-->

رواية جديدة حارس المقبرة لهالة محمد الجمسي - الفصل 11

 

رواية رعب من روايات وقصص الكاتبة هالة محمد الجمسي
رواية حارس المقبرة




رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


الفصل الحادي عشر

وضعت فوقية قطعة لحم في فمها ثم قالت: 

_هل سوف تخبريني كيف علمت بأمر تفيدة وأ مر كريمة أو لا؟ 

 أبتسمت نوال ثم قالت  وهي تتجاهل كلمات فوقيه: 

_هل مذاق اللحم طيب؟ 

فوقيه: 

_أجل مذاقه شهي حقاً، يبدو أنه لحم جمل صغير 

نوال: 

_أجل هو كذلك، ليس لحم من المغشوش

فوقية: 

_أخبريني، كيف عرفت بأمر تفيدة؟ 

نوال: 

_سوف أحتفظ بهذا الأمر إلى ذاتي 

فوقيه وهي تنظر إلى أبنتها في عتاب: 

_هل ذاتك الآن أكثر ارتياح؟ 

هزت نوال رأسها في رفض وعلامة عدم الرضا وقالت: 

_لا، ليس بعد،لم يعد طموحي وجبة جيدة كل عدة أشهر ولم يعد ضيق المكان يلائم جسدي 


الأم: لا تميل رأسك مع كل ما ليس لك، هذا هو مفتاح هلاكك وسواس الشي*طان  سوف يخرج من رأسك حين تقتنع ذاتك  أن العيشة التي تحيين، تلك التي  يضيق بها صدرك   ألف غيرك يلهثون وراءها والأماني داخلهم أن ينالوا 


نوال: يختلف الوقت وتختلف الأفكار يا أمي عبر السنين، حياتك السابقة كانت أسوأ من هذا لهذا تجدين في تلك الأيام رغد، رغم صعوبتها، ولكن أنا لم أعد اقنع أن شبابي يجب أن يكون هنا 


فوقية: أين عقلك؟ في أي شيء تفكرين؟  


نوال:عقلي في أتم مراحل  رجاحته، ولكنه فقط يريد أن يختار الطريق الصحيح الذي يجب أن نسلكه، كل الطرق الآن لا تزال مبهمة ومغلقة، ولكن ما أريده لن أتنازل عنه


فوقية:طريق! سوف أشج  رأسك إذا فكرت لحظة في الانحراف عن طريقنا وخرجت ذاتك عن طوعي 


 نظرت نوال إلى الأم نظرة مبهمة ثم قالت: 

_لن أرخص من قدر ذاتي، لن أتاجر بج*سدي، هذا أمر به من الأنحط*اط ما يجعل الأمر أشبه بالوقوع في بئر من الدخان، أعلم أن ذاتي وكياني أهم وأغلى من الوقوع في هذا الأمر 

تنهدت فوقية ثم نظرت لها في نظرة شفقا وتابعت: 

_هي مجرد نوبات من جنون وطيش تمرد وقتي وسوف يعود كل شيء إلى طبيعته

❈-❈-❈ 

 اتكئت نوال على المقعد الخشبي الذي يلتصق بالنافذة ثم أ رخت  الستارة التي تحجب الرؤية عن الحي، ونظرت إلى السيارة التي توقفت أمام منزل الجزار، شاهدت في وضوح رجل أربعيني السن يهبط من السيارة ثم يحمل بعض العلب والهدايا ذات الأشرطة الزرقاء، قالت نوال وهي تنظر إلى الأم: 

_صبغة الشعر جيدة ، ولكن ملامح الوجه تشير أنه ترك عمر الثلاثين 

فوقيه: 

_زوجة الجزار ترحب بتلك الزيجة 

نوال: 

_المال يجعل كل شيء لين، يهدم كل الحواجز 

فوقيه: 

_وهل تحتاج المرأة إلى مال؟ أنها من أغنياء الحي 

نوال:

_المال يحب المال يا أم نوال 

فوقيه: 

_لا أظن أن المال هو السعادة 

نوال: 

_ليس هناك غيره مفتاح السعادة يا أمي

لم تمض سوى أربعين دقيقة فقط،وجاءت طرقات زوجة الجزار على منزل فوقية وأبنتها كان وجهها يحمل اضطراب وقلق، دون كلمة واحدة منها إلى نوال، فهمت نوال رغبة الجزار في قراءة فنجان القهوة، لهذا شرعت في اعداده في حين قالت المرأة وهي تنظر في توسل إلى نوال: 

_أنا خائفة من عدم أتمام الأمر 

نوال: 

_ومن أي شيء الخوف يا أم كريمة؟ الرجل جاء إلى بيتك محملاً بالغالي وطلب يد كريمة، ما عليك سوى قول موافقة 

زوجة الجزار وهي تنظر في كل ركن في المنزل، وكأنها تخشي أن تستمع الجدران إلى سرها التي توشك على قوله: 

_الرجل تلهث خلف منه زوجته الأولى

هزت نوال رأسها في سخرية ثم قالت: 

_أتركيها تلهث خلفه، لن تظفر به،لقد جاء إلى أبنتك حتى تعيد له شبابه ورغبة تكاد تضيع منه 

زوجة الجزار: 

_إذن كافة شيء تعرفين عن الرجل، نوال أعلم أن قراءتك إلى الفنجان من مصادقتك إلى إحدى الج*أن، تتيح لك فعل الكثير

نظرت نوال إلى زوجى الجزار في عمق، لم تحاول أن تنفى أو تؤكد كلمات المرأة، مما دفع المرأة أن تقول  في لهفة: 

_أنها خدمة منك اطلبها أسديها لي 

لم تجب نوال، كانت تنظر إلى المرأة في تشفى، كل من يأتي لها تجد متعة في رؤية وجهة ولمس جوارحه وهو يطلب منها شيء ما، تشعر بلذة تغمر كيانها المعقد التي تسرى في كل أرجائه شعور النقص، تلك الطاقة التي تنبعث داخلها لحظة رؤية عيون النساء التي يطرقن بابها تجعلها تشعر بالسيطرة والقوة والنفوذ، وحين تشاهد الحزن في خلاياهم، يغمرها شعور طاغي بالسعادة، شعور الفرح يتزاحم في مواكب  متدفقة تعلو في وجهها فيتهلل في نظرة عيناها ولا تستطيع أن تخفيه أبداً تحاول أن تخدع البعض بالكلمات التي تعبر عن التعاطف، فتسكب بعض عبارات منمقة تحاول أن تخفي بها ظلام القلب وظلال  الصدر السوداء وحقد الجوارح

قالت فوقيه وهي تشفق على المرأة

_سوف تفعل لك أي شيء تطلبينه، أنها لن تتأخر عنك، أنت من أفضل الجارات التي تعتز بهم نوال 


زوجة الجزار: 

_الحب والود بيننا متبادل، لهذا سوف اطلب منها أن تصنع لي حجاب محبة يعجل بتلك الزيجة 

❈-❈-❈

نظرات التعجب والدهشة قد تملكت من كيان فوقية، الأم تعلم جيداً أن ابنتها لا تفقه تلك الأمور، آخر ما تستطيع فعله هو قراءة شحوب البن في الأكواب،هي مهنتها ومهنة جدتها وربما تعود المهنة إلى الجدة السابعة، وضعت فوقيه ترجمة  كل  إشارات ورسم في أذن نوال منذ صغرها، حين أصاب ضعف البصر عيناها، فقررت أن تورث المهنة إلى ابنتها في سن مبكر، سن  المراهقة الثالثة عشر، وقد كان ذكاء نوال وسرعة تلقيها إلى الفهم، سبب من اسباب نجاح انتقال المهنة في وقت قياسي إلى الإبنة، لم يستغرق التعلم سوى سبعة أيام فقط، ولقد حرصت الأم في بداية الأمر إلى أن تجعل إلى أبنتها صيت حتى لا تضيع المهنة من كل منهم، فضعف البصر يجعل الرسومات في الكوب متداخلة على بصر فوقيه، لهذا شرعت تقص على كل جارة تأتي لها أن نوال   قد قرأت لها الفنجان وصدقت كل خبر كان به، وزادت في تذكية الإبنة أن أوثقت يد بشارة الخير في يمين نوال، وأن هذا الأمر متوارث في العائلة 

ولكن نوال حظيت بنصيب الأسد به، فما من فنجان تقرأه الإ ويحمل بشارة خير، حتى إذا جاور هذا الفنجان بركة دموع، هناك طيف خير يغزوه، وذاع صيت نوال في الحي بعد أن نجحت مهمة الأم، وجعلتها تتولى قيادة الأمور وتعتلى عرش المهنة، فجاءت الأمهات  التي يرغبون في رؤية نجاح أبناءهم أولاً في فنجانهم، ثم جاءت من ترغب في معرفة من تشغل فكر زوجها؟ وتجاوزت شهرة نوال الحي فجاور بعض الأحياء البسيطة المجاورة، ولكنه أبداً لم يخرج عن نطاق العشوائيات البسيطة، ولعل ممارسة نوال إلى قراءة الفنجان في الصغر، ووضع الجنيهات القليلة في اليد،   هو ما جعلها تشعر أن الأمر لم يعد يستحق العناء، سنوات تجر ثياب سنوات، والجنيهات لا تزال كما هي، لا ترتقي إلى المبالغ المرجوة، وهذا ما جعل نوال تحقد على كل من يمتلك دخل ثابت، أو يمتلك مال أو  جنيهاً زائد عن حاجته،إلى متى عليها أن تتحمل هذا الأمر؟ ومتى تتغير دفة الأمور؟ هل عليها الإنتظار إلى نهاية العمر؟ حتى تشاهد النقود الحقيقة، أو ربما سوف يمضي العمر كاملاً وهي لم تشاهد بعد اي بارقة أمل، الإنتظار أتعب ذهنها، جعلها تشعر بحاجتها إلى الفرار، أو ربما عليها أن تقتنص الفرصة حين تأتي، ولكن الفرصة  قد تأخرت وربما لن تأتي أبداً، فالأعتاب ليست مثل الأخرى، ونوال قد أيقنت أن عتبة المحظوظات بعيدة عنها، بعيدة مثل بعد الشرق والغرب،  عليها إذن أن تخلق فرصة لها ، عليها أن تفعل ليس هناك بديل عن هذا، حين يرمي الحظ عملة ما عن طريق الخطأ أمام منزلك، إياك أن تركلها، فقط التقطها وأشكر الخطأ الذي قاده لك

 ❈-❈-❈

كادت فوقيه أن تفض سياق التمنى، وتهدم جدران الأحلام لدى زوجة الجزار، كاد لسانها أن ينزلق بنفي امتلاك نوال لهذا الأمر الذي تطلبه زوجة الجزار،      أي جان هذا التي تدعى زوجة الجزار تأخيه إلى نوال؟ وأي حجاب هذا التي تكاد المرأة تموت وهي تطلبه من أبنتها؟  وما الذي دفع المرأة المسكينة إلى بناء تلك القصور في ذهنها؟ الأسئلة التي دارت في ذهن فوقيه جعلت سحابة من التفكير السيء يحوم في عقلها، خاصةً حين سمعت كلمات نوال وهي تقول في صوت واثق: 

_طلبات الجان  لن تستطيعي أن تلبى رغباتها

صعقت فوقية من كلمات نوال، ولكنها لا تستطيع أن تتفوه بكلمة واحدة، هذا يعني هدم المعبد فوق رأس الجميع، إذا فعلت المرأة الأمر هذا يعني أعتراف صريح منها بكذب نوال، وهذا يضيع منها الشعبية التي تتمتع بها في الحي، ويترتب عليه ضياع المهنة ومدخل الرزق الوحيد الذين يعيشون عليه، لهذا أثرت الأم الصمت، صمت يملئه خوف ويظلل حوافه رعب من جرأة نوال، بل الأمر تخطى الجرأة، والتبجح، هو تهور بكل ما تحتويه الكلمة من معان، نوال مثل من يقود سيارة وهو معصب العينين، لا يعلم أي طريق عليه أن يتجه، بل لا يعرف كيف سوف تكون الأمور في الخمس دقائق القادمة، وربما أقل من خمس دقائق، نوال ترهان على أمر تخشى منه الأم كثيراً ولكنها مجبرة على الصمت، تراهن باليوم والغد، بعد أن قررت أن يكون الأمس مجرد صفحة سوف تطويها بل تحرقها وتلقى برمادها في وجه الأم فتظلل عليه عار وفضيحة لقد ضحت بمهنة جدتها وأمها وهذا أمر ودت الأم كثيراً الأ تتخلى عنه الأبنة، ولكن فات وقت الإنكار فات وقت الرفض، عليها أن تستمع وتعتنق الصمت وتشاهد فقط الأمر الذي يدور بين زوجة الجزار وأبنتها نوال، ربما عثرت على  أمر ما يساعدها على عودة الأمور إلى طبيعتها

زوجة الجزار: 

_سوف أنفذ طلبات الجان

نوال: 

_حسناً يا أم العروسة، أول طلب منهم  مال نقدي والمبلغ المطلوب هو ألف جنيهاً كاملاً 

زوجة الجزار: 

_موافقة وماذا أيضاً؟ 

نوال: 

_سبع أثواب من الحرير مثل ما ترتدي إبنتك

زوجة الجزار في لهفة: 

_طلب مجاب

نوال: 

_خروف حي ذو قرون سوداء 

زوجة الجزار: 

_طلب مجاب

نوال: 

_سوف يترك لك الجان مهلة فقط يومين اثنين حتى تقومي على أحضار الطلبات، وبعد عليك أنتظار بضع ساعات وسوف يلقى في ردائك الحجاب 

تهلل وجه زوجة الجزار، قالت وهي تستعد للخروج من منزل نوال: 

_أجل أجل سوف أفعل، لكم الطاعة والمباركة يا أسيادي، المباركة يا ست نوال، ست الجميع وتاج رأسي، المباركة يا ست نوال، المباركة منك ومن أحبابك وأخواتك الجان، كل منهم على رأسي، طلباتكم مجابة 


ما كادت زوجة الجزار تغلق الباب وتصل إلى الشارع، حتى أمسكت الأم ذراع أبنتها نوال وقالت في صوت منخفض، وهي تخشى أن يستمع ا

أحد إلى كلماتها، ويفضح سرها هي وابنتها: 

_ماذا فعلت يا بنت فوقية؟ سوف يقذفون البيت بالحجارة، سوف يقتلوننا أبناء الحي، هل تظنين أنك سوف تنجي  من هذا الأمر؟ أي كارثة تريدين أن تدسي أقدامنا بها؟ أي فضيحة تلك التي تتدبرينها في حنكة ومهارة؟ هل تظنين أن فعلتك سوف تمر مرور الكرام؟ هل تظنين أن الأمر سوف يمضي دون رد فعل؟ المرأة تستغيث وتريد منك أمر أنت لا تفقهين عنه شيء، لماذا وضعت في عقلها أنك قادرة على فعله، وما كل تلك الطلبات التي أمليت على عقلها أن تأتي بها إليك؟ هل تريدين الهروب من الحي بالألف جنيهاً؟ هل تريدين الفرار من هنا بالغنيمة؟  

نوال: 

_ هل الألف جنيها غنيمة؟ 

الأم: 

_سوف نق**تل هنا، هذا أمر أنا على يقين  منه 


نوال: 

_عليك الهدوء يا أمي، كل شيء سوف يكون بخير 

فوقيه: 

_علينا أن نفكر في أمر ما نخبره إلى المرأة، سوف أزعم أن الجان قد هجرك لأنك افشيت سره إلى زوجه الجزار، وأطلب منها أن لا تحضر شيء، هذا العذر سوف يجد داخلها بعض الواقعيه إلى الأمور

 صرخت نوال في حدة: 

_لا، لقد جاءت لي الفرصة على طبق من ذهب، من اليوم فصاعداً سوف تتغير كل الأمور، الأخجبة سوف تدخل كل بيت هنا، والمال سوف يكون في قبضة يدنا مثل الأغنياء 

كادت الأم تبكي وهي تقول في حسرة: 

_أي حجاب هذا الذي تزعمين قدرتك على فعله؟ أنه من أفعال الس**حرة، ليس لنا يد في هذا، المرأة سوف تكشف أمرك، ماذا إذا لم تتم الزيجة؟ ماذا إذا حدث غير المتوقع؟ ربما فر الخطيب من كريمة، تعرفين جيداً أن كريمة لا تمتلك اي نصيب من العلم، وتصرفاتها بها بعض البلاهة،  والرجل يمتلك زوجة سابقة، ربما عاد إلى زوجته، ربما حدث ما لم يتوقعه أحد، علينا أن نخرج من تلك الورطة، ربما علينا من الآن حزم أمتعتنا والرحيل من هذا الحي


جلست نوال في هدوء، ثم ابتسمت وقالت: 

_سوف نغادر هذا الحي هذا أمر مؤكد، ولكن ليس الآن، ربما بعد عدة أشهر، حين يأتي كل جار إلى منزلنا، وقد حمل كل ما يملك لنا، سوف نأخذ كل جنيهاً في  هذا الحي، سوف يأتي الجميع إلينا بإرادته وحين نغترف المال الذي يسمح لنا بالرحيل، سوف نرحل إلى مكان أفضل، به جيران أيضاً يبحثون عن الأحجبة 


هزت الأم رأسها في عدم تصديق، ثم قالت في هلع: 

_أحجبة! هل صدقت كذبتك؟ أي حجاب هذا الذي سوف يهبط في رداء تفيدة زوجة الجزار؟ أي حجاب هذا الذي سوف يحلق في الهواء؟ هل تحاولين خداعي أنا أيضاً؟ كل منا يعلم جيداً أن ليس هناك مآخاه لك بعالم الجان 

نوال : 

_سوف تحصل تفيدة زوجة الجزار على ما تريد، وأحصل أنا على ما أريد، ليس عليك الخوف يا أمي، فقط عليك الأستعداد، سوف يتغير كل شيء، اليوم هو بدايتنا في الحياة

قالت الأم وهي تغمض عينيها وقد سرى في كيانها شعور الخوف من كل الأمور السيئة التي تغزو عقلها: 

_توقفي يا نوال أرجوك، سوف نغرق جميعاً 

أطلقت نوال ضحكة ساخرة ثم أعقبت 

_لا تخافي يا أمي  أمتلك  سفينة أخشابها من الزان، دفة كافة الأمور في يدي

يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية حارس للمقبرة لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية



رواياتنا الحصرية كاملة