-->

رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 10

 

الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل العاشر



كلمة صغيراً جدا الحُب ولكن لا يدري كلا منهم أن الحُب ليس كل ما يتخيله البعض الحُب يحتاج أن يستند إليه الشخص مثل ندبه صغيره ويسعى أكملها أو يسعدها أيهما أقرب ، ولكن الشئ الوحيد يجب أن يكون كل طرف من الآخر أن يكون مخلص اخلاص مثل جندي يخلص بحُب بلاده ويسعى أن يحميه دائما وأينما كان ..



كاد أن يذهب خلفها وهو يرى ركضها بهذه الطريقة التي وقع قلبه أسفل قدميه ولكن جاءت يمَن تبكي وتعانـ ـقه بقوة تتشبث به نظر إلي يمَن والي حالته تلك التي جعلته يشك أكثر في الذي يفكر بيه ، ولكن مهلا لِما تبكي الأن ؟ ، وإذا كانت ضعيفة لهذا الحد لما وافقت على المجيء الى الخطبة ؟؟ ، فهو راي في الكاميرات المراقبة في الأمس قدوم ' ايان ' من البوابه الخلفيه التي لم يعرف أحد بها سوىٍ هو وعد ويمَن فقط ولم يعرفوا أيضا أن يوجد في هذه المنطقة كاميرات ولم يعرفوا وعد ويمَن أيضا بهذه الكاميرات ، هو الوحيد الذي يعرف والذي صدم بشدة كأنه دلو من الماء البارد أسقط على جـ ـسده بقوة وعنف ارجع كاميرات المراقبه منذ أيام وجد أن أيان ليس هذه مرته الاوله بلا هي عدة مرات أن يدخل هذا القصر من خلفه ، مما غضب بشدة وظل صامتاً حتى لا يفرغ غضبه بيها هي ، ظل بعيداً عنهم وعن زوجـ ـته أيضا ، حبيب روحه وفؤاده فهو كان خائف عليها من نفسه من غضبها ، فهو حد الأن غاضبا بلا مشتـ ـعل من الغضب بسبب أفعاله التي لم تغتفر أبداً .



ظل واقفاً جامداً لم يهتز ولو رجفه واحدة وهي تعانـ ـقه حتى لم يبدلها .


وقفت صوت الموسيقى العاليه بسبب يوجد عطل في الجهاز الذي كان يصدح منه الاغاني ولكن توقفت وبعد دقيقه سمع صوت صراخ ممتلئه بالكسره والنجده والخوف في إنا واحد ، ضربات قلبه قد ازدادت بقوة والهواء قد نفذ من رئتيه بسبب الصدمة التي احتلت على عقله بلا وليس عقله فقط إنما قلبه وجـ ـسده معاً ، ابعد يمَن عنه بعنف مما أدى إلى سقوطها في الارضيه بعنف وهي لا تفهم أي شئ ركض الي الاعلي بسرعه وجد الباب مغلق حاول أكثر من مره فتحه ولكن فشل حين أدرك أنها غرفته وبابه الذي لم ينفتح أبداً إلا في ضغط علي الزر حتي بفتح فهو باب اوتوماتيك لا يمكنه فتحه بسهولة ، فكر قليلا وهو يتجه إلي باب الخلفي بجانب الغرفة التي لم يعرف أحد عنه سوىٍ هو ، دخل بسرعه الغرفه وقع عينـ ـيه على منظر جعل الدماء تفور من جـ سده وهو يرى أن الشاب يحاول أن يقـ ـبل نور بشراسه حتى كاد أن يصفعها ولكن يـ ـده توقفت في الهواء حين قبض نوح على رسغ يـ ـده بقوة وعنف وعينـ ـيه يلتمعون من الغضب ليس إلا ارتعب الشاب تلقائيا حتي كاد أن يتحدث وأن يشرح له الأمر ولكن قاطعه نوح وهو يلكمه بقوة حتي ادي إلي سقوطه نحو الارضيه حمل نوح نور التي كانت كل هذا الوقت ترفع يـ ده نحو وجهه حتي تحمي نفسها من هذا الشخص حاولت أن تقاومه بشده وهي تغمض عينـ ـيه كل هذا الوقت ولا تري وجود نوح بالأصل ولكن همس نوح بحنان وحُب وخوف وقلق في إنا واحد وهو يرى وجهها عن قرب وهو يقترب منها :



ـ متخفيش يا حبيبي انا هنا وجنبك .


فتحت عينـ ـيه الخضراء التي تحتوي إلي عُشب ونباتات خضراء مما يظهر له مظهر خلاب لا يمكن وصفه عند النظر إليه هكذا رأى دموعها وخوفها الواضح تحت يـ ـده عانـ ـقته بقوة على الأقل أن تستمد الأمان الذي افتقدته كل هذا الوقت ، فهي تعرف جيداً أنه لا يحبها وإنما يحب فتاة أخرى ، وتعرف أيضا أن هذا الزواج ليس أبديا انما هو مسأله وقت وينتهي ، ولكن هي تعرف جيداً أنها حينما تكون بقربه تشعر بالأمان الذي يتغلغل جـ ـسدها كأنه طفل ابتعد عن وطنه وماؤه وقد وجده ولكن لا تعرف أن الاوطان تحتل.


حملها واتجه بها إلي المرحاض وأوصد الباب ولكن قبل أن يوصده هتف بنبرة حنان : 


ـ خليكي هنا اوعي تتحركي وانا دقيقتين بالظبط هخدك ونمشي .


كاد أن يبتعد عنها ولكن أمسكت بيده وهي تهتف بخوف عليه لأول مرة يرى في عينيـ ـه مما دق قلبه كالطبول بدون إنذار سابق :


ـ خلينا يا نوح نمشي من هنا ، انا عايزه امشي .


أحاطت يـ ـده وجهها وهو يهتف باطمئنان ومازالت نبرة الحنان تغلف نبرته ولا تغادر أبداً : 


ـ اوعدك يا قلب نوح هما دقيقتين بس و هنمشي من هنا ، مش أنتِ بتثقي فيا ؟؟ .


رفعت لؤلؤ عيـ ـنيه وهي تجيبه بلهفه وسرعة دون وعي منها وما تقول : 


ـ اكيد بثق فيك .


ابتسم على ثغره ابتسامه خطفت انـ ـفاسها بلا سلبت عقلها وقلبها وهو يهتف بنبرة حنان وسرعة : 


ـ يبقي اكيد جاي بعد دقيقتين .


ختم جملته وقـ ـبلها علي جبينها وأوصد الباب وهو يرفع أكمام قميصه وهو ينظر بغضب بالشاب الذي يصرخ بألم من فعل ضربته ، ابتسم بسخرية وهو يتقدم منه وهو يهتف بغضب جحيمي جعلت الأخر يرتعد من الخوف وهو يرى تقدمه : 


ـ انت لسه شوفت حاجه يا روح امك ؟؟ ، بتصوت زي النسوان ، انت مش عارف مين دي ، ومش عارف تخص مين ؟؟ ، انا بقي هعرفك تخص مين ، وهعرفك برضوا جزاء اللي يبص لـ حاجه تخص نوح النويري ، وحياة نور عند نوح لكون موريك الجحيم اللي علي أصله . 



ختم جملته وهو يتقدم أما هو يهرب فهو بالتأكيد يعرف مين هو نوح النويري فهو يعرف بشدة جحيم ليس جحيم فهي كلمه قليله علي الذي يرى جحيمه وغضبه ، في إذا وضعت في قائمه أعداء النويري في سوف ترى ايام لما تراها من قبل ولا تراها في حياتك بسبب العذاب التي سوف يحدث ليك ، في يا عزيزي انت ارتكبت أكبر جريمة حين وضعت في قائمه اعدائه في سوف ترى الويل التي سوف يحدث الأن ، في نوح النويري يتميز بطيبته الدائمه وحبه الكبير ويتميز بالمسامحه والحُب بدون مقابل ولكن هذه الصفات تختص فقط لأشخاص الأقرب إلى قلبه والتي سوف يستحقون ذلك ، أما الأشخاص الذي لم يستحقوا هذا ، في الراحة لهم أن يدفنوا أنفسهم بأنفسهم مما يقابلوا علي يـ ـد وحش كاسر يكسر ويدمر ويدفن ويقتل ويعذب ويحرق المدينة بأكملها فهو ليس هين علي ما يتوقع الأمر بكل كل الصفات السيئه به حين يتعلق الأمر بأعدائه ولكنهم بالأخير يستحقون ذلك .



اقترب منه رويداً رويداً كما يقترب الذئب من فريسته وقف بلهفة وسرعه حتي يصل إلي الباب الغرفه ولكن قبل أن يصل امسكه نوح و لكمه بقسوة نحو بطنه وعينـ ـيه مما صرخ بشدة حمله وهو يدفعه نحو الطاوله الصغيره مما تكسرت بشدة وهو يصرخ بألم رفع كرسي الخشبي واسقطه عليه لا يبالي بصرخاته التي تهز جدران الغرفة.


الشئ الذي يهمه والتي يرى الأن هو دموعها ، ارتعاشها ، خوفها ، حالتها التي كانت مرثيه وغير مترتبة كـ طبيعتها ، فهو يخاف عليها من نفسه ام هذا الوغد كاد أن يلمـ ـسها اشتد رسغ يـ ـده بقوة متحاملا له بالقوة والصمود ، ولكن كيف يصمد لشخص اقترب من زوجته وكاد أن ياخد برئتها بدم بارد لا يبالي بها ، امسك سلاحه وهو ينظر له بشر واضح في عينـ يـه بلا ليس شر بلا لهيب يحرق العالم بأكمله من أجلها فقط ، دخلوا الحراس بعد ما افتحوا الباب بالجهاز الاحتياط الذي معهم وهما يتنـ ـفسون بقوة وهما يرون نوح يوجه سلاحه نحو هذا الشاب حتى هتف رئيس الحرس بنبرة جدية وخوف علي رئيسهم : 


ـ سيبه يا باشا واحنا هنتصرف معه .



نظر قليلاً نحو الشاب ولم يهتم أبداً بحديث رئيس الحرس كأنه لم يسمعه من الأساس فكر دقيقة فهو إذا يقتله الأن فهو يرحمه من العذاب الذي يرى وإذا أطلق هذه الرصاصة أيضا عليه في تخاف نور بسبب طلقات النـ ـار ولم تهدأ وهو لا يريد أذيته ولا حتي يصل إليه شعور بالخوف طول مهو على قيد الحياة ، رفع مسدسه وضعه خلف جيبه مثل ما كان وهو يبتسم بنبرة خبيثه ويقترب منها وهو يهتف بنبرة لعوبة : 


ـ لو قتلتك دلوقتي مش هتلذذ بعذابك ، لكن لو فضلت عايش ، في انت اللي هتتمني الموت ومش هطوله .



همس وهو يهتف بنبرة شر جعلته الأخر يتمني أن تنشق الأرض وتبتلعه دون رجعه : 


ـ اهلا بيك في جحيم نوح .


قال هذه الجمله بابتسامه خبيثه ، في البعض يسمع هذه الجمله لا يرتجفون من الداخل والبعض يتمنوا الموت بسبب هذه الجمله ، في هذه الجملة تعني يا سيادة الجحيم بحد ذاته ، في ليس جحيم أي أحد لا بلا جحيم نوح الذي يقتلها ألف مره ولم يأخذه الموت أبداً ، ' في اهلا بيك في جحيم نوح ' ختم جملته وقهقه بشر وخبث نظر إلي الحرس بذات معنى وهم فهموا سريعاً هذه النظرة ومن أقل من الثانية حملوا الراجل وخرجوا ينفذوا حديث سيدهم .



اتجه إلى المرحاض بعد أن ابتعدوا الحراس عن المكان بأكمله وهو يفتح باب المرحاض بهدوء نظر لها وجدها ساكنه تجلس على الأرضية تضم نفسها مثل الجنين الصغير وتحشر رأسها بين ساقيها تخفي معالم وجهه بأكمله جلس علي ركبته وهو ينظر لها بقلق واضح علي ملامحه أحاط يـ ـده نحو وجهها وهو يرفع وجهها إليه نظرت له باللؤلؤة عيـ ـنيه مغلفة بالدموع والكثير من الالم والحزن التي تعاني وحدها ، وحدها فقط .


لا أحد يستطيع تخيل الالم والاوجاع التي تعاني بها لحد هذا اليوم ، فهي تعاني من صراع بين قلبها وعقلها ، كل يوم تقوي قلبها أن تحيي من جديد وأن تعيش مرة ثانية ولكن الذكريات التي تحوم عقلها كان لها رأي أخر .



نظرت له بالؤلؤته التي كانت مملتئه بالحزن الأنكسار الذي بداخله ليس في عينـ ـيه فقط ، لم يتحمل هو تلك النظرة فهو كل ما يري ذلك الحزن الأنكسار في عينـ ـيه يتقطع قلبه إلي أشلاء صغيرة ويتوقف عن النبض لا يدري بنفسه إلا وهو يعانـ ـقها بقوة يريد أن يدخلها بداخل قلبها وداخل جـ ـسده يريد أن يطمئنه وأن هو يأخذ الحزن عنها علي الأقل يرتاح قليلاً وهو يراها سعيدة ، فهو ليس لدي طلب في هذه الحياة سوىٍ أن تكون زوجـ ـته سعيدة وأن يراها أيضا بخير ليس لديه مطلب في هذة الحياة سوىٍ هذا الطلب .



أما هي عانقتها هي الأخرى ولكن كانت حقاً لذلك العنـ ـاق ، بكَت كأنها لِم تبكَي من قبل شهقت من قوة البكاء لا تعرف لما تبكَي الآن في احضانة ولكنها كانت تحتاج لها كثيراً ، ارتعشت من كثر البكاء تحت يـ ـده ، تتذكر كل شئ حدث في الماضي ، تتذكر معاملة رحيم لها وتتذكر موت نورمان ومعاملة تارا لها تتذكر كل شئ عانته في هذه الحياة وحدها ، تتذكر موت رحيم وتتذكر أيضا بالجميع يلقيها بـ لعنة وقاتله في الماضي ، فهي قد اكتفت ، اكتفت بكل ما يحدث معها فهي لم تعيش حياة سعيدة أبداً وإذا عاشت تبكي ألف مره وتبكي أكثر من وقت التي سعدت فيه ، فهي كل يوم تتمني الموت علي أن يرحمها من ذلك العذاب التي تعيشه ، فهي لم تفعل شئ سئ لأحد حتى يحدث معها كل هذا الشئ و لكنها بالأخير تُتَدعي من ربها أن تعيش حياة سعيدة ولو يوم واحد.



ظل يعانقها وظلوا هكذا دقائق ولكنه هو لا يشعر أبداً بالوقت معها ظل في هذه الدقائق يقول لها كلمات مطمئنة و يبث الاطمئنان بداخل قلبها وبعد دقائق اختفت الشهقات تماماً والأن صوت أنفسهم والذي يدل على أن كل من الأخر يفكر بحياته مع الثاني كيف ستجري ولكن نور كانت في عالم أخر وحدها ظلت تغمض عينـ ـيه وهي تشعر بالأمان يتغلغل نحو قلبها الذي فقدته منذ زمن .


لم تشعر بشئ سوىٍ نوح يحملها برفق وحنان كأنها قطعه زجاجه يخاف أن بكسره بدون وعي منه ، عقلها يرفض وكادت أن ترفض و لكن قلبها وجـ ـسدها كان لهم رأي آخر ، لم تشعر بـ سوىٍ ذراعيها الذي تحوط كتفه ولم تشعر بأي شئ أخر واستلمت للسقوط في النوم من التعب .



أما هو حملها بفرق وادخلها الي غرفه التي كانت بجانبهم فهي ايضا غرفته ولا احد يدخلها غيره ، لأن هذه يا سيادة مملكته الخاصة التي لم يتجرأ أحد تخطي هذه المملكة ولا حتى عائلته لكنه سمح لها بالنهاية فهي روح قلبه وفؤاده  


دثرها تحت الأغطية بعد أن خلع لها حذائها وظل هو جالس بجانبها يلعب بخصلات شعرها ويتأمل وجهها كأنه أول مرة يراها ويتأمل فيها هكذا ، يقسم أن إذا ظل هكذا طول عمره لن يرهق ولن يمل أبداً .



ظل ساعات معها لم يعرف عددها سوىٍ أن يتأمل وجهها المحبوب له وإلي قلبه .



❈-❈-❈


نظرت وعد إلي يمَن التي كانت ساكنه تماماً من وقت ما نوح دفعها بعيداً عنها كأنه حشره لم يبالي بها ، جلست بجانبها بحنان وأخذت تشرح لها للمرة الذي لم تعرف عددها من كثر تكرارها  


ـ يا حبيبتي نوح مش قصده حاجه ، نوح سمع صريخ نور واكيد أي حد بداله كان هيعمل كده ، دي مراته يا يمَن متنسيش .


رفعت مقلتيها التي كانت تخرج منها الشرارة ليس الهدوء الذي يسبق العاصفة فـ العاصفة جاءت للتو وسوف تأخذ الكثير والكثير : 


ـ أنتِ كمان بتقولي كده؟؟ ، دي عايز يفهم الناس كلها وعايز يذلني أنتِ ليه مش قادرة تفهمي ، اخوكي من اول ما اتجوز البتاعه دي وهو مش نوح .


رفعت لؤلؤته نحو مقلتيه بصدمة كبيرة وتعجب كبير من حديثها كيف تقول عن شقيقه نوح هذا الحديث ، نعم فهي تعترف أنها ليست شقيقته أنه إبنة عمها فقط ولكنها تعتبره كل عائلتها فهي تربت علي يده هو ، أما يمَن شقيقته كيف تقول هذا الحديث ؟



ـ أنتِ اتجننتي يا يمَن ، ده اخوكي ! 


هاتفتها ببرود يحـ ـرق وعد الذي تجلس بجانبها : 


ـ اخويا في الرضاعه وبس ، لكن من اول ما دخلت في حياته وهو مش في دماغه حاجه غير نور نور نور ، زي ما قالت تيته بالظبط نوح نسينا من اول ما جات البت دي .



صاحت هي بشراسة مدافعاً عن ' نور ' التي ليس لها ذنب أبداً : 


ـ أنتِ اتجننتي البت اللي أنتِ بتقولي عليها دي تبقي مرات اخوكي وكنة عائلة النويري ، أنتِ بجد مش طبيعية بقولك سمع صويت مراته المفروض يتصرف ازاي يفضل حاضـ ـنك يعني لحد ما مراته تجراله حاجه ؟؟ .



صاحت هي الأخرى باستنكار واضح عن دافعها لـ نور : 


ـ أنتِ مالك بتكلميني بالطريقة دي ليه؟؟ ، ده بدل ما تكوني جنبي وتشجعيني وتشجعي تيته انها تطلعها برا البيت .


صاحت هي بعصبية شديدة من حديثها الذي لعب في أوتار جسـ ـدها بغضب : 


ـ وحياه نوح عند وعد اللي عمرى ما حلفت بيه كدب ، لو هتفضلي بالطريقة دي وكلامك ده ، انا اللي هتقف فى وشك لو قربتي علي نور أو نوح حتي ، أنتِ مين ؟؟ ، أيوا أنتِ مين عشان تتحكمي في علاقة نوح ونور ، أنتِ اتغيرتي اوي يا يمَن وبقيتي مقـ ـرفة بشكل غير طبيعي ، ربنا يهديكِ .



ختمت جملتها وتركتها تشتـ ـعل من حديثها الذي غضبها أكثر من اللازم وهي تهتف بغضب وغل أول مرة : 


ـ ماشي يا وعد بس انا مش هستسلم و هخلى اخويا نوح يرجع من تانى وهتشوفى.



❈-❈-❈


كانت تعمل وتُصب اهتمامها على الأوراق الذي أمامها فهي يجب عليها أن تنهي عملها واليوم فهذه الصفقة اخذت وقت عن اللازم وتريد أن تنتهي منها واليوم .


كانت تعمل لساعات طويلة دون كلل أو ملل وبعد دقائق اخرجت تنيهدة قوية من تعبها اليوم في اليوم وأخيراً تخلصت من الصفقة بنجاح أخذت ملف وضعته في حقيبتها واخذت الاوراق معها أيضا وقفت وهي تستعد للذهاب ولكن وقفت فجأة وهي تسمع دقات على الباب سمحت بالدخول حتى دخلت المساعدة التي كانت ملقبة بـ سكرتيرتها الخاصة بها حتي المساعدة هتفت بعملية وجدية : 


ـ استاذ شهاب وصل وطالب يقابلك ضروري .


هتفت ملامحها بحيرة فهي تعرف شهاب صديقها منذ الطفولة ويعمل معهم وبينهم شراكة ولكن الذي يحيرها بالأمر أنه قد ذهب لعمل هام في ' القاهرة ' متي جاء من بلده ؟؟ ، وكيف جاء بهذه السرعة فهو قال لها بالأمس في صباح من اليوم أن طائرته سوف تقلع خلال دقائق ، واليوم قد جاء بهذه السرعة جلست على مقعدها بكل أريحية وهي تهتف بنبرة هادئه مغلفة بالعديد من التساؤل : 


ـ دخليه .


هزت رأسها على الفور وخرجت حتى تنفذ طلبها وبعد أقل من الثانية دخل ' شهاب ' بكل وقور وغرور كعادته ابتسم ابتسامة على ثغره حين رآها تجلس وتنظر له بحيرة دون أن يهتف بأي شئ هتفت هي بحيرة دون إنذار : 


ـ أنت لحقت تخلص شغلك هناك امبارح ؟؟


جلس مقابل لها وهو يبتسم نفس الابتسامة : 


ـ ايوا ، كان في واحد طالب يقابلني ضروري والموضوع ميتأجلش ، قابلته امبارح و خلصت معه وجيت النهارده .


هزت رأسها بهدوء ، فهي تعرف ' شهاب ' جيداً لا يحب أن يضيع وقته أبداً وخصيصا وقت عمله ، فهو شاب يتميز بقلبه الأبيض ويساعد البشر بدون مقابل ، عمره 30 سنه ، اعزب ولا يأخذ هذه الخطوة أبداً حتي يلاقي بفتاة أحلامه والتي تسرق قلبه من أول نظرة ، يتميز بطوله وبشرته السمراء قليلا وعينيه التي كانت باللون القهوة تماماً 



ـ عارفة انك عمرك ما ضيعت وقت ولا هضيع .


هتفها بمرح هذه المرة وهو ينظر لها بهدوء :


ـ و اضيعه ليه ، انا ماشي بمبدأ اعمل الحاجه قبل بكره مش اعملها بكره ويا عالم في ظروف أو شغل تمنعني ولا لا .


وقفت حتى تستعد للذهاب وهي تأخذ حقيبتها وهي تهتف بمرح : 


ـ حاجه أهنيك عليها ، امشي بالمبدأ ده ، وانا بقي همشي عشان اتأخرت .


كادت تذهب ولكن وقفت بصدمة وهي تسمعه يهتف بحب : 


ـ لقتها يا راندة .


نظرت نحوه وهي لا تعرف ما الذي وجده وعن ماذا يتحدث : 


ـ لقيت ايه ؟؟


اقترب منها وهو يبتسم بهيام : 


ـ لقيت البنت اللي خطفتني من اول نظره .


ابتسمت هي الأخرى وهتفت بفضول : 


ـ ومين هي ؟.


اقترب من النافذة الشفافة التي تطل على فرنسا بأكملها بسبب طول قمة شركتهم وهو يتذكر لقائها للمرة الذي لا يعرف عددها وهو يهتف بحُب : 


ـ مش عارف أي حاجه عنها ولا حتى اسمها ولا بيتها فين ، كل اللي اعرفه اني شوفتها ولقيت ده .



رفع يـ ـده التي كانت تمسك ' حلق ' ذهبي باللون الذهبي يزين الألماس من حوله ويشبه مثل القمر الذي لم يكتمل بعد اقتربت منه وهي تمسك هذا ' الحلق ' الذي تصميمه قد اعجبها كثيرا والذي كان نادر قليلاً هتفت ملامحها بأعجاب : 


ـ الحلق تحفة ، بس مين اللي هيصمم حلق بشكل الجميل ده .


رفع مقلتية عنها بغرابة من حديثها الذي عن تصميم هذا الحلق ؟ ، رفعت مقلتيها نحوا والتي كانت تعرف هذه النظرة جيداً ، هتفت بهدوء تحاول أن تجعله يفهم مقصدها أو حديثها : 


ـ مش انت بتقول مش عارف اسمها ؟؟ ، ولا عارف هي ساكنه فين ؟؟ 



هز رأسه بنعم بينما أكملت بأبتسامة انتصار وهي تهتف بمرح : 


ـ يبقى لقتها ، انا هكلم المصممين المجوهرات هناك في مصر لان عندي تواصل معهم ، وهبعتله التصميم ده وهقوله مين اللي صممته ليها مخصوص ، الذهب والالماس مش أي حد بيصممه غير لما يكون حد مهم اوى فى البلد ومستوى الاجتماعي بتاعه كويس ، واظن أن ده التصميم الوحيد اللي مصممه بشكل الهايل ده .



ختمت جملتها وسرعان ما اتصلت نحو المصممين وهي تشرح لها التصميم الذي في يـ ـدها ، فهي الذي سوف تتزوج صديقها ستكون سعيدة الحظ وسوف ترى النعيم معه هو ، ولكن لا تعرف أن الذي سوف تتزوج به ستكون تعيسة الحظ وترى الجحيم بحد ذاته



كل هذا تحت عينـ ـيه الحادة وسرعان ما ابتسم وهمس لنفسة بصوت منخفض بخبث واضح لا تسمعه جيداً : 


ـ اسف يا راندة ، مضطر مقولكيش أن البنت اللى وقعت في حبها تبقى وعد ، بس كل بأوانه ، وزى ما أنتِ قولتى شهاب الشورى مش بيضيع وقت .



ختم جملته وأطلق ضحكه خبيثة لم تراها أبداً ، في جحيم أحدهم بدأ وسوف يحرق الجميع بأكمله ، فقط ينتظر الوقت ليس إلا …



❈-❈-❈


جاء الليل 


في حفل خطبة 


استيقظت ' نور ' وتفتح عينـ ـيه براحة كبيرة ، تتاؤب بكسل واضح وهي تزيل الأغطية من عليها كادت سوف تقف من الفراش ولكن توقفت حين هتف ' نوح ' بحنان :


ـ أخيراً صحيتي .


نظرت ' نور ' إلى نوح الذي كان يجلس بجانبها بالفراش ولكن لا ترى ابدا هتفت ملامحها بحيرة : 


ـ انت بتعمل ايه هنا يا نوح ؟ .


وقف مقابلاً لها وهو ينظر إلى عينـ ـيه بحُب : 


ـ فضلت قاعد جنبك مستنياكى تصحى .


هتفت ملامحها بغرابة وحيرة من أمره : 


ـ وتستنيني ليه ، ما كُنت تروح الحفلة معاهم .


اقترب منها أكثر حتى شعرت بأنفـ ـاسه الساخـ ـنة تلفح بشرتـ ـها الباردة تدق قلبها أكثر لا ارادي أخرج نبرته التى كانت غريبة بعض الشئ عنها : 


ـ كُنت خايف عليكى .


كانت كلمة قصيرة ولكن طرق قلبها عدة طرقات بقوة وأثرت هذة الجملة عليها بقوة ، فى قرية لعنة نعم لعنة ، فهو كل ما يتقرب منها تشعر أنها طائر محلق بالسماء بفرحة ، وقلبها يدق بجنون وانفـ ـاسها التي تحبسها داخل صـ ـدرها بقوة بسبب توترها لا تعرف تلك المشاعر التي تسير داخلها لما تظهر وهو يكون بجانبها لما ؟؟ ، فهى تحاول وتحاول أن تخفى تلك المشاعر اللعينة وأن لا تتأثر بقربة ولا حديثه المعسول التي تعرف جيداً أن كل هذة كذبة وسوف تنتهي قريباً ، ولكن لا تعرف لما قلبها يدق هكذا لما كل هذا بأكمله .


كادت سوف تغادر بدون إضافة كلمة واحدة ولكن هو أوقفها وهو يقبض على رسغ يـ ـدها بقوة مما تراجع ظهرها نحو صـ ـدره هتف بنبرة مقلقة هذه المرة قريب أذنـ ـيها مما أغمضت عينـ ـيها مستمتعه بهذا القرب 



ـ بقيتي كويسة ولا لسه تعبانة ؟.


كيف لها أن تخبرها أن ليست بخير وهو هكذا ، كيف أن تخبره أن قربه يدق قلبها ويتوتر جـ ـسدها بقوة ، كيف لها أن تخبره أنها ليست على ما يرام وهي هكذا ، كيف كيف ؟؟


ولكن خانتها شفتـ ـية وهو تهتف بهدوء عكس العاصفة التي أصبت جـ ـسدها بقوة : 


ـ كويسة الحمد لله .


ابتعدت عنه بصعوبة بعد ما ترك يـ ـدها وهي تدخل إلى المرحاض حتى تستفيق من نومها وكسلها وحتى تستعد إلي الحفل ..



بعد دقيقة خرجت من المرحاض ولم تجده دخلت إلى غرفة الثياب حتى تبدل ثيابها في هذه الحفل سوف ترى ' كمال ' والداها وهي حقاً اشتاقت لوالدها كثيراً و إلي الحديث معه .



اختارت فستان محتشم لونه اسود ولها ذيل ليس طويل وليس قصير وضعت بعض المساحيق التي بين وجهها بخفة في بشرتها التي تصح بياض لا تحتاج أبداً لمساحيق التجميل فهي جميلة بدون أي شئ ، تركت عنان شعرها إلى الخلف مما سقط لها بعض خصلات على عينـ ـيه مما أعطى لها مظهر جذاب أكثر ، ولبست حذاء سود مثل لون فستانها ..


خرجت من غرفة الثياب نظرت إليه وجدته كما هو يلبس بدلة سوداء التى كان يلبسها في الصباح لم يغيرها أبداً رفع عينـ ـيه عليها حبس أنفـ ـاسه بقوة من تلك الفاتنة التي أمامه بلا مثيرة تكاد تخطف انفـ ـاسه في كل مرة ، فهي ليست جميلة بلا فاتنة تسرق قلبه فى كل ثانية ظل يتأملها وقد غاب من الواقع الذى يعيش فيه وسافر معها بتلك العينـ ـين التى تسرقه فى كل لحظة ..


خجلت هي من نظراته التي كانت تلتهمه بتلك العينـ ـين خرجت صوتها بصعوبة من نظراته التي كادت أن تقتلها : 


ـ مش هننزل ؟؟


افاق من شروده لسؤاله هتف بحيرة وهو يخرج نبرته يتساءل : 


ـ هننزل فين ؟؟ ، مفيش نزول النهاردة أنتِ تعبانة .


اقتربت منه وهي تهتف بنبرة هادئه : 


ـ لازم انزل بابا هيكون في الحفلة هو و آسر وانا عايزة اشوفهم .



بينما أكملت بنبرة حزن وعينـ ـيه تجتمع غيوم من الدموع :


ـ انا بقالي كتير مشوفتوش آسر ، كل ما اطلب اشوفه ميشوفنيش ، لسه شايفيني أني قتلت صحبه .



ختمت جملتها وهي تسقط دموع من لؤلؤتها الخضراء فهي من ضمن الأسباب التي تصر أن تذهب إلي الحفل فهي لم تري آسر منذ موت رحيم ، في أسر قد ابتعد عنها تماماً ، فهي تتذكر حديثه الذي كان منذ سنة ولم تنسى أبداً 



Flash back 



ـ انا محتاجلك يا آسر ، محتاجة دعمك عشان اقدر اقف من تاني .


خرج نبرته باستهزاء من سذاجتها في كيف لها أن تطلب منه أن يقف معها بعد كل شئ اللعنة عليكِ يا نور واللعنة علي اليوم التي جاءتِ به إلي هذا المنزل  



ـ محتاجلي أنا ؟؟ 



ختم جملته وهو يضحك بسخرية وهو ينظر إلى نفسه و إلى خسارة وزنه بسبب قلة أكله خلال الفترة الماضية فهو تعذب كثيراً في الفترة الماضية لولا ابنته والد رحيم لكان سابق رحيم في موته 



ـ وأنا مش عايزك في حياتي مش قادرة ابص في وشك يا نور ، انتي السبب ايوا انتي السبب في كل حاجه بتحصل ، موت نورمان وكارما وتارا ورحيم قتلتيهم كلهم ، كلهم يا نور 



بكي مثل الطفل الصغير الذي ضائع في غابة لا يعرف الرجوع إليه 


ـ كنتي تسبيلي رحيم ، كنتي تسبهولي ، ليه عملتي كده ليه ؟


بكت هي الأخرى فهي كانت تتوقع أن يعانـ ـقها وأن يبث لها الأمان والدعم مثل ما كان يفعل في أسر ليس صديق لها إنما شقيقه ، فهي لم تقتل أحد أبداً ولم تقصد أذاه أحد 


هتفت ببكاء يمزق القلب حتى تشرح له الأمر ، في اليوم خسرت كل شئ ولم يعد لها شئ أبداً 


ـ آسر ولله ما كُنت اقصد اقتله ولله ما كُنت اقصد حتى أذى حد 



امسح دموعه هو الأخر وهو يبتعد عنها وهو يهتف بقسوة لا يبالي بها أبداً : 


ـ انتي زي ما الناس قالت عليكي انتي لعنة يا نور ، واللي يقرب منك تصيبه لعنة أو يموت ، زي ما قربتي على عائلة عادل السيوفي عمك وخربتها ، بتمني من كل قلبي انك تموتي وتريحي الكل منك ، يارب تموتي نور ، أو ربنا يعاقبك علي اللي بتعمله في الناس وزي ما بتلعني الناس ، ربنا اكيد هيعقبك عقاب اسوء ، بتمنى انك متلاقيش راحة في حياتك أبداً وتفضلي تتعذبي دايما وتعيطي دايما لحد ماتموتي .



بكت أكثر وهي ترى الكره الذي يخرج من عينها الكره فقط ، كسر قلبها إلي أشلاء صغيرة لا ترحم بسبب حديثها ، كيف لأسر أن يقول لها هذا الحديث اقتربت منه أكثر وهي تبكي بصوت عالي أما هو ابتعد عنها بقسوة : 



ـ ابعدي عني مش عايزك تقربي مني ، أسر بالنسبالك مات ، وانتي بنسبالي موتي مع رحيم 



ختم جملته ورحل علي الفور وتركها تعاني وحدها بكَت علي حديثه ورحيله عنها فهي ليس قلبها كسر بلا روحاً قد كسرت والصعب أن ترجع روحها …



End Flash back




بكَت أكثر وهي تتذكر ما حدث بهذا اليوم فهي قد حاولت التواصل معه أو تقابله في مره ولكن كان يصدها مثل كل مرة فهي ترى في التلفاز والمجلات والتواصل الاجتماعي ، تريد أن تقابلها اليوم تحت عينيه التي اشتاقت له والي دعمه والي وجوده بجانبه في بعده أثر عليها كثيراً ، وحديثها بهذا اليوم الذي قطع قلبها إلي أشلاء صغيرة لا ترحم ..



نظر نوح إلي دموعها وهو لا يفهم لما تبكي ؟؟ ، اقترب منها وعانقها بحنان حتى يداوى اوجاعها ، فهو قد أدرك أن جرحها ليس هين أبداً انما عميق وسوف يأخذ وقت لمعالجته ولكنه سوف يكون بجانبها في أي وقت..



يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية أرهقته حر با، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة