قراءة رواية جديدة روضتني لأسماء المصري - الفصل 26
قراءة رواية روضتني كاملة (الجزء الثالث من رواية أحببت طريدتي)
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة أسماء المصري
رواية روضتني
الفصل السادس والعشرون
❈-❈-❈
لا يهمني أن أكون شخص كامل، يكفيني أن أكون شخص لا ينافق، ولا بخون، ولا يجامل، ولا يعرف الناس وقت الحاجة.
❈-❈-❈
زاهدا بأي شيئ وقف مرتكزا على الحائط خلفه منتظرا اي خبر شأنه أن يطمأنه عليها بعد أن حاول الأطباء إسعافها بشتى الطرق ولكنها بالنهاية دخلت بغيبوبة لإرتفاع نسبة ضغط الدم بالإضافة لهبوط سكرها، حل المساء وتبعه صباح والحال كما هو لا جديد وهو لا يزال يشعر بغصة قلبه بعد كل تلك الأحداث المؤسفة التي تعرضت لها عائلته بسببها على حد اعتقاده.
اقترب منه أخيه رابتا على كتفه وتحدث بترو:
-مالك، روح البيت ارتاح شويه وتعالى بالليل.
رفض بحركة رأسه دون ان يتحدث فأصر عليه:
-مش هينفع نفضل كلنا هنا، لازم نريح بعض وانا موجود واخواتك كمان وانت هنا من امبارح، روح البيت شوف الدنيا هناك عامله ايه، احنا مش عارفين الست هانم مر اتك ممكن تكون عملت ايه في غياب الكل.
نظر له بعيون زائغة وممتعضة وهو يصر على أسنانه هاتفا بغل:
-مش عارف ازاي صدقتها وهي كل اللي بتحاول تعمله انها توقع بيني وبينك؟ بجد صدمتي فيها أكبر من أي صدمة اتعرضت لها في حياتي كلها.
مسح على ظهره وهو يواسيه بمكر وخبث:
-معلش يا مالك، نصيبك كده ولولا انك عايز الحكاية تخلص من غير مشاكل انا كنت وريتهم شغلهم هي واهلها وعرفتهم انا مين وانت مين كويس اوي.
رفض بهز رأسه وهو يعقب:
-ملوش لزوم خالص الشوشره ووجع الدماغ انا خلاص مش عايزها.
أومأ له متصنعا الحزن وهو يواسيه:
-بكره ربنا يعوضك بأحسن منها.
خرج الطبيب من غرفة العناية المركزه ينظر حوله واقترب منهما فتلهف مالك يسأله:
-ماما عامله ايه يا دكتور؟
رد بعملية وهدوء:
-احنا ظبطنا لها الضغط والسكر والحمد لله فاقت وتقدروا تشوفوها اول ما تخرج من العناية.
احتضنا بعضهما البعض وصاحت اخواته البنات بفرحة وانتظروا جميعا خروجها لغرفتها ودلفوا تباعا فنظرت لهم مبتسمة وهي تقول بتعب:
-الحمد لله انكم متجمعين ولسه ايد واحدة، مصدقتوش الناس اللي حاولوا يوقعوا بينكم يا ولادي.
جلس أنس بجوارها مقبلا راحتها وهو يحدثها بصوت مرح:
-ايه يا ست الكل بس الدراما دي كلها؟! هو حد يقدر يوقع بيني وبين اخويا؟ ده ابني مش اخويا.
التفتت برأسها تنظر لمالك وقالت برجاء:
-انهي الجو ازه دي با بني انا مش حمل إن سمعتك انت وأخوك تبقى على لسان الخلق، ده لو حصل انا ممكن أتجلط.
هرع ناحيتها وانحنى مقبلا راحتها قائلا:
-الف بعد الشر عليكي يا ست الكل، أنا خلاص اتفقت مع أنس، تقومي بالسلامه ونخلص الحوار ده خالص.
رمقته بنظرة لامعة وغاضبة وصاحت فورا:
-لسه لما أخف؟ يا بني ابوس ايـ دك ابعد عن الشر وطلقها انشالله غيابي.
أومأ لها منصاعا لرجاءها أو أمرها لا نعلم فردد أنس:
-ايوه طلقها غيابي وده يبقى اقل رد على اللي عملته.
❈-❈-❈
ظلت جالسه بفستانها الأبيض المفـ توح والذي شعرت به يحرق جلـ دها وهي تنتظر حضوره بعدما انفض الحفل بشكل غير متوقع ومخيف، شعرت بالأسف على حالها وما وصلت إليه بعد أن اكتشفت تلاعبه بها فهمهت بحزن:
-ليه الكل بيلعب بيا؟ انا تعبت وربي تعبت.
بكت يأسا وقهرا حتى جفت دموعها ولا زال لا أثر له فهو لا يزال برفقة من تفترض أنها ابنته، تلك التي ظلت واقفة أمامه مطرقة رأسها تبكي بغزارة وهي لا تصدق ما مرت به منذ لحظات.
رفع وجهها لأعلى بسبابته ونظر لها مبتسما وهو يهمـ س:
-لاميتا، حبيبتي!
قضـ مت شفـ تيها وهي تنظر له برهبة تسأله:
-راح تقوصني؟
نظرته المندهشة وكأنه بعيدا كل البعد عن هذا الإحتمال جعلتها تمتعض وهو يهمس لها بنبرة رقيقة تنافي تماما قسوته وجبروته منذ لحظات:
-شو عم تقولي يا عمري انتي؟ انا قوصك لإلك؟ معقول! ليش بتظني هيك؟
ردت وهى ترتعش حرفيا:
-لساتك مقوصه ل...
صمتت تحاول استجماع نفسها وهي تكمل بتلعثم:
-ل... بابا.
رمقها بنظرة مطولة وهو يبتسم لها هامسا:
-هاد ما بيتسمى بابا حياتي، انسيه وأنسي أي شي بيضايقك حبيبتي.
ابتلعت ريقها وهي تشعر بالذعر والخوف وسألته:
-انا شو مطلوب مني هلأ؟
رد غير عابئا بخوفها الظاهر على وجهها:
-مطلوب تكوني حبيبتي وعشـ يقتي وزوچتي وام ولادي كمان.
تفاجئت من حديثه وهتفت بتردد:
-كيف؟ ما فهمت؟ انا 17 سنه لساتني صغيرة والفرق بيناتنا....
قاطعها موضحا وجهة نظرة الغير مراعية لصغر عمرها:
-انا حبيتك من وقت صرتي بنت ال 10 سنوات، وقت خبرت امك بمشاعري لإلك حاولت تهرب مني بس وقتها فريدو عرف طريقها وقوصها ورجعتي بحضـ ـني.
تنهد وكأنه يسرد قصة حب رومانسية:
-حبيتك كتير وبعرف انه فرق السن بيناتنا اكتر من 30 سنه لكن الحب ما بيعرف العمر وانا لساتني قوي
سألته بتلعثم:
-وعاليا، زو چتك؟
دا عب أسفل ذقنها بسبابته وهو يبتسم قائلا:
-انا قبضاي حبيبتي، بقدر عليكن لا تقلقي.
ظلت ترتعش وهو يمر ر انامله على وجـ ـهها وانتفضت للخلف فور ان انحنى ليقـ ـبلها فرمقها بنظرة غاضبة وتكلم بصوت خشن:
-لاميتاااا، انا بدي اياكي باختيارك واذا ما بدك..
صمت فإنتظرت أن يكمل ولكنه صمت ينظر لها بإنتصار فسألته بهمهمة:
-اذا رفضت شو رح تعمل؟
رفع حاجبه ناظرا لها بسخرية وهتف غامزا:
-لا تمتحني صبري، آه!
قضـ ـم أسفل شفـ ـته وهو يرد بغيظ:
-راح اتركك لحتى أرجع من شهر العسل مع عاليا وبعدها لا تنتظري مني صبر.
تركها وذهب فأرتمت أرضا تبكي بحرقة وهى تتمتم:
-انا شو اعمل بحالي هلا، يا الله ساعدني
أما هو فقد عاد لغرفة عاليا فوجدها لا تزال بفستانها الأبيض تبكي حالها فصفق الباب بقوة انتفضت هي على إثره بخضة ورمقته بنظرة باكية فاقترب منها وأمـ ـسكها من كتـ ـفيها فهدرت به:
-جاي ليه؟ جاي ليه بعد ما ضحكت عليا؟
بكاءها جعله يرمقها بنظرة مطنبة وتحدث بهدوء:
-انتى زو چتي عاليا واليوم عر سنا.
صرخت به هائجة:
-واللي حصل تحت ده اسمه ايه؟ وبنتك اللي مش بنتك وعايزها تكون ليك! تكون ليك ازاي يعني؟
رد بعدم اكتراث:
-شو فيها؟ انتي ليكي مكانتك عندي وبس وغير هيك لا تحاولي تتدخلي أبدا بأي شيئ.
ظلت تبكي وهي تشعر بألم يقطع أوصالها ولكنه لم يهتم واقترب منها وتكلم وكان شيئا لم يكن بلهجة مصرية ساخرة:
-متبوظيش الدُ خله بقى يا عاليا، وبعدين انا عندي ليكي مفاجأة.
انتظرته أن يكمل بعد أن نظرت له بحزن فأضاف:
-بكره الصبح هنمضي شهر العسل بمصر، ايه رأيك؟
❈-❈-❈
تحرك ليستقبله مجهزا بطاقم طبي آثر على ان يكون بعيدا عن مشفى الفهد حتى لا تعرف عائلته بما حدث بلبنان وجلس بجواره بالسيارة فابتسم له بترحيب:
-حمدالله ع السلامه يا ميزو بيه.
رد ضاحكا:
-متشكر يا سيدي، أومال فين چنى؟
رد يخبره:
-سبتها في البيت بتجهز الجناح بتاعكم عشان التمريض اللي هيقيم معاك لحد ما تخف، وطبعا مقدرتش أقول لحد انك رجعت.
نظر للطريق الذي يمر بجوار نافذته وتكلم بشرود:
-بس ماما وبابا كده ممكن يقلقوا، انا من رأيي نقول لهم وخلاص.
رفض فارس موضحا:
-هتفتح علينا ليله طويله يا مازن، سين وجيم وهنعمل ايه ونسوي ايه؟ ده غير الخوف اللي هيمسكهم.
أومأ له منصاعا كعادته لأوامره التي لا تحتاج لنقاش منه واغلق عينه ليرتاح حتى وصل لڤيلا فارس وهناك استقبلته چنى تهرع ناحيته تحتضنه بحذر وهي تسأله:
-انت كويس؟
رد مقـ ـبلا اعلى رأسها:
-الحمد لله يا حبيبتي، متقلقيش عليا.
صعد برفقتها هي والتمريض المرافق لهما لجناحهما الجديد الذي جهزه فارس ليمكثا به، وبقي فقط فارس وساجد وياسمين، التفت فارس لساجد يهتف:
-ما تدخل يا بني انت محتاج عزومه؟
رفض رفضا مقننا ومعلنا:
-هروح اشوف شيرين، زمانها قلقانه عليا.
تركهما وغادر فالتفت ينظر لها وهي تبتسم له وهمست تسأله:
-بيتهيألي مازن صحته كويسه مش كده؟
أومأ لها مجيبا:
-الحمد لله، المهم متخليش حد يعرف انه رجع وخصوصا الدكتورة دينا.
وافقته فتحرك للداخل فأمسكته من ذراعه وتمتمت بصوت مسموع:
-هتفضل زعلان مني؟
لم يجيبها وسحب ذراعه منها بهدوء ورد:
-انا هطلع اغير هدومي على ما العشا يجهز ومتنسيش تجهزي اكل لمازن.
طرق باب غرفة صغيريه ففتحت المربية وتنحت جانبا فدلف هو يحملهما كلٍ على ذراع وقبـ ـلهما قُبـ ـل كثيره والصغير جاسر يدا عبه مغمغما بصوته الطفولي:
-بببا بببا
جلس أرضا يلاعبهما حاملا صغيرته بحضنه واضعا جاسر أمامه على الأرض يشاكسه بالدغدغة والمزاح وياسمين تقف بجوار الباب تنظر له بعشق قد فاق حد الإستيعاب فسحبت نفسا عميقا وطردته خارجا وهي تستعيد برأسها ذكريات قصة حبهما وتنظر لنتاجها فتمتمت بداخلها موبخة لنفسها:
-كل مره يسامحك على اخطاءك ومش بتتعلمي ابدا، يا ترى ايه العقاب اللي ناويلي عليه يا فارس؟
استمع لصوت تنهيدتها فالتفت ينظر للمربية وسألها باهتمام:
-الولاد مش ناقصهم حاجه؟
نفت على الفور برهبة:
-لا يا باشا كله تمام.
أومأ لها ووقف متحركا للخارج فمر بجوارها وعندما اصبح ملتـ صقا بها عند حافة الباب انحنى هامسا:
-حصليني ع الجناح بتاعنا.
فرحت واتسعت بسمتها وهرولت وراءه وكأنه الهواء الذي تتنفسه ودلفت وراءه فتكلم بصوت جاد وهو لا ينظر لها بل يخـ لع عنه ملا بسه:
-جهزيلي الحمام محتاج آخد شاور.
تحركت فورا بدون نقاش لفعل ما امرها به وانتظرته بالخارج حتى خرج ملتفح بمنشفة عريضه وجلس يرتدي ما جهزته له من ملابس بيتيه وضعتها له على الفراش وتحرك مزيلا غطاء الفراش مندثرا أسفله وتكلم بصوت مجهد:
-هنام ساعتين وصحيني لما الأكل يجهز.
جلست بجواره وسالته بإهتمام:
-انت تعبان؟
أومأ لها مجيبا:
-ميت من التعب
مددت جسـ ـدها بجواره وبدأت بتد ليك عنـ قه وكتـ فيه فتسطح على وجهه ليسهل لها تدلـ ـيكه فلم تتخاذل عن فعلها وظلت هكذا تستمع لصوت تألمه حتى شعرت بالخدر يسري بأنا ملها وقبل أن تتوقف متعبة كان هو الأسبق بابعاد يـ ـدها ممتنا:
-شكرا يا ياسمين، كنت محتاج المسا چ ده اوي تسلم ايدك.
لم يعجبها طريقته بالتحدث لها وكأنها غريبة عنه وليس هذا بواجبها لزو جها وقطعة رو حها فقالت بمعاتبة:
-بتشكرني يا فارس! على ايه بس؟ انت جو زي ومفيش فرق بينا وأكتر حد بيحـ ـس بتعبك هو انا.
ربت على كفها بامتنان:
-ربنا يخليكي ليا.
اقتربت منه وحاولت تقـ ـبيله ولكنه ابتعد فاردا جـ ـسده على الفراش فشعرت بغصة من رفضه لها فسالت عبراتها على وجنـ ـتيها وما كان إلا أن شعر بها فتحدث وهو اسفل الغطاء:
-منستش اللي عملتيه ومش هعديه بالساهل زي كل مره، ومش معنى اني بتكلم واتعامل عادي إن الموضوع خلص.
سألته بصوتها الباكي:
-محاولتش تسمعني ولا تفهم وجهة نظري، وعقابك ليا كل مره بالهجر.
اعتدل بجـ ـسده ناظرا لها بتفاجئ وحدة رافعا حاجبه صارا على اسنانه وقال بصوت غاضب:
-ومين قالك ان هو ده العقاب اللي انا مجهزهولك؟ هجر ايه اللي بتتكلمي عنه وانتي اصلا لسه طالعه من اجهاض يعني كده كده مينفعش اللي انتي بتفكري فيه.
ردت بحزن:
-مش شرط السر ير يا فارس، الهجر مش ده وبس، الهجر انك تكون موجود ومش موجود وده اللي انت بتعمله معايا كل مره بغلط فيها من وجهة نظرك.
غضبه حقا تأجج من حديثها فازاح غطاء الفراش عنه بعصبية ووقف يرمقها بنظرات حارقه وهو يقول:
-انتي كمان شايفه نفسك مش غلطانه؟ بجد يعني لسه بتقدري تفاجئيني يا ياسمين.
اقتربت منه ولكنه رفع كفه امام و جهها يمنعها من الإقتراب وهدر بها:
-متقربيش مني، انا خلاص طاقتي كلها خلصت ومش قادر اعلمك واجادلك في تفكيرك....
قاطعته تصرخ:
-ولا عندك طاقه تسمعني كمان، أسمع الأول يا فارس يمكن كلامي يفهمك وجهة نظري ومش شرط تقتنع بيها بس يمكن تشيل من قلبك كل الزعل اللي حاسه ناحيتي ده.
تحرك خطوتين حتى بات قريبا منها ونظر لها فرفعت بصرها لمستوى طوله تنظر له برجاء فأومأ لها مؤكدا:
-أتكلمي انا سامعك.
ابتلعت ريقها وتكلمت بتوتر ناتج عن خوفها الظاهر من إحزانه أكثر:
-انا عارفه اني غلطانه ومش ببرر ابدا تصرفي بس يمكن هبرر تفكيري.
لم يقاطعها ظل ناظرا لها مستمعا بإنصات فاضافت مطنبة:
-وقت ما عرفت اني حامل اتفاجئت وبنفس اللحظه اللي كنت هفرح فيها الدكتورة قالت لي مش هيكمل ولازم ينزل، اتحولت فرحتي لزعل وتفكير فيك وفي ولادي والحته اللي جوايا منك ومطلوب مني اقتلها وفكرت ان الدكتوره ممكن خبرتها ضعيفه ويمكن لو في دكتور اشطر منها يكون قراره غير كده.
رد مقوسا فمه ممتعضا:
-تروحي تخاطري بحياتك عشان...
قاطعته توضح:
-الأمراض الخطر بيستشيروا فيها دكتور واتنين قبل ما يقرروا اذا هيعملوا العملية ولا لأ، فكل اللي عملته اني حبيت آخد رأي دكتور تاني مش أكتر.
مسكها من ذر اعها بقسوة غارزا اظافرة بلحـ ـمها وسألها بغل:
-ومجتيش تقوليلي ليه وانا آخدك ونروح لدكتور وأتنين وتلاته؟
أجابته وهي تبكي متألمه من قسوته عليها:
-عشان عرفاك وحفظاك، مكنتش هتوافق نروح لدكتور تاني وكنت هتصمم اننا ننزله من غير ما نتأكد.
ظل ناظرا لها بغل وهو يقرر:
-يعني انتي اتصرفتي كده بناءا على استنتاج من دماغك على رد فعلى! من امتى انا بجبرك على حاجه مصيريه بالشكل ده؟ انتي كأنك عايشه مع راجل غيري انا!
بكت فشعر هو بقبضته القويه على ذراعها فتركها ناظرا لآثار أظافره عليها فزفر بضيق لفقدانه السيطرة على غضبه هكذا وتكلم بضيق:
-مبحبش ازعلك ولا ائذيكي وغصب عني بتدفعيني لده، انتي عارفه ان رد فعلي بيكون قوي وممكن يأذي جامد وغصب عني مبحسش بنفسي ومع ذلك مبتعمليش حساب ليا ولا لرد فعلي.
همست باكية:
-انا بعمل حساب لزعلك مني يا فارس و...
صاح بها مقاطعا:
-حساب لايه؟ لزعلى! واللي بيحصل منك ده ايه فهميني؟
علا صوت بكاءها ونحنتها فأدار لها و جهه يحاول تمالك نفسه واكمل توبيخه اللاذع:
-انا خلاص مش قادر على تصرفاتك الطفوليه وعقلك الغبي اللي بيوقعنا في مصايب، مش قادر اشوف البلاوي والكوارث اللي العيله واقعه فيها وانتي في دنيا تانيه لوحدك، لو انشغلت عنك شويه توقعي نفسك في مشاكل ممكن تقضي علينا.
التفت ورمقها بغضب واضاف:
-اكبري واعقلي وفكري في بيتك وولادك وجوزك اللي ممكن يكون انهارده معاكي وبكره لأ...
هرعت مقتربة منه تضع راحتها على فمه تمنعه من استكمال حديثه وهي تقول:
-بعد الشر عليك يا حبيبي، ربنا يحفظك ليا ولولادك
ترقرقت عينه بالعبرات وهو يكمل:
-انا تعبان اوي يا ياسمين، انتي مش متخيله ايه اللي بيحصل معايا في التوقيت ده؟ وكنت منتظر منك تقفي جنبي بدل ما تشغلي بالي عليكي بالشكل ده.
احتضنته وهي تتوسله باكية:
-آخر مره والله العظيم اعمل اي حاجه من وراك او من غير موافقتك و...
قاطعها وهو يبعدها عن حضنه رافضا حديثها:
-لا يا ياسمين، انا سمعت الوعد ده اكتر من مره وانتي مش هتتغيري الا لما تتقرصي قرصه جامده تعلم عليكي.
لم تفهم معنى حديثه فسألته بتوتر:
-تقصد ايه؟
لم يجيبها فزادها صمته رهبة وهي تقترب منه تسأله:
-بقولك تقصد ايه؟
تنهد بانفـ ـاس سا خنه ونظر لها بتركيز هامسا بتوعد:
-يعني زي ما قولتلك العقاب المره دي هيكون رادع يا ياسمين، مش مجرد زعله وتخلص ولا اهجرك كام يوم زي ما بتقولي، بالعكس انا مشتقالك من دلوقتي وأول ما الدكتوره تسمح بده هيحصل.
حديثه المبهم جعلها تنظر له بتيه فابتسم وتحرك صوب الفراش ولكنها صرخت به:
-انا من حقي افهم انت ناوي على ايه؟
سحب الغطاء على جـ سده وتكلم بتثاؤب:
-لما الأكل يجهز صحيني عشان جعان اكل ونوم.
ضربت الأرض بقدميها بتذمر وما كان منه إلا أن أخفى وجهه الضاحك بالغطاء ذاهبا بالنوم المصطنع فاستمع لصوت تذمرها:
-ماشي يا فارس براحتك.
❈-❈-❈
تقابلا بعد أن هاتفها فجلست أمامه تنظر له بجمود وهو ينظر للأرض متوترا يفرك راحتيه معا فسأتله بحيرة:
-خير؟
رفع بصره نحوها فشرد بملامحها التي يعشقها ولكنه بمهمة واضحة الآن لن يحيد عنها فتكلم متصنعا الهدوء عكس ما يثور بداخله:
-خير او شر ده حسب تقديرك انتي للموقف.
رفعت حاجبها بضيق وتكلمت بصوت متعجل:
-طيب اتكلم عشان مستعجله.
مدت راحتها لتلتقط هاتفها من على المنطدة ولكنه كان الأسبق بحصار راحتها بين كفه الغليظ ممسكا اياه بقوة، ورغم محاولتها التنصل منه ولكن عندما وجدت قبضته الحديدية عليها تركته يمسكها بل ويخلل اصابعه بخاصتها وتكلم متسائلا:
-لسه بتحبيني؟
ضحكت ساخرة وسألته:
-أخدت إذن الباشا قبل ما تيجي يا زين؟
نفى برأسه وعاد يسألها:
-جاوبيني يا دعاء لو سمحتي، لسه بتحبيني؟
أجابته وهي تقـ ضم داخل فـ مها بتوتر:
-وكان ايه اللي مصبرني كل ده على تصرفاتك غير اني بحبك يا زين، حتى بعد ما اعترفت لي باللي عملته بشادي فضلت أحبك، حتى بعد ما شكيت فيا اني بنقل اخبارك واخبار الباشا بتاعك جيت اقابلك من أول رنه منك.
ابتسم بسعادة وبدل مقعدة لذلك المجاور لها سا حبا راحتها الاخرى فأصبح يمسك كلتا راحتيها بكفيه ونظر بعمق عينها وسألها من جديد:
-عندك استعداد تكوني صريحه معايا زي ما انا هكون صريح معاكي؟
أومأت له مبتسمة فاستطرد:
-انا هنا من ورا الباشا، ولو وجودي معاكي هيمنعني من الشغل عنده أو عند غيره فانا مستعد لده حتى لو هنسافر برا لاي بلد ونبدأ هناك من جديد.
اتسعت بسمتها وهي تصرخ بسعادة:
-بجد؟ انت مستعد تعمل كده عشاني يا زين؟
أومأ لها وهو يشعر ببركان ثائر يحرق داخله فتكلمت هي بغـ زل:
-ياختي على القمر ده، انت بتحبني يا زين؟
أومأ لها مجيبا:
-بحبك بس، انا مش عارف ازاي قدرتي تخليني مفكرش غير فيكي بالشكل ده؟ وأنا اللي طول عمري مفكرتش لا في الجو از ولا الحب.
ابتسمت وهي تعض على شفتها السفلى هامسة بغزل:
-حبيبي أول مره يحب، وربنا اختارني انا عشان اكون حبيبته.
قبل راحتها وعاد ينظر لها متسائلا:
-طيب جه دورك.
رفعت حاجبها متعجبة من حديثة فأضاف بتوضيح:
-اتقفنا نكون صرحا مع بعض، انا عايز اعرف كل حاجه وكل الحقايق عشان بعدها نرمي كل حاجه ورا ظهرنا ونعيش من غير ما نخاف إن تظهر لنا حاجه تبوظ علينا حياتنا.
رمقته بنظرة عاشقة وسألته:
-يعني هتسامح وتنسى؟
أومأ لها بتأكيد مرددا:
-زي ما انتي هتسامحي وتنسي.
سحبت نفسا عميقا وطردته خارجها وقالت وهي تبتلع ريقها:
-شادي مخطوف بره واللي خطفوه تواصلوا معايا عشان يهددوني بيه.
اعتدل زين على مقعده ينظر لها بتاكيد:
-على فكره أول مره اتقابلنا فيها انا حقيقي مكنتش اعرف حاجه، وحتى بعدها لما اتكررت مقابلاتنا انا فعلا كنت بدأت أحبك ولحد ما شادي قالنا على موضوع سفره ده ومكانش في ايه مشاكل.
ظلت تقص عليه الأحداث التي مرت عليها منذ سفرة اخيها وحتى تلك اللحظة:
-بعد ما سافر كان بيتواصل معانا على فترات لحد ما انقطعت اخباره فتره وبابا قال دي عادته، بس انا كنت قلقانه وفضلت ادور على الشركه اللي بيشتغل فيها في دبي وعرفت انه سابها وإن جاله عقد تاني في شركه تانيه.
ابتلعت ريقها وارتشفت قطرات من العصير الموضوع أمامها واكملت مطنبة:
-اطمنت وقتها انه لقى شغل في مكان تاني عشان كده انقطعت اتصالاته وأول ما يستقر هيتصل بينا زي عادته، وفعلا بعدها بوقت قصير كلمنا وطمنا عنه بس أول ما قفل معايا انا وماما وبابا التليفون بعتلي رساله انه عايز يكملني لوحدي من غير ما احسس حد من اهلي وانا برده مفكرتش انه واقع بمشكله.
تنحنحنت وهي تضيف لسردها:
-بس لما كلمني كانت المفاجأة انه مخطوف واللي خاطفينه خلوه حكالي على كل حاجه حصلت معاه وطلب مساعدتي.
نظرته الزائغة والحزينة التي بعينه اكدت لها انه يتألم من صدقها معه بالرغم من طلبه لها بالصراحة وعلمت انه ربما لن يتخط الأمر ولكنها ملت من التظاهر والتلا عب بعد ان شعرت بوطأة فعلتها الدنيئة، ورهبت من رد الفعل إن ما فشلت في مسعاها واكملت قصها المطنب:
-حكالي على اللي حصل بينه وبين فارس وجوازته من اخته والمخزن اللي اتحبس فيه شهر بحاله وهو ورجالته بيضربوه، وفهمت ليه فارس جوّز اخته لمازن اللي كلنا كنا مفكرينه هيرجع لنرمين، وفي النهايه قالي على مروان الفهد وكل الخطط اللي كان عاملها بالاتفاق مع شادي.
ظلت تقص وتحكي وكأنها تسترجع ذلك الوقت بحذافيره
-طيب وانا اقدر اعملك ايه يا شادي؟ عايز مساعدتي في ايه؟
رد عليها يخبرها بتفاصيل اتفاقة:
-انا دلوقتي في ايد الناس اللي مروان الفهد كان شغال معاهم وهم عايزين يعرفوا اخبار فارس الفهد باي طريقه وانتي اللي هتقدري تساعديني.
شردت بنظراتها للأمام تحدق بالحائط بحيرة وسألته:
-انا أقدر اعمل ده ازاي بس؟
رد وهو يصر على اسنانه:
-انا عارف باللي بينك وبين زين الحارس بتاع فارس.
ابتلعت ريقها وتوترت ولكنه لم يمهلها الفرصة لتتحدث أو تدافع او تشرح وقال:
-هم مراقبين كل الناس اللي حواليه وعارفين عنه حاجات كتير اوي بس عايزين حد من جوه اكتر وللاسف رجالته مخلصين له جدا ولما عرفوا انك انتي وزين متقربين لبعض قالولي انك افضل حد ينفذ اللي عايزينه.
ارتعشت وهي تسأله:
-بس زين غلبان وملوش...
قاطعها هادرا:
-زين ده اكتر واحد انا اتضربت منه، اكتر واحد اذاني وبالرغم من ان فارس كان بيضربني بغل إلا انه ضرب زين كان بيفضل معلم في جـ سمي بالأيام.
بكت وهي تستمع لاخيها:
-انا مش عارف اذا الامور وصلت بينكم للحب ولا لسه في مرحلة الإعجاب، بس انا اخوكي ولازم تقفي جنبي.
سألته بقلق:
-طيب الناس اللي خاطفينك دول هيسيبوك امتى وازاي سايبينك تكلمني كده؟
رد موضحا:
-هم يهمهم ان اللي عايزينه يتنفذ، وانا يهمني أخرج من عندهم حته واحدة عشان كده متأكدين اني مش هعلب من وراهم تاني.
بكاءها جعله يرقق صوته ويحدثها بتوسل:
-انا تعبت أوي يا دعاء، خلاص حاسس اني هموت وكل ده عشان حبيت بنت عمي، ساعديني.
نظر لها زين بلمعة بكاء حاول اخفاءها وسألها:
-ويا ترى عرفتي توصليلهم حاجه مفيده عشان يسيبوا اخوكي؟
سؤاله يحمل الكثير من الأسى ولكنه يود معرفة كم خطوة يسبقونهم فأجابته:
-كل اللي بوصله كانت تحركات فارس اللي بعرفها منك، أو أماكن الكاميرات جوه الڤيلا اللي قدرت اصورها يوم حفله سبوع ولاده، وغير كده معرفتش اعمل حاجه.
تصنع عدم الاكتراث لتلك المعلومة القيمة التي اوصلتها لهم وسألها بانتباه:
-وشادي فين دلوقتي؟
اهتمامه بأخيها جعلها تبتسم فردت فورا دون تفكير:
-في امريكا، شغال في شركه من شركاتهم.
رفع حاجبه متسائلا بفضول:
-يعني مش مخطوف؟
أومأت مؤكدة وموضحة:
-لأ ما هم سابوه من لحظة ما وافقت اشتغل معاهم بس سفروه على أمريكا عشان يشتغل معاهم وهو حاليا شغال محاسب في شركه من اللي تخصهم.
عاد يسأل بتوتر:
-في حد منهم اتواصل معاكي، ولا كل تواصلك عن طريق شادي؟
رمقته بنظرة متحيرة من كثرة اسئلته فوضح سبب سؤاله:
-عايز اعرف عشان احاول احميكي، لأنك انتي كده بقيتي تابعه ليهم للأسف ودول ناس خطر واديكي شوفتي عملوا ايه في الباشا وعيلته فما بالك بينا احنا الغلابه اللي منقدرش نقف قصادهم.
ردت باكية:
-ما هو عشان اخويا غلبان مقدرش لا يقف قصاد الباشا بتاعك ولا قصادهم.
صر على أسنانه وهو ممتعض وهتف بحدة:
-اخوكي اللي حط نفسه في المكان ده، المفروض كان يبعد بمجرد ما عرف ان مدام ياسمين بتحب الباشا لكن هو راح اتعاون مع مروان الفهد بصوره خسيسه ودلوقتي ورطك معاه من غير ما يخاف عليكي.
ظلت صامته تنظر لتوترة فسألته:
-طيب انت قلقان من ايه دلوقتي؟ هم مطلبوش مني اي حاجه فوق طاقتي، كل الحكايه اني اوصل لهم أي معلومات اقدر اوصل لها عن طريقك بصفتك اقرب حد له.
امسك را حتها وسألها والتوسل يقفز من عينيه:
-صارحيني يا دعاء عشان خاطري، انتي حبتيني فعلا ولا كل ده عشان الخطه دي؟
أجابته وهى تضع را حتها الأخرى أعلى كفه:
-وحياة زين عندي حبيتك من اول نظره، من لحظة ما شوفتك في رمضان في الجنينه وبعدها لما اتقابلنا كذا مره كان شادي اصلا محبوس عندكم وانا مكنتش اعرف ده.
ابتسم وهمس لها:
-انا بحبك اوي.
بادلته الابتسام ورددت:
-وانا كمان بحبك اوي.
سألته بحيرة:
-هنعمل ايه؟
حرك رأسه يشعر بدوران رأسه وهو يجيبها:
-مش عارف، هنفضل نلف في الدايرة دي لحد امتى؟ الحل الوحيد اننا نوصل للناس دي و...
قاطعته متفاجئة:
-نوصل لهم ونعمل ايه معاهم؟ نفتح عليهم الرشاشات مثلا! انت سامع نفسك؟
رد بتاكيد:
-احنا كلنا دلوقتي في مركب واحده يا دعاء، كرهك لفارس باشا ممكن يستمر بس بعد ما نساعد بعض اننا نوقف الناس دي عن اذيتنا كلنا بالشكل ده.
تنهدت وهي تنتظره أن يكمل توضيحه:
-يعني لازم كل الكلام ده يوصل للباشا عشان يعرف يتصرف وهم في الاخر كلهم حيتان يقدروا يتخانقوا مع بعض، الدور والباقي علينا احنا اللي ممكن ندهس في الرجلين بينهم، وولائي للباشا ومساعدتك لأخوكي مش هتشفع لنا لا عند دول ولا عند دول، لما يبقى كل واحد شادد طرف الخيط من ناحيته احنا اللي هنضر.
اومأت له موافقة:
-خلاص يا حبيبي، اعمل اللي انت شايفه بس اضمنلي الأمان من الباشا بتاعك ويخصص لي حراسه بقى انا وعيلتي لأن مش بعيد يحاولوا ينتقموا مني عشان هساعدكم.
ابتسم لها وهو يخبرها:
-اكيد مش هنكشفك لهم يعني.
رفعت كتفيها تخبره:
-انا اصلا وصلت لهم انكم كشفتوني لما أتخانقنا وفارس هددني وقالي انه عارف انا شغاله مع مين ومن ساعتها مطلبوش مني اي حاجه.
ربت على راحتها محركا رأسه عدة مرات ورفع يـ ـده للنادل وهو يستدعيه:
-أظن جوعتي؟
ضحكت وهي توافقه فهمس لها بمشاكسة:
-مفجوعه، بحب واحده اسألها اجيبلك ايه في عيد الحب؟ تقولي ساندوتش شاورما.
ضحكت ملئ فاهها وهي تؤكد عليه:
-ده يبين قد ايه بتحبني يا زينو.
❈-❈-❈
باجتماع عاجل طالب به ساجد بمقر الشركة العالمية حضرة فارس وبعض من العائلة أعضاء مجلس الإدارة برفقة بعض خبراء الإقتصاد والتجارة، مرر المساعد بعض الأوراق الهامة أمام الجميع ليتفحصوها وساجد يشرح لهم بحرفية:
-من فتره لما قررنا نقلل مراكز البيع والتوكيلات بتاعتنا في الدول اللي بره، وعرضنا معارض كتير للبيع وللإيجار، حسيت بحركة غير عادية خلتني كلفت الأستاذ مصطفى يتابعها قانونيا.
التفت فارس بمقعدة الدوار ناحية المحامي المخضرم الذي كان السبب الأول بلقاءه بزو جته الحبيبة واستمع له يشرح:
-بيعنا أصول كتيرة وممتلكات للعالميه عشان نقدر نوفي التزامتنا ناحية الطلبات بتاعة التصدير وكمان التجار بتوع الجمله، وده كدس بضاعة العالمية في مخازن الفهد.
لم يعقب فارس عليه فهو شيئا يعلمه واحتسبه بدقة فأضاف الأول:
-وبعدها كمان عرضنا اسهم في البورصة غير الأسهم المتداولة عشان نقلل الخسارة بالرغم من نزول سعر السهم جدا في الوقت ده.
تابع فارس تركيزه بما يقوله:
-كل العيلة نسبتها نزلت من 5% ل 4 % وأسهم حضرتك كمان نزلت للأسف ل 44% بدل من 50% لأن حضرتك رفضت إن نسبة اخواتك تقل عن 2% لكل واحد.
عقب عليه:
-لحد دلوقتي مفيش قلق لان نسبتي لسه الأكبر وبتوكيل الإداره اللي معايا للعيلة بيديني الحق لده.
أومأ له ولكن قاطعهما ساجد موضحا:
-احنا بنتكلم عن نسبة 30% نزلت السوق بعد ما كنت محدد إن الأسهم اللي نازله للبيع متزيدش عن 15%.
أومأ فارس مؤكدا:
-وفي قانون بيمنع إن مستثمر واحد يمتلك كل الأسهم دي لواحده؟ انتوا بقى خايفين من ايه؟
لم يمهلهما فرصة للتحدث فأكمل:
-لو حد اتذاكى وحاول يجمع كل الأسهم اللي في السوق مره واحدة ميقدرش يمتلك اكتر من نسبة 5% حسب اللوايح الداخلية للشركه، وبالتالي مفيش خوف إن حد يدخل بينا ويبقى له النصيب الأكبر من بعدي.
تكلم ساجد بتوضيح:
-ممكن يتلعب فيها يا فارس، وانت عارف اللي هيتحايل على القوانين هيتحايل على اللوايح وهيعرف يحط ايده على كم لا بأس به من الأسهم.
تسلل القل لقلب فارس ومسك الاوراق يطالعها بتركيز ورد:
-برده محدش يقدر يمتلك اكتر من 5% لأن انا مش هسمح بده والمفروض تكونوا مركزين في الأسهم وواضح لكم مين اشترى، واشترى كام؟
أومأ له ساجد موضحا:
-ما احنا عشان مركزين بنقولك مخاوفنا يا فارس؟ حركة الشرا كبيرة وكل المستثمرين اللي كانوا معانا باعوا وده مخيف بصراحه.
رد مراد متوجسا:
-احنا بنتكلم في نسبة 30% يعني اكتر من ربع الشركة يا جماعة، يعني لو حد واحد اشتراهم من حقه يشترك في الإداره.
زفر فارس بضيق ورد:
-برده مش هيكون معاه اكثر مننا احنا كعيلة معانا 70% من أسهم وأصول الشركه ومظنش أي حد منكم ممكن يبيع ولا ايه؟
نظر للجميع فما كان إلا صوتها المقتحم غرفة الاجتماعات وهي تقول بتشفي:
-بس انا بعت وولاد مروان باعوا وكده غسان جوزي بقى معاه 38% من أسهم الشركه يا فارس.
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية