رواية جديدة أرهقته حر با لتوتا محمود - الفصل 12
رواية أرهقته حربًا الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أرهقته حر با الجزء الثاني من رواية عشق بعد وهم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل الثاني عشر
رأت كلاب مفترسة تركض خلفها بسرعة كبيرة وهى تركض بسرعة كبيرة دون توقف رأت نوح و رحيم بجانبه يبتسم لها بقوة فى اتجهت إلى ' نوح ' تعانقه بخوف شديد ، وكادت الكلاب المفترسة تنقض عليهم ولكن جاء رحيم يحميهم بقوة لدرجة أن الكلاب المفترسة انقضت عليها وبعد ما انقضوا عليه همس بحُب وهو يرى عناق ' نوح ' و ' نور ' والابتسامة تزين ثغرة بسعاده :
" هعمل أى حاجة يا نور بس اهم حاجه انك تكونى كويسه وبخير ، محدش يقدر يقربلك طول ما انا جنبك .
استيقظت بفزع وهى تهتف بأسم ' رحيم ' الذي هز جدران هذه الغرفة ، فهى لأول مرة تحلم حلم هكذا كانت طول عمرها تحلم بأن الكلاب المفترسة تركض خلفها و ' نوح ' يحميها في كل مرة ، أو تحلم بهذا الحادث الذي مر عليه سنة حد الأن ، لا تعرف لما هذا الحلم حلمته اليوم .
نظرت إلى الغرفة جيداً وتفحص فهى تتذكر جيداً بالأمس ماذا حدث في كانت الغرفه بالأمس كانت رأسا على عقباً نظرت إلى المرآة لم تجد شئ مكتوب كأنها لِم تكتب عليها شئ بتاتاً ، نظرت إلى الشرفة جيداً وجدتها مغلقه ، تتذكر بالأمس أنها وقفت علي سور الشرفة ولِم تتذكر اي شئ بعد .
ايعقل أن كل هذا بأكمله كان حلم او من تخيلاتها هى ؟؟ .
في كل شئ يثبت لها أن الأشياء التى حدثت فى الغرفة لم تحدث اليوم ابداً ، وهذا الشئ يعنى أن كل هذا بأكمله من تخيلاتها هى أو حلمت بها .
قطع خيوط أفكارها دخول ' نوح ' وهو ينظر لها بلهفة كبيرة وأشتياق ، كيف جاء ؟؟ ، فهى على حسب ما تتذكر أن ' نوح ' غادر بالأمس فى " فرنسا " وسوف يرجع لها بعد يومين ، أيعقل كل هذا حلم بأكمله ؟؟
ما هذا بحق الجحيم ، فهى تقسم أن الذي عاشته بالأمس كأنه حقيقة ما الذي حدث وكيف حدث هذا ؟
اقترب منها نوح حتى واقف أمامها اما هى كانت تغوص في أفكارها وتحاول أن تجمع خيوط أحداثها على الأقل تكتشف شئ واحد أو تفهم ولكن النتيجه لم تفهم شئ أبداً
أما هو ظل يتأملها ، يتأمل شفتـ ـيه التى يحلم بهم أن يقبلـ ـهم بكل حُب ، يتأمل عينـ ـيه التى كانت تشبه الأرض الخضراء التي يجذبهم أي شخص ليس هو ، ظل يتأمل رموشها الطويله التى كانت تزين عينـ ـيه كأنه تشبه الستار الذي يحميهم من الغبار والذي أعطى لها مظهر أكثر من رائع ، ظل يتأمل وجهها الصافي المحُب إلى قلبه ، فهو إذا ظل ينظر لها هكذا طول عمره لا يرهق ولا يمل أبداً ، في أنه عاشق ، عاشق ولهان لا يستطيع أحد منعه في النظر إلى وجهها ولا أي شئ .
أقترب منها أكثر وبدون مقدمات عانـ ـقها بحُب وقوة كأنه يريد أن يدخلها داخل أعماق قلبه ، فهو اشتاق لها كثيراً ، فهو بالأمس لا يستطيع أن يبتعد عنها ويسافر بعيداً فهو بعد مكالمته لـ ' وعد ' قلبه كان يصرخ بأسمها هي ومازال قلقاً عليها ، كان قلقا وهو في نفس البلد ، إذا سافر بعيداً عنها ماذا عسى أن يفعل ؟؟ .
فقد قرر قرار بالأمس أنه سوف يحضر الأجتماع ولكن عن طريق التواصل الأجتماعى وإذا رفضوا فهو لم ولن يتركها أبداً ولكن بالأخير وافقوا وأحضر الأجتماع على التواصل الأجتماعى وترك طائرته تحلق في الهواء والسعاده تغمره فهو لن يضطر على ترك ' نور ' أبداً وسيصل إليها في بعد الأنتهاء من الأجتماع .
وبعد أنتهاء من الإجتماع بعد ساعتين تقريباً ، اتجاهه بسرعة إلى البيت وصل إلى الغرفة وجدها ساكنه أنه غاب عنها عدة ساعات فقط لكن حقاً اشتاق إلي أعنـ ـاقها ورائحتها التي كانت رائحة الفانيليا التي تسكره دائما .
أما هى تذكرت مغادرته بالأمس فهو إذا كان حقيقه لا تستطيع مسامحته أنه تركها تعاني وحدها أما إذا كان من تخيلتها في قد تسامحه فهو لم يغتفر ذنب و…
قطعت خيوط أفكارها جعلتها قد توقفت عن التفكير بصدمة جعلت أنفاسها توقفت على الفور :
ـ أنا آسف يا حبيبي آسف ، أنا عارف أنى عملت غلط اني سبتك إمبارح بس مقدرتش اسيبك سامحيني .
هذه الجملة قصيره سهله ولا تبالي من بعض ولكنها أثرت عليها جعلت جـ ـسدها يرتعش على الفور مما ابتعدت عنه بصدمة وغيمة الدموع تمتلئ في عينـ ـيه وهي تنظر له وتتذكر كل ما حدث بالأمس فهو كان حقيقه ، نعم كان حقيقة ، تذكرت مكالمة ' كاميليا ' التى كانت بالأمس وتذكرت تهديد أحدهم يهددها في المرأة ، تذكرت أنها كانت سوف تقتل نفسها ولا تستطيع أن تتذكر ماذا حدث بعدها هربت من أمام عينـ ـه التي كانت تتبعها بصمت ، اتجهت بعيد عن مرمر عينه بسرعه كأنها تهرب وبشده
اتجهت إلي الأسفل وجدت الجده حميدة علي رأس السفره وبجانبها ' كاميليا ' التى لا يعرفون وجدها بالأصل .
ـ متخفيش يا قلب تيته نوح قالى أن هيطلق مراته لما يجيب منه الورث ويتجوزك .
ردت كاميليا بحزن واضح على نبرتها :
ـ بس هو واضح أن لسه بيحب رانده يا تيته .
ضحكت الجده بسخريه وهي تهتف بمرح لأول مرة :
ـ متقوليش كده يا روح تيتا ، نوح ورانده اخوات فى الرضاعه زي يمَن كده يعني مش هينفع .
ابتسمت كاميليا بلهفة وهي تهتف بسرعه :
ـ بجد يا تيته يعني نوح فركش خطوبتي مني عشان الورث .
بينما أبتسمت بشر هذه المرة سحق قلب ' نور ' بألِم :
ـ طبعا يا قلب تيته ، انا بس صابره أن يجيب حفيد النويري منها ويتجوزك واحنا متفقين على كده ومتفقين أن كل شويه ازعل نور عشان هو يدافع عنها ويضحك عليها عشان ياخد ثقتها ، نوح مُصر علي نور لأنها مالهاش حد وكده كده واحده كانت مُطلقه وطلقها مات ، والكل بيقولوا عليها لعنة ، عرفتي ليه نوح اختارها ؟.
كفي حديث وأوهام كفي فهى لم تعد تستطيع أن تتحمل بعد ، في يكفي بها ، فهي قد عرفت ما نهاية المطاف ولكن ستغيره ولكن بطريقتها هي .
شهقت من البكى وسرعان ما أخفتها بيـ ـدها الصغيرة حتى لا تصدر صوت ينبهم أنها كانت تسمع حديثهم منذ قليل
اتجهت الى غرفتها سريعا وهي لا تستطيع الوقوف على قدميها مجددا لا تستطيع ان تسمع حديثا آخر فهي يجب عليها أن تهرب من هذا العالم الذي يشبه الهلاك الذي ترى
كـ انها طفله ضائعه في غابة الذئاب لا تستطيع الوصول إليه لا تستطيع الوصول الي البيت التي هربت منه ولكن قد قضي عليه الأمر ولا تستطيع الرجوع اليه ولكن يجب عليها الرجوع فهو مكان ممتلئ بالامان أما هذا المكان ممتلئه بالشر والحقد الذي تراه في كل مكان وكل ركن من أركان القصر
جلسه على الأرضية وهي تبكي بقوه ولا تستطيع ان تداوي قلبها ، أو تضم قلبها فهي الان تريد أن تهرب من هذا المكان ولا تريد شيئا آخر غير أن تحيي حياه سويه ليس أكثر من ذلك بعيدا عن المشاكل والحقد الذي تراه في هذا المكان فهي لم ترى هذا الحقد والكره إلا في هذا القصر تذكرت الرحيم ومعاملتها الحنونه منذ أن كانت صغيرة ولكن تذكرت قسوته ايضا عندما بعد عنها وتزوج بغيرها ، لا تعرف الوصول الى نهايه المطاف ولكن يجب عليها ان تصل الى نهاية المطاف حتى تضع لها النهاية ، فـ ' نور عدلى السيوفي ' التي تضع النهاية بنفسها لا احد يضع النهاية وهو ليس من حقه
رفعت يديها الصغيرة أزالت دموعها بكثرة ولكن اخذت الوعد من قلبها الذي يتألم بقوة :
ـ انتم كلكم شفتوا نور البريئه اللي عمرها مش بتزعل حد لكن انتم مصرين تشوفوا نور القويه اللي ما حدش عرف ابدا يتغلب علي قوتها مفيش حد قدر يعمل كده ولا حتي عائله النويري .
ضحكت بسخريه بين لعبه القدر التي يلعب معها فهي في كل مره ، فـ القدر يلعب لعبته ويضعها في مكان دور الضحية دوماً ولكن هذه المره لا تستطيع أن تقف وتشاهد الأمر من بعيد فالأمر هذا يخصها وحدها ولا يستطيع احد ينقذها غيرها فقط ، هي التي تحارب على هذه المعركة فهي سوف تخمد هذه النيران التي تشتعل في قلبها وسوف تخمد هذه المعركة التي تضع نهايتها ، فهي ليس أول معركة لها ولا أخر معركة حاربتها ، فهي دوماً تحارب من اجل الحفاظ على قوتها ولكن هذه القوة سوف تتغلب على تلك النيران التي يشتعـ ـلونها عائلة النويري .
ولكن صبرا صبرا يا عائلة النويري ، فهذه المعركة سوف تأخذ كل الأشياء التي حركت قلبها بقوة كبيرة وجعلته يتألم ، انتوا من بدءتوا هذه المعركة وأنا التي سوف تنهيه .
❈-❈-❈
كانت تنزل من الدرج على عجلة من أمرها ، فهي قد تأخرت علي ' كمال ' وكثيرا ، في اليوم اتفقوا عن معاد يتحدثون فيه عن أحوال الصفقة في مكان المشروع حتى يدرسوا جيداً ، فهي قد استيقظت متأخرا عن معادها كيف لها أن تشرح الأمر له ؟؟ .
رأت جدتها ' حميدة ' هي ' كاميليا ' يتحدثون ويتهامسون ألقت عليهم تحية الصباح على عجلة وتخرج بدون أضافة كلمة واحدة تركتهم مازالوا يتهمسون مع بعضهم البعض ولكن لا تشغل تفكيرها فهي تعرف جيداً أن الجدة حميدة تحُب ' كاميليا ' وتفضلها عنها وعن يمَن ولكن ما باليد حيلة فهي مهما فعلت في تظل جدتها وتحبها مهما فعلت .
ركبت سيارتها بسرعة وهي تنطلق إلى الاستعداد إلي المكان الذي اتفقوا عليها مكان المشروع.
وبعد دقائق وصلت إلى المكان وخرجت من سيارته وجدته ينظر إلي الساعة بملل شديد مما شعرت بالحرج وهي تغمض عينـ ـيه
وقفت أمامه وهي تبتسم ابتسامة بلهاء قبل أن تهتف بأي شئ حتى سخر منها ' كمال ' :
ـ أسمع أن وعد النويري بتحترم مواعدها جداً وبتيجي في المعاد بالظبط لكن اللي مش عارفه أنها بتحترم المعاد اوي كده.
نظرت لها باستنكار من سخريته الواضحة التي كانت على نبرته هو ، يسخر منها هو ، فهي معروف عنها أنها دقيقة في المواعيد بشده ولا تستهين بالمواعيد أبداً ، فهذه مرتها الأولى التي تتأخر عن ميعاد بسبب أنها استيقظت فقط متأخر
ـ علفكره يا أستاذ كمال انا اول مره اتأخر وده بسبب أنى صحيت متأخر ، وكل ده بسببك .
نظر لها باستنكار وبسخريه واضحه مما غضبت بشدة وهي تكمل بغضب ليس هين أبداً وغيظ شديد منه وعينـ ـيه يشعلون من الغضب :
ـ ايوا بسببك متبصليش البصة دي ، في حد يبعت الأيميل ويناقشني فيه الساعة 1 بالليل ؟؟ ، وفضلت تدرسه معايا لحد الساعه 3 ؟؟ ، في طبيعى واحدة تنام متأخر فـ اكيد هتصحي متأخر وده عشان قله زوقك واستفزازك وبتكلمني اني بحترم المواعيد ، اه بحترمها بس لما الأشخاص اللي بشتغل معاهم يبطلوا يبعتوا في وقت متأخر اكيد هكون جايه على المعاد كمان وبالدقيقه .
ختمت جملتها عقدة ساعديها أمام صـ ـدرها ترفع أحد حاجبيها بغضب أو غيظ لا يعرف أن يحدد إذا كان غيظ أما غضب كل ما يعرفه أنها تشـ ـتعل اشتعالا سوف يحرقه وهو واقف أمامها ، ماذا قال لها حتي اندفعت به بهذا الشكل المُريب ؟؟
فهو يسمع أن أحفاد عائله النويري الفتيات أكثرهم قوة هي ' وعد ' التي كانت قوتها تهز جبل ، ابتسم على ثغره ابتسامة لعوبة وهو ينظر إلي غضبها التي لا يعرف سببه من الأساس :
ـ اهدي كده وقولي أنا عملت ايه عشان تفتحي الراديو ده كله ؟؟.
كادت سوف تتحدث بعصبية مُفرطه هذه المرة ولكنه قاطعها بحديثه البارد :
ـ أنا عايزه اعرف أنتِ مدايقه عشان خاطر قولتلك اتأخرتي عن مواعيدك ، ولا عشان خاطر سهرتك امبارح ، الأيميل شوفته بالصدفه وكنت عايز اخد رايك في حاجه وخدها ايه المشكله ، انا مش فاهم لحد دلوقتي ايه اللي مضايقك ؟؟
هتفت هذه النبرة باستفزاز وهي تقترب منه بغضب :
كلك ، كلك على بعضك مضايقني بس مضطرين لحد ما الشاركه دي تنتهي.
ختمت جملته وهي تنظر له عن قرب وقد غرقت في ملامحه التي لم تعرف الطوفان أبداً ولا الوصول إلى النجاة ، فهي الآن تريد أن تظل تنظر له هكذا ولا تعرف لما ولكنه أفاقت على ابتسامة تزين ثغرة بمحبة وأضحه جعلتها تبتسم على ابتسامته بدون انتباه :
ـ وأنا مش عايزها تخلص .
ختم جملته وهو يقترب أكثر حتى شعرت بأنفـ ـاسه الساخـ ـنة تلفح بشرتها مما دق قلبها بقوة كالطبول تقسم أنه يسمعها الأن من شدة طرقهم ، ما الذي يحرك قلبه تجاه ؟؟ ، ما المميز بيه التي يجعلها أن تريد أن تظل معه هكذا طول حياتها ؟ ، في الآن إدراكت أن قربها هذا من ' كمال ' فهو خطير عليها وعلى قلبها ، ابتعدت عنه وهي تصل إلي مكان العمل حتى تنفذ المشروع بأسرع وقت فهي الآن تريد أن تنتهي من عملها حتى تهرب من مرمر عينـ ـيه ، ولكن لا تعرف أنها مهما تظل تهرب لا تستطيع أن تهرب أكثر لأن قلبها أصبح مع شخص أخر .
❈-❈-❈
ـ نوح ، نوح
قالتها نور وهي تدخل الغرفه وهي تبحث عنه في كل مكان ولكن لم تجده وبعد أقل من الثانيه خرج نوح من المرحاض وهو ينظر لها بغضب من صوتها العالي :
ـ في ايه يا نور بتزعقي ليه ؟؟
اقترب منه وهي تهتف بنبرة لا تقابل النقاش :
ـ عايزك في حاجة .
كان ينظر لها بغضب ولكن حينما أقتربت أكثر من أمامه الغضب بدأ يتلاشى رويداً رويداً وهو ينظر لها بحُب كأنه ساحرة استحوذت علي عقله وقلبه معاً لا يدري بأي شئ إلا وهو يهمس بضعف أمامها لأول مرة ولا يحاول تبريد تلك النيران التي تشتعل جـ ـسده بقوة وهو مازال ينظر لها بُحب وشغف وهو يبعد تلك الخصلة التي سقطت إلى عينـيه التي سقطت للتو :
ـ مقولتليش كُنتِ عايزنى فى ايه؟ .
نظرت له نظرة مميتة وهي لا تبالي بنظراته التى تطرق قلبها بقوة مانعاً إياه من سؤالها التى يقلب موازين واولهم نظراته :
ـ أنت كُنت خاطب كاميليا وفركشت ليه؟؟
ابتسم هو علي سؤالها الغير متوقع والتي رأى فى عينيه غضب كبير تجاه الأمر مما قلبه طرق كالطبول بقوة فهو رأها غاضبة بسبب سؤالها التى تريد أن تعرفه وبقوة كبيرة :
ـ فركشت عشان مكنتش بحبها كُنت بعاملها على أساس اختى وبس .
بينما أكملت بخبث شديد وعينيه يجتمعون بغيمة دموع :
ـ و أنا اتجوزتني ليه ؟؟
ـ عشان بحبك يا نور بحبك وهفضل اقول بحبك لحد ما اموت وهتفضلي مراتى وعلى ذمتي برضوا لحد ما اموت .
وقفت هي بحدة ومازالت عينيه يجتمعوا غيمة دموع على وشك السقوط وهى تتذكر حديث مع ' الجدة ' و ' كاميليا ' مما ضحكت بسخرية على سذاجتها وكذبه لها :
ـ طلقنى يا نوح وكل واحد يروح فينا من طريق انا مش هقدر اكمل .
وقف هو بحده وهتف بصوت جهوري جعلها ترتعش مكانها وهو يهتف بعصبيه ويقلب الغرفة رأساً على عقباً :
ـ هتفضلي ملكي يا نور لحد ما انا عايش ومش هسمح لمخلوق يقرب منك لانك بتاعتي انا وبس.
اغمضت عينـ ـيه وهي تحاول أن تتفادى غضبه لها ولكن لا تعرفه أنه لا تتفادى ، هل هناك شخص يتفادي بالجحيم؟؟ .
رفعت مقلتيها بعد أن سمعت السكون نظرت في كل الاتجاهات ولم تجده مما اخرجت تنهيدة قوية محملة على صـ ـدرها بقوة كأنها تخنقها حتماً .
❈-❈-❈
كانت تجلس على الفراش تعمل علي أحد الصفقات التي كلفتها ' وعد ' حتى تضيع عملها فهي قد أرهقت من كثر التفكير بـ ' أيان' فهي الأن تريد أن تضيع وقتها حتى لا تفكر به فهي تريد أن تنسى ليس أكثر قاطعه من تفكيرها صوت اهتزاز هاتف مما نظرت إلي الهاتف بحيرة وجدته ' أيان ' مما تغير وجهه بصدمة ، ماذا يريد منها بعد ما كسر قلبها بدون شفقة ، إلم يكتفي بعد ؟؟ ، فهي لم تعد تحتمل أبداً تصرفاته فهي لعنت قلبها وحياتها حين أدخلت هذا الشخص الي حياتها ، تجاهلته كالعاده ولكن مازال يتصل مرار وتكرار ولم يكتف بعد ، ظلت تتابع عملها ببرود كأنه لم يحدث شئ وبعد دقيقه اكتفي من الأتصال ، ابتسمت بعد أن انهيت عملها بنجاح ، وبعد ما انهيته ، ارسلته لـ ' وعد ' قالت لها انها في طريقها للبيت الأن .
كادت أن تخرج من الغرفة ولكن شخص ما جاء إلي الشرفة بسرعة كبيرة وهو يمسك يـ ـدها ويضع يـ ـده الكبيرة على فمها حتى لا تصدر صوت ، جـ ـسدها قد تشل تماما ولا تستطيع الحراك حينما نظرت إلي وجه الشخص وما هو إلا ' أيان ' الذي ينظر لها بحب وهو يهتف بنبرة رجاه :
ـ يمَن عايزه اتكلم معاكي ، ومهما كان ردك ايه ، انا هكون راضي بس لازم تسمعيني .
أبعدته عنها وهي تصيح بجنون وتتذكر حديثه اللذع الذي كسر قلبها إلى أشلاء صغيرة :
ـ وأنا مش عايزه اقابلك مش عايزك تقربلي ، ابعد عني مش طايقك بجد .
اجتمعت غيمة دموع في عينـ ـيه مما نظرت بصدمة له ، فهو لم ترى بهذه الحالة أبداً :
ـ يمَن هما خمس دقائق ارجوكي .
كادت أن ترفض و لكن قاطعها بألم هذه المرة وعينـ ـيه التي كانت ممتلئة بالدموع علي وشك السقوط :
ـ ارجوكي يا يمَن
ختم جملته وهو ينظر لها بأمل مما هزت رأسها على مضض وافق بسرعه وهو يهتف باشتياق :
ـ متتصوريش انا فرحان قد ايه انك ادتيني فرصه اشرحلك .
ختم جملته وهو ينظر لها فوجدها غاضبة منه بلا تشتـ ـعل غاضباً بينما اكمل بنبره هادئه يكسوها الحزن بخبث :
ـ انا بحبك يا يمَن ولحد دلوقتي شاركي ، بس كان غصب عنى أعمل كده .
نظرت له باستنكار من حديثه :
ـ غصب عنك؟؟
بينما أكملت بسخرية وهي تتضحك بقوة :
ـ غصب عنك ايه ، غصب عنك انك تتهمني انا بالخيانة ، انت متعرفش أن نوح اخويا ، غصب عنك أنك حاولت تذلني انت وخطيبتك من حفلة خطوبتك ، ده كله وغصب عنك لو كنت قاصد بقي كنت هتعمل ايه ؟؟.
صاح بحده بدون أن يقصد وهو يقترب منها بغضب : ايوا كان غصب عني ، بنت عمك جات هددتني في مكتبي و أن لو معملتش كده هتسبب بابا وتخرجه من المستشفى .
شهقت بصدمة وهي تهتف باستنكار وغير مصدقة حديثه :
ـ وعد استحاله تعمل كده انت كداب .
نظر لها بألم يكسو ملامحه ببراعة جعلها تصدق وهو يخرج من جيبه ورقه :
ـ لو مش مصدقني فيكي تقرائي الورقه دي ، لما جتلي المكتب وقالتلي عايز كام ورفضت في نفس اليوم طلعت بابا من المستشفى .
قرأت الورقة جيداً أنه بالفعل أحدهم أخرج والداها بتاريخ 3/3 نظرت له بصدمة غير مصدقه وفي ثواني أخرج من جيبه هاتفه وهو يراها الفيديوا والتي كان عبارة عن وعد وهي تجلس أمام ' ايان ' ذلك اليوم التي جاءت فيه ' وعد ' حتى تنفذ خطة ' رانده ' التي قالت عليها والخطه نجحت مثل ما خططوا وأيان أخذ المال ولكن لا تعرف ' وعد ' أن ذلك الحقير يصورها ويوماً يستخدمه ضده وقد جاء ذلك اليوم .
افتحت الفيديوا بهدوء وقلبها يطرق بقوة وهي تنظر إلي الهاتف وأنفاسـ ـها أصبحت مضطربة الأن
أجابها بسخرية وخبث :
ـ ايه ده كله، وعد النو….
قطعته هي بحديثها الذي كان مليء بالسخرية :
ـ وعد النويري لحد دلوقتِ معاك وفي صفك، عشان كده جيلك واقولك طلباتك ايه وتبعد عن يمَن؟
قالها استنكار وسخرية :
ـ ايه ده، ايه اللي انتِ بتقوليه ده، هو انتِ فاكريني أني بلعب بـ يمَن ولا ايه؟
ضحكت بسخرية وهي تهتف بسخرية نفس نبرتها :
ـ الشغل اللي انت بتعمله ده مش هياخد عليا، عشان انا عارفه واثقه انك مش بتحب يمَن لاسف وهي مش شايفه ده، في شغل اللي بتصدقه يمَن مش هياخد عليا، لآخر مرة هسألك طالبتك ايه؟
أجابها بسخرية هو الآخر وهو يهتف بحزن بارع :
ـ كان نفسي تصدقيني، بس لاسف.
أوقف الفيديوا وهي لا تصدق أبداً نظرت إلي تاريخ الفيديوا وجدته بتاريخ 3/3 نفس خروج والد ' ايان ' من المستشفى رفعت نظرها وعينـ ـيه ممتلئون من الدموع وهي تهز رأسها بلا ولا تصدق أبداً أن إبنه عمها و مثابه شقيقته الكبرى تعمل هذا بها أخرج من جيبه شيك وهو يهتف بنبرة هادئة مغلفة بالخبث الذي بداخله :
ـ ولو مش مصدقيني ممكن تشوفي الشيك اللي كتبته ليا عشان اعمل كل ده فيكي وفوقيهم تسيب بابا يتعالج .
نظرت إلي الشيك وجدت امضاء ' وعد النويري ' التي تعرف خطها عن ثقب نظرت إلي التاريخ وجدته بتاريخ 3/3 نفس التاريخ !.
كادت أن تقع من كثر البكاء ولكن عانـ ـقها بخبث شديد وهو يهتف بحُب كاذب ولكن مثله ببراعة جعلها تصدق :
ـ أنا عملت كده عشان خاطر بابا يا يمَن سامحيني ، الشيك مصرفتش منه حاجه لان مش محتاج اي حاجه غيرك.
شهقت من البكى وهي مازالت تعانـ ـقه بحزن أنه قد ظلمته معه وصدقت ' وعد ' الكاذبة ولكن لم تفهم لما وعد تفعل ذلك :
ـ أنا آسفة يا حبيبي اني ظلمتك غصب عني ، انا لحد دلوقتي مش مصدقه ليه وعد تعمل كده ؟.
أخرجها من اعانـ ـقه وهو يهتف بخبث ملئ بالسم الذي بداخله تجاه عائله النويري :
ـ غيرانه منك ، ايوا غيرانه شايفه انك لقيتي حب عمرك وهي لا ، في قالت ازاي انا الكبيره وملقتش وهي الصغيرة تلاقي .
بكت من تفكير ' وعد ' الحقـ ـير فهي كادت أن تخسرها حُب عمرها ولكن لن تسكت لها والي تمردها الذي اغضبها .
سمعت صوتها في الأسفل مما خرجت من الغرفه بعصبيه شديده بدون أضافه أي كلمة جعلت هذا الخبيث يضحك بشر وهو ينوى فعل اشياء ضد عائله النويري بأستخدام ' يمَن '
كانت في الأسفل تبحث عنهم ولكن لم تجد أحد صعدت الى الدرج حتى تصل إلي غرفتها ولكن توقفت حين يمَن وقفتها في طريقها كادت سوف تبتسم لها ولكن قاطعتها بصفعة دمية على وجهها بقوة مما جعلت ' وعد ' تطلق تأؤه بألِم وهي تنظر إلي يمَن بصدمة ، كيف تتجرأ يمَن وتصفعها بهذه الطريقة في ' وعد ' الكبيره عنها كيف تضربها هكذا كادت أن تتحدث لها بغضب أعمى وهي تدفعها إلى الخلف مبعدا إياها :
ـ ايه اللي أنتِ بتعمليه ده ؟؟ ، أنتِ اتجننتي ؟؟.
صاحت هي الأخرى بحده وعصبيه :
ـ أنا فعلا اتجننت اني صدقتك ، عملتلك ايه انا يا وعد عشان تعملي فيا انا كده ، أنتِ بتقوليلي ايه اللي انا بعمله ده ايه اللي أنتِ بتعمليه ده .
ختمت جملتها وادفعت ' الشيك ' الذي يخص أيان الذي كتبته نظرت بصدمة إلى الشيك الذي دفعته يمن نحوها ونظرت لها بصدمة هتفت بهدوء عكس ما كانت تشعر بداخلها :
ـ مين اللي اديكي الشيك ده ؟؟.
اقتربت منها بعصبية مفُرطه وقد اغتاظت من برودها وهدوئها الذي يلعب بأوتار جـ ـسدها بعصبية :
ـ ايه مش لاقيه تكدبي كدبة تانية بس احب اقولك انك انكشفتي قدامى .
اجابتها بعصبية هي الأخرى وقد طفح بها الكيل من العاب ' ايان ' :
ـ أيان دي بيكدب عليكي صدقيني ، هو اللي كان طالب المبلغ بنفسه اساليه قدامى كده ؟؟.
اقتربت منها وهي تدفعها إلى الخلف بعصبية وقد تنست تماماً أن خلفها الدرج :
وأسأله هو ليه ، ما انا هسألك أنتِ ، بس أنتِ كدابه ، كدابه .
ختمت جملتها ودفعتها بعصبية مما صرخت بفزع وجسدها يرتطم إلى الدرج وهي تصرخ بخوف مما شهقت ' يمَن ' بصدمة وهى ترى جـ ـسد وعد مازال يسقط إلى الدرج ، وحين توقفت عن الصراخ رأتها غارقة في دمائها والجميع ينظرون لها بفزع
❈-❈-❈
بعد ساعتين
كانت تجلس في الغرفة تنتظر اتصال ' نوح ' يطمئنها على ' وعد ' فهو رفض تماما أن نور تذهب معهم فهى متعبة بشدة ومنذ الصباح تعانى من ' ضغط ' يجعلها تشعر بأن الأرض تميد بها ، اتصلت على ' نوح ' الذي لم تعرف عددها حتى الآن من كثر الاتصالات ولكن لا يرد شعرت أن قلبها يتوقف في أي لحظة من كثر القلق .
وقفت بهدوء وهي تحاول أن تستعيد قواتها من ذلك الدوران الذي يصيبها بشدة ، وبعد أن شعرت بدوار أخر جلست على الأريكة مرة أخرى بعد أن وقفت وعينـ ـيه تمتلئ بالدموع شاعره أنها لم تكن موجودة إنما في عالم أخر مع ذلك الدوران .
فتحت هاتفها وهي تتصل علي ' نوح ' مرة أخرى وسرعان ما رد عليه بصوته المتعُب والتي كان ممتلئ بالقلق :
ـ الو يا نور
حاولت أن تتحدث ولكن لا تعرف كيفية الحديث فهي متعبة و بشده لدرجة أنها لم تستطع أن تقف وحدها من ذلك الدوران الذي كان مثل اللعنة لا يترك رأسها بسهولة.
أما هو قلق عليها من صمتها الدائم فقط يسمع صوت أنفـ ـاسها التي لعبت على أوتار جـ ـسدها بقلق صاح بقلق هذه المرة ليست على وعد إنما عليها :
ـ نور ، أنتِ كويسه مالك يا حبيبي .
نظرت الى كوب العصير الذي شربته قبل أن يصيب ذلك الدوران رأسها وقفت بصعوبة ولكن الدوران أصاب رأسها أكثر مما شعرت أن الأرض تميد بها وغيمة سوداء تستولي عليها مما استسلمت لها بكامل إرادتها .
شعر أن أحدهم وقع يظن الهاتف ولكن ما الذي أوقع الهاتف ، أصابها شئ ؟؟ ، عند تفكير هذه الجملة أصابه الجنون أكثر وهو يركض إلي الخارج تحت أنظار عائلته التى كانوا يهتفون بحيرة من أمره .
وبعد أن وقعت في الأرضيه سرعان ما جاء شخص متخفي يحملها ويضعها على الفراش براحه أخرج ' حقنة ' ممتلئ بالمادة التي كانت بلون البنفسج لم تكون واضحة وسرعان ما وضعها داخل ذراعيها بسرعه وأعطاها لها تلك المواد وبعد أن أعطاها لمس جذور شعرها بحنان كأنه ابنته وهو يبتسم لها :
ـ هتبقي كويسه طول ما انا جنبك وهفضل احميكي طول ما انا عايش ، انا مضطر ابعد عنك بس في الوقت المناسب هظهرلك وهتعرفي كل حاجه .
ختم جملته وهو يغادر ولكن قبل أن يغادر نظر لها ورفع الكاب الذي كان يلبسه والصدمة كانت …
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية أرهقته حر با، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية
…