-->

رواية جديدة فاتنة والهوى لأميرة أحمد - الفصل 16

 

قراءة رواية فاتنة والهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية فاتنة والهوى

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أميرة أحمد


الفصل السادس عشر

رمضان كريم وكل سنه و أنتم طيبين



 


" أنت بتطردنى يا بابا؟" 


نظر إليها متعب و بسخريه قال " دلوقتى بقيت بابا؟ و لمى جيت و طلبت منك تتنازلى عن القضيه مكنتش أبوكى..!" 


فتون بصراخ " لانك مش حاسس يا بابا مش حاسس باللى عيشته ولو قولت مليون مرة." 


متعب بقوة " ببقى تطلعى برة، مالكيش مكان فى البيت دا " 


فتون باعتراض " يا بابا.." 


لم يدعها تتحدث وهو يجلب حقيبتها التى جهزها من قبل و امسك بيد فتون وهو يرميها خارج الباب، و أغلق الباب بقوة فى وجهها 


كان التى بالخارج ليست أبنته من لحمه و دمه 


  نظرت إليه بدموع شديدة تملأ وجهتها حتى أصبحت لا ترى منها، مازالت على وضعها واقفه تنظر إليه بصدمه 

لا تتوقع ابدا أنه يفعل بها هذا أو يطردها من منزلها 


منزلها التى نشأت و تربت به منذ أن كانت طفله صغيرها عمرها يوم واحد، كان هذا بيتها و هم عائلتها الحبيبه لكن اليوم من طردها والدها و ومن اين منزلها؟ لا لا من منزله هو 


نزلت دموعها بكثرة وهى تونب نفسها ليتها لم تأتى إلى هنا منذ البدايه، ليتها لم تصدق حديث والدتها و أنها تلك المرة ستحميها لماذا صدقت هكذا حتى تتعرض لتلك الصدمه الجديدة منهم ؟ 


وقفت وهى تنظر للباب الذى أغلق فى وجهها بشدة و حقيبه ملابسها التى بجانبها ملقاة على الأرض بأهمال شديد يشبهها.. 


مسحت دموعها وهى تحمل  حقيبتها و تنظر للبيت مرة أخرى و كأنها توعدة ثم رحلت مذلوله 

خاسرة فى معركتها، و حياتها أيضا بسبب أحبائها..


فى الداخل


أقتربت منه زينب التى أستيقظت على صوت صراخهم، نزلت إلى ألاسفل سريعا ترى ما حدث و لم تستمع سوى اخر جمله وهو يغلق الباب فى وجه فتون أبنته 


و بدموع شديدة قالت بعدم تصديق " ليه يا متعب، ليه تعمل كده.. بتطرد بنتك؟ انت مجنون" 


أبتعد متعب عنها و هو يلويها ظهرها ثم قال ببرود 


" مش بطردها قد ما بربيها.." 


زينب بصراخ " بتربيها؟ أنت عارف انت عملت اى دلوقتى؟ بنتك إللى ما صدقنا انها ترجع هنا و تسامحنا تقوم تطردها و فى ألاخر تقول بربيها؟" 


نظر لها متعب وهو يقول بشذر" أنا معملتش حاجه غلط عشان اطلب سماح بنتك يا زينب.." 


هزت راسها بنفى و هى تتذكر جيدا ما فعلوة بها بألاخص هو أجبرها، الحياة التى عاشتها أبنتها و التى لم تريدها أبدا بكل حياتها 


عذابها لسنوات حتى هو لم يفكر أن يسأل عنها، أما هى فصدقت كلام أمل أن ابنتها بخير و أكتفت حتى تجعل ضميرها يصمت 


ضميرها الذى كان يؤنبها كل دقيقه عندما تتصل بأبنتها ولا تستمع لصوتها، فى كل مناسبه لا تراها كانوا يبرروا أنها مشغوله و تصدق هى 


و الان يأتى بكل بساطه و يخبرها أنهم لم يفعلوا شئ؟ لا لقد فعلوا الكثير لكنه هو لا يريد أن يعترف بذلك 


أبتعدت هى عنه و قالت بأستنكار " معملتش حاجه ؟.." 


و ضحكت بعلو صوتها و هى تراقب وجه الذى ينظر إليها بأستغراب 


لم يفعل لها شئ، حقا.. 


ضحكت كثيرا و عيناها تدمع من ما عاشته أبنتها، مجرد تخيل هذا يجعلها تريد أن تقتل نفسها حيا و أن لا تقبل بزواجهم مرة أخرى من البدايه 


لو يعود الزمن و توقف تلك الزيجه لو تمنع كل ما حدث من الحدوث، وقتها تقسم أنها ستعمل كل هذا 


متعب بأستغراب " بتضحكى على اى.." 


زينب بضحك" على كلامك و انك معملتش لبنتك حاجه" 


أختنق صوتها وهى تكمل " معملتش حاجه لمى أجبرت بنتك على جوازة هى مش عايزاها، معملتش حاجه لمى كنت شايف المعاناة إللى هى فيها و سكت، معملتش حاجه لمى سفرت و سبيتنى انا فى النار دى لوحدى تاكل فى قلبى و تنهش فيه.." 


و بصراخ أكملت" معملتش حاجه

لمى رجعت و بدل ما تجيب حقها تكون عايز تاخد حق إللى أذاها.. صح؟" 


و أقتربت منه تنظر داخل عينيه و قالت بدموع " ألاب إللى المفروض يبقى سند و يحمى أولادة هو نفسه اللى يأذيهم و بدل المرة أتنين صح يا متعب و فى الاخر تقول معملتش؟ " 


و أبتعدت عنه وهى ترمقه بنظرة يئس لم تتوقع هذا منه، ليس هذا الرجل الذى أحبته تلك السنوات و تزوجت منه 


ليس الشخص الذى وعدها بحياة ورديه سعيدة هذا شخص لا تعرفه ولا تريد أن تعلمه إيضا يكفى ما حدث منه 


و تحركت جهه الباب تريد أن تلحق أبنتها، لن تتركها بمفردها ابدا و لو حدث ما يحدث 


أوقفها متعب الذى أقترب منها وهو يقول بغضب" انتى راحه فين؟" 


أبعدت يديه وهى تقول بعنف" راحه اشوف بنتى إللى طردتها فى نصاص الليالى لوحدها كلاب السكك تنهش فيها " 


هز رأسه بنفى من حديثها الذى يرفضه، لا لن يدعها تخرج و أن تفشل كل ما إرادة أن يحدث 


لن يوافق على هذا لا و الف لا.. 


نظر لها و قال بصرامه " عايزة تخرجى أتفضلى بس وقتها هتبقى طالق يا زينب و بالثلاثه" 


هل سمعتم من قبل عن قلب تحطم لقطع صغيرة للغايه؟ ألان قد حدث و هى تنظر لزوجها بعدم تصديق و دموعها تنهمر على وجهتها بغزارة 


و كأنها تحلم نعم هى الأن فى حلم، لا بل كابوس بشع لا تريدة 


وهى لا تصدق ابدا يخبرها بالطلاق هكذا ببساطه و كان ما بينهم ليس حب او اى شئ أيضا 


قالها و كأنه لم يحبها قط، و ما قاله فى الماضى كان كذبه من أكاذيبه؟ 


هزت راسها و عيناها تدمع و قلبها يتحطم على يديه هو 


و الان و رغم كل هذا حسبت قرارها لن تفضل هنا معه مهما حدث أو يحدث ما يحدث 


تحركت جهه الباب و هى تفتحه و قبل أن تخرج أوقفها وهو يقول بحديثه و بعدم تصديق


" زينب انتى طالعه؟ انتى فاهمه دا معناة اى" 


أبتسمت بسخرية من حديثه و بدون أن تنظر إليه 


قالت بدموع " حلفت بالطلاق يا متعب لمجرد أنى طلعت عشان الحق بنتى مش حد غريب، و اللى يعمل كدة ميستاهلش أنى أعيش معاة ولو دقيقه بعد النهاردة 

كفايه العمر اللى راح.." 


و خرجت من الباب مع نهايه حديثها 


تلحق ابنتها التى لا تدرى أين هى الان، لكنها تدرى شئ اخر أنها الان أصبحت مطلقه من متعب و أنتهى الأمر 

و معه أنتهى حبهم..


❈-❈-❈



أسرعت نحو فتون التى تجلس على الرصيف تبكى بغزارة وهى تضمها بشدة لصدرها و تبكى معها 


رفعت فتون عينيها عندما شعرت بأحد يحتضنها و هنا كانت الصدمه أنها والدتها هى من أتت و حضنتها الان و هى التى ظنت أنها لن تأتى خلفها حتى لا تثير غضب والدها 


ظنت أنها ستتركها و لن تهتم بها و لكن تلك المرة خالفت توقعاتها للغايه 


نظرت إليها و قالت بصوت منخفض 


" ماما..؟" 


هزت زينب رأسها و قالت بصوت مختنق " أيوة ماما يا حبيبتى" 


فتون بعدم تصديق " أنتى سيبتى البيت و جيتى ورايه يا ماما؟ دا بجد؟ " 


أبتسمت زينب وسط دموعها وهى تحمد الله أنها أتت و لم تترك أبنتها وحدها فى تلك المحنة


لم تتركها لرأسها و تخيلاتها أن لا أحد يحبها، يكفيها ما حدث 


ضمتها زينب لحضنها مرة أخرى و قبلتها على رأسها قبله صغيرة و قالت 


" أيوة يا فتون جيت و مستحيل أسيبك تانى يا حبيبتى لو حصل اى.." 


فتون بأعتراض رغم سعادتها أنها أتت " بس بابا" 


تنهدت زينب و هى تتذكر حديث متعب لها و عن خروجها، و الغريب أنها تلك المرة لم تصمت ابدا له ولا لأوامرة 


شردت قليلا هل تكذب على فتون و تخبرها أن كل ألامور بخير أو تصمت نهائيا؟ 


و وصلت أجابتها بالنهايه عندما قالت 


بحزن" أبوكى طلقنى يا فتون" 


خرجت شهقه من فتون وهى لا تصدق ما قالته والدتها، تعرف الحب الشديد الذى بينهم و الذى يتمسك به كل شخص منهم 


ف ما الذى حدث الان حتى يفعل هذا و يطلقها بمنتهى البساطه؟! 


ابتعدت عن والدتها و قالت بعدم تصديق " بس يا ماما بابا بيحبك و مستحيل يطلقك " 


أرتسمت بسمه ساخرة على وجه زينب كانت تعتقد مثلها أنه يحبها ولا يستطيع العيش بدونها 

لكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن و تلك الرياح قد أقتلعتها و رمتها خارج بيتها 


نظرت لفتون و قالت بتنهيدة " أنا كنت فاكرة كدة زيك يا فتون، بس الحب مش كل حاجه يا حبيبتى

فى ثقه فى احترام فى تفاهم و دا للأسف متعب مقدمهمش ليا و طلقنى ف الاخر " 


و إنهت حديثها وهى تمسح اخر دمعه من عينيها 


ام حديثها لم يقنع فتون ولو بذرة، كل ما قالته يقدمه والدها لها و منذ سنوات يحبها و ياخد رأيها فى كل شىء يعمله 


ف ما الذى تغير الان حتى تقول هذا الحديث؟ بالتأكيد هناك شىء أخر لا تعلمه هى 


نفت وهى تقول " فى حاجه تانيه يا ماما مش كدة؟" 


رفعت زينب نظرها لعيون ابنتها التى يغمرها الحزن و هى تفكر هل عليها أن تخبرها الان ما حدث و تزيد من حزنها أو تصمت حتى تمر تلك الفترة بخير؟ 


و قد اختارت الاجابه الثانيه فيكفى ما حدث لأبنتها 


أبتسمت بسمه خفيفه على وجهها و قالت 


" مش دلوقتى يا فتون تعالى نشوف هنروح فين دلوقتى " 


و ثم وقفت وهى تجذب فتون من يديها تقف بجانبها، وضعت يديها فى جيب عبائتها تبحث عن هاتفها و لكنها لم تجدة 


تنهدت بيأس وهى تقول لفتون " معاكى تليفون ؟ " 


أومئت فتون وهى تفتح حقيبتها تعطيه لزينب التى أستعملته على الفور وهى تتصل بأبنها 


و دقائق حتى إجيب و قالت سريعا " أيوة مصعب الحقنا" 


و ان كان قدرك لا يسرك و يقف ضدك 


فتحداة انت و غيرة بيدك 


فلا تنتظر أن يأتى أحد إليك و يغيرة فهذا لن يحدث أبدا 


❈-❈-❈



لم يتأخر مصعب الذى كان خلال ربع ساعه لديهم 


ترجل من سيارته سريعا وهو يقترب من والدته يقول بخوف " فى اى يا ماما قلقتينى، أنتم واقفين فى الشارع ليه كدة ؟ " 


ربتت زينب على ذراعه وهى تقول " مش وقته يا مصعب ، حبيبى معلش عايزين نروح اى بيت دلوقتى " 


مصعب بعدم فهم " بيت ليه ما بيتنا موجود، و يعنى اى مش وقته يا ماما ما حد يفهمني يا جماعه " 


أقتربت فتون و هى تقول " فى الطريق هنقولك كل حاجه بس ياريت نمشى من هنا " 


مصعب و هو على وشك الجنون " فتون انتى وشك ماله انتى معيطه؟ حصل اى يا ماما " 


لم تستطيع زينب أن تمسك أعصابها أكثر من ذلك و مصعب لا يراعى حالتهم هما ألاثنين بل و يظل يتساءل عن السبب 


صرخت زينب فى وجهه وهى تقول " فى اى يا مصعب ما قولنا هنقولك كل حاجه ولو مش هتعرف تساعدنا اتفضل أمشى انت كمان " 


رمقها مصعب بصدمه زينب معروف عنها هدوئها الشديد دوما و اول مرة تصرخ به هكذا فلماذا فعلت، بالتأكيد هناك شىء خطير قد حد بغيابه


هز رأسه وهو يقول بتنهيدة " فى بيت ملكى شاريه من زمان بس مش هنا فى أول القاهرة.." 


قاهرة، مدينه كبيرة للغايه و هم الذى كانوا يعيشون فى قريه تحيط بهم هم فقط 


هل الان سيخرجون من هذا العالم لعالم اخر لا يعرفوة ولا يعرفوا به احد؟ 


تحدثت فتون سريعا وهى تقول " مش بعيد دا يا مصعب ؟" 


هز رأسه بنفى وهو يقول " ساعه و نص من هنا لهناك بالعربيه يا فتون تعالوا كل حاجه هناك جاهزة متقلقوش" 


اومئت فتون  وهى تتجه تركب بجانب بدر و زينب فى الخلف و انطلقت السيارة و كلا منهم بداخله هم لا يحتمل 

لم يرى أن هناك سيارة أخرى تتابعه فمن هذا يا ترى؟ 


بعد ساعتان 


نزلت فتون من السيارة وهى تيقظ زينب التى غفيت بالخلف و ثم تطلعت حولها فى العمارة الذى يقف أمامها مصعب 


عمارة كبيرة للغايه و السيارات التى تتحرك حتى بعد منتصف الليل 

هذا عالم غريب لم تحياة، فعندها كان بعد العاشرة للبنات ممنوع الخروج 


خرجت من شرودها على صوت مصعب الذى قال 


" يلا عشان ندخل يا فتون.." 


هزت راسها وهى تتجه مع والدتها إلى أعلى و مصعب يحمل حقيبتها و يسبقها 


ركبوا الاسانسير و فتون تنظر لكل شىء أمامها ليس اندهاش و أنها عدم تصديق أنها خرجت من ذلك الوكر مثلما تمنت و هى طفله صغيرة لم تتم العاشرة حتى 


و تلك كانت أمنيه لها أن تترك ذلك العالم و ترى عالم آخر فهل هذا بدايه لتحقيق أحلامها ام ماذا ؟ 


خرجت معهم إلى الخارج و وقفوا أمام الشقه رقم خمسه الدور الثالث 


فتح مصعب الباب و دخلوا معا الى الداخل 


أبتعدت عنهم فتون وهى تتطلع إلى الشقه و ما بها بأعجاب شديد فالشقه كانت جميله جدا لا بل رائعه 


اقترب منها مصعب وهو يقول ببسمه " ها عجبتك؟" 


فتون ببسمه " جميله جدا " 


أبتسم مصعب و قال " طب انا هنزل انا و ماما نجيب اكل عشان مفيش حاجه خالص و بالمرة أعرفها على المحلات هنا و هاجى عشان اعرف اى اللى حصل فى البلد و متقلقيش الحته هنا أمان جدا " 


هزت فتون رأسها ببسمه و هى توافق على حديثه، ثم أغلقت الباب خلفهم و دخلت جوة تستكشف الشقه 


و لكن دق الجرس مرة أخرى فأتجهت تفتح و هى تقول ببسمه " شكلك نسيت حاجه يا مصعب.." 


و أنتهى الحديث من على شفتيها وهى تتطلع للواقف أمامها يرمقها ببسمه تبغضها للغايه 


خفق قلبها وهى تشعر برعب شديد يحتل كامل جسدها و أطرافها التى لا تقوى على تحريكها ألان  كما لو أنها ترى وحش عملاق أمامها 


و قالت بخوف شديد " بدر..؟" 

يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أميرة احمد من رواية فاتنة والهوى، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة