رواية جديدة خداع لإيمي عبده - الفصل 13
قراءة رواية خداع كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خداع
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمي عبده
الفصل الثالث عشر
"ليلى" فتاة فكاهية دوماً ، وضاحكه الفم، لكنها حين تحزن تصبح حاملة هموم مزعجه.
فمنذ الصباح وهى تندب حظها العاثر على ما حدث لوج*هها الجميل الذي تورم إثر إرتطام خفها به، ورفضت أن تذهب إلى العمل بهذه الحاله، وقد أصبحت كالناقوس الفاسد، تضرب بأدمغة من حولها حتى ؤى "شهد" رئيسها المباشر، وإعتذرت عن الحضور لكليهما، ولم يكن رئيسها يعلم بشىء مما حدث بالأمس، فوافق ولم يكن يعلم بأن الأمر سوف يتسبب فى جعل صاحب المطعم ساخطاً طوال اليوم؛ لظنه أن "ليلى" لم تأتى بسبب ما حدث بالأمس.
بينما كان أسوأ إقتراح قدمته "شهد" هو أن تأخذها أن إلى إحدى الحدائق العامه، حيث كانت تبعد مسافة نصف ساعة سيراً، ولأن "ليلى" لا رغبة لها بالمزيد من التحقيقات حول وج*هها المتورم، والنظرات الفاحصه من كل من يراها، والهمسات التي لا معنى لها.
فقد قررتا أن تركبا إحدى وسائل النقل، ووجداها سريعاً، وسريعاً ما إن إكتظت العربة بالراكبين، وكانت من تركب بجوارهما ثرثارة مزعجة، فقد بدأت تناقشهما حول أسعار كل شىء تقريباً، وأخبار كل شىء، وكأنها تعرفهما منذ زمن حتى آلمت رأسيهما.
ولكن لسوء حظيهما أنها نزلت معهما، تحمل حقيبة قماشية كبيره، وإلتصقت بهما، ولم تتركهما حتى وصلتا فأخرجت من الحقيبة مفرشاً، فردته على الأرض، ومن ثم أخرجت بعض الأواني المعبئة بالطعام، وأصرت عليهما أن تشاطرناها وجبتها.
وبعد إلحاح وافقتا، وجلستا معها، فأكلتا حتى شبعتا، وما إن أنهت تلك السيدة طعامها، حتى بدأت تقص لهما قصة حياتها، فقد كانت فتاة في مقتبل العمر حين تزو جت شا باً من قريتها، ولكنها لم تحيا هناك، بل إنتقلت معه إلى المدينة الكبيره حيث يعمل.
لكنها لم تحبها وظلت تحيا بذكرياتها القديمة ويأس زو جها معها، ولم تنصت إلى صوت العقل، أو نصائح عائلتها، وتمسكت برأيها، فأعادها الى القرية وتركها لتطرق رأسها الصلب فى الحائط علها تفيق.
ظلت على عنادها ليومان فقط، فقد قرر عمها ان يجعلها تكف عن الدلال، وان تعمل بالحقل والمنزل كزو جته، ووجدت ان الحياة بالقرية وهي كبيرة مسؤلة بشعة خلاف الحال وهي مدللة صغيرة تمرح هنا وهناك.
ظلت تعاني حتى أتى زو جها لزيارتها بعد ان اعاده الشوق لها فرجته ان يسامحها ويأخذها معه وقد كان، ومنذ حينها وهي تعتني به جيداً وتطيع أمره
أنهت حديثها ببسمة، بينما كانتا "شهد وليلى" يريدان صفعها، فقد ضجت رأسيهما من ثرثرتها التى لا تعنيهما، لكنها إبتسمت توضح لهما لما قصت لهما قصتها.
❈-❈-❈
بعد ألم الرأس الذي أصاب رأسي الفتاتين، إتضطح أن تلك السيدة تظن "ليلى" متزو جة، وزو جها هو من قام بضربها حتى تورم وجهها هكذا، وارادت أن تقنعها بأن تعطيه فرصة أخرى؛ لظنها أن "ليلى" أم، ولديها أطفال.
كما أنها مما سمعته، أو إعتقددت أنه حدث، فهى تظن أن زو ج "ليلى" المزعوم لم يتقصد ذلك، بل هي من إستفزته حتى قام بضربها!
نظرت "شهد وليلى" إلى بعضهما مذهولتين، ثم إنفجرتا ضاحكتين، والسيدة تنظر لهما بحيرة، وتبتسم بإرتباك حتى إستطاعت "شهد " أن تلتقف أنفاسها، فأخبرت السيدة أنها مخطئة، فليلى ليست متزو جه.
وما بوجهها ليس ضرباً، بل هذا بسبب أخاها الصغير الذي حاولت ضربه فإرتدت الضربة إلى وجهها، كما أن قصتها لن تساعد في شىء؛ لأنها حتى لو كانت "ليلى" زو جة، وزو جها من ضربها، فقصة تلك السي*دة ستجعلها تنقم أكثر على زو جها.
فها هو زو ج حاول بكل جهده حتى إستعاد زو جته، واسعدها، وهي المخطئة، بينما الأخرى الثي تعرضت إلى الضرب، فهي تعانى مع زو ج فظ، لا يرحم ضعفها، ولا قلة حيلتها، وبدلاً من أن يكون أمانها، فهو مصدر رعبها لذا فالحياة مع ر جل كهذا هي درب من الغباء لا أكثر.
أحست السي*دة بالحرج، وابتسمت لهما، ومن ثم حملت كل ما معها، وغادرت، وهى تخبرهما أنها بالتأكيد سعيدة للقائهما، فقد أعاد إليها ذكريات ممتعه فأومأتا مبتسمتين، يؤكدان لها كذباً أنهما أيضاً إستمتعا بصحبتها.
وبعد أن غادرت السي*دة، ظلتا تضحكان، ثم قضبت "ليلى" جبينها بإنزعاج، وسألت "شهد ".
-هل وجهي أصبح بتلك البشاعة؛ لتشفق علي تلك السيدة؟!
-لا تفكرى هكذا! السي*دة أرادت مساعدتك ليس إلا، تعلمين كما أعلم كم تعاني المر أة بمجتمعنا هذا من أفكار، ومعتقدات باليه.
-نعم، ولكنها ثرثارة جدا! كيف تقص أسرارها إلينا، وهى حتى لا تعرفنا؟!
-ليست أسراراً كبيره، إنها قصتها، ولا شىء بها قد يتسبب لها بفضيحة ما، كما أنها توسمت بنا الخير.
-حسن النيه شىء رائع، رغم أن زماننا هذا أصبح بلا أمان.
أومأت لها بإقتناع، ثم نهضتا، فتوقفت "ليلى" تنظر إلى صديقتها، مقتضبة الجبين، تسألها.
-أى مما قولناه، جعل تلك السي*دة تظن في ما ظنته؟!
ضاقت عينا "شهد " بتفكير، تتذكر ما قالتاه، فقد كانت "ليلى" مزعجة من نظرات الجميع إلى وج*هها المتورم، فتمتمت ساخطة بأنها لن ترحم أخاها الأبله لما فعله بها، فحاولت "شهد " تهدئة غضبها بقولها أنه طفل لا يدرك، كما أنه ليس منذنباً، فالخطأ خطأ "ليلى" وحدها.
فإزدادت "ليلى" غيظاً، وهددت بأنها ستترك له المنزل عله يرتاح لكن اى حمقاء اخري ستساعده فى إستذكار دروسه، فعقله لا فائدة منه ترتجى، ولابد أن صوتهما إرتفع فى بعض أجزاء الحديث حيث سمعتهما تلك السيدة التي تذكرت "شهد " الآن أنها كانت تجلس بعيداً عنهما.
ثم إنتقلت سريعاً بجوارهما، واخذت تثرثر معهما، فضحكتا؛ لأنها سمعت جزء فقط من الحديث، جعلها تشكل فكرة خاطئة حول الحقيقة، وحينها نظرت "شهد " إلى "ليلى" تعنف بها غبائها؛ لأنها أيضاً رأت مشهداً واحداً من الحقيقة، وبنت عليه ظنونها السوداء.
وعليه فيجب أن تتحدث مع عز حين يشفى وج*هها، فتذمرت "ليلى" قليلاً، لكنها وافقت ما إن عرضت عليها "شهد " أن تعاونها بتلك المواجهه.
❈-❈-❈
لقد أحضر "ليث" إلى إب"نة "ساره" قطة جميلة؛ لتعتنى بها، وتتعلم أن رعاية أحدهم ليست سهله؛ لتحاول تقبل أفعال والدتها، ولكن "ساره" غبية، لم تتحسن بكل أسف، بينما إب*نتها أحسنت فى تربيتها للقطه.
فقرر "ليث" مكافئتها من جهه، ومن جهة أخرى إبعادها عن جنون والدتها، ولو ليوم واحد، فأخذها معه منذ الصباح، حيث قام بتنزيهها هنا، وهناك، حتى إعتلت البسمة البريئة ثغرها.
❈-❈-❈
حين عادتا "شهد وليلى" إلى المنزل، تفاجئتا بوجود "عز" هناك،. لقد أتى؛ لزيارة "ليلى" لظنه أنها تغيبت؛ لأنها لازالت غاضبة منه، ولكنه صُعِقَ بمظهر وجهها فأمسك بكتفها بقوة، دون الإهتمام لوجود عائلتها هنا، وسألها بغضب لم يستطع إخفاؤه عن هوية من فعل بها هذا؟!
واقسم لها على الإنتقام، فإختبأ أخاها خلف والدته يرتجف من صوت "عز" الغاضب، وتوعده بالقصاص منه، حسنا لا ذنب له أن أخته بلهاء، فليقتص من حافة الدرج، ما ذنبه هو؟!
نظرت "ليلى" حولها بإرتباك، واخبرته أنه حادث بسيط، هى السبب به، وقصت الأمر سريعاً، فترك كت*فها، ووقف جامداً للحظات، هل هى غبية، أم سيئة الحظ، لكن الأكيد أنها يائسة بالفعل.
دعته والدتها إلى قدح من القهوة، فالوضع مريب، ولكن الإستفسار ليس الآن، بل بعد أن يغادر هذا الضيف المفاجىء، ولكنه كان كمن وجد ضالته، فجلس معها، وهو مستمتع بقصص طفولة "ليلى" الكارثيه.
وشهد تكاد تبكى ضحكاً على هيئة "ليلى" المتذمره التي حين يأست من منع والدتها فى الإسترسال فى الحديث، أخذت أخاها مجبراً؛ لتستذكر له، وعز يتابعها بين الحين والآخر دون أن تنتبه له.
ظلت تجاهد معه فى شرح محتوى درسه بلا فائدة ترجى، فهو إما ينظر لها بضجر، أو يغضب، ويتركها تعاني؛ لتسترضيه، ومع أنها تقدم له شرح مبسط، لكنه لا ينفك يتدلل حتى يأست من كثرة تكرار الأمر، وجلست تنظر إلى أخاها بسخط، وتعنفه لغبائه، وعدم إستيعابه.
بينما هو لا يبالى بالقضية مطلقاً، وهى تجاهد؛ لتساعده، فتدخل "عز" حين فقدت الأمل، يعرض عليها المساعده، فلوحت له بأن يفعل مع أخاها ما يشاء، فقد فقدت كل حيلها، وللحظة كان أخاها يقفز، ويلعب.
وباللحظة الأخرى خيم الصمت، فرفعت رأسها لتجده يجلس أمام "عز" كتلميذ جيد، وينصت إليه بإهتمام شديد، من يرى المشهد، يؤكد أن أخاها نابغة عصره، فهو يومئ برأسه، ويسجل كل ما يقوله "عز" ويجيب أسئلته، فظلت تنظر له للحظات فى ذهول.
تحاول إستيعاب ما تراه، حتى أيقنت أنها حتماً، ولابد أنها غفيت، والآن هى تحلم حتى نهض "عز" فوجدت أخاها لازال جالساً يستذكر دروسه بجد، فسألت "عز" بعدم تصديق كيف إستطاع السيطرة على أخاها هكذا؟!
فأجابها ببسمة صامته، لكنها أرادات أن تفهم، فتنهد بضيق، وأخبرها بأن أخاها يحتاج الحزم قليلاً، لا الشدة، فقط قليل من الحزم.
مرت الليلة على خير، وطلب "عز" من "ليلى" أن تعود إلى العمل، فوج*هها ليس بتلك البشاعة، بل المطعم هو ما أصبح بشعاً بغيابها، وتركها مغمضة العينين باسمة لكلماته الحالمه.
وفاقت بعد مغادرته إثر صوت ضحكات عائلتها المكتومه، وحين تذمرت، تعالت ضحكاتهم أكثر.
باليوم التالى، أعطاها "عز" أعمالاً قليلة جداً، وظل طوال الوقت يتصيد الفرص؛ لرؤيتها، أو الحديث معها بأى شأن كان، بينما كانت "شهد " تتابعهما بنظرة حالمه.
❈-❈-❈
مر اليوم، وقرر "عز" دعوة "ليلى" لتناول العشاء، ولكن إبنته هاتفته، واخبرته بأن إحدى قريباته هاتفتها منذ دقاىق؛ لتدعوهما على العشاء، ولكن إبنته الذكية تملصت منها بصعوبه، لكن الأخرى تريد أن تأتى لزيارتهم.
فقرر أن يكون عشاءاً أسرياً، فقد دعا "ليلى وشهد " أيضاً، وأرسل إلى إبنته خبراً بأن تنتظره حيث مر بالمنزل واخذها بالسيارة معهم قبل أن تصل تلك الشمطاء التي تدعي محبة إبنته؛ لتصل إليه، فمنذ عدة أشهر، وهى تلاحقه، بعد أن طلقها زو جها، لقد كان يستحق وساماً؛ لأنه تحملها كل هذا الوقت!
بالطريق كانت "ليلى" منزعجه، فوجهها لم يشفى بعد، لكنها لم تستطع رفض طلبه لعشاء عائلي، خاصه وأنها فرصة؛ لتتقرب من إبنته أكثر، وتعتادا على التواجد سوياً، كما أنه لم يعاتبها على ما حدث فى مخزن أدوات النظافة سابقاً، ومرر الأمر ببساطه.
والآن بدى الإنزعاج عليها، وبعد إلحاح "شهد " أخبرتها أنها ستكون محط سخرية الجميع، حين يرونها بوج*هها هذا، فأخبرت "شهد " "عز" بالأمر، واستوقفته أمام أقرب متجر لأدوات التجميل، حيث نزلت؛ لتشترى مع صديقتها شيئاً يخفى الأثر المتبقى من تورم وجهها.
❈-❈-❈
هذا بينما أنهى "ليث" نزهته مع "إب*نة ساره" ومن ثم أخذها لشراء حلوى لها، وتهنئتها؛ لأنها أثبتت جداراتها، واظهرت جديتها بشأن القطه، واعتنت بها جيداً، وحين توقف أمام المتجر رأى إنعكاس طيف "شهد " بالواجهة الزجاجي.
فتوقف متجمداً، واحس بنظراتها تلتقطه؛ لكنها لم تتوقف، بل نظرت إلى "إبنة ساره" واسرعت بالإبتعاد، وما كاد أن يلحق بها حتى وجدها تتوقف أمام رجلاً، وتسرع إلى سيارته تركب بالخلف، تجلس بجوار فتاة صغيرة بعمر يقارب سنوات فراقهما.
أى أنها إب*نتها، وهذا حتماً زو جها، ولهذا فرت مبتعده، ولكن الألم الذى يختلق صدره لا يوصف، لما ألم تخدعه؟! ألم يتوقع هذا؟! ولكن رؤيتها مع آخر تقتله، ولاحظ أنها تتحاشى النظر إليه، ولكنه لن يتركها تتلذذ بألمه، أو يتسبب لها في حرج.
بل أمسك بيد "إبنة ساره" ودخل المتجر، ولم يرى نحيبها "شهد " المكتوم، ولا "ليلى" التى قفزت إلى جوار "عز" تضحك؛ لأن ما نصحته بها البائعة بمتجر أدوات التجميل كان له مفعول السحر على وجهها، فنهرها " عز" بإنزعاج لجنونها.
ومن فرط سعادتها قبلت وجنة "عز" ثم تجمدت بمكانها حين إنتبهت لفعلتها الجنونيه، بينما تجمدت الدموع بمقتلي "شهد " ونسيت بؤسها، في حين تصلب جسد "عز" ونظر لها متفاجئاً، ومن بينهم ظهر تصفيق إب*نته، وصراخها الحماسي للأمر.
لذا إنفك جمودهم من المفاجئه، ونظروا إليها متعجبين، فهتفت بسعادة؛ لأنه سيصبح لها أم مرة أخرى، وهى أكثر من سعيدة إذا ما كانت "ليلى" وليست أى شمطاء أخرى ممن يلتففن حول أباها، وهكذا إطمئن قلب "عز"؛ لأن إبنته لا تمانع زي*جته من "ليلى".
وأصبحت المعضلة فى رأى عائلة ليلى فليلى تبدو أكثر من موافقه، بينما بدى الخجل على و جه "ليلى" لكنه كاد يشتعل أكثر حين هتفت إب*نته بحماس بأنه سيكون لها أخ صغير عما قريب فإستنكرت " ليلى" حديثها؛ لأنها قبلت وجنة "عز" فقط، كما أنهما لم يتزو جا بعد.
نظر إليها "عز" هائماً بجمالها والبسمة الحالمة تعتلي ثغره، وظهرت أحلام وردية بمخيلته حول زيج*تهما، ولكنه حمحم بخشونة ليطرد تلك الأحلام، فلا هذا وقتها، ولا مكانها.
حين وصلوا إلى المطعم، تحدثت "إب*نة عز" عن قريبته تلك المعجبة به، وتداوم على زيارته، فإمتعض و جه "ليلى" ونظرت إليه بحده، لكنه ظل هادئاً حتى أتاه إتصال أبدل هدوئه بغضب مخيف حيث نهض منزعجاً، يأمرهن بالنهوض، ودفع ثمن العشاء.
واسرع إلى الخارج، وهن يتبعنه دون أن تفهم أى منهن أى شىء حتى إب*نته التي لم تواتيها الشجاعة للسؤال عما يحدث؟
فى حين كان "عز" يشعر بالسخط، فتلك المدعوة قريبته بلا حياء مطلقاً، لقد هاتفه الخادم؛ ليخطره بأن تلك الفتاة أتت، وحين علمت أن "عز" وابنته ليسا في المنزل بدت منزعجة، لكنها لم تغادر، بل جلست مستريحة وكأنه منزلها!
ولحظات، وتوافدت النساء، والر جال، ومما سمعه الخادم، فهي قد أقامت حفل مفاجئ؛ لتضع "عز" فى موقف حرج؛ لأنها أخطرت الجميع أن هذه حفلة خطبتهما، فهل هى غبية إلى هذا الحد، أم ماذا؟! هل تعتقد حقا أنها ستجبره على الزو اج منها بهذا الشكل؟!
هل اختفت الكرامة لديها، أم ظنت أن شهامته ستمنعه، لا، إذا كانت تظن هذا، فهي مخطئة تماماً، وسوف يؤكد لها هذا بالدليل، والبرهان.
لم يكن و جه "عز" يفسر، لقد كان غاضباً بشده، فجلسن صامتات حتى وصل إلى منزله، فنزل مسرعاً من السيارة، وهن تتبادلن نظرات القلق ولم تنزل أى منهن، فتوقف أمام باب منزله، ثم ضرب الجرس، ومن ثم إستدار ينظر لهن، ويصرخ بهن أن ينزلن، فأطعنه فوراً.
كانت تلك الحقود تتصرف وكأنه منزلها بالفعل فإغتاظ مما يحدث، وحين وجدها تستقبله بحرارة إزداد غضبه، فدفعها بقوة عنه مما تسبب فى إختلال توازنها، وسقطت على الأرض تنظر له بذهول، كيف واتته الجرأة لفعل هذا؟!
يتبع