رواية جديدة حارس المقبرة لهالة محمد الجمسي - الفصل 10
رواية رعب من روايات وقصص الكاتبة هالة محمد الجمسي
رواية حارس المقبرة
رواية جديدة
تنشر حصريًا
على مدونة رواية وحكاية
قبل أي منصة أخرى
الفصل العاشر
ألقت نوال الشال الاسود من أعلى كتفيها على المقعد ثم وضعت كيس البن التي احضرته في إحدى رفوف المطبخ بحذر، وتأففت في صوت مسموع مما جعل والدتها تصيح بها:
_ما بك يا نوال؟ هل أنت مريضة؟
وضعت نوال يدها على وجهها وقالت في حسرة:
_أجل يا أمي، أنا مريضة
أقتربت منها الأم في حنان وقالت وهي تلمس شعرها:
_ما الذي يؤلمك؟
نوال: حياتي التي أعيشها هنا تؤلمني
الأم: لا أفهم كلماتك
نوال: العوز والحاجة وقلة المال في البيت
قالت الأم في لهجة أعتراض:
_ نحن لسنا مدقعي الحال يا بنيتي، الله ستر معنا منذ وفاة والدك، ندفع إيجار الشقة في أنتظام، لا تتراكم علينا اي أنواع من الديون، لا نلجأ إلى أحد أو نتكل عليه في المأكل أو معايش الحياة، نحن لسنا في حاجة إلى أحد يا نوال، المال يكفى ما نريد
نوال: أي مال يا أمي التي تتحدثين عنه؟ وأي طعام هذا الذي نتتناوله؟ خبز وفول وبطاطس، واللحم مرة واحد فقط كل خمسة عشر يوماً، وملابسنا التي لم نضيف عليها قطعا واحدة جديدة منذ عام، هذا الأمر يخنق أنفاسي
صاحت الأم في تعجب:
_أمرك في تلك الساعة غير معتاد! هل هناك أمر ما تخفيه عن أمك؟
نوال: أنه أمري منذ سنوات وأنا لا أتحدث، رغبت كثير في تغيير الأمر ولكن يبدو أن الفقر متشبث بي لا يريد أن يفارقني
الأم: لم رزق يومي الجميع يأتون لك
نوال: يأتون من أجل أنفسهم وليس من اجلي
الأم: تمتلكين شعبية كبيرة هنا، الجميع يتهافتون من أجل الفوز بكلمة منك، هل هناك أي فتاة أخرى في الحي تمتلك تلك الهبة؟
تأففت نوال فتحت النافذة ثم جلست واتكئت على الإطار الخشبي الخاص بها، نظرت إلى البيوت الصغيرة المتجاورة، جميعها من طابق واحد، يغلب عليها طابع البساطة والقدم أيضاً، شاهدت في وضوح أطفال الحي وهم يتقافزون به رائحة التراب تعلو بين أقدامهم، تستطيع نوال أن تستنشقها بل هي تكتم على أنفاسها، رفعت رأسها إلى أعلى حيث نافذة عطوة الجزار، تفوح رائحة اللحم منها، والبخار يصل إلى وجه نوال، أغلقت النافذة في حسم ثم قالت:
_الغني الوحيد في الشارع هو عطوة الجزار، زوجته تفيدة هانم تكيد إلى نساء الحارة أنها قادرة على طبخ اللحم كل يوم، أي لحم هذا الذي تتباهي به المجنونة؟ لحم مجمد ومستورد أيضاً
الأم: المرأة أعطتك أمس خمسين جنيهاً كاملة، ولا تتذكرين لها كلمة طيبة
نظرت نوال إلى الأم في تعجب ثم قالت:
_اشتريت به بن حتى أقرأ لهم الطالع وأصنع لهم القهوة، لقد مللت من صنع مزاج لهم، مللت من خدمتهم ورؤية الضحكة في وجوهم، وشعور قلوبهن الذي أشعر به وهي تخفق، وما المقابل الذي احصل عليه؟ بضع ملاليم لا تكاد تكفى ما أطمح به، لا فائدة من تلك الأمور
❈-❈-❈
هتفت الأم وهي تدير رأسها إلى الجهة الأخرى:
_ومن أين نأكل ونشرب؟ من أين لنا بالبقاء على قيد الحياة، أنت مجنونة يا نوال، لقد علمتك تلك الأمور حتى يكون عملك هو سندك في الحياة، ترفضين الزواج لماذا لا أفهم؟ حين أموت سوف تتسولين
نوال: زواج؟ عن أي زواج تتحدثين؟ هل تظنين أن الزواج من أي فرد من هنا هو فرصة لي؟ أنه فرصة إلى الدفن حية ليس أكثر، سوف أنتقل من الضيق إلى ضيق أعظم، ربما وضعوني في أخدود، وعوض عن أن أنفق عليك سوف أنفق على زوجي
الأم: أذن ما هي أهدافك في الحياة؟ ترفضين الزواج والبيت و زوج وترفضين العمل أيضاً، إلى أين يتجه رأسك؟
نوال:رأسي يتجه إلى البيت الواسع، لا مانع إذا كان قصر أو فيلا، أن أعيش في ثراء وأنا أمتلك ملابس ناعمة وسرير حرير، أنا يزين عنقي الذهب، وأنال طعام الأثرياء
الأم: ولكن تلك هي حياتنا، لقد نشأنا هنا، من نظر إلى عيشت الغير حرمت عليه عيشته
دق باب البيت، نظرت الأم إلى نوال نظرة ثاقبة حاسمة، أن أمر المناقشة قد أنتهى، وعليها أن تستقبل الضيف القادم لها بالترحاب وتقوم على صنع القهوة وقراءة الفنجان له،
الجارة حسناء هي زوجة يونس العجلاتي، تأتي إلى نوال يومياً لقراءة الفنجان بعد أن يذهب زوجها الى الدكان الصغير الموجود في أول الحي الضيق، قالت حسناء وهي تقبل الأم:
_صباحكم خير وبركة
الأم: اهلا وسهلا يا حسناء سوف نعد الإفطار سوياً
حسناء: لا لا، لقد تناولت إفطاري، أريد فقط قراءة الفنجان اليوم، قلبي يؤلمني وأشعر بأنقباض حاد، وليس هناك من هو قادر على احتواء روعي سوى نوال، هذا أمر مؤكد، لهذا جئت لها
نظرت الأم فوقيه إلى نوال وقالت في صوت به لهجة آمرة:
_السبرتاية والكنكة والأكواب
نظرت نوال إلى الأم فوقية في تأفف ثم نهضت تجر رجلها جر إلى حيث المطبخ الصغير، وعادت بالصينية الدائرية وأعواد الثقاب وضعتهم أمامهم في هدوء ثم قالت:
_أنا أشعر بصداع حاد في رأسي، من الأفضل أن تقرأ لك أمي
نظرت حسناء لها في تخوف، ثم قالت في أستجداء:
_ولكن أنت تعرفين الطالع الخاص بي ونجمي أيضاً
نظرت الأم فوقية إلى نوال في غضب ثم قالت:
_لن يقرأ لها الفنجان أحد سواك، هيا الآن أصنعي لها القهوة
ثم نظرت إلى حسناء وقالت في لهجة اعتذار رسمي:
_نوال لم تنم جيداً منذ الأمس، لهذا مزاجها غير معتدل، ولكن بعد أن تشم رائحة البن وتشاهد فنجانك سوف تعود لها طاقتها وتلمس كل شيء، طاقة جدتي وطاقتي وطاقتها هي أيضاً
هزت حسناء رأسها في فرح، ثم نظرت إلى نوال التي أشعلت السبرتاية الصغيرة، ووضعت الكنكة بالماء على النار الهادئة واضافت لهم البن والسكر، وراقبت شعلة النار وهي ترتجف من أثر الهواء الذي يتسلل لها من النافذة وقالت في صوت مرتفع بعض الشيء:
_فنجان حسناء
نظرت لها حسناء في توسل، مما دفع فوقية أن تكمل:
_حسناء بنت الخالة علوية، يا حسن الطالع خليك على باب منزلها وباب منزلنا
❈-❈-❈
سكبت نوال القهوة في الكوب الصغير الذي لا يكاد يكفى رشفتين، ثم قالت في صوت به شيء من الحماس المفتعل:
_بالهنا يا حسناء
الغريب أن حسناء شعرت بأنطفاء رغبة نوال في كلماتها الباردة، ولكنها رغم هذا تجاهلت هذا الشعور، أنها مثل غريق يتعلق بقشة واحدة فقط تمنحه الأمان، وتخرج به من اعماق الخوف والفزع إلى ميناء النجاة، رشفت القهوة دفقة واحدة رغم سخونتها، وقالت وهي تعطي الكوب الصغير إلى نوال:
_هذا هو
قلبت نوال الفنجان على الصينية الصغيرة، راقبت الأعين الستة البن وهو يهبط في زوايا الفنجان، مثل رماد اسود يتشعب داخله، عين فوقية تراقب مثل نسر يريد أن ينقض على الفريسة ويضعها في يد الصياد حتى ينال منه ما يريد، في حين كانت نوال تنظر في لا مبالاة إلى الكوب الصغير، وتراقب وجه حسناء المرتعد في تأفف، نهضت مسرعة إلى حيث مرآة مكسورة معلقة على الحائط مشطت شعرها في دلال وبطء شديد، وهي تكاد تستمع إلى صوت أنفاس حسناء المتلاحقة ثم عادت إلى حيث الجلسة النسائية المترقبة وصولها في حماس ولهفة، فلقد غ زا وأحتل رماد البن كافة أنحاء الكوب، وتشعبت الظلالات، وتقسمت الأشكال ما بين قاتم ومبهج
❈-❈-❈
"زائر سوف يحل عليكم قريب، مرغوب من الزوج ومنك لا"
ألقت نوال الكلمات في وجه حسناء التي نكثت رأسها إلى الأرض ثم قالت في لهجة تحمل الفزع والخوف:
_هل هو رجل أو فتاة أو أمراة؟
قالت نوال وهس تقلب الكوب الصغير في يدها في إبتسامة خفيفة:
_لا هذا ولا ذاك، هي ليست فتاة صغيرة وليست أمراة كبيرة أنها شابة يافعة وجهها يحمل طله، تتأبط ذراع رجل، أنها زوجة صغيرة السن، قد تكون أمتثال
هتفت حسناء في فزع:
_أمتثال إبنه خالته!! ما الذي سوف يعود بها إلى المكان؟ مضت إلى الخليج منذ ثلاث سنوات
ثم نظرت في خوف إلى الأم ثم إلى نوال وقالت:
_ما الذي تريده؟ لماذا عادت؟
ربتت فوقية على ذراع جارتها حسناء وقالت:
_لماذا كل هذا القلق؟
حسناء:
_كان زوجي يرغب بالزواج منها
فوقيه:
_الجميع يعلم هذا، ولكن هذا كان في السنوات السابقة، هي تزوجت وتركته، وأنت الآن زوجته، أنتهى الأمس وعليك النظر إلى اليوم
حسناء في هلع وخوف :
_لم أنجب بعد، لم تحمل أحشائي نطفة ولد يحمي ويقي منزلي من الطلاق
قالت فوقيه في اعتراض:
_هل وجود امتثال يهدد منزلك؟ ما هذا الفكر العقيم؟
حسناء في صوت به قلق وارتجاف:
_ربما حين ينظر لها تعود ينابيع الحب من جديد، ربما يكر*هني، ربما يتسلل له شعور الخوف والوحدة من عدم الأنجاب
قالت نوال وهي تنظر إلى حسناء في شماتة وتشفى:
_هي أيضاً لم تنجب
قالت حسناء وهي تنظر إلى الكوب الصغير الذي يستقر في راحة يد نوال:
_هذا ما يخيف، زواجها أيضاً غير مستقر، ربما تطلب الطلاق، ربما يعود زوجي لها
نظرت نوال في الكوب الصغير وقالت وهي تهز راسها في ثقة:
_امتثال تريد شيء آخر ، يدها تتأبط ذراع زوجها واليد اليسرى تطلب شيء ما
قالت حسناء في حيرة:
_ما هذا الذي سوف تريده امتثال من زوجي؟
فوقية:
_نصيب من البيت التي تقطنين به، هذا هو كل شيء
حسناء: بيت؟
فوقية:
_البيت التي تسكنين به هو ورث لأم زوجك وأمها من والدتهم، هل نسيت هذا الأمر يا حسناء؟
حسناء:
_هل تحتاج هي إلى المال؟ أنها متزوجة من ثري خليجي، تطمع في حفنة جنيهات
فوقية:
_طالب المال لا يشبع يا أبنتي، طالب المال لن تهدأ جوفه ولن تسد سوى بالتراب
حسناء:
_إذا كان الأمر كذلك، سوف تكون زيارتها متكررة إلى البيت، زوجي لا يمتلك مال، بالكاد نعيش في هذة الحياة
قالت نوال في ضيق:
_هي تعلم هذا الأمر، لهذا فرت من هنا
لم تفقه حسناء كلمات نوال، لم تصغ إلى ما تريد أن تشير له، قالت حسناء في أستجداء:
_ماذا يوجد ايضاً في الفنجان؟
نوال وهي تنظر إلى الفنجان مرة أخرى:
_هناك فرح ما ولكنه بعيد، فقط هذا هو كل ما يقول الفنجان الخاص بك
نهضت حسناء في سرعة، ثم قالت وهي تنظر إلى فوقية:
_سوف أذهب الى زوجي، سوف أتفقد أحواله
قالت نوال وهي تنظر إلى حسناء:
_تشرفت خطاك في المنزل
فتحت حسناء البوك الخاص بها، أخرجت خمسة عشر جنيهاً، وضعتهم في كف نوال، ثم قالت:
_سوف أعود في المساء، لي رغبة في معرفة المزيد
أغلقت حسناء الباب خلفها، في حين قالت الأم فوقية:
_مسكينة هذة الفتاة، خائفة على زوجها ومنزلها
نوال:
_ أنها لا تفكر بشكل جيد، امتثال تركت زوجها منذ سنوات، فرت من فقره وضيق حالها، ذاقت النعم والبذخ، ذاقت كل شيء حلو، لن تعود إلى المر مرة أخرى، لن تفكر في أن تترك المال وتعود إلى الفقر والعوز والحاجة، حسناء تظن أن امتثال أحبت زوجها مثل ما أحبت هي، لكن الحقيقة واضحة إلى الجميع، امتثال التي تمتلك حظ من الجمال، أرادت أن تحافظ عليه بالنقود، لم تريد أن تدفن جمالها في هذا الحي
فوقية:
_حسناء تمتلك عذر في الخوف على زوجها، المحب يا نوال يخشي على محبوبه من كل أمر
نوال:
_سوف تعود في المساء
فوقية:
_حين تعود عليك بث روح الأمان في وجدانها
نوال:
_لن أقرأ لها سوى فنجانها، لن أضيف شيء من رأسي
فوقية:
_سوف أفعل أنا، بعض النصح أمر جيد إلى تلك المسكينة، سوف تتحسن حالتها المزاجية والنفسية بعد نصائحي لها، فقدت أمها وعائلتها كلها، ولا تمتلك سوى زوجها، الهلع والخوف أمر طبيعي لمن هي تعايش ظروفها، لهذا سوف أقدم لها النصح التي حفظته عن ظهر قلب من أمي وجدتي في أسلوب الحفاظ على البيت والزوج
نوال في لهجة ساخرة:
_جيد، أفعلي هذا الأمر
وضعت نوال في كف الأم فوقية الخمسة عشر جنيهات،ثم قالت في ضحكة عالية :
_لا ضرر من توجيه النصح لنا هنا، ماذا تفعل تلك الجنيهات القليلة في وجبة الغذاء وو جبة العشاء؟
نظرت لها الأم في ضيق ثم قالت:
_ سوف أقوم على شراء الباذنجان والفلفل والطماطم، ومن ثم سوف اطبخ مصقعة
قالت نوال في عناد:
_لا، لا أريد مصقعة
فوقية في تساؤل وحيرة:
_هذا هو ما يكفى الشراء
نوال وهي تنظر إلى نافذة الجزار عطوة:
_سوف أتناول اليوم لحم
نظرت الأم إلى النقود وقالت في حيرة:
_كيف؟
قالت نوال وهي تتجه إلى النافذة وتقول في صوت مرتفع:
_خالتي تفيدة، انتظرك هنا منذ الصباح، جلبت بن محوج وأشياء كثيرة، سوف يكون مذاق الفنجان اليوم أشهى والقراءة به أوضح
وضعت تفيدة الغطاء على القدر الخاص باللحم وقالت:
_اليوم نحن في انتظار ضيوف
نظرت نوال إلى قدر اللحم ثم قالت:
_اذن اليوم هو خطبة كريمة إبنتك
تراجعت تفيدة خطوة إلى الخلف، وضعت يد على قلبها وقالت في فزع:
_كيف عرفت؟
نظرت لها نوال في تحدي وقالت:
_مثل ما أعرف كل شيء يا
صمتت نوال فجأة، بترت عبارتها في سرعة، مما جعل تفيدة تكمل وهي تنظر لها في توسل:
_حين يرحلون سوف أحضر لك
قالت نوال في غضب:
_لا، سوف انتظرك في الغد، عليك طهي قدر اللحم جيداً ووضع الكثير من البهار عليه حتى لا ينكشف أمره
شعرت تفيدة بالخجل والخوف أيضاً كلمات نوال جعلت الرعب يبث في وجدانها، قالت في صوت مرتعش:
_لن أضعه إلى الضيوف الإ بعد أن يتذوقه لسانك
قالت نوال في لهجة آمرة:
_ما يتذوقه لساني لن يكون من هذا اللحم، سوف يذوق لساني لحم آخر، أنت تفهمين وتعلمين هذا الأمر جيداً
❈-❈-❈
هزت تفيدة رأسها في إذعان وتقدير، ثم قالت وهي تنظر من طرف عينيها إلى نوال:
_ثواني فقط وسوف تكون كل طلباتك مجابة، فقط أريد أن تتم الأمور اليوم على أفضل حال
قالت نوال و هي تنظر لها بسخرية:
_أخبرتك كيف سوف تكون الأمور افضل، عليك بالبهارات السبعة
دلفت نوال إلى داخل المنزل في غضب في حين قالت فوقية وهي تضع يد على كتف أبنتها:
_نوال، كيف عرفت بأمر خطبة كريمة بنت الجزار عطوة وأنت لم تقرئي لها فنجان القهوة؟
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية حارس للمقبرة لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية