-->

رواية جديدة عشق الرعد لسماء أحمد - الفصل 27

 

قراءة رواية عشق الرعد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية عشق الرعد

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سماء أحمد


الفصل السابع وعشرون




في أحد الأيام في قصر الشافعي

جلس رعد أمام عشق التي لم تتوقف عن البكاء لحظة من أكثر من ساعة، وظيفته يمسح دموعها أحيانًا ويضـ ـمها آخرى، مـ ـسك ذقنها يمسح أنفها بمرح 


رعد وهو يقرص خدها : كفاية بقى، ما تثبتي على جهة أنتِ كمان


عشق ببكاء : يوسف أخويا يا رعد 


رعد مقلدًا إياها : يوسف اخوكي يا رعد، طيب بكفاية عايط الولاد اتصرعوا بسببك 


عشق وهي تضرب كتفه : كل واحد بيخاف على اللي ليه


رعد بهدوء : عرفتي أنا بخاف عليكي اوي ليه 


شهقت بخفة وهي تمسح أنفها ثم دموعها وضـ ـمته، ربط على ظهرها لتردف : ممكن يرجعوا لبعض تاني 


رعد : الله اعلم 


عشق بضيق : خمن كده، ريح قلبي وطمني


رعد بإبتسامة بسيطة : عشقي أنا مش هألف في المستقبل، لو ليهم نصيب يرجعوا أكيد هيرجعوا 


عشق وهي تبتعد قليلاً : ولو ملهمش نصيب 


رعد ببساطة : مش هيرجعوا 


انفجرت باكية مرة آخرى وهي تقول : ليه بس! 


حرك رأسه بخفة قائلاً : أنا ايه اللي رجعني من الشغل 


ضيقت عيناها له ليكمل : هخاف أنا كده


عشق بحدة : أة خاف 


رعد بمرح : خوفت خلاص، ما تيجي أنسيكي يوسف ومر..اته والدنيا كلها، تعالي اخطفك 


عشق بإبتسامة : حسب أنت عايز تخطفني فين ؟ 


رعد بإبتسامة طفيفة : أنتِ حابة تروحي فين ؟


عشق بتفكير : الصحرا، تعالى نروح تاني 


رعد بخبث : وتورينا مواهبك في الطبخ تاني 


عبست بطريقة مضحكة ليكمل بمغزى : صحيح في حفلة المفروض معزومين عليها سوا 


عشق باستغراب : حفلة ايه ؟ 


فضولها هذا هو من سوف يقوم بدفعها لتقف على قدميها، سوف يستغل هذه النقطة فيها، اردف بهدوء : رجل أعمال عاملها بيحتفل بعيد جو..ازه، ياسين رايح وچمان كمان آدم وحورية والمفروض نروح يعني 


نظرت لقدميها بخزى لتهمس : أنت هتروح 


رعد بتأكيد : أيوة هو أصر عليا جامد، كان نفسي نروح سوا بس يلا ملكيش نصيب 


عشق بتوتر : متروحش لو سمحت، لا مش عايزاك تروح لوحدك


رعد بإبتسامة طفيفة : هاخد مين يعني ؟ بفكر أقول للارا الصراحة بس افرضي حد فكرها مر..اتي مثلاً


وهنا عرف كيف يضغط على وتر الغيرة لديها، هتفت بحدة : أنت مش هتاخد لارا، أنا هاجي معاك 


رعد وهو يمثل التفكير : أزاي ؟ على العموم بكره يحلها ربنا، يلا ننزل ناكل 


لم تجب فقد كانت تفكر في الأمر، حملها بين ذراعيه ينزل بها لغرفة الطعام وداخله يعلم أن أمر عدم وقوفها حتى الآن نفسي وليس عضوي، فهي أحبت اهتمامه بها وبعجزها لذلك أبت الوقوف والعودة للمشاكل، لكن مهلاً لن يجعلها تظل هكذا فهي يجب أن تعود كما كانت لأجلها فقط 


مـ ـسك آدم الملعقة الصغير يأبى أن يطعمه والده، وضعها في الطبق الذي أمام رعد يقلب فيه ويحاول إطعام نفسه، زفرت عشق وكادت تقترب لم تتمكن بسبب بعده قليلاً كذلك هي عاجزة عن هذا 


عقدت حاجبيها بانزعاج واضح لتردف بضيق : رعد خليه يبطل، ممكن حد يقرف من أفعاله 


لارا بإبتسامة : يقرف من ايه يا بنتي، هو عمل حاجة ؟ 


آدم : نونو ... لالا 


رعد بإبتسامة : فين النونو


أشار بيـ ـده لأعلى قائلاً : فوق نونو آم 


واغمض عيناه لتعلو ضحكاتهم، مسح رعد يـ ـده وبدأ يطعمه وهو يستمع لحديثه الطفولي الجميل، يحاول نطق بعض الكلمات لكنه يعجز في حين تخرج بطريقة لطيفة وجميلة. 


مر اليوم 

" بحبك يا لارا " 

هذا ما قاله رعد في حلم عشان البغيض، حركت رأسها بالنفي وهي تجده يقترب ويحضـ ـنها، مهلاً لا لا يا رعد توقف لااااااا


صرخت بقوة وهي تستيقظ من النوم، بدأت تحركه بغضب قائلاً : اصحى، اصحى كلمني يا ابن علياء، يا رعد


رعد بغيظ وهو يفتح عيناه : عايزة ايه ؟ 


عشق بصوت مرتفع : اقسم بالله فكرت مجرد تفكير بسيط قد كدهو تحب واحدة غيري هقطعك واحطك في أكياس بلاستيك، أنت مامتك ولدتك ومن ساعتها باسمي ليا لوحدي لا تقولي حفلة ولا ميتم 


عاد يغمض عيناه قائلاً : عبيطة 


عشق بصراخ : يا رعد


رعد بحدة : يا ودني 


صمتت قليلاً ثم قالت : أنا حلمت أنك بتـ ... أنا غيرانه عليك من لارا يا رعد


فتح ذراعه فاندفعت تضـ ـمه بقوة دافنة وجهها في عنقه، ربط على ظهرها قائلاً : متفكريش في حاجات ملهاش لازمة كتير، أنا مبحبش قدك 


عشق بعبوس : أنا حزنت اوي وخوفت، أنا همشي على فكرة وهرجع أحسن من الأول 


طبع قـ ـبلة على جبينها هامسًا : شطورة 


عشق بإبتسامة : بحـ ـبك قد الدنيا دي كلها 


ظل ينظر لها بعض الوقت ثم طبع قُبـ ـلة حنونة على جبينها يربط على ظهرها، دقائق ونام كلاهما ليأتي صباح يوم جديد، فتحت عشق عيناها تبتعد قليلاً ثم اعتدلت جالسة ومنها وقفت .. بتلقائية تامة سرعان ما وقعت جالسة على السر..ير


رعد : حاولي مرة تانية أو هضطر أخد لارا، وبالمرة اطلقها من جـ ـوزها و ... 


عشق بانزعاج : أنت من أمته دمك خفيف كده ؟


رعد بإبتسامة ساخرة : اتعديت منك 


حاولت الوقوف مرة آخرى وهو يتابعها بهدوء، تنهد قائلاً : عشقي أنا عايزك معايا النهاردة في الحفلة


عادت تقف مرة آخرى سرعان ما بدأت في البكاء، جلس خلفها يضـ ـمها من ظهرها مكملاً : مش بقولك عشان تعيطي يا عشقي


عشق ببكاء : أنا مش قادرة، مش هلحق وهخذلك 


رعد بمرح : خذلان مرة واحدة، وعلى ايه بقى؟ 


أعاد خصلاتها خلف أذنها يهمس فيها قائلاً : ما تيجي نشوف أمر الخذلان دا على مهلنا 


ضحكت بخفة قائلة : أنت اتغيرت اوي 


رعد بإبتسامة بسيطة : البركة فيكي 


عشق بإبتسامة : هو أنا قولتلك بحـ ـبك 


رعد بتأكيد : أيوة بس لا مانع إنك تقوليها تاني 


عشق وهي تلتفت تضمه : بحـ ـبك يا رعد، بحـ ـبك اوي اوي.


بعد وقت طويل 

اجتمعت مع أولادها ولارا على طاولة الطعام في الحديقة، تتابع رعد الذي يحمل الصغيرة ويُقـ ـبلها كل حين والآخر، زفرت بغيظ وهي تلقي السكين على لارا 


لارا باستغراب : في ايه ؟ 


عشق بعبوس : أنا غيرانه منك، حلمت إن رعد حبك عليا وهيتجـ ـوزك


ضحك رعد كذلك لارا وحرك رأسه بيأس منها، لتردف لارا : طيب ايه امشي يعني 


عشق بزفير : وليلة هانم ؟ دا يخليني أنا وأنتِ نمشي وهي لا


آدم بتساؤل : نونو مما نونو


عشق وهي تداعب شعره : أيوة نونو يا حبيبي


لارا بإبتسامة : هاتيله بنوته وهو هيسيب ليلة


نظرت عشق باتجاه رعد الذي يداعب الصغيرة وهي تضحك متعلقة بإصبعه، أشارت للارا التي ابتسمت وداخلها يخشى أن تتعلق صغيرتها برعد أكثر مما ينبغي، ابتسمت عشق قائلة : مفتكرش، خلاص ليلة خدت مكانها


لارا بمرح : جربي 


عشق وهي تشير على نفسها : أنا! لا يمكن معدتش هتحصل نهائ.... 


فجأة أتتها رغـ ـبة في استفراغ ما بجوفها، وضعت يـ ـدها على فمها تنظر حولها وكادت تتحدث لكن ... انطلقت سيرًا للداخل فنظر رعد خلفها باستغراب ثم ابتسمت 


لارا بإبتسامة : هات ليلة


أعطاها إياها وذهب خلف عشق التي سندت رأسها بيـ ـدها بتعب، رفع ذقنها ثم رفعها يمسح وجهها بيـ ـده ثم غسله لها قائلاً : في ايه ؟ 


عشق : نفسي غمت عليا فجأة 


رعد بضحك : نفسك ايه ! 


عشق بضيق : يوووه يا رعد دا وقته 


رعد بإبتسامة بسيطة : ما أحنا وقفنا اهو وبقينا حلوين 


شهقت بصدمة ليكمل : الظاهر كده الحفلة هتيجي معايا فيها المدام


عشق بتوتر : رعد لو سمحت متتغيرش معايا ومتخاصمنيش، اوعدني 


رعد وهو يضمها : لو عملت كده موتيني 


عشق بتأكيد : هيحصل. 


❈-❈-❈


في المساء

وقف آدم أسفل منزل حورية ينتظر طالتها الجميلة عليه، اتجهت له دون إلقاء سلام ركبت على الجانب الآخر من السيارة، تنهد وهو يتجه ويجلس بجانبها، بدأ يقود 


آدم بهدوء : أنا مقدر موقفك من نحيتي، ومقدر إنك بتعملي كده عشان تحسسيني بالذنب، ومقدر ... 


حورية : مطلقتش تالا لسه ليه ؟ 


مـ ـسك يـ ـده الموضوعه على ركبتها، رفعها لفمه يقـ ـبلها قائلاً : هيحصل متقلقيش 


حورية بزفير : مش قلقانة، او الأصح مش فارقة ذيك بالظبط


ترك يـ ـدها لتكمل ساخرة : أوعى تكون مفكر إن موافقة كده بالحب، لا أحب اطمنك إن أنا فعلاً مليش أمان 


تابعها قليلاً بعيناه سرعان ما بدأ ينتبه للقيادة، دقائق ووصلوا إلى الحفلة المراده، دخل آدم مع حوريته الحفلة بضع لحظات وطل ياسين المهدي مع زو...جته، تحدث آدم باستغراب : رعد مجاش ليه ؟ على أساس قايلي جاي 


ياسين وهو ينظر لساعته : لسه بدري 


طل رعد مع عشقه عليهما بعد وقت، هتفت چمان بصدمة : عشق أنتِ مشيتي 


عشق بمرح : الغيرة بتعمل أكتر من كدة، قالي جاي لوحده وأنا مش ضامنة واحدة كده ولا كده تشقط الراجل اللي حيلتي 


نظرت حورية لها تتابعها وهي تتحدث ثم اقتربت تضـ ـمها، بادلتها عشق بإبتسامة واسعة واردفت : أسفة يا حوري متزعليش مني 


حورية : أنا اللي أسفه، أنا فعلاً مكنتش عايزة اخسرك ولا اخسرها بس ... 


عشق بهدوء : اللي فات ميجيش منه، ربنا يجمعنا تاني، طمنيني عليكي ؟ 


عادت أعين حورية لبرودها وهي تقول : كويسة 


ياسين : چمان تيجي نرقـ ـص


أكدت برأسها فالتقط يـ ـدها يذهب يليهما آدم وحوريته، عقدت عشق حاجبيها قائلة : مش هتعزم عليا 


رعد : أنا عمري ما ارقـ ـص معاكي في حفلة، نرقـ ـص في بيتنا اة هنا لا 


عشق بخبث : بما إن فيها بيت عايزة بدلة رقـ ـص، حمرا وبتشخلل 


رعد بلامبالة : اة ومالو تحبي اجبلك طبلة واقف وراكي بالصاجات 


حاوطت خصـ ـره بيـ ـديها قائلة : أنا معنديش مانع، رعد خليك bad boy أنا شغل الاحترام دا مش نافع معايا، أنت ممل يعني لولا الولدين كنت ... حبيتك تاني أصلاً 


رعد وهو يداعب وجنتها : ما تيجي نروح ونشوف أمر الـ bad boy دا 


عشق بمرح : آرى أنك بتحبني 


مـ ـسك يـ ـدها يرفعها لفـ ـمه ثم قَـ ـبل باطن كفها قائلا : أنا غرقان 


ابتسمت چمان بخفة كذلك حورية التي قالت : هي بتبقى نوايا، جايز شر عشق مش أكتر من عبط 


آدم : حظك وحش مثلا


حورية بشرود : هو اللي حصل بينا سهل نتجاوزه يا آدم


وهنا سؤال للجميع، هل حقًا من السهل تجاوز ما حدث ؟ 


چمان بتأكيد : أيوة لو حب حقيقي سهل نتجاوز كل حاجة


عشق : لو اللي قدامك يستاهل نتجاوز، فنتجاوز


رعد بإبتسامة طفيفة : لو الشخص دا عشق سهل نتجاوز عن كل حاجة بتعملها 


عادت عشق لمنزلها مع رعدها، دخلت غرفتها تبدل ملابـ ـسها لفستان منزلي أسود ذو كت رفيع ويصل لمنتصف فخذها، بدأت تبحث عنه وجدته يقف في غرفة آدم المستيقظ يتحدث معه، احتضنت رعد من ظهره


آدم : اة بابا اضلب نونو عيط لالا بابا 


رعد بانبهار مصطنع : بجد! طبطبت على النونو


أكد آدم برأسه بضحكة طفولية لكنه عبس حين ضمت عشق رعد، تحدثت عشق باستفزاز : رعد حبيبي 


أشار على نفسه قائلاً : هبيبي أنا 


ارتمى على رعد الذي ضحك ليردف : بابا حبيب مين ؟ حبيب آدم 


رعد بإبتسامة : ايوة بابا حبيب آدم 


عشق بضيق : وأنا ؟ 


جذبها رعد يحاوط خصـ ـرها قائلاً : وحبيب عشق 


بدأ يروض ابنه حتى غفى ثم التفت لها ليردف : ايه الجمال ده! 


عشق : أقل ما عندي يا رب بس نعجب 


انحنى حملها بين يديه قائلاً : يا ريتك تعجب بس 


حاوطت عنقه قائلة : رعودي ممكن اسألك سؤال ؟ 


همهم بتأكيد لتكمل : بتحبني أنا ولا آدم ؟ أنت كل اهتمامك رايح ليه وحبك كمان وأنا بتضايق، أنا هحبه اوي بس أنت حبني أنا


رعد بمرح : كان فين عقلي وأنا بتجوز طفلة يا ربي


عشق بمرح : أنت نسيت إنهم دبسوني ليك


رعد بإبتسامة طفيفة : منستش وأنتِ كمان متنسيش إن ربنا زرع جوايا حب ليكي قد حبي اكبر من حبي للدنيا بما فيها، خلاكي جوايا بعد ربنا سبحانه وتعالى


عشق بإبتسامة : للدرجة دي 


جلس على طرف سر..يره يضـ ـمها لحـ ـضنه ولم يتحدث، دقائق وبعدها قليلا يتأملها بضحكتها هذه التي تهز شيء داخله، مـ ـسك كفها يقـ ـبل باطنه ثم عاد للخلف بها قائلاً : مش هتنامي بقى 


عشق : هنام بس الأول عايزاك تجبلي بدلة رقـ ـص حمرا عشان ارقص هشك بشك


ضحك رعد رغمًا عنه ثم قال : أنتِ طلعتيلي منين ؟ 


عشق : يعني يا رعد مش نفسك كدة مر..اتك تشغلك أغاني وتقعد ترقـ ـص كدهو وكدهو ذي الروايات وأغريك بقى وعقلك يبقى هيطير عشاني 


زادت قهقهاته ثم قال : هو طاير لوحده ولا مش نفسي ترقـ ـصي أنا نفسي تعقلي 


عشق بضيق : دا أنت قفل اوي، وأنا اللي كنت هرقص من غير ما تطلب وتزن، أنا غلطانة أصلاً يعني تصبح على خير


رعد بهدوء : وأنتِ من اهله


اتسعت عيناها ثم صرخت قائلة : أنت مش هتصالحني ؟ 


ضغط على أذنه قائلاً : أنتِ بتصوتي ليه ؟


عشق : أنا بحبك 


عاد يضحك وهو يثبتها ثم أغمض عيناه قائلاً : ماشي نامي بقى 


عشق بإبتسامة : مش عايز تقول حاجة 


رعد : بموت فيكي. 


❈-❈-❈


توالت الأيام وأتى ذاك اليوم الذي جلست فيه حورية مع آدم تنتظر تحويل مبلغ هائل لها، لم يرف لها جفن ملامحها جامدة تمامًا لا تعلم ما خلف هذا 


خرجت وجلست في السيارة تنظر أمامها بينما بقى هو يتحدث مع رعد ويشكره، فهو قد أخذ منه المال لقلة السيولة النقدية معه 


آدم بإبتسامة : حولتلها الفلوس وبجد بشكرك يا رعد، مش عارف من غيرك كنت عملت ايه! 


رعد : في ايه يا آدم أحنا أخوات يا ابني وانا واثق لو كنت مكانك هتعمل نفس الشيء


آدم : بجد متشكر 


ركب آدم السيارة وأوصل حورية للمنزل ثم اتجه لمنزل تالا التي استقبلته بإبتسامة بشوشة، حمل ابنها وضـ ـمه لحـ ـضنه قائلاً : أكيد هفضل أجي ومحدش هيعرف إننا اتطلقنا  


تالا بمرح : عيب عليك بص هنادي في الميكروفون أصلاً 


ضحك بخفة ثم قال : أنتِ طابخة ايه ؟ 


تالا : رز طبيعي فراخ مشوية طبيعية وبطاطس طبيعية واستنيتك أصلاً وهموت من الجوع 


آدم : طب يلا. 


وبالفعل جلس مع تالا وتناولوا طعامهم ثم اتجه للمكتب وقام بتطليقها ثم اتجه لحورية بالورقة يريها إياها ويا ليتها نظرت نظرة تستحق لكن من البداية هو يستحق هذا. 


❈-❈-❈


في المنصورة

سند يوسف رأسه للخلف كالتائه لا يعلم ما الخطوة القادمة في كل هذا، مسك صورته مع سيلا وضمها داخل أحضـ ـانه يغمض عيناه بتعب 


" يوسف، حبيبي " 


فتح عيناه وهمس بعدم تصديق : سيليو 


ضـ ـمها داخل أحضـ ـانه يهمس باسمها غير مصدق وجودها، فاق على يـ ـد والدتها وهي تهزه ليستيقظ، شهق بخفة وهو يقول : سيلا 


زهرة بحزن : دا أنا يا حبيبي مش سيلا، قوم خليك تاكل


يوسف : مليش نفس 


زهرة : أنت مكلتش حاجة من أمبارح، طيب أرن على عشق تكلم جو..زها يشوف هي فين 


يوسف بزفير : وبعدين! سيلا اتجـ ـوزت خلاص يا أمي، حتى لو شوفتها هستفاد ايه ؟ هتسيبه طيب سؤال أنا استاهل تسيب جوزها عشاني 


" أنا استاهل ؟ " 

تكررت هذه الكلمة في أذنه بألم دفين، اعتدل واقفًا مقررًا أنه سوف يتجه للقاهرة حيث شقته مع سيلا حبيبته، أخذ مفاتيحه ثم اتجه لأسفل وجد زينة تقف مع عاصم أمام باب شقتهما


عاصم بسخرية : على فين العزم إن شاء الله!


لم يجب يوسف فأكمل عاصم باستفزاز : طارت خالص فرايح تقوم بدوري 


يوسف بحدة : مسمعش صوتك عشان مطيحش فيك وخاف المرة دي عشان الرصاصة الجاية يا في نص دماغك يا نص قلبك 


زينة بانفعال : متقدرش 


نزل يوسف تاركًا إياهم ثم اتجه للقاهرة مباشر، ركب سيارته وقاد بقلب صامت منفطر حتى وصل، كل خطوة يليها ذكرة سيئة هو بفعلها


" يوسف أنا مليش غيرك " 

رجفة قوية سارت بجـ ـسده حين تذكر هذه الجملة، فتح الباب ودخل مهلاً هل يمكن أن تكون رائحتها تملأ المكان بهذا الشكل ؟ 


يوسف : سيلا 


خرجت من الغرفة تضحك بقوة وهي تقول : أنت جيت يا حبيبي، كنت عارفة أنك هتيجي لما اعمل كدة واديك جيت فعلاً، هات حضـ ـن بقى عشان أنت واحشني موت 


فرت دموعه وهو يقول بلهفة : أنا أسف يا حبيبتي أنا ...


اختفت سيلا مُباشر حين اقترب، وجد ورقة على الأرض متناثرة بعشوائية فانحنى يلتقطها وفتحها 


" مستنياك " 

ضـ ـم الورقة لحـ ـضنه ثم أغمض عيناه بقوة قائلاً : أنتِ فين بقى ؟ 


جلس على الأرض ينادي عليها بهمس وجدها تقف أمامه قائلة : متزعلش يا يوسف أنا هنا ومستحيل اسيبك، لحد أمته بس هفضل أقولك محدش هيحبك في الدنيا دي قدي 


يوسف : ارجعي 


وجدها تتحدث من خلفه : ارجع!


التفت وجدها في هيئة مؤسفة بشعر مشعث ودموع جافة، جلست على ركبتيها قائلة : أنت تستاهل؟ أنت دمرتني وذنبي الوحيد إني حبيتك 


بكى ولم يكن البكاء مقياس لضعف شخصيته بقدر ما هو مقياس لقهره.. 


❈-❈-❈


الجميع يعمل على قدم وساق كما يُقال، تجهيزات فاخرة كما رغبت حورية بها، كتب كتاب متكامل من كل الجهات كأنه فرح كبير، اختارت فستان تم تصميمه بطريقة خاصة لها 


وقفت عشق أمام المرآة تثبت حجابها ورعد خلفها يعدل لياقة قميصه، التفتت له قائلة : أنت متضايق ليه ؟


رعد : مش مطمن 


عشق باستغراب : لأيه ؟ رعد مالك ؟ 


رعد : مفيش يا عشقي أنا بس بفكر في آدم، ايه الجمال ده! 


ضيقت عيناها بمغزى فابتسم بخفة قائلاً : حاسس اليوم مش هيعدي على خير وصاحبتك ناوية على نية مش كويسة


عشق بمرح : وتقوم أنت مهزئها وقايلها أنتِ ناقصة عقل صح ؟ 


رعد بزفير وانزعاج من ذاته : انسي بقى 


عشق بضحك : الفكرة أنا استفزك أنت ترد رد فعل عادي وفي الآخر تشيل نفسك الذنب وأنا أنسى، بس بجد الكلمة حرقت قلبي، أنا تقولي كدة! تهزأني بحديث 


رعد باستغراب : بهزأك بحديث! لا يا عشق أنا قولتها وكنت بعنيها بمعناها الحرفي مش حديث، في الحديث النساء ناقصات عقل ودين دا بسبب أنهم بينسوا كمان ليهم فترة بينقطعوا فيها عن الصلاة بس اللي أنا اقصده ساعة أما قولتها أنك ... 


أكملت هي بضحك : غبية 


رعد بهدوء : ممكن نستبدلها بكلمة عبيطة مثلاً كمان إنك معندكيش معلومات كافية او عندك وبتستهبلي عن دينك، متدخليش الأمور في بعضها 


عشق : متقوليش كدة تاني 


تنهد رعد قائلاً : مش هقول بس بعد كده اتحرم عليكي جنس آدم ماعدا ولادك وأخواتك عمار ويوسف، وميبقاش في تصرفات عبيطة بدون علمي، مش عايز أعيد وأزيد 


عشق وهي تلكزه : أنت بتكبتني وبتدفن شخصيتي و ... 


رعد مقاطعًا إياها : هل من اعتراض ؟


عشق بمرح وضحك : كلا يا سيدي يمكنك سلخي ذي الفرحة او جلدي ذي الصورصار، كلي لك كلي لك كلي لك 


ضغط على وجنتها بين أنامله قائلاً : بس بقى بطلي عبط 


عشق : أوكى بس ايه مش هتجبلي بدلة رقـ ـص 


قلب عيناه بملل فاردفت : أنت زو..ج ممل وأنا هخلعك 


رعد : اتأخرنا 


اتجه إلى درج ساعاته الكثيرة وبدأ ينظر لهم، اختار واحدة ثم قال : عشق 


عشق وهي ترفع وجهها : نعم! 


رعد بتنهيد : مسمحاني؟ 


ابتسمت بخفة ورغمًا عنها فرت الدموع من عيناها، تحدثت وهي تحرك يـ ـديها بتوتر : على ايه! مين يسامح مين؟ أنا ... أنا أسفة 


اقتربت منه تقف أمامه ثم بكت قائلة : أسفة يا رعد، أنا أذيتك وأذيت كل اللي بحبهم، أنا عارفة أنك في يوم هتروح مني ذي بابا وأنا استاهل دا 


مـ ـسك يـ ـدها بيـ ـد والآخرى قربها قائلاً : أنا مش فاكر غير إني أذتك بالكلام، أنتِ معملتيش حاجة، أنتِ ليكي ألف عذر 


اندفعت لحضـ ـنه تضـ ـمه بقوة ثم اتجها إلى كتب كتاب آدم وحورية، وقفت عشق خلف حورية التي لا تتفاعل مع أحد ومن ملامحها يبدو أنها تنوي على شيء 


حاولت عشق التحدث معها لكنها ظلت صامتة، زفرت عشق قائلة : حورية أنا بكلمك


حورية : مين عزمك ؟ 


تنهدت عشق بألم ثم قالت : محدش 


انسحبت عشق تدريجي وخرجت تبحث عن رعد، تجاهلت حورية ما حدث واتجهت للخارج، التقط والدها يـ ـدها واتجه بها لساحة الفندق المُقام به الحفلة، الوضع كالآتي المأذون في المنتصف يجلس شاهدين أحدهم رعد والآخر أدهم أخو آدم، عشق تقف في الزاوية والمعازيم يجلسوا، آدم التقط يـ ـدها والإبتسامة تشق ثغـ ـره، لا يهم ما خلف هذا بقدر ما يهم أنه سوف يتزو..جها 


عقد حاجبيه باستغراب قائلاً : ماجد بيعمل ايه هنا؟ أنا معزمتوش 


حورية ببرود : أنا عزمته، يلا اقعد


جلس آدم دون تزويد كلمة ينتظر فقط أن يمر الأمر، بدأ المأذون يتحدث ويلقي الأدعية على كلاهما ثم قالت : أين وكيل العروس ؟ 


تحدث والدها قائلا : أنا 


المأذون : بسم الله، موافقة يا بنتي ؟ 


حورية : على ايه ؟ 


المأذون بمرح : على أي حاجة، العريس الوكيل أي حد


حورية بجمود : لا مش موافقة 


تعالت الهمسات ليردف المأذون باستغراب : نعم! 


حورية : بقول مش موافقة، ولو آخر واحد في الدنيا مستحيل أوافق عليه، اللي بينكسر مينفعش يتصلح 


وقفت عائلة آدم أجمع كذلك والد حورية التي وضعته ابنته في مأزق كبير، ارتسم الحزن على ملامح البعض وهنا من نظر بشماتة له، نظر آدم باتجاه رعد ثم باتجاه حورية التي تنظر له بقوة وغضب 


داخل حورية الكثير والكثير من الكلام لكنها لخصت كل هذا في انسحابها من المكان وانطلقت جريًا، سار رعد بخطوات ثابتة تاركًا المكان 


انفجرت حورية باكية فور خروجها من القاعة وسندت على ركبتيها بحزن، تحدث رعد بهدوء : بتعيطي ليه ؟ 


رفعت وجهها له قائلة ببكاء : المفروض اعمل ايه ؟ 


رعد : ترتاحي نفسيًا، مش دا المطلوب تكسريه وتقلي منه قدام الناس كالعادة يعني مش جديد عليكي 


حورية بحدة : أنت بتكلمني كدة ليه ؟ ولا صحيح أنت صاحبه هتوقع منك ايه! 


رعد بهدوء : قبل ما اكون صاحبه أنا بحكم ذمتي، والوقتي أنا مش صاحب حد 


حورية وهي تربع يـ ـديها : تمام اتفضل قولي رأيك 


نظر باتجاه القاعة التي لم يخرج منها سوا شخصين ثلاثة أما الباقي ينتظر ليبث الشماتة، تحدث رعد : أنتم المفروض كده خلصانين، اعتقد آدم لسه ليه عندك حق بس في المجمل خلصانين، ادخلي اعتذري واكتبوا الكتاب


حورية بضحك : بسهولة كدة، طيب وكرامتي ؟ 


رعد : كرامتك قولتيلي، كرامتك دي كانت فين لما بعد كل الحلو اللي عمله ليكي وبلاش ابدأ أعد لأني مش هخلص، كمان إنه راح كتب ليكي أكتر من نص أملاكه باسمك عشان تبقى هدية فرحكم والبيت اللي اشتراه عشان يعمله مفاجأة ليكي وتضحيته بالعادات عشان خاطرك وفي الآخر قولتيله ايه ؟ أنا بحب ماجد وهرجعله واتخطبت ليك بسببه 


انزعجت ملامح حورية ليكمل رعد : تعالي نفترض مثلاً مقولتيش كدة وكملتي كان ايه هيحصل ؟ فرح كبير مفاجأت مبتخلصش حب بيزيد، مكنش ظهر الجانب الوحش من آدم أصلاً يبقى مين الأس الأساسي في كل ده ؟ 


أشارت على نفسها بتفكير : أنا 


رعد : على فكرة مر..ات آدم الأولى عملت كتير بس الفرق مقلتش منه قدام نفسه فمعملش معاها حاجة، أنتِ حسستيه إنه عبيط وبديل ملوش لازمة، قليتي منه قدام نفسه ودوستي كرامته وهو كراجل مكنش يعديها 


حورية بحدة : أنت مستهين باللي عمله فيا ما عشق عملت فيك متصرفتش ذيه ليه ؟ 


رعد بحدة : وهي عشق عملت ايه؟ تعالي نموت أهلك بعدين نلوم على أفعالك، عشق مقلتش من كرامتي ولا من رجولتي، هي حبتني ومن حبها مزعلتنيش بعدين عمرها ما سمحت لنفسها تفكر في واحد تاني معايا، متقارنيش نفسك بيها لأن هي أعذارها قدامك مش هتخلص وأنتِ مش هيبقى ليكي 


صمت قليلاً ثم أكمل : بالنسبة للي عمله أنا مش هبرر ليه بس اعرفي إن أول طوبة اتبنت في الحيطة دي كانت بسببك، كمان اعرفي لو واحد غيره كان قتلك وقتل ماجد عشان تبقي عبرة بس هو حبك، حبك لدرجة كتب ليها تعبه وشقاه وحفر في الصخر عشانك وعشان يوفي طلباتك وهو معهوش 


نظرت للأرض وتركت دموعها تنهمر مفكرة في حديث رعد، وقف رعد أمامها قائلاً : آدم كانت أفعاله خارج عن إرادته ومش سهل الواحد فينا يعدي إهانة كرامته، لو بتحبيه هتدخلي وهتعدوا دا ويا ستي لو عايزة تعاقبيه عاقبيه بالفراق او بطريقة تانية بس مش تقلي من كرامته تاني مرة وعلني وقدام مين ؟ 


حورية : هيسامحني ؟ 


حرك رأسه بمعنى لا يعلم، اتجهت جريًا للداخل وهو خلفها، نظر الجميع لها بانتباه بينما هي تبحث عن آدم لكنها لم تجده، وجدت والدها يتحدث مع والد آدم الذي نظر لها نظرة قاتـ ـلة 


حورية : فين آدم ؟


تحدث والدها بحدة : عاجبك فرجة الناس علينا كدة


حورية : آدم لو سمحت يا بابا عرفني 


لم يجب كلاهما فاتجهت والتقطت المايك تنادي عليه مما لفت انتباه الجميع : آدم ... آدم تعالى أنا مستنياك، تعالى نكمل فرحتنا سوا ونتجوز، أنا أسفة ... آدم 


ظهر صوت بكائها في المايك وهي تهمس باسمه بينما بحث رعد عنه في الفندق لم يجده، وقف آدم في المطار يختم الـ passport مقررًا الذهاب دون عودة، فهو كان يشعر أنها لن تكمل أبدًا.


❈-❈-❈


جلست عشق بجانب لارا تبكي بانهيار بينما تضحك لارا بخفة وهي تربط على ظهرها، دخل رعد الغرفة وهو يحمل ليلة الصغيرة التي تعض وجنته وتصرخ بمرح، حياته عبارة عنها هذه الصغيرة وداخله على يقين لو أتى أدهم لهما لن يأخذها منه، جلس بجانب عشق قائلاً : هاا وايه كمان ؟ 


عشق ببكاء : ايه الغلاسة دي بقى، هو دمعتي معدتش بتأثر فيك 


رعد : الدلع بس 


عشق : هو دا دلع! بعدين أنت فين صاحبك ؟ أنت بجد صنف ميتعاشرش 


ضحك رعد بخفة قائلاً : أنا من الأول بقول اتجوز عليكي


عشق بسخرية : هه اهو دا اللي ناقص كمان ومالو محسسني في واحدة هتقبل بيك، دا أنا اللي لميت بورك يا أخي 


انفجرت لارا ضاحكة فضربتها عشق التي جعدت جبينها ووقفت متجهة للحمام تفرغ ما بجوفها، خرج تمسح وجهها بمنشفة فاردف رعد بقلق : أنتِ كويسة ؟ 


أكدت برأسها فاكمل : أنتِ أكلتي ؟ 


نفت برأسها وهي تحاوط خـ ـصره تضـ ـمه، قَبـ ـل جبينها مربطًا على ظهرها بحنية ثم اتجه يجلس معها حيث لارا، نزل عمار دون مقدمات وقف أمام رعد قائلاً : رعد أنا عايز اتجـ ـوز همس 


عشق : بيطلعوا الساعة كام دول ؟ 


رعد : تعالى نتكلم في المكتب 


وقف رعد واتجه مع عمار يتحدث معه، نظرت لارا باتجاه عشق قائلة : هو في ايه !! 


❈-❈-❈


كارثة حدثت في منزل الشرقاوي، الجميع يجلس في شقة جلال ماعدا يوسف الذي هو الأس الأساسي فيها، تحدث إبراهيم مع أخاه قائلاً : بكفاية شغل العيال دا يا جمال، يوسف يرد البنت وتخلص الحكاية، الموضوع بقى فيه عيل صغير 


جمال : هو فين يوسف بس ؟


زهرة بهدوء : هو نازل اهو يا جمال 


دخل يوسف من باب الشقة ينظر للجميع كالتائه ثم قال : في ايه ؟


زهرة بزفير : زينة حامل يا يوسف 


يوسف بسخرية : بجد ألف مبروك يا زينة


عاصم بحدة : أنت بتتكلم كدة ليه ؟ 


يوسف بحدة : وأنت مالك ؟ المطلوب مني ايه ؟ هتزودوا النفقة حاضر من الف لمية وايه كمان 


أمنية بحدة : أنت هتردها برضاك غصب عنك تردها 


يوسف بانفعال : اة صح هي اتطلقت عشان أنا مبخلفش بس طلعت بخلف فهترجع، هو حد قالك إني جزمة بتتلبس في الرجل بالمزاج، وحياة اللي في بطنها دي بنتك ما عادت هتتسمى ليا ست 


جلال بحدة طفيفة : يوسف، دا لحمك 


يوسف : لا مش لحمي، لحمي هو ابني يا جدي وبس وأنا مش هأثر في حقه 


أمنية : يبقى تنزله طالما مش هتردها


يوسف بغضب : ابقي خليكي والله هسجنها هي وعيلتها كلها وما هيفرق معايا كلب، هي سايبه ولا ايه! 


عاصم بغضب وهو يدفعه : هو بمزاجك ولا ايه! يا تردها يا يموت وأنت اختار 


زينة فقط تبكي بإنهيار لكنها لا تتحدث، صرخ يوسف بها : اتكلمي يا زينة قولي رأيك، كل يوم بتثبتي ليا إن طلاقنا الحاجة الوحيدة الصح اللي أنا عملتها، يا زينة 


زينة ببكاء : اللي تشوفوه يا يوسف 


أمنية : هتنزله او ابوه ياخده لما يتولد إن مكنش هيردك 


زهرة : حل كويس، يوسف هياخده 


وهنا أيضًا لم تتحدث زينة بالموافقة او بالرفض، فكان من طبعها الصمت وهنا أيضًا صمتت. 


❈-❈-❈


" حامل !! "

هتفت عشق بها بصدمة، ما هذه الكوارث التي تتوالى عليها لكن مهلاً كوارث جميلة، ضحك رعد كذلك لارا التي قالت : أرنبة 


عشق : اربط مين دا هو اللي ربطني 


خرج رعد مع الطبيبة فاردفت لارا : أنتِ مش كنتي بتستخدمي وسيلة


عشق مشيرة على نفسها : أنا! لا يا بنتي منا مكنتش بمشي يعني كان عندي إعاقة فقولت أكيد إعاقة من كله ومخدتش 


مسكت لارا كتفها الأيسر قائلة : هتشل، هموت مش قادرة 


عشق : لارا يا لارا مين هيربي العيال 


لارا بصراخ : أمي 


عشق : الله يرحمها بقى 


لارا : لسه عايشة 


عشق بصدمة : اقسم بالله وسايباكي كدة كأنك ملكيش أم، اتبري منها يا بت 


لارا بسخرية : حاضر بكره 


والحياة تمر برغم كل شيء، توالت الأيام وتحولت لشهور طويلة على الجميع، تخرجت عشق وحورية وعادوا كسابق أمرهم مع مرور الوقت 


الحياة تستحق لكن الأشخاص هم مَن لا يستحقوا، حورية تبحث عن آدم وهو الآخر يحاول تجاوز الأمر في أحد البلدان، دموعها لا تجف أبدًا عليه وقد شعرت أن ما فعلوه كلاهما لا يستحقه أي منهما 


زينة تتعايش بصمت تام، لا تبدي رأيها ولا رد فعله واضح، الصمت فقط حليفها 


سيلا ... لا وجود لها 


لارا تأقلمت على الخذلان منه ووجدت أنها من وضعت رونق للحياة ليس هو، ابنتها شبه وجدت الأمان في حضـ ـن رعد ووجدت فيه الأب لذلك لا يجب أن تحزن 


عشق تتعايش مع حملها المُتعب عن ذي قبل، اكتشفت أنهما توأم


رعد سعيد بهما لكن حزين لأن اخواتهما لم يأخذوا حقهما الكافي، فالكل طفل حق على أهله لا يقل عن ثلاثة سنوات لكن هذا لم يحدث فقد كان لله رغـ ـبة أخرى. 


مرت الأيام وتحولت لشهور حتى أتى يوم مميز في حياة عشق ورعد وهو قدوم التوأم 


جلس رعد وبجانبه لارا كذلك يقف ياسين ومعه چمان وچيلان، وبمناسبة چيلان فهي قد تزو..جت من مالك منذ عدة أشهر والآن تنتظر قدوم ابنها بخير، كذلك في نفس اليوم تز..وج جاسر من يارا وحضرت لارا لكن بدون ابنتها 


خرجت الممرضة قائلة : مين أستاذ رعد ؟ 


لارا : اهو 


الممرضة : المدام عايزاك جوه


توترت ملامحه وداخله لا يرغب في الدخول لكنه دخل لها، مسكت يـ ـده قائلة : خليك جنبي 


أكد برأسه وبعد وقت شبه طويل خرج أحد الطفلين لكنه لم يصدر أي صوت، بدأت الطبيبة بفحصه فهو ابن السابع كولادتها السابقة 


أغمض رعد عيناه بقوة هامسًا : يا رب احفظه ليا ومتخسرنيش في حد من ولادي 


دقائق وتصاعد بكاء الطفل الآخر لكن الأول ما زال على وضعه، فتحت عشق عيناها ببطء شديد وتعب فوجدت أحد أولادها يتحرك والآخر لا، تذكرت أسد لهذا ظل أملها في ربها كبير 


اتجهوا به للحضانة والآخرى قاموا بتجهيزه، خرج رعد بابنه وبعد وقت انتقلت عشق للغرفة الخاصة بها، أول شيء قامت بفعله هو إرضاع ابنها بعدها بدأ الجميع يتوافد عليها 


يومين مروا لم يراه أحد سوا عشق، ضعيف هزيل يستغرب الجميع أنه أول التوأمين، وفي اليوم الثالث غفى رعد من التعب على الكرسي وعشق تنام مع ابنها الآخر 


وجد نفسه يجلس على سلم يحمل هم الدنيا أجمع، خيال أحدهما أمامه فرفع وجهه تلقائي وجد أمامه " چلنار " تبتسم بإشراق وعلى يـ ـدها طفل 


چلنار : ازيك يا رعد ؟


رعد وهو يقف : چلنار 


أكدت برأسها ثم انسابت دموعها في حركة تدل على ما بها، قالت له : امـ ـسك مبروك عليك ابنك


رعد باستغراب : دا ...


قاطعته قائلة بإبتسامة: ابنك ... 


ضمت شـ ـفاها واختفت فاستيقظ رعد، خرج واتجه حيث الحضانة وجد الطبيب يفحصه ثم خرج قائلاً : ما شاء الله الطفل اتحسن وتقدروا تاخدوه الصبح، حمدلله على سلامته 


رعد : الله يسلمك 


عاد للغرفة وجد عشق تفتح عيناها على بكاء ابنها، ثم قالت : كنت فين ؟ 


رعد : عند فهد 


عشق : فهد! فهد مين ؟ ابننا صح ؟ 


أكد برأسه فاردفت بإبتسامة : هتسمي فهد هسمي رعد، يبقى فهد ورعد 


رعد بإبتسامة : اللي تشوفيه، الصبح هروح اسجلهم بإذن الله 


عشق بانزعاج : بتاريخ يوم ولادتهم، مليش دعوة


رعد : حاضر. 


توالت الأيام وبعد مرور شهرين أقبل على الحياة ونس يوسف الذي يتوق لرؤيته


صرخات في المستشفى تدل على خروج روح أخرى للحياة، تعالت أصوات التهاني ليوسف وضمته والدته قائلة : الف مبروك يا حبيبي 


خرجت الممرضات واحدة منهم تحمل الصغير واردفت : مبروك عليكم ما شاء الله ولد ذي القمر 


أخذه يوسف منها واقبلوا على رؤيته، نسخة مصغرة من يوسف بأعين زرقاء وخصلات بنية فاتحة، مـ ـسك يوسف يـ ـده قائلاً : أهلاً بيك في الدنيا يا يعقوب 


ضمه له يستنشق عبقه ثم اخذه لوالدته حتى تقوم بترضيعه، دخل الغرفة قائلاً : زينة خدي رضعي الولد 


نظرت باتجاه والدتها ثم ليوسف لتردف أمنية : مش هترضع حد، عايزها ترضعه تردها يا إما تاخد ابنك وتمشي


يوسف بصدمة : زينة 


اكتفت بالبكاء بصمت وسار يوسف بابنه مبتعد نهائي عنها، عاد للقاهرة مباشر مع ابنه يجلس في شقته مع سيلا وبدأ يرعاه بنفسه وبمساعدة عشق التي قامت برضاعته مرة واحدة فقط وفي الثانية رفض تقبلها وتقيء فكان من نصيبه اللبن الصناعي بعيدًا عن حنان الأم 


❈-❈-❈


في إنجلترا

جلست سيلا في أحد المقاهي تقرأ رواية بعد أحد جلساتها مع طبيبها النفسي، مـ ـسكت القلم وبدأت تحدد كلمات معينة في الكتاب ثم تركته وأغلقته تنظر أمامها بشرود 


كرم بتساؤل : اتأخرت عليكي ؟ 


رفعت وجهها تنفي ببطء فاردف : تيجي نتغدا الأول 


سيلا : أي حاجة 


جذب يـ ـدها لتقف قائلاً : في مطعم جديد يجنن تعالي هعزمك فيه 


اتجهت معه دون حديث ثم جلست في المطعم، تناولت ما طلب بصمت تام لكن داخلها يتحدث ويصرخ بها أن تصيح، ما انكسر داخل سيلا لن تداويه الأيام أبدًا ... 


كرم : سيلا أنا بكلمك 


سيلا : قولت ايه ؟ مخدتش بالي 


تنهد ببطء ثم قال بصراحة : عايز ارجع مصر بس خايف تبعدي 


سيلا بتنهيد : متخافش 


لمحت شيء فالتفتت تتأكد ثم وقفت متجهه للشخص، جذبت ذر..اعه قائلة : آدم ... 


❈-❈-❈


في أحد الأيام 

جلست حورية على حافة مبنى عالي تتابع اللا شيء، شهور توالت وهو لم يعود كأنها لم تكن في حياته، مسحت دموعها المنهمره على وجنتيها ثم نظرت لأعلى متمنية عودته والبدء من الأول 


عاد جـ ـسدها يهتز ببكاء فوجدت أحدهم يجلس بجانبها قائلاً : أنتِ ظلمتيني وأنا ظلمتك وظلمتك بعدين ظلمتيني وظلمتيني، كده لسه ليكي معايا واحد ظُلم هظلمه ليكي


حورية ببكاء : ههون عليك 


فكر قليلاً ليردف : قدامك دقيقة تقنعيني مظلمكيش 


حورية : بحـ ـبك 


ضحك بخفة قائلاً : وأنا عفوت عنك 


عادت تبكي وهي تضـ ـمه بقوة ثم بدأت تضربه قائلة : أنت واحد غبي وحمار أصلاً أنا مش بطيقك، مش تستنى 


آدم : كرامتي يا بنتي 


حورية : تولع أنت وهي 


آدم بضحك : هي مين دي ؟ 


حورية : كرامتك 


عاد يضحك كذلك هي وانتهت الحكاية بفوز الحب، جلست سيلا في السيارة تبكي وتبكي حتى بات البكاء روتين حياة، كل شيء ترك داخلها آثر سيء. 


❈-❈-❈


أتى أدهم بناءًا على طلب رعد في أحد الأيام حتى يتحدث معه في أمر همس وعمار، ولم يعوا لما فعلوه الاثنان بعد، تركت لارا ابنتها تلعب مع آدم وأسد واتجهت للداخل بينما التقى رعد بأدهم واتجهوا للمكتب 


أدهم بضيق : لسه صغيرة


رعد بحدة : يعني أنت هتفرح لما يغلطوا، يا ابني خليها حتى خطوبة بلاش جـ ـواز الوقتي بس يبقوا تحت عينينا 


أدهم : من الآخر يا رعد أنا مش بطيق اللي اسمه عمار ده


رعد بسخرية : متقلقش مش هيبقى أسوأ منك 


فتحت الدادة ودخلت بالعصير لكلاهما وخلفها ليلة التي صفقت حين رأت رعد وضحك قائلة : ببا ببا ببا 


نظر رعد للصغيرة ثم فتح يـ ـديه لتجري له وحملها قائلاً : حبيب بابا 


نظر أدهم للفتاة بصدمة تحولت لأسف وحزن دفين، همس له : دي ... 


رعد : ليلة الاسيوطي بنتي 


نظر أدهم للأرض بحزن لتردف ليلة : ببا نونو ضلب لي ولي ازعل 


رعد : مين فيهم ؟


ليلة : هد 


رعد بمرح : أنتِ عرفتيهم من بعض يا أروبة 


تابعها أدهم بقلم يصرخ ألمًا ثم قال : رعد عايز أشوف لارا 


رعد ببرود : بس كدة أنت تؤمر بس ممكن أعرف ليه ؟


أدهم : عشان نرجع، بينا الوقتي بنت 


رعد بضحك : أخيرًا يا أخي بعدين أكتر من سنتين جاي تقول كده بس على العموم أن تأتي متأخرًا خيرًا من أن لا تأتي وعشان كدة هعفوا عنك وأقولك قد ما طنشت لارا وبعدت وسمحت لبنتك تتربى بعيد عنك تقعدهم بعيد بمزاج لارا بعدين تيجي تقولي عايز أكلمها ووقتها هسمح ليك


أدهم بعدم فهم : يعني ايه ؟


رعد ببرود : يعني بعد سنتين وتلت شهور مسموح ليك تشوفها وتاخد بنتك برضاها أولاً، قبل كدة يا أدهم ملكش حق، كل واحد يشرب من عمايل إيده 


وهذا العقاب المناسب الذي رأه رعد لأدهم، ربما أقسى على الصغيرة لكنه سوف يعوضها ويجب أن يعلم أدهم قيمة كلاهما. 


❈-❈-❈


جلس عمار في غرفته يعض على شـ ـفاه بغضب وهو يستمع لصوتها الباكي، لقد فعل كارثة من كل النواحي منذ عدة أشهر والآن يدفع ثمنها هذه الفتاة


همس بصراخ : اتصرف يا عمار والله لو أدهم عرف هيقـ ـتلني


عمار بتوتر : والله رعد بيكلمه يا همس، أهدي بس يا حبيبتي 


همس بغضب : أنت خليت فيها حبيبة، عمار معتش قدامي غير تلت شهور ووقتها ... 


قطعت حديثها حين وجدت والدتها ترن فاردفت : اقفل ماما بترن 


اغلق الخط يجلس منكس الرأس وداخله ندم قوي عما فعل، يخشى إن أخبر رعد فيكون من نصيبه شيء كارثي، فضل الصمت والضغط على رعد برغبته في الزو..اج منها، تنهد وهو يستغفر ربه ثم لجأ لما اخبره رعد بفعله وهو الصلاة. 


❈-❈-❈


وقفت سيلا تتابع المارة بشرود تام فوجدت أحدهم تضمها من الخلف قائلة : اللي وحشاني 


سيلا بلهفة : عشق 


عشق : وحشتيني اوي يا سيلا، عاملة ايه واخبارك 


سيلا بتنهيد : الحمد لله، عاملة ايه أنتِ ورعد وآدم وأسد وفهد ورعد الصغير 


تعالت ضحكات عشق قائلة : بخير بخير افصلي الفيشة


سيلا : دا جيش المغول


ضحكت عشق هي الآخرى وجلست كلاهما بجانب الأخرى فاردفت عشق بإبتسامة : أنتِ وحشاني اوي، عاملة ايه مع كرم ؟ 


سيلا : يوسف عامل ايه ؟


عشق بضحك : أنتِ لسه ذي ما أنتِ 


سيلا بتنهيد : لا بس بطمن عليه 


عشق : طلق زينة وطلعت حامل بس رفض يرجعلها والوقتي معاه يعقوب، عايشين سوا في شقتكم 


ابتسمت سيلا بخفة ثم نظرت أمامها فاردفت عشق : لسه بتحبيه ؟ طيب وكرم 


سيلا : مش بحب حد وصدقيني مش بفكر فيه أنا بس لما شوفتك افتكرته وقولت اسأل


عشق : كرم عامل ايه معاكي ؟ 


انسابت دموعها ببطء ثم همست : أنيل وحياتك، اكتشفت إني فعلاً مليش حظ 


عشق بتنهيد : مفيش أنيل من يوسف 


سيلا بحزن : على الأقل كنت بحب يوسف يا عشق، جايز حبي ليه مكنش مخليني أشوف حاجات كتيرة حسيتها مع كرم، أنا معتش بفكر في يوسف وقت وجوده يا عشق بسبب أفعاله 


عشق وهي تدير وجهها له : سيلا كرم عمل ايه ؟ 


سيلا بزفير : معملش، محدش بيعمل أنا اللي بعمل 


أغمضت عيناها بقوة ثم عادت تفتحها، وجدوا حورية قادمة عليهم قائلة بصوت عالي : خيانة ومن أقرب الناس ليا، يا خاينين 


عشق : غوري يا بت اة يا سيلا لو تعرفي قالتلي ايه من وراكي، دي مش جرحتني دي سلخت في مشاعري 


ضحكت حورية وسيلا التي قالت : أنتِ طيبة يا عشق


عشق : والله يا ولاد أنا مش طيبة بس ابعد عن اللي بحبهم، مش هنسى بس مش هبعد 


حورية بمرح : يعني أنا اللي طلعت الوحشة في الحكاية


سيلا بمرح : وأنا اللي طلعت خسرانة في الحكاية 


عشق بمرح : وأنا اللي طلعت أرنبة في الحكاية 


فجأة وقفت سيارتين أمام مقعدهم ثم نزل الكثير من الرجال، نظرت عشق لهم ثم صرخت وكادت تهرب لكنهم حاوطوا الفتيات وقاموا بخطفهم 


فتحت عشق عيناها ببطء فوجدت نفسها مقيدة والدماء تنساب من جانب فم سيلا التي تعيد رأسها للخلف أما حورية فمازالت غافية 


عشق بلهفة : سيلا 


أشارت بعيناها فنظرت عشق حيث تنظر وجدت عاصم الذي وقف أمامها يمرر يـ ـده على وجنتها، بعدت وجهها قائلة : أنت اتجننت 


عاصم : أنا يا عشق! دا أنا بحـ ـبك 


عشق : حبك برص يا حيوان، بتحب مين! أنا متجـ ـوزة 


عاصم بغضب : متقوليش متجـ ـوزة أنا هخليه يطلقك وهنسافر، صح يا سيلا ؟ 


سيلا : حسبي الله ونعم الوكيل فيك


عاصم وهو يقترب منها : في مين يا بت؟ هاا رد 


مسك شعرها يضرب رأسها في طرف الكرسي، صرخت عشق به : سيبها يا ابن الكلب بتتقاوى على الحريم ما هي فعلاً الحريم بتتقاوى على بعضها بس أنها تبقى مربوطة دي مش أخلاق حريم


أشارت بإصبعه لها : عشان أنتِ عشق بس 


عشق بغضب : وعشان أنا عشق لو أنت ابن راجل فكني، لو أنت راجل أصلاً مع إني أشك


عاصم وهو يمسك فكها : تحبي أوريكي أنا راجل ولا لا ؟


عشق وهي تبعد وجهها عنه بغضب : مش بقول مش راجل، طول ما تفكيرك في الرجولة كدة يبقى أنت لامؤاخذه 


ضحكت سيلا بخفة وهي تدور برأسها، اردفت عشق بتحدي : فكني يا عاصم لو مش خايف مني 


عاصم : بلاش يا عشق لو فكيتك هزعلك جامد 


عشق : لا أنا اللي هزعلك متنساش أنا مين وبنت مين ومر..ات مين 


فتحت حورية عيناها ببطء قائلة : أنا فين ؟ 


عشق بسخرية : في الملاهي يا حبيبتي تركبي مورجيحه؟ 


وضع عاصم لاصق على فـ ـم عشق كذلك حورية ثم قال : هتكلمي يوسف تطلبي منه مليون جنية ولو فكرتي تقوليله إن أنا، هدبحها 


وأشار على حورية وأكمل : ومتقوليش إن معاكي عشق فاهمة؟ 


واخرج سكين ثم الهاتف قائلاً : يجيبهم °°°° الساعة خمسة 


وقف خلفها يضعه على أذنها بعدما رن على يوسف، ثواني معدودة ورد يوسف : الو 


انفجرت باكية قبل ان تقول : يوسف 


يوسف : سيلا! 


سيلا : أنا مخطوفة يا يوسف ومعايا حورية كمان، اللي خاطفنا عايز مليون جنية الساعة خمسة في °°°° 


صمتت قليلاً ثم أكملت : خلي رعد يساعدك هو بيحبك وهيديك الفلوس 


يوسف : أنتِ! مين اللي خاطفك 


سيلا بتوتر : معرفش بس خلي رعد يديهم ليك الوقتي لحد ما نطلع، المهم تجيبه وتيجي في المعاد


يوسف : طيب، سيلا حد اذاكي 


عادت تبكي قائلة : هيأذوني يا يوسف أكتر لو مجتش


سحب عاصم الخط واغلقه قائلاً : عفارم عليكي ودي هدية مني 


وفجأة أصابها بالسكين في جنبها فأطلقت صرخة قوية يليها تدفن الدماء، جـ ـذب شعرها يهمس بفحيح في أذنها : أنا بكرهك وكرهي ليكي فاق الحدود، بتمنى تفضلي تتعذبي طول عمرك، أخرتك وموتك على إيدي 


فك قيد يدها ثم أعطاها وشاح قائلاً : لو وصل في معاده هيلحقك، موصلش البقاء لله 


رن هاتف عشق مرة اثنان ثلاثة وهي تبكي كلما نظرت لصديقتها، زفر عاصم وهو يرى المتصل فوجده يوسف، تحدث بغيظ : الحيوان أكيد لأنها قالتله يكلم رعد، تردي عليه وحسك عينك تحسسيه بحاجة أو أنك معاه والا هقتلهم الاتنين فاهمة؟ 


ردت عشق على يوسف قائلة بصوت باكي : ايوة يا يوسف ازيك 


عقد حاجبيه باستغراب ليردف : الحمد لله، فينك ومش بتردي ليه؟ 


عشق : مع واحدة صاحبتي، هكلمك لما اروح 


يوسف بتساؤل : صاحبتك مين ؟ 


فكرت قليلاً ثم قالت : سيليو صاحبتي من الكلية أنت عارفها، سيليو 


يوسف بصدمة : سيليو! اة افتكرتها دي اللي كانت تعبانة صح؟ 


عشق : ايوة هي 


يوسف : وهي عاملة ايه الوقتي ؟ 


عشق بتوتر وخوف : تعبانة اوي اوي، جـ ـوزها ضاربها وحصلها نزيف صعب من الكلى، لما أروح هبقى احكيلك عشان متأخرش عليها، سلام 


يوسف : سلام. 


أخذ عاصم الهاتف قائلاً بسخرية : هو لسه في دمه الطبع ده، أومال عامل ليا ولهان سيلا ليه ورفض يرد زينة وراح يعيش في شقتهم، بس تصدقي خير ما عملتي أنك اتجـ ـوزتي غيره


بكت حورية أكثر وهي تجد سيلا تفقد الوعي تدريجي، بينما رن يوسف على رعد الذي أجاب : سلام عليكم 


يوسف : عشق مخطوفة هي وسيلا وحورية، الحيوان طلب مني مليون جنية ومقاليش إن عشق معاه 


رعد وهو يقف : هو مين ده ؟


يوسف بتفكير : مقاليش إن عشق معاه وأذى سيلا يبقى أكيد عاصم يا رعد، هرن اتأكد انه مش في البيت 


رعد بغضب : أنت قولتلك متسبوش، شوفت أخرة تهورك يا يوسف، قولي هو عايز الفلوس فين ؟


يوسف : في °°°° الساعة خمسة 


رعد بزفير : تمام قابلني في المكان حالاً وأنا هاجي بالفلوس 


بدأ رعد يجري اتصالاته كذلك يوسف الذي علم بوجود منزل له قريب من هنا، في حين قال عاصم : يلا يا عشقي جاهزة نسافر 


عشق : ضاقت بيا اوي كده


فك قيدها قائلاً : يلا هنسافر ورجالتي هتكمل المشوار بعدين هيبعتوا لينا الفلوس، أنا عملت الزيجة دي عشانك أصلاً 


عشق بسخرية : يا حبيبي فك فك 


أنتهى من فك قيدها فباغتته بضربة قوية يليها أخرى في بطنه، وقف وكاد يمسكها مسكت تحفة وضربت رأسه قائلة : أنت مفكرني ضعيفة دا أنا هوريك 


واتجهت اغلقت الباب عليهم لعلمها بوجود رجاله في الخارج، ثم التقطت الهاتف ترن على رعد، مسكت السكينة وبدأت تفك قيد حورية التي وقفت سريعًا تضربه مرة آخرى ثم جرت باتجاه سيلا


حورية : سيلا سمعاكي 


ضحكت بخفة مهمهة بينما رد رعد فاردفت عشق : رعد 


رعد : عشق 


عشق ببكاء : تعالى خدنا بالله عليك أنا خايفة 


رعد بقلق : أنتِ كويسة يا حبيبتي؟ أنتِ فين؟ 


اتجهت فوجدت يوسف أسفل المنزل لتردف بلهفة : يوسف تحت اهو، يوسف تحت البيت بس لوحده يا رعد


شهقت بخفة حين وجدت الباب يُدفع ثم طرقت الهاتف واتجهت تمـ ـسك نفس التحفة ووقفت خلفه وأمامها حورية بأخرى 


عشق : أنا هضرب الأول وأنتِ التاني بعدين لما تضيق بيكي اضربي بالرجل


كادت حورية تجيب لكن الباب انكسر ودخل رجل فضربته عشق والآخر حورية ثم عشق لينتبه الباقي واندفعوا يمسكوا الفتيات، تعالت صرخات الفتيات ووقعت حورية أرضًا بينما وقف عاصم وجذب عشق منهم قائلا : أنتِ بتعملي فيا كده 


عشق وهي تحاول فك قيدها : تك شلل يعني خاطفي وهبـ ـوسك، ابعد سبني بقولك 


ترنح للخلف فانطلقت وكادت تخرج لكن مسكها أحد رجاله وضربها على رأسها لتقع أرضًا، صرخت حورية بفزع في نفس الوقت دفع يوسف الباب فصراخ الفتيات جعله لا يستمع لحديث رعد ويدخل 


الكثرة تغلب الشجاعة، ضرب يوسف اثنان لكن حين تجمعوا عليه لم يتمكن من السيطرة عليهم وأنتهى الأمر بضربة من سكين عاصم في بطنه، حورية تحاول فكت قيد سيلا وحاولت مساعدتها للخروج من المكان لكن عاصم جـ ـذبها فوقعت سيلا أرضًا ثم صرخ : اطلعوا بره كلكم 


خرج رجاله والوضع كالآتي يوسف مبرح أرضًا بجانب عشق وسيلا بينما تقف حورية تنظر له بفزع، فتحت سيلا عيناها قائلة : يوسف 


اعتدلت جالسة بصعوبة تجـ ـذب رأسه لحضـ ـنها وتنادي عليه، اتجه عاصم لعشق يحملها في نفس الوقت استمع لأصوات رجال في الخارج 


" يوسف " 

همست سيلا باسمه وهي تمسح الدماء عن وجهه، كل نفس تأخذه تشعر بانسحاب روحها،  انسابت دموعها خوفًا أن يكون أصابه مكروه ثم ضمت وجهه لها تسند جبينها على جبينه وهمست : ربنا يجعل ساعتي قبل ساعتك، ولو ملناش نصيب في الدنيا يجمعنا في الآخرة، مسمحاك يا يوسف


وفجأة فقدت وعيها هي الآخرى مثله، دخل رعد الغرفة وانهل على عاصم بالضرب، لم يتمكن أحدهم من دفعه عنه سوا حين وقع عاصم أرضًا، حمل عشق بين يـ ـديه يضـ ـمها بلهفة وانتشر رجاله والشرطة في المكان. 


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سماء أحمد من رواية عشق الرعد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة