رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 27
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل السابع والعشرون
نظرت له مطولاً؛ وهي لا تعرف كيف توقفه عن ما يفكر به :
_ غِلِط ومين فينا ما بيغلطش؟!
_ أنا ...
_هو أنت في حد زيك؟!
_ ما هو لو مش هيبقى زيي؛ يبقى قلته أحسن!
_إنت جايب القسوة دي منين؟!
_من عمايله! عارفة يعني إيه يسيب مهمة ويسافر علشان يشوفها ؟! معناه أنه لغى عقله وتورط
_ لو اتورط ما كانش رجع!
_ بطلي تدوري له على حجة! فكري بعقلك مرة واحدة!.
_مشكلتي إني ما بفكرش بعقلي معاك أنت!، أنا بفكر بقلبي وبس، وقلبي هداني للي عملته؛ أنا لا اقدر اخسرك! ولا أقدر أشوفك بتأذيه!؛ الموت عندي أهون مليون مرة، من إن يحصل له حاجه على ايدك.
مش واخد بالك ده مين؟! دا ابنك !.
_ أبني اللي نسي نفسه وبلده وغلط!
_يبقى تحتويه تقف جنبه تدعمه، انت ليه أخذت موقف من غير ما تفكر، من غير ما تسأل؟!
_إنتِ سألتيه ؟!
_ ما أقدرش أحرجه.
ضحك... وهو يبتعد عن محيط ذراعيها؛ وكأنه يكسر ذلك الحاجز الذي تحاوطه به، حاولت أن تقترب فترنحت..
وهنا شعر بالغضب وكان وجهه متجهم من فعلتها، وهل هو في هذه الحالة..
هل هو من عليه أن يتغاضى وينسى؛ ذلك الموت الذي شعر به، لمجرد أنها هددت بأن تنهي حياتها؟!
لقد كانت جادة في كل حرف يخرج من شفتيها!، إلا أن تلك الذكرى التي أرِقت مضجعه، ووصل إلى حد الألم والخوف؛ وذلك كله جعله يقف ثابتا:
_ أنا شايف أنك فعلا محتاجة تسافري..
_ لوحدي؟!
_على أساس لما سبتي البيت ما كانش لوحدك؟! انتي أخدتِ من البيت اللي يهمك وبس...
رفعت اصبعها وهي تشاور به ناحية راسه وتنقر به رأسه في غضب:
_ هو ده بيفكر ازاي؟
هو ده اللي وصلت ليه! اللي حسيته؟! أنا بعدت عنك رحيم؛ لأنك كنت في حالة ثورة وهياج وما ينفعش كمان أسيب "آدم" وآخذ "رحيم"؛ وكأني بقول له إن رحيم أهم عندي منه؟!
ما كانش ينفع إن يحصل بينكم مواجهة في الوقت ده! انت عارف أنا منعت رحيم بأعجوبة؟
_ومع ذلك هو ما خافش مني!
_يمكن ما تعودش يهرب.
ونظرت له وهي مستاءة منه...
_وقبل ما تقول «سيبتي البيت»!
مش أنت اللي قلت ليا امشي من قدامي؟ مش عايز أشوف وشك؟! أنت نسيت قلت إيه؟ كلامك كان بيقتل..
_ لو كلامي كان بيقتل! يبقى رد فعلك وقتها كان الموت بعينه، أنا عمري ما حسيت إني ضعيف؛ إلا في اللحظة دي.. أنا عمري ما كرهت حاجة؛ غير اللحظة إللي حسيت فيها إني مقيد، وأنتي اللي ماسكة الحبل في ايدك، وفي لحظة ممكن تنهي عمري!.
انتي عارفه كم كابوس حلمت بيه؟ أنك فعلا.. فعلا
صمت!.. ماذا سوف يخبرها؟ أن كوابيسه كانت من بطولتها؛ وهي تنهي حياتها فعليا، تجعله ينتفض من نومه مرعوب كل ليلة وكأنه طفل فقد أمه...
نظر لها مطولا وهو ينتقي كلماته: أنا شايف إنك تعبانه؛ والمفروض تسمعي كلام والدتك.. مش مشكلة خدي ولادك معاكي..
_ ده اللي إنت شايفه؟! بتعاقبني على إني تعبانة؟..
_ لا ب..
_ أنا تعبانه؛ علشان عايشة بين المطرقه والسندان، أنا رغم كل الوجع اللي جوايا؛ لازم أظهر إني قوية، انا ما اقدرش أبين ضعفي إلا ليك! ودلوقتي أنت بتسخر منه!.
_مع إني عمري ما سخرت من ضعفك، أو من أي حالة انتِ فيها! عمري ما كنت على طبيعتي غير معاكِ.ِ
نظرت له دون رد ؛ هي تعرف أنه يقول الحقيقة.
_انتي فكرتي تحلي مشكلة بمشكلة أكبر؛ كان ممكن بدل ما تهدديني كنتي تحاولي تقربي، تسألي، تحتويني.
يمكن وقتها أنا كنت مصدوم، موجوع، اكتر من وجع ابنك!
اللي حسسني ؛اني بتخان من أقرب الناس ليا، تعرفي تصرفات البيه بعد المهمة كانت عشان ايه؟ً؟
_ إيه؟!
_عشان حب جرسونة في بار ، بنت من أصول عربية، سايبة ببتها واهلها وعايشة لوحدها، لا ليها كبير ولا تنفع حتي يتسلي بيها!.
أذدرت لعابها ولم تقوى على الرد..
_ايه مش عارفة؟! انتي عملتِ حادثة؛ علشان كنتي بتتبعي البار كود بتاعه! رغم اني نبهت عليكي مئة مرة !
_أنا نسيت الحادثة!؛ خلتني انسي سببها..
_عارف؛ عقلك لقى مهرب عشان ينسي الخوف.. إنه مش في مكانه،إبنك ساب الدنيا عشان يشوفها!.
انا... واقتربت منه وهي ترتجف
_الحكاية إني لا قادر اقسى ولا قادر أاقرب؛ فالحل إنك تسافري!
_وأنت زعلان
_لا مش زعلان، أنا كلمت الدكتور عن حالتك؛ وهو أكد طلب حماتي، بس أنا انفعلت؛ لأنك أخدتي قرار من غير ما ترجعيلي!.
-يا أحمد أنا هنا من فترة وانت مش...
_مش ايه؟! مش جيت جري عشان أشوفك، ولا آخدك في حضني
نظرت له بمعني (نعم هذا ما أريده)..
هنا طُرِق الباب ودخل وهو لينقل نظره بينهم!.
أمير: إيه يا نابغة مالك مرهقة كده ؟هو "هولاكو" عمل حاجة ولا ايه؟!.
_ اتلم بدل ما أغير ليك هيكل وشك؟
أمير : خلاص يا عم قلبك أبيض!.
_ انت يا زفت!
_ انا ...
_ لا خيالك خد مامتك وصلها وأفضل معاها .
_ تمام هنسافر يا سو؟
سهام : اه يا قلبي.
نقل نظره بين الإثنين ولكنه أقترب يضم أمه بذراعيه ويسير معها إلى مكان وقوف سيارته...
ولكن هناك في المكتب كان أحمد وأمير يكملان حديثيهما
_ انت مش شايف إنك. مزودها ؟
_ اه.. بس مش قادر أقرب وهي محتاجة ترتاح.
_على بابا ؟!
_ نعم ...
_إنت حاليا مش محتاج غير إنك تقرب، وتقرب اوي كمان، بس كبريائك هو اللى منعك ؟
ما ان استقرت في سيارة ابنها، حتى تركها بابتسامة وهو يدخل إلى حيث والده مرة أخرى، ورغم صدمتها الا أنه أغلق الباب عليها حتى لا يسمح لها بالنزول
وها هي تشعر بالقلق، بينما رحيم يقف في وجه والده؛ وكأنه لا يهاب ما حدث، ولا يشعر بالخوف..
عينيه تقول الكثير، شفتيه تهمس بحوار طويل، لم يخرج منه حرفا ولكن كل كلمة قالها وصلت إلى والده
_ممكن أكون غلطت و ضعفت؛ حصل بس رجعت ما توهتش، حتى وحضرتك مصدوم من رد فعلي!؛ لازم تعرف إن تفكيري فيك؛ هو اللي فوقني خلاني أرجع، خلاني أحط قلبي في مقارنة وقتها هو بكل اللي فيه من مشاعر مقدرش يوزن ضفرك!.
_خلصت كلامك؟
_ لسه..!
_ لو أتكلمت من هنا ليوم القيامة؛ عمري ما كلامك هيغير الصدمة اللي حسيتها فيك..
_ أنا ما غلطتش!
_ده إحساسك، لكن أنت في نظري غلطت، وغلطك لا يغتفر، ولو ما مشيتش من قدامي دلوقتي؛ هغير معالم وشك، وهعمل اللي كان نفسي أعمله أول ما قرأت التقرير! فعلشان خاطر الحاله اللي أمك فيها يا ريت تمشي..
_حاضر يا بابا همشي بس أنا لسه ما خلصتش كلامي...!
_وانا ما عنديش أدنى استعداد أسمع منك حرف زيادة، اتفضل وخلي بالك لو حصل لها حاجة هسألك انت وحاسبك إنت.
_وانا مش هسمح إن يحصل لها حاجة؛ مش عشان خايف من رد فعلك! عشان هي أمي..
بعد وقت كان يأكل الطريق في صمت من سرعته ، رغم محاولة سهام أن تعرف ماذا حدث؟ إلا أنه لم يعطيها جواب!
❈-❈-❈
وعندما وصلت، كانت تلح على أمها بأن تأتي معهم إلا أنها رفضت رفضا تام، أن تسافر كل تلك المسافة..
_ خلاص مش مسافرة
_ما تنبحيش في قلبي يا "سهام"، روحي ريحي يومين، ثلاثة، شهر، لما اعصابك تهدى وتحسي انك رجعتي زي الأول؛ هبقى مستنياك هنا بيتك مفتوح ليكي ولعيالك وليه هو كمان في أي وقت...
ابتسمت "سهام" وهي تضم امها
بعد وقت كانو في بيتها في الأرض، لقد كان جاهز وكانه يرتب يوميا وبالفعل الحاجة "جميلة" تجعل احدي السيدات تقوم بتنظيفه دورياً.
اما "سهام" ما ان وجدت "جميلة" في إستقبالهم، حتي اخذتها في حضن طويل وهي تربت علي كتفيها بمحبة:
_ وحشتيني اوي يا ماما جميلة
_ وانت كمان يا بنتي
_ ازيك يا عم "صلاح" عامل أيه يا راجل يا طيب
_ بخيرطول ما انتي بخير يابنتي..
اقترب ليضم "رحيم وادم" وهو مبتسم:
_ ياه من سنين طويلة ما شوفتش حد فيكم..
_ مشاغل يا عمي ربنا يبارك فيك ويطول عمرك
_ اعيش اكثر من كده أيه ؟!
-ليه بس يا عم صلاح انت غالي علينا ..
اربت علي كتفهم
_ ياله ادخلو ارتاحوا ، شكلك تعبان يا سهام فيكي ايه يا بنتي اوعي تكوني شادة مع "سي احمد"
_ شوية
_ ربنا يهدي ليكم الحال..
_يا رب
بعد قليل كانت تنظر الي تلك السفرة العامرة وهي مبتسمة:
_ ايه ده كله يا ماما
_ كله من خيرك يا بنتي
انتهي العشاء في جو اسري، حيث اصرت "سهام" ان يبقوا معهم وبعد وقت كانت تتحرك الي غرفتها
بينما اولادها يسهرون على التراس
اما هي اخذت تنثر رذاذ البرفيوم علي وسادتها وفراشها؛ علها تشعر انها بين أحضانه، ولكن هل يكفي
وجدت نفسها تنهض، وتجذب هاتفها وتتصل عليه
ورغم انه لم يغفو الا انه تردد لحظة قبل أن يرد
فتح الخط ولم يرد
_حبيبي
استمع الي همسها وهو يغلق عينه تأثرا بسماع صوتها وشوقه لها.
_ انت سامعني؟!
_ممم ....
- وحشتني
لم تتلقي رد ولكنها تستمع لأنفاسه وضربات قلبه
_ عاوزاك ؟
_ مم وبعدين؟!
- هي دي فيها بعدين؟ محتاجة ليك وغرقت السرير بالبرفيوم بتاعك؛ بس مش كفاية!.
ابتسم وهو يستمع لها
-البرفيوم مش هيعوض حضنك, وحبك، ورجولتك، اه أنا عاوزة أشرب من دمك!
_ انتي....؟!
- ايوة طبعا... انت فاكرني نسيت تفعيص البت دي في ايدك؟
_ تفعيص ..؟!
- اه ..وانا لما افوق بس هفعصها البت دي
_ ممم..
-ايه كلامي مش عاجبك؟!
_انتي شايفة ايه ؟
-"احمد"حاليا أنا مش شايفة حاجة، كل اللي عاوزاه الوقتي انك تكون معايا، وانا اخليك تقول «رفقا مولاتي رفقا أني اتنفس عشقا».
ضحك بصوت مرتفع مما جعلها تضغط علي شفتيها وكأنها تنظر له
_ انت فايقة بقي
-بالعكس انا نعسانة اوي، وعايزة انام وأنا حاسة إنك معايا
_ودي نحلها ازاي.. ؟!
- خليك علي الخط لحد ما أنام.
_مم ماشي سهلة .
-انت ما نمتش ليه في حاجة شغلاك؟
كاد. ان يفلت لسانة ويقول «انت…» الا أنه قال لا ابدا. كنت لسه هدخل أنام.
-كداب يا قلبي؛ انت كنت مستني أكلمك.
_ ايه الثقة دي ؟!
- فيك ؛ أنا عارفة حبيبي، وقلبه بيفكر ازاي؟
_ بيتهيئ لك.
-طيب عيني في عينك؟
_ ودي ازاي؟! انا في مصر وانتي في توشكا !
-افتح الكاميرا
_نامي يا سهام ربنا يهديكي.
- انا مش..
اخذت تتكلم معه حتي انتظمت انفاسها، أما هو ابتسم علي ما يحدث له انه يتصرف وكانه مراهق يستمع إلى حبيبته..
مر الليل واستيقظ "احمد" ليجد الخط مفتوح بينهم ابتسم واغلقه.
اما هي كانت تتحرك بابتسامة على وجهها الي المطبخ حتى تعد الافطار ولكن استوقفها..
_ ست الكل راحة فين؟!
سهام نظرت في تعجب لسؤاله ولكن عندها وجدت "رحيم"يشير إلى السفرة حيث وجدت الطعام الذي تفضله.
كان الاثنين يدللناها ويطعماها بيدهما وبعد قليل اخذت الدواء
مر النهار وهي تشرف علي المصنع تتنقل بين الأشجار تنظر الي ابنائها وهم يتسابقان او يركبان الخيل.
كان الجو يملئه المرح
اتصلت بها "سهر" لتطنئن عليها واخذت تتكلم معها لوقت طويل...
ام هو كان يدرس إحدى. الملفات المهمة واتهاه اتصال من "امجد" العايدي ولكنه لم يرد
كان لازال في بيته ينتقل بهدوء الي ان رن في اذنه صوت سهام وهي تقول« بتاخد. دواك»
وقتها رجع ليأخذ تلك الحبوب، ويدهن كف يده، بذلك الكريم قوي المفعول...
اته اتصال اخر من "امجد" الا انه لم يرد ولكنه كاد ان يخرج ليجد الخدم يفتحون الباب له!.
نظر له احمد ببرود وكاد ان يتحرك الي الخارج بينما وقف "امجد". امامه
-علي وين يا ابو رحيم بتتركني وتذهب
_ده اقل رد ...
- معك حق حبيبي والله ما كنت اعرف؟!
_ علي اساس انه علي ضمنتك يا زفت.
- والله التحريات اللي جت كانت غير، وكمان "ساره" هذي نسبتها قليل وبعدين ماحد فيهم ذكر اسمك من قريبا أو بعيد انا اللي حبيت نفضل مع بعض حتي عادل وادهم وامير و..
_ اسمع ده كلام كله هري، ده مش هيغفر ليك اني لما قولت ليك هفكر ترد وتقول «انا واثق ومتاكد وعلي ضمانتي»
- حقك عليا..
_علي اساس انك دوست علي رجلي انت كنت..
-اسف انت لو تعرف انا حالتي كيف من وجتها كنت غفرت لي؟
_ انا حاليا مش عاوز اشوف وشك.
- ما لهادي الدرجة يا وحش؟
"احمد" عقد ذراعيه ونظر له بحدة
- حجك والله وراسك احب عليها
_ "امجد" سيبني اهدى وبعدين كلمك
-"طيب انا في الفيلا، يمكن اتي مرة اخري بس ممكن اعتذر لام رحيم.
_ دي مش موجوده .
_ هو ده صدج ولا عشان زعلان؟!
_ انا مش بكدب
-عارف حبيبي بالاذن .
نظر له وهو ينصرف ولكنه لم يوقفه..
تحرك الي الشركة؛ فلم يعد هناك من يديرها غيره بعد تلك الحركة التي فعلها مع "سهام" وان كان ما فعله فقط؛ ليتأكد انها صادقة او ليثبت لنفسه أنه أهم من أي شى أخر بالنسبة لها...
مضي النهار والذي لم يخلو من اتصالها به وكأنها تتمتع بمداعبته واثارت شوقه وكأنها هي الأخرى رجعت طفلة.
اما في الليل حدث ولا حرج همسها العاشق كان يعزف على اوتار قلبه تعزف نغمة مختلفة جعلت نبضاته تتراقص، شفتيه تبتسم ،عينه تلمع ببريق الشوق المزوج بالرغبة ولولا تعبها لما كان انتظر لحظة..
وكان الان هناك يغرقها حبا كما توحي بكلامها وزيادة.
❈-❈-❈
مرت الايام وظهر التحسن علي وجهه وبداو عينها تشع بريق كان قد. انزوي الايام الماضية
وها هي الان تقف في المطبخ ترتدي كاش مايوه يحتضن جسدها بنعومة ويبرز منحنياتها بأثاره، ولكن بينما هي تعد الطعام كان رحيم يشرف علي سجلات المصنع و ادم يشرف علي العمال.
ولكنها شعرت بشى غريب، لقد كانت بمفردها وهي متأكدة من ذلك!
لم تلتفت لذلك الأحساس واخذت تحرك الطعام، الي ان شهقت بصوت مرتفع؛ هذه الرائحة لم تعلق في ملابسها لم تختلط. بجسدها هناك مصدر اخر هنا ولكن هل تصدق قلبها هل هو هنا لقد، كان يكلمها منذ ساعات قليل والطريق الي هنا يحتاج وقت أكثر من ذلك...
اذدردت لعابها و هي تلتفت بعدم تصديق لتنظر الي ذلك الذي يقف بالباب ينظر لها بدهشة ممزوجة بمشاعر كثيرة لم يفكر انها قد تملكه
-انت دخلت ازاي..؟!
_ علي اساس هتتعرفي عليا النهاردة ؟! قال دخلت ازاي؟ دخلت زي السكر في الشاي
_ احمد..
_أيه القطة كلت لسانك
و اقترب خطوة و هي حتي استقرت بين ذراعيه و لكنه كان يتحرك بها الي الخلف؛ أغلق النار في الموقد و هو يرفع وجهها لينظر في عمق عيناها او بمعني أدق يغوص فيها
و شفتيه تقترب منها بعشق و شغف وهو يأكل تفاصيلها.
- وحشتني ..
_ ممم ..
_ استني
رفع حاجب واحد، كأنه يسالها عن سبب طلبها له بالانتظار!.
-انت ناسي احنا فين؟! أحنا في المطبخ واي حد من الولاد ممكن يجي في اي لحظة وقتها هقول ايه..
احمد نظر لها بتقيم ونظرته تتحول من الشوق إلى الغيرة الممزوجة بالغضب وهو يضغط علي اسنان حتي لا يأكلها بعد ما تفوهت به وعقله يخبره «بما انك تعرفي ان هناك احتمالية لعودة احدهما لما ترتدي تلك الملابس هل تريدي اثارة جنوني »..
سهام بارتباك و خوف وهي تحاول ان تلملم نفسها قالت: انا.. أنا
_ الحكاية انت عارفة ان دي مشكلة بالنسبة ليا و ان الوقتي بفكر اقتلك او أفترسك
اقترب فتراجعت تشعر بالقلق من نظرة عينه ولكنه حملها علي كتفه مما جعل شعرها يلامس الارض
- نزلني يا احمد ؟!
_ انسي انا هعرفك تلبسي كده قدام اي حد غيري ازاي؟
ضحكت بصوت مرتفع وهي تقول:
_ انت بتهزر صح
ضربها علي نهاية ظهرها... وهو يقول:
_ الوقتي تعرفي ان كنت بهزر او لا يا سهام هانم
شهقت من فعلته ام هو ما ان دخل الي غرفتها حتي انزلها واغلق الباب وأوصده من الداخل
- هتعمل ايه.؟!
_ انا ولا حاجة.. هسيب الموضوع ده عليكي؟!
كان يتحرك نحوها وهي تتراجع الي ان اصبح الفراش خلفها
_ مش فاهمة
_ افهمك
واقترب منها وهمس بكلمات في اذنها مما جعلها تشهق..
_ مش ده كلامك بقي ليكي اسبوع بتسوي فيا علي نار هادية بس البركان هينفجر الوقتي، انا عاوز اقول رفقا مولاتي رفقا اني اتنفس عشقا
وما ان نظرت له بدهشة حتي كان يقترب يأكل المسافة الفاصلة بينهم، ليأخذها في موجة عاتية و رياح شوق عالية وكآنها المد والجزر
وهي تان باسمه بصوت خافت إلي أن اخرجهم مما هم فيه صوت طرقة علي باب الغرفة
نظرت له بصدمة وهي تنقل نظرها بين حضنه و الباب. .
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية