-->

قراءة رواية جديدة روضتني لأسماء المصري - الفصل 27

 

 قراءة رواية روضتني كاملة (الجزء الثالث من رواية أحببت طريدتي)
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية روضتني رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة أسماء المصري



رواية روضتني 

الفصل السابع والعشرون

❈-❈-❈


الإبداع 

عندما يصبح الذكاء نوع من المتعة.

البرت ايناشتين.

❈-❈-❈

استمعت للأصوات بالخارج وهي حتى لا تهتم للخروج والمشاركة بأي نقاشات تحدث بينهم ولكن صبت جم تركيزها على جهازها اللوحي تبحث به عن وظيفة بعد أن قررت التخلي عن الحزن والتركيز بحياتها العملية، لحظات واستمعت لصوت قرع جرس الباب وتبعه خطوات تتحرك ناحيته ومن ثم أصوات مختلطة لوالديها ما بين سباب لاذع وصراخ قهر ولم يتثنى لها الخروج لمعرفة ما يحدث فوجدت والدتها تفتح الباب بسرعة وهي تنتحب بسوقية:

-آه يا شماتة الناس فيكي يا هدى.


نظرت لها نرمين بنصف عين وسألتها بامتعاض من اسلوبها المنفر:

-في ايه يا ماما؟


ردت فورا بنفس الأسلوب السوقي والغير مراع لحالة ابنتها النفسية:

-وهييجي الخير منين؟ اطلعي كلمي ابوكي وشوفي المصيبة اللي وقعنا فيها.


وقفت بسرعه متجهة للخارج فوجدت والدها يقف أمام الباب بجوار جدها وأمامهما رجل غريب يحمل دفترا بيده فتسائلت بصوت خافت:

-في ايه يا بابا؟


التفت ناظرا لها بأسى وهو يقول:

-تعالي يا بنتي أمضي على الاستلام.


لم تفهم ما عناه فاقتربت من الباب تنظر لذلك الغريب الذي سألها فورا:

-حضرتك نرمين محمود السيد؟


أومأت له مؤكدة:

-أيوه.


سألها من جديد بعملية:

-معاكي اثبات شخصية؟


جاءت هدى من الخلف تحمل هويتها وسلمتها له وهي تتذمر:

-أهي يا اخويا، حسبي الله ونعم الوكيل فيه وفي اهله اللي فضحونا وجرسونا بالشكل ده....


صاح محود بها لتصمت:

-خلاص يا هدى مش وقته.


وضعت راحتها بضيق وهى تهتف:

-أديني سكت اهو، فضلتوا تقولولي اسكتي اسكتي لحد ما اللي حصل حصل.


سألت نرمين دون الإلتفات لحديث والدتها المهترئ:

-ايه اللي بيحصل؟


رد الغريب:

-انا مُحضر وده ودي ورقة طلاقك، من فضلك امضي محضر الإستلام.


التفتت تنظر لوالدها بغصة، فقال متضايقا من شكلها الحزين:

-الندل طلقك غيابي وباعت القسيمه على ايد مُحضر كمان.


ابتسمت بزاوية فمها وهي تقول:

-كان شيئ متوقع منه يا بابا، والحمد لله إن ربنا خلصني منه على خير.


امسكت بالقلم ووقعت الأوراق بسرعة وتناولت منه ورقة الطلاق وتمعنت النظر بها فلم تشعر لا بذهاب الرجل ولا بغلق الباب ولا حتى بتتابع انتحاب والدتها على حالها:

-يا بختك المايل يا بنتي، من الاول قولت معقول تتجوزي الكحيان ده بعد مازن! اهو لا طولتي ده ولا ده.


لم تستمع لها من الأساس ولكنها انتبهت فقط لتوبيخ جدها اللاذع لوالدتها:

-ما تبطلي بقى يا هدى طريقتك دي حرام عليكي، أنتي عايزه ايه من البنت؟ سبيها في حالها بقى.


نظرت لجدها وهمهمت بصوت هادئ ومرتاح:

-الحمد لله يا جدو، انا بجد مش زعلانه والحمد لله على كل شيئ.


حاولت الذهاب لغرفتها ولكن لم تصمت هدى ابدا فسألتها بصوت غاضب:

-تقدري تقوليلي مين هيرضي يتجوز واحدة مطلقة؟ انتي كده خلاص.....


صرخ بها محمود بصوت هادر:

-ما تبطلي بقى، جواز ايه اللي بتتكلمي عنه ده؟ مش لما تفوق من اللي حصل لها وبعدها تخلص عدتها.


تذمرت بنفس الصوت الشاكً والمستفز:

-وبعد ما تخلص تقدر تقولي هنعمل ايه؟


رمقها بنظرة حادة وهو يرد:

-العمل عمل ربنا يا هدى، ولو ربنا كاتب لها خير في مكان ولا جوازه هتشوفه.


لم تكن تهتم هي بأي من حديثهما بل التفتت تسأل والدها:

-أنا عايزه اروح اشوف ياسمين، من ساعة ما تعبت معرفتش اشوفها.


أوما لها والدها مبتسما:

-بس كده؟ ادخلي البسي وتعالي اوصلك.


ابتسمت ودلفت لتغيير ملابسها وخرجت برفقته قاصدة منزل توأم روحها وصديقتها التي استقبلتها بفرحة وهي تحتضنها بقوة وتسألها:

-عامله ايه يا نرمو؟


أومأت لها ترد:

-الحمد لله، خلاص خلصت.


لم تفهم فرد عمها يوضح لها:

-بعت لها ورقة الطلاق انهارده على ايد مُحضر.


لمعت عين ياسمين وصرت على أسنانها وهي تسبه:

-حيوان وندل، والحمد لله ان ربنا نجاكي منه.


دلفتا بعد أن استأذن محمود للذهاب لعمله فرحبت حنان بها كعادتها:

-اهلا يا بنتي، وحشتينا يا نرمين والله.


قبلت رأسها وهي ترد بأدب:

-تسلمي يا داده.


جلست بجوار أختها الروحية وبدأتا بالهمهمة والتحدث بشأن الكثير من الأحداث التي فاتت كل منهما عندما ابتعدا عن بعضهما رغما عنهما فسالت نرمين:

-صحتك احسن دلوقتي؟


أومأت لها وهي تقوس فهما فسألتها من جديد:

-أومال مالك عامله ليه كده؟


ردت توضح لها:

-فارس، زعلان مني جامد وتقريبا مش بيكلمني وناويلي على حاجه مش عارفه ايه هي!


لم تفهم فنظرت نظرات توضح مدى معاناتها وسألتها:

-يعني ايه؟


أجابت ياسمين:

-بيكلمني بس وهو زعلان، عايش معايا بس مفيش اي مواضيع بنتكلم فيها سوا، كل ما أحاول اصالحه واعتذر له يقولي لأ، ومش هعديها وليكي عندي عقاب بس بعد ما تخفي.


ضحكت نرمين ضحكة عالية وهي تنظر لها بتشفي هاتفة:

-والله حلال عليكي اي حاجه يعلمها، وحقه بصراحه محدش يقدر يراجعه في كلامه، ده انتي تخطيتي حاجز الغباء بمراحل في التصرفات المجنونه.


زفرت تمتعض:

-حتى انتي؟ ده بدل ما تطمنيني.


سألتها ضاحكة:

-اطمنك على ايه؟ هو طالما ناوي يعاقبك يبقى الله يرحمك من دلوقتي يا ياسمين.


دفعتها بغلظة من كتفها وهمهمت بضيق:

-انا اللي غلطانه عشان بحكيلك.


ربتت عليها ولا تزال آثار الضحك مرسومة على وجهها:

-معلش خلاص، المهم قوليلي ايه نوع العقاب؟


زمت شفتيها معا بشكل طفولي أضحك تلك الجالسة بجوارها وهي ترد:

-معرفش، ومش راضي يقولي... تفتكري ناويلي على ايه؟


ردت تحفزها:

-اظن أفضل عقاب ليكي يا ياسمين انه يتجوز عليكي.


رفعت حاجبها بامتعاض وهدرت بها:

-نعم؟! لاااا مستحيل فارس يعملها.


عقبت عليها مبتسمة:

-والله انا لو مكانه هروح اتجوز بس عشان اغيظك واعلمك تسمعي كلامي بعد كده.


اخرجت لسانها تغيظها فردت عليها بثقة:

-وانتي عايزه تجيبي تفكيرك لتفكير فارس الفهد؟ لا يا ماما فارس اكبر واعقل من كده بكتير وهو مأكد لي انه عمره ما هيعملها.


سألت ساخرة:

-هي ايه دي اللي عمره ما هيعملها؟


أجابتها بتاكيد:

-انه يتجوز عليا، قالي عمر ما في واحدة غيرك هتشيل اسمي وانه لو مكانش اتجوزني كان فضل عاذب.


ضحكات عالية ومتقطعة خرجت من نرمين تستهزئ بها وهي ترد:

-كل الرجاله يا حبيبتي بتقول كده وبعدها بتلاقيه متجوز على مراته او على الأقل بيكلم واحده عليها.


صرت على أسنانها وهي تحاول أن تتمالك اعصابها:

-طيب غيري الموضوع بقى عشان بدأتي تعصبيني وقوليلي، أنتي كويسه ولا زعلانه؟


حركت كتفيها دلالة على عدم اكتراثها وهتفت:

-لا يا قلبي مش زعلانه


تمتمت تعقب:

-ولا مبسوطه


التقطت أذن ياسمين تمتمتها فسألتها:

-لا زعلانه ولا مبسوطه، اومال حاسة بايه؟


ردت فورا دون تفكير:

-حاسة بتبلد مشاعر غريب جدا، كأن مفيش حاجه حصلت ولا اني اتجوزت واتطلقت وكانت هتحصلي بلاوي سودا لولا ستر ربنا، مش عارفه تقريبا معنديش دم.


ضحكتا على المزحة التي تبدوا هكذا في ظاهرها ولكن الحقيقة أن باطنها يوضح مدى الألم والأسى الذي تشعر به تجاه حالها.


❈-❈-❈


انتفض الجميع يقفون بغضب وهم يرونها تقف أمامهم شابكة يدها بيد من تسبب ليس فقط بافلاسهم بل بمقتل عمالهم واقربائهم، فصاح الجميع بتوبيخ  بالرغم من هدوء فارس الغريب، وكان صوت مراد هو القوى من بينهم:

-انتي خساره فيكي كل حاجه حاولنا نعملها عشانك، قد كده بتكرهينا؟


خرج صوت فريدة تهتف بسباب:

-يا *** بقى بتوقعينا كلنا في المصايب دي وجايه ببجاحه تقولي....


صاح فارس يقاطعها:

-بس خلاص مش عايز كلام.


ترك مقعده وتوجه ناحيتها ناظرا لها نظرة استحقار وتكلم بجفاء:

-جايه ليه يا عاليا؟


ضحكت ساخرة منه وهي ترد:

-جايه اشوفك وأنت بتغرق ومش عارف ترجع الشركه زي ما كانت، جايه اشوفك مزلول قدام غسان اللي بعتني له عشانهم.


أشارت بسبابتها على جمع العائلة وهي تصرخ بكلماتها فصر على أسنانه وابتسم بشر وهو يحول بصره لغسان وهتف بإقرار:

-طبعا وجودك هنا ملوش غير معنى واحد، انك اتلاعبت بالقوانين وعرفت تشتري كل الأسهم دي ليك لوحدك، بس بسيطه ولها حل.


اتسعت بسمة غسان وهو يقترب من احد المقاعد الشاغرة على طاولة الإجتماعات وتكلم دون أخذ وقت للتفكير بردوده التي يبدوا انه قد جهزها مسبقا:

-بعرف انك راح تطعن ع علمية الشراء ياللي معي، بس اكيد كمان انت بتعرف انو غسان الصباغ منو سهل ابدا وبيقدر يفل منها.


رفع فارس حاجبه الأيسر وعاد ليجلس بمقعده ورمقه بنظرة متدنية يستحقرة وتكلم بعملية:

-بالوقت الحالي بقى معانا عضو جديد بمجلس الإداره ولحد ما اخلص منه أظن انه هيكون حابب يحضر الأجتماع.


التفت ينظر له وسأله:

-مش كده برده؟


أومأ له دون تعقيب فهدر فارس بعاليا:

-وبما انك بعتي اسهمك فانتي تطلعي بره حالا لأن ملكيش مكان هنا.


لمعت عينها وحاولت التحدث ولكن اوقفتها يـ د غسان الذي همـ ـس لها:

-أنطريني انتي بره يا عمري.


خرجت وهي تدب الأرض بتذمر فعاد فارس للإجتماع وكأن شيئا لم يكن وهتف فورا:

-كنا بنتكلم عن الأسهم اللي في البورصة، وبما إن المشكلة دي خلاص عرفنا كل توابعها فخلينا نكمل.


فتح غسان شفتيه ناطقا بكلمات مختصرة:

-بس في شغلة بدي قولها.


زفر فارس مقوسا فمه بامتعاض وهتف:

-انا معنديش وقت عشان اضيعه.


تكلم الآخر بصوت حاد:

-ولا انا عندي وقت، لهيك بدي عرفكن إنه انا صار معي 38% من اسهم الشركة لأن ولاده لمروان هنن كمان باعوا حصتهن بالشركة.


صوت صرير أسنانه كان عاليا لدرجة جعلت غسان يبتسم بتشفي وهو يجد فارس يجاهد ليحافظ على هدوء اعصابه، وقبيل ان يرد عليه استمع له يضيف:

-آه، نسيت والله أسأل ع حال مازن، كيفه هلأ إن شالله صار احسن؟


التفت مراد لفارس بنظرات تعجبية انتهت عندما أضاف غسان:

-خبره لا يشوف حاله مره تانيه لانه المرة الچاية الطلقة راح تكون بقلبه.


وقف فارس نافضا مقعده للخلف بقدمه بعصبية، رافعا حاجبه بغل وصارا على أسنانه فقد تخطى هذا الحقير كل الحدود، اقترب منه ندا بالند واشار لعمه بالصمت عندما تفوه بنصف كلمة ليفهم عن ماذا يتحدث، وعاد ينظر له بنفس القوة والوقار المعروف عنه وتمتم بصوت حاد:

-اذا فاكر انك ممكن تهدد اي فرد من عيلة الفهد بوجودي وانا لسه عايش....


قاطعه ضاحكا ومؤكدا:

-شو راح تعمل فارس؟ عاليا وصارت مرتي، وولاده لمروان صارلهن كام شهر هلأ ما بتعرف عنن شي، ورفيقك مازن قصوت عليه قدام عيو نك، لكان من وين چايب كِل هالثقة خبرني لشوف؟


تنفسه الحاد وصـ ـدره الذي ارتفع صعودا وهبوطا كان لسان حاله فرد بشراسة لا مثيل لها:

-كل مبارزه بيكون فيها جولات بتكسب، وجولات تانيه بتخسر، وانت كسبت كتير وآن أوان خسارتك.


جلس غسان بابتسامة واسعه واضعا قدما فوق الاخرى ينظر له بحاجبا مرفوع ونظرات سخرية هاتفا وهو يشعل سيجاره الكوبي:

-وانا في انتظارك فارس لتربح الچولة الچاية، والله كتير مليت وانا عم العب لحالي واخيرا راح تكون في منافسه بيناتنا.


 ارخى فارس جـ ـسده بمقعده ناظرا له بتفحص رافعا حاجبه الأيسر حتى تفوه بكلمة مقتضبة:

-نكمل الإجتماع يا جماعه.


التفت الجميع له فسحب نفسا عميقا وقال:

-طبعا زي ما اتكلمنا الإجتماع اللي فات إن فلوس التأمين يادوب تنفع للترميم، لكن احنا محتاجين تقريبا قدهم عشان الخامات والآلات اللي هنستوردها عشان كده أنا لقيت الحل لده.


لم يعقب عليه أحد فنظر أمامه هاتفا:

-ده قرار مني انا رئيس مجلس الإدارة وصاحب النسبة الأكبر بأسهم الشركه ومش هقبل أي اعتراض.


رفع غسان حالة تأهبه لما هو قادم فاستمع له يكمل:

-أي شخص من مجلس الأداره يملك اكتر من 20% من اسهم الشركه بس هو اللي هينفذ القرار ده.


أخرج غسان ضحكة ساخرة فمن غيرهما يملك تلك النسبة فلم يسبق الأحداث وانتظر أن يستمع لباقي حديثه:

-هيتم ضخ مبالغ كبيره للشركات اللي بنستورد منها الآلات والخامات عشان نبدأ الشغل.


سأل غسان سؤالا عابرا:

-قديش المبلغ ياللي بدك ياه؟


رد فارس دون تأخير:

-مبدئيا 100مليون دولار وبعدها هنشوف اذا محتاجين زياده.


لمعت عين غسان بالدهشة فسأل بحدة:

-وشو المقابل لكل هالمصاري؟ شو راح تكون افادتي؟


ابتسم فارس ناظرا له بسخرية:

-ولا اي شيئ، مجرد مساهمه من اكبر مستثمر للشركه وزي ما هتدفع انا كمان هدفع بالمقابل، بالنهاية دي شركتي وشركة عيلتي وأيفلوس هحطها فيها استثمار لقدام لكن بالنسبه لك بصراحه مش شايف اي استفاده ليك، قدامك حل بانك تنزل اسهمك لاقل من 20% لو حابب تبعد عن تنفيذ الشرط ده.


صر غسان على اسنانه وهو ينظر له وأخرج دفتر شيكاته حتى لا يرى نظرة التشفي التي تقفز من نظرات فارس له ولكن فارس كان الأسبق برفضه:

-مش بقبل شيكات يا غسان بيه، اظن الأفضل تحويل بنكي لحساب الشركه Direct.


نطق الاخر بضيق:

-بس وصل للفندق منشان...


قاطعه فارس على الفور:

-لو قصدك عشان اللاب توب فبسيطه.


نظر أمامه لأحد الموظفين الحاضرين للإجتماع وامره:

-هات لابتوب هنا فورا للباشا.


وجد غسان نفسه بموضع لا يحسد عليه وهو مضطرا أن يدفع كل هذا المبلغ وفجأة او ان يتنازل عن حصصه بالشركة التي تعب كثيرا حتى يجمعها، ولكنه ابتسم بعدم اكتراث عاتفا:

-والله هيك مبلغ لا يچي شي ببحر مصاريي، ما بيفرق معي إذا بتظن هيك.


حرك فارس رأسه عدة مرات متتالية وهو يرد مبتسما:

-عارف عارف، مبلغ صغير ميفرقش معاك خالص، عشان كده القرار ده جاي في مصلحة الشركه.


انتهى غسان من تحويل الأموال ووقف ناظرا لجمع العائلة وتكلم بهدوء مغايرا لما بداخله من نيران مندلعة بداخله:

-بظن الإچتماع انتهى!


أومأ له فارس مبتسما بتشفى:

-ايوه خلاص، نتقابل كمان شهر عشان نشوف أوضاع الشركة بعد القرارت الجديده دي.


رمقه بنظرة حاده وهو يؤكد:

-لا تنسى موعدنا قبل الإچتماع يا فارس، موعد سداد المصاري حسب اتفاقنا.


غمز له فارس مبتسما وهو يؤمئ برأسه:

-مش ناسي، متقلقش و قبل الميعاد كمان.


دفع غسان مقعده للخلف وتحرك خارجا وممسكا براحة عاليا التي نظرت له بحيرة من شكلة الغاضب تسأله:

-مالك في ايه؟


لم يرد بل صر على أسنانه متمتما:

-فوتي معي عاليا كتير ضايق خلقي.


تحركت بهدوء تتبعه وهي مطرقة رأسها بتوتر وصعدت معه بسيارته وتسائلت بتردد:

-ايه اللي حصل؟


التفت لها صارا على أسنانه وهو يجيبها:

-اتركيني هلأ لأنه كتير معصب.


حاولت إظهار اهتمامها فربتت على كتفه:

-اهدى يا حبيبي.


أما عن فارس وعائلته ففور أن خرج غسان تحرك مراد نحوه متسائلا بقلق:

-ممكن بقى تفهمني ايه اللي حصل لمازن وهو فين لحد دلوقتي؟


حاول فارس تهدأة عمه فوضح له:

-مازن كويس متقلقش عليه.


بعصبية وحدة سأله:

-هو فين؟ ابني فين يا فارس؟


رد ساجد على الفور عندما شهد حدة والده:

-مازن في الفيلا عند فارس يا بابا وصحته كويسه والله.


اجلسه عنوة وبدأ بقص بعض الأمور التي يعرفها عن سفرتهما، ولكن فارس لم يهتم لكل هذا بل بدأ بتنفيذ خطته فور أن وضع يده على الحاسوب المحمول واستدعى المهندس وأمره بجدية:

-هتقدر تخترق الحساب؟


أومأ له وهو يحرك أنامله على ازرار الحاسوب موضحا:

-مش محتاجين اختراق، مجرد الباسورد ما ندخله هنقدر نخترق الحساب بسهولة.


ابتسم فارس وهو يراجع بنفسه كاميرات المراقبة الموضوعة بغرفة الإجتماعات، وطبع بقلمه كلمة السر التي استطاع رؤيتها من احد الكاميرات المسلطة على المقعد الخاص بغسان وناولها للمهندس؛ فطبع الكلمة بالجهاز ودخل بالنظام على الفور ناظرا لشاشته وهاتفا:

-احنا كده جوه يا باشا


انتبه مراد وساجد لما يفعله بالأخص عندما تحدثت فريدة بصوتها المستفز لأعصابه:

-انت سايب عمك بيسأل عن مازن وبتعمل ايه يا فارس؟


رد بصوت اجش وغاضب:

-روحي دلوقتي يا فريده هانم مش وقتك.


اقترب مراد منه يسأله بحيرة:

-انت ناوي على ايه؟


لم يرد بل انتبه لحديث المهندس:

-كده عملية التحويل جاهزه بس الأكيد انه البنك هيبعت رسالة تاكيد على موبايله الأول يا باشا ولو مأكدش العمليه ه...


أغلق فارس شاشة الحاسوب أمامه وقال بتعجل:

-تمام، اتفضل انت


خرج المهندس فنظر له كل من ساجد ومراد بحيرة، ولكن كان الهم الشغل لمراد بالوقت الحالي هو اللإطمئنان على ابنه البكر فهتف:

-مش يلا يا فارس نروح على البيت، أنا عايز اطمن على مازن.


رد وهو يضع الحاسوب المحمول بحقيبته:

-يلا انا خلاص خلصت.


همـ ـس ساجد يسأله:

-انت ناوي تعمل ايه باللاب ده؟


ابتسم فارس بزاوية فمه ودفعه دفعة بسيطه من ظهره ليتحرك للأمام هاتفا:

-يلا عشان نروح البيت.


❈-❈-❈


استدعت ابنة عمها لتتسامر معهما فحضرت على الفور من أجل الإطمئنان على توأمها وجلسن بالبهو برفقة حنان تمزحن معا كمحاوله لفك الضغط النفسي الذي تشعر به نرمين بعد كل تلك الاحداث العصيبة التي مرت بها.


وبالأعلى انتهت الممرضة من تنظيف الجرح وتضميده بعد أن أصر مازن أن تقوم بتعليم زو جته الطريقة الصحيحية لفعلها وفور أن خرجت الأولى هتفت تسأله:

-كان لازم اتعلم يعني؟ انا بخاف من الدم.


رفع حاجبه متعجبا ورد مازحا:

-هو فين الدم ده؟ انتي بتتلككي؟!


ضحك بنهاية حديثة فقالت موضحة:

-بخاف يا مازن من شكل الجرح.


سحـ ـبها قريبا منه وهمـ ـس لها باثا رة:


-مش معقول كل يوم واحده غير مر اتي تفضل تلمـ ـسني بالشكل ده!  انا لحم ودم برده.


ابتلعت ريقها وحذرته بنظراتها فابتسم وهو يتحرك من الفر اش:

-ما تيجي ننزل تحت شويه زهقت من القاعده دي.


أومأت وهي تساعده على الحركة ولكن بحذر:

-بس لو تعبت هنطلع تاني على طول.


أومأ لها وهو يعقب:

-تمام، بس اتمشى شويه أحسن خلاص مش طايق الرقده دي.


نزلا معا فتفاجئت چنى بوجود هذا الجمع من الفتيات؛ فرمت سلاما عابرا:

-أزيكم يا بنات؟


رحبن بها ولكن مازن اختلف بسلامه؛ فقد اقترب منهن ومد راحته لزو جة اخيه أولا:

-أزيك يا شيري؟ أخبارك ايه؟


ردت مبتسمة:

-الحمد لله


ضحكت ياسمين وهي تشير لها:

-بقت شبه البطيخة اهو زي ما أنت شايف.


ضحكوا جميعا وهو يعقب عليها غامزا:

-ما بلاش انتي يا ارنوبة العيلة.


ضحكن جميعا بعد أن زمت ياسمين شفتيها على حديثه؛ فعلت ضحكاته المرافقة لضحكاتهن والتفت يرحب بنرمين:

-ازيك يا نرمين؟


حركت رأسها تومئ له:

-الحمد لله وأنت عامل ايه؟


رد ممتنا:

-الحمد لله بخير


سألها باهتمام اشعل تلك الواقفة بجواره تسنده:

-اتصالحتي انتي ومالك ولا لسه؟


ردت شيرين دون انتظار من احد:

-لأ.. اتطلقوا الحمد لله.


رفع حاجبا بتعجب وسأل:

-معقول! هي المشاكل بينكم مكانتش تتحل بالعقل؟


صرت چنى على اسنانها وهي تشعر بالغيرة تقطع أوصالها وهتفت تقطع حديثهم:

-واحنا مالنا، أظن دي حاجه تخصهم كعيله مع بعض.


سحبته رغما عنه وهي تقول:

-يلا نطلع احسن هتتعب


أوقفها عن سحبه وعاد يسأل نرمين بإهتمام:

-فارس عارف بال....


شعرت ياسمين باحتراق اخت زو جها فقاطعته:

-كده أحسن للكل يا مازن وهي مش زعلانه الحمد لله، اطلع ارتاح عشان متتعبش.


نظر لنرمين وتكلم بتمني:

-أن شاء الله ربنا يرزقك بإنسان يقدرك ويعرف قيمتك ومتزعليش على اي حاجه لأن محدش يستاهل تزعلي عشانه.


ردت بطريقة فجة من نظرات چنى لها:

-لاااا انا الحمد لله على كده واستكفيت تجارب فاشلة، مش عايزه اجرب تاني خلاص.


فهم حديثها المبطن والموجه له فابتسم وهو يعقب:

-متعرفيش ربنا حاطط النصيب فين، عن اذنكم.


تحرك للصعود مجددا فالتفتت ياسمين تنظر لها بضيق وتوبخها:

-ليه كده يا نرمين؟ هو مازن كان عملك ايه عشان تضايقيه بكلامك بالشكل ده؟


ردت وهي تسحب انفا سها بحزن:

-انتي مش شايفه چنى عامله ازاي؟ انا حبيت ابعت لها رساله اني مش ناويه ارجع له بدل ما ريحة الشياط كانت خارجه من نافوخها كده.


قضمت ياسمين شفتيها بضيق وعقبت:

-چنى حقها تغير وانتي مكانش ليكي حق تتكلمي معاه كده وهو تعبان.


زفرت باختناق ووقفت تتحرك ناحية الباب:

-انا ماشية


أوقفتها شيرين وهي تقول:

-استني بس هتروحي فين لوحدك؟


ردت بضيق:

-هروح، خلاص زهقت وزمان فارس راجع ومش طالبه كلام وحكاوي وسين وجيم منه، اهي تبقى مرا ته تحكيله كل حاجه.


تضايقت من اسلوبها الفج ولكنها صمتت فهي اعلم الناس بحالتها حتى وإن تصنعت الجمود والقوة وتقبل ما حدث، خرجت بعد أن استدعت ياسمين حارسها ليقوم بايصالها:

-وصلها البيت عند جدي وأرجع على طول يا امجد.


أومأ لها وقام بفتح الباب الخلفي فدلفت وفور أن تحركت السيارة خارج اسوار الفيلا حتى انفجرت نرمين بالبكاء فأضطر أمجد لايقاف السيارة على جانب الطريق والتفت يناولها بعض المحارم الورقية ناظرا لها بصمت مواسيا اياها بنظراته فظلت على حالتها حتى هدأت وشكرته:

-متشكره يا أمجد، ممكن نتحرك من هنا؟


لم ينتظر اكثر فتحرك بالسيارة متوجها لمنزل والدها على الفور، أما چنى فقد صعدت الدرج وهي تسنده ولكن كادت اصابعها أن تخترق لحم ذر اعه من قوة احكامها لقبضتها عليه فشعر هو بها وفور ان دلفا جناحهما تركته وتحركت تدب الأرض بقدميها وهي تتذمر:

-بني آدمه قليلة الذوق، انا مش عارفه كان عاجبك فيها ايه؟!


لم يعقب عليها وحاول اخفاء ابتسامته وهو يجلس على الفرا ش بتعب ولكنها لم تصمت عن حديثها:

-قال اكتفيت تجارب فاشله، تقصدك طبعا بكلامها.


ظل صامتا وناظرا لها ببسمة هادئة وهى تستطرد:

-اتطلقت امتى وفين؟ وجايه هنا بعد الطلاق على طول تعمل ايه مش فاهمه؟


عندما لم تجد منه تفاعل على حديثها هدرت بعصبية:

-انت ساكت ليه يا مازن؟


رد بإيجاز:

-بسمعك.


زفرت انفاسها المحترقة كجمر النار وهتفتت تسأله:

-انت ممكن ترجع لها؟


رفع حاجبا بتفاجئ ورد سؤالها بتسائل:

-بتقولي ايه؟


رددت سؤالها بعصبية هادرة:

-انت ممكن ترجع لها؟


رد مجددا بتسائل:

-وابقى جوز الأتنين يعني ولا ايه؟


صرت على أسنانها بامتعاض وهتفت:

-آه، مش الشرع محللك اربعه!


ضحك عاليا وهو يجيبها:

-انتي موافقه شكلك!


زمت شفتيها وهي ترفع سبابتها أمام وجهه تحذره:

-انت لو فكرت تعملها انا ممكن اتجنن واقتلك واقتلها واقتل نفسي بعد كده.


سـ ـحبها وأجلسها على قد مه وهو يرد بسخرية:

-لأ وعلى ايه؟ الطيب أحسن.


رمقته بنظرات حادة وغاضبة ولكن تخللها نظرات حزينة ومنكسرة وهى تسأله بخوف:

-مازن، هو انت ممكن تسبني؟


مـ ـسح على بطـ ـنها المتفخ وهو يقـ ـبل عنـ ـقها بهدوء:

-اسيبك واروح فين؟


ابعدت عنـ ـقها عن تلثـ ـيماته وسألته بجدية:

-انا بتكلم بجد، انت ممكن تسبني وترجع لها؟


ابتسم نصف ابتسامة وأجاب:

-يعني بغض النظر على اننا بنحب بعض، وانك مريحاني ومش مخلياني أعرف اشوف غيرك، ولا انك شايله حته مني جواكي بتكبر كل يوم وبيكبر معاها حبي ومشاعري، مظنش فارس ممكن يسمحلي بده.


تضايت من رده فهدرت به:

-يعني اللي هيمنعك فارس مش كده؟


ضحك ساخرا وهو يجيبها:

-كل اللي قولته وده بس اللي وصللك؟ 


وضعت راحـ ـتيها تكوب وجـ ـهه وهي تنظر له بنظرات حزينة تسأله:

-يعني مش ممكن تسبني؟ 


نفى برأسه فعادت تسأل:

-ولا بتفكر ترجع لها؟


رافعا حاجبه أجاب:

-ارجع لمين يا چوچو؟ نرمين صفحة انتهت تماما من حياتي.


بكت وهي تضيف:

-بس انت بتحبها.


عقب عليها:

-كنت، كنت بحبها يا چنى، وحتى الكلمة دي كبيرة على المشاعر اللي حاسـ ـسها ناحيتها لاني عرفت يعني ايه حب معاكي انتي.


دا عبت وجـ ـهه وهي تقول:

-يعني انت بتحبني انا بس مش كده؟


أومأ وهو يقبل عنقها مؤكدا:

-حبك بيجري في دمي يا اوزعتي.


قـ ـبلها قـ ـبلة رقيقة تحولت بسرعة لقـ ـبلة متلـ ـهفة فما كان منه إلا أن ابعدها عن قد مه مر يحا اياها على الفر اش مدا عبا جـ ـسدها وهو يحاول فـ ـك ازرار كنز تها الحر يرية فهمهمت بخفوت:

-الجرح بتاعك ممكن....


قاطعها بقـ ـبلة اخرى اعـ ـمق وابتعد قائلا:

-هحاول مبذلش مجهود كبير، بس محتاجك اوي.


لحظات وكانت هي تعـ ـلوه ليمضيا معا لحظات من العشق الخالص بتلا حم ارواحهما بما حلله الله.


❈-❈-❈


لم يكن من السهل عليها الإستماع لما أخبرها به عبر الهاتف فمن يتحدث عنه هو فلذة كبدها الذي تخشى دائما فقدانه بسبب مرضه المعروف فضرخت فورا بلهفة:

-يعني هو كويس يا مراد بالله عليك ما تكدب عليا؟


رد على الفور يطمانها حسب رواية فارس وساجد:

-متقلقيش وبعدين كلها عشر دقايق وتكوني عنده، ده انتي ممكن توصلي قبلنا.


سألته بقلق:

-انتو فين دلوقتي؟


رد يخبرها بضيق:

-خلصنا الإجتماع في العالمية وراجعين.


شعرت بنبرته الحزينه فظنت أن امرا ما حدث فسألته:

-مال صوتك؟ هي فريدة خرفت برده زي عادتها؟


رد ممتعضا:

-ياريتها تيجي على قد فريده، المهم احنا ع الطريق وانتي اخرجي من الڤيلا بحراسه متنسيش.


وافقته واغلقت معه وفورا بدلت ثيابها وكانت بطريقها لڤيلا فارس فاستقبلتها ياسمين بترحيب وهي متوترة فكيف عليها تخبئة وجود مازن، ولكنها تفاجئت بمعرفتها حالة وليدها فاستمعت لتوبيخ دينا الحاد:

-انتوا وصلت بيكم لدرجة تخبوا علينا حاجه زي كده؟ معقول يا ياسمين!


ردت مطرقة رأ سها بخزي:

-حقك عليا يا طنط، أوامر فارس والله وانتي عارفه محدش يقدر يراجعه


هدرت بها توبخها:

-تقدري تراجعيه بس لما تكون حاجه تخصك او تخص حد من اهلك يا ياسمين، ماهي شيرين هنا معاكي وعارفه هي كمان.


ردت شيرين تدافع بعد أن وجدت غضبها المؤجج:

-يا طنط احنا ملناش ذنب، فارس هو اللي اكد علينا وحضرتك عارفه فارس وتحكماته.


التفتت تسأل ياسمين بلهفة:

-هو فين؟ ابني فين؟


اشارت للدرج:

-فوق في الجناح بتاعه.


صعدت الدرجات على الفور بلهفة وتحركت صوب الجناح وفتحت دون أن تطرق على الباب بتعجل فتفاجئت بالوضع المخـ ـجل الذي رأته من ممار سته للحمـ يمية مع زو جته فخرجت مسرعة تغلق الباب بعد أن انتبها لها كل منهما؛ فقفزت چنى تغطي جـ ـسد ها بحر ج وهي تتلعثم:

-ممما مماتك، مامتك شافتنا.


اعتدل زافرا بضيق مر تديا ملا بسه بنفس وقت صعود ياسمين خلف دينا لتجدها على تلك الحالة تستند على الباب ويـ ـدها على المقبض شاردة امامها فسألتها بوجل:

-في ايه يا طنط؟


ردت وهي تبتلع ريقها:

-ها... لأ مفيش حاجه، تعالي تحت هم شوية ونازلين.


وافقتها ونزلت برفقتها للبهو وجلستا بانتظاره ولم يمر دقيقتين حتى نزل بمفرده مستندا على الحائط بتمهل فقفزت واقفة تنادية بخوف:

-مازن يا حبيبي.


اقترب منها وانحنى يحتـ ـضنها وهـ ـمس بجوار اذ نها:

-ايه يا ماما حد يدخل كده برده؟


امتعض وجهها وهي ترد بخـ ـجل:

-كنت قلقانه عليك لما عرفت باللي حصل، وبعدين انا ملحقتش اشوف حاجه.


ضحك مستنكرا حديثها وهو يقر:

-كان فاضل تشوفي ايه يعني اكتر من كده؟


لم تهتم بل ظلت تقـ ـبله وكانه طفل صغير وهي تحمد المولى على نجاته وسألته بعد أن انتهت من ثورة القـ ـبل:

-أومال چنى منزلتش ليه؟


نظر لها رافعا حاجبه ومجيبا:

-چنى مستحيل توريكي وشها لسنه قدام.


ضحكت بخـ ـجل فتحركت ياسمين صوب الباب عندما استمعت لصوت السيارات تدلف من البوابة الرئيسية وهي تخبرهم:

-ده اكيد فارس.


دلف برفقة ساجد ومراد فهرع الأخير ليأخذ وليده بحضـ ـنه متسائلا بقلق:

-انت كويس؟


أومأ له مؤكدا:

-زي الفل والله متقلقوش كده.


جلسوا بعد أن استاذنت حنان لدخول غرفتها فنظر فارس حوله وتكلم بتريث:

-ياسمين، خرجي كل الخدم من البيت حالا، حتى المربيه.


التفتت ترمقه بنظرات محتارة وسألته بتوتر:

-في ايه؟


رد بضيق وفروغ صبر:

-نفسي مره واحده تعملي اللي بقوله من غير اسئلة كتير.


زفرت وهي تتحرك باتجاه المطبخ لتصرف الخدم وفعلت المثل مع المربية بعد أن حملت صغيريها بمساعدة شيرين، ونزلت بهما لأسفل وعادت للبهو تسأله:

-واخرج داده حنان كمان؟


رمقها بنظرة ممتعضة وهو يصيح بها:

-انا قولت الخدم! هي داده من الخدم يا ياسمين؟


قوست فمها وهي تمتم:

-مش فاهمه متعصب ليه؟ انا بسألك لانك اول مره تطلب حاجه زي كده وعموما هروح اسيب معاها الولاد وارجع.


بلحظة تحركها بدأ ساجد بقص ما حدث بالإجتماع لمازن الذي لا يعلم شيئا عن تلك اللحظات التي مرت بها عائلته؛ فلمعت عينه بعد أن استمع له وتسائل بحيرة:

-وبعدين؟ ناويين على ايه؟


التفت لفارس الذي ابتسم وكأنه أخيراً فاز بورقة اليانصيب وهو يمسك حقيبة الحاسوب المحمول يفتحه ويطبع تلك الأرقام عليه وهو يؤكد:

-هخليه على الحديدة وساعتها يبقى يوريني قوته وسطلته هتبقى ازاي وهو مش قادر حتى يدفع تمن الفندق اللي قاعد فيه.


تسائل مراد بحيرة:

-ازاي بس؟ المهندس قالك لازم يتبعت رسالة تأكيد على موبايله وإلا كل ده هيروح ع الأرض، ومش بعيد يبلغوه بالتحويل وساعتها هنقف قصاده من تاني و...


قاطعه فارس مؤكدا:

-اكيد انا عامل حسابي على كل ده يا عمي متقلقش.


انتظر حتى وصلته رسالة فابتسم وضغط على زر اللإرسال فتحولت جميع أموال وحسابات غسان لحساب فارس الجديد الذي قام بفتحه خصيصا لتلك المهمة بأحد بنوك سويسرا؛ فوصلته لقطة شاشه للأرقام السرية التي تم إرسالها على هاتفه فقام بطباعتها ليتأكد التحويل في لحظات فأدرا شاشة الحاسوب وهو يريهم الأصفار التي تضيئ بحسابات غسان الصباغ وهتف بانتصار:

-وبكده اللعب بيني وبينه بقى مش بس على الأسهم وأمان والعيله، كده اللعب بيني وبينه بقى على حياته وأمانه هو شخصيا قدام العصابه اللي شغال معاها.






يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة