-->

رواية جديدة فاتنة والهوى لأميرة أحمد - الفصل 12

 

قراءة رواية فاتنة والهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية فاتنة والهوى

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أميرة أحمد


الفصل الثاني عشر 



توقف قلبها عن النبض و هى تنظر لوالدتها بتوتر و خوف واضح على ملامحها 


لا تصدق أنها أستمعت إلى حديثهم و كل ما خططوة و فعلوة فى تلك ألايام سينتهى و يذهب مع الرياح


تعرف والدتها جيدا و تعلم أيضا أنها لن تقبل أن تلحق ألاذى ببدر حتى لو أذاها هى ،فهى دوما كانت تقابل الخير بالشر لا يهمها ماذا قد لها هذا الشخص المهم ما قدمته هو 


فهذا ما ستعاقب عليه هى و ليس اى شئ أخر..


و تعلم أيضا إنها ستوبخها ألان بشدة و من المحتمل ضربها لأن هذا الشئ لم تقوم بتربيتها عليه، و ستأخذها من يديها عنوة إلى غرفه الظابط حتى تتنازل عن ما قدمته 

و إذا أبعدتها عن بدر سيكون كرم كبير منها 


ضغطت على يديها بخوف شديد و هى تكاد أن تبكى بدر لقد أذاها بشدة نفسيا قبل جسديا، حتى أنه قد حرمها من أبنها.. فلذة كبدها التى كانت تتمناها دوما و تقسم أنها كانت تقبل أن تعيش مع بدر لباقى حياتها لأجله كانت ستفعل


لكن حتى تلك ألامنيه قد حرمها منها بكل بساطه، كأن ليس لديها اى حق ان تتمنى شئ 


بالسابق حبسها فى قصرة العملاق رغم وجود كل شىء كما كان يقول و بسخريه لكنها لم تكن على قيد الحياة، كانت مجرد جسد بلا روح 


بملامح فارغه للحياة بعدما خُذلك على يد أقرب الناس لديها 


و ألان من المحتمل بشدة أن يعود ذلك الكابوس إلى حياتها و تتكرر تلك المأساة مرة أخرى 


نظرت لوالدتها و هى تقول بتوتر " ماما أنا.." 


قاطعتها والدتها و هى تقول بحزم" عايزة تقولى اي يا فتون أنا أستغفلتك و عملت حاجات قد كدة و أنتى نايمه؟" 


و بعدم تصديق" معقول أنتى بنتى يا فتون" 


أنهمرت دموع فتون سريعا و ما خافت منه يبدو أنه سيحدث والدتها لن تتركها تنفذ ما تريد 


و أنهارت بالبكاء و هى تقول 


" لو بعد كل إللى حصلى عايزانى مديش رد فعل عشان دى مش تصرفات بنتك، ولا تصرفات إللى ربتينى عليها يبقى أنا مش بنتك 


أقترب مصعب الذى لاحظ أنهيارها وهو يقول 


" فتون أهدى.." 


أبعدته عنها و هى تقول بصراخ 


" متقوليش أهدى محدش هنا حاسس بيا، و لا عارف أنا عشت اى و مريت بأى السنين دى" 


و بدموع" محدش كان معايه وهو بيشتمنى و أخر مرة لمى ضربنى، محدش منكم كان معايه لمى بنام كل ليله معيطه بسببه كنت لوحدى سامعنى لوحدى"

و أنهارت على ألارض الصلبه أسفلها و هى ليست نادمه على شئ قالته 


لا ليست نادمه لقد عاشت تلك السنوات تعانى وحدها، أهانه بدر لها قسوته فى الحديث، منعه لها من الخروج كل شىء كان يرفضه بصرامه شديدة


كان ترى و تعامل كل هذا وحدها هى، أين كانوا هم؟ لقد ألقوا بها فى جحيم بدر و لم يفكروا بها أبدا 


كاذبين من قالوا إن ألاهل يشعروا بأولادهم لا لم يشعر بها أحد وهى تعانى بشدة


كانت وحدها فى كل شىء فليشعروا و يعيشوا قليلا مما عاشته فى تلك السنوات 


و بسخريه لم يستحملوا هذا ألامر لدقائق وهى التى تربعت به ماذا تفعل؟! 


أقتربت منها والدتها سريعا وهى تجذبها لحضنها و تقول بنفى 


" لا يا فتون مش قصدى كدة يا حبيبتى و الله.. أنا بس غيرت اوى لمى لقيت بنتى إللى متمنتش حاجه من الدنيا غيرها تنسانى كدة خالص و متكونش عايزانى أعرف هى بتعمل اى، و بتروح ببساطه تقول لمصعب" 


و بحزن" كبرت و خرفت صح ؟ قولى إللى تقوليه بس غيرت اوى لمى لقيت بنتى مش عايزة تشاركنى فى اى حاجه بتعملها و بتلجأ لمصعب عشان كدة معرفتش أنا بقول اى " 


أبتعدت فتون عن حضنها وهى لا تصدق ما تقول والدتها 


هل غارت من اخيها؟ لا هى تكذب بالتأكيد فكيف يمكنها أن تغار منه وهى تعرف مكانتها لديها 


تطلعت لعيونها سريعا علها تكذب ما قالته والدتها لكن حتى عيونها أكدت لها أن ما تقوله صحيح و أنها قد غارت بشدة منه..


أمسكت يد والدتها سريعا وهى تقول بنفى 


" لا يا ماما أنا بحبك اوى و مستحيل أحب حد فى الدنيا كلها قدك" 


و بتوتر " بس خوفت لمى تعرفى إللى هعمله ترفضى عشان بدر" 


هزت زينب رأسها وهى تمسك يد فتون و قالت بتنهيدة 


" أسمعينى كويس يا فتون و أفهمى كلامى زمان مكنتش بحب بدر و مكنتش بطيقه عشانك، رضيت و خاليتك تتجوزيه عشان نحمى أخوكِ و أحنا غلطنا فى داا، لكن لحد هنا و كفايه اوى إللى أستحملتيه و عشتيه بسببهم.. كفايه تعب لحد هنا 

و عشان كدة و من زمان قبل ما أسمع كلامكم أنا موافقه على إللى تعمليه يا فتون كفايه وجع و حرقه قلب لحد هنا " 


و نظرت لأبنتها و قالت بوعد" المرة دى يا فتون لو حصل اى هفضل معاكى و واقفه جنبك عمرى كله.." 


توسعت أبتسامه فتون و لا تصدق حديث والدتها لكنها تثق بشدة فى وعدها و حتى أن خالفها من قبل 


أسرعت تحتضنها بحب و هى تشكرها عما تفعله، نظرت فتون للباب و قالت بصدمه 


" هو مصعب فين؟" 


دخل مصعب ما أن سمع أسمه وهو يقول بمرح 


" لقيت الجو قلب نكد طلعت برة اصل الحوار مش ناقص" 


و ببسمه" يلا عشان نروح كفايه مستشفى لحد هنا" 


أومئوا الجميع و وقفت فتون و هى تمسك بيد زينب و خرجوا معا من المشفى لبدايه أخرى غير الماضى هذا ما تمنته فتون وهى تركب فى الخلف فى السيارة 


❈-❈-❈


هل يمكن أن يعود الزمن ولو ثوانى ؟ ثوانى معدودة و تقسم أنها ستصلح كل ما فعلته فى الماضى، ستقف رداعه لأبنها أمام ما يفعله مع فتون 


سترفض كل ما يفعله لها، لعلها ترتاح ألان و تهدأ رأسها التى تكاد تنفجر من وجع الضمير على ما أرتكبته و أنها كانت شاهدة لكل شئ ولم تتحدت 


أليس الصامت عن الحق شيطان أخرس فهى ألان شيطانه؟! 


نعم هى كذلك مازالت تتذكر تهديدها الصريح لمصعب من أن يؤذى أبنتها أو يجرحها و فعلت هى و أبنها الأمر بجدارة فى فتون 


أليست تلك الفتاة لديها أهل هى ألاخرة يحبوها و يتمنون لها السعادة لماذا لم تكن مثل زينب؟ لماذا لم تُصبح مثلها...!؟ 


بُكت بعنف و مازال عقلها يخبرها لماذا لم تكُن مثل زينب و تحب فتون مثل أبنتها؟؛ 


تقسم أنها تحب فتون لكن حبها لم يفعل شئ سوى أنه أذاها و بشدة فحبها حتى مؤذى مثل أبنها 


رفعت رأسها لكبيرة الخدم و المسؤوله عن البيت " كريمه " 


و هى تقول بقلق " مالك يا ست أمل فيكى حاجه؟" 


أمل ببكاء " فى أن معاكى حق يا كريمه زمان لمى قولتيلى أمنع عمايل بدر مع فتون و أنا رفضت كان معاكى حق فى كل حاجه.." 


رمقتها أمل بتعاطف و قالت 


" قولتلك يا ست أمل أنتِ عندك بنت عندهم و بيعملوها أحسن معامله ليه متعامليش فتون زيهم؟!" 


أمل ببكاء" كنت غلطانه و كان كل همى بدر يبقى مبسوط .." 


تنفست كريمه و قالت بتنهيدة " كلنا بنغلط و بعدين من أمتى الراحه بتيجى بالعافيه  ربنا يغفرلك يا بنتى" 


و تحركت عائدة إلى المطبخ تكمل عملها 


جلست أمل مكانها و حديث كريمه لم يفعل شئ سوى أنه تعبها أكثر 


و بقت بين نارين ألان نار وجع قلبها على فتون و نار حبها لأبنها بدر 


و كأن الزمن يعود نفسه ففى الماضى كانت بين نارين " موت حسن و سعادة أولادها" 


و ألان التاريخ يعود نفسه مرة أخرى...! 


❈-❈-❈


دخلت سيارة مصعب إلى بوابه قصرهم 


كانت تتطلع فتون حولها بملامح هادئه 


نزلت بهدوء من السيارة وهى تدخل إلى الداخل مع والدتها و مصعب خلفهم يحمل الحقائب 


وقفت تتطلع لملامح القصر بأشتياق شديد حقا لقد أشتاقت لكل شئ هنا، لم يتغير اى شئ مثلما تركت البيت يوجد ألان بل نور بوجودها أيضا 


نزلت جوهرة بملامح متعبه من كثرة البكاء إلى ألاسفل و تحمل على ذراعها مالك أبنها 

وقفت مكانها متفاجئه من مجئ فتون و ظلت قليلا لا تعرف كيف تتصرف 


حتى أقتربت جوهرة منها بتوتر و هى تقول 


" حمدلله على سلامتك يا فتون " 


أقتربت فتون بهدوء منها و نظرت إليها قليلا 


ثم قالت ببسمه" الله يسلمك يا جوهرة" 


أبتسمت زينب براحه شديدة و أن هذا اللقاء قد زال بهدوء ، كانت خائفه من أن تفعل فتون شئ سى لجوهرة لكن لم يحدث هذا 


حمدت لله و هى تنظر لهم ببسمه واسعه 


أقتربت فتون من مالك و هى تحمله من جوهرة و قالت بحب 


" يا روح قلبى 

اى الحلاوة دى كلها " 


و قبلته على وجهته بشدة وسط ضحكات مالك و قالت " يا حبيب قلبى أنا عمتو" 


و سريعا" لا عمتو اى أنا صغيرة على الكلام داا" 


و بحب " أنا فتون يا حبيبى، ربنا يباركلك يارب"


و نظرت لجوهرة و قالت " ربنا يباركلك فيه يا جوهرة " 


أبتسمت جوهرة بتوتر لها و هى تقول 


" يارب يا حبيبتى و يرزقك أنتى و بدر..." 


لكنها صمتت سريعا و هى تدرك ما قالته، عضت على شفتيها بتأنيب لما قالته و 


قالت سريعا " فتون أنا.." 


قاطعتها فتون و هى تضع مالك لديها  و قالت بحزن 


" لا ولا يهمك" 


و صعدت سريعا إلى غرفتها وسط نظرات جوهرة النادمه لكل ما قالته 


و زينب الحزينه على الحال التى وصلت إليه أبنتها..


❈-❈-❈


أقتربت جوهرة من زينب سريعا و هى تقول بندم 


" ماما أنا مكنش قصدى..." 


قاطعتها زينب وهى تقول بتنهيدة" " ولا يهمك يا جوهرة المهم أدعى أن الفترة دى تعدى على خير عشان كلنا تعبنا اوى" 


فهمت جوهرة حديثها سريعا و قالت 

وهى تعطيها مالك 


" طب خالى مالك معاكى" 


أعطته إليها و لم تنتظر منها أجابه و صعدت سريعا خلف فتون، دقت باب غرفه فتون و أنتظرت قليلا حتى قالت فتون 


" أدخل" 


دخلت جوهرة إلى الداخل و نظرت لفتون و لوجهها الذى يبدو عليه أثار البكاء 


أقتربت منها و جلست بجانبها و قالت 


" كنتى بتعيطى؟" 


رفعت فتون  نظرها إليها سريعا و قالت " لا مكنتش بعيط.. دى حاجه دخلت فى عينى و بس ".


تنهدت جوهرة و جلست بجانبها ثم قالت 


" ليكى حق تعيطى و تكسرى الدنيا كمان إللى شوفتيه مش قليل يا فتون عارفه.." 


و بحزن " حتى بدر مرحمكيش و ماما كانت ساكته طول الوقت عن كل داا، بس الحمدلله يا فتون كل داا خلاص هينتهى" 


رفعت فتون نظرها إليها لا تصدق أنها تقول هذا، و أنها تتمنى أن تتخلص من زوجها بدر الذى هو فى ذات الوقت أخيها؟ لا لا تصدق...


تنفست جوهرة  بشدة و كإنها فهمت عليها ثم  قالت 


" أنا بحب بدر اوى و مش عايزاكم تسيبوا بعض يا فتون بصراحه، بس مرضاش أبدا باللى حصلك و لو كنت أعرف كنت هقف قدام بدر كمان و الطلاق هو الحل الوحيد ليكم حتى لو هيتعب بدر.." 


نظرت فتون حولها و قالت بسخريه" بيحبنى؟ إللى بيحب مستحيل يأذى يا جوهرة ثقى فى دا..

إللى بيحب بيحافظ بيصون و هو معملش دا" 


و أبتسمت بسمه حالمه و قالت 


" تعرفى لو كان بدر كويس كُنا زمانا زيك.. و كان ممكن يكون عندنا ولد زيي مالك دلوقتى " 


و أنهت حديثها ببسمه حزينه فأبنها قد مات و إنتهى ألامر 


أمسكت جوهرة يديها و قالت بتصميم " قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا.. داا نصيبك يا فتون و الحمدلله أنك هتخرجى منه على الخير" 


رمقت فتون يديها التى تمسكها و هى تؤكد عليها ببسمه و قالت 


" الحمدلله" 


أبتسمت جوهرة وهى تتحدث معها و فى الخارج يقف مصعب يراقب ما تفعله جوهرة ببسمه عاشقه يثق أن عشقها له صح و لو رجع الماضى لفعل نفس الشئ دون أختلاف...



❈-❈-❈


أقترب رجل يجلس بجانب بدر الشارد كعادته ينتظر موعد خروجه من السجن بفارغ الصبر حتى يرى فتون و يلتقى بها التى أشتاق إليها حد الجحيم 


جلس الرجل بجانبه و قال بنبرة فظه" أتحرك يا جدع شويه مش عارفه أقعد" 


رفع بدر نظرة إليه و تحرك دون أن يجيب 


نظر الرجل له و قال بسخريه" مبتردش عليه ليه يا أبن ألاكابر؟!" 


بدر بغضب" عايز اى يا جدع أنت؟" 


الرجل بفظاظه" يووه بتعرف عليك " 


و بغمزة" بصراحه سمعت أن عندك مرا مزة فعايزك تعرفنى عليها 

أصل إللى بيأكل حلاوة كتير نفسه بتجزع" 


وقف بدر بغضب وهو يقول " أنت بتقول اى يا روح أمك؟" 


و أسرع يمسك الرجل من مقدمه ملابسه و قال بصراخ 


" نهايتك النهاردة يا روح أمك على الكلام الوسخ على مراتى" 


و أسرع يضربه بقسوة على وشه و فى بطنه وسط صراخ باقى المساجين بالهلع و الخوف



❈-❈-❈


وقف والدة أمام المحامى بغضب شديد و قال= يعنى آيه يا متر! أبنى هيفضل فى المخروبه دى مش هيخرج! عشان حضرتك مش عارف تخرجه ولا عارف مين إبن***** السبب فى حبسه


و مع نهايه حديثه كان ينفتح الباب و يدخل أخر شخص لم يتوقعوة الذى قال= 

طب و المحامى ماله بس يا عمى! ماهو بيحاول يساعدوكم والله 


ثم تخطت أمامهم و جلست على الكرسى ثم قالت = بس نعمل اى بقى ولاد الحرام إللى زيي ماسبوش لولاد الحلال إللى زيي أبنك حاجه ياا 


و بتهكم= يا عمى


نظر عمها، حماها لها بصدمه شديدة لم يصدق أبدا أنها هى السبب وراء هذا، فى حبس زوجها لا لا يصدق 


و قال بصعوبه= فتون.. أنتى؟! 


فتون ببسمه= بالظبط يا عمى أنا بنت الحرام إللى حابسه أبنك هنا! 



يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أميرة احمد من رواية فاتنة والهوى، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة