعد بضيق : طيب تفائلي بالخير، ليه الاحباط ده بس ! غيري الموضوع 


عشق : طيب هتاخدني المادليف أمته ؟


رعد : لما تنطقيها صح هاخدك


عبست بانزعاج ثم قال : بلاش المادليف خدني تايلندا او إيطاليا او تركيا مثلاً 


رعد وهو يقرص وجنـ  ـتها : أنتِ فاضية بقى 


اقتربت منه قليلاً ثم مسكت لياقته قائلة : عايزة أروح أي مكان أبقى فيه معاك وبس، مشوفش غيرك أبداً 


اقترب يُقـ ـبل وجنتها كذلك هي تُقـ ـبل وجنته، لم يعي رعد لمن حوله ليتفاجىء بيوسف يقول : احم نحن هنا 


عشق بضيق : يا هلا ما أحنا مقدرين وبنبـ ـوس من الخد 


ضحك ياسين باستفزاز لصاحبه الذي رسم على ملامحه البرود، ابتسمت چمان بخفة وهي تنظر باتجاه عشق التي تمسك يـ ـد زو.جها كذلك ضحكتها البشوشة في حين هي اتجهت مع ياسين لمنعطف آخر تخجل تسميته بينها وبين نفسها حتى، وقف رعد قائلاً : يلا أحنا بقى نستأذن


أحمد : لا يا رعد نور عايزاكم تباتوا هنا النهاردة


رعد : لا مش هينفع 


عشق وهي تمسك يـ ـده : خلينا يا رعد هنا 


رعد : لا مش هعرف، عايزة تخليكي مع أخواتك وعيلتك اللي يريحك وبكره هاجي أخدك 


چيلان بلهفة : أة خليكي يا عشق وأنا هبات، نسهر سوا ذي زمان ونهزر ونلعب كمان، نعيد الأمجاد


عشق : استني يا چيلان، هتخليك معايا 


نفى بخفة فوقفت قائلة : خلاص هاجي معاك


رعد : خليكي 


نفت برأسها وهي تمسك يـ ـدها، اردف أحمد : خليك يا رعد هي حابه تقعد بس بيك 


نظر رعد له ثم جلس قائلا : عايزة تمشي امشي أنا نفسي هبقى 


عشق بعبوس : يا سلام 


جذ.بها لتجلس فاردف أحمد بمرح : أنا اتخنقت من رعد على فكرة، يعني مش هتنامي في حضـ ـني النهاردة


عشق : عيب يا بابا أخدك من ماما 


نور بصدمة : عشق ! لا بجد في حاجات غريبة 


چيلان : شايفه رعد شكلك 


عشق بنفي : لا بس محبش إني في يوم أخلف بنت وتشاركني فيه، معتش بعمل كده ولا بعمل حاجة وحشه عشان متتردش في حياتي دي 


ياسين بهدوء : بس دي مش حقيقة شخصيتك، يعني مع أول استفزاز هتتحولي 


عشق بعدائية : مع اللي يستاهلوا بس يا ياسين عشق هي عشق، الفرق إن زمان أنا كنت كده مع كل الناس بس الوقتي كويسه مع الكويس وحرباية مع اللي يستاهل


نور بإبتسامة : أنا فخورة بيكي يا عشقي 


عشق بمرح : أنا فخورة بيا والله، تصدقوا العيشة كإنسان صالح طلعت جامدة 


يوسف : تخلي الإنسان يبغي وهو ما يبغي بأمانة، الوصفة ايه يا رعد 


رعد بإبتسامة : فعلاً يعني أنا معملتش حاجة، هي بقت كده لوحدها 


نظرت له عشق دون رد لتهتف بينها وبين نفسها : منا حبيتك يا غبي فاتغيرت


وقفت قائلة بتساؤل : بس ايه رأيكم في الحجاب عليا ؟ أجنن صح ؟ 


نور بتأكيد : أيوة


يوسف بمرح : بالظبط بقيتي شبه اللي بتجري على يتامى بلفتك دي 


عشق بضيق : مطلبتش رأيك يا عدوي اللدود 


رعد وهو يجـ ـذبها لتجلس : اقعدي بقى، أهدي 


عشق : أهدى أنت وارحمني من وضع السايلنت ده سبني أفك كبتي يا أخي 


رفع حاجبه باستنكار فتمتمت : هو رفع حاجبه ربنا يستر


نور : أنتم مجوعتوش، الجو شتا والواحد بيجوع بسرعة


عشق وهي تقف : قومي يلا نعمل سوا 


نور بحماس : يلا 


رعد : ربنا يستر 


تذكر ما حدث حين كانوا في تلك الصحرا، تحدث رعد بإبتسامة طفيفة : مش قولتي إنك بريفكت في عمل الأكل، يلا اتفضلي وريني المواهب 


عشق بإبتسامة سمجة : أومال قولي بس نفسك تاكل ايه ؟


رعد : اي حاجة مش فارقة 


عشق : بص هبهرك 


رعد وهو يقرص وجـ ـنتها : أنا عايز اتبهر 


اتجهت للداخل تقف أمام البوتاجاز البسيط ثم احضرت كيس اللحم قائلة : فراخ طيب أمرها سهل، اعملها يا ترى مسلوقة ولا مفقوشه، لا لا استني دي فراخ يا عشق هتتفقش أزاي بعدين دي بشوربه


ضربت رأسها قائلة : غبية 


احضرت إناء ووضعته على النار ثم وضعت الماء وانتظرت ان يغلي، فكرت قليلاً ثم قالت : لازم الماية يتحط فيها توابل عشان ريحتها تبقى توابل 


فتحت كل ما هو أمامها لتضع منه في الماء، تحدثت بتفكير : قهوة ؟ اشطا نحط قهوة وشاي وسكر ولبن بودرة و ... ايه دا كمان يلا هحط منه وخلاص عشان تبقى شوربة محصلتش استني شوربة يبقى خضار، هحط كل حاجة موجودة طماطم بقى وبطاطس وبرنجان وشبت وكوسبرة وجرجير يا ما شاء الله كل دا خير حطي يا بت كله هيبقى في الطعم، حطي يا بت خير الخير خيرين


غسلت الفراخ ثم قالت : جيه وقت نحطك يا فرخة في الشوربة


وضعتها ثم اغلقت الإناء عليها لتردف : هعمل مكرونة مع الفراخ وكتر الف خيري هي قصة ولا ايه ! 


قصت أكياس المكرونة ووضعتها في إناء تسكب عليها ماء وتغسلها، نظرت لها باشمئزاز ثم قالت : أغنيا بس مش بيجيبوا مكرونة نضيفه، هي مالها بتجيب دقيق ليه ؟ 


بدأت تفركها بين أناملها ثم رفعتها لتردف : دي بتصغر كمان، أنا هصفيها وارميها مع الفراخ تبقى شوربة بالمكرونة واهي تجربة 


قامت بتصفيتها ثم سكبتها مع الفراخ، جلست تنتظر طهي الكارثة ثم فكرت قليلاً لتردف : يعني شوربة مكرونة بس لا أنا اقوم اعمل شوية رز بالتوابل إنما ايه حوار 


وقفت واحضرت القليل من الأرز لتبدأ بغسله لتردف : هو ماله كل حاجة بدقيق كده ليه طب والله منا مكمله غسله 


صفته من المياه ثم وضعته على النار وفوقه كل ما يقابلها من التوابل، تركت على النار ثم جلست تنظر للاثنين بفخر


عشق وهي تقف وترقص بجنون : أوبا بقى على الشيف عشق اللي هيبهر المديرية، أنا افتح قناة واسميها عشق والعشا لا عشا ايه دا عشق والوليمة، ولأول مرة شاهد الطباخة المبدعة التي لا تفقه شيء عن الطبخ لكنها طبخت وهي عشق 


رعد وهو يدخل : عملتي ايه ؟


عشق : هسيبك تتفرج بنفسك، تعالى اوريك 


اقترب رعد منها لتسير معه قائلة : دا رز بالمسالا ودي شوربة بالمسالا ودي فراخ بالمسالا 


رعد بانبهار مصطنع : يا ما شاء الله دوقي 


عشق : لا دوق أنت 


رعد : مش أنتِ اللي طابخه، الرز حوافه اتحرقت 


عشق : دي شاطت مش اتحرقت بس يلا هدوق، أنا أصلا بحب الرز اوي اوي 


تناوله القليل منه لتنظر له ثم للارز واردفت وهي تحرك رأسها بالنفي : أنا مش بحب الرز خالص يا رعد، أنا بحب الشوربة 


رعد بضحكة مكبوتة : دوقي 


نفخت في محتويات الملعقة لتبرد ثم تناولتها لتردف بعبوس : أنا مش بحب الشوربة خالص يا رعد، أنا بحب الفراخ 


رعد : لا من شكلها مش هتدوقيها، هتبهريني دا أنا اتبهرت من غير ما ادوق 


انفجرت باكية لتصرخ بغيظ : أنا مش بعرف اطبخ خالص، ارتاحت 


علت ضحكاته لأول مرة بهذه الطريقة ثم سـ ـحبها داخل أحـ ـضانه لتصرخ بضيق مرة آخرى وهذا كان موقفه معها مع عمل الطعام، يا ليته لم يبنى أفكار ويجهز المكان لها فهي لا تعرف شيء عن المطبخ


شعر يوسف باهتزاز هاتفه فاخرجه ليجد اسم سيلا، وقف وخرج للبلكون يرد عليها 


يوسف : سيليو 


سيلا بإبتسامة : عامل ايه ؟ يعني إن مسألتش متسألش 


يوسف : الرقابة عالية، طمنيني الشغل عامل ايه من غيري


سيلا بهدوء : وحش ذي ما كل حاجة وحشه من غيرك، هترجع أمته ؟


يوسف بهدوء : مش عارف، في حد بيرن نتكلم في وقت تاني ممكن 


سيلا بتأكيد : تمام، سلملي عليها 


يوسف : يوصل 


أغلق بوجه سيلا التي تنهدت بدموع تنساب ثم نظرت للقارب الذي يسير ليلاً وابتسمت قائلة : مطلوب القارب ده، بعدين الواحد ينط في البحر اللي مفيش فيه حياة تانيه ده، يلا انا استاهل أكتر من كده


زفر يوسف وهو يضع هاتفه في جيب سويت شيرته، عاد يخرجه وهو يرن على خطيبته وحبيـ ـبته الأولى زينة، حسناً وبرغم المشاكل هي تظل الحب الأول 


زينة بعتاب : اخس عليك يا يوسف لسه فاكر ترن عليا 


يوسف بمرح : وأنتِ مرنتيش ليه يا قردة ؟ وحشتيني


زينة بزفير : وأنت كمان اوي اوي، ارجع بقى متعودتش على غيابك كل ده 


يوسف : عايزاني ارجع 


زينة بتأكيد : أة عشان خاطري 


يوسف : راجع يا حبيبتي، يلا تيك كير يا baby لحد ما اجيلك، بحبك 


زينة : بموت فيك 


عاد يوسف للداخل يجلس معهم وقد عاد لوعيه وصوابه أخيراً، فهو علم أن سيلا مجرد فترة وبديل جيد عنها إلا أن القلب ملك زينة، هذا ما تحدث به داخله لكن جزء يأبى هذا الحديث 


عادت سيلا للسكن تجلس على سر.يرها الصغير، رنت على والدتها تطمئن عليها ثم نامت، أجل قررت الهروب من كل شيء بالنوم


تجمع الكل على طعام العشاء، عشق ونور في اندماج تام يأكلوا كل شيء سويا، تتحدث كلاً منهما في أمور عديدة ويمرحا، ابتسم عمار بخفة وهو يتابع والدته، لأجلها فقط تنازل وعاد يعيش مع والده، حاوطت عشق عنق والدتها وهي تعطيها الخياره بفـ ـمها ثم قبـ ـلت وجـ ـنتها بقوة تضحك لتضـ ـمها نور وهي توزع قبـ ـلاتها على وجه عشق، مسكت نور فكها وبدأت تطعمها 


ليلة جميلة قضوها سويًا جميعاً لينتهي الأمر عشق مع زو.جها في غرفة، وچمان في آخرى مع زو.جها، يوسف مع عمار، چيلان، أحمد مع نوره في عالمهم، ذكرى جميلة تدون في ذاكرة الجميع 


❈-❈-❈


ضغط آدم على الهاتف بغضب يلتمع في عيناه بسبب ما فعله ابن عمه قبل سفره للدراسة، فهو تعرف على طالبة لدى آدم وأحبها لتحبه هي الآخرى وكانت النتيجة كارثية وأثر النتيجة الآن يقبع في رحمها 


آدم بغضب : ربنا ياخدك يا أخي، أنت مبتحسش معندكش دم، أزاي تعمل كدة ؟


أمجد : مكنتش أعرف يا آدم إن هيحصل كده، البنت حامل وأهلها عرفوا وممكن يقتـ ـلوها، عشان خاطري يا آدم ساعدني أنت أخويا الكبير وأنا مليش غيرك


آدم بصراخ : أساعدك في ايه يا حيـ ـوان، أنت مستوعب بتقول ايه يا أمجد، أنا متجـ ـوز 


أمجد بزفير : محدش هيعرف وأهلها هيتفهموا الوضع وهيسكتوا لحد ما أنزل بس، أنا لو نزلت الوقتي هتبقى كارثة وأبويا مش هيرحمني 


تنهد ليكمل : أنا مش عايز الطفل يمـ ـوت يا آدم دا ابني وانا مش خسيس 


آدم بسخرية : اة صادق، أنت مش خسيس أنت أناني يا أمجد وعايز كل حاجة 


أمجد : يا ابني أنا كلـ ـب ومتربتش، ساعدني يا آدم 


زفر آدم بحدة ثم قال : اسمها ايه ؟


أمجد بإبتسامة : تالا حسن محمد الرفاعي ساكته في °°° عندها واحد وعشرين سنة، تالتة هندسه معماري 


آدم : منك لله يا أخي ربنا يهدك 


أمجد : مشكور يلا بقى ورايا محاضرة 


زفر آدم بحدة وهو يلقي الهاتف أمامه، ظل يفكر قليلاً ثم اتجه يحاول معرفتها، طلبها في الكلية لتأتي له وبالفعل أتت ليراها 


تالا بهدوء : حضرتك عايزني ؟ 


فتاة أقل ما يُقال عنها جميلة، ذو ملامح بسيطة رائعه تحمل البرائة ما يكفيها، تأملها بضع لحظات ثم نظر أمامه قائلاً : أنتِ تالا 


تالا : أيوة 


آدم : تمام أنا آدم ابن عم أمجد، اكتبي رقمك هنا 


تالا بخفوت : ابن عمه، تمام. 


الآن آدم يفكر في الزو.اج من تالا وأزال حورية من تفكيره نهائي، هو من الأشخاص التي لا تنسى بسهولة أي موقف حدث معها، وبالنسبة له الأذى من حورية كان مضاعف، أما حورية مثل معظم الفتيات في سنها الاضطراب هو المسيطر الوحيد على تفكيرها، أحياناً تريد وآخرى لا تريد لكن في النهاية عرفت أن حبها هو آدم وتريد البقاء معه، تحاول وتضع اللوم على نفسها لكن مهلاً إلى متى ؟!  


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة