-->

رواية جديدة تمر د عا شق لسيلا وليد - الفصل الأخير

 

قراءة رواية تمر د عا شق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 


 الفصل الأخير



بنت قلبي... 

أحبك 

أحرف نطق بها قلبي قبل لساني 

أحبك

لحن عشقا وترانيم فرحا تنسيني ألامي 

أحبك 

يا عشقي الاوحد وأنيسة وحدتي ومرآة وجداني

أحبك

بعشقي

وجنون أشتياقي 

أحبك

وكل مابداخلي يناديكي حتى جذور أعماقي  

أحبك

بولعي وسكوني وهذياني 

أحبك

لاخر لحظه من عمرى ساظل

احبك

... 

فيلا المنشاوي 

دخلت بقهوته التي اعددتها له... جلست بمقابلته وهو يعمل على جهازه المحمول 

- حبيبي بيجاد كان ماله... أنا محبتش أسأله... ترك مابيـ ديه وتناول قدح قهوته مر تشفا بعض الرشفات متلـ ذ ذا بطعمها 

رفع نظراته إليها 

- حصل معه مشكلة في الكلاس بتاعه... بس هو عرف يتعامل فجاي بيحكي لي ويشوف غلط ولا لا 

وقفت متجه له 

- يعني إيه ياريان... الولد غلطان ولا لا 

ملـ س على خـ ديها... وأجابها 

- لا حبيبي هو مغلطش وعجبني تصرفه جدا 

ربتت على ذرا عيه 

-   بيعجني فيك إنك دايما مع ولادك ومبتتعصبش عليهم... حبيت روح الحوار بينكم حبيبي 

ضـ مها لأحـ ضانه وقبّـ لها قُبـ لة خا طفة 

- شوفي ياقلبي... عمر التربية مابتيجي بالصراخ والضرب... اولاً دول لسة ولاد، أطفال يعني.. بيجاد سبع سنين دا ميعرفش الصح والغلط إلا اللي بنعلمهوله.. 

ثم أكمل مستطردا 

- لما يغلط في السن دا لازم نداوي غلطه منعقـ بوش العقا ب اللي يخليه يتمادى ... أما عمر أكبر شوية ومع ذلك لسة برضو طفل ... يعني عشر سنين برضو لازم نؤهله للصح والغلط... مفيش عقا ب للغلط إلا لما يكون مقصود وطريقة العقاب بتكون مختلفة 

قطبت جبينها وتسائلت:  

- يعني إيه ياريان عايزني أفرق بينهم 

امـ سك بيـ ديها وأجلسها أمامه وعقّب على سؤالها 

- دا مش تفرقة يانغم... يعني مثلا ينفع تضـ ربي عمر زي حمزة مثلا... لا طبعا 

قاطعته: 

- وأنا اضر بهم ليه ياريان إنت لسة قايل مينفعش نضر بهم نعلمهم 

- أيوة قولت كدا.. بس فيه غلط مينفعش نتهاون فيه.. يعنى مثلا زي مشكلة بيجاد النهاردة... أنا معرفهم الكذب دا حرام... ومتأكد انه غلط وله عقاب 

مش شرط أضر به بالمعنى الحقيقي... فيه ضر ب بالمعنى المجازي ياحبي... زي العقاب 

يعني حمزة ممكن تعا قبيه زي ماتعا قبي عمر... دا كان قصدي 

وضعت رأ سها بأحـ ضانه وأردفت بسعادة 

- أنا مبسوطة أوي ياريان لانك متفاهم وحنين مع الولاد 

رفع حا جبه بتهكم من كلماتها 

- ليه ياقلبي شيفاني جو ز أمهم... دول ولادي ياهبلة... يعني قطعة من قلبي.. 

ضحكت بصخب على استفزازها له 

- حلوة جو ز امهم دي مسخرة ياريو ياقلبي 

ضيق عيناه من ضحكاتها 

- دلوقتي بتقولي ريو يانغم 

رجعت للخلف لما علمت ماينويه ولكن جـ ذبها بقوة... 

- هعرفك جو ز أمهم هيعمل ايه 

وضعت يـ ديها على وجهها ومازالت تقهقه عليه 

- أنا أسفة يا بشمهندس... إنت جو زي مش جو ز امهم... اقترب منها متلمـ سا وجهها بحنان 

- عارفة يانغمتي نفسي في إيه 

توقفت على ضحكاتها عندما وجدت هدوئه بالحديث... اعتدلت، امـ سك يـ ديها بين يـ ديه 

نفسي أجيب للعيال  مر ات أب 

توسعت حدقتيها شيئا فشيئا... وفجأة وقفت كالتي لُدغت من أفعى 

وبدأت تلقيه بالوسادات وتسّبه بأبشع السُباب... كان يتفادى لكماتها وهو يقهقه عليها وعلى غيرتها... فجأة جـ ذبها لأحـ ضانه 

مد اعب وجهها بأنفه 

- حبيبي الغيران على جو زه... لكـ مته بذرا عيها  بجنبه 

- إخرص ياريان وإياك أسمع صوتك يابتاع الجو ازات 

التقـ ط شـ فاها لدقائق معدودة حتى تلاشت انفا سها واضعا جـ بينها  فوق جـ بينه 

- حاضر مش هتكلم تاني... أنا أصلا مبحبش النظري وإنتِ عارفة... بمـ وت في العملى... رفعت أنا ملها تلمـ س وجـ نتيه 

التقـ ط ثغـ رها الشهي أمامه مرة اخرى ذاهبا بها لعالمه الخاص 


❈-❈-❈ 


في فيلا عمر المصري 

تجلس مرام مع ابنتيها سيلا وماسة 

سيلا التي تبلغ  من العمر سبع سنوات وماسة اربعة 

كانت تقوم بتعليمهما ا لرسم... 

- مامي شوفي الرسمة كدا صح... أنا عايزة الميس تكون مبسوطة مني 

قبّـ لت خـ ديها 

- الله عليكي ياسيلو جميلة ياروح مامي... بس هتكون أروع لو حاولنا ننظم الألوان شوية حبيبة مامي هتلاقي الجمال والرونق أجمل... تمام ياحبيبتي 

- حاضر مامي فهمت قصدك 

مينفعش احط الدارك(غامق) مع لايت (خفيف).. حضرتك تقصدي كدا 

اجلستها بجوارها 

- بالضبط حبيبتي بس فيه ساعات رسومات لازم نضيف عليها الاتنين... بس هنا احنا مش محتاجين ألون كتير 

- يعني البحر... كفاية لون المية بلو..(ازرق) 

ليه نحط ازرق غامق ياحبي مع ازرق فاتح 

الميه لونها بيكون واحد بس 

برضو الشمس... ليه مدخلة الأحمر مع الأصفر ممكن نحط لون أصفر كفاية 

قبّـ لت سيلا خـ ديها 

- فهمتك مامي أكيد هعمل كدا... توجهت لماسة التي قامت بتقطيع ورقات الرسم 

- أوف مامي انا حبش رسم... أنا أحب أرقص باليه ...دخل عمر في هذه الاثناء وهو يضحك عليها... قبّـ ل رأس مرام،، متجها لبناته وقبل خـ ديهم 

- زعلانه ليه ياماستي 

أسرعت تجلس على سا قيه...

- بابي فين الشكيولت بتاعه ماسة حبيبة بابي 

في فيلا الألفي 

دلفت المرحاض وهو تقوم باستفراغ ما في معدتها فهي منذ يومين لاتستيطع قبول الطعام 

جلست بأرضية المرحاض وقطرات العرق تغزو وجهها... سمعت بكاء طفلها ولكنها لم تقو على الوقوف... امـ سكت الهاتف الخاص بالحمام 

- " مليكة.." تعاليلي أنا تعبانة 

كانت تنام تنعم بأحـ ضانه  فمنذ فترة طويلة والحزن خيم على قلوبهم... اليوم فقط استطاع كبت حزنه بعدما رآه امامه 

فجواد يمثل له الأخ والصديق والحبيب وكل مايملك بعد والده 

وقفت ترتدي ملا بسها سريعا... نظر لها مردفا 

- فيه حاجة... ماما نجاة كويسة 

ارتدت حجابها بعشوائية 

-  نهى تعبانة أوي وصهيب مش هنا... 

قطب جبينه وتسائل 

- راح فين صهيب الساعة تلاتة دلوقتي 

معقول لسة برة 

وقفت على باب الغرفة

- راح إسكندرية 

هبّ من نومه وتسائل مفزعا 

- راح فين... وليه معرفتنيش 

استغربت رد فعله ورغم ذلك اجابته

- راح يصالح غزل ياحازم... مالك فيه إيه 

مفيش حبيبتي... روحي شوفي نهى لو احتاجت دكتور عرفيني 

وقف سريعا متجها لمرحاضه 

بعد قليل خرج وامـ سك هاتفه 

في الاسكندرية 

جلس مطوقا جـ سدها بين ذرا عيه حتى أصبحت بأحـ ضانه كأنها طفلة يحملها والدها... ممـ سدا على خـ صلاتها الحريرية 

يحفر ملامحها كرسام يبدع بفنه برسمها كطلة مبهرة للعيون.. لمـ س شـ فتيها التي مهما أرتوى منهما لكنه يشـ عر بالظمأ... أغمض عيناه عندما تذكر أول قُبـ لاته لها 

فكان شعـ وره كشعـ ور أم  حُرمت من  نعمة الأطفال  لسنوات عديدة... ولكن لحكمة ربها ورحمته بها أنعمها بطفلها بين يـ ديها... تعلمون كيف كان الشعور حينذ 

ابتسم لذكرياته مع جنيته في أول لقاء حـ ميـ مي بينهما... وكيف كانت طفله خجلة... امرأة عا شقة بين يـ ديه... ظل يتراجع بذكرياته السعيدة التي اعتبرها ميلاده 

تأ لمت مرة أخرى بنومها... تمنى أن يخـ طف آلا مها ليشـ عرها بنعيم راحتها فقط... قام بإعتدالها للجانب الاخر عندما علم إنها غير هنيئة بنومها... استمع لرنين هاتفها بجواره 

- صهيب جه تحت وبيسأل على حازم 

قطب جبينه وتسائل 

- جي دلوقتي ليه خير... زفر بضيق 

تمام خليه يطلع إتاكد مفيش حد وراه 

أجابه زاهر على الجانب الآخر 

- تمام متخافش... واخد بالي هو ركب كذا وسيله عمل حسابه يعني محدش وراه 

استمع لطرقات الباب 

جـ ذبها بهدوء إلى الوسادة مقـ بل شـ فتيها بقُـ بلة سطحية عندما وجدها تمـ سك يـ ديه بقوة كأنه سيتركها همـ س بجانب أذ نيها بعدما قبـ لها 

- حبيبي هشوف حاجة برة وجايلك متخافيش... هزت رأ سها ومازلت بين اليقظة والنوم 

- زوزو حبيبي صهيب جه برة هشوفه ورجعلك... مقدرش أبعد عنك... اقتـ رب وهمـ س بخفوت لتعيد لنومها 

جود حبيبك مستحيل يبعد عن غزالته، نامي دلوقتي ياحبي... قبّـ ل جبـ ينها.. ثم خرج للباب عندما قامت العاملة بفتحه... وتفاجأت بوجود صهيب 

أشار جواد لها بفتحه... فتح الباب الذي ظـ هر منه صهيب 

- معلش يانهلة صحيتك... حازم نايم ولا... ولكن قطع حديثه عندما وجد جواد يقف أمامه يضع يـ ديه بجيب بنطاله 

رعـ شة عنـ يفة أصابت جـ سده بالكامل... هـ زة جعلته غير قادر على الحركة أو النُطق... ظل ينظر له لبعض اللحظات  كأنه يحاول استيعاب مايرى ويتأكد إنه حقيقة أم خُيل له   .. قاطع نظراتهما لبعض رنين  هاتف غزل... 

نهلة أردف بها جواد 

- هاتي فون الدكتورة... هنا فاق صهيب وعلم مايراه حقيقة..  هنا كأنه تلقى صـ فعة بقوة على وجهه... اقتـ رب بخطى سُلحفية وهو ينظر لجواد الذي  كان يناظره بهدوء 

- انت فعلا... أيوة أنا مبتوهمش... أقترب حتى وقف أمامه لم يفصل بينهما انش واحدا... رفع يـ ديه... يلمـ س أكتـ افه حتى يتأكد بما سمعه ورآه. 

جـ ذبه جواد بقوة إلى صـ دره يربت عليه 

هنا خرّ با كيا ولم يعد قوة لتحمله... هنا خرج صمته وكأنه لم يبكـ ي من قبل... لقد عاش الفقدان ثلاث مرات... تمنى أنه لايفقد مرة آخرى... 

ضـ مه جواد  بقوة عندما شـ عر بما يشـ عر 

بس يالا إنت بتعيـ ط زي السـ تات ليه كدا... خرج يمـ سح دمو عه 

تراجع للخلف لا يعلم كيف ينظر له 

هل ينظر اشتياقا...!! 

أم ينظر له معاتباً!! 

عقله يعمل بكل الإتجهات حتى شـ عر إنه سيسـ قط للها وية.. رفع أنظاره له وتحدث 

- ليه،!! ليه تعمل فيا كدا..؟ 

ليه تكون عايش وتموُت كل حواليك...؟ توقف لحظة 

- يعني غزل تعرف إنك عايش... هز رأ سه وتحدث بيقين 

- ايوة هي تعرف.. قاطعه جواد 

- محدش كان يعرف غير ريان.. وحازم لسة عارف النهارده هو وبابا 

لكـ مه بصـ دره بقوة.. رغم تدرب جواد إلا ان لكـ مته أرجعته بعض  الخطوات 

رمقه شـ رزا وابتسم بتهكم 

ليك عين تتكلم... رفع سبابته عندما حاول جواد الحديث 

اخرص ياجواد... مش عايز اسمع صوتك.. وضع يـ ديه يمسح وجهه يحاول إستيعاب مايحدث ناظره بعتاب 

- أنا كنت بمو ت كل دقيقه... وإنت عايش... خلتني أشـ عر باليُتم وإنت عايش... إنت تعرف حـ سيت بأيه... حـ سيت إن ضـ هري اتكـ سر وبقى مكشـ وف للي عايز يد بحني ... حـ سيت إ نى وحيد في الدنيا... حـ سيت ان حد بيخـ نق فيا ومش قادر اتنفـ س 

ليه إيه ليه تعمل كدا... أردف بها بصياح 

دار حول نفسه كالمجنون 

-   أنا كنت مفكر مر اتك اللي اتجننت وأنا اللي طلعت مجـ نون...  أنا قولتلها هتجو زك علشان أمانة أخويا 

مـ سح على وجـ هه بعـ نف كأنه يقتـ لع جلـ ده م وجهه... وصرزخ بصوتا مر تفع 

- ليه ياجواد كنت بتموّت أخوك وإنت عايش... دا أنا اللي مو ت معاك... أنا اللي مو ت... أنا اللي دايما أخسر حبايبي... ياريتني كنت مو ت  بجد ولا حـ سيت بشعـ ور فقـ دانك... شعـ ور مُميت للروح... شـ عور بيخليك عايز تموت علشان ترتاح من قوة الألم 

جـ ذبه جواد لأحـ ضانه عندما رأى إنهيـ اره بهذا الشكل...لم يكن يعلم وصوله لهذه الحالة  وظل يربت على ظـ هره 

- أنا آسف مكنش قصدي أزعّل ولا أحزن حد... كنت عايز احميكم. 



❈-❈-❈


قطب مابين حاجبيه 

آسف!! 

تحمينا!!  من إيه؟ 

وإيه الحماية وإنت مش في وسطينا 

ركل المنضدة بأقدامه وصر خ كالمجنون

- ياخي بقولك أنا قولت لمر  اتك هتجو زك... بتقولي حماية... فين الحماية دي ومر اتك في حتة وأبوك في حتة وأنا تايه بين الكل 

فين الحماية دي وسيف ماشي ضا يع حا سس إنه مش عايش... حا سس انه وحيد... فين الحماية ومر اتك كل ليلة نايمة بتتأ لم لوحدها مبتلاقيش اللي بيساعدها تدخل حتى  الحمام... فين حمايتك ياحضرة الضابط 

ضـ رب على صـ دره 

- فين حمايتك وأنا قلبي نا ر بتحـ رق فيه كل ماأفتكر إني معنتش هشوفك ولا أسمع صوتك...

اقتـ رب ووقف ينظر بداخل مقلتيه 

- فين حمايتك وأمك بتقول لمرا تك أنا بشوف فيكي إبني... تساقطت دمو عه بغزار 

فين حمايتك وأمي بتقولي متخليش مر اته تمشي علشان اشم ريحته حواليا 

- انا كنت بد فن واحد غريب وجـ سمي كله بيتو جع عليه ومعرفش إن أخويا عايش وسايبنا كلنا نتعذب... 

كنت بروح أقعد على قبرك.. ابتسم باستخاف قصدي قبر اللي دفـ نته 

وأبكـ ي... كنت مستعد أدفع عمري وأشوفك قدامي بس وتقولي بتعيط ليه يالا 

- فين حمايتك دي وأنا كل يوم أرجع البيت وأبص على بيتك كأني شايفك في البلكون وإنت بتشرب قهوتك وبتقولي عامل إيه ياحضرة الدكتور 

- فين حمايتك وإحنا كل يوم الصبح نقعد نبص على كرسيك انت ومراتك ودموعنا تنزل بصمت ونحاول نضحك علشان مانو جعش قلب أمك وابوك 

إنت فاهم معنى الحماية غلط ياحضرة الضابط... اقترب ووضع يـ ديه على أكتـ افه 

- الحماية إني اشـ عر بالأمان وكل االي حواليا موجود... الحماية هي السعادة بذات نفسها... عشت الحزن والفقدان لحد مابقتش حاسس يعني ايه حياة اصلا ودلوقتي جاي بعد أكتر من تلات شهور وتوقف وتقول أنا عايش


تقلص المسافة بينهما 

- صهيب أنآ مقدر وجـ عك وشـ عورك.. 

قاطعه كالمجنون 

- اسككككككت صر خ بها وهو يضع يـ ديه على آذانه 

- معنتش عايز أسمع حاجة... لكـ مه بصـ دره بقوة 

- لما تحـ س بيّا يبقى تعالى أقف قدامي وشوف احـ ساس فقدان عزيز عليك إيه... ظل يلكـ مه كأنه لم يشـ عر بما يفعله 

- دا إنت ابويا يالا مش اخويا.. دمو عه تساقت بغزارة وأردف بصوتا با كي 

- إنت قوتي في الدنيا دي 

انت ضهري اللي بقدر امشي وانا مش خايف لاقع و اتكـ سر.. ضـ مه بقوة لصـ دره 

- إنت آماني اللي حـ سيت اني خـ سرته وأنت مش موجود 

ضـ م بعضهما البعض بقوة... وظل يبكيان بصوتا مرتفع 

آهة ملتاعة  بنبرة حزينة خرجت من جو فها وهي تقف على باب غرفة المعيشة... جعلتها لم تقو على الوقوف  لتجلس أرضا لذكريات حزينة دُثرت بالتراب لاغلى الأحباب... لفقيد الشباب... هنا مشهدهما... أيقظ وجـ ع فؤداها... كيف لكِ صغيرتي التحمل على هذا المشهد الذي يبكـ ي حجرا صماء 

استمع لشهـ قاتها... استدار سريعا... لقد ارتجـ ف قلبه لسماع صياحها وشهقاتها... جعلت لهـ يب قلبه بالإشتـ عال لآوجاعها... أسرع إليها، جلس أمامها على ركـ بتيه 

- زوزو حبيبي مالك ياقلبي.. ضـ مها لصـ دره وقوة تحمله على آلامه فاقت آلامها 

كيف لعاشق أن يصمد أمام أحزان من يُحب... أمـ سك وجهها وأزال عبر اتها التي تكـ وي قلبه بلهـ يب الإحـ تراق 

خطى صهيب إليهما بعدما استعاد قوته وتحمله مما رأى... جلس بجوارها ممـ سدا على حجابها 

- إهدي يازوزو... إهدي متنسيش إنك حامل... رفعت نظرها لها ودمو عها تنسدل بغزارة كشلال 

- حـ سيت بالوجع... عرفت أد إيه فقدان قوتك بيعمل إيه؟ 

عرفت يعني إيه سندك وأمانك في الدنيا مش موجود... 

أمـ سكت يـ ديه ونظرت لمقلتيه

- شوفت أد إيه الأخ مينفعش يتعوض... مـ سح جواد دمو عها وبدأ يعلم بما صار لها 

اوقفها وهو ينظر لصهيب 

- إرتاح دلوقتي وهنتكلم بعدين... ضـ مته بقوة كأنها ستفقده هو الآخر... ضـ مت حبيبها بل كيانها وذكريات جاسر تداهما 

ألقت نفسها بالكامل عليه... تلاقها بقلبه قبل يـ ديه... نعم لقد شـ عر بما تمر به 

حم،  لها وهو يضـ مها لصـ دره ليسمعها نبضاته الهادرة في ضلوعه كي تهدأ 

وضعها على فراشها بهدوء وقام بخـ لع اسدالها واضعا قُبـ لة عميقة دافئة على جبينها 

- إهدي حبيبة جود متو جعيش قلبي ياقلبي... رفعت أنا ملها على وجـ نتيه 

- أنا بحبك أوي ياجود.. أوي أكتر من أي حاجة في الدنيا دي... شوف وقت ماكان جاسر موجود كنت بحبه أغلى حاجة بس هو حب من نوع تاني... حب بلا مقابل.. ماهو أكيد الحب الأخوي بلا مقابل 



❈-❈-❈


لمـ ست وجنتيه بأناملها وتحـ سـ ستها.. ناظرة لعينيه:  

إنما إنت لا... مكنتش حب اخوي، حتى وقتها كنت بقتنع بكلامهم بحب أخوي بس كنت بنتظر منك غيره... كنت بنتظر اني أكون أغلى حاجة... كنت بنتظر كلمة بحبك أكتر من رو حي... كنت بنتظر تضـ مني علشان احـ س بنبض قلبك ليا 

كان فيه فرق كبير اوي بينكم.. أوي ياجود حتى لما قالوا انك مُـ ت... مصدقتش لأني حا سة برو حك حواليا في كل مكان... 

انزرفت دموعها بقوة 

- إنما هو لما قولتوا ما ت عرفت سندي وآماني والحنان الأخوي والأبوي... حـ سيت باليتم مع اني عيشته قبله... لكن هو محـ سـ سنيش بيه ولا إنت كمان 

إنما إنت لا... لو كنت بقيت زيه... صدقني كان نفسي اتقطع مني... كنت فقدت كل حاجه... النهاردة وانا بسمع صهيب قلبي وجعني عليه أوي... عذرت كل اللي عمله 

احـ ساس اليتم والوحدة صعب أوي... مع إنك محرمتنيش من حاجة... بس غصب عني كنت بروح لذكريات الاخوة الجميلة... إنت عوضتني... هو صعب الاحساس اللي عاشه حتى لو سيف وحازم معه... بس كل واحد معزته غير التاني

- ربنا مايحرمني منك ياحبيبي...ظلت تكررها عدة مرات 

جـ ذبها بقوة لأحـ ضانه واعتـ صرها يكاد يدخلها لضلوعه حتى يزيل آلا م جر احها 

شـ عر بروحه تأ ن بأنـ ين كوتر مقـ طوع.. تنـ هد بحزن عليها... مـ سد على شـ عرها بحب مُقبلا خـ ديها 

- طيب مش أنا عوضك بتعيطي ليه دلوقتي ياقلبي

شهقت شهقات مرتفعة تحاول تسيطر على آحزانها... لم تستطع تمالك نفسها من الحزن... عندما تذكرته فكأنه اليوم 

نخر الألم عظامه نخرا حتى شـ عر بتشحذ جـ سده بسكين بارد ليشعر بقوة اآلامه 

ضـ مها لقلبه يتمنى أخذ آلامها وأحزانها 

- زوزو ينفع كدا.. يعني كنت مـ ت أحسن وأهو كانت دمو عك بفايدة 

رفعت راسها ووضعت يـ ديهاعلى شـ فتيه مقبـ له بكل عشق وشوق ونظرت بعيناها المنتفخة من كثرة البكاء 

- بعد الشر عليك من الموت ياحبيب قلبي.. ليه بتقول كدا ياجود حرام عليك 

دخلت أحـ ضانه تتمـ سح به كقطة أليفة 

لو مت خدني معاك لأني بعدك ميته 

- أشش أهدي أنتِ في حـ ضني أهو.. ومش هسيبك... رفعت رأسها 

- أوعدني... لمـ س خـ ديها بشـ فاه مقـ بلا دمو عها 

- وحياة غزالتي عندي... ألقت نفسها بأحـ ضانه وهي تبـ كي بنشيج مرير 

- لو سمحتي حبيبي بطلي عياط... أنا عاجز مش عارف أعملك إيه... ينفع كدا تزعلي جاسر... بكرة يقولي مامي كانت كل شوية بتعيط 

اعتدلت سريعا تنظر له 

- "جاسر "همـ ست بها بحنين... لامـ س خـ ديها 

- ايوة إن شاء الله هسميه جاسر لو جه ولد 

ابتسم لها 

- تعرفي حلمت يوم خُطبتي على ندى بإيه 

مـ سحت دمو عها بعنـ ف 

- نعم ياخويا... أنا بعيط وأنت بتقولي ندى 

قوم من جنبي والله أنت فعلا مستفز وبارد 

قهقه عليها جا ذبها بحـ ضنه وهو يحاوطها بذر اعيه 

- يابنتي استني لما أقولك الحلم 

جلست على ركـ بتيها أمامه ودُت لو تصـ فعه على وجهه ولكن كيف وهو نبض الحياة 

رفع حا حبه يحاول يستشف ماتفكر فيه 

- بتفكري في إيه غزالتي... إوعي تكوني ناوية تعملي مقلب... أشار بعينه على بطـ نها 

متنسيش البطيخة اللي في بطـ نك 

ضيّقت عينا ها واضعة يـ ديها بخـ صرها 

- هقولك هعمل إيه بناء على اللي تحكيه... قول ياابن الألفي ياجميل يابتاع الستات 

مط شـ فاه للأمام وارتفع جانب وجهه وتحدث بتهكم:  

-  دلوقتي ابن الألفي وبتاع البنات ومن شوية أمو ت لو حصلك حاجة ... ماشي يابنت السيوفي... من شوية كنت الهوا والميه 

لكـ مته بذر اعيه... 

- مادورش وتحـ رق دمي... قولي حلمت بإيه... لمعت عيناه عندما وجد بريق عيناها الغيورة عليه 

نصب عوده متجها للشرفة... وقفت متجه له وتصيح عليه 

- لدرجة دي الحلم صعب تحكيه.. 

اتجه بنظره لها وقد راقه غيرتها اللـ ذ يذة له 


❈-❈-❈

هشرب سيجارة واحكيلك 

- نعمين ياخويا... تشرب إيه؟ 

والله ياجواد هضر بك أنا بقولك أهو... من إمتى وإنت رجعت تدخن تاني... توقفت عن الحديث تطالعه بخبث 

- تصدق ياحبيبي نفسي كمان أشرب سيجارة.. رفعت نفسها تضع يـ ديها على كتـ فه 

- تقول إيه ابنك الطفس الجعان طالع لأبوه وعايز يشرب سيجارة 

- نعمين ياختي... قولتي إيه 

تبادلت النظرات بينهما باستخفاف 

- بطلي هبل وتعالي اقولك يامجنونة حلمت ايه 

"طعمة، لـ ذيـ ذة... حبيبتي عايزة تتاكل دلوقتي 

جلست تمـ ط شـ فتاها كالأطفال وتهز سا قيها بعنـ ف 

- قولي ياجوااااد صر خت بها... ضـ مها وظل يضحك عليها.. قبـ لها قُبـ لة سريعة 

- عايز اقولك الحلم دا مينفعش يتقال... 

دفعته بقوة عندما تلاوشت قواها وهو ينظر لها بهدوء 

- ياقليل الأدب.. أنا قولت والله إنك قليل أدب.. هتكون حلمت  بإيه يامحترم 

اللي مشفتش يوم تربية قالتها وهي تكز على أسنانها 

جلس محاوطا اكـ تافها ومازال يضحك عليها

- ياهبلة اسمعيني... الحلم دا كان بيكي انتِ.. جحظت عيناها وارتعـ شت شـ فتيها وأشارت لنفسها بيا 

نظر لخـ صلاتها المـ تمردة بفعل عصـ بيتها... تمنى أن يجول بها بجولاته توا ورغم ذلك تمالك حاله 

رفع انا مله يرفع خـ صلاتها 

- اه والله.. كنت بحلم وعايزه حقيقة دلوقتي 

ترقرقت عيناها بالدموع تناظره 

- قول وهعملك اللي انت عايزه... 

جـ ذبها بأحـ ضانه مُقـ بلا جبينها 

- إنت عملتي كل حاجة حبيبي وأكتر من اللي تمنيته... مـ سد على خـ صلاتها رافعا المتمردة منها 

- حلمت ان جاسر داخل بيصحيني وانتِ في حضني وبيقولك جعان يامامي 

- "جاسر " اردفت بها بتمهل وصوتا متقطع 

عندنا جاسر... يعني اليوم اللي كنت رايح تخطب واحدة غيري... حلمت انك جايب ولاد مني... وكمان جاسر  ورغم كدا روحت وخطبت وقهر تني 

تنهـ د بو جع وحزنا بآنا واحد 

- حبيبي متكلمناش في الموضوع دا كتير ليه بتفتحيه تاني وتو جعي قلبي... أنا نفسي انسى المدة دي كلها... صدقيني عايز افقد الذاكرة مش عايزة حاجة تفكرني إنك كنتي بعيد وبنتعذب 

تسطـ حت  على الاريكة متخذه سا قيه وسادتها و ممـ سكه بها 

- آسفة ياجواد بجد آسفة افتكرت بس وجع اليوم دا... نزل بجـ سده مقتـ طف ثغرها بقبـ لة خا طفة ناظرا بعيناها 

- افتكري دايما انكِ هزيتي عرشي ياغزالتي مفيش قبلك ولا حتى بعدك 

ابتسمت بحب جا ذبة رأسه ومازالت متسطحة 

- بعشقك يانبض غزالتك... ثم أغمضت عيناها ذاهبة بسبات عميقا لفرحة قلبها من زو جها الحبيب 

باليوم التالي استيقظ على صوت هاتفها  كان مازال جالسا وهي تغفو على ساقيه 

أمـ سك الهاتف وجده حازم... علم من الأمس إنه يريد يخبره بقدوم صهيب.. انسحب بهدوء من الغرفة حتى لا يزعج نومها واتجه لغرفة أخيه 

دلف الغرفة بهدوء وجده مستلقي على الفراش بملا بسه يبدو انه للتو غافيا... تحرك بهدوء وجلس بجواره مقبـ لا جبينه 

حامدا الله على وجوده بين عائلته... 

زفر محاولا استنشاق بعض الأكسجين لرأتيه محاولا لملمت شتات نفسه