رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 26
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل السادس والعشرون
لم تتوقع منه ذلك، لم تتوقع أن يكون رده؛ ضحكة مجلجة وكأنه يسخر من كل كلمة قالتها، وكأنه لا يصدق أنه يعني لها الدنيا بكل ما فيها، وكان ردها ان نظرت له بصدمة وكأنها تصفعه أمام الناس، ولكنها تمالكت نفسها وهي تقول:
_ افهم إيه من ضحكتك دي مش مصدقني
_ مش مسألة مش مصدقك بس ما اقتنعتش
_ وأنا عندي استعداد اني اقنعك بس مش دلوقتي
_ بمعنى
_ هقولك.. امسكت ورقه وقلم وخطت تنازل امام عينه وهي تبتسم له وتدفع بالورق اليه
لم ينظر إلى ما تفعله، ولم يهتم بان يمس الورقة بيده هو يعلم جيدا ما تفعله ودون أن يظهر أي مشاعر على وجهه إلا ان عينها تلاقت بخاصته وهي تقول
_ اعتقد أن كده ممكن تقتنع
عينه كانت ترد بكلمة واحدة.. (غبية )
سهام: واللي ممكن يقنعك أكثر؛ في ملف على تليفونك، تقدر تقراه وتعرف أنا رفضت ليه؟
وان الموافقة المبدئية اللي انت لسه مقررتش موقفك منها، ليه بس قبل ما انت تعرف انا هقول لك
- وأنا سامع
التفتت تنظر الى أمير وهي تقول:
_ انت هتكمل في اقتراح أمجد
_ أنت شايفه إيه
_ انا من وجهه نظري ترفض
_ يبقى أكيد هرفض
هزت راسها وهي تقول:
_ اعتقد انا رديت شكرا علي ثقتك يا كنج...
رحيم: مامي تعبانة
سهام :شوية خلصت الشغل على الملف .
رحيم :اه يا قلبي.. ياله لإنك مرهقة بما فيه كفاية، وبعد اللي حصل انتى مش ليكى أي صلة بالشركة ولا بقرارات سيادته؟
سهام: زي ما تحب يا قلبي
احمد: انتي شايفة كده
سهام: أنا مبقتش شايفة حاجة بعد اذن سيادتك
امسك تلك الورقة وطوها وكان هذا ما صدمها
سهام: انا كده خلصت يا أمير، ورحيم كمل الباقي هروح مكتبي شويه وبعدين أروح
نظر لها وكانه رافض لرحيلها وهو يقول: تروحي علي فين؟!
_ يعني هيكون هروح فين؟! بيتي هسيبك براحتك
ونقلت نظرها إلي تلك الطبيبة ، التي اذدردت لعابها وهي تشعر بخوف غير مبرر ...
انا..
أم هو لم يرف له جفن...
مما جعلها تقول:
_ متنساش تشوف الملف وتراجع قرارتك رغم اني بره الشركة ...
عينه كانت تقول الكثير ولكنه همس:
_ انت بتاخدي قرارات غلط
واكملت عينه: بيتك هو بيتي ويوم ما يجمعنا بيت هشرب من دمك، ولكنه آثر الصمت و هز راسه بمعنى افعل ما تشائين
بينما هي كادت تخرج من مكتبه تضع يدها في ذراع ابنها وكأنها تستند عليه،
بينما هناك نظر أمير إلى وجه أحمد الذي يبدو متحجرا وهو يقول:
أمير: يا نابغة هستناك بكره عندنا شغل مهم ممكن تجيبي خليفتك معاكي
نظرت من فوق كتفها إلى أمير وهي تقول:
_ انت شايف كده
_ منا قلت لك مش هتيجي غير كده
ابتسمت له ثم رجعت مرة أخرى لتقول:
_ نسيت شنطتي
ورغم ان رحيم هم ليأتي بها، إلا أنها أسرعت لتدخل
وقفت تبحث عنها بعينها
احمد: بتدوري على ايه؟!
سهام: شنطتي
نظر إلى حيث كانت تجلس، ولكنها تحركت إلى حيث كانت تغفو، لتأخذها ففيها شىء مهم جدا لها؛ عطره ...
وما أن أغلقت الباب حتى كان يمزق تلك الورقة دون أن ينظر فيها
امير: طيب ليه؟!
احمد: هو ايه؟!
_سيبتها تكتبها ليه !
نظر له فوضع يده علي عينه ثم اذنه ثم فمه كأنه يمثل لا اري لا اسمع لا اتكلم....
وما إن انتهي الإجتماع، حتي كان يقرأ ذلك الملف وعينه يظهر فيها الدهشة
ما شأنه هو بسارة! ولما تتكلم عنها ؟
ولكنه أكمل قراءة الملف لنهايته
احمد: مستحيل...
أمير: الملف في ايه؟
احمد: اتفضل وناوله الهاتف ليقرأ
امير: أمجد ده اتجنن! هو مش فاهم ولا بيستعبط..؟!
أحمد: هو ولا الهانم؛ اللي الغيرة خلتها مش شايفة قدمها علي اساس انها متجوزة راجل بيريل ولا يمكن مجرد ما واحدة تبصله هيضعف
أمير: سهام هي غلطت في ايه؟!
احمد: الهانم عشان غيرانه رفضت...
أمير رفع حاجبه بصدمة وهنا ضحك بصوت مرتفع
احمد: بتضحك؟!
أمير: ايوة طبعا سارة مش المشكلة! كمل باقي الملف شوف الهانم كانت مرتبطة بمين؟!
احمد: يا ابني أنا أصلا لا قريت ولا حتى خدت قرار نهائي !
امير: طيب كلم أم رحيم وهي تقولك ليه تجاوزت في أمر يخصك؛ بس أنا هرفض الصفقة!
_ ليه؟
_ مش معقوله، مش مركز ليه؟! ولا عشان أم رحيم مش في البيت ؟ الوحش مش مركز..
_في إيه يا أمير؟!
_ يعني إنت من كل الملف ده! ما شفتش إلا غيرة مراتك عليك؟!
أعاد النظر إلى الملف مرة أخرى، أخذ يقرأ بتفاصيل ادق، لم يغفل عن ما ترمي ٱليه سهام ، إلى أن أتى ذكر موسى جحظت عيناه بصدمه
وهو يتطرق إلى تلك الصور المرفقة، لم يكن ذلك الرجل مع ساره على اليخت سوى "موسى أيوب" ضابط مخابرات إس*رائيلي!!
أدرك ما ترمي إليه زوجته، حتى كان يقف كأنه أسد؛ ثائر هل من الممكن أن يغفل "أمجد" عما يفعله؟! أم أنه كان يورطه ليس إلا!
وهنا شعر، بأنه لا يريد في هذه اللحظة إلا أن يضم سهام بعشق ويقب*لها بشغ*ف !
أمير :بتفكر في إيه؟
وقتها لم يجد إلا أن يرفع الهاتف مرة أخرى!
أمير: إهدى يا وحش
أحمد: ابن العايدي...
امير: أنت عمرك ما وافقت على حاجة قبل ما تقرأ كويس؟!
احمد: فعلا بس كنت..
أمير: متدايق ومنفعل ومش مركز.؟
احمد: ده وقته؟!
رفع المحمول ولكنه كان يرن بالفعل و لحظه السيء كان أمجد يرد عليه بنفسه ٱنفجر فيه وهو يقول:
_ انت بتستعبط يا زفت
_ أنا ؟!
_ لا خيالك أنت مش عارف مين شركائك .منين؟
_ لا طبعا ، عارف
_ طب لما إنت عارف مين سارة؟
_ ساره سيدة أعمال ومركزها مدير التنفيذي لشركة امريكان..
_ سيدة أعمال امريكية متأكد ؟
_ طبعا وبعدين هذي نصيبها نسبة قليلة جدا ٥٪ عسى ما شر أبو رحيم في إيه ؟
_ ارسالك على لهجة يا أمجد هتكلمني خليجي ولا مصري ؟
_ مالك بس متضايق ليه؟!
_ هقول لك لاني عرفت أن ساره، كرافان وليها شركاء من الباطن
_ ده شىء يخصها وبعدين انت اللي عرفت وكمان هي مدير تنفيذي
_ انت بتسال انت مش عارف انت بتشارك مين؟! ولا مش فارق معاك؟!
_ في إيه يا أحمد ؟
_ في إنه ساره تبقى صديقة لي ....
_ وانا مالي هي مصادقة مين ! وبعدين هي نسبة الأسهم بتاعتها أقل من أي حد ؟!
_ فيها انك مش فاهم ولا بتستعبط ؟
انت بتشارك عشيقة ضابط مخابرات اسرائ* يلي! انت ناسي أنا مين؟ ولا أنت مين يا غب*ي
_نعم
_ الله ينعم عليك مضطر اقفل
وكاد أن يغلق الخط بالفعل، الا انه استمع الى صوت ""امجد على الطرف الآخر يقول:
_ استنى بس انا كمان مش هكمل الصفقة
_ شئ يخصك..
❈-❈-❈
كانت سهام تدخل من باب البيت لتجد "داليدا" تساعد جدتها في إعداد الطعام و أدم يقف معهم وهو يمزح مع ابنة خالته ويقول :
ادم: ايوة كده اتعلمي من (تيته) أصل أكلها ولا يعلى عليه
داليدا :انت هتقولي !
آدم: أصل أنا ورحيم بنعشق اكل تيته وخصوصا رحيم
داليدا : انت شايف كده
ادم: أيوة ولا إنتى شايفة ايه يا دكتورة
داليدا : أنا شايفة تخليك في حالك ..
في حين كان أمجد يرن على أحمد مرة أخرى ولم يتلقى رد !
لذا رن علي عادل وهو يقول بثورة :
_ لما أنت عارف السبب؟! اللي خلى أحمد يرفض الشراكة وما قولتش ليه؟
_في ايه يا امجد ؟!
_في أنك لو قلت ليا كنت لغيت الموضوع !
_ هو ايه الموضوع؟!
_ انت مش عارف ولا بتهزر
_ والله ما اعرف حاجة؟ كل الحكاية إن أم رحيم كلمتني وقالت« إن أحمد بيفكر يكنسل الموضوع لان في حاجة مش مريحاه ».
_ احمد طلع مابيعرفش حاجة، بس الظاهر إن ليها عيون في كل حتة!.
_ انت عارف سهام بتتحري الدقة في كل حاجة يمكن حست أن في شبهة حرمانية ؟!
_ طيب الموضوع طلع أكبر من كده! وأنا اللي فضلت أقوله علي ضمانتي وطلعت كنت هدخله فى حيطة!.
عادل: طيب اعتذر ؟
امجد: ياريت الموضوع سهل
عادل: احمد اكيد هيسامحك..
أما هناك لم يدري "رحيم" في ماذا يفكر؟ هل هو سعيد بوجود( دليدا) أم أن الأمر لا يعنيه !
ولكنه ترك لأمه المساحة لتأوي إلى غرفتها وتحرك إلى باب المطبخ.
رحيم : بتعملوا ايه ؟
ادم : تيتا بتعلم الدكتورة داليدا ازي تعمل الأكلة دي..
رفع حاجبه ونظر إلى أخيه ليصمت؛ لأنه أدرك أنه سوف يكمل باقي الجملة من كلامه ويقول « رحيم يفضلها »؟
رحيم : تسلم ايدك يا تيتا وانتي كمان يا دكتورة.
داليدا وهي تحرك الطعام امامها قالت : تسلم يا رحيم ولا المفروض اناديك بقى بسيادتك
رحيم : لا طبعا أنتي زي..
لاحظ إنها اذدردت لعابها وسكت لان كلامه لن يعجبها..
ادم : قصده أنك تقولي زي مايعجبك...
نظر له "رحيم" وابتسم وهو يقول:
زي الاستاذ ماقالك..
داليدا : تمام يا رحيم ياريت تبقي تقول داليدا بس!
هز رأسه وهو يهم إن يتحرك
بينما جدته ربتت على كتف داليدا وقالت:
شكل نفسك حلو يا دولي..
تسلمي يا تيتا..
❈-❈-❈
أما سهام كانت تخرج زجاجة العطر من حقيبتها، وتنثره على وسادتها علها تشعر بوجود بجوارها...
وربما تكون المرة الأولى التي تشعر فيها بالراحة، وهي تتقلب في فراشها، وكأنها رجعت بالزمن لسنوات تتذكر ما مر بينهم من عشق وحب وشغف
وغفت وهي تهمس باسمه...
في اليوم التالي كانت تستعد لتنزل إلى القطاع رغم أنها لا تريد من ذهابها هناك إلا أن تكون بالقرب منه.
ولكن هل تستطيع ان تتحمل لا مبالاته، فهو رغم ما عرفه ،واتصال "أمير" بها؛ إلا أنه لم يكلف نفسه ان يتصل بها!.
خرجت من غرفتها لترى رحيم يجلس في انتظارها
رحيم: جاهزة
سهام : انت بتسأل ليه ؟
رحيم : عشان أوصلك !.
سهام : انت مش جاي معايا انت فاهم ؟
رحيم: يبقي مش هتروحي انتي تعبانة !
اسماء: انا شايفة إنك ترتاحي يا سهام أحمد عارف...
سهام: ماما لو سمحتي سبيني براحتي
نظرت أسماء إلى ابنتها وحفيدها وهي تقول:
ماشي يا سهام بس لو..
سهام: لو ايه ياماما؟
اسماء : لو مش كلمك وحاول يصفي اللي بينكم يبقي تسمعي كلامي
سهام : أنا من إمتي مش بسمع كلامك
أسماء : أنا ماقولتش كده، أنا أقصد تاخدي كام يوم تغيري فيهم جو وتهدي أعصابك
سهام: ممم
رحيم: أنا شايف كده
سهام: أمير بيرن ياله بينا
اسماء: ياله بس افتكري اللي قولته ،وكمان هو هيبقي عارف أنك هناك لو مش كلمك ولاحصل زي امبارح، تركبي العربية وتيجي خدي ولادك وسافري .
سهام : حاضر بس انتي ناسية إن ادم عنده مدرسة.
رحيم: سهلة يا ماما بس بلاش نسبق الأحداث..
وها هي تجلس أمام جهازها المحمول تعمل عليه.
ورحيم يقف ينظر إلى ما تفعله بانبهار.
وهو الآخر يتابع، ولكن من مكتبه لم يكلف نفسه أن يتحرك ليذهب إليها.
لكنه يكتفي بأن يأكل تفاصيلها وأن يروي شوقه إليها. وتلك الأحلام التي اجتاحته بالأمس وكانت هي بطلتها.
بينما هناك كانت سهر تنهي المحاضرة وهي تنظر الي داليدا ؛ بمعنى أن تنتظر .
وما إن خرج الجميع إقتربت منها تضع كفها على جبينها؛ تتأكد من أنها بخير .
داليدا: في إيه يا ماما ؟!
سهر: الله يعني مانتيش سخنة ؟
داليدا : اه
سهر: أمال مالك مسهمة كده ليه؟
داليدا: أنا
سهر : ايوة أنت، واذا كنت انا امك ومش عاجبني مستواك يا دكتورة باقي الدكاترة هتقول ايه ؟!
داليدا: آسفة يا مامي هشرب قهوة وأركز..
اما هناك كانت دانا تنهي محاضراتها و تتصل بسهر تخبرها أنها سوف تذهب إلى الشركة.
وها هي تتحرك الي حيث سيارتها ولكنها أخذت تبحث بعينها عن ذلك الذي يصف السيارة.
العامل : اامري يا باش مهندسة .
دانا : عاوزة أطلع
العامل : ده
رفعت نظارتها عن وجهها وهي تقول: ده ايه؟ ازاي يركن كده ولا هو أول مرة يسوق ؟!.
حازم : لا مستنيكي تعلميني!.
دانا : لا أنت كمان بتستظرف؟
حازم: شايفاني ظريف!
دانا : شايفة واحد غير مسؤول، ولو سمحت حرك عربيتك خليني أعرف أمشي .
حازم نظر لها بتقييم ...
دانا : ايه هتصورني! ياله يا عم أنت أنجز ورايا ميعاد مهم .
حازم : عم، وانجز لا إنت بتهزري !
دانا : انا اللي بهزر .
حازم : أمال أنا؟! انت تعرفيني من أصله عشان تتكلمي معايا بطريقة دي!
دانا : لا ماحصليش الشرف بس ياله أخلص مش عاوزة غير انك تحرك العربية.
حازم : بعد ان لاحظ تجمهر الناس حوله قال زوق مني بس .
دانا : كلك زوق بس اخلص.
في اللحظة التي رن فيها هاتفها لترفعه وهي تقول: ايوة يا حبيبي مسافة السكة .
_ مال صوتك !
دانا : مفيش ربنا وعدني بواحد قليل الزوق .
التفت لها حازم ولكنها لم تهتم وتحركت بسيارتها …
❈-❈-❈
أما هناك كان رحيم يطلب من أمه أن ترتاح لبعض الوقت .
امير : ايه يا رحيم هي اشتكت ؟
رحيم: هو مش باين أنها تعبانة ؟ مش مفهوم .
نظر لها أمير ولكنها كانت تعمل ،وكأنها في عالم آخر، ولكن الوقت يمر ولم ياتي، ولم يسأل يبدوا، أن أمها محقة هو بحاجة لأن تبتعد...
ولكن تلك الطبيبة كارما وقفت بالباب وهي تقول
كارما : مدام سهام ممكن ترتاحي .
سهام : هو أنا كنت قولت اني تعبانة ؟
كارما :لا يا فندم بس أنا بقول يعني استنادًا على اللي شوفته امبارح ...
سهام : ممم ...
كارما: ممكن اي حد تاني يكمل وحضرتك تاخدي دواكي .
سهام : والله انتي مهتمة وده زوق منك ،بس أنا مش بحب حد يكلمني وأنا بشتغل .
كارما : انا...
سهام : انا بقى مستنية يلقط طرف الخيط ولو كلمتيني هزعلك
رحيم : معلش يا دكتورة مامي متقصدش
كارما : بس هي لازم ترتاح
نظر لها مطولا وأدرك أنها مرسال!.
ولكن منذ متي يحتاج لمرسال نظر إلى تلك الكاميرا وهو يبتسم ولكنه لا يعرف كيف يقنع والدته بشئ وهي في هذه الحالة
هز رأسه وهو يقول:
سو هانم .
سهام : نظرت بتركيز الى شاشة اللاب توب وهي تقول لا ...
واكملت عمل بسرعة مرعبة للجميع؛ وخاصة له هو فهو يدرك أنها ما أن تنتهي سوف تنهار !.
وبالفعل لم يعد يقوى على البقاء ليراها وهي تصل لتلك الحالة...
اقترب رحيم ليجلس بجوارها؛ عله يكمل ما بدأته إن قررت أن تنهض، ولكنها ظلت تعمل إلى أن انتهت.
وقتها تركت رأسها لتسقط على كتف رحيم الذي أحاطها بذراعيه وهو يقول:
راسك ناشفة يا سو هانم .
سهام: بس يا ماجيك ولا فاكرني عجزت…؟!
رحيم : فين ده انتي وحش .
سهام : بلاش أصله بيجي على السيرة .
ضحك رحيم وأمير وابتسمت كارما على مزاحهم.
في الوقت الذي رنت فيه أسماء وكأنها شعرت بإرهاق سهام .
أما أحمد ما أن رأى سهام تغفو في حضن رحيم؛ حتى كاد يجن تحرك إلى حيث هي .
في الوقت الذي كانت فيه امها تقول:
سهام انت كويسة !.
سهام: أيوة يا ماما إطمئني.
اسماء :شوفتيه ؟
سهام :لا
اسماء: يعني هو مش عندك؟
سهام: لا هنا .
اسماء :يعني عارف أنك موجودة؟!
سهام: اكيد .
اسماء : ومش كلمك .
سهام: ممم
اسماء :يبقي تعملي حسابك انك تسافري النهاردة .
سهام : يا ماما اسافر فين بس أنا تعبانة .
رحيم: والتعبان يغير جو، يرتاح، مش يتعب أعصابه اكتر، وأنا من رأي تيتا أنك تسافري الأرض، كام يوم كده وأنا وآدم معاكي، وبعدين اللي يهمو تعبك يقدر يسأل مش محتاج مرسال؟.
سعلت كارما ، في حين كان الوحش يقف بالباب يستمع إلى كلام إبنه بغضب .
اما سهام لم تنتبه له وهي تقول : يا رحيم أنا اه قولت لتيتا كده بس
رحيم وهو يحرك كف يده على رأسها قال:
بس ده أفضل حل لو سمحتي
سهام :خلاص يا رحيم نسافر .
احمد : لما تبقى متجوزة قفص جوافة
التفتت تنظر له ولكنها كانت تصب نار على نار قلبه وهي تحرك رأسها في حضن أبيها الذي ينظر لوالده بجمود...
سهام : انا
رحيم : ارتاحي يا مامي أنتي مش بترتكبي جرم وانتي يا انسة اتفضلي، شوفي وراكي ايه..
كارما : باحراج اه طبعا طبعا
سهام : مش تزعلي هو اسلوبه زي ابوه .
هنا لم يتمالك أمير نفسه؛ وهو يضحك بصوت مرتفع وهو يقول الرب معاكي .
ما أن أنصرفت كارما حتى قال أحمد.
احمد: أبوه مش عاجبك الوقتي مش مالي عينك .
سهام : أنت تعجب المعجباني، ومن ناحية عيني، أنت تملي عين الشمس يا وحش قلبي.
احمد: نعم؟!
سهام: إيه محتاج دليل علي دي كمان يا دودي!.
رحيم : نظر لأمه بصدمة وهو لا يعرف كيف يتحرك ويتركها فهي تتكلم بتلقائية كالعادة
امير : طيب انا بره .
رحيم : خدني معاك مامي قادرة تقعدي لوحدك !.
أحمد: بره
ابتعد رحيم بهدوء وهو ينظر إلى أمه التي رجعت في مقعدها وهي تنظر إلى والده باستفسار .
أحمد أقترب من تلك الطاولة التي تجلس عليها وهو يطرق عليها .
احمد : إية معني أنك تاخدي قرار من غير رأيي.
سهام : أيدك .
احمد: يهمك أوي
سهام: بتسأل
كانت نظرة عينيها تحمل الكثير، وهي تمد يدها لتحتضن كفه و ترفعها لتقبل راحته ، وهي تحرك شف* تيها على ذلك الشرخ
كان ينظر لرأسها المحني على ي* د وهو لا يعرف كيف يتمالك نفسه دون أن يجذبها إلى داخل قلبه .
أحمد: سهام
سهام: قلبي
أحمد : هاه على أساس إني في حساباتك .
سهام وقفت رغم أنها تترنح مما جعله يدرك أنها بالفعل تحتاج للسفر
سهام وهي ترفع يدها لتحضن وجهه وهي تقول:
أنت كل حساباتي، أنا مليش حسابات أنت مش فيها بس لما أبقى جنبك وبيني وبينك خطوتين، وما قدرش أحض* نك أو أض* مك الم* سك ارمي نفسي بين اي* دك .
أحمد : ومين اللى اختار.
سهام : انت مصدق كلامك، أنت عارف إني كنت بحميك من غصبك.
احمد : مش لما تعرفى البيه عمل إية؟
سهام: عرفت بس مين فينا ما حبش، مين قلبه مدقش انت؟! مفيش شجرة اللي محركها الهوى كنت عاوزه يعمل إيه ؟
احمد: يعرف هو مين! وابن مين !ويفكر ألف مرة قبل ما قلبه يهلكه .
سهام : وأنت تعرف منين أنه ما فكرش ؟!.
أحمد: بصوت مرتفع من التقرير اللي جاني! من الحادثة اللي عملتيها من تغيره اللي كنت مستني اعرف سببه... .
سهام : غلط ومين ما بيغلطش !.
أحمد: انا
سهام…
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية