رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - اقتباس الفصل 11
رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
اقتباس الفصل الحادي عشر
ظلت تتأمله وهي لا تصدق أنه يذهب ولم ترى وجهه يومان ! ، فهى حد الأن لم تستطيع أن تتخيل الفكرة فى داخل عقلها ، فى ليس قلبها الذي يرفض فكرة ابتعاده إنما عقلها أيضا ، فـ هما يومان ولكنها سنتين بنسبة لها ، لا تستطيع فعل شئ ويتأجل هذا الأجتماع اللعين الذي بسببه يبتعد عنها ؟؟ ، فهي تحتاج له أكثر وقت الأن ، فهي بدأت ترى اشياء ليس لها وجود ، ترى دماء ، وتهديدات ، ورسائل تشعرها بالذنب الأكبر فى موت رحيم ، والأن يقول لها بعد كل شئ يحدث حولها أنه يذهب بكل سهولة ويتركها ؟ ، تعيش كل هذه الأوجاع وحدها ! ..
أفاقت على صوته الرجولي الذي كان ممتلئ بالجدية :
ـ مش هتأخر عن يومان ، وأقل من يومان كمان هخلص الأجتماع في فرنسا وهشوف المشروع بنفسي وهاجي علطول .
ابتسمت بسخرية على سذاجتها فهى الأن تتألم بسبب بعده عنها ولم تعرف السبب وهو منشغل لسفر إلي الخارج ، فهذه الزيجة فاشلة ويجب عليها أن تتأقلم أن تعيش كل سئ وحدها مثل ما كانت تفعل فى الماضي ، فهى سوف تستند نفسها بنفسها ..
ـ تمام ترجع بسلامة .
ختمت جملتها وهربت من أمامه قبل نزول دموعها التى تحـ ـرق وجنتيها ، دخلت إلى المرحاض وفتحت الصنبور المياه بشدة ، وتركته تبكي بقوة ، فهى ماذا توقعت ؟؟ ، ماذا توقعتى يا نور ! ، أن يظل بجانبك ؟ ، وأن يدعمك ؟ ، وأن يصدقك انك لست مجنونة ؟؟ فهى تعرف جيداً أن هذه الأشياء لم يتخيلها عقلها إنما أحدهم يفعلها ، فهى ما بـ ـيدها شئ تفعله سوىٍ أن تستسلم وأن لا تقاوم بعد الأن هذا الذنب ، وهذا الذنب كلفها حياتها بأكملها ، حياتها التى لم تتهنى بها مثل كل فتاة ، فهى كانت تتمنى أن تعيش حياة عادية لا أكثر ، ولكن حتى هذه الأمنية كثيرة عليها ..
اخرجت تنهيدة قوية محملة على صدرها بقوة كأنها تخنقها من التنفس جيداً ، نظرت إلى المراه رأت فتاة ضعيفة هشة لم تستطيع أن تقف مرة ثانية ولم تستطيع أبداً المواجهة مجدداً ، رفعت يـ ـدها تزيل هذه الدموع بألم وحزن على حالها ، فهى قد اكتفت من الحزن بعد ..
وبعد دقيقه قفلت الصنبور بعد أن أزلت دموعها جيداً ، خرجت تنهيدة مره اخرى تحمل كل اوجاعها وإلالامها ، اغمضت عيـ ـنيه وهى تحارب نفسها أن لا تضعف أمامه أبداً ، وبعد ثانية فتحت الباب وقفلته خلفها ولكن لم تجده فى الغرفة ، سمعت صوت سيارة اتجهت بسرعة إلى الشرافة وجدته قد غادر بسيارتة سريعا كأنه يهرب من شيطاين تلاحقه فى الخلف ليست مشاعر ، أغلقت الشرافة وكادت أن تغفى فى النوم على الفراش ولكن شعرت بالعطش الشديد يستولى فى حلقها ، اتجهت بكسل نحو ' المطبخ ' بعد ما تأكدت أن الزجاجة التى كانت بجانبها ليست فيه ولو نقطة مياه ، ارتوت بهدوء وبعد ما ارتوت خرجت من المطبخ ولكن وقفت مكانها كالصنم وهى تستمع إلى حديث ' كاميليا ' التى كانت تتكلم عبر الهاتف
ـ معرفش يا راندة ، بس هو اكيد جيلك يا حبيبتى .
انتظرت دقيقة حتى أتاه الرد وسرعان ما ردت عليها وهى ترى ظل نور بخبث واضح :
ـ عارفة طبعا انك بتحبى نوح ، ونوح بيحبك جداً ، وعارفين أنه اتجوز نور بس عشان يخلف منها ويجيب وريث العائلة ويتجوزك أنتِ .
بينما أكملت وهى تهتف بغل واضح وخبث وهى مازالت تنظر إلى ظل نور بشر :
ـ عشان وصية اونكل جمال ابو نوح لازم يتجوز وحده من بره وكمان تجبله وريث ، عشان اونكل جمال كان شايف أن احنا اخوات بس مكنش شايف حبكم لبعض ، صدقينى نوح بيحبك مش بيحب نور خالص هو هيفضل وراها لحد ما تجبله الوريث ولما تجبله هيرميه متقلقيش .
شهقت نور بصدمة وسرعان ما وضعت يـ ـدها نحو فمها تكتم شهقتها خوفاً أن تسمعها ' كاميليا ' هربت من أمامها بسرعة البرق وهى تدخل غرفتها والدموع تحرق وجنتيها فى اليوم قد أرهقت من الحزن والكسرة ..
هى كانت تتساءل لما نوح يصر أن يتزوجها وأن يجعل هذه الزيجه تتم وبعد أن تمت يقول لها حديث معسول يجعل قلبها يطرق كالطبول ، هى كانت تعرف أن كل هذه كذبة وأن حديثه لم تصدقها ولكن قلبها اللعين يصدقه ويصدق خوفه وقلقه وحبه وحنانه أيضا ، اللعنة على قلبها الذي يصدق هذا الحديث واللعنة على طرقاته التى يطرقها كالطبول حينما تكون بجانبة ..
فهى الأن أدركت ما سبب تلك الأصرار وتلك الزيجة وحتي حديثه المعسول ، فهو يريد وريث منها وبعد ذلك يرميه خلفه كأنها حشرة لا تبالي ، ليست حشرة فهى أقل من الحشرة حتى يفعل معها هذا الشئ ، فهى الأن أرهقت ، وأذبلت ، واتكسرت الف مرة ، فهى الأن أدركت أن الحياة لم تنصفها ولو مرة واحده ، الحياة قاسية عليها بشكل يرهقها ويجعلها لا تتنفس جيداً بسبب ضربات قلبها ، مازال قلبها اللعين يطرق بأسمه بألم ، مازال هذا القلب يريده أن يكون بجانبة ، مازال هذا القلب يتألم حين يحدث لها شئ سئ أو مكروه يصيبه ، مازال هذا القلب يتألم بفكرة ابتعاده عنه ، فهى ليست بيدها هذا القلب المجنون الذى يريده بجنون
رفعت عينـ ـيه نحو المرأة وجدت حديث مكتوب بالدماء بطريقة مرعبة " أنتِ قاتلة وتستهلى الموت "
صرخت وهى تهتف بحزن تقطع أشلاء قلب :
ـ ايوا صح استهل القتل انت فين عشان تقتلتنى ، اطلع يلا عشان تقتلني.
ختمت جملتها وهى تبكى بحرقه مزقت أشلاء قلب من يسمعها فهى تتمنى الأن أن يقتلها أحدهم ويريحها من هذا العالم ولكن رفعت عينـ ـيه وجدت الشرفه مفتوحه على مصراعها دخلت وقد اتخذت قرار أن تريح هذا العالم منها وعليه أن تريح نفسها ، وبعد دقيقة وقفت على السور الشرفة وهى تنظر أسفله وجدت أن المسافة بعيدة وإذا سقطت من عليها سوف تموت لا محال لها …
أما عند نوح
كان يقود بسرعة البرق وهو يبعد بعيداً عن تلك الأعين التى كل ما يتذكرها يضعف كثيراً أمامها ، كان يتمنى أن يودعها ، ولكن هو لا يحب الوداع وخصوصا هي ، فهو لا يحب أن يودعها فهو وعد نفسه أن يحضر الأجتماع بسرعة وسوف يأخذ اقرب طائرة ويغادر على الفور بدون أن يرى المشروع ، فهو لو كان بيده كان يرفض هذا الأجتماع ولكن ليس بيده ، فهى اهم صفقه سوف يعقدها بحياته ولا يمكن التخلى عنها ، فهو لا يريد أن تسافر ' وعد ' ولا حتى ' يمن ' فهو يخاف عليهم كثيراً أكثر من نفسه
وقف السيارة أمام المطار واقترب من المطار ولكن شعر بنغزة تصب قلبه بألم واضح ولا يعرف السبب شعور بالدايق يستولى الى صـ ـدره بدون أدنى سبب ، اقترب من المطار ولكن قبل أن يدخل اتصل بـ ' وعد ' ولا يعرف السبب فهو يريد أن يطمئن على الجميع فهذه النغزه ليست عاديه ولا هذا الشعور أبداً وثوانى حتى أتاه الرد من وعد التى كان صوتها نائم بعض الشئ
ـ الو يا نوح
هتف بلهفة وقلق لا يمكن أن يخفيها أبداً :
ـ وعد أنتِ كويسه والكل عندك كويس ؟؟
أفاقت وعد من نبرة صوته التى كانت مقلقة بعض الشئ :
ـ ايوا كويسين يا نوح في ايه مالك انت كويس ؟
ـ ايوا كويس الكل عندك كويس تيته وماما ويمَن وكامي ونور
شدد على اسم ' نور ' فهمت مقصده جيداً أنه قلقاً على زوجته ليس أكثر من ذلك إجابته ' وعد ' بنبرتها الصادقة :
ـ ايوا نور كويسه انا لسه شايفها من شويه بتجيب مياه تشرب
نعم فهى رأتها ، خرجت من غرفتها حتى تتحدث مع ' كمال ' بأموار العمل لأن غرفتها ليس لديها تخطية أبداً مما اضطرت الخروج من غرفتها حتى تتحدث مع ' كمال ' جيداً ، رأتها ترتوى من المياة وخرجت بعد أن ارتوت ابتسمت ' وعد ' لها وبعد ذلك دخلت الى الغرفة حين وجدته تتجه إلى الدرج حتى تصعد الى غرفتها ..
أما هو خرج تنهيدة قوية وسألها مرة أخرى بأطمئنان حتى يطمئن قلبه :
ـ يعني متأكدة أنها كويسة ؟؟
ابتسمت هى على حب شقيقة وهتفت بتأكيد :
ـ متقلقيش يا حبيبى نور كويسة وبخير كمان وزمنها نايمة دلوقتى ، انت بس ركز على الأجتماع وتعاله بسرعة .
ابتسم هو ابتسامة مهزوزه على شفتيه كاد أن يتحدث مرة أخرى ولكن سمع نداء طائرتها حتى هتف بنبرة مسرعه ولهفه :
ـ طيب يا وعد انا هقفل دلوقتى ، هركب ولما اوصل هكلمك يلا سلام
ودعته هى كذلك وبعد هذا اقفل الهاتف اتجه نحو الطائرة وقلبه مازال يشعر بالألم الذى لم يعرفه حد الأن ، ركب طائرته وبعد خمس دقائق اقتلعت خارج مصر الحبيبة وهو يرى تلك الغيوم وهو يتمنى أن تصبح نور بخير ..
❈-❈-❈
أما عند نور
تسقطت دموعها بألم وهى مازالت تقف على السور وهى تهتف بألم تشعر بها بدخل قلبها التى لم يستطيع الصلاح مره اخرى أبداً :
ـ يارب انت اللى عالم بيه بس انا تعبت ونفسى ارتاح بقي يارب ، انت عارف انى اتظلمت كتير ، وعارف انى اتكسرت كتير ، وعارف انى عيطت كتير بس مبقتش استحمل يارب .
بكت بقوة كأنها لم تبكى من قبل طول حياتها بكت بقوة كأنها شعرت أن أنفاسها قد توقفت ولا تستطيع التنفس أبداً ، شعرت بغمامة سوداء تسحبها بقوة إلى الظلام الدامس فى استسلمت لتلك الغيمة وكادت سوف تقع الى الاسفل ولكن شخص يلبس قميص اسود وبنطلون اسود يدفعها بداخل أحضانه بقوة وهو يصرخ بأسمة حتى وقعت بأحضـ ـانه حين هتف هذا الشخص بألم :
ـ مش هسمحلك تموتى ، مش هسمحلك تموتى يا نور غير لما تسامحينى ، لا يمكن اخلى حاجه تاذيكي طول ما انا عايش ، وعد منى لانتقم لكل واحد وصلك لحالة دى وأنا أولهم .
ختم جملته وعانقـ ـها بقوة وهو يبكى هو الأخر وقد أقسم أن كل شخص يتذوق المٍ وإضعاف مما تسبب على حزن أبنته التى ربها على يده هو ..
والسؤال الأهم أنه ليس نوح ولكن من؟؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية أرهقته حر با، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية