رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 11
رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل الحادي عشر
ظل يعانـ ـقها بهدوء وهو يربت يـ ـده نحو جسـ ـدها حتى يهدئها ولو قليلا فهو يشعر بأنـ ـفاسه قد تتوقف في أي لحظة وهو يرى ارتجاف جسـ ـدها الواضح تحت يـ ـده لعن آسر مئة لعنة ، ولو أمامه الأن لقتله على بكَاء حبيبته ، فهو لا يحبها ابداً أن تبكى أمامه ولا يحب أن يراها ضعيفة هكذا ، هشة ، لا تستطيع أن تقوي قلبها على المقاومة من جديد ، فهو لو بيـ ـده لكان سيعطي لها القمر وكل ما تتمنى حتى يرى ابتسامتها التى تتطرق قلبه بهدوء و التى تجعله أسعد شخص في الوجود ، فهو ليس يحبها بل يعشقها عشق الإدمان التي من الصعب أن شخص يتخلى عن إدمانه ، وإذا تعالج هذا الشخص من إدمانه فهو لا يتعالج ابداً من هذا المرض فهى هوسه ، مرضه التى لا يريد أن يتعالج منه ابداً …
ولكنها يحارب في هذه المعركة من أجل ابتسامتها التى تذيب قلبه وتجذب انتباهه ولكن لا يعرفون أنها لم تجذب انتباهه قط بلا تجذب كل خلية في جسـ ـده من أجل قربها ، يريدها في أعانـ ـقه هذا الابد ، يريد أن يدفئ بقربها وأن لا تذهب بعيداً عنه مرة ثانية ولكن كيف وهى في كل مرة تهرب منه ومن نفسها؟
فهذه المعركة صعبة الوصول إليها ولكن سيتغلب عن كل هذا من أجلها هي .
خرجت من احضـ ـانه بعد ما أدركت الأمر لا تعرف لما تهرب من كل شئ داخل احضـ ـانه لما ؟؟
لما مشاعرها المضطربة ، قلبها التي يطرق كالطبول ، جـ ـسدها الذي يخونها في كل مرة والذي يظل هكذا داخل احضـ ـانة التى تبث لها الأمان والطمأنينة ، مشاعر غريبة ومقلقة بالنسبة لها ، تحاول وتحاول أن تغلب على مشاعرها أمامه ولكنها تخونها مثل كل مره ، ماذا فعل بها لتبقى هكذا ؟؟ ، وكيف تتخلص من مشاعرها رفعت لؤلؤتها الحزينة نحو مقلتيه التي تبث لها الأمان وأنه يكون بجانبها ويصلح هذا الخراب الذي بداخله ، اجتمعت دموع نحو لؤلؤتها مجدداً وهي تتذكر كل شئ حدث معها في الماضي ، تريد أن تعانـ ـقه الآن وتقول أنه قد تعبت وارهقت من هذه المعركة وحدها ، ولكن هو فهمها من نظره عينـ ـيه ، فى عينـ ـيه تحمل غيوم ممتلئه بالدموع علي وشك الهطول لذلك وبدون انذار اقترب منها وعانـ ـقها بكل حُب ودعَم كأنه يثبت لها أنه بجوارها دائما …
عانـ ـقته هي الأخرى بكل سرور كأنه لو تود ذلك ، فهى بالأصل توده وتريده ولكن عقلها يرفض قاطعا أن تعيد تلك التجربة الفاشلة مرة أخرى ، ماذا لو فشلت مرة أخرى واتكسر قلبها للمرة الثانية فقد يكفي ما حدث لا تريد أن يحدث ذلك الأمر مجدداً ، ولكن بنهاية " ما القلب وما يريد "
قاطع هذا العناق الذي كان ممتلئ بالحُب والحنان المُفرط رنين هاتفه التي صدح المكان والذي جعل ' نور ' تدرك فعلتها الحمقاء مرة أخرى ..
ابتعدت هي وعينـ ـيه ينظرون إلي الأسفل بخجل واضح تريد أن تنشق الأرض وتبتلعها علي الفور من كثر الخجل التي تشعر به الآن ، والسؤال الذي أتاه في عقلها ، كيف يفكر بها الأن؟؟ .
رفع هاتفه وجد ' آسر ' كاد أن يرفض تلك المكالمه ولكن تذكر بكَاء نور بسببه ، لو يريد أن يكسر عظام آسر واحد تلو الآخر بسبب بكائها الذي وجع قلبها منذ قليل ولكن سوف ينتظر حتى يرد له هذه الضربة ولكن أضعاف ولكن عليه فقط الصبر ، "صبراً يا آسر صبراً " قال هذه الجمله بداخل عقله ، وعقله يفكر الكثير والكثير في رد عليه ، وسرعان ما رد عليه بنبرته الرجولية :
ـ ايه يا آسر انت فين ؟؟
ـ انا احتمال مجيش الحفله .
أخرجها آسر بملل واضح علي ملامحها وهو يتفحص الأوراق الذي أمامه والذي كان واضحاً كثيراً أنه يبدو مشغول بالفعل
تبدلت ملامح نوح بحيره وهو يسأله بقلق مما جعل نور أن ترفع رأسها علي الفور عند سماع جملته التي كانت مقلقة حقاً جعل قلب نور يقع بين قدميها
ـ ومش جاي الحفلة ليه ؟؟ ، انت كويس
ـ ايوا كويس بس في أوراق عايز اخلصها ما انت عارف انا مش بحب الحفلات اوى ، وماليش فيها ، وبعدان انا لسه وريا سفريه اخر شهر ، ولسه في أوراق مخلصتهاش ، ولسه في صفقتين عايز ادرسهم كويس ، مش معقول اسيب كل ده واجي عشان حفلة تافهة .
ختم جملته وهو يشرب قهوته بتلذذ جعلت الأخر ينقض بعصبية أفزعته وهو جالس على مكتبه
ـ نعم ؟؟ ، انا بس عايز اسأل سؤال هو انت جاي الحفلة ليه ، ما انا عارف ومتنيل علي عيني انك مش بتحب حفلات تروحها ، بس انا قولت اهو فرصه نقعد مع بعض شويه وتمشي ، مش كفاية أن احنا مش بنشوف بعض يا آسر ، يا آسر ده انا بشوفك في الشركه عندي بالصدفة مع ان احنا الاتنين شُراكه وتقولي مش فاضي يا برودك .
نظر أسر إلي الهاتف بحيرة فهو لم يرتكب أي شئ جعل ' نوح ' يتحدث بعصبيه هكذا ومعه ؟؟ ، في ' نوح ' من النادر أن يتحدث مع ' أسر ' بعصبية هكذا ، في ' نوح ' يتصف بالبرود وأن لا يأخذ كل شئ علي محمل الجد أبداً وأن لا يغضب أبداً ، فـ ماذا حدث إذا ؟؟ .
هتف بنبرة حيرة من حديثه التي وتره والذي قد خمن بالتأكيد أن في شئ مع نوح ليس صغيراً بلاا كبير وكبير جداً جعلت كتلة البرود هذه تتحدث بكل غضب وعصبية
ـ في ايه يا نوح مالك ؟؟ ، خلاص يا عم جاي .
ختم جملته وجد الاتصال قد انقطع علي الفور ، نظر بصدمة إلي الهاتف ، في ' نوح ' هذه اول مره يغلق في وجهه ، هتف بنبرة غير تصديق وصدمة :
ـ اكيد اكيد فصل شحن مهو مش معقول نوح يقفل السكه في وشي يعني ؟.
❈-❈-❈
ـ ماله آسر ؟؟
قالتها بتلقائيه وخوف علي صديقها الذي ظل يدعمها في هذه الحياة ، فهو مهما فعل لا تستطيع أن تقسي قلبها عليها ، في مازال قلبها يريد صديقها الذي كان يشجعها في الصف ، وفي أي شئ في هذه الحياة ، تريد صديقها الذي كان الجميع ينظرون أنها قاتلة في الماضي ولكن هو كان ينظر له نظره دعم كأنه يقول " لا تخافي يا جميلتي فـ انا معاكِ دائما وأبداً "
رفع مقلتيه التي كانت مملوءة بالغضب من صديقه ولكن بعد ثواني ، هدأ من نوبة غضبه رويداً رويداً وهو ينظر إلي عينـ ـيه بهدوء كأنه يستمتع بلحظات قربها وتلك الأتصال الأعين الذي لم يفهمه أحد غيرهم قط ….
وسرعان ما قطع هذا التواصل دقات على الباب ، مما لعن ' نوح ' بسره وهو يهتف بغضب كأنه طفل متذمراً أرهق من الجميع ومن حوله :
ـ مبدهاش بقي .
ختم جملته وهو يتجه إلي الباب حتى يعرف من المزعج الذي أزعجه في تلك اللحظة اما نور كانت تضحك علي تذمره لا أكثر فهو يبدو مثل الطفل الصغير وسرعان ما افتح الباب وجد ' وعد ' تستند إلي الحائط التي كان بجانب الباب وهي بكامل أناقتها التي تخطف الأنفاس كالعاده فهي تلبس فستان اسود بسيط ولكن رغم بساطته إلا أنه رائع عليها وتترك شعرها الطويل التي كان بـاللون القهوة مثل عينـ ـيه تماماً ، وضعت بعض المساحيق التجميل في وجهه ولكن لا تضع الكثير منه فهي جميلة ولا تحتاج لذلك ..
دخلت ' وعد ' الغرفه وهي تبتسم بمشاكسه وتدور حول نور بأعجاب :
ـ ده في أميرة هنا ، هما اللي بيجوزوا الأيام دي بيحلوا كده .
ختمت جملتها وسرعان ما غمزت نور بمشاكسه جعلتها تبتسم في خجل .
وسرعان ما عانقتها ' وعد ' بمحبة وهي تهتف بحُب :
ـ معرفش نوح حكالك عني ولا لا بس انا وعد اللي هكون جنب الأميره أو صحبتها انتي وزوقك بقى .
خرجت نور من اعنـ ـاق تلك الفتاة التي شعرت بها أنها طيبة القلب وحنونة ابتسمت لها نور وهي تهتف هي الأخرى بمشاكسه :
ـ هو بصراحه كده نوح محكاليش عنك ، بس احسن برضوا عشان نتعرف انا وانتي سوا .
ابتسمت ' وعد ' وهي تهتف بمرح كعادتها :
ـ بيني وبينك كنت خايفه نوح ليطلع زوقه وحش ، ونضطر نتخانق انا وهي على حاجات تافهة بس الحمد لله ربنا كرمنا بواحدة كيوت خالص .
ابتسمت نور مبحبة لها وهي تقترب منها بحنان :
ـ أنتِ اللي عسل اوي بجد .
وكل هذا تحت أنظار العاشق الولهان التي يتمنى ابتسامه من حبيبته وقد جاءت بسبب ' وعد ' آه لو كان يود أنه سبب تلك الأبتسامة ولكن لا بأس يكفي أنه رأى ابتسامتها جعلت قلبه يطرق كالطبول وينبض من جديد كأنه يحيي ابتسامتها.
نظرت ' وعد ' إلي نوح الذي كل هذا ينظر إلى نور بحُب اقتربت بجانبه وهو لا يلاحظ أبداً وهي تهتف بصوت عالي جعلته يفيق من عالمه على صوتها المزعج :
ـ تيته بعتني وبتقولك خلصت ولا لسه ؟
نظر نوح إلي وعد بغضب نـ ـاري أما هي بدلته ابتسامتها ببراءه شديد كأنها لم تفعل أي شئ
أجابها يصك على أسنانه بغضب وهي تعرف هذه الحركة جيداً :
ـ اه خلصت اقوليلهم يجهزوا وانا ونور وراكي .
ـ هو انا لسه هستنى انا هاخد نور وانت اللي تيجي ورانا .
ختمت جملتها وامسكت يـ ـد نور وهي تتجه إلى الأسفل تحت نظراتـ ـه التي تحـ ـرقها وهي حية وكل هذا تحت عيون نور التي تتضحك بقوة بسبب نظرات نوح وخوف وعد من نظراته ولكنه ابتسم بعد ما غادروا وهو يسمع ضحكاتها التي ترنرن قلبها وفؤاده .
❈-❈-❈
في الأسفل
كانت الجدة تنتظر في الأسفل حتى تذهب معهم فهي قررت بالأمس أن تذهب معهم إلي الحفل متحججة أنها تشعر بالملل لا أكثر ولكن الحقيقة تريد أن ترى ' يمَن ' ردة فعلتها علي حبيب قلبها الذي خانها لا يبالي بها أو بما تشعر ، تريد أن تقول ليمَن أن كل شئ قالته صحيح ليس كذب أبداً بالأخير خطب غيرها وتركها بدون شفقة ..
فهي أدركت بالأمس أن يمَن تراجعت عن فكرة المجيء إلى حفل الخطبة ولكن تحدثت مع نوح حتى يتحدث معها وسرعان ما وافقت علي الفور لطلبه فهي تأكدت الآن أن يمَن تريد أن تري الفتاه الذي فضلها عليها والتي أعلن للجميع أنها سوف تصبح ملك له
ابتسمت الجدة على سذاجة تلك الفتاة فهي لا تريد أي شئ بلا تريد أن احفادها يصبحوا بخير ويبعدون عن الأشخاص الخبيثين ، تريد أن تعلم أحفادها أن لا يصدقوا أي حد بهذه السهولة حتى لا يقعوا في فخ خبثه وكذبه.
أفاقت على صوت ضحكات ' نور ' التي كان تضحك مع ' وعد ' مما اشتـ ـعلت من وجود تلك الفتاة التى تمثل خطر عليهم فهى تخاف من أحفادها منها ، في الجميع يلقبونها بـ لعنة اينما تذهب ولكن لا يعرفون أنها تعاني من الداخل على إصلاح تلك الخراب التي هدموا بدون شفقة ..
صاحت بحده جعلت الأثنين يتوقفون عن الضحك بفزع من صياحها :
ـ ايه الضحك والمسخره دي ، مش عيب ؟
بينما أكملت وهو تنظر إلي نور بقسوة والتي كانت تنظر إلي الأرضية فهي تكره الصوت العالي والذي يخفيها بشده لذلك نظرت الي الأرضية حتى لا تراها خائفة :
ـ وأنتِ يا محترمه امك معلمتكيش الضحك مع ناس كبيره في السن عيب ؟
شهقت بقوة بخبث وهي تهتف بقسوة أكبر :
ـ نسيت صحيح أن أمك ماتت ومعلمتكيش حاجه قبل ما تموت بس لو معلمتكيش احنا نعـ …. قطعها نوح بحده وهو ينزل إلى الدرج بمهارة وسرعة :
ـ تيته .
الجميع انظر إليه وهو يقف بجانب زوجته ويحاوط كتفها :
ـ انا مراتي متربيه كويس جداً بدليل علي كده أنها مردتش عليكي شافت انك ست كبيره في السن .
صاحت هي بعصبيه جذبت ما في القصر وهما ينظرون بفضول نحو الشجار الذي حدث :
ـ نوح مسمحلكش .
أما هو هتف بصوت جهوري جعل جـ ـسد نوح بتوتر على الفور وسرعان ما عانـ ـقها حتى يبث لها الأمان والطمأنينة :
ـ أنا اللي مسمحلكيش تهني مراتي وفي بيتها ، ولو هي مضحكتش في بيتها وبيت جوزها تضحك فين مثلا ، واوعي تفتكري يا تيته مراتي ساكته احتراماً مش ضعف .
صاحت هي بحده والإبتسامة تزين ثغرها بسخرية :
ـ انت كمان عايزها ترد علي ستك هي دي التربيه يا حفيد النويري .
صاح هو الآخر بعصبية وهو لا ينسى حديثها الذي يرنرن داخل عقله :
ـ انا مقولتش كده يا تيته بس كرامه مراتي من كرامتي ولما اشوف كرامتي بتتهان يبقى لازم ادخل
بينما أكمل بهدوء هذه المرة :
ـ لو بتحبني فعلا يا تيته و بتحترميني أحترميها .
ختم جملته وهو ينظر لها بهدوء جعلت الجده تـ ـشتعل أكثر في حفيده ' نوح ' لم يتحدث معها هكذا طول حياته ، ويتحدث معها الآن بقلة احترام بسبب هذه الفتاة ، فهي تقسم الأن أنها سوف تفعل أي شئ حتي نور تخرج من القصر ليس القصر بلا من حياة ' نوح ' بأكمله فهي مثل ما قالت من قبل هذه الفتاة خطر عليهم ..
ـ انا مستنية بره يا وعد قوليلهم متتأخروش
ختمت جملتها وغادرت من القصر ولكن قبل أن تخرج نظرت إلى ' نور ' نظره أحرقتـ ـها على الفور .
خرجت الجدة وسرعان ما اخرجت تنهيدة قوية محملة علي صدرها كأن هذه التنهيدة لم تزحزح أبداً وسرعان ما ازحتها .
نظرت إلي ' نوح ' نظرة امتنان أنه دافع عنها أمام الجميع وقف أمام جدتها حتي يستعد له كرامتها ، وسرعان ما نظرت الي الأرضية مرة أخرى ، ولكن نوح رفع يـ ـده نحو سبابتها جعلت لؤلؤتها تنظر إلي مقلتيه التي تبث لها الدفئ هتف بحنان وحُب لها :
ـ اوعي تبصي لأرض تاني يا نوري ، مرات نوح النويري متبصيش لأرض أبداً ، مرات نوح النويري تبص لفوق وتفتخر بنفسها دايماً .
ابتسمت له الي حبه والي دعمه الكبير التي لِم تنسي طول حياتها ، بدلها ' نوح ' هذه الأبتسامة وسرعان ما شبك يـ ـده نحو يـ ـدها بحب تحت أنظار الموجودين والتي يدعون لهم أن يديم هذا الحب ولكن هناك شخص يشتعل أكثر كلما رائهم متقاربان هكذا وما هي إلا " كاميليا " التي اتخذت وعد أن تفرق هذان الاثنان أجلا ..
❈-❈-❈
في الحفل
كان نوح متمسك بنور وكان ملتصق بها أينما تذهب والذي اسعد ' نور ' كثيرا بحثت عن والداها ولكنه اعتذر بشده فهو يحتاج للراحة ولو قليلا صافحت ' كمال ' الذي رحب بها بشده كأنه لم يراها منذ مدة فهي تغيبت عن ' كمال ' يومان فقط ليس إلا ولكن أدركت أنه يستفز ' نوح ' بقوة و يلعب بأعصابه مما نوح غار كثيراً وأخذ نور بعيد عن المدعو ' كمال ' ويحاول أن يسيطر علي غيرته حتى لا يقتله ..
بينما ' كمال ' وقف بجانب وعد والذي ابتسم من الصدفة فهو كان يرتدي بدلة سوداء وهى كانت ترتدى فستان أسود مما ابتسموا بشدة وتبادلوا الحديث بمرح تحت أنظار الجدة التي تنظر لهم بشك ليس إلا ..
أما عن يَمن فهي بعيدة عن تلك الأجواء السعيدة فقط تنظر لحبيبها التي خطب أخرى بمنتهى القسوة ولا يبالي ابدا بها فهي قد أحببته بلا قدمت له كل شئ على سبيل سعادته
ولكن ماذا فعل اتهمه بالخيانة وأنها لا تستاهل حبه بلا نظره منه والان ارتبط بشخص غيرها بعد ان وعدها ان يكمل حياته الباقية معها...
ابتسمت بسخريه علي سذاجتها وطيبه قلبها وهي تنظر له يبدو أن ينظر لخطيبته التي كانت تجلس جانبه وكان يهمس لها بكلمات عاشقه معسولة كسرت قلبها الي اشلاء صغيره لا يبالي بكسر قلبها ولا يبالي بدموعها التي تحاول ان تحسبها قدر الامكان
تريد أن تهرب بهذا المكان ولا تريد الرجوع اليها ابدا
في جدتها كانت محقة تماما ياليتها استمعت لحديثها فهي كانت محقة تماما فهو لا يحبها ابدا يحب مالها لا أكثر في ذلك فهي ندما حقا ياليت لم أحبه في يوما ما يا ليت لم تسلم قلبها لهذا المحتال والخائن الذي طعن قلبها دون شفقة....
افاقت على يد نوح الذي يبتسم لها بحنان وبجانبه زوجته نور وجدتها تنظر له بتشفي
" مالك سرحانه في ايه انا بكلمك من بدري انا ونور.... "
ابتسمت ابتسامه بصعوبة تصل الي ثغره ولكن لم تصل لعينها
" مفيش يا نوح..... أنت عارف اني مش بحب جو الافراح دا في جيت عشان خاطرك.... "
نظرت جدتها بتشفي وابتسامة تعلو شفتيها بسخريه قالت بنبرة منخفضة تصل إلى مسامعها
" ضحكتيني يا حفيده النويري.... بقا جايه عشان خاطر نوح ولا جايه عشان خاطر تشوفي حبيب قلبك اللي خانك..... "
نظرت لها بسخريه ونظرت الي ايان التي مازال يمسك يد خطيبته ويقول له كلمات معسولة اجتمعت غيمه دموع في عينيه بدون شفقة ولا احد لاحظها ما عدا نور التي لحظتها ولحظت ثباتها نظرت إلى نوح وهمست باذنه
" نوح.... ممكن ترقص شوية مع يمن حاسه انها مش في المود وحست انها مخنوقه..... "
نظر إلي يمن ابنة عمه فهو لحظ عليها من اول ما دخل خطبة ايان فهو ما بيدها حيله ابدا هز راسه بمعنى نعم فأمسك يدها ورقص معها مع الاغنية الانجليزية الشهيره (senorita)
كان نوح يتراقص معها ويحاول أن يضحكها وبالفعل ضحكت بقوه في نوح شقيقها الأكبر الذي يحاول ان يقف بجانبها دائما كان يغني مع الاغنيه وهي تغني معها او تحاول ان تنسى ان حبيب قلبها مع فتاه اخري
وبعد قليل شارك ايان مع خطيبته وهو يقترب منها بطريقه رومانسيه ولكن لا تنظر له بل كانت تنظر إلى نوح و الي تعابير وجهه المضحكه وبالفعل بعد دقيقه قد التفت بعد ما رقصت معه قليلا والتفت الي كمال التي يرقص ويحاول أن يضحكها حتى ضحكت بصوت عالي وقد التفت ولكن لم تلتفت إلى نوح التفت إلي ذراع ايان التي ينظر له بكراهة واضح و اشمئزاز واضح...
كانت لا تعرف الرقص ولكنه هو يحاول ان يحركها حتي همس امام اذنيها بكرهه واضح في نبرته
" واضح انه حتى بعد ما اتجوز مش سيبه في حاله برضوا لازقه فيه...... تؤتؤ صعبانه عليا اوي يا يمن....... "
وبعد ختم جملته التفت وكانت ستقع ولكن نوح اسندها وهو ينظر له بقلق واضح تحت عيون ايان التي تحرقها وهي حيه
كان سيتكلم نوح ولكن عانقته بقوة وقد بكت
بكت كأنها لم تبكي من قبل بكت بقوه وكل شئ بداخلها قد خرج تماما أما نوح كان يحاول ان يهدئها فهو لا يعرف لما شقيقته تبكي بهذه الطريقة وبعد ان هدأت بين احضانه التي كانت أمان لها كان سيتكلم نوح ويعرف ما بها اليوم ولكن قاطعته صراخ ليله خطيبة أيان تصرخ بها بقوة بعد ان الاغاني قد سكنت تماما والمكان كان هادئ
" انتي كمان عايزه تاخدي مني للمره التانيه عايزة تلعبي بيا مش كفايه انك بتلعبي مع واحد دلوقتي خاطب واحد دلوقتي متجوز وابن عمك..... "
صرخ به نوح وقد برزت عروق رقبته بقوة بسبب الغضب
" احترمي نفسك وانتي بتتكلمي معها كدا.... "
بينما أكمل بحيره
" وازي واحد مخطوب..... "
أما ليله صرخت بعصبيه هي الأخرى
" بنت عمك المحترمة كانت ماشيه مع خطيبي قبل الجواز وهي اللي طلبت منه أن يتجوزها في السر ويهرب معها بس هو مرضيش..... ولما فشلت معه جايه ليك انت المتجوز تعمل نفس لعبتها الوسخه...... "
بكت مره اخري وهي تمسك ذراع نوح بقوه وهي تهز راسها
" لا يا نوح ولله ما عملت كدا انا مطلبتش منه الجواز ولا طلبت ان يهرب معايا صدقني..... "
امسك يدها بقوه كأنه يرسل له انه يثق به نظر الى ايان التي نظر بصدمه اللي ليله ولا يتكلم
نظر له بعصبيه وصوته عالي بصوت جهوري رعب الجميع ممن حوله
" انتي بتتكلمي كدا ليه عنها وبعدان دي يمن النويري الكل اللي بيعملها ألف حساب تيجي واحده زيك تقل انتي اتجننتي ولا ايه..... انتي شكلك متعرفيش عائلة النويري ممكن تعمل فيكي ايه..... يمن تفعصك برجلها ولا تهتم بيكي اصلا اذا كنتي عايشه ولا واحب اقولك معلومه دي مش بنت عمي دي كمان اخ...... "
قطعة صراخ نور وهي تحاول ان تفيق حميدة جدتهم كبيرة القصر مما نوح اقترب منها ويمن أيضا وتركوه يشتعل أكثر من اللازم وهو ينظر له بكره واضح وهو يتمتم بصوت منخفض
" الوقت اللي خنتيني فيه مع نوح هتتحاسبي عليه تالت ومتلت بس الصبر يا حفيدة النويري.... "
❈-❈-❈
في المشفى
في نوح بعد ما نظر إلى حاله جدته اتصل بالإسعاف واتخذوها على الفور وبسرعة كبيرة ، فهو قلبه تألم بعد ما نظر إلي حالتها والتي لا يعرف سببها ، نعم أنه يتشاجر معها كثيراً ولكنه بالاخير جدته التي ربته على يـ ـدها .
في قلبه يتألم مئة مرات مما حدث لها يتمنى أن لا يصيبها شئ وأن تخرج سالمة .
وسرعان ما خرج الطبيب نحو غرفتها والجميع وقفوا ويتجهون إلي الطبيب بلهفة كبير وعلى رأسهم ' نوح '
ـ هي كويسه يا دكتور ؟؟
ابتسم الطبيب له بمحبة واطمئنان :
ـ متقلقش كويسة ، هي بس غيبوبة سكر ومقدرتش تستحملها هتفوق بعد نص ساعه وتقدروا تاخذوها على البيت ، بس هي تلتزم بالأدوية وتبعد بعيداً عن السكر ، عن اذنكم
ختم جملته وتركهم يحمدون الله أنها أصبحت بخير معافية .
نظر نوح إلى يمَن وهو يهتف بنبرة أمره للجميع :
ـ امشوا انتوا وانا ويمَن هنستنا مع بعض نروح تيته .
ـ ايوا يا نوح بس ….
أخرجتها ' وعد ' بتوتر وسرعان ما قاطعها ' نوح ' بحده بنبرة لا تحمل النقاش
ـ أنا قولت كلمه وخلاص اتفضلوا .
ختم جملته ، ونور اتخذت وعد هي وكمال وكاميليا وغادروا على الفور اقترب حتى وصل أمامها وهو يهتف بنبرة حادة :
ـ قوليلي بقي ايه علاقتك بـ أيان ؟؟
هتفت يمَن بنبرة مرتبكة وهي لا تنظر إلى عين نوح أبداً حتي لا يقرء عينيها جيداً :
ـ مفيش كل الحكاية أن أيان كان عايز يتكلم معايا وكده وانا صدته وطبعا هو اضايق من كده ، واللي عرفت هي خطيبته ليله في اضيقت هي كمان أن ايان كلمني أنا الأول مش هي بس هي دي كل الحكاية .
الذي اخترعت هذه القصة هي الجده ' حميدة ' حتي لا تريد أن تغضب ' نوح ' من يمَن أكثر في قالت لها في مرة أن سألها ' نوح ' تقول له هذا الحديث
نظر نوح بشك لها ابتسم بسخرية إلى القصة التي ألفتها جيداً والسؤال الذي أتاه في عقله ، منذ متى يمَن تعرف تكذب هكذا ؟؟ ، ولما تكذب بالأصل ؟؟ ، لما تكذب عليه هو ؟؟ ، فهو طالب أن تقول له الحقيقه ولكن ماذا فعلت تخترع قصة رائعة وتكذب عليه ؟.
ـ تمام يا يمَن .
كاد أن يصرخ بها ولكن هتف هو تلك الكلمات والتزم بالصمود أمامها لعل يعرف القصة من بدايتها ويبحث عن الحقيقة ليس إلا …
❈-❈-❈
وصلوا الى القصر وعد اتخذت قرار أنها سوف تقول عن جدتها لوالده نوح ، أما كاميليا صعدت إلى الغرفة هي ونور ولكن قبل أن تصل إلى الغرفة جاءتها رسالة مكتوبة بواضح
" أهلاً بالقاتلة التي لم تتحاسب بعد ، ولكن مهلاً يا نور في الأيام المقابلة سوف تكون عادلة وتجعلك تموتيني بجانب رحيم الذي ليس لها أي ذنب سوىٍ أنه صدق فتاة لعينة .."
اجتمعت غيمه دموع في مقلتيها وهي لا تصدق من الذي ارسل لها هذه الرسالة ، اتصلت على هذا الرقم ولكن وجدته مغلق ، حاولت أن تعرف هوية الرقم ولكن فشلت …
فهي لم تقتل ' رحيم ' فهي ليست قاتلة ، تقسم أنها لو أدركت حينها أن سيارتها لا توجد فيها فرامل لم تصعدها من الأساس ولم تجعل نوح يصعدها أيضاً .
دخلت إلى الغرفة ولكن وجدت في المرأة مكتوب باللون الأحمر الداكن " أهلاً بالقاتلة "
فزعت أكثر وهي تتذكر موت رحيم أمام عينـ ـيه مما صرخت بقوة وهي تهرب من الغرفة بأكملها كاد سوف تقع ولكن الذي اسندتها ' وعد ' وهي تهتف بقلق وهي ترى دموعها التي تحـ ـرق وجنتيها :
ـ نور انتي كويسة ؟
هزت رأسها بلا وهي تهتف بحديث متقطع وهي تبكي بقوة :
ـ لا …فـ …في حد كاتب …اني قاتلة ….أنا ….انـ …أنا مقتلتش حد والله .
حاولت وعد أن تهدئها ولو قليلا وهي تدخل الغرفة ترى ما بها بداخلها جعلها تبكي هكذا ، دخلت الي الغرفه ولم تجد شئ أبداً ، ولا أي شئ يوجد في الغرفة يشعرها بالقلق دخلت إلى المرحاض أيضاً ولكن لم تجد شئ أيضا خرجت وهي تنظر إلي نور وهي تدخلها الغرفة بهدوء :
ـ بصي يا نور مفيش حاجه خالص خايفه من ايه ؟؟
نظرت لها نور بخوف ونظرت الى المرآة التي كان مكتوب عليها ولكن لم تجد شئ مما صدمت بشدة فهي متأكدة أنها رأت شئ مكتوب على المرآة ولكن لما اختفي بهذه السرعة ؟
تأكدت أن الأيام المقابلة لا تبشر بالخير أنها سوف تري جحيم حقيقي …
تركتها وعد بعد أن هدأت قليلاً ولكن بداخلها تموت من الرعب ، فـ نوح سوف يصل إلي هنا في أي لحظة وسوف تقول له كل شئ عن ما حدث ..
بعد ساعتين كانت كالدهر بنسبة لها
دخل نوح إلي الغرفة وهو يبحث عنها في أرجاء الغرفة فهو أدرك من ' وعد ' في الأسفل أن نور بها شئ لذلك صرخت وكانت تبكى بقوة ، وجدها ساكنة تجلس على الأريكة تنتظر قدومة وقد جاء سرعان ما عانـ ـقتة حتي تشعر بالأمان ولو قليلا ، وهو أستسلم لها وسرعان ما أخذها في احـ ـضانة ، خرجت من احـ ـضانة وهي تبكي بقوة وبدون مقدمات قالت لها عن ما حدث وعن تلك الرسالة التى جاءت لها ، وبعد أن انتهت قال لها نوح بهدوء مُريب :
ـ وريني كده الرسالة اللى جتلك والرقم
بحثت عن هاتفها وجدته على الفراش ، فتحت هاتفها
وبحثت عن الرسالة ولكن لم تجدها مما صدم نور وهى تبحث عنها فى كل مكان ولكن لم تجدها ، رفعت مقلتيها وهي تهتف بصدمة :
ـ ولله يا نوح كانت هنا وهو بعتها الصبح أنا متأكدة.
أخذ منها هاتفها وظل يبحث هو فى كل الرسائل ولكن لم يجد أي رساله أتت لها في الصباح ، دخل علي الهاتف فهي علي حسب حديثها أنها اتصلت علي الرقم ولكن وجدته مغلق ، ولكن صدم وهو يري آخر مكالمة لها من ثلاث ايام وكان والداها نظر إليها بعدم تصديق وهي رأت ذلك مما نفت كثيراً هذا الأمر
ـ صدقني يا نوح ولله انا مش بكذب صدقني .
اغمض عينـ ـيه وهو يحاول تصديقها ولكن كل الطرق وكل الدلائل تقول انها تكذب لذلك هتف بدون مقدمات أنه سوف يغادر الأن الي " فرنسا " ويتجاهل ما قالته في السابق وأنه سوف يغيب يومان
أما هي صدمت تركت كل شئ وتركت خوفها وفكرت بأمر سفره وأنه سوف يغيب يومين بعيد عنها ..
ظلت تتأمله وهي لا تصدق أنه يذهب ولم ترى وجهه يومان ! ، فهى حد الأن لم تستطيع أن تتخيل الفكرة فى داخل عقلها ، فى ليس قلبها الذي يرفض فكرة ابتعاده إنما عقلها أيضا ، فـ هما يومان ولكنها سنتين بنسبة لها ، لا تستطيع فعل شئ ويتأجل هذا الأجتماع اللعين الذي بسببه يبتعد عنها ؟؟ ، فهي تحتاج له أكثر وقت الأن ، فهي بدأت ترى اشياء ليس لها وجود ، ترى دماء ، وتهديدات ، ورسائل تشعرها بالذنب الأكبر فى موت رحيم ، والأن يقول لها بعد كل شئ يحدث حولها أنه يذهب بكل سهولة ويتركها ؟ ، تعيش كل هذه الأوجاع وحدها ! ..
أفاقت على صوته الرجولي الذي كان ممتلئ بالجدية :
ـ مش هتأخر عن يومان ، وأقل من يومان كمان هخلص الاجتماع في فرنسا واشوف المشروع بنفسي وهاجي علطول .
ابتسمت بسخرية على سذاجتها فهى الأن تتألم بسبب بعده عنها ولم تعرف السبب وهو منشغل للسفر إلى الخارج ، فهذه الزيجة فاشلة ويجب عليها أن تتأقلم أن تعيش كل سئ وحدها مثل ما كانت تفعل فى الماضي ، فهى سوف تستند نفسها بنفسها ..
ـ تمام ترجع بسلامة .
ختمت جملتها وهربت من أمامه قبل نزول دموعها التى تحـ ـرق وجنتيها ، دخلت إلى المرحاض وفتحت الصنبور المياه بشدة ، وتركته تبكي بقوة ، فهى ماذا توقعت ؟؟ ، ماذا توقعتى يا نور ! ، أن يظل بجانبك ؟ ، وأن يدعمك ؟ ، وأن يصدقك انك لست مجنونة ؟؟ فهى تعرف جيداً أن هذه الأشياء لم يتخيلها عقلها إنما أحدهم يفعلها ، فهى ما بـ ـيدها شئ تفعله سوىٍ أن تستسلم وأن لا تقاوم بعد الأن هذا الذنب ، وهذا الذنب كلفها حياتها بأكملها ، حياتها التى لم تتهنى بها مثل كل فتاة ، فهى كانت تتمنى أن تعيش حياة عادية لا أكثر ، ولكن حتى هذه الأمنية كثيرة عليها ..
اخرجت تنهيدة قوية محملة على صدرها بقوة كأنها تخنقها من التنفس جيداً ، نظرت إلى المرآة رأت فتاة ضعيفة هشة لم تستطيع أن تقف مرة ثانية ولم تستطيع أبداً المواجهة مجدداً ، رفعت يـ ـدها تزيل هذه الدموع بألم وحزن على حالها ، فهى قد اكتفت من الحزن بعد ..
وبعد دقيقه قفلت الصنبور بعد أن أزلت دموعها جيداً ، خرجت تنهيدة مره اخرى تحمل كل اوجاعها والالامها ، اغمضت عيـ ـنيه وهى تحارب نفسها أن لا تضعف أمامه أبداً ، وبعد ثانية فتحت الباب وقفلته خلفها ولكن لم تجده فى الغرفة ، سمعت صوت سيارة اتجهت بسرعة إلى الشرافة وجدته قد غادر بسيارتة سريعا كأنه يهرب من شيطاين تلاحقه فى الخلف ليست مشاعر ، أغلقت الشرافة وكادت أن تغفى فى النوم على الفراش ولكن شعرت بالعطش الشديد يستولى فى حلقها ، اتجهت بكسل نحو ' المطبخ ' بعد ما تأكدت أن الزجاجة التى كانت بجانبها ليست فيه ولو نقطة مياه ، ارتوت بهدوء وبعد ما ارتوت خرجت من المطبخ ولكن وقفت مكانها كالصنم وهى تستمع إلى حديث ' كاميليا ' التي كانت تتكلم عبر الهاتف
ـ معرفش يا رانده ، بس هو اكيد جايلك يا حبيبتى .
انتظرت دقيقة حتى أتاه الرد وسرعان ما ردت عليها وهى ترى ظل نور بخبث واضح :
ـ عارفة طبعا انك بتحبى نوح ، ونوح بيحبك جداً ، وعارفين أنه اتجوز نور بس عشان يخلف منها ويجيب وريث العائلة ويتجوزك أنتِ .
بينما أكملت وهى تهتف بغل واضح وخبث وهى مازالت تنظر إلى ظل نور بشر :
ـ عشان وصية اونكل جمال ابو نوح لازم يتجوز وحده من بره وكمان تجبله وريث ، عشان اونكل جمال كان شايف أن احنا اخوات بس مكنش شايف حبكم لبعض ، صدقينى نوح بيحبك مش بيحب نور خالص هو هيفضل وراها لحد ما تجبله الوريث ولما تجبله هيرميه متقلقيش .
شهقت نور بصدمة وسرعان ما وضعت يـ ـدها نحو فمها تكتم شهقتها خوفاً أن تسمعها ' كاميليا ' هربت من أمامها بسرعة البرق وهى تدخل غرفتها والدموع تحرق وجنتيها فى اليوم قد أرهقت من الحزن والكسرة ..
هى كانت تتساءل لما نوح يصر أن يتزوجها وأن يجعل هذه الزيجة تتم وبعد أن تمت يقول لها حديث معسول يجعل قلبها يطرق كالطبول ، هى كانت تعرف أن كل هذه كذبة وأن حديثه لم تصدقها ولكن قلبها اللعين يصدقه ويصدق خوفه وقلقه وحبه وحنانه أيضا ، اللعنة على قلبها الذي يصدق هذا الحديث واللعنة على طرقاته التى يطرقها كالطبول حينما تكون بجانبه ..
فهى الأن أدركت ما سبب تلك الأصرار تلك الزيجة وحتى حديثه المعسول ، فهو يريد وريث منها وبعد ذلك يرميه خلفه كأنها حشرة لا تبالي ، ليست حشرة فهى أقل من الحشرة حتى يفعل معها هذا الشئ ، فهى الأن أرهقت ، وأذبلت ، واتكسرت الف مرة ، فهى الأن أدركت أن الحياة لم تنصفها ولو مرة واحدة ، الحياة قاسية عليها بشكل يرهقها ويجعلها لا تتنفس جيداً بسبب ضربات قلبها ، مازال قلبها اللعين يطرق بأسمه بألم ، مازال هذا القلب يريده أن يكون بجانبة ، مازال هذا القلب يتألم حين يحدث لها شئ سئ أو مكروه يصيبه ، مازال هذا القلب يتألم بفكرة ابتعاده عنه ، فهى ليست بيدها هذا القلب المجنون الذى يريده بجنون
رفعت عينـ ـيه نحو المرأة وجدت حديث مكتوب بالدماء بطريقة مرعبة " أنتِ قاتلة وتستاهلي الموت "
صرخت وهى تهتف بحزن تقطع أشلاء قلب :
ـ ايوا صح استهل القتل انت فين عشان تقتلنى ، اطلع يلا عشان تقتلني.
ختمت جملتها وهى تبكى بحرقه مزقت أشلاء قلب من يسمعها فهى تتمنى الأن أن يقتلها أحدهم ويريحها من هذا العالم ولكن رفعت عينـ ـيه وجدت الشرفة مفتوحة على مصراعيها دخلت وقد اتخذت قرار أن تريح هذا العالم منها وعليه أن تريح نفسها ، وبعد دقيقة وقفت على السور الشرفة وهى تنظر أسفله وجدت أن المسافة بعيدة وإذا سقطت من عليها سوف تموت لا محال لها …
أما عند نوح
كان يقود بسرعة البرق وهو يبعد بعيداً عن تلك الأعين التي كل ما يتذكرها يضعف كثيراً أمامها ، كان يتمنى أن يودعها ، ولكن هو لا يحب الوداع وخصوصا هي ، فهو لا يحب أن يودعها فهو وعد نفسه أن يحضر الاجتماع بسرعة وسوف يأخذ أقرب طائرة ويغادر على الفور بدون أن يرى المشروع ، فهو لو كان بيده كان يرفض هذا الاجتماع ولكن ليس بيده ، فهى اهم صفقه سوف يعقدها بحياته ولا يمكن التخلى عنها ، فهو لا يريد أن تسافر ' وعد ' ولا حتى ' يمن ' فهو يخاف عليهم كثيراً أكثر من نفسه
وقف السيارة أمام المطار واقترب من المطار ولكن شعر بنغزة تصب قلبه بألم واضح ولا يعرف السبب شعور بالضيق يستولى الى صـ ـدره بدون أدنى سبب ، اقترب من المطار ولكن قبل أن يدخل اتصل بـ ' وعد ' ولا يعرف السبب فهو يريد أن يطمئن على الجميع فهذه النغزه ليست عاديه ولا هذا الشعور أبداً وثواني حتى أتاه الرد من وعد التى كان صوتها نائم بعض الشئ
ـ الو يا نوح
هتف بلهفة وقلق لا يمكن أن يخفيها أبداً :
ـ وعد أنتِ كويسه والكل عندك كويس ؟؟
أفاقت وعد من نبرة صوته التي كانت مقلقة بعض الشيء :
ـ ايوا كويسين يا نوح في ايه مالك انت كويس ؟
ـ ايوا كويس الكل عندك كويس تيته وماما ويمَن وكامي ونور
شدد على اسم ' نور ' فهمت مقصده جيداً أنه قلقاً على زوجته ليس أكثر من ذلك إجابته ' وعد ' بنبرتها الصادقة :
ـ ايوا نور كويسه انا لسه شايفها من شويه بتجيب مياه تشرب
نعم فهى رأتها ، خرجت من غرفتها حتى تتحدث مع ' كمال ' بأمور العمل لأن غرفتها ليس لديها تخطية أبداً مما اضطرت الخروج من غرفتها حتى تتحدث مع ' كمال ' جيداً ، رأتها ترتوي من المياه وخرجت بعد أن ارتوت ابتسمت ' وعد ' لها وبعد ذلك دخلت الى الغرفة حين وجدته تتجه إلى الدرج حتى تصعد الى غرفتها ..
أما هو خرج تنهيدة قوية وسألها مرة أخرى باطمئنان حتى يطمئن قلبه :
ـ يعني متأكدة أنها كويسة ؟؟
ابتسمت هي على حب شقيقة وهتفت بتأكيد :
ـ متقلقيش يا حبيبى نور كويسة وبخير كمان وزمنها نايمه دلوقتى ، انت بس ركز على الاجتماع وتعالى بسرعة .
ابتسم هو ابتسامة مهزوزة على شفتيه كاد أن يتحدث مرة أخرى ولكن سمع نداء طائرتها حتى هتف بنبرة مسرعه ولهفه :
ـ طيب يا وعد انا هقفل دلوقتى ، هركب ولما اوصل هكلمك يلا سلام
ودعته هى كذلك وبعد هذا اقفل الهاتف اتجه نحو الطائرة وقلبه مازال يشعر بالألم الذى لم يعرفه حد الأن ، ركب طائرته وبعد خمس دقائق اقتلعت خارج مصر الحبيبة وهو يرى تلك الغيوم وهو يتمنى أن تصبح نور بخير ..
أما عند نور
تساقطت دموعها بألم وهي مازالت تقف على السور وهى تهتف بألم تشعر بها بدخل قلبها التى لم يستطيع الصلاح مره اخرى أبداً :
ـ يارب انت اللى عالم بيه بس انا تعبت ونفسى ارتاح بقي يارب ، انت عارف انى اتظلمت كتير ، وعارف انى اتكسرت كتير ، وعارف انى عيطت كتير بس مبقتش استحمل يارب .
بكت بقوة كأنها لم تبكى من قبل طول حياتها بكت بقوة كأنها شعرت أن أنفاسها قد توقفت ولا تستطيع التنفس أبداً ، شعرت بغمامة سوداء تسحبها بقوة إلى الظلام الدامس فى استسلمت لتلك الغيمة وكادت سوف تقع الى الاسفل ولكن شخص يلبس قميص اسود وبنطلون اسود يدفعها بداخل أحضانه بقوة وهو يصرخ باسمه حتى وقعت بأحضـ ـانه حين هتف هذا الشخص بألم :
ـ مش هسمحلك تموتى ، مش هسمحلك تموتى يا نور غير لما تسامحيني ، لا يمكن اخلى حاجة تاذيكي طول ما انا عايش ، وعد منى لانتقم لكل واحد وصلك لحالة دى وأنا أولهم .
ختم جملته وعانقـ ـها بقوة وهو يبكي هو الأخر وقد أقسم أن كل شخص يتذوق المٍ وإضعاف مما تسبب على حزن أبنته التى ربها على يـ ـده هو ..
والسؤال الأهم أنه ليس نوح ولكن من؟؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية أرهقته حر با، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية